فتصديقهم تصديق للوحي فتصديق الرسل واجب لان ما يخبرون به انما هو عن وحي لا عن تخمين وظن وتخرص وهوى او عن اخبار وانما هو اخبار عن وحي والوحي لا يخطئ ابدا البخاري قال فجاء عصفور فادخل منقاره في اليم فقال الخضر لموسى ما علمي وعلمك في جانب علم الله الا كما ما انتقص علمي وعلمك من علم الله الا كما انتقص الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم من شرح متن العقيدة الطحاوية. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ثم اما بعد لا نزال في شرح قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى خلقا الخلق بعلمه قد ذكرنا جملا مما يتعلق بشرح هذه المسألة في الدرس الماضي. وها نحن نكمل ان شاء الله ما تبقى من مسائلها فمن مسائل هذه القطعة ايضا ان فيها الرد على الفلاسفة ومن تابعهم ابن سينا والفارابي وممن تتلمذ على ايديهم من الفلاسفة المنتسبين للاسلام فان هؤلاء قعدوا قاعدة ابليسية مخالفة للكتاب والسنة وهي قاعدة ان الله عز وجل انما يعلم العلم الكلي المطلق للجزئي التفصيلي ومن اعتقد مدلول هذه القاعدة فلا جرم انه كافر لانه يقدح في علم الله عز وجل وفي كمال علمه سبحانه وتعالى فهذه القطعة ترد عليهم لان الله عز وجل خلق الخلق بعلمه فهو عالم بجميع تفاصيلهم وما يتعلق بهم فلا يخفى على علم الله عز وجل شيء من الاشياء حتى مجرد التفاصيل وبالمناسبة فالعلماء رحمهم الله تعالى كفروا ابن سينا لامور كثيرة ابرزها ثلاثة امور الامر الاول انه ينكر علم الله الجزئي التفصيلي وانما يعتقد ان الله يعلم الاشياء اطلاقا بدون شيء من علم التفصيل بدون بدون علم الامور التفصيلية فهو يعلم السماوات بالاجمال ولكن ما في السماوات من الامور التفصيلية لا يعلمها ويعلم الارض بالاجمال ولكن تفاصيل ما على الارض من الجبال والاشجار والجن والانس والحيوانات لا يعلمها فهم يثبتون ان الله يعلم الاشياء اجمالا ولكنهم ينكرون علم الله التفصيلي فهذا اول ما كفر به اهل العلم ابن سينا ومن تابعه الامر الثاني او المكفر الثاني زعم ابن سينا ومن ومن وافقه على مذهبه الكفري الفاسد من ان باب النبوة لم يغلق الى الان وان باب النبوة مبني على ها مبني على التجربة ليس على الاصطفاء والاختيار من الله عز وجل فكل احد يستطيع ان يكون نبيا اذا كانت عنده قدرة التخييل وقوة الارادة وشروط شرطها عنده فهو كافر بقول الله عز وجل ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله خاتم النبي وبقوله صلى الله عليه وسلم وانا خاتم الانبياء لا نبي بعدي وسوف يأتينا الكلام على تفاصيل ذلك في قول الامام الطحاوي وكل دعوة للنبوة بعده فزيغ وهوى او قال فغي وهوى المكفر الثالث الذي وقع فيه ابن سينا ومن تابعه انكار البعث بجميع تفاصيله انكار البعث وانكار عذاب القبر وانكار الميزان وانكار عودة الارواح الى اجسادها وقيام الناس من قبورهم وانكار الجنة وانكار النار لانهم يقولون ان هذه الامور لا حقيقة لها في الواقع وانما هي مجرد خيالات خيل بها الرسل على اممهم لتنظبط امورهم والا فلا حقيقة لا لنار ولا لجنة ولا لرب فوق عرش استوى ولا حقيقة لشيء مما تخبر به الرسل مما سيكون في يوم القيامة فقد كذبوا الكتاب والسنة وخالفوا المعلوم من الدين بالظرورة وهؤلاء يسميهم اهل الاسلام باهل التخييل الذين يزعمون ان ما اخبرت به الرسل انما هو مجرد خيالات لا حقيقة لها في الواقع فلما سألهم اهل الاسلام طيب ولماذا يقولها الرسل قالوا حتى تنضبط امور العامة لان العامة اذا خوفوا وهددوا وهددوا بالجنة والنار انضبطت امورهم فلا يعتدي احدهم على احد ولا يظلم احدهم احدا ولكن في الامر لا جنة هناك ولا نار ولا رب ولا اسماء ولا صفات وهذا مكفر ثالث وسألهم اهل الاسلام بعد ذلك فقالوا هل الرسل يعلمون انه تخييل؟ ام ان الرسل مخيل عليهم ايضا هنا انقسموا الى طائفتين فمنهم من قالوا ان الرسل لا يعلمون بحقيقة الامر الذي يخبرون به فنسبوا الرسل الى الجهل ومنهم من قال بان الرسل كانوا يعلمون ان لا حقيقة لما يخبرون به فنسبوا الرسل الى الكذب ولذلك هذا من اخبث المذاهب على الاطلاق والمقصود من كلامنا هنا ان ان قول الامام الطحاوي رحمه الله خلق الخلق بعلمه فيه رد على من ينكر علم الله التفصيلي الجزئي تبن سينا ومن وافقه من فلاسفة المسلمين وابن سينا طبيب حاذق ولكنه مخلط في الاعتقاد فقد كان ابوه كما قالوا يهوديا صباغا فاراد ابن سينا ان يجمع بين خرافات اليهود وشريعة الاسلام فجاء بخليط كفري عجيب جدا كفره العلماء بسببه فان قلت وكيف يمدحه كثير من اهل الاسلام حتى ربما يسموا بعض المرافق العامة باسمه. فنقول هذا لا يضر لا يضر بان منى الكفار من يتفوق في جانب من الطب او في جانب من جوانب الحياة والجوانب الحياتية ليس التفوق فيها مقصورا على اهل الاسلام فهو طبيب حاذق متفوق على كثير من اطباء المسلمين في هذا المجال ولكنه في في العقيدة ملحد زنديق كافر ولذلك قال ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل واما ابن زينا فهو ابو الملاحدة اما ابن سينا فهو ابو الملاحدة فان قلت وما دليلك الشرعي على ان الله يعلم الاشياء بتفاصيلها فاقول قول الله عز وجل ان الله بكل شيء علم واوضح من هذا قول الله عز وجل وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر هذه اجمالي وما تسقط من ورقة هذا التفصيل الان وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وقال الله عز وجل ان الله عنده علم الساعة. شوف كيف العلم التفصيلي ويعلم ما في وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت. فاذا الله عز وجل يعلم الاشياء بعلمه الكامل الشامل المطلق العام. الذي لا يعزب عنه شيء ولو ذرة من ذرات الكون ومن فوائد هذه القطعة ايضا من اللطائف في هذه القطعة ان الامام ابن القيم رحمه الله تعالى رد على من ينكرون علم الله وهذي القطعة كلها في اثبات العلم رد على الذين ينكرون علم الله عز وجل بسورة الحمد قال انهم لو تأملوا ايات سورة الحمد لوجدوا ان الله عز وجل يعلم الكليات والجزئيات ولكنهم يقرؤونها ولا يتدبرونها ثم بين جملا من الاوجه الدالة على ان من امن حقيقة بما يقتضيه بما تقتضيه هذه السورة فانه لزاما سيؤمن بان الله عالم بكل شيء على وجه الاجمال والتفصيل قال فمن ذلك فمن ذلك انه اثبت الحمد له فقال الحمد لله فكيف يحمد من لا يعلم شيئا نحن انما نحمد من له صفات الكمال فاذا كان الانسان جاهلا لا يعلم شيئا فهل يستحق ان يحمد؟ الجواب لا. فالذين ينكرون علم الله عز وجل مطلقا او ينكرون علم الله بالجزئيات هؤلاء ينفون من حمد الله عز وجل بحسب ما نفوه من علمه لانهم لو اثبتوا انه لا يعلم فكيف يحمد من لا من لا يعلم فمن تأمل حقيقة قوله عز وجل الحمدلله لاقتضى ذلك واستلزم ان يثبت العلم له ولرد على من ينكر اثبات العلم له ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله انه اثبت الحمد له فكيف يحمد من لا يعلم شيئا من العالم وتفاصيله ولا عدد الافلاك ولا عدد النجوم ولا ولا ولا يعلم من يطيعه ولا من يعصيه ولا من يدعوه ممن لا يدعوه لانهم يقولون الله ما يعلم التفاصيل هذا قدح في حمد الله واستحقاقه للحمد عز وجل ومن ومن مقتضيات كذلك سورة الفاتحة ما قاله في اثبات العلم آآ قول الله عز وجل الحمد لله رب وقال رب العالمين رب العالمين ومن لا يعلم العلم الكامل الشامل بكل شيء مستحيل ان يكون صالحا لربوبية العالمين مستحيل ان يكون من لا يعلم صالحا لربوبية العالمين وان يكون ربا لهم والها لهم لانه لا بد للاله المعبود والرب المدبر من ان يعلم احوال احوال عبيده في كونه هذي سورة الفاتحة فقط ومن الاوجه كذلك انه في سورة الفاتحة قال الرحمن الرحيم فانه يستحيل ان يرحم من لا يعلم لكان لا يعلم الاشياء بتفاصيلها فكيف يعلم من اذنب حتى يرحمه فكيف يعلم من عفوا؟ فكيف يعلم من اطاع حتى يرحمه ومن اذنب وتاب حتى يتوب عليه ولذلك الذي يرحم عالم بالتفاصيل فنحن نرحم الفقراء لاننا علمنا تفاصيل حياتهم واحوالهم ورواتبهم ووظائفهم وما يدخل عليهم فهذا العلم الكامل بكل دقائق تفاصيل حياتهم اوجب لنا ان نرحمهم. فاذا اثبتنا الرحمة لله ونفينا العلم عنه فهذا شو يسمونه؟ فهذا تناقظ اذ ان اثبات الرحمة يوجب اثبات العلم ومنها كذلك قول الله عز وجل مالك يوم الدين فان ملكا لا يعرف احدا من رعيته البتة ولا يعرف شيئا من تفاصيل احوال مملكته لا يصلح ان يكون ملكا هؤلاء في الحقيقة ينكرون جميع ما يتعلق بالله عز وجل من صفات الكمال ومنها كذلك قوله اياك نعبد واياك نستعين وكيف يستعان به وهو لا يعلم عين من استعان به لانه لا يعلم التفاصيل ومنها كذلك قوله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم فكيف يهدي من دعاه وابتغل اليه وانطرح عند عتبة بابه وهو لا يعلمه ومنها كذلك كونه منعما صراط الذين انعمت عليهم فكيف ينعم على مخلوقاته في مملكته وهو لا يعلم اعيانهم وما يحتاجونه من النعم ومنها كذلك ايضا كونه مجازيا من اطاعه كونه مجازيا من اطاعه ومعاقبا من عصاه. فكيف يجازي من اطاعه وهو لا يعلم؟ ومن الذي اطاع؟ وما الطاعة التي قدم وكيف يجازي من عصاه وهو لا يعرف ولا يعلم من عصاه وما المعصية التي وقع فيها؟ فاذا سورة الفاتحة كلها تثبت اثباتا قطعيا بان الله هو العفو من صفاته العلم من صفاته العلم الكامل الشامل ولذلك تلك الصفة من الصفات الفطرية التي يثبتها تثبتها الفطرة. فان الفطرة لو سلمت من الملوثات والمؤثرات الخارجية لنشأ الانسان بدون ان يتعلم ولا يقرأ حرفا وهو مقر بان ربه الذي خلقه واوجده عالم متصف بالعلم وقد ذكرنا جملا من الاوجه العقلية في اثبات صفة العلم في الدرس في الدرس الماظي فصدق كلام الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ومن فوائد هذه القطعة ايضا قاعدة قررها اهل السنة رحمهم الله تقول الله اصل العلوم الله هو اصل العلوم الله هو اصل العلوم فانك لو تأملت هذه العلوم الكثيرة التي يستمتع بها المخلوقون لوجدت ان مبدأها ممن؟ من الله. فكل علم فمرده الى الله عز وجل ولذلك يقول الله عز وجل في اثبات انه اصل العلوم وعلم ادم الاسماء كلها. ويقول الله عز وجل وعلمك ما لم تكن تعلم. فعلوم الانبياء وعلوم الفقهاء وعلوم العلماء وعلوم الخبراء. وعلوم اهل الارض والسماوات وعلوم الملائكة كل كلها مردها الى عالم واحد وهو الله عز وجل ولو شاء الله ان يحجب علما عن احد من خلقه لما استطاع ان ها ان يتعلمه يقول الله عز وجل حتى العلوم الدنيوية حتى علم صنعة اللباس هذا مستمد من علم الله عز وجل. قال وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل انتم؟ فهل انتم شاكرون ويقول يوسف عليه الصلاة والسلام وعلمتني من تأويل من تأويل الاحاديث فجميع تلك العلوم التي تتفوق بها الدول والمجتمعات والافراد ويمدحون بها انما هي من علم الله عز وجل ومع ذلك كله فهي لا تساوي قطرة في ذلك العلم العظيم مع ذلك كله فهي لا تساوي قطرة من بحر ذلك العلم العظيم ولذلك يقول الله عز وجل وفوق كل ذي علم عليم. ويقول الله عز وجل وما اوتيتم من العلم الا قليلا ولما فسر الخضر لموسى ما استغربه من خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار ها اراد الخبر ان يثبت ان هذا من علم الله عز وجل قال وما فعلته عن امر ذلك تأويل ما لم تسطع علي صبرا قال كما في صحيح اليم من ما اخذ هذا العصفور او كما قالوا. وش اللي انتقص بالله؟ وش اللي انتقص ما انتقص شيء ابدا ولذلك الله عز وجل هو اصل العلوم على الاطلاق فكيف يكون الله هو اصل العلوم؟ ثم يأتينا مبتدع يقول ان الله لا يعلم او لا يوصف بانه عالم هذا تناقض عظيم لذلك هذه الطائفة كفرهم العلماء يقول العلماء رحمهم الله تعالى ناظروهم في العلم فان اقروا به فرجوا وان انكروه كفروا ومن فوائد هذا هذه القطعة ايضا جمل من الفروق بين العلم المضاف الى الله عز وجل والعلم المضاف الى المخلوق حتى يقتنع من يسمع كلامنا بان الله عز وجل موصوف بالعلم الكامل الشامل فمن هذه الصفات ان علم الله عز وجل لم يسبق بجهل لم يسبق علم الله عز وجل بجهل فهو فعلمه الذي نصفه به هو العلم الذاتي الذي لا يمكن ان ينفك عن الله عز وجل واما علوم او واما علوم المخلوقات على وجه الاجمال والتفصيل فانها علوم مكتسبة مسبوقة بجهل اوليس كذلك ولذلك يقول الله عز وجل عن المخلوقات والله اخرجكم والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون وهذا هو الموضع الوحيد في القرآن فيه لعلكم والا كلها قليلا ما تشكرون ومن كذا ومن الفروق كذلك وما اكثرها ان علم الله عز وجل لا ينسى لا يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان لانه موصوف بالعلم ازلا فيما لا اول له وابدا فيما لا نهاية له واما علم المخلوق مهما عظم علمه فانه مع تقادم السنين وضعف الحافظة ينسى ولذلك قال الله عز وجل ومنكم من يرد الى ارذل العمر طيب ومن ثمرات ارذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا. هذا لا يصيب علم الله عز وجل علم الله عز وجل لا ينسى ولذلك قال الله عز وجل قال اي موسى فما بال القرون الاولى قال علمها ما اجمل القرآن يا شيخ قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى لا يضل ربي ولا ينسى والنسيان المنفي هنا كما تعرفون انه نسيان الغفلة والذهول عن الشيء ومن الفروق كذلك ان علم الله عز وجل هو العلم الكامل بكل شيء. لا تشذوا ذرة من ذرات هذا الكون عن ان تكون معلومة لله عز وجل واما المخلوق فان ما له من العلم مطلقه اي له مطلق العلم لا كل العلم فانت تعلم اشياءنا لا اعلمها وزيد يعلم شيئا لا نعلمه لا انا ولا انت انتوا معي ولا لا فاذا الله عز وجل سخر بعض المخلوقات لبعض في مسألة العلوم اذ لو كلف واحد ان يعلم كل شيء لما استطاع ولذلك علم الفقيه الحاذق يحتاج الى معرفة الخباز الفقيه ما ما عنده ما عنده خبرة في مسائل الخبز ولا لا يا جماعة وكذلك كل الخلق يحتاج بعضهم فيما تعلموه الى بعض. ويسمونها تلاقح العلم حتى نصل الى درجة الكمال. الله عز وجل لا يحتاج الى عالم اخر حتى يضفي له شيئا من علمه لانه العالم بكل شيء عز وجل فاذا الله له العلم المطلق الكامل الشامل واما المخلوق فليس له من العلم الا مطلق العلم فقط فمن الذي يقول ان علم الله كعلمي او او يتجرأ على ان يثبت على ان يثبت على ان ينفي عن الله عز وجل العلم نعوذ بالله من هذه المذاهب ومنها كذلك ان علم الله لا يتطرق له الخطأ او يكون على خلاف الواقع مطلقا ان علم الله عز وجل لا يمكن ان يتطرق له الخطأ ولا يمكن ان يكون على خلاف. الواقع واما علم المخلوق فقد يتطرق له الخطأ وقد يقع علمك على خلاف الواقع ولذلك كم من انسان علم اشياء هي في ذاتها خطأ ولكن بعد ازدياده من العلم تبين له خطأه فتركها وتغير اجتهاده الى اشياء اخرى. هذا لا يصيب علم الله عز وجل الله ما يتجدد له معلومات فتنسخ الاخرة الاولى فينسخ العلم الاخر الاول لا علمه هو على ما هو عليه عز وجل وكذلك علمك انت قد تعلم شيئا لكن يكون على خلاف الواقع. الله عز وجل لا يمكن ان يصيبه ذلك ولذلك ربما الواحد منا يسمع صوتا في السيارة فيتقرر في قلبه انه مثلا المكينة او او او الراديتر او شيء معين ها لكن بعد كشف الخبير عليه يقول علمك هذا لم يوافق الواقع هذا خطأ قولوا له يا جماعة وكم من المعلومات الكثيرة التي تستقر في قلوبنا وعقولنا هي في ذاتها خطأ سواء كانت من العلوم الشرعية او العلوم الدنيوية الواقعية او الاجتماعية او الاسرية هذا هو فعلمنا تعرظ له عوارض الخطأ عوارض اخرى عوارض النسيان عوارض الجهل عوارض الغفلة لكن علم الله عز وجل لا يعتريه شيء من ذلك لا يعتريه من شيء من ذلك ابدا ومن مسائل هذه القطعة ايضا من مسائل هذه القطعة اعلم رحمك الله تعالى ان القاعدة تقول كلما اتسع العلم اتسعت الرحمة كلما اتسعت العلم اتسعت الرحمة ولذلك لما كان العلم الذي نصف الله به هو العلم الكامل الشامل صارت رحمته وسعت كل شيء. كما قال كما قرن الله بينهما في قوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ولذلك تجد الانسان الواحد من منا في بداية طلبه للعلم تجده دائما يأخذ بالاشد على نفسه وعلى غيره لكن ما ان يزداد من العلم وتتسع مداركه العلمية الا وتجد ان كثيرا من القناعات تغيرت وصار يحاول ان يجد للخلق مخرجا شرعيا ويحاول ان يخفف عنهم ما استطاع الى ذلك سبيلا ولو قارن بين حالته اللاحقة وحالته السابقة لوجد صدق هذه الكلمة انه كلما اتسع علم الشخص اتسعت ها اتسعت رحمته. ولذلك الله عز وجل من سعة علمه انزل نعم له رحمة قسمها الى مئة رحمة. انزل منها في الارض فقط رحمة واحدة ومن سعة علمه ادخر تسعا تسعين جزءا من هذه الرحمة يرحم بها عباده يوم القيامة سبحانه وتعالى فلا يهلك على الله يوم القيامة الا الا هالك الا هالك ومن مسائل هذه القاعدة ايضا انها دليل على وجوب توحيد الله عز وجل بعلم الغيب ان فيها دليلا على وجوب توحيد الله عز وجل بعلم الغيب. فلا يعلم الغيب الا الله لسعة علمه لسعة علمه عز وجل علمه لا حدود له فيجب علينا ان نوحده عز وجل علم الغيب كما قال الله عز وجل عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا قال الله عز وجل قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله قال الله عز وجل وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ولذلك آآ من صدق من صدق من يدعي علم الغيب انتبه فلا يخلو من حالتين اما ان يكون ادعاءه للعلم هو الادعاء للغيب المطلق واما ان يكون ادعاءه لعلم الغيب هو الغيب المقيد لان الغيب عندنا قسمان غيب مطلق وغيب مقيد ما الغيب المطلق الغيب المطلق هو الغيب الذي لم يطلع عليه احد من الخلق كعلم ما في اللوح المحفوظ وما سيكون من الامور التي لم يعلمها احد. فمن صدق من يدعي علم الغيب المطلق فانه كافر خالع ربقة الاسلام من عنقه بالكلية واما القسم الثاني من الغيب فهو الغيب المقيد واذا قيل الغيب المقيد انتبه يا محمد واذا قيل الغيب المقيد فنعني به الغيب النسبي العرضي وهي تلك الامور التي وقعت بعيدا عنك انت لا تعلمها. ولكن علمها غيرك فهذه خرجت عن كونها علما من الغيب المطلق صارت غيبا نسبيا يعني هي غيب عليك ولكنها ليست غيبا عليك مثال ذلك هل نحن نعلم ما حصل لرجل من الرجال في سفره مثلا رجل سافر حصلت له امور كثيرة فجاءنا هو يعلم هذه الامور التي حصلت له لكن انت لا تزال هذه الامور في طول الغيب عندك بالنسبة لك انت فهذا يسمونه الغيب المقيد لا الغيب المطلق هذا هو الذي اختلف فيه العلماء رحمهم الله. ولذلك اذا اخبرك الكاهن بشيء فان هذا الاخبار لا يخلو من من الغيبيات طبعا لا يخلو من حالتين اما ان يكون اخبارا يتعلق بالغيب المطلق كالاخبار بما سيكون لك وكيف ترزق ومن ستتزوج كل هذا من الغيب المطلق. فتصديق الكاهن في هذا كفر اكبر واما اذا كان العلم الغيب الذي اطلعك الكاهن عليه. هو الغيب المقيد بمعنى ان يضيع لك دابة هذه الدابة قد مرت على اناس يعرفون مكانها فانت تسأل الكاهن تقول اين دابتي فهو يخبرك بهذا المكان. هو اخبرك بامر غيبي لكنه ليس من الغيب المطلق بل هو من الغيب النسبي. وهنا اختلف العلماء فمنهم من كفر من صدق من يدعي علم الغيب من غير تفصيل بين الغيب المطلق والغيب النسبي المقيد ومنهم من قال لا من صدق بل بل الامر فيه تفصيل. فمن صدق من يدعي علم الغيب المطلق فهو كافر الكفر الاكبر. ومن صدق من يدعي علما الغيب المقيد فهو كافر الكفر الاصغر. لما؟ لوجود الشبهة لان هذا الكاهن قد اخبرتنا الادلة انه يستعين بشياطينه والشياطين سريعة الانتقال في الارض. فلربما ما اخبر به لا يعتبر غيبا وانما يعتبر مما نقت به الابالسة في اذنه وهم يعلمون شيئا من ذلك فلوجود الشبهة نمنع تكفير المسلم لان من ثبت اسلامه بيقين فاننا ها لا ننزع عنه اسمه الا بيقين. فان قلت وكيف تقول في قول النبي صلى الله عليه وسلم من اتى كاهنا او عرافا صدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد فنقول اقرأ ما قبلها او ما بعدها ومن اتى حائضا في دبرها فقد كفر بما انزل على محمد فاذا المقصود بالكفر هنا ليس هو الكفر الاكبر وانما هو الكفر الاصغر في قول كثير من ائمة الدعوة واختاره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله قالوا لم؟ حملته على الكفر الاصغر؟ نقول لوجود الشبهة بوجود الشبهة ولان ما يخبر به ليس هو الغيب المطلق وانما هو الغيب النسبي المقيد واما من ذهب الى الكاهن وقال له يعني من ساتزوج بعد سنة فيقول سوف تتزوج امرأة اسمها هند طيب وكم سيكون ما لي بعد سنة؟ سوف يكون مالك بعد سنة مليون ريال هذا يخبر عن غيب نسبي ولا غيب مطلق من صدق من يدعي الغيب المطلق فهذا ما فيه شبهة هذا ما في شبهة ابدا تعرض له انما صدقه لوجود الاعتقادات الفاسدة فيه. ولكونه لاعتقاد كونه شريكا مع الله عز وجل فيما يطلعه من الغيب. فيما يطلع عليه من الغيب انتم معي اخوان ولا لا؟ فان قال لنا قائل وكيف تقولون ان الله مختص بعلم الغيب وقد اخبرنا الانبياء بشيء من الغيب اولم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من الغيب؟ الجواب لا كذلك عيسى قال ومبشرا برسوله يأتي من بعدي. هذا غير مطلق اسمه احمد فنقول كل ما كان من باب الغيب المطلق اذا جرى على السنة الرسل فانما علموه بوين بالوحي ومن مسائل هذه القطعة ايضا طولنا عليكم فيها ابد ومن مسائل هذه القطع اننا نجد الله عز وجل دائما في كتابه الكريم يقرن اسمه العليم بالحكيم. لم لان العلم يثمر ثمرات كثيرة ومن اعظم ثمراته الحكمة الحكمة العليم الحكيم فان علم الله عز وجل مقرون بحكمة. فان قلت وهل ثمة علم لا يقرن بحكمة؟ الجواب نعم. كم من اناس يعلمون اشياء ولكن علمهم طار عطبا لهم وصار سببا لهلاكهم الذين يعلمون صناعة القنبلة الذرية او صناعة النووي هؤلاء يعلمون شيئا بحكمة؟ الجواب لا، بل يعلمون شيئا بسفه. لانهم يصنعون اشياء ترجو عليهم بماذا بالشر والضرر وكم من انسان يعلم ان هذه معصية ولكن علمه بانها معصية ها لا يقرن بحكمة فتجده يتقحم المعاصي وهو عالم بانها تسخط الله. فاذا علمه هذا لم ينفعه فليس كل علم نافع. وليس كل علم لابد وان يقرن بحكمة. واما علم الله عز وجل فانه العلم المقرون بالحكمة الذي لا يكون منه الا كل خير وكل مصالح للعباد في دينهم ودنياهم واولاهم واخراهم. فهذا هي فهذه هي العلة في قرن اسم العليم بالحكيم دائما وهذا في القرآن كثير بل اظنه والله اعلم في اكثر من سبعة وثلاثين موضعا ولعلكم تراجعونها ومما يقال في هذه القطعة ايضا ولعلها اخر المسألة انتهى الوقت اخر مسألة ها اخر مسألة في هذه القطعة اذا نحن طفنا على مدار درسين في هذه القطعة فما هي الاثار بعد كوننا امنا ايمانا جازما بان الله له العلم الكامل الشامل فما هي الاثار السلوكية التي لا بد ان تظهر علينا لان الايمان ها قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح. فاعتقاد الجنان قد استقر ولله الحمد. لكن بقي الجوارح. فما هي الاثار العملية التي تظهر علينا نقول هناك جمل من الاثار نص عليها اهل العلم. منها افراده عز وجل بالعبادة لا يعبد معه غيره لان المستحق للعبادة هو هو ذو العلم الكامل الشامل وبناء على ذلك قد استدل الله عز وجل على بطلان الهية غيره من الاصنام والاحجار والقبور والاموات بانهم لا يعلمون شيئا بانهم لا يعلمون شيئا ومن الاثار كذا فاذا الذي يعبد بالحق انما هو من يعلم العلم الكامل الشامل ومن اثارها كذلك احياء مبدأ المراقبة في النفوس فان الانسان مهما خلا بمعصية اذا كان مؤمنا حقيقة بان ربه مطلع عليه وانه يعلم الكليات والتفاصيل والجزئيات وانه لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماوات حينئذ هذا الايمان لابد وان يزجر نفسه عن مقاربة هذه المعصية مهما خلا بريبة فانه يعلم ان الله يراه ومطلع عليه ويبصره ويعلم احواله ولا يخفى عليه. فحين اذ هذا لا بد ان يدفعه وان يصدر نفسه عن الوقوع فيه فان وقع فهذا ليس دليلا على كفره بصفة العلم. ولكن دليل على ضعف الايمان ضعف الايمان بهذه الصفة على ضعف على ضعف الايمان لا اقصد باصلها وانما باثارها ومقتضياتها فهمتم هذا فاذا لا بد ان يتأمل الانسان حاله قبل ان يقع في المعصية ومنها كذلك التواضع لله عز وجل مهما كثر علمك مهما كثر علمك وتنوعت معارفك ايها المخلوق فانه ذلك العلم اليسير في جانب علم الله عز وجل فينبغي للانسان انه مهما كثرت علومه وتنوعت معارفه ان يكون ذلك المفتقر الى ربه عز وجل المتواضع لربه فلا ينبغي ان يتكبر الانسان بعلمه ما بلغ في العلم ما بلغ ومن تكبر بعلمه فانه تعاظم ما يعلمه ونسي ما يعلمه من سعة ما يعلمه الله عز وجل ومما ينمو من ثمرات ذلك ايضا ان نؤمن ايمانا جازما بان الله قد احاط بكل شيء علم بالموجودات والمعدومات والممكنات وغيرها والعلويات والسفليات والله عز وجل له العلم المحيط بكل شيء كما قال الله عز وجل ها وان الله قد احاط بكل شيء علما ومن الثمرات كذلك ايضا عدم اليأس من روح الله عز وجل فانك اذا علمت ان ربك واسع العلم فانك تؤمن انه واسع الرحمة فحينئذ لا تقنط روحك ولا تيأس نفسك مهما ضاقت الدنيا في عينيك لانك تعلم ان الله يعلم حالك ومطلع عليك وانه سيرحمك ويفرج عنك ومنها كذلك طمأنينة القلب بما يقضيه الله عز وجل عليك طمأنينة قلبك بما يقضيه الله عليك. لان قضاءه ليس نابعا عن جهل وتخبط وانما عن علم وحكمة وخبرة فما يقضيه العليم الحكيم الخبير لك ويختاره لك خير مما تقضيه لنفسك او تختاره لنفسك ولذلك انا يعجبني دعاء ولكن لا اصل له بلفظه وهي اسألك يا ربي حسن التدبير فاني لا احسن التدبير او نحو ذلك هذا يعجبني هذا الدعاء وهو اعتراف وانطراح بين يدي الله عز وجل انه اخرق ان العبد اخرق لا يحسن التدبير فدبر لي اموري كلها والله عز وجل اذا قضى عليك قضاء سواء كان خيرا ها او شرا فان الله عز وجل عالم اثار هذا القضاء ومآلات هذا القضاء وانه خير لك فالمؤمن يستقر ها قلبه وتطمئن روحه باي قضاء يصيبه من الله عز وجل باي قضاء يصيبه من الله عز وجل ومنها كذلك الايمان الجازم بعلم الله الكامل بمصالح عباده الايمان الكامل الجازم بعلم الله عز وجل بمصالح عباده سواء في قضائه الكوني او قضائه الشرعي فلا يقضي الله عز وجل كونا على عباده الا ما فيه خير ومصلح لهم فان قدر المطر فهو خير لهم. هذا قضاء كوني وان قدر خروج الشمس فهو فهو خير له وان قندر انكساف الشمس او خسوف القمر فهو خير له. واي حكم قضاه الله كونا فهو خير لعباده. لانه العالم بما يصلحهم وكذلك اي قضاء يقضيه الله عز وجل في شرعه فهو خير لعباده. يستقر قلبك بان اي قضاء يقع في شرع في شرع الله عز وجل واي حكم يحكم الله به شرعا فانه حكم نابع عن علم وخبرة وحكمة ومصلحة فليس ثمة شيء يحكم الله عز وجل به لا مصلحة فيه. ولذلك مبدأ الشريعة كلها ومرجعها الى قاعدة واحدة وهي ان الشرع جاء لتقرير المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها هذه نبذ يسيرة مما يتعلق بقول الامام الطحاوي رحمه الله خلق الخلق بعلمه. نسأل الله ان ينفعنا واياكم بها واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية