الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم من شرح متن العقيدة الطحاوية. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد انتهينا في اخر درس توقفنا عنده على مبحث كتاب النبوات ونذكر في هذا الدرس جملا من الادلة والنصوص من الكتاب والسنة التي قد يتوهم منها الاختلاف او الاعتراظ او التعارض في باب النبوات كما فعلناه في باب القدر تذكرون نبدأ ان شاء الله بسرد هذه النصوص والتي هي متعلقة بباب النبوات وقد يفهم منها شيء من التعارض ونوفق بينها بما يفتحه الله عز وجل وهي قرابة الثلاثين فرعا نأخذها واحدة واحدة باذن الله عز وجل الفرع الاول ان قيل كيف نجمع بين قول الله عز وجل لا نفرق في في شأن الانبياء لا نفرق بين احد منهم فهذه الاية تنص وتدل دلالة واضحة على ان التفريق بين الانبياء محرم لا يجوز فلا يجوز ان نفرق بين الانبياء ابدا كيف نقولها كيف نجمع بينها وبين قول الله عز وجل تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض فان الاية الاولى تنفي التفريق بين الانبياء وتنهى عنه والاية والاية الثانية تدل على ان هناك تفاظلا بين الانبياء الجواب لقد اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله تعالى في الجمع بينهما واقرب الاقوال فيها ان شاء الله الله وجهان الوجه الاول ان التفريق المنهي عنه انما هو التفريق بينهم في مسألة الايمان بنبوتهم واحقية رسالتهم فيجب علينا ان نؤمن بجميع انبياء الله عز وجل ورسله ايمانا خاليا من الذلل او الريب او الشك فلا يجوز لاحد من الناس ان يقول انا اؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم مئة في المئة واما رسالة لوط فاني اؤمن بها سبعين في المئة لان تفرقت بينهم في اصل الايمان وهذا لا يجوز لان المتقرر عندنا بقواعد اهل السنة والجماعة ان من كفر او شك بنبوة واحد من الانبياء فكأنما كفر بهم جميعا صلوات الله وسلامه عليه وهناك وجه اخر وهو ان التفريق المنهي عنه انما هو التفريق المبني على العصبية والجهل او التنقص من مقام المفضول على العصبية والجهل او التنقص من مقام المفضول وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تفضلوني على يونس ابن متى عليه الصلاة والسلام يعني لا تفضلوني تفضيلا مبنيا على على التعصب او على الجهل او على الانتقاص من مقام نبي الله موسى او الانتقاص من مقام نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام فاذا كان التفريق مبنيا على التفريق بينهم في الايمان او التفريق بينهم النابع من من العصبية او الجهل او الذي يتضمن انتقاصا منزلة المفضول فهذا هو التفريق الذي نهانا الله عز وجل عنه واما قول الله تبارك وتعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض اي باعتبار ما اي باعتبار رسالاتهم وباعتبار ما اتاهم الله عز وجل من البراهين والايات الدال على صدق نبوتهم فمنهم من اختصه الله عز وجل بالخلة كابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام ومنهم من اختصه الله عز وجل بالتكليم كفاحا بلا واسطة كموسى عليه الصلاة والسلام فاذا التفضيل الجائز هو التفضيل بينهم باعتبار ماذا؟ ما اتاهم الله عز وجل من البراهين والايات او باعتبار ما انزل الله عز وجل عليهم من الرسالات ولذلك افضل شريعة هي شريعة محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم واكثر نبي اتاه الله عز وجل من المعجزات والبراهين ما لم يؤت نبيا قبله من هو؟ النبي صلى الله عليه وسلم واعظم الخلق جاها عند الله عز وجل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو صاحب المقام المحمود والحوظ المورود ففضائل النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ولذلك بين الله عز وجل الفضل الجائز في قوله منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. فهذا التفضيل لا بأس به لا حرج فيه بل اجمعت عليه كلمة اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى كما شرحناها في دروس سابقة فاذا لا بهذا التخريج لا يبقى بين هاتين الايتين اي شيء من الاشكال ولله الحمد والمنة الفرع الثاني في قول الله عز وجل والله او قبلها في قول الله عز وجل كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز وقال الله عز وجل ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون. وان جندنا لهم الغالبون فهذه الايات تثبت اثباتا عظيما ان ان الرسل منصورون على اممهم واقوامهم وان الناصر لهم من؟ الله عز وجل فقد اخذ الله عز وجل العهد على نفسه تفضلا وامتنانا انه سينصر رسله كيف نجمع بين هذه الايات التي كتب فيها النصر للرسل وبين ايات تدل على ان كثيرا من الرسل قد قتلوا وفعل بهم ما فعل كما في قول الله تبارك وتعالى قد جاءكم رسل قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلما قتلتموهم فلما قتلتموهم ان كنتم صادقين ان كنتم مؤمنين والايات التي ذكر فيها تقتيل الرسل متعددة فكيف نجمع بين هذا وهذا الجواب لقد اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله تعالى في وجه الجمع على اقوال كثيرة والاقرب منها ان شاء الله اننا لا انه لا يجوز لنا ان نفهم من معنى النصرة انها القهر والغلبة فقط بل النصرة لها معان متعددة فلا يرد هذا الاشكال الا في ذهن من حصر نصرة الله لرسله في وجه واحد فقط فلما رأى هذا الوجه لم يتحقق في الرسل وجد عنده هذا التعارض واما من جعل نصرة الله عز وجل لرسله ذات اوجه كبيرة متعددة فانه حينئذ لا يرد عليه هذا الاشكال ولذلك نقول ان نصرة الله عز وجل لرسله لها اوجه متعددة. منها القهر والغلبة فان لم تحصل هذه فتارة تكون نصرة الله بالحجة والبيان فينزل الله فينصر الله عز وجل رسله بحجج وبينات لا يستطيع اقوامهم ان يقهروهم او يغلبوهم او يعارضوهم في هذه الحجج وتارة تكون بالثبات على الدعوة الى ان يموت من غير ان يبدل ولا يغير ولا ولا ان يتنازل عن دعوته مع شدة المخالف وقوته وصرامته وقسوته الا ان الرسول يبقى ثابتا على منهجه اوليس حتى يموت او يقتل اوليس هذا من نصرة الله؟ الجواب بلى وتارة يكون انتصار الله للرسول باهلاك قومه بعد طرد الرسول او ان يفعلوا به مثلا فعلا لا يليق فينتقم الله عز وجل منهم باهلاكهم وابادتهم ابادة استئصال عبادة استئصال وان لم يعذبهم في الدنيا فسيعذبهم وينتصر لرسله في الاخرة اذا ليس هناك اشكال ابدا فنحن نؤمن ايمانا جازما ونصدق تصديقا قطعيا بما اخذ بما قطعه الله عز وجل على نفسه تفضلا وامتنانا من انه سينصر رسله لكن لا يجوز لنا ان نحصر نصرة الله لرسله في وجه واحد بلغها اوجه متعددة فاذا اجتمعت الامة على رسولها وقتلته هل يعني هذا انها غلبته؟ الجواب لا. بل هو غلبها لانه مات على منهجه على منهج الله عز وجل ثابتا على دعوته مستقيما على صراط الرحمن ثم يأتي العذاب من الله عز وجل على على هؤلاء الامة فيبيدهم الله عز وجل. فمن الذي انتصر الرسل فهل هناك اشكال؟ ليس هناك اشكال ولله الحمد فاذا الايات التي تخبر بتقتيل الامم لبعض انبيائها لا تتعارض مع كتابة النصر للرسل الفرع الثالث كيف كيف نجمع بين ايات تنفي علم الانبياء بالغيب؟ كقول الله عز وجل قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله بل بل قال عن نوح نفسه قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب بينما نجد في اخر الايات من سورة نوح انه اخبر عن غيب مستقبلي. مع انه يقول اني لا اعلم الغيب. لكنه اخبر عن غيب مستقبلي في قوله عز وجل وقال نوح الرب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا. مع انه امر غيبي فكيف ينفي عن نفسه العلم بالغيب ثم ثم يدعو الله عز وجل ويعلل دعاؤه بامر بامر غيبي الجواب لا اشكال في ذلك واقرب المسالك في الجمع وجهان الوجه الاول انه لم تصدر منه هذه الدعوة الا بعد ان اوحى الله اليه ان قومك قد ختم على اخرهم فلن يؤمن معك احد وان جميع نسلهم الذي سيولد انما سيكون على هذه الصفة. انه انه فاجر كفار. فلما ايقن بالوحي انه لن يؤمن احد فحين اذ بقاء الكافر في الارض فساد. فدعا نبي الله نوح على ان يهلكهم. الله عز وجل فاذا هو لم يعلم الغيب استقلالا وانما علم الغيب بايحاء الله عز وجل له كما ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب. ومع ذلك فقد اخبرنا عن اشياء غيبية ستكون في اخر الزمان فما الطريق لعلمه بها؟ الجواب الوحي. عن طريق الوحي عرفها والا فلم يكن له ان يعرف شيئا من الغيب الا ما اطلعه الله عز وجل عليه كما قال الله تبارك وتعالى عالم الغيب فلا عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا. من ارتضى من رسوله فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا وهناك وجه اخر وهو قريب وهو ان الداعية قد يصبر قومه ويجربهم ويعرف ما هم عليه فيعرف مستقبلهم او كأنه يغلب على ظنه في المستقبل انهم لن انهم لن تتغير حالهم. لطول المقام معهم ولانه مع طول المقام يتعرف الانسان على بني قومه اكثر ممن لا يعرفهم فهو دعا عليهم بعدما ايس منهم وجربهم وخبرهم. وانهم بعد هذه المدة العظيمة الطويلة وهي تسعمائة وخمسين عاما تسعمئة وخمسون عاما في الدعوة ايس منهم وخبرهم وجربهم وقال هؤلاء يعني كأنه يقول ما عاد فيهم منفعة فدعا عليهم ولكن الوجه الاول كانه الاقرب ولكن الوجه الاول كانه الاقرب فهل يبقى ثمة اشكال؟ الجواب لا. ولله الحمد الفرع الذي بعده عندنا ايتان ظاهرهما التعارض فيما يخص الانبياء وهي ان الله عز وجل ذكر ان الانبياء يبعثون من القرى. قال الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى من اهل القرى يعني جميع الرسل يا محمد ممن جاء قبلك وارسلهم الله عز وجل انما بعثهم من اهل القرى فافاد هذا انه ليس من الاعراب ولا من البادية احد من الانبياء والرسل كيف نجمع بين هذا وبين يعقوب فانه كان في البدو في قول الله عز وجل عن يوسف انه قال له وجاء بكم من البدو فكيف اية تخبرنا بان الرسل يبعثون من القرى واية تخبرنا بان يعقوب عليه الصلاة والسلام انما كان من البدو اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله تعالى في الاجابة على اقوال كثيرة معي يا فهد والاقرب منها ان شاء الله تعالى ان القرى لا يراد بها المدائن وانما يراد بها عموم الارض عموم الارض يعني من اهل القرى اي من اهل الارض. وهذا فيه نفي ان يكون ثمة رسول سيبعث اليهم من السماء لانهم طلبوا من من نبيهم ان يأتيهم برسول ملكي كما قال الله عز وجل ضيق في سورة في في سورة الاسراء وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا يعني لو وكان يريدنا الله ان نؤمن لما بعث لنا بشرا رسولا وانما بعث لنا ملكا بعث لنا ملكا وايات متعددة في سورة الانعام وفي غيرها من السور الامم تطلب من انبيائها ان تتحول من كونها بشرية الى كونها ملكية فالله عز وجل يقول يا محمد جميع الرسل الذين ارسلناهم قبلك انما هم من اهل القرى اي من شأنهم ان يعيشوا الارض كما قال الله عز وجل وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم وكما قال الله عز وجل نافيا ان يكون الرسول ملكا. ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ولا لبسنا ما يلبسون فاذا ليس المقصود بالقرى في هذه الاية مجتمع البيوت وانما يراد بها الارض. يعني الماء ارسلنا من قبلك من رسول الا من رسول الا من اهل الارض وهذا فيه نفي ان تكون الرسالة من السماء وقد قيل غير ذلك ولكنها اقوال تحتاج الى شيء من الاستدلال لانها تتضمن اخبارا عن امور غيبية. كقول بعض مثلا ان يعقوب نبأه الله وهو في القرية. ثم خرج نذيرا الى اهل البادية هذا يحتاج الى الى دليل الى دليل ومنهم من قال ان ومنهم من قال ان ان البدو ليسوا هم الاعراب الرحل. ولكن لما كانت قرية يعقوب قرية صغيرة بجوار تلك المدينة الكبيرة عدت انها بادية احيانا يعيش البادية في بيتات صغار بجوار مدينة كبيرة. فيسمونها عندها هجرة. وهم من اهل بادية فاذا جاءنا رجل منهم قلنا جئت من البدو فلا نقصد بالبدء البدو ان اي البادية وانما نقصد تلك القرية الصغيرة فهي قرية تدخل في مسمى القرية. وهذا يحتاج الى الى دليل. ومنهم من قال ان قوله وجاء بكم من البدو انما يقصد مدينة بدا. مدينة اسمها بدا وهو هذا القول مروي عن ابن عباس رضي الله عنه وارضاه ولكنه لا يصح عنه وجاؤوا بامثلة تدل على ان هناك قرية اسمها بدا. فقوله وجاء بكم من البدو اي من هذه القرية المسماة ببدأ لكن كل هذا كأن فيه نوع يعني تكلف والاقرب ان شاء الله هو ما ذكرته لك. وهو يفيد افادة مقصودة في القرآن. وهي ان المقصود هو ايصال رسالة الله سواء كان الرسول بدويا او او كرويا. قضية البادية او القرية لا اثر كبير لها. لكن ان الله يريد ان يبطل مزاعم من طلبوا رسولا ملكيا يأتيهم. فقال انا ما ارسل لكم الا رجل من اهل القرى من اهل الارض ممن تعرفونه وتخبرونه بشر مثلكم. حتى يكون موافقته لكم في البشرية ادعى لقبول لقبولك لقبولكم رسالته وضحت ان شاء الله؟ فلا فلا اشكال فيها ان شاء الله الفرع الذي بعده كيف نجمع بين ايات تثبت كيف نجمع بين ايات تثبت انه ما من امة الا وجاءهم هاد ورسول كقول الله عز وجل ولكل قوم هاد. وقول الله عز وجل ولقد بعثنا في كل امة لكل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فهذا دليل على ان رسالة الله عز وجل قد غطت عامة الامم. اليس كذلك كيف نجمع بينها وبين قول الله عز وجل لتنذر قوما ما اتاهم من نذير من قبلك وفي الاية الاخرى في سورة ياسين ما انذر اباؤهم اباؤهم فهم غافلون وكذلك قول الله عز وجل يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل اي على مدة طويلة وزمان عظيم من من الزمان لم يأتكم فيه رسول فكيف نجمع بين ايات تثبت ان كل امة جاءها رسول؟ وبين تلك الايات التي تثبت ان قبل محمد لم يكن هناك نذير لهؤلاء الاباء والاسلاف نقول لا اشكال في ذلك ولله الحمد والمنة والامر فيها اوضح من شمس النهار وهي ان المقصود بالفترة والمقصود بالاباء الذين لم يأتهم نذير انما هم الاباء الاقربون لا الابعدون يعني ان اباء هؤلاء الذين بعثت فيهم اي الاقربون لم يأتهم نذير قبلك وما انذروا فهم من اصحاب الفترة ولا ينفي هذا ها يا جماعة ولا ينفي هذا ان كل امة قد جاءها رسول اذ ان ابائهم الاقربين لا يشكلون امة اصلا ان اباءهم الاقربين ليسوا بامة مستقلين حتى تتنافى مع الايات التي تثبت ان كل امة قد جاءها رسول فاذا النذارة المنفية في قول الله عز وجل ما اتاهم من نذير من قبلك ما انذر اباؤهم انما هي نذارة الاباء الاقربين. كجده عبدالمطلب وابيه عبدالله يعني الاقربين من يعني الاقربون من بعثته وهؤلاء الاقربون لا يسمون لا يشكلون امة كاملة لا يشكلون امة كاملة هذا جواب وثمة جواب اخر يجمع بين الايات. وهي ان ان شريعة موسى وعيسى لا تزال باقية في الارض قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم انتبهوا لكن النذير المنفي هنا انما هو النذير المباشر. يعني رسول يأتيهم مباشرة. واما حجج الله عز وجل فهي موجودة في الارض لكن لم لم ما اتاهم من نذير مباشر مثاله اضرب لكم مثالا حتى يتضح لكم ما اريد اثباته قد قد يأتينا قد يأتينا عالم في الديلمي. فنقول لم يأتنا عالم قبلك مع ان الدلم فيها من من المسائل العلمية ما ورثه علماء سابقون. فالعلم موجود. لكن قولنا ما جاءنا عالم اي عالم يعلمنا مباشرة لكن العلم موجود فاذا شريعة التوراة والانجيل موجودة. ولذلك كان ورقة ابن نوفل ممن كان يتحنف في الجاهلية على على على دينه ابراهيم وسموا رجالا كانوا على دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فحجج الله موجودة لكن ما انذر اباؤهم نذارة مباشرة. نذارة اي ما بعث فيهم رسول اي ما بعث فيهم رسول وعدم بعثة الرسول لا يدل على ان حجج الله قد اختفى من الارض اختفاء تاما وبهذا لا يكون ثمة اشكال وكأني بعبدالرحمن جاءه النوم تغير مكانك ها غير مكانك طيب فلا اشكال في هذا ولله الحمد والمنة. فاما ان نقول ان المقصود بابائهم الذين لم ينذروا انهم الاباء الاقربون ليس الاباء الابعدين واما ان نقول ان النذارة المنفية هي النذارة المباشرة. واما حجج الله فلا تزال باقية في الارظ ومن الفروع كذلك قول الله عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فهذا دليل على ان الله عز وجل قد خص كل نبي بالشرعة والمنهاج فكل نبي متعبد باتباع شريعته التي جاءته من الله ولا يلزمه ان يتابع نبيا قبله لان كل واحد منهم جاءته شريعة ومنهاج اليس كذلك؟ كيف نجمع بين هذا وبين قول الله عز وجل اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدي فامره ان يقتدي بالانبياء من قبله. فامره ان يقتدي بالانبياء من قبله فاذا كان للنبي صلى الله عليه وسلم شريعة ومنهاج خاصة. فما الحاجة الى ان يقتدي بمن قبله فهمتم الاشكال قال واضح واضح الجواب اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله تعالى في تحرير الجواب على اقوال كثيرة واقربها ان الاقتداء المأمور به انما هو الاقتداء في العقائد والاخلاق والدعوة انما هو اقتداء واهتداء بالتوحيد والعقائد والايمان والدعوة والاخلاق لاننا تقرر عندنا معاشر اهل السنة والجماعة ان دين الانبياء باعتبار العقيدة واحد ولكن شبه لهم ولكن شبه لهم فالميتة التي كتبها الله على بني ادم الان لم يذقها نبي الله عز وجل عيسى فهو من اطول بني ادم عمرا من اطول بني ادم عمرا فالعقيدة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم هي نفس العقيدة التي جاء بها الانبياء من قبله. كما قال الله عز وجل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاعة. عقيدتهم واحدة وقال الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون اذا عقيدة الانبياء واحدة فهو امره ان يقتدي بهم في هذه العقيدة والتوحيد. وكذلك الاخلاق فان احاسن الاخلاق هي محاسن الاخلاق في كل الشرائع. الصدق حسن في كل شريعة. الكذب قبيح في كل كل شريعة اليس كذلك؟ الطاعة امتثال امر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. اه حسن في كل شريعة والمخالفة والمعصية قبيحة في كل شريعة بل اننا نجد ان من الاخلاق ما اتفقت عليها الشرائع كلها. وجاء كل نبي يأمر قومه يأمر قومه بها. مثل الصدق في الحديث والوفاء بالوعد واداء الامانة ورد الحقوق الى اهلها. اذا اقتده القبض ومنها كذلك في قول الله عز وجل عن نبينا صلى الله عليه وسلم وانذر عشيرتك الاقربين. فيغمى فيفهم من هذا ان الله عز وجل انما ارسل نبيه لانذار من؟ لانذار عشيرته فقط يا محمد بهؤلاء الانبياء من قبلك في العقائد التي قرروها والايمان الذي دعوا اليه وتلك السلوكيات والاخلاق التي قرروها في اممهم. لكن اما في مسألة الفقهيات والشرائع هذه سوف تأتيك شريعة خاصة بك خاصة بك اذا خلاصة الكلام حتى يتضح لانني ارى اعينا كأن فيها شيئا من عدم الفهم هناك اشياء اتفقت فيها الشرائع كلها. اليس كذلك؟ وهي العقائد والايمان والاخلاق وهناك اشياء اختصت بها كل شريعة وهي الامور الفقهية فكان من قبلنا عليهم صيام لكن ليس يلزم ان يكون كصيامنا في ابتدائه وانتهائه ولا لا؟ الجواب نعم. وكان عليهم صلاة. لكن لا يلزم ان تكون كالصلاة في شريعتنا. في اوقاتها ركعاتها وهيئاتها اذا ما تتفق فيه الشرائع اقتدي يا محمد بهم ما تتفق فيه تلك الشرائع اقتدي يا محمد بهم. واما ما جاء في شريعتك ولم يأتي بالشرائع في قبلك فانك مأمور باتباع ما نزل عليك من الشرع لان كل واحد منكم له شرعة ومنهاج ولذلك اختلف الاصوليون في مسألة شرع من قبلنا اهو شرع لنا ام لا من قبلنا هل شرعهم شرع لنا؟ ام ليس شرعا ثابتا اصغي لنا والحق ان من قبلنا شرع لنا شرع لنا ما لم يرد ناسخه في شرعنا. فاذا نحن مأمورون بان نتبع شرائع من قبلنا اذا اذا ايش لم يرد في شريعتنا ما ينسخها ما ينسخها اسألكم بالله فهمتم ماذا فهمت الوارد في الاية انما بمسألة العقيدة والاخلاق والسلوكيات اي نعم كنا نقتدي بهم لانها واحدة في كل الشرائع ما تختلف احسنت قوله لكل لكل جعلنا منكم شريعة ومن هاجفه في في الفقهيات والعمليات نعم احسنت ومنها كذلك وكم الفرع عندكم؟ الفرع السابع هناك ايتان تجعل الانبياء من ذرية نوح وابراهيم. وهناك اية تفرد ابراهيم جعلوا الانبياء من ذريته قال الله عز وجل لقد ارسلنا نوح ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب واذا النبوة في ذرية نوح وابراهيم بينما نجد اية تخص ابراهيم بالنبوة في ذريته فقط. ولا تتعرض لنبي الله نوح كما قال الله عز وجل وجعلنا في ذريته اي ابراهيم النبوة والكتاب فكيف اية تجعل النبوة في ذرية هذين النبيين واية تخص احدهما بالنبوة دون الاخر مع انها اخبار والاخبار لا يدخلها النسخ فالانبياء من ذرية من الان؟ امن ذرية نوح وابراهيم كليهما؟ ام من ذرية ابراهيم وحده انتبهوا اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله تعالى في الاجابة عن هذا واقرب الاقوال ان نقول ان هناك انبياء في الفترة بين نوح وابراهيم اليس كذلك وهناك انبياء من بعد ابراهيم الى محمد صلى الله عليه وسلم انتبهوا ايها الاخوة فالانبياء فيما بين نوح وابراهيم من ذرية من؟ من ذرية نوح والانبياء فيما بين ابراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم من ذرية من؟ ابراهيم. وابراهيم من ذرية من؟ نوح فعاد الجميع الى نوح. فذكر الله عز وجل نوحا في اية ليدخل الانبياء في الفترة بين نوح وابراهيم كمن كهود. هود من ذرية نوح وليس من ذرية ابراهيم وكذلك صالح عليه الصلاة والسلام. ايضا من ذرية نوح وليس من ذرية ابراهيم. فلو ان الله قرن كيف نجمع بين هذا وبين قول الله عز وجل عن عيسى يا عيسى اني متوفيك ورافعك فالله عز وجل ينص على انه يتوفى عيسى. والوفاة هي الموت. فكيف فنقول بان الله رفعه حيا والله يقول اني متوفيك انتبه فلو ان الله افرد ابراهيم وجعل الانبياء من ذريته لبقي انبياء قبل ابراهيم ها لم يخبرنا الله انهم من ذرية من لكن من باب كمال البيان القرآني جمع نوحا مع ابراهيم في اية حتى وهذا الجمع فائدته ان يدخل الانبياء في الفترة الزمنية بين نوح وابراهيم كما ذكرته كما ذكرته لكم فاذا جميع الانبياء يرجعون الى نوح. لكن الله خص ابراهيم انتبهوا. لكن الله خص ابراهيم ببقاء النبوة في ذريته تشريفا وتكريما له وهذا فضل الله عز وجل يؤتيه من يشاء كما قال الله عز وجل وربك يخلق ما يشاء ويختار فلا اشكال في افراد ابراهيم تارة وقرنه مع نوح تارة اخرى. فاذا سألكم طلابكم لما قرن الله نوحا ابراهيم في اية وافرد ابراهيم في اية فتقول فائدة قرن نوح ما هي ان هناك انبياء بين ابراهيم ونوح. لو لم يذكر الله نوحا لما دخل هؤلاء الانبياء والمتكلم بهذا القرآن من؟ الله الذي لا يفوته دقائق المسائل ولا جزئياتها وان كانت صغيرة لو كان المتكلم بهذا القرآن احد البشر فان البشر مهما عظم في عقله وذكائه ودهائه وفصاحة لسانه الا انه لابد ان تفوته بعض الجزئيات الكلامية هذه طبيعة بشر لكن لا نجد هذا الفوات في القرآن تناسق وفصاحة وبلاغة عجيبة منقطعة النظير ينبهك على دقائق انت تمر عليه عدة مرات ما ينتبه لها عقلك. الا اذا سمعت احدا يشرحها الا لماذا؟ لان لان هذه الدقائق فوق العقل البشري اصلا. ما يستطيع العقل البشري ان يلم بكل ما فيه. ولذلك لا ينقطع التفسير التفسير ما ينقطع ما في احد فسر ولم يأتي بعده احد ها لم يجد وراءه شيئا. لا يزال القرآن الى الان ينهل العلماء من معينه الصافي الذي لا شوب فيه ولا كدر ولا تنقضي عجائب مطلقة ومنها كذلك قول الله تجدون الايات اللي اجيبها كلها عن الانبياء ومنها كذلك قول الله عز وجل عن يونس فنبذناه بالعراء وهو سقيم مع قوله عز وجل لولا ان تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فكيف نجمع بين اية تثبت انه لولا ان رحمة الله تباركته لنبذ بالعراء وهو مذموم واية تثبت انه نبذ بالعراء وهو سقيم لو سألكم مسائل وقال هل يونس نبذ في العراء؟ الجواب نعم طيب كيف اية تقول لولا ان تداركه نعمة من ربه لنبذ. يعني بمعنى ان رحمة الله تداركته فلم ينبذ يعني مثل لو انك دخلت هذا الطريق ليش؟ لاصابك الحادث. اذا هل انت دخلت؟ ما دخلت. لماذا؟ لان رحمة الله تداركتك قبل ان تدخل فيفهم من قوله عز وجل لولا ان تداركه نعمة من ربه يعني لولا ان نعمة الله لم تدركه لنبذ لكن نعمة الله ادركته فلم ينبذ فكيف نجمع بين هذه الاية وبين اثبات انه نبذ فعلا؟ فنبذ بالعراء وهو سقيم ما فهمتم الاشكال واضح الجواب لا اشكال ولله الحمد والامر واضح وهي ان الله عز وجل لو لم يدركه برحمته لنبذ. ولكن نبذ نبذا موصوفا بالذم فهو منبوذ فهو لابد ان ينبذ لكن لو ان رحمة الله ما ادركته لكان موصوفا بماذا؟ بكونه مذموما وهو منبوذ لكن لما ادركته رحمة الله لم ينتفي النبذ وانما انتفى الوصف. فنبذ وهو سقيم. لكنه ما هو مذموم فرحمة الله الغت النبذ ولا الوصف؟ لم لما تداركته رحمة الله تدارك الرحمة هل انتفى به النبذ ولا انتفى به وصف الذنب ما فهمت اجل وصف الذنب متأكد اذا هو منبوذ منبوذ. لا بد ان يلفظه الحوت. قد يلفظه في الماء ما يستطيع. وانما يلفظه في على الشاطئ اذا هو لكن لفظه وهو مذموم؟ الجواب لا. من ما الذي نفى عنه الذنب تدارك رحمة الله لهم من من يستطيع نعم يعني مريض مم اي نعم فاذا الرحمة لا يفهم منها في الاية تدارك الرحمة لا يفهم منه في الاية انه ينفي النبذ. وانما نفهم منه انه في الذنب فلما تداركته رحمة الله نبذ وهو سقيم. لكن لو ان رحمة الله ما تداركته لنبذ وهو مذهول وهو مذموم كم الساعة نأخذ واحدة وهي طيب نأخذ واحدة ايضا وهي الفرع الفرع التاسع نحن نعتقد معاشر اهل السنة والجماعة بل معاشر المسلمين ان الله عز وجل رفع عيسى عليه الصلاة والسلام حيا الى السماء الثانية اوليس كذلك هل عيسى قتل او صلب؟ يجيبك الله عز وجل بقوله وما قتلوه وما صلبوا الجواب اختلفت انظار اهل العلم رحمهم الله تعالى في وجه الجمع بين هذه النصوص واقربها وجهان الوجه الاول ان الوفاة هنا ليست الوفاة الكبرى التي هي الموت. وانما الوفاة الصغرى التي هي النوم فقول الله عز وجل اني متوفيك اي منيمك. فعيسى عليه الصلاة والسلام ارتفع الى الله حيا نائما فان قلت وهل النوم يسمى وفاة؟ فاقول نعم قال الله عز وجل الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في من امها والوجه الثاني ان التوفي من معانيه في اللغة العربية القبض. القبض ولذلك اذا سلمت الدائن دينه قلت اوفيتك؟ فقال نعم يعني اا قبضتك فالقبض يطلق عليه لغة الوفاة. الوفاة او الوفاء ومعنى هذا ان الله عز وجل لما قال اني متوفيك اي قابضك من الارض. قابضك من الارض. بقية عمرك يا عيسى لن تعيشها في الارض. وانما ستعيشها عندنا في السماء وكلا الوجهين صحيح ولكن الاول كانه الاقرب وعليه اكثر المفسرين رحمهم الله تعالى. ولكن الوجه الثاني ايضا صحيح. ويقال به من باب التوسع في فهم كلام الله تبارك وتعالى. فاما ان نحمل الوفاة على الوفاة الصغرى التي هي النوم. واما ان نفهم الوفاة بمعنى القبض كيف نجمع بين هذه النذارة الخاصة لعشيرته فقط وبين قول الله عز وجل ليكون للعالمين نذر اهو نذير لعشيرته فقط ام نذير للعالمين اية تنص على انه نذير لعشيرته فقط. واية تنص على انه نذير للعالمين. فكيف نجمع بينهما؟ الجواب واختلفت مسالك اهل العلم في الجمع بينهما واقرب الاقوال فيها ان مراحل النذارة متعددة مراحل النذارة متعددة فاول ما فمن اوائلها امره بانذار عشيرته الاقربين. ثم بعد ذلك امره بانذار الناس جميعا مع اننا نؤمن ان رسالة النبي عليه الصلاة والسلام عامة فلا تعارض بين هذا وهذا فبدأ الوحي بالامر بانذار عشيرته الاقربين لانه بينهم ثم جاءه الوحي مخبرا له بانه نذير للعالمين جميعا. مثل الداعية اول ما يبدأ الانسان باهله وعشيرته ثم تتوسع دعوته حتى تبلغ مشارق الارض ومغاربها فما في اشكال ابدا اخر فرع في هذا الدرس ولا ادري عن رقمه الحادي عشر كيف نجمع بين قول الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فافاد ذلك ان ان جميع ما يأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو من نطقه هو وانما بوحي اوحاه الله عز وجل له والسؤال هو هل الوحي يمكن ان يخطئ اجيبوا يا اخوان الجواب لا لا يمكن للوحي ان يخطئ ابدا. طيب كيف تقول ان جميع ما ينطق به؟ انما هو من الوحي والله عز وجل خطأ نبيه فيما فعله في اسارى بدر ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم في اسرى بدر نزل القرآن بتعديله. قال الله عز وجل ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض حتى يثخن في الارض. وكذلك لما عفا عن المنافقين واستغفر لهم قال الله عز وجل معاتبا له عفا الله عنك لما اذنت لهم؟ فلو كان جميع ما ينطقه من الوحي والوحي لا يخطئ فكيف نجمع بين هذه الايات واضح الجواب اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله تعالى بالجمع بين هذه الايات واصح الاقوال فيها ان شاء الله ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخطئ مطلقا فيما ابلغه عن الله كتابا وسنة لكن اذا رجع الامر الى اجتهاده الشخصي هو من غير وحي فهنا قد يصيب وقد يخطئ واذا اخطأ نزل الوحي بتصحيح مسار هذا الخطأ فاذا ما ذكر الله ما عاتب به الله عز وجل نبيه في القرآن من بعض الاشياء التي فعلها ونزل الوحي معاتبا له فيها وعدل مسارها انتبهوا انما فعلها من باب ماذا؟ الاجتهاد. والاجتهاد البشري يصيب الانسان ويخطئ لكن وما ينطق عن الهوى اي فيما يبلغه عنا فيما يبلغه عنا من القرآن لا يمكن ابدا ان يدخله نطق الهوى او ان تتلبسه الشهوات او غير ذلك لا يمكن ان يدخل فيه شيء لانه وحي. واما ما يرجع الى الانسان فقد يدخله الخطأ والنسيان فقد يدخله الخطأ والنسيان لعلنا نكتفي بهذا ولا نأخذ ما ضل صاحبكم وما غوى مع قوله عز وجل ووجدك ضالا هم طيب الفرع الثاني عشر كيف نجمع بين اية تنفي الضلال عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تبارك وتعالى ما ضل صاحبكم وما غوى واية تثبت الضلال في حقه. فقال الله عز وجل ووجدك ضالا فهدى فكيف اية تثبت شيئا وتنفيه الاية الاخرى الجواب اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله تعالى في الجمع بين هاتين الايتين. واقرب الاقوال ان اقول ان النبي صلى الله عليه وسلم له حالتان حالة قبل الوحي وحالة بعد الوحي. انتبهوا حالة قبل الوحي وحالة بعد الوحي فالاية التي تنفي الضلال عنه في قوله ما ضل انما تخبر عن حالته بعد الوحي لا يمكن ان يضل ابدا بما يبلغكم به عن الله عز وجل واما في واما حالته قبل الوحي فتخبر عنها قول فيخبر عنها قول الله عز وجل ووجدك ضالا فالضلال المثبت هو ما كان قبل الوحي. والضلال المنفي هو ما كان بعد الوحي. بقيت مسألة مهمة. وما المقصود بالضلال المنفي قبل الوحي اهو ضلال الكفر؟ اهو ضلال الشرك؟ ايش اي نعم ما بقي مسألة مهمة. ما هو الضلال المثبت للنبي صلى الله عليه وسلم قبل الوحي؟ اهو ضلال الكفر اهو ضلال الشرك؟ اهو ضلال الشهوة والهوى؟ الجواب لا وانما هو ضلال عدم العلم بالوحي ورسالة بس انما هو الضلال بمعنى عدم العلم برسالة الله. كما قال الله عز وجل وان كنت من قبله لمن الغافلين وقول الله عز وجل وما كنت تدري ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان فعدم العلم يسمى ضلال. ليس ضلال كفر ولا شهوة ولا شبهة وانما ضلال فقد يسمونها ضلال فقد الشيء ضلال فقد الشيء فقد كان قبل البعثة لا يدري ما سينزله الله عز وجل عليه وان الله سيختصه نبيا وستنزل عليه تلك براهين والمعجزات والايات الدالة على صدق نبوته. وينزل عليه هذا الكلام وتلك الشرائع العظيمة. هل كان يعلمها قبل الوحي؟ اذا كان ضالا عنها واما بعد نزولها عليه فلم ينطق بضلال ابدا فاذا الاية التي تثبت الضلالة انما تخبر عن حالته قبل النبوة وقد بينت معنى الضلال. والاية التي تنفي الضلال انما تنفي بعد النبوة وهذا من باب كمال بيان القرآن من باب بيان من باب كمال بيان القرآن ولعلنا نكتفي بهذا القدر ونكمل الدرس القادم والله اعلى واعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية