الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم لشرح متن العقيدة الطحاوية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فلا نزال في قيد المسائل التي تتكلم عن جمل من الادلة والنصوص الشرعية التي يمكن ان يفهم من ظاهرها التعارض فيما بينها فيما يتعلق بباب النبوات وقد اخذنا فيما مضى ثنتي عشرة مسألة ونكملها ان شاء الله اليوم او نأخذ منها اليوم ما تيسر فنقول وبالله التوفيق الفرع الثالث عشر كيف نجمع بين قول الله عز وجل انما تنذر من اتبع الذكر فخص الله عز وجل نذارة النبي صلى الله عليه وسلم بمن اتبع الذكرى وقول الله عز وجل انما انت منذر من يخشاها. فحصر الله عز وجل رسالته ونذارته عفوا حصل الله عز وجل نذارته في من يخشاها ان يخشى الساعة فهذه نذارة خاصة كيف نجمع بين هذا وبين قول الله عز وجل ليكون للعالمين نذير فمرة يخص نظارته بمن اتبع الذكر ومرة يخصها بمن يخشاها وهي نذارة خاصة ومرة يعممها على جميع العالمين. فكيف ذلك الجواب ان الايات في هذا الموضوع تصف امرين الامر الاول تصف حقيقة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فحقيقة رسالته انها نذارة للعالمين فقول الله عز وجل ليكون للعالمين نذيرا انما هو وصف رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نؤمن ونعتقد الاعتقاد الجازم بانه مرسول بانه مرسل ومبعوث لانذار الثقلين الانس والجن والحالة الثانية وصف المنتفعين بهذه النذارة والمنتفعون بهذه النذارة انما هم من اتبع الذكرى ومن يخشى الساعة فتقييد النذارة لبعض الطوائف انما هو تقييد انتفاع فالمنتفعون حقيقة بنذارة النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين يخشون الله عز وجل بالغيب وهم الذين يخشون الساعة وهم الذين يتبعون الذكر واما وصف رسالته صلى الله عليه وسلم فهي نذارة للعالمين جميعا كالهدى الموصوف به القرآن. فهو هدى للعالمين باعتبار كونه هداية دلالة وارشاد ولكن هدى للمتقين باعتبار المنتفعين به حقيقة فاذا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم نذارة للعالمين لكن المنتفعين بها على وجه الحقيقة هم من يخشى الرحمن بالغيب ومن اتبع الذكر ومن يخشى الساعة فلا تعارض بين هذه الايات لان كلا منها يصف موضعا غير صفتي الاية الاخرى فقوله عز وجل انما تنذر من اتبع الذكر انما فيها وصف المنتفعين حقيقة برسالته وقوله صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين نذيرا انما فيها وصف حقيقة رسالته فلا تعارض بينهما ولله الحمد والمنة فلا يكون الانذار مفيدا ونافعا الا في حق من الا في حق من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب وخشي الساعة فهذا هو الانذار المفيد الفرع الرابع عشرة كيف نجمع بين قول الله عز وجل عن بني اسرائيل من قوم موسى وفضلناكم على العالم واني فضلتكم على العالمين فهذا فيه دليل قاطع على ان قوم موسى من بني اسرائيل ممن امن به هم افضل العالمين. اليس كذلك؟ الجواب بلى كيف نجمع بين هذا وبين ما اتفق عليه اهل العلم من ان امة محمد صلى الله عليه وسلم هم خير امة اخرجت للناس بقول الله عز وجل كنتم خيرا امة اخرجت للناس فهذه الامة افضل الامم على الاطلاق. كيف نجمع بين هذا وبين تفضيل الله عز وجل لبني اسرائيل على العالمين الجواب ان التفضيل عندنا تفضيل عام وتفضيل خاص مقيد فالفضل الذي اثبته الله عز وجل لقوم موسى ممن امن به من بني اسرائيل انما هو الفضل الخاص المقيد بهذا بذاك الزمان فقط اي واني فضلتكم على العالمين اي على العالمين في زمانكم فهو تفضيل مقيد خاص لا تفضيل مطلق واما النوع الثاني فهو التفظيل المطلق وهو من خصوصيات هذه الامة. فالفضل الذي ثبت لهذه الامة بالادلة الشرعية انما هو الفضل العام المطلق والفضل الذي ثبت لبني اسرائيل من قوم موسى انما هو الفضل الخاص المقيد. فلا تنافي بين الامرين ولله الحمد والمنة اهذا واضح ام ليس بواضح طيب الفرع الخامس عشر من المعلوم ان الله انما ارسل لقوم نوح نوحا فقط من المعلوم ان الله عز وجل انما ارسل لقوم نوح نوحا فكيف يقول الله عز وجل كذبت قوم نوح المرسلين والله عز وجل لم يرسل الى قوم هود الا هودا. ومع ذلك يقول الله عز وجل كذبت قوم لوط هدئ آآ المرسلين وكذلك ارسل الله عز وجل لقوم صالح صالحا وقال الله عز وجل كذبت تمود المرسلين. وفي الاية التي قبلها كذبت عاد المرسلين فكيف يثبت الله عز وجل انهم كذبوا المرسلين والمرسلون جمع مع انه ما ارسل لهم الا الا رسولا واحدا الجواب لا اشكال في ذلك ولله الحمد والمنة لان المتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة ان من كفر برسالة نبي فقد كفر برسالة الانبياء جميعا. سواء اكان من الانبياء سواء فكيف يعاتب الله عز فكيف يعاقب الله عز وجل ابانا ادم على اكله من الشجرة حال كونه ناسيا مع ان الادلة تدل على ان النسيان يرفع قدم التكليف عن الانسان ان اكانوا من الانبياء الذين قبله قبل زمانه او من الانبياء الذين سيأتون بعد زمانه. فبما انه كفر برسالة رسول واحد فان كفره هذا منزل منزلة كفر من منزلة كفر هي بالانبياء والمرسلين جميعا ان قلت وكيف ذلك؟ اقول لان رسالة الانبياء واحدة. وهي انهم يدعون لافراد الله عز وجل بالتوحيد في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته. فمن كفر بشيء من من رسالتهم فقد كفر برسالة من قبله ومن بعده وامة نوح كفرت بجميع رسالات الرسل لما كذبت نوحا في رسالته وقومه عاد كفروا برسالة الامم برسالات الانبياء ممن جاء بعد زمانهم بمجرد كفرهم برسالة نبي الله هود قال الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. هذه رسالة الانبياء قال الله عز وجل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واجتنبوا الطاغوت فاذا تكذيب رسول واحد كفيل بان يجعل الانسان مكذبا لكافة الانبياء والرسل لان دين الانبياء باعتبار الاعتقاد واحد وان كانت شرائعهم مختلفة. فلا اشكال في هذا ولله الحمد والمنة الفرع الذي بعده لو سألنا سائل وقال كيف نجمع بين انكار النبي صلى الله عليه وسلم على من اطلق عليه لفظ السيد في قوله انت سيدنا وابن سيدنا فقال انما السيد الله وبين اثبات السيادة له في قوله صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر فكيف تارة ينكر اطلاق السيادة عليه وتارة هو نفسه يصف نفسه بانه سيد فهذان حديثان ظاهرهما التعارف الجواب لا اشكال ولا تعارض في هذا ولله الحمد ووجه الجمع بينهما من جهتين الجهة الاولى ان الاطلاق اما ان يكون اطلاق اسم واما ان يكون اطلاق صفة فاطلاق السيد على النبي صلى الله عليه وسلم اطلاق اسم ممنوع لان السيد لان السيد اسما هو الله عز وجل فانكاره لاطلاق السيد انما هو انكار اطلاق تسمية واما قوله في الحديث الاخر انا سيد ولد ادم ولا فخر انما هو اطلاق صفة والمتقرر في القواعد انه يجوز في اطلاق الصفات ما لا يجوز في اطلاق الاسماء والمتقرر في القواعد انه يجوز في اطلاق الصفات ما لا يجوز في اطلاق الاسماء كما نقوله في اسماء الله وصفاته. فان هناك من الصفات ما لا يصح اطلاقها في باب الاسماء فالله عز وجل من صفاته المجيء. هل نطلق عليه اسم الجائي؟ الجواب لا ومن صفاته عز وجل الاتيان. فهل نطلق عليه اسم الاتي؟ الجواب لا. اذا يتوسع في باب الصفات ما لا يتوسع في باب الاسماء فالحديث الذي انكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم اطلاق السيد عليه انما انكره اطلاق تسمية والحديث الذي اثبت فيه انه سيد انما هو اثبات صفة وقريب من هذا اطلاق العزيز على احد فان اطلقت العزيز اطلاق صفة فلا بأس واما اذا اطلقت العزيز بالالف واللام اطلاق اسم فلا يجوز لان التسمي بشيء من اسماء الله من شرطه ان يكون محذوف الالف واللام. مجردا عن الالف واللام لكن قلنا في باب الصفات يتوسع ما لا يتوسع في باب الاسماء. هذا جمع حسن فان لم يرضى بذلك فانتقل الى الجمع الاخر وهو حسن ايضا وهو ان السيادة التي انكر النبي صلى الله عليه وسلم اطلاقها انما انكرها سدا لذريعة الغلو لانهم جاءوا له وقالوا انت سيدنا وابن سيدنا فكان الامر فيه غلو. ولذلك انكر عليهم وقال لا يستجرينكم الشيطان اي لا يجعلنكم رسلا بمثل هذه الاقوال تحققون له مقاصده الاستجراء هو الارسال ليستجرينكم يعني لا يرسلنكم الشيطان لتحقيق مقاصده من الغلو في الغلو الذي يخرجني عما اكرمني الله به من العبودية والرسالة. انما انا عبد الله ورسوله. فقولوا عبد الله ورسوله فاذا كان اطلاق السيادة عليه يتضمن غلوا فهو اطلاق ممنوع. واما اطلاق السيادة عليه في الحديث فهو اطلاق اخبار فاطلاق الغلو ممنوع واطلاق الاخبار جائز انتم معي ولا لا؟ فاطلاق الغلو ممنوع. واطلاق الاخبار جائز وكلا وجهي الجمع صحيح ولا اشكال بعد ذلك ولله الحمد والمنة الفرع الذي بعده كيف نجمع بينما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الاسراء انه لقي الانبياء وسلموا عليه في السماوات فلقي في السماء الاولى ادم عليه الصلاة والسلام في الثانية يا يحيى فالادلة التي تقضي بان اجل الانسان لا يؤخر هي ادلة عامة والدليل الذي فيه تخيير الانبياء دليل خاص والمتقرر عند العلماء انه لا تعارض بين عام وخاص فكل من جاء اجله وفي السماء الثالثة يوسف وفي السماء الرابعة هارون وهكذا كما في حديث الاسراء مع الحديث الاخر ان اجساد الانبياء في قبورهم وانهم يصلون في قبورهم فان من خصائص الانبياء انهم يصلون في قبورهم كما ذكرنا دليله في الدروس الماضية. اليس كذلك؟ الجواب بلى فكيف نجمع بين كونهم يسلمون عليه في السماوات وبين كونهم في قبورهم يصلون الجواب لا اشكال في هذا ولله الحمد لان ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في السماء انما هي ارواحهم مصورة في صورة اجسادهم لان ما رواه ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم انما هي ارواحهم مصورة في صور ابدانهم واما اجسادهم فهي في ارض الا من جاءت النصوص برفعه بجسده وهو من؟ عيسى عليه الصلاة والسلام ولا اشكال في هذا ولله الحمد بل اننا نقر بان ارواح المؤمنين الذين ماتوا الان وانا في اين هي؟ في الجنة مع ان ابدانهم في الارض وامر الروح لا يعلم تفاصيله ودقائقه الا الله تبارك وتعالى الفرع الذي بعده كيف نجمع بين هذين النصين المتعارضين وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة فهذا اخبار منه صلى الله عليه وسلم عن نفسه وعن اخوانه من الانبياء والرسل من قبله عليهم الصلاة والسلام انهم لا يورثون وان ما تركوه من الاموال انما هو صدقة يوزع على الفقراء والمساكين. حتى وان كان للانبياء ابناء فان ابناءهم لا حق لهم ان يرثوا في شيء من اموال ابائهم الانبياء كيف نجمع بين هذا وبين قول الله عز وجل وورث سليمان داوود وورث سليمان داود وقول الله عز وجل عن زكريا انه لما سأل يحيى لما سأل الله ان يرزقه غلاما قال يرثني ويرث من ال يعقوب واجعله ربي رضيا فكيف اية تنفي ان الانبياء يورثون؟ عفوا كيف نص يثبت ان عفوا؟ كيف نص ينفي ان الانبياء يورثون؟ ونصوص اخرى تثبت ان الانبياء يورثون الجواب لا اشكال في هذا ولله الحمد والمنة وبيان الحال ان نقول ان الوراثة تنقسم الى قسمين وراثة حسية ووراثة معنوية والمقصود بالوراثة الحسية اي وراثة المال. والتركة والمقصود بالوراثة المعنية المعنوية اي وراثة العلم والنبوة اي وراثة العلم والنبوة فالوراثة المنفية في قوله صلى الله عليه وسلم لا نورك انما هي الوراثة الحسية المالية فاذا ترك النبي شيئا من الاموال فأبناؤه او نقل اولاده لا يرثونه واما الوراثة المثبتة في النصوص فانما هي وراثة العلم والمال عفوا فانما هي وراثة العلم والنبوة وتلك يتوارثها الانبياء كقول الله عز وجل عن نوح وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فان قلت وهل العلم يورث فاقول نعم يورا في قول الله كما قال الله عز وجل ثم اورثنا الكتاب هذا ميراث ماذا؟ ميراث علم ميراث علم ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا وهم هذه الامة فاذا لا اشكال في ذلك اذا فرقنا بين نوعي الوراثة. والله اعلم ومما ومن الفروع كذلك ولا ادري عن رقمه عندكم الفرع التاسع عشرة كيف نجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم ما من نبي يمرض الا خير بين الدنيا والاخرة فهذا فيه دليل على ان الانبياء يخيرون بين قبض ارواحهم او الزيادة في اعمارهم وهو نص صريح في ذلك فقبل ان يقبض الله روح النبي يخيره بين البقاء في الدنيا الى اجل معلوم او ان تقبض روحه وهذا من خصائص الانبياء لا يشركهم معهم في هذه الخصيصة احد فهذا يدل على ان اجل الانبياء قد يؤخر كيف نجمع بين هذا وبين الايات الناصة على ان اجل الانسان اذا جاء فانه لا يؤخر ولا يستقدم قال الله عز وجل ان اجل الله اذا جاء لا يؤخر قال الله عز وجل فاذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فكيف دليل يدل على ان الاجل قد يؤخر في حق طائفة مخصوصة وهم الانبياء وبين تلك الايات التي تنص على ان اجل الانسان اجل محتوم لا يتقدم لحظة ولا يتأخر لحظة فيجوز في باب المناظرات والمجادلات ما لا يجوز في غيره. عبدالرحمن داك النور اعد ما قلت كيف نجمع والمجادلة من باب افحام الخصم والتنزل معه لا من باب لا من باب التسليم الجواب ليس في ذلك تعارض ولله الحمد والمنة ونجمع بينها بقاعدة العموم والخصوص فاجل كل احد اذا جاء لا يؤخر كما دلت عليه الادلة العامة الا اجال الانبياء خاصة فان اجلهم قد يؤخر بالدليل الخاص فانه لا يبدل ولا لا يبدل لا بتقديم ولا بتأخير الا في حق الانبياء فانهم يخيرون بين البقاء في الدنيا واطالة العمر الى اجل معلوم او القبض الان كما خير نبينا صلى الله عليه وسلم عند موته فاقتار الرفيق الاعلى فقال في الرفيق الاعلى وكما خير ملك الموت موسى لما جاءه ولطمه حتى فقأ عينه فامر الله عز وجل ملك الموت ان يأمر موسى بان يضع يده على جلد ثور. فما امسكت يده من من شعره فسيعيش بعددها من السنين فقال موسى وما وماذا بعد ذلك قال القبر قال اذا الان فاذا هناك عام وهناك خاص ولا تعارض بين عام وخاص لان المتقرر في قواعد الاصول ان العام يبنى على الخاص وقريب من هذا الفرع الذي بعده وهو في نفس الادلة لقول النبي صلى الله عليه ولكن من وجه اخر. وهي قوله صلى الله عليه وسلم ما من نبي يمرض الا خير بين الدنيا والاخرة هذا دليل على ان النبي لو اختار الدنيا فسيبقى فيها خالدا. وكلما جاءه الموت اختار الدنيا فيقضي هذا انه سيخلد كيف نجمع بين هذا وبين قوله كل نفس ذائقة الموت كيف نجمع بين هذا وبين قوله جل وعلا كل نفس ذائقة الموت والجواب لا اشكال في هذا مطلقا. وهي ان التخيير ليس تخيير ابد. وانما تخيير امد تخيير النبي بين الدنيا والاخرة عفوا بين البقاء او الموت ليس تأخيرا الى ابد الاباد. وانما يكون التأخير فيه الى امد معين ثم لا يقبل بعد ذلك تخييره ثم لا يقبل بعد ذلك تأخيره. فاذا ليس معنى التخيير انه تخيير في البقاء في هذه الدنيا الى ابد الاباد لا موت وانما هو تخيير وفسحة في الاجل الى امد معين لا يتقدم ولا يتأخر وهذا واضح ولله الحمد الفرع الذي بعده ان قلت كيف نجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان له حواريون الى اخر الحديث فهذا نص عام في كل نبي انه لابد وان يكون له اتباع يقتدون بامره ويأخذون بسنته وهديه لان قولهما هذا نفي وهذا النفي مؤكد من وقوله نبي هذا نكرة فهو نكرة في سياق النفي المؤكد بمن وهذا باتفاق الاصوليين يدل على العموم فالاصوليون اختلفوا في النكرة في سياق النفي اذا لم تؤكد بمنه. فهي تفيد العموم ام لا لكنها اذا اكدت بمن فلا جرم انها باتفاقهم رحمهم الله تعالى تدل على تدل على العموم. فاذا يدخل في ذلك كل نبي فجميع الانبياء والرسل الذين بعثهم الله عز وجل قبل محمد صلى الله عليه وسلم فلابد ان يكون لهم من امتهم حواريون كيف نجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم ويأتي النبي وليس معه احد كيف نجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم ويأتي النبي وليس معه احد وجه التعارض واضح الجواب لا اشكال في هذا ولله الحمد والمنة وبيان الحال ان نقول نجمع بين هذين بقاعدة العموم والخصوص وهي من القواعد العظيمة التي تحل لنا اشكالات وتعارضات كثيرة فنجعل قوله صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله في امة قبلي ها عاما في كل الانبياء ونجعل قوله ويأتي النبي وليس معه احد ها دليلا خاصا فاذا جميع الانبياء لابد وان يكون لهم من امتهم حواريون الا من قدر الله عز وجل الا يستجيب له من امته احد فيأتي يوم القيامة وليس معه احد والمتقرر عند العلماء انه لا تعارض بين عام وخاص لان العامية يبنى على الخاص. ويزول الاشكال ولله الحمد والمنة ومن الفروع كذلك في قول الله عز وجل عن ادم ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما عهد الله له ماذا الا يأكل من الشجرة ويكون من الخالدين فنسي ماذا؟ فنسي هذا العهد فاكل من الشجرة فاكلا من الشجرة يعني نسي التحريم والنهي وهذا العهد السؤال هنا هذه الاية تدل على ان ادم اكل من الشجرة نسيانا لهذا العهد ومن المعلوم باستقراء ادلة الشرع كتابا وسنة ان الناسي لا يؤاخذ لقول الله عز وجل ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ويقول صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى تجاوز عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. والنسيان عذر من الاعذار التي يرتفع بها الجواب لا اشكال في ذلك ولله الحمد والمنة وبيان الحال ان نقول ان النسيان في لغة العرب له معنيان نسيان بمعنى الترك ونسيان بمعنى الغفلة والذهول عن الشيء فالمثبت في قول الله عز وجل فنسي انما هو النسيان بالمعنى الاول اي فتركه وليس المقصود من قوله فنسي اي فغفل وذهل وانما معناه ترك العهد الذي عهدناه اليه به رغبة في الخلود ضعف عزم منه عليه الصلاة والسلام فالنسيان المذكور في قوله عز وجل فنسي انما هو نسيان الترك والنسيان المثبت في قول الله عز وجل لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا انما هو نسيان الغفلة والذهول عن الشيء فالذي يعتبر عذرا رافعا للتكليف انما هو النسيان بمعنى الغفلة والذهول للنسيان بمعنى ترك عن علم وعمد وللتفريق بين هذين النسيانين فائدة حتى في صفات الله عز وجل وللتفريق بين معني النسيان بين معنى النسيان فائدة حتى في حق صفات الله عز وجل فان قلت وكيف فاقول لاننا نجد ايات تثبت النسيان لله كقوله عز وجل نسوا الله فنسيهم قوله عز وجل وكذلك اليوم تنسى وايات تنفي النسيان عن الله عز وجل لا يضل ربي ولا ينسى وما كان ربك نسي فهذا من باب التعارض كيف ايات تثبت النسيان لله؟ وايات تنفي النسيان عن الله فنقول لا اشكال في هذا وهي ان الايات التي تثبت النسيان لله انما هو نسيان الترك عن علم وعمد جزاء وفاقا من باب العقوبة والايات التي تنفي النسيان عن الله انما تنفي نسيان ايش؟ الغفلة والذهول عن الشيء ومن الفروع كذلك فرع وان كان غريبا لكنه يتعلق بالنبوات في قول الله عز وجل عن ابراهيم عليه الصلاة والسلام ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين قال الله عز وجل ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين فنفى الله عز وجل الشرك عن ابراهيم واطلق اي ان ابراهيم لم يقع في لحظة من لحظات عمره لا قبل النبوة ولا بعدها في شيء من ما يوجب الشرك فهو امة وقانت وحنيف. والحنيف هو المائل عن الشرك فكيف نجمع بين هذا وبين الايات التي يقول الله عز وجل فيها عن ابراهيم فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فاثبات الربوبية لهذا الكوكب نوع شرك وبين قوله عز وجل ايضا في الاية التي بعدها فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي والاية التي بعدها فلما رأى الشمس بازغة قال هذا اربي هذا اكبر فكيف يقول عن هذه الاشياء بانها هي ربه والله عز وجل اخبر انه لم يك من المشركين الجواب لا اشكال في هذا وقد اختلفت اوجه الجمع عند اهل العلم رحمهم الله تعالى. واصح الاقوال انه قالها من باب المجادلة والمناظرة لا من باب الاقرار والايمان والمتقرر عند العلماء انه يجوز في باب التسليم في المجادلات والمناظرات ما لا يجوز في غيرها كأن تسمع من احد خطأ فتقول له سلمت لك ما تقول. لكن كيف تقول في كذا وكذا؟ فهذا التسليم في غير باب المناظرة لا يجوز لكن من باب التنزل مع الخصم لافحامه وكسر حجته فيجوز لك ان تتنزل معه وان تقول من الالفاظ ما لا يجوز قوله في غير باب المجادلات والمناظرات. فاذا قول ابراهيم لهؤلاء الذين كانوا يعبدون الكواكب ويبنون لها الهياكل في الارض ويسمونها باسمائها لان قومه كانوا من الصابئة. والصابئة هم عبدة الكواكب فاراد ان يثبت لهم اثباتا عمليا تطبيقيا بان هذه الكواكب تغيب عن هذا العالم ولا تصلح ان تكون ربا ولا اله لعجزها وغيابها عن الخلق فاذا قال هذا الكلام ليس من باب اثبات الربوبية او من باب الشك بان الله هو المستحق للربوبية والالوهية وحده دون ما سواه. وانما قالها من باب ماذا؟ من باب التنزل في باب والمجادلات فقط مثل ان يقول لك انسان يجادلك في النبي عليه الصلاة والسلام فينكر نبوته وانت تريد ان تثبت نبوته بالادلة كتابا وسنة. فيقول لك لا انا لا اؤمن بالكتاب والسنة. فتقول لا بالكتاب والسنة فقولك هذا لو كان في غير باب المناظرة لاثمت. لان الاستدلال انما يكون بالكتاب والسنة لكن من باب التنزل والمجادلة جاز لك ان تقول طيب دعنا من الكتاب والسنة واستدل عليك على نبوته بالعقل والحس فاذا هو قال هذا الكلام مناظرا لهم لاجل الزامهم حتى يكسر حجتهم ويبين لهم زيف من ما يعبدونه من هذه الكواكب واظعف الاقوال التي قيلت في هذه المسألة اظعفها. انه قالها مقرا شاكا في وجود ربه وكان هذا قبل النبوة. لا هنا هذا القول باطل لانه قول يتضمن ماذا؟ القدح في مقام الانبياء وعصمتهم وهذا قول لا يجوز فهو اضعف الاقوال في هذه المسألة الفرع الذي بعده بقوله عز وجل فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد بهالوقت بقول الله عز وجل فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا وقول الله عز وجل ويوم نبعث من كل امة شهد فهذا دليل على ان على ان الامم يبعث منها الشهداء وان هذا الشهيد هو الرسول الذي يشهد على امته كيف نجمع بين هذا وبين قول الله عز وجل يوم يجمع الله الرسل فيقول يوم يبعث يوم يوم يجمع يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لا علم لنا انتبهوا قالوا للرسول ايش؟ لا علم لنا. ومن لا علم عنده فكيف يستشهد على امته كيف يكون الانبياء شهداء على اممهم يوم القيامة؟ مع ان الله اذا سألهم قالوا لا علم لنا. ومن المعلوم ان مقام الشهادة انما يشترط له العلم بالامر المشهود به في في المقام الاول فكيف يستشهد الله عز وجل الانبياء والرسل على اعمال اممهم مع انه قال في الاية الاخرى اذا سألهم عن هذه الشهادة قالوا لا علم لنا هذا فيه شيء من التعارض في الظاهر ليس بذات الدليل والجواب انه ليس ثمة تعارض ولا اشكال بين هذه الايات وقد اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله تعالى في وجه الجمع واقرب هذه الاوجه ان العلم المنفي في قول الرسل لله لاعلم لنا ليس هو العلم المطلق وانما لا علم لنا فوق ما تعلمه منهم فهو علم مقيد فهو نفي مقيد ليس نفيا مطلقا كأن يتحاور عالمان فيسأل احدهما الاخر عن مسألة فيقول هو لا علم لي وهو لا يقصد انه ليس ثمة علم عنده مطلقا ولكن ليس عنده زيادة علم على ما عندك انت فهمتم ماذا فنفي العلم المقصود في قوله عز وجل لا علم لنا ليس هو النفي للعلم النفي المطلق وانما هو نفي العلم المقيد اي لا علم لنا فوق ما تعلمه من حالهم معنا اي لا علم لنا فوق ما تعلمه انت من حالهم معنا وهذا قالوه من باب احترام مقام الربوبية وتعظيمهم لله عز عز وجل هل هناك اشكال الجواب ليس هناك اشكال ومن اهل العلم من قال وهو جواب فيه ضعف وهو ان الانبياء قالوا لا علم لنا بسبب عظمة الهول الذي يرونه في عرصات يوم القيامة الهول الذي انساهم واذهلهم ما كانوا يعلمونه من اممهم ويشهدون به عليها في الدنيا فلما جاءوا فلما جاء يوم القيامة وعظم هول الموقف سئلوا في هذه الحالة قالوا لا علم لنا ثم بعد ذلك تهدأ نفوسهم بطمأنة الله عز وجل لهم انه لن يصيبهم من تلك الاهوال شيء فاذا اطمأنت قلوبهم بدأوا يجيبون بالشهادة وهذا الجواب فيه نوع ضعف لكن الجواب الاول هو الاولى وهو الذي يستقيم مع في مع منزلة الانبياء مع منزلة الانبياء كم الان رقمه طيب هل اخذنا وانذر عشيرتك الاقربين اخذناه ان قيل لنا ولا ادري عن رقمه عندكم الخامس والعشرون كيف نجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم لقومه وما ادري ما يفعل بي ولا بكم فهذا فيه نفي علمه بما يفعل به وبهم مع قوله صلى الله عليه وسلم مع قول الله عز وجل ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقد علم ما سيفعل الله به وهو انه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فكيف ينفي علم ما سيفعله الله به ثم في اية اخرى يثبت انه عالم بان الله سيفعل به هذه المغفرة ما ادري فهمتوا وجه الاشكال كيف ينفي علمه بما سيفعله الله به؟ مع ان الله صرح بما سيفعله به وهو ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وفي الحديث والنبي في الجنة الجواب ان المقصود بقوله عز عز وجل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم اي باعتبار الدنيا ما ادري اتظهرون علي ام سأظهر عليكم ا ستؤخرون حتى تؤمنوا ام سيعجل لكم العقوبة في هذه الدنيا هل ستؤمنوا كلكم؟ ام سيؤمن بعضكم ويكفر؟ بعضكم فاذا هو نفي عن علم المستقبل في حاله مع قومه وليس نفيا للعلم بما سيفعله الله عز وجل به فقوله عز وجل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم اي لا يدري الى ما يصير امره وامرهم في الدنيا. ايصير معهم ان يقتلوه او يخرجوه او يثبتوه او لا يمكن. يتمكنون من ذلك او يؤمنوا به ويتبعونه او يصرون على كفرهم لا يدري عن حاله معهم ايصدقونه ام يكذبونه وهذا ما ذهب وهذا الوجه من الجمع هو ما ذهب اليه جمهور المفسرين. وهو اقرب الاقوال في هذه المسألة اي لا ادري عن حالتي معكم في الوقت الراهن لا ادري عما سيكون مستقبل احوالنا اتنتصرون علي ام انتصر عليكم اتؤمنون بي ام تستمرون على تكذيبكم وهكذا ومن المعلوم ان مستقبل الزمان امر غيبي ولا يعلم امور الغيب الا الله تبارك وتعالى قال الله عز وجل قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الا الله الا الله ولعلنا ان شاء الله نكتفي بهذا القدر من تلك النصوص التي ظاهرها التعارف المتعلقة بباب النبوات الذي نبحثه او بحثناه بشرح العقيدة الطحاوية عز وجل ان يوفقني واياكم لكل خير وان يعلمني واياكم ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا احبتي ان من اعظم فوائد اصول الفقه هي القدرة الكاملة على ازالة اللبس والتعارض والاشكال الذي قد يورده من يورده على النصوص الشرعية فهذا فيه دليل على ان اصول الفقه من الفنون التي ينبغي لطالب العلم اي يحرص على استشراحها وفهمها لانه يدافع تعلمها عن شريعة الله عز وجل تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية