اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذا الدرس الثاني صفح كتاب لب الاصول بشيء ملك الاسلام زكريا الانصاري الله تعالى رحمة واسعة وفي الدرس اللي فات كنا اه شرعنا في شرح هذا الكتاب المجلس المجلس الفائت هو باكورة هذه المجالس لكن نسأل الله سبحانه وتعالى ان اه ينفعنا واياكم بها اتكلمنا في الدرس السابق عن تعريف اصول الفقه وعن تعريف الفقه وسنة من اصول الفقه ادلة في الفقه الاجمالية وطرق الاستفادة منها او طرق الاستفادة من جزئياتها وحال المستفيد واما الفقه فهو علم بحكم شرعي عملي مكتسب من دليل تفصيلي اتكلمنا عن آآ ادلة وعرفنا الادلة قسمان منها ادلة آآ يعني تفصيلية وادلة اخرى اجمالية وان اصول الفقه يعني ان يعنى بالادلة الاجمالية لا بالادلة لا الادلة التفصيلية وعرفنا كيف نستدل بالقواعد الاصولية وذلك بان نجعلها مقدمة كبرى ونجعل الدليل التفصيلي مقدمة صغرى ينتج او ينتج في الاخر عندنا الحكم اه قال الشيخ شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بعد ذلك والحكم خطاب الله تعالى المتعلق بفعل المكلف اقتضاء او تخييرا وباعم وضعا وهو الوارد سببا وشرطا ومانعا وصحيحا وفاسدا آآ شرع الشيخ رحمه الله تعالى الان في تعريف الحكم الشرعي وقال رحمه الله الحكم الشرعي خطاب الله المتعلق بفعل المكلف اقتضاء او تخييرا او باعم منه اطعم كتاب الله ما هو خطاب الله قول الله هو كلامه سبحانه وتعالى الحكم الشرعي هو كلام سبحانه وتعالى وخطاب الله الذي هو كلامه عز وجل المقصود به هنا المتعلق بفعل المكلف ولما نقول المتعلق بفعل مكلف يعني المرتبط بفعل الشخص البالغ العاقل على وجه البيان لحاله هل يطلب فعله ولا يطلب تركه ولا يخير فيه فعلى ذلك الحكم الشرعي لا يتعلق بغير المكلف وغير المكلف هو الصبي والمجنون ولهذا نقول دائما في دراسة الفروع نقول الحكم التكليفي لا يتعلق بصبي ولا بمجنون لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن الصبي والمجنون انهما قد رفع عنهما القلم فقال عليه الصلاة والسلام رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم الصبي حتى يحتلم والمجنون حتى يفيق فاذا خطاب الله سبحانه وتعالى الذي هو كلامه انما يتعلق بفعل المكلفين فيأتي هذا الخطاب ويبين هل ما يطلب فعله؟ وما يطلب تركه وما فيه التأخير ولهذا بيقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في تعريفه للحكم الشرعي قال خطاب الله المتعلق بفعل المكلف اقتضاء وما معنى الاقتضاء معنى الاستضاء هو الطلب معنى الاقتضاء هو الطلب. والطلب قسمان اما ان يكون اه طلب فعل واما ان يكون طلب تركي وطلب الفعل ايضا على نوعيه اما ان يكون طلب اما ان يكون طلبا للفعل على وجه الالزام وهذا هو الواجب واما ان يكون طلبا للفعل على اه غير على وجه ليس فيه الزام وهذا هو المندوب واما القسم الثاني هو طلب الترك وهو ايضا على نوعين. النوع الاول اما ان يكون فيه طلب للترك على سبيل الازام وهذا هو المحرم واما ان يكون فيه طلب للترك لكن لا على وجه الالزام. وهذا هو المكروه وهذا هو المكروه. فهنا لما يأتي شيخ ويقول الحكم الشرعي هو خطاب الله المتعلق بالفعل المكلف اقتضاء فهذا يدخل فيه الواجب والمندوب والمحرم والمكروه فعرفنا معنى صيدان يعني ايه؟ اقتضاء معناه يعني طلبا للفعل او طلبا للترك قال رحمه الله تعالى اقتضاء او تخييرا والتخيير يعني يأتي الحكم الشرعي وآآ يخير المكلف بين الفعل والترك والتخيير بين الفعل والترك هو الاباحة التأخير بين الفعل والترك هو الاباحة. طيب نضرب نضرب مثالا على على ذلك على الخطاب المتعلق بالسائل المكلف اقتضاء او تأخيرا قال الله عز وجل واقيموا الصلاة اقيموا الصلاة هذا خطاب من الله عز وجل متعلق بفعل مكلف ايجابا للصلاة عليه طيب مسال اخر قال عز وجل وكلوا واشربوا كلوا واشربوا هذا خطاب من الله تعالى متعلق بفعل المكلف اباحة له للاكل والشرب يبقى اذا خطاب الله سبحانه وتعالى الذي يتعلق بالفعل المكلف اما ان يكون فيه قضاء واما ان يكون فيه تخيير قال الشيخ رحمه الله او باعم منه وضعا او باعم منه يعني قد يكون هذا الخطاب قد يكون هذا الخطاب باعم من ان يكون متعلقا بفعل المكلف او بغير فعله وقوله رحمه الله تعالى وضعا يعني بان يجعل ذلك علامة على الحكم التكليفي فعلى ذلك خطاب الله سبحانه وتعالى اما ان يأتي بحكم تكليفه واما ان يأتي بحكم وضعي واضح الان؟ لو كان هذا هذا الحكم او كان هذا الخطاب فيه طلب او فيه تخيير فهذا حكم تكليفي لو كان متعلقا آآ بفعل المكلف او بغير فعله يعني كان علامة على الحكم التكليفي فهذا هو الخطاب الوضعي. طيب نضرب مثالا على ذلك قال الله عز وجل اقم الصلاة لدلوك الشمس اقم الصلاة لدلوك الشمس هذا خطاب من رب العالمين سبحانه وتعالى متعلق بغير فعل المكلف وهو زوال الشئمت عن وسط السماء عند الظهيرة من حيث انه جعله علامة على حكم شرعي وهو وجوب صلاة الظهر فنحن انما نصلي الظهر او تجب علينا صلاة الظهر الى زالت الشمس عن كبد السماء من الذي جعل زوال الشمس علامة على الوجوب؟ هو رب العالمين سبحانه وتعالى اذا هو خطاب من الله عز وجل لنا بان زوال الشمس عن كبر السماء انما هو علامة على آآ ان صلاة الظهر صارت واجبة على كل مكلف فده معنى الخطاب الوضعي هذا هو معنى خطاب الوضعية. يبقى اذا نرجع برضه فنقول الحكم الشرعي قسمان حكم تكليفي هو خطاب الله متعلق بفعل المكلف اقتضاء او تخييرا وهذا له خمسة انواع الايجاب والندب والتحريم والكراهة والاباحة والقسم الثاني للحكم الشرعي هو الحكم الوضعي هو خطاب الله سبحانه وتعالى الوارد بجعل شيء سببا او شرطا او مانعا او صحيحا او فاسدا كما يذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى هنا في المسجد يبقى على ذلك الحكم الوضعي ايضا له خمسة انواع كما ان الحكم التكليفي له خمسة انواع الحكم الوضعي له خمسة انواع السبب الشرط المانع الصحيح الفاسد واضح الان كما ان الحكم التكليفي له خمسة انواع الايجاب الند التحريم الكراهة الاباحة. طيب قد يسأل طالب ويقول كيف نفرق بين الامرين كيف نفرق بين حكم التكليف والحكم الوضعي هنلاحظ هنا من خلال ما ذكرناه ان الحكم التكليفي متعلق بفعل المكلف اما ان يكون فيه طلب او فيه تخيير لما نقول هذا واجب يبقى هذا فيه طلب للفعل على سبيل الالزام وهذا من قيام الحكم التكليفي لما نقول لما نقول هذا مندوب يبقى هذا فيه طلب للفعل لا على سبيل الالزام هو ايضا من الحكم التكليفي. لما نقول هذا محرم بهدفه طلب لترك الفعل على سبيل الازام ما هو اذا من حكم التكليف لما نقول هذا مكروه. يبقى هذا فيه طلب للترك لا على سبيل الالزام يبقى اذا هو ايضا الحكم التكليفي. لما يقول الشارع هذا مباح يعني يستووا فيه الفعل والترك. يبقى هو ايضا يدخل من باب التسامح يعني ضمن الحكم التكليفي واضح الان؟ طب الحكم الوضعي؟ لا الحكم الوضعي انما هو علامة على الحكم التكليفي فلو جعل الله عز وجل مثلا زوال الشمس سببا لوجوب صلاة الظهر. هل هذا يدخل تحت افعال المكلفين؟ زوال الشمس هل يدخل تحت افعال المكلفين الجواب لا طبعا فهزا لا يمكن ان يدخل تحت الحكم التكليفي انما ينقل تحت الحكم الوضعي لانه ثبت بخطاب الشارع فوضعه علامة على حكم شرعي او اقضي على حكم تكليفي لذلك هل بالنسبة للشرط؟ كذلك الحال بالنسبة للمانع. كذلك الحال بالنسبة للصحيح. كذلك الحال بالنسبة للفاسد يدخل في خطاب الله تعالى السنة النبوية ذلك لان السنة مبينة للقرآن. والسنة مفصلة للقرآن. قال عز وجل وانزلنا اليك الذكر لتبين ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. فاذا السنة تدخل في خطاب الله وهي من جملة الوحي لانها مبينة ومفصلة لكتاب الله عز وجل. ويدخل في ذلك ايضا سائر الادلة زي الاجماع لانها تبين حكم الله ومراده سبحانه وتعالى وليست منشأة للحكم في الحقيقة قال عز وجل ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. يبقى هذه اشياء كلها تبين حكمه عز وجل وليست منشئة للاحكام الشرعية طيب يبقى لنا ان ننبه على مسألة مهمة قد ذكرها شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في شرحه الحكم الذي هو خطاب الله عز وجل. حكم الشرع يعني فعرف الحكم بانه خطاب الله وقال عن خطاب الله بانه كلامه النفسي الازلي المسمى في الازل خطابا على الاصح كما سيأتي في المتعلق اه يعني نلاحز هنا ان الشيخ شيخ الاسلام زكريا رحمه الله تعالى يذهب الى ما ذهب اليه المتكلمون من الاشاعرة الى ان الله سبحانه وتعالى لا يتكلم بكلام لفظي صوتي مسموع بل يتكلم بكلام نفسي طيب ما توضيح ذلك توضيح ذلك ان المتكلمين من الاشاعرة يرون او يعتقدون ان كل متكلم يرتب الكلام في نفسه قبل ان ينطق به ثم يأتي الكلام اللفظي المسموع في كشف عن وجود مثله في النفس يبقى الذي في النفس هو كلام نفسي والذي في الخارج كلام لزيز. طيب الان قرآن هذا وكلامه سبحانه وتعالى هل هو كلام لفظي ولا كلام نفسي هم يرون الاشاعرة يرون ان كلامه سبحانه وتعالى كلام نفسي كلامه ان كلامه سبحانه وتعالى كلام نفسي آآ فتكلم سبحانه وتعالى بالقرآن والانجيل والتوراة والزبور وصحف آآ ابراهيم وموسى عليهما السلام تكلم بكل ذلك بكلام نفسي معنوي لا لفظي لا بكلام لفظي مسموع اما تلك الفاظ التي تتلى فهي معانيها فهي فمعانيها قائمة بنفسه سبحانه وتعالى منذ الازل قبل ان يخلق الخلق ويبعث الرسل فخطاب الله متعلق بفعل المكلفين هو كلامه النفسي الازلي والقرآن والسنة والاجماع والقياس وغيرها من الادلة المعتبرة تكشف عن ذلك الخطاب الازلي وتدل عليه لا انها نفسه يعني ليست هي خطاب الله تعالى نفسه انما هي كاشفة لخطابه الازلي طيب لو قيل فعلى هذا منذ الازل قد قام في نفسه سبحانه وتعالى معنى واقيموا الصلاة وقام في نفسه ولا تقربوا الزنا يعني ان الله عز وجل خاطب الخلق بذلك ولا مخاطبة حينئذ فكيف يتم ذلك طيب قالوا هذه الخطابات وغيرها متعلقة بالمكلف على نحوين او على وجهين الوجه الاول خطاب الله عز وجل يتعلق بالمكلف قبل وجوده وهذا يسمى بالتعلق الصلوحي بمعنى ايه؟ بمعنى ان المخاطب اذا وجد بعد ذلك مستجمعا لشروط التكليف تعلق الخطاب به وهو موجود اذلك ويخاطب به كل من صلح له بعد ذلك وهو المكلف البالغ العاقل اعني بالمكلف البالغ العقل فلو وجد مستجمعا لشروط التكليف تعلق الخطاب به فهذا هو الوجه الاول الوجه الثاني هذه الخطابات تتعلق بالمكلف بعد وجوده وهذا يسمى بالتعلق التنجيري فالتعلق الاول قديم ازلي التعلق الثاني تعلق الحادث التألق الساني هذا تعلق حادث وآآ فمات وجد المكلف وفعل آآ او وجد على صفة التكليف فهنا يكون تعلقا تنجيزيا اما ما كان قبل ذلك فهذا يسمى بالتعلق الصلوحي هذا تقرير مذهب المتكلمين من الاشاعرة وهذا الذي يعني جرى عليه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بالشرح وذهب المتكلمون من المعتزلة الى نفي الكلام النفسي اصلا ونفي صفة الكلام عن رب العالمين سبحانه وتعالى وقالوا هو متكلم بمعنى انه خلق هذه الاصوات في محله هو سبحانه وتعالى خلق صوتا سمعه جبريل وموسى عليه السلام مثلا يعني فبلغه اما اهل السنة فهم وسط بين الطرفين فقالوا الله عز وجل متكلم بكلام حقيقي وكلامه سبحانه وتعالى كلام لفظي مسموع وجبريل عليه السلام سمع كلام الله سبحانه وتعالى سمعه من الله عز وجل ونزل به مبلغا رسله كما اخبر الله عز وجل به في كتابه. قال الله عز وجل قل نزله رح القدس من ربك بالحق وبين عز وجل ان كلامه كلام مسموع قال الله عز وجل واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين. قوم فرعون الا يتقون والنداء لا يكون الا بصوت طيب ويدل على انه بحروف مفهومة ومعروفة قوله عز وجل الف لام ميم زلك الكتاب لا رد فيه فتكلم الله عز وجل بكلام وهذا الكلام له حروف وهذا الكلام كلام لفظي مسموع ليس بكلام نفسي كما ذهب اليه بعض بعض الطواف والكلام طبعا وتفصيل الكلام في هذه المسألة آآ يطول لكن لو اراد اه البعض منكم التفصيل يرجع الى الكتب المصنفة في اصول الدين يبقى الان عرفنا ما معنى الحكم الشرعي نعلق على كلام شيخ الاسلام زكريا رحمه الله تعالى بيقول رحمه الله تعالى بعدما آآ بين معنى الفقه ومعنى اصول الفقه اراد رحمه الله ان يبين معنى الحكم الشرعي فقال والحكم خطاب الله يعني كلامه المباشر وهو القرآن او ما يرجع اليه كالسنة والاجماع آآ سائر الادلة المعتبرة قال المتعلق بفعل المكلف يعني المبين لحال فعل المكلف من حيث كونه مطلوب الفعل او الترك او هو مخير فيه ولما نقول المتعلق بفعل المكلف خرج به خطاب الله عز وجل المتعلق بغير فعل المكلف زي مسلا قوله عز وجل الله لا اله الا هو الحي القيوم فهذا خطاب الله لكن لم يتعلق بفعل المكلف انما تعلق به سبحانه وتعالى والمتعلق بفعل المكلف اما ان يكون فيه استضاء يعني فيه طلب للفعل ايجابا او ندبا او فيه طلب للترك تحريما او كراهة. قال او تخييرا يعني بين الفعل والترك وهي الاباحة وخرج بذلك خرج بقوله اقتضاء او تخييرا نحو قول الله عز وجل والله خلقكم وما تعملون. فهذا خطاب الله عز وجل وهذا خطاب متعلق هل المكلف؟ لكن ليس على سبيل الاقتضاء او التخيير وانما هو متعلق بان بافعال الله سبحانه وتعالى لكونها بكونها مخلوقة له عز وجل لا من حيث انه مكلف قال رحمه الله تعالى او باعم. يعني او اما ان يكون هذا الخطاب باعم من فعل المكلف فقد يتعلق الخطاب آآ الوضعي بفعله كقوله عز وجل والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهم فالفرقة فالسرقة معلوم انها من الفعل المكلف وقد يتعلق الخطاب بغير فعل المكلف. كقوله عز وجل اقم الصلاة لدلوك الشمس فدلوك اللي هو زوال الشمس عن وسط السماء ليس فعلا المكلف قال رحمه الله تعالى وضعا يعني جعلا للشيء سببا او شرطا او مانعا او صحيحا او فاسدا ولهذا فصل شيخ الاسلام وبين ذلك بقوله وهو الوارد سببا وشرطا ومانعا وصحيحا وفاسدا يعني هذا الوضع ورد بكون الشيء سببا او شرطا الى اخره كل هذا سيأتي بيان ان شاء الله بالتفصيل من خلال ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى آآ رحمة واسعة الان فهمنا اه تعريف الحكم الشرعي من خلال ما ذكره الشيخ رحمه الله قال بعد ذلك آآ قال ولا حكم او قال فلا يدرك حكم حكم الا من الله قال فلا يدرك حكم الا من الله. وعندنا ان الحسن والقبح بمعنى ترتب الذم حالا والعقاب مآلا شرعيان وان شكر المنعم واجب بالشرف وانه لا حكم قبله بل الامر موقوف الى وروده قال فلا يدرك حكم الا من رب العالمين سبحانه وتعالى. يعني اذا ثبت ان الحكم هو خطاب الله فالحكم له سبحانه وتعالى وحده وحيث لا حكم آآ الا لله فهنا لا حكم لغيره سبحانه جل في علاه لا حكم لغيره مع فعله هو الحاكم سبحانه وتعالى دون ما سواه ولابد ان ننتبه هنا الى ان هذا محل اتفاق بين جميع المسلمين ولم يخالف في ذلك احد منهم واما ما ينسب الى المعتزلة قولهم في قولهم ان العقل حاكم فهذا غير صحيح فهذا غير صحيح كل الطوائف على اختلافهم. اتفقوا على ان الحكم لله سبحانه جل في علاه لا لغيره واضح الان لكن طبعا آآ يعني الخلاف الحاصل في هذه المسألة ان هو هل يمكن للعقل ان يدرك حكم الله سبحانه وتعالى هل يمكن العقل ان يدرك حكم الله؟ او ليس كذلك فهذا الذي جرى فيه الخلاف وتفصيل المسألة قبل ورود الشريعة ومجيء الرسل فحصل الخلاف بين العلماء. هل يمكن للعقل ان يكتشف حكمه سبحانه وتعالى بناء على ما فيه الافعال افعال المكلفين من مصالح ومفاسد فمثلا يعني لو كان هنالك خلق يشركون بالله سبحانه وتعالى وحصلت منهم السرقة والكذب ونحو ذلك. فهل يمكن للعقل ان يدرك ان الله عز وجل ينهى عن الشرك وينهى عن السرقة هذه وينهى عن الكذب هذا وينهى عن الظلم ونحو ذلك من هذه الافعال باعتبار انها قبيحة في العقل وهل يمكن في المقابل يعني ان يدرك العقل ان الله عز وجل امر بالتوحيد وامر بالعدل وامر بالصدق لانها مستحسنة في العقل ولى العقل لا دور له في ادراك هذه الامور. وان هذا كله موقوف على الشرف هذا الذي جرى فيه الخلاف المعتزلة يقولون العقل يمكن ان يدرك حكم الله سبحانه وتعالى. فيمكن ان يعرف ان هذا الفعل واجب عند الله. وهذا الفعل محرم عند الله ويترتب عليه ان من اشرك استحق الذنب في الدنيا عند الله والعقاب في الاخرة ومن وحد الله استحق المدح في الدنيا والثواب في الاخرة باعتبار ان العقل يمكن ان يدرك حسن هزه الافعال ويدرك كذلك قبحها ويعرف من خلال ذلك ما يترتب عليه من الثواب والعقاب هذا عند المعتزلة طيب عند الاشاعرة وجماعة من الحنابلة قالوا العقل لا يدرك حكم الله قبل مجيء الرسل فلا يمكن ان تعرف الواجبات ولا يمكن ان تعرف المحرمات الا بواسطة الرسل فعل ذلك من وقع منه الشرك قبل مجيء الرسل فهذا لا يستحق الذم في الدنيا ولا يستحق كذلك العقاب في الاخرة من اتى بالتوحيد على النقيض يعني تماما من اتى بالتوحيد ايضا لم يستحق المدح في الدنيا ولا الثواب في الاخرة لانه لم يأته رسول لانه لم يأته رسول والله عز وجل قال في حق الرسل ورسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة ها بعد الرسل طيب قبل الرسل هنا سيكون لهؤلاء حجة عند الله سبحانه وتعالى باعتبار انهم ما جاءهم البيان وقال الله عز وجل وما كنا معذبين حتى نبعث رسوله. وقال عز وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى لهم ما يتقون. كل هذه الادلة ترجح المذهب الثاني وهذا هو مذهب ايضا اهل السنة ان العقل لا يدرك حكم الله قبل مجيء الرسل لا تقف الواجبات ولا المحرمات ونحو ذلك هذه الامور الشرعية لا تدرك بمجرد العقل وبالتالي لا يمكن العقل ان يحكم بترتب الثواب او عقاب على مسل زلك لكن برضو لابد ان ننبه الى ان الحسن والقبح له معاني باعتبار طبعا ان الشيخ هنا بيقول وعندنا ان الحسن والقبح بمعنى ترتب الذنب حالا والعقاب مآلا شرعيا. لما يقول هنا وعندنا ان الحسن والقبح بمعنى ترتب الذنب حالا والعقاب مائلا نستخلص من ذلك ان الحسن والقبح له معاني ولهذا الشيخ اراد ان يبين آآ انه اراد بالكلام لكلامه معنى من هذه المعاني ونلاحظ ايضا ان الشيخ هنا قال وعندنا وقد ذكر في اول الكتاب في المقدمة انه اذا قال عندنا يعني عند الاشاعرة خلافا للمعتزلة. فالخلاف هنا بين الاشاعرة وبين المعتزلة كما بينا فالحسن والقبح اذا له معاني يطلق الحسن ويراد به ما يوافق الطبع الانساني ويطلق القبح ويراد به ما ينافر الطبع الانساني. زي مسلا الاشياء الحلوة هذه موافقة للطبع الاشياء المرة هذه منافرة بالطبع زي الفرح هذا موافق للطبع زي الحزن هذا منافي آآ او مناف للطبع فعلى ذلك كل ما كان محبوبا للنفوس فهو حسن وما كان اه مبغوضا ومنافرا للطبع فهو قبيح طيب الان لو احنا عرفنا الحسن والكح بهذا المعنى هل يمكن ان يدرك العقل هذه الامور ولا نعم فعلى هذا المعنى يكون الحسن والقبح عقلي يعني ايه؟ يعني يمكن للعقل لوحده ان يدرك ذلك دون ان يتوقف على مجيء الرسل واضح الان طيب الان عندي معنى اخر قد يأتي الحسن ويطلق ويراد به صفة الكمال ويأتي القبح ويراد به صفة النقص. زي كده العلم العلم هذه من صفة العلم هذا صفة. صفة كمال. الجهل صفة نقص القدرة والحلم والكرم والشجاعة وسهاد كمال العجز والطيش والبخل والجبن صفات نقص وهذه ايضا معاني يمكن ان يدركها العقل بعيدا عن الشرع لا يتوقف هذا على مجيء الرسل. يعني اه لا يشترط ان يأتي رسول ويقول العلم كمال والجان نقص العقل يمكن ان يدرك ذلك. فاذا العقل له مدخل في التحسين والتسبيح ولا لا؟ نعم العقل له مدخل في التحسين والتقبيح. فاذا كان الحسن يراد به ما يوافق الطبع الانساني والقبح ما ينافي الطبع الانساني او كان المراد بالحسن ما اه فيه صفات كمال وما والقبح وما كان فيه صفات نقص فهذا آآ يدخل فيه العقل العقل هنا يدخل في طيب هناك معنى اخر معنى ثالث للحسن والقبح ويطلق الحصن ويراد به ما استحق فاعله عند الله المدح في الدنيا واستواب في الاخرة ويطلق القبح على ما استحق فاعله عند الله تعالى الذنب في الدنيا والعقاب في الاخرة. وهذا هو الذي جرى فيه الخلاف بين المعتزلة وبين غيرهم من الاشاعرة واهل السنة فعند الاشعة يقولون ما يترتب عليه الثواب والمدح في الدنيا والثواب في الاخرة فهذا شرعي ما يترتب ما يترتب عليه الذم عند الله في الدنيا والعقاب في الاخرة هذا ايضا شرعي لا مدخل للعقل فيه المعتزلة لأ يقولون لا يمكن ان يدرك العقل ذلك ايضا حتى وان لم يأتي الشرع به فالعقل يمكن ان يحكم على الشيء بانه ممدوح عند الله وصاحبه سيعاقب عليه في الاخرة العقل يمكن ان يحكم ان هذا الفعل يعني مذموم عند الله وان صاحبه سيعاقب عليه في الاخرة وهذا يعني اه خلاف لما قال خلافا لما وهذا بخلاف ما قاله اهل السنة يقولون هذا لا يعرف الا بالشرع هذا لا يعرف الا الا بشرط طيب ولهذا الشيخ بيقول وعندنا ان الحسن والقبح بمعنى ترتب الذمي حالا والعقاب مآلا؟ قال شرعيان لا يعرف هذا الا من خلال الشرع. اما الحسن والقبح بمعنى صفة الكمال او صفة النقص او ما يوافق الطبع الطبع فهذا ليس بشرعي انما هو عقلي وهذا لا خلاف فيه ثم تكلم عن شكري المنعم المنعم فقال وان شكر المنعم واجب بالشرع توكل المنعم المربي المنعم هنا هو رب العالمين سبحانه وتعالى فشكر المنعم سبحانه وتعالى بمعنى آآ ثناء العبد على ربه على نعمه سبحانه باللسان واعترافه بقلبه بنعمته وفضله عليه وصرف آآ اعمال الجوارح لما يحبه رب العالمين سبحانه وتعالى ويرضاه آآ هذا ايضا مما جرى فيه الخلاف بين المعتزلة وغيرهم المعتزلة يرون ان هذا الشكر واجب بالعقل وهذا متفرع عن المسألة التي ذكرناها انفا مبنية على ان المسألة الاولى باعتبار ان هذا شيء يستحسنه العقل وبالتالي يترتب عليه المدح عند الله في الدنيا والثواب عليه في الاخرة المعتزلة يرونه ان هذا الامر واجب عقلي لانه مبني على المسألة الاولى فانه اذا ثبت ان شكر المنعم حسن فيعني في العقد فيجب على العبد ان يأتي به والا عرض نفسه للذم والعقاب اما الاشاعرة وكذلك هو مذهب اهل السنة يرون الى يرون ان شكر المنعم طبعا كل الكلام هنا قبل ورود الشرع قبل مجيء الرسل يرون انه واجب شرعي لانه مبني على المسألة الاولى زي ما زكرنا فالواجب هو ما استحق فاعله المدح والثواب واضح وآآ وبالتالي لا يمكن ان يعرف ذلك هذا الثواب او هذا المدح الا من خلال الوحي واما اذا لم يكن ثم وحي فهذا لا يتعلق به حكمه عند الله سبحانه وتعالى بالنسبة للمكلف فالوسيلة التي يعلم بها المكلف مراد الله وهل هذا يحبه او لا يحبه؟ انما هو الوحي مباشرة فالاشاعرة وغيرهم يرون انه واجب شرعي. شكري منعم واجب شرعي واضح؟ فلا يجب على العباد آآ شيء من سقم او غيره ولا يحرم عليه شيء ولا يحرم على العباد شيء من شرك او غيره الا بعد مجيء الرسل طيب لا رسول لم يأت الرسول فهنا حينئذ لا واجب ولا محرم لا واجب حينئذ ولا ولا محرم طيب نرجع الى ما قاله شيخ الاسلام رحمه الله تعالى قال فلا يدرك حكم الا من الله فلا يدرك حكم الا من اللفظ يعني اذا ثبت ان الحكم هو خطاب الله عز وجل فعلى ذلك لا يدرك حكم الا الا من الله قاله جل في علاه طيب اذا لم يكن عندنا خطاب من الله سبحانه وتعالى لم يكن ثم وحي وهنا لا يمكن ان ندرك حكم الله سبحانه وتعالى قال وعندنا يعني عند الاشاعرة ان الحسن والقبح بمعنى ترتب الذم حالا يعني الحسن والقبح لشيء بمعنى ترتب يعني استحقاق المدح والذم حالا. يعني في الحياة في الحياة الدنيا والعقاب مآل يعني في الاخرة زي حسن الطاعة وقبح المعصية الى اخره اما لو كان المربي الحسن والحسن هو يعني آآ ما يوافق الطبع الانساني والمراد بالقبح هو ما ينافر الطبع الانساني في عيادة عقلية ولو كان المراد بالحسن هو اه صفة او ادراك صفة الكمال والمراد بالقبح ادراك صفة النقص فهذا ايضا عقلي واضح الان قال رحمه الله تعالى وان شكر المنعم واجب بالشرع. يعني وعندنا الاشاعرة ايضا وهنا ايضا مذهب اهل السنة ان شكر المنعم اللي هو صرف العبد جميع ما انعم الله عليه من السمع والبصر وغير ذلك في فيما يحبه الله ويرضاه هذا واجب لكن بالشرع لا بالعقل. فلا يمكن للانسان ان يحاسب على ذلك بمجرد ان عقله ادرك هذا الامر او ادرك ان هذا الامر حسن لابد ان يأتي الشرع ويبلغه ان هذا واجب فلابد ان تفعله والا فانت اثم ومعاقب على ذلك في الاخرة واضح قال وانه لا حكم قبله يعني وعندنا يعني عند الاشعة وكذلك هو مذهب اهل السنة انه لا حكم يخاطب به الخلق قبل الشرع قبل الشرع يعني قبل ان يبعث اه او يرسل احد من المرسلين قال بل الامر موقوف الى الى وروده. يعني هذا الحكم متوقف الى ان يرد الشرع الشرع به حيث لا لا شرع فاذا لا حكم فإذا لاحو طبعا عند المعتزلة لأ الامر مش موقوف عند الشرع بل العقل يمكن ان يدرك زلك فلو ادرك انه حسن فهو فصاحبه اه فلابد على صاحبه ان يأتي به وهو ممدوح عند الله بذلك وان لم يأت به فهو سيعاقب على ذلك في الاخرة طيب ننتبه الان لهذه المسألة ننتبه الان لهذه المسألة قال لما نقول ان ترتب الثواب او العقاب في الاخرة والمدح والذم في الدنيا نقول ان هذا امر شرعي وليس مما يدرك بالعقل كما ذهبت اليه المعتزلة. هل معنى ذلك ان العقل لا يمكن ان يدرك ان هذه الافعال قبيحة او ان هذه الافعال حسنة؟ لا يمكن ان يدرك ذلك العقل يمكن ان يدرك زلك لكن الكلام الان فيما يترتب عليه من الثواب والعقاب عندما لابد ان يأتي الوحي بان هذا يترتب عليه الثواب او يترتب عليه العقاب عند المعتزلة لا لا يستاط وجود الراء الوحي بذلك مجرد ادراك العقل لان هذا الشيء قبيح او ان هذا الشيء حسن هذا يترتب به الثواب والعقاب واضح الان طيب ثم شرع الشيخ رحمه الله في الكلام عن الحكم التكييفي. نتكلم ان شاء الله عنه اه بالتصفيف اللي داخل القادم وفي الختام اه نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه آآ زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يوم القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وحسبنا ونعم الوكيل ونسأل الله عز وجل آآ ان يوفقنا واياكم لما للعمل بما نقوله ونسمع ونسأله سبحانه وتعالى ان يثبتنا واياكم على هذا الخير وان يديم علينا هذا الفضل انه ولي ذلك ومولاه لو في شيء يحتاج الى توضيح او اي سؤال كما ذكرنا اه فليتفضل