هذا الذي حصل فيه الخلاف بين العلماء شيخ رحمه الله تعالى بيختار هنا انه يكفي ان يكون له معنى في الذهن فقط واضح حتى وان لم يكن له افراد في الخارج اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وهذا الدرس السادس شرح التاب الاول من لب الاصول لشيخ الاسلام زكريا الانصاري رحمه الله تعالى رحمة واسعة والشيخ رحمه الله تعالى بعد ما تكلم عن احكام او مسائل المنطوق والمفهوم فرغ من انواع المفهوم وقبل ذلك كان قد فرغ من الكلام عن شرطه شرع بعد ذلك بالمقدمات اللغوية التي اعتاد الاصوليون ان يذكروها في علم الاصول والاصوليون يريدون هذه المباحث قبل الكلام عن مباحث الدلالات كتوطأة وهي تمهيد لكن في الحقيقة هذه المباحث مباحث اللغوية هذه ليست من صلب علم اصول الفقه فقال الشيخ رحمه الله تعالى مسألة من الالطاف حدوث الموضوعات اللغوية وهي افيد من الاشارة والمثال وايسر وهي الفاظ دالة على معان وتعرف بالنقل وباستنباط العقل منه يقول الشيخ رحمه الله تعالى من الالطاف والالطاف جمع لطف وليس جمع لطيفة فجمع لطيفة لطائف لكن الالطاف جمع لطف واللطف يعني المقصود به ايصال الاحسان الى الخلق الشيخ رحمه الله تعالى اراد ان يبين ان من الالطاف الربانية بخلقه ان هيأ لهم هذه الموضوعات اللغوية. ما معنى الموضوعات اللغوية التي هيأها الله تبارك وتعالى لخلق المقصود بالموضوعات اللغوية يعني الالفاظ الدالة على معانيه فمن لطف الله تبارك وتعالى بخلقه ان هيأ لهم هذه الالفاظ من اجل ان يعبر الخلق عما يدور في ضمائرهم وفي نفوسهم فاذا اراد الانسان ان يأكل عبر بلسانه عما يريد. اذا اراد ان يشرب اذا اراد ان ينام اذا اراد ان يقرأ. اذا اراد ان يسافر فهذه من الطاف الربانية هل الاطاف الربانية بخلقه تعالى ان هيأ لهم هذه الموضوعات اللغوية التي تدل او يعبر بها الانسان او يعبر بها الانسان عن ما في داخله من المعاني ولهذا الشيخ رحمه الله تعالى بيقول من الالطاف حدوث يعني وجود الموضوعات اللغوية التي عرفها بعد ذلك بقوله وهي الفاظ دالة على معاني قال بعد ذلك وهي افيد من الاشارة والمثال وايسر يعني ان هذه الموضوعات اللغوية او تعبير الخلق او الانسان مثلا بهذه الالفاظ عما يكون في ضميره افضل وافيد ايسر من ان يعبر عما في داخله بالاشارة الاشارة معناها اللي هو الحركة فاذا اراد مثلا ان يأكل اشار انه يريد الاكل اذا اراد ان يشرب اشار باشارة معينة انه يريد الشرب اذا اراد ان يفعل كذا وكذا اشار باشارات معينة انه يريد هذا الامر ايهما ايسر مجرد الكلام لاجل ان يعبر عما في نفسه ولا يعبر عما في نفسه بالاشارة التعبير بالكلام وهذه الالفاظ ايسر وافيد كذلك من التعبير عما في النفس من خلال الاشارة وكذلك الحال التعبير عما في النفس بهذه الموضوعات اللغوية بهذه الالفاظ افيد ايسر من التعبير عما في النفس من خلال المثال ومعنى المثال يعني الشكل الذي يصنع على صورة ما نتخيل كلما اراد الانسان ان يعبر عن شيء في داخله صنع له تمسالا على صورة معينة او على شكل معين ليبين انه يريد كذا. فاذا اراد ان يأكل صنع تمثالا او رسم صورة ليبين انه يريد الاكل اذا اراد ان يشرب اذا اراد ان ينام فعل مثل ذلك الالفاظ ايسر وافيد من الاشارة وافيد وايسر من المثال. ولهذا قال الشيخ رحمه الله تعالى هذا من لطف الله تبارك وتعالى بالخلق ان هيأ لهم هذه الموضوعات اللغوية من اجل ان يعبر الانسان بها عما في نفسه فقال هي افيد لماذا هي افيد هي افيد لان هذه الالفاظ يعبر بها الانسان عن الموجود وعن المعدوم بخلاف الاشارة لا يمكن ان يعبر الانسان بالاشارة الا عن الشيء الموجود المحسوس اذا اراد الاكل الشرب ونحو ذلك فانه يعبر من خلال الاشارة بهذه الاشياء وكذلك الحال بالنسبة للمثال اذا اراد ان يعبر عن شيء موجود ايضا استخدم المثال. لكن بالنسبة للالفاظ فانه يعبر بهذه الالفاظ عن الاشياء الموجودة وعن الاشياء كذلك المعدومة فهي افيد وكذلك ايسر لماذا هي ايسر لانها اقل كلفة اقل كلفة من المثال واقل كلفة كذلك من الاشارة كلما اراد ان يعبر عن شيء فعل حركات معينة. طب هذا ايسر ولا هو يتكلم بالفاظ معينة لا شك التكلم بالفاظ معينة ايسر بكثير من الاشارة كذلك كلما اراد شيئا رسم صورة او صنع تمثالا هل هذا ايسر ولا يتكلم بالفاظ معينة يعبر بها عما بداخله لذلك قال هذا افيد وايسر من الاشارة والمثال فهذه الالفاظ او هذه الموضوعات اللغوية او هذه الالفاظ انما تخرج مع النفس الضروري ولهذا كان ايسر من هذا النحو ايضا ثم عرف الشيخ رحمه الله تعالى هذه الموضوعات اللغوية بقوله وهي الفاظ دالة على معان فهي عبارة عن الفاظ وهذه الالفاظ تدل على معاني سواء كانت هذه الالفاظ الفاظ مفردة او كانت هذه الالفاظ الفاظ مركبة وهنعرف ما هو المفرد وما هو المركب وما هو الكلي وما هو الجزئي من خير ما سيذكره الشيخ ان شاء الله تعالى فالحاصل ان هذه الموضوعات عبارة عن الفاظ واللفظ هو الصوت المشتمل على حروف فهذا صوت المشتمل على حروف يدل على معان يدل على معانيه قال رحمه الله تعالى وتعرف بالنقل وباستنباط العقل منه طيب الان كيف تعرف هذه الالفاظ الالفاظ التي تدل على معنى او كيف تعرف هذه الموضوعات اللغوية تعرف هذه الموضوعات اللغوية من خلال امرين. الامر الاول النقل الامر الثاني من خلال العقل هو زاد الذي يحضر الدرس عادة فلما حضر الدرس كالعادة قلت زيد حضر الدرس اليوم. فيمنع تصوره وقوع الشركة فيه لا يمكن ان يطلق هذا على غيره. زي محمد رسول الله والنقل اما ان يكون متواترا واما ان يكون احدا طيب ما معنى هذا الكلام؟ الان الطفل الصغير كيف يتعرف على اسماء الاشياء ان هذه مثلا هذا آآ طبق وهذا اه سلم وهذا سرير وهذه ارض وهذه سماء كيف يتعرف الطفل ويتعلم الطفل اسماء هذه الاشياء من خلال النقل من خلال مسلا ما قله اليه الوالدان او الاقارب او الاصدقاء من خلال النقل هذا نتعرف على الموضوعات اللغوية هذا النقل اما ان يكون متواترة متواترا يعني ايه يعني معروف لدى الجميع الكل يعرف هذا الامر ان هذا الذي هو فوق سماء وهذا الذي نمشي عليه ارض والان الجو حار او الجو بارد فهذا نقل متواتر الكل يعرف يعرف يعرف هذه الاشياء لا يجهله احد وقد يكون هذا النقل من طريق الاحاد يعني ايه من طريق الاحاد؟ يعني لا يعرفه الا الخواص من الناس كبعض الالفاظ الغريبة التي لا يعرفها الا الاحاد من الناس. زي مسلا بعض الالفاظ التي لا يعرفها الا الدارس للغة او بعض الالفاظ التي لا يعرفها الا اصحاب مهنة معينة او حرفة معينة زي مسلا الاطباء يعرفون ان هذا الشيء يسمى كذا لا يعرف هذا الشيء الا الاطباء لا يعرف هذا الشيء مثلا في مهنة اخرى الا المهندسون. لا يعرف هذا الشيء الا الخياط او نحو ذلك فهذا عرف من خلال النقل هذا لانه احترف هذه المهنة تعرف عليها من خلال الاساتذة او من علمه هذه المهنة او هذه الحرفة لكن من لم يحترف هذه الحرفة هل يمكن ان يتعرف على هذا الشيء لا النقل هنا نقل احد. فاذا الحاصل الان ان هذه الالفاظ او هذه الموضوعات اللغوية تعرف من خلال النقل والنقل كما قلنا اما ان يكون تواتر واما ان يكون بالاحاد. قال رحمه الله تعالى وباستنباط العقل منه وهذا الطريق الطريق الاخر والطريق الثاني او الطريقة الثانية التي من خلالها نتعرف على الموضوعات اللغوية من خلال العقل طيب يأتي هنا السؤال هل يستقل العقل بمعرفة الالفاظ الدالة على معاني يعني لو ان انسانا اخذ يتفكر في شيء معين هل يمكن بعقله ان يتوصل الى اسم هذا الشيء لأ العقل لا يمكن ان يستقل بمعرفة الموضوعات اللغوية. وانما يعرف العقل ذلك من خلال النقل يعرف العقل ذلك من خلال النقل مثال ذلك النقل مسلا يقول ان الاسم المعرف بالالف واللام يصح الاستسناء منه الاسم المعرب بالالف واللام يصح الاستثناء منه وكذلك النقد يقول كل ما صح الاستسناء منه وهو لفظ عام فيأتي العقل من خلال هذا النقل فيقول اذا المحلى بالالف واللام لفظ عام يبقى العقل توصل الى هذا الشيء من خلال المقدمات التي هي اصل من النقل فمن خلال ذلك معرفة ان الالف واللام لفظ يفيد العموم والذي توصل اليه اه توصلنا اليه من خلال العقل اعتمادا على النقل وبهذا تعرف ايضا المبادئ او الموضوعات اللغوية ولهذا الشيخ بيقول وتعرف بالنقل وباستنباط العقل منه. ثم قال بعد ذلك ومدلول اللفظ معنى جزئي او كلي او لفظ مفرد او مركب مدلول اللفظ مدلول اللفظ قسمان مدلول اللفظ قسمان القسم الاول معنى القسم التاني لفظ هذا الذي سنذكره الان يلخص لنا كل ما ما ذكره الشيخ رحمه الله تعالى رحمة واسعة قبل ان اتكلم عن اقسام مدلول اللفظ. ايه هو مدلول اللفظ اصلا نقول مدلول اللفظ يعني هو ما يصدق عليه يعني ما يصدق عليه ما يفهم منه هو قسمان باعتبارات مختلفة لكن الحاصل ان مدلول اللفظ اما ان يكون معنا واما ان يكون لفظا المعنى ينقسم الى قسمين الى جزئين واكل لي واللفظ ينقسم الى قسمين الى مركب والى مفرد والمفرد ينقسم الى قسمين الى مهمل والى مستعمل فهذا هو حاصل ما ذكره الشيخ رحمه الله تعالى. طب نتكلم اولا عن المعنى المعنى الشيخ بيقول ومدلول اللفظ معنى وهذا المعنى اما ان يكون جزئيا واما ان يكون كليا. ما هو المعنى الجزئي المعنى الجزئي هو ما يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه مثال ذلك زيد الذي هو علم على شخص معين لما اقول مثلا زيد حضر الدرس اليوم يبقى هذا زيد هذا هذا اللفظ هل هو جزئي ولا كلي؟ نقول هو جزئي لانه لا يصدق الا على شخص معين لما احد يقول محمد رسول الله هل يقصد بذلك كل شخص اسمه محمد ولا يقصد بذلك محمد النبي لا يقصد بذلك محمد النبي محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم فاذا محمد هذا لفظ او نقول محمد هذا معنى جزئي يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه. طيب ايه معنى القسم الاخر اللي هو المعنى الكلي؟ عكس المعنى الجزئي المعنى الكلي هو ما لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه كلظ الانسان بلفظ الانسان هو خاص بفرد معين ولا هو يصدق على كل حيوان ناطق نقول لا يصدق على كل حيوان ناطق برضو عشان المسألة تبقى واضحة وان كان هذه المسألة مفترض تبقى لدينا جميعا معنى الحيوان من الحياة الحيوان يعني منه قول الله عز وجل وان الدار الاخرة اللي هي الحيوان. فهذا هذا الكائن الذي به حياة وبه نطق ومعنى نطق يعني تفكير هذا هو الانسان فالحاصل ان الانسان هذا معنى كلي ولا معنى جزئي هذا معنى كلي لانه لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه طيب ده بالنسبة للمعنى. طب بالنسبة لللفظ اللفظ كما قلنا ايضا ينقسم الى قسمين الى لفظ مركب والى لفظ مفرد واللفظ المفرد اما ان يكون مستعملا واما ان يكون مهملا. طب ايه اللفظ المفرد وايه اللفظ المركب اللفظ المفرد كما سبق وعرفناه قبل ذلك هو ما لا يدل جزءه على جزئه معناه. زي مسلا كلمة زيد جزء هذه الكلمة يدل على جزء المعنى لا حرف الزاي الذي في اوله لا يدل على جزء المعنى حرف الياء لا يدل على جزء المعنى. حرف الدال لا يدل على جزء المعنى فهذا لفظ مفرد. لا يدل جزءه على جزء معناه واما اللفظ المركب فهو الذي يدل جزءه على جزء معناه زي غلام زيد. جزء هذا اللفظ المركب يدل على جزء المعنى. فاللفظ اذا قسم الى مفرد والى مركب واللفظ المفرد ينقسم الى قسمين الى الى مستعمل والى مهمل. فعندي لفظ مفرد مستعمل وعندي لفظ مفرد هو مهمل لفظ مفرد مستعمل زي ايه؟ زي الرجل زي ضربة زي اكل زي شرب زي درس زي قرأ هذه الفاظ مفردة مستعملة وعندي الفاظ مفردة هي مهملة يعني ايه مهملة؟ لا تدل على شيء في ذاتها زي حروف الهجاء زي مسلا حرف الجيم هل يدل على شيء؟ فهذا حرف مهمل حرف الدال هل يدل على شيء؟ لأ طيب اذا المفرد ينقسم الى قسمين. طب بالنسبة للمركب ايضا بالنسبة للمركب ينقسم ايضا الى قسمين. فالمركب منه ما هو مهمل ومنه ما هو مستعمل اللفظ المركب المستعمل هو اللفظ الذي يدل على معنى زي مسلا قام زيد قام زيد هل هذا يدل على معنى؟ نعم يدل على معنى. يبقى اذا هذا لفظ مركب مستعمل قرأ عمرو اكل احمد شربت هند كل هذه الفاظ مركبة مستعملة. وعندي الفاظ مركبة مهملة ودللوا على ذلك بالفاظ الهذيان كمدلو اللفظ الهذان. فهذه الفاظ مركبة لكن لا تدل على معنى الفاضل هذيان زي ايه زي مسلا يتكلم الشخص شرب خمرا فتكلم بكلام غير مفهوم او لا يدل على شيء. فقال الشيخ رحمه الله تعالى او لفظ مفرد او مركب يبقى ده بالنسبة للقسم التاني من اقسام مدلول اللفظ قال بعد ذلك والوضع جعلوا اللفظ دليل المعنى وان لم يناسبه في الاصح الوضع ما هو الوضع عرفه بقوله جعلوا اللفظ دليل المعنى. يعني ايه يعني متى اطلق اللفظ وهم منه المعنى زي مسلا لفظ اكل هذا اللفظ يدل على ايه على تناول مأكول معين لفظ شرب هذا يدل على تناول مشروب معين فهذا يسمى بالوضع جعلت الفاظ معينة تدل على معاني معينة او محددة زي لفز سماء زي لفز ارض زي لفز بحر زي لفز نهر. كل هذه الفاظ موضوعة تدل على معنى. طيب يأتي هنا السؤال الاخر وهذا السؤال اجابته محل خلاف بين العلماء. ولهذا عبر الشيخ رحمه الله تعالى عنها بقوله في الاصح ما هو هذا السؤال هل لابد من وجود مناسبة بين اللفظ وبين المعنى لو احنا اطلقنا مسلا على السماء سماء او على الارض ارض او على البحر بحر وهكذا للالفاظ التي تدل على معنى. هل لابد من وجود مناسبة بين اللفظ وبين المعنى الذي دل عليه هذا اللفظ هذا محل خلاف بين العلماء الاصح انه لا يشترط الاصح انه لا يشترط. فقد يطلق اللفظ ويراد به معنى وتوجد مناسبة بين اللفظ وبين المعنى وقد يطلق اللفظ ويراد به معنى ولا مناسبة بين اللفظ وبين وبين المعنى زي مسلا البحر من تبحره وقد يطلق ولا يوجد اي مناسبة بين اللفظ وبين وبين المعنى ومن العلماء من اشترط وجود المناسبة قال لابد من وجود مناسبة بين اللفظ وبين المعنى وبه قال الصيمري الذي اشترط المناسبة والصيمري هذا من الشافعية وهو من المعتزلة لكن واعترض على ما قاله بالاضاد ايه هي الاضضاد الاضاد اللي هو اللفظ الذي يحمل المعنى وضده في نفس الوقت زي القرب القرء يطلق على ها الحيض والطهر. طب لو كان هناك فيه او شرطنا وجود المناسبة بين اللفظ وبين المعنى. طب هو عندنا اللفظ اهو اطلق على ايه على معنى وعلى ضدي في نفس الوقت ما هي المناسبة فاشكل عليه بهذا الاعتراض وزي مسلا آآ والليل اذا عسعس عسعس يعني هنا هل هو يعني اقبل ولا اكبر عندنا اشياء هي الضاد الفاظ هي الضاد تطلق على المعنى وتطلق كذلك على ضده فالحاصل الان انه لا يشترط وجود مناسبة بين اللفظ وبين المعنى. قد تكون هناك مناسبة وقد تكون هناك ما فيش مناسبة او لا توجد مناسبة بين اللفظ وبين المعنى قال رحمه الله تعالى واللفظ موضوع للمعنى الزهني على المختار واللفظ موضوع للمعنى الذهني على المختار. يعني الان لما يأتي اللفظ لفظ من الالفاظ هذا اللفظ مثلا يدل على معنى هل يشترط ان يكون له افراد في الخارج ولا يكفي ان يكون له معنى في الذهن فقط الشيخ بيقول المختار انه موضوع بهالمعنى الذهني حتى وان لم يكن له افراد في الخارج فمثلا لفظ الاسد هذا لفظ ممنوع لمعنى طيب هل له افراد في الخارج ولا ما لهوش؟ له افراد في الخارج اللي هو الحيوان المفترس المعروف. هل يمكن ان تكون هناك الفاظ وهذه الالفاز ليست لها معنى الا في الزهن فقط ومثال ذلك بحر من الزئبق هل يمكن ان يوجد؟ هل يوجد بحر من زئبق في الخارج يعني في دنيا الناس في هذا العالم هل يوجد بحر من زئبق لأ هذا موجود في الذهن فقط. يمكن تصوره في الذهن فقط لهذا اختار ان اللفظ موضوع للمعنى الذهني ولا يشترط وجود افراد في الخارج لهذا اللفظ قال رحمه الله قال ولا يجب لكل معنى لفظ بل لمعنى محتاج للفظ. بمعنى ليس كل لفظ من هذه الالفاظ بالعكس نقول ليس كل معنى من المعاني لابد ان يكون له لفظ وقد تكون عندنا معاني لكن هذه المعاني لا الفاظ لها وانما يحصل التمييز بغيرها بالمثال يتضح المقال. مثال ذلك الروائح احيانا الانسان مسلا يشتم روائح كثيرة ولا يمكن ان يميز بين هذه الروائح بالالفاظ وانما يميز هذه الروائح مسلا باقرب شيء اليها. فيقول مسلا هذا الشيء يشبه رائحة المسك هذا الشيء يشبه رائحة العنبر هذا الشيء يشبه رائحة كذا. فاذا هذه معاني لكن ليست لها الفاظ تدل عليهم ولهذا الشهب يقول ولا يجب لكل معنى لفظ بل لمعنى محتاج لللفظ. قال والمحكم المتضح المعنى. مثلا اطلاق الاسد على الشجاع ممتاز يعني هذا قريب باعتباري مسلا معنى مجازي. جزاك الله خيرا قال رحمه الله تعالى والمحكم المتضح المعنى والمتشابه غيره في الاصح. وقد يوضحه الله لبعض اصفيائه مبحث المحكم والمتشابه من المباحث المهمة او من المسائل المهمة. ما هو المحكم وما هو المتشابه؟ المحكم هو اللفظ المتضح معنى تاني بنقول المحكم هو اللفظ المتضح معناه. هذا المحكم قد يكون نصا وقد يكون ظاهرا. وعرفنا قبل ذلك ما معنى النص وعرفنا معنى الظاهر النص عند الاصوليين هو اللفظ الذي لا يحتمل الا معنى واحدا فقد يكون هذا المحكم الذي يدل على او الذي هو متضح معناه قد يكون نصا وقد يكون هذا اللفظ المتضح معناه ظاهرا يعني ايه ظاهرا يعني لفظ يحتمل اكثر من معنى هو في احد هذه المعاني ارجح. هذا المعنى الراجح هو الظاهر فالحاصل ان المحكم هو اللفظ المتضح معناه اما ان يكون نصا واما ان يكون ظاهرا. طيب بالنسبة للمتشابه المتشابه عكس المحكم او بعبارة ادق المتشابه غير المحكم وهو ما لم يتضح معناه المتشابه هو ما لم يتضح معناه واختلفوا فيه وقال بعضهم هو الذي استأثر الله تبارك وتعالى بعلمه وكل ما استأثر الله تبارك وتعالى بعلمه فهذا هو المتشابه بحيث لا يعلمه احد حتى لو كان من الراسخين في العلم فكل ما استأثر الله تبارك وتعالى بعلمه ولم يطلع عليه احد بحال ولا يعرفه احد بحال فهذا هو المتشابه. لهذا قال بعض العلماء وبعضهم يقول هو ما لم يستأثر الله تبارك وتعالى بعلمه لكن له الفاظ كثيرة محتملة يعني لفظ يدل على معنى لكن هذه المعاني كثيرة جدا. وكلها معاني محتملة وهذا معناه ان المتشابه هو المجمل وقال بعضهم المتشابه هو المجمل. يعني الذي يحتمل اكثر من معنى دون مرجح لمعنى من هذه المعاني. فحصل الخلاف في تعريف المتشابه لكن على كل حال نقول للمتشابه هو غير المحكم. فاذا قلنا المحكم هو المتضح المعنى فالمتشابه غير المحكم قال رحمه الله تعالى وقد يوضحه الله لبعض اصفيائه. اصل هذه المسألة قول الله عز وجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به. كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب فهذا اصل هذه المسألة. فاختلف العلماء في الوقف على الله. هل هذا وقف تام ولا ممكن يكمل ويقول والراسخون في العلم؟ والا يبدأ من والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا. فيقول مثلا وما يعلم تأويله الا الله فيقف وبعدين يبدأ من جديد ويقول والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا هذا وجه عند العلماء. وجه اخر لا يقف عند والراسخون في العلم. يقولون ما يعلم تأويله الا الله وراسخون في علمه. كما كان يقرأ بذلك عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهم ويقول انا من الراسخين في العلم انا ممن يعلم تأويله. والنبي صلى الله عليه وسلم دعا لعبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه وارضاه بذلك. اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. الحاصل الان ان المحكم عرفنا معناه متشابه كذلك ذكر رحمه الله تعالى ان هذا المتشابه الذي هو في معنى المجمل على تفسير بعض العلماء قد يوضحه الله تبارك وتعالى لبعض اصفيائه. يعني قد يوضح الله عز وجل هذا متشابه لبعض اصفيائه من باب المعجزة اذا كانت للنبي او من باب الكرامة اذا كانت لولي فتجد ان النبي يعلم هذا المتشبه معجزة من عند الله سبحانه وتعالى او الولي يعرف هذا المتشابه كرامة من عند الله سبحانه جل وعلا. بعض الاشاعرة ومتكلمي او صفاتية يقولون المتشابه ايات الصفات ما جاء في ايات الصفات هذا من المتشابه الذي لا يعلم معناه الا الله. ولهذا يقولون بالتفويض. تفويض المعنى يقولون لا ندري معاني هذه الصفات. فهي من قبيل المتشابه الذي لا يعلمه الا الله احنا نعرف طبعا الاشاعرة مذهبهم التفيض او التأويل فالتوفيض هو مذهب متقدميهم والتأويل هو مذهب المتأخرين منه. قال رحمه الله تعالى وقد يوضحه الله لبعض اصفيائه. قال واللفظ الشائع لا يجوز وضعه لمعنى خفي على العوام كقول مسبتي الحال الحركة معنى يوجب تحرك الذات. اللفظ الشائع لفظ الشائع الذي يعرفه الخواص ويعرفوا كذلك العوام. الفاظ شائعة يعرفها الجميع. لا يمكن لهذا اللفظ الشائع ان يوضع لمعنى خفي على العوام. لماذا؟ لانه يمتنع ان يخاطب العوام بالفاظ لا يفهمون معناه فلابد اذا كان لفظا شائعا لابد ان يكون كذلك المعنى شائعا بين الناس فيعرفه الخاصة وكذلك العامة. ومثل على ذلك بمثال قال كقول مثبتي الحال. مثبتي الحال هم المتكلمين يعني والحال هي الواسطة بين المعدوم والموجود. يقولون الحركة معنى يوجب تحرك الذات. يعني الجسم. معنى الذات هنا يعني الجسم. ايه معنى هذا الكلام؟ معنى هذا الكلام ان الشيء اما ان يكون موجودا واما ان يكون معدوما هل يوجد واسطة بينهما لا لا يوجد واسطة بينهم بعض المتكلمين يقولون هنالك شيء يسمى بالحال. الحال هذا لا موجود ولا معلوم وذلك مثل العالمية او القادرين. يعني ايه؟ الذات الموجودة هي الموصوفة. والصفة هي العلم والقدرة. والنسبة بين الذات والصفة هي العالمية او القادرين هي التي توجب لمحلها ان يكون عالما او ان يكون قادرا. فهو امر متوسط ما بين المعلوم او معدوم وبين وبين الموجود. فعلى كل حال حاصل المسألة ان اللفظ اذا كان شائعا فلا يجوز وضعه لمعنى يخفى على البعض منهم لابد ان يكون كذلك المعنى شائعا بين الجميع كما ان اللفظ يكون شائعا للجميع او بين الجميع لابد كذلك للمعنى ان يكون شائعا بين الجميع. زي مسلا لفظ القيام هذا اللفظ بين الجميع ولا يعرفه الخواص من الناس. هذا لفظ شائع بين الجميع. فلابد ان يكون الجميع على علم بهذا المعنى الحركة القعود الاكل الشرب القراءة كل هذه الفاظ شائعة فلابد كذلك ان تكون معانيها شائعة يعلمها كل احد. قال الشيخ بعد ذلك المسألة المختار ان اللغات توقيفية. وهذه مسألة ايضا تقول فيها الكلام وحصل فيها خلاف عريض بين العلماء في منشأ ومبدأ هذه اللغات هل هي توقيفية من الله تبارك وتعالى هو الذي اوحاها الى ادم عليه السلام ولا هي اصطلاحية؟ يعني تواطأت طائفة من الناس على تسمية بعض المسميات باسماء خاصة او معينة فاصطلحوا على تسمية السماء سماء والارض ارضا والبحر بحرا ولا هو مبدأ هذه الاسماء من الله سبحانه وتعالى هذه من المسائل التي جرى فيها الخلاف وهل الخلاف له ثمرة ولا ليس كذلك؟ هذا ايضا حصل ايضا فيه الخلاف بين العلماء هنتكلم عنها ان شاء الله في الدرس القادم. وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا آآ ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يوم القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا جميعا للعمل بما نقول ونسمع اه نسأله عز وجل ان ثبتنا على هذا الخير وان يديم علينا هذا الفضل انه ولي ذلك ومولاه جزاكم الله جميعا خير الجزاء وبارك الله فيكم. واسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل عملنا كله صالحا ولوجهه خالصا ولا يجعل فيه لاحد غيره شيئا. انه ولي ذلك والقادر عليه