بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس التاسع من كتاب فضائل الصحابة من التعليق على صحيح على الصحيح الجامع للامام البخاري رحمه الله تعالى وقد وصلنا الى كتاب مناقب الانصار قال المالي رحمه الله تعالى كتاب مناقب الانصار باب مناقب الانصار هذا الصحيح الجامع جمع ناصر ونصيب فيقال انصار الرجل والواحد ناصر كاصحاب وصاحب والمراد بالانصار اه الاوس والخزرج وهما حيان من الازد من عرب اليمن اجلاهم السيل العرين من اليمن فجاؤوا الى المدينة واسمها يثرب فسكنوها واستوطنوها واكرمهم الله سبحانه وتعالى بان جعل مدينتهم هي دار هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما الاوس والخزرج ابناء حارثة ابن ثعلبة بن المنذر بن ماء السماء وام الاوس والخزرج قائدة بنت الارقم الغسانية وربما نسبوا اليها فقيل فيهم بانو قايدة والمراد الاوس والخزرج والانصار اسم الاسلامي سماهم الله سبحانه وتعالى به في محكم كتابه قال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار وقال تعالى والذين او ونصروا وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسميهم الانصار بدأ المؤلف رحمه الله تعالى مناقب الانصار بالاية الكريمة والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون هذا ثناء من الله سبحانه وتعالى على الانصار وقد وصفهم بانهم تبوأوا الدار اي نزلوا الدار اي نزلوا المدينة فهم اهلها الاصليون كانوا فيها قبل هجرة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش وغيرهم من العرب نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم والايمان قوله تعالى والذين تبوأوا الدعارة والايمان اه لا يصلح عطف الايمان على الدار لان اه الايمان لا يلزم. تبوأوا اي نزلوا فليست معطوبة عليها العطف النسقي المعروف و اه الدار هنا اقصد الايمان هنا اختلفوا في اه توجيهها وفي اعرابها فقيل مفعول المطلق اه قيل مفعول معه قيل مفعول معه اي تبوأوا الدار مع الايمان وقيل مفعول لفعل محذوف مفعول به بفعل محذوف تقديره واخلص الايمان والعرب ربما عطفت معمولا على اخر مع ان العامل لا يصح انصبابه عليهما وذلك بتقدير عامل ينصب على الثاني وذلك كقول الراجز علفتها تبنا وماء باردا حتى شتتها همالة عيناها فالمعنى عجزتها تبنا وانلتها ماء لان الماء لا يعنس ويمكن ان تكون معطوفة ولكن على درب من التضليل وتضمينه اشراف لفظ معناه اخر واعطائه حكمه وعليه يكون المعنى والذين لزموا الدار والايمان ضمن له تبوأ معناه لزموا وهذا الفعل يصح انصبابه على المعمولين معا اي على الدار والايمان يحبون من هاجر اليهم اخبر الله سبحانه وتعالى ان الانصار يحبون المهاجرين حبا لله تعالى ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا لا يجدون في انفسهم اي لا يحزنون ولا يغضبون حين آآ يعطي النبي صلى الله عليه وسلم بعض الاموال اختصاصا اه للمهاجرين بسبب فاقتهم وحاجتهم فلا يحزنون على شيء اوتيه المهاجرون ولا يشركون في صدورهم حاجة مما اوتوا الضمير عائد على المهاجرين اي مما اوتي المهاجرون يحبون من هاجر اليه ولا يشكون في صدورهم حاجة مما اوتوا من باب اعتبار المعنى بعد اعتبار اللفظ يعني نقوله من هاجروا له وهو مفرد. ولكن معناه جمع وجاء الجمع في قوله اوتوا ويؤثرون على انفسهم. اخبر الله سبحانه وتعالى انهم يؤثرون على انفسهم. يقدمون غيرهم على انفسهم وهذا من غاية الكرم. ان يؤثر الانسان اه ضيفه على نفسه لما قال الامام البخاري رحمه الله تعالى حدثنا قال قلت لانس سيضمن كذلك؟ قال قلت لانس اي انس بن مالك ارأيت اسم الانصاري اي اخبرني هي مسماكم الله كما ان الله تعالى هو اللي سماكم في الاسلام بهدلس قال انس بل سمانا الله عز وجل اي سمانا الله عز وجل بالانصار وذلك كما في قول الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار ثم ذكر انهم كانوا يدخلون على انس ابن مالك فيقول قال فيقول لي اي غيلان او لرجل اخر من الازدي فعل قومك يوم كذا وكذا يحدث عن مشاهد الانصار وعن مفاخرهم وبلائهم بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لو فعل قومك يعني الانصار لان الانصار من يقول فعل قومك كذا يوم كذا وكذا كذا وكذا الفاوند يحكى بها الحديث كقولهم كيت كيت فهذه الفاول اه تحكى بها القصة انا ابو اسامة عن هشام عن ابيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها. قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد افترق ملأهم ملأهم وقتلت صلواتهم وجرحوا فقدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم في الاسلام وعلى حد تاني عبيد بن اسماعيل حدثنا ابو اسامة وحماد بن اسامة عن هشام هي عن هشام ابن عروة عن ابيه اي عروة ابن الزبير ابن العوام ابن خويلد ابن اسد ابن عبد العزاق ابن قصيمك عن عائشة ام المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت كان يوم كان يوم ابو عادل بمن عمل الصرف بالتأنيث ولكونيس لكونه اسم بقعة و عليها فلاجل ذلك آآ كان هذا نافعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقع فيه من موت شيوخ اي الكبار وبقاء الشباب الذين امنوا بالنبي ونصروا الحق قالت اذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء وقد افترق ملأهما جماعتهم وقتلت ثرواتهم اي اشرافهم وجرحوا اي كثر الجرح فيهم ودلوقتي بدليل عن المستملي وخرجوا اي ابعد بعضهم عن وطنهم فقدمه الله تعالى لرسوله في دخولهم للاسلام في دخولهم اي لاجل دخولهم في الاسلام حدثنا ابو الوليد حدثنا شعبة عن ابي التياح قال سمعت انس رضي الله تعالى عنه يقول قالت الانصار يوم فتح مكة واعطى قريش يوم فتح مكة واعطى قريشا والله ان هذا لهو العجب. ان سيوفنا تقطر من دماء قريش وغنائمنا ترد عليهم او غنائمنا ترد عليه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الانصار قال فقال ما الذي بلغكم عن ما الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون فقالوا هو الذي بلغك قال اولا ترضون ان يرجع الناس بالغنائم الى بيوتهم وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيوتكم لو سلكت الانصار واديا او شعبا وادي الانصار والشعب هم حدثنا ابو الوليد هشام ابن عبد الملك الطيالسي حدثنا شعبة ابن الحجاج عن ابي التياح هو ياسين بن حميد البصري قال سمعت انس رضي الله تعالى عنه يقول قالت الانصار يوم فتح مكة ويوم فتح مكة واعطى قريش المراد بيوم الفتح هنا انهم قالوا ذلك عام الفتح وليس المقصود يوم فتح مكة لان مناسبة هذا الكلام الذي قالوه هو ما قسمه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم وهي متأخرة عن الفتح فان النبي صلى الله عليه وسلم اقام بضعة عشر يوما بمكة حين فتحها ثم خرج الى غزوة اه حنين ثم بعد حنين خرج الى الطائف وحاصر اهل الطائف زهاء شهر ثم بعد ذلك رجع وقسم الغنائم فهنالك قال من الانصار من حدثاء اسنانهم ومن من ليس من كبارهم تلك المقولة فقال بعضهم ان هذا الذي وقع من اعطاء المؤلفة قلوبهم غنائم حنين وترك الانصاري دون عطايا لهو العجب ان سيوفنا تقطر من دماء قريش يعني انهم قاتلوا قريشا واكثر قتلهم وجراحهم فسيوفهم كأنها ما زالت تقطر من دماء قريش وغنائي الغنائم التي غنمت ترد عليهم اي تعطى لقريش قالوا ذلك حين اثر النبي صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وهم حدثاء العهد بالاسلام من قادة قريش وغيرهم من العرب فعل ذلك تألفا لقلوبهم لمصلحة عظيمة وهي ان يحبب اليهم الاسلام. وان يتألفهم بالعطاء وقد تحققت الحكمة العظيمة التي ارادها رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك فقد وكل الانصار لما جعل الله تعالى في قلوبهم من الايمان دعى النبي صلى الله عليه وسلم اه برواية انه اه ادعى سيدهم وهو سعد بن عبادة فقال ما قالت من بلغتني عن قومك قال هو كما سمعت يا رسول الله فامره ان يجمعه لهم فجمعهم ذي حظيرة فكلمهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون؟ فقالوا هو الذي بلغ قال اولا ترضون ان يرجع الناس بالغنائم الى بيوتهم آآ في بعض آآ الروايات التي وردت في كتب السير ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر الانصار الم الم اجدكم ضلالا فهداكم الله وعالية فاغناكم الله وحربا فالف الله بين قلوبكم فكانوا اذا قال شيئا من ذلك كانوا كلما قال شيئا من ذلك قالوا لله ولرسوله المن والفضل ثم قال الا تجيبوني؟ فقالوا لله ولرسوله المن والفضل فقال اما انكم لو شئتم لقلتم فلصدقتم او صدقتم اتيتنا كذا وكذا يعني فقيرا فاغنيناك وطريدا فاويناك فكانوا يقولون لله ولرسوله المن والفضل مقالة يا معشر الانصار اوجدتم علي في دعاعة من الدنيا تالفت بها قوما ليسلموا ووكدتكم الى ايمانكم اما والله لولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار ولو سلك الناس شعبا وسلك الانصار شعبا لسلكت شعبة شعب الانصار اللهم ارحم الانصار وابناء الانصار وابناء ابناء الانصار. اما ترضون ان يرجع الرجل بالشاة الى منزله وترجعون برسول الله الى رحالكم فقالوا رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم حوضا وقسما ان يرجع الرجل بالشاة والبعير ونحو ذلك من الغنائم الى بيوتهم وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيوتهم لو سلكت الانصار واديا او شعبا لسلكت واديا الانصاري او شعبا يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم مع الانصار فالانصار هم شعاره والشعر هو الثوب الذي يلي الجسد حديث الانصار والشعار والناس بذار والشعار هو الثوب الذي يلي الجسد. اي هم خاصة النبي صلى الله عليه وسلم وايضا الانصار فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الانصارى ويقربهم ويقدمهم وعلى ولو شركة الانصار وشعبا لسلكت شعب الانصار. ولو سلكت واديا لسلكت واديهم والشعب الطريق في الجبل باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار اي قوله لولا الهجرة اي لولا شرف الهجرة الذي حصل لي اه لن تسبتوا الى الانصاري اي انتسبت الى مدينتهم او كنت او حالفتهم ولكن النبي صلى الله عليه وسلم له وصف افضل اه من النصرة وهو وصف الهجرة اه يمنعه ذلك من الانتساب اليه قاله عبدالله بن زيد عبدالله بن زيد بن عاصم الانصاري وقد وصل المؤلف هذا التعليق في غزوة الطائف في الحديث عن الغزوات حدثني محمد بن بشار الدزنا اغوندا حدثنا شعبة عن محمد ابن زياد عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم او قال ابو القاسم صلى الله عليه وسلم لو ان الانصار سلكوا واديا او شعبا لسلكت وادي الانصار ولولا الهجرة لكنتم امرأة من الاعصار فقال ابو هريرة ما ظلم بابي وامي اووه ونصروه او كلمته اخرى الدنيوي محمد بن بشار اه آآ هو بندار العبدي حدثنا غندر هو محمد بن جعفر حدثنا شعبة شعبة ابن الحجاج عن محمد ابن زياد اي القرشي الجمحي مولاه عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان عن النبي صلى الله عليه وسلم او قال ابي القاسم صلى الله عليه وسلم انه قال لو ان الانصار سلكوا واديا او شعبا لسلكوا واديا الانصار اي لو سلك الناس شعبا وسلك الانصار شعبا اخر اي طريقا في الجبل اذا سلكتوا طريق الانصار وليرسلك الانصار واديا وسلك الناس واديا لسلكت وادي الانصار. فالنبي صلى الله عليه وسلم يحب الانصار ويقربهم ولولا الهجرة لكنت امرء من الانصار اي لولا ان الله تعالى اكرمني بوصفي بالهجرة كونه مهاجرا لكنتم رأى من الانصار فقال ابو هريرة ما ظلم بابي وامي اووه ونصروه او كلمة اخرى قال ابو هريرة ما ظلم اي لم يضع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الثناء في غير محله الظلم في كلام العرب وضع الشيء في غير محله ومنه قولهم ومن يشابه اباه فما ظلم اي ما وضع الشبه بغير محله فمن شابه اباه فقد وضع الشبه في محله والمعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يضع هذا المدح في غير محله بل وضعه في محله لان الانصار نصروا النبي صلى الله عليه وسلم واعوذ او كلمة اخرى اي او قال النبي صلى الله عليه وسلم مع هاتين الكلمتين كلمة اخرى يعني او قال ابو هريرة يعني ان ابا هريرة قال ونصره الراوي يرى ان النبي صلى الله ان ان ابا هريرة ايضا يمكن ان يكون قال كلمة ثالثة فقال او كلمة اخرى مع هاتين الكلمتين وهذه الخطبة كما ذكرنا كانت في غنائم حورين وغزوة حنين كانت بعد كانت بعد الطائس والفتح وقد غلب المسلمون فيها غنائمة عظيمة لم يغنموا قبلها بعدها لم يغنموا قبلها مثلها وقبل ان يقسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم جاءه وفد هوس استعطفوا ان يرد اليهم الغنائم فخيرهم النبي صلى الله عليه وسلم بين السبايا والامواج جايبين الزراري والاولاد والنساء والاموال فاختاروا الزراري وقسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حنين فجعل منها اصحاب الميئين اي اعطى رجالا مائة من الابل مائة من الابل فاعطى عيينة بن حصن البزاري مائة من الابل واعطى الاقرع بن حابس مائة من الابل واعطاها ابا سفيان بن حرب بيتا من الابل وعاقبنه معاوية كذلك وارسل بمائة من الابل الى بيت النضر ابن الحارث وجعل رجالا اصحابه خمسين خمسين فاعطاهم من الابل واعطى رجلا ما ملأ بين جبلين من الغنم فاعطاه عطايا عظيمة يومئذ قال البدوي رحمه الله تعالى الغزوات اعطى عطايا شهدت بالكرم يومئذ له ولم تجمجم اعطاه عطاياه اخجلت ذو الحد يوم اذ ملأت رحبا فضامن النعم زهاء البي ناقة منها وما ملأ بين رجلين غنما لرجل وبلهما لحلقه منها ومن رقيقه وورقه منها افاد العم ما ناء به فهال منه عمه عن ثوبه ووكل الانصار خير العالمين لدينهم والف المؤلفين فوجدوا عليه ان منعهم فارسل النبي من جمعهم وقال قولا كالفريد المونق عن نومه ضعف الشرك منطقي يعني انا الانصار وجدوا عن النبي صلى الله عليه وسلم فحزنوا من كونه اختص آآ مؤلفة قلوبهم بما اختصهم به من العطايا فامر النبي صلى الله عليه وسلم سيدهما ليجمعهم وقام فيهم فخطب الخطبة التي ذكرنا انفا فرضي الانصار بذلك وفهموا الحكمة العظيمة التي من اجلها. اختص النبي صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم اه بما اختصهم ونقتصر اليوم على هذا القدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك