الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم من شرح متن العقيدة الطحاوية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الخلا يمشي والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين لا نزال في اما بعد لا نزال في قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا. الى اخر كلامه رحمه الله ووقفنا عند مذهب المعتزلة في مسألة الهداية والاضلال اليس كذلك نعم نكمل المسائل ونقول من مسائل هذه القطعة ان قال لنا قائل وما مذهب الجبرية في مسألة الهداية والاضلال وما مذهب الجبرية في مسألة الهداية والاضلال الجواب يعتقد الجبرية ان العبد لا قدرة له ولا اختيار مطلقا في الضلال والهدى فليس للعبد قدرة في سلوك اسباب الهدى وليس للعبد قدرة في سلوك اسباب الضلال وهذا مبني والعياذ بالله على مذهبهم في ان العبد في باب القدر لا قدرة له ولا اختيار مطلقا فمن ضل فانما ضل بقدر الله عز وجل ولا قدرة له هو على دفع هذا الضلال ومن اهتدى فانما اهتدى بقدرة الله عز وجل ولا قدرة له هو على جلب هذا الهدى وهذا المذهب باطل لانه مبني على عقيدة باطلة وما بني على الباطل فهو باطل اذا ترون وفقكم الله ان عقيدة المعتزلة والجأ ان عقيدة القدرية القدرية والجبرية في مسألة الهدى والضلال مبنية على مسألة افعال العباد عندهم فلان المعتزلة القدرية قالوا بان العبد هو الذي يخلق فعل نفسه بنفسه قالوا انه هو الذي يهتدي ويضل والله عز وجل لا شأن له باضلال ولا بهدى ولان الجبرية يعتقدون ان العبد لا قدرة له ولا اختيار مطلقا قالوا بان الهدى والضلال بيد الله عز وجل والعبد لا قدرة له على تحصيل شيء من ذلك ولا سلوك شيء من اسباب ذلك وكلا طرفي قصد الامور ذميم والوسطية في ذلك هو ما سلكه اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى من ان الهدى والضلال لنا فيه نظران. اما باعتبار كونه خلقا وايجادا وكتابة وقضاء وتقديرا فهو ينسب لله عز وجل. واما باعتبار كونه تحصيلا واقترافا واكتسابا وسلوك اسباب فانه ينسب الى من؟ الى المخلوق ومن مسائل هذه القطعة ايضا ما الحكمة من قول الامام الطحاوي في الهداية فضلا قال ويعصم ويعافي فضلا وفي الاضلال قال عدلا لماذا قيد الهداية بالفضل وقيد الضلالة الاضلال بالعدل الجواب حتى يعلم الانسان انه ان هداه الله عز وجل فانما هدايته محظوظ فضل وتوفيق الاستحقاق فان المتقرر عند العلماء ان العبد لا يستحق شيئا على الله عز وجل الا ما احقه على نفسه فاذا وفقك الله ايها العبد للهدى فاعلم ان الله اختارك هذه الهداية ليس عن محظي استحقاقا منك انت ابدا فان الله لو يؤاخذ الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة والله هو صاحب الفضل عليك في هذه الهداية. فاذا الهداية محض فضل وتوفيق من الله عز وجل واصطفاء واختيار فهي داخلة تحت قول الله عز وجل وربك يخلق ما يشاء ويختار. فكما ان الله عز وجل هو الخالق لكل شيء فقد اختار من خلقه من يشاء لنبوته ورسالته واختار من يشاء من خلقه لهدايته وتوفيقه فواجبك ايها العبد تجاه هذه النعمة ان تكثر حمد الله عز وجل وشكره على هذا الفضل. حتى تزداد في رتب الهداية ترقيا فان النعم تدوم بالشكر وتذهب بالكفر فلا تظنن انك اهتديت بقيام الليل او انك اهتديت لانك ذكي او انك اهتديت لانك ابن فلان الحسيب النسيب او انك اهتديت لانك ذو مال او ذو منصب او او انك اهتديت لانك حفظت المتون او حفظت القرآن انما اصل هدايتك محض توفيق واختيار من الله عز وجل والا فقد اضل الله عز وجل امما يفوقونك في الجسم ويفوقونك في الذكاء والدهاء ويفوقونك في العلم ولكن ما اراد الله عز وجل لهم الهداية فضلوا فاذا يجب على العبد ان يستشعر ان هذه الهداية محض فضل. ولذلك قال في الهداية فضلا حتى لا يتوهم المهتدي انه اهتدى بحوله وقوته وانما اهتدى بمحض توفيق وفضل من الله عز وجل وما الحكمة من قوله في في الاضلال عدلا حتى لا يظن الناس اذا رأوا حتى لا يظن الناس انهم ان رأوا ضالا عن منهج الله ان الله عز وجل ظلمه انما تعامل معه بالعدل فالله ان اضل احدا او قدر على احدا الهداية فلانه هو المستحق للهداية هو المستحق للاضلال هو المستحق لهذا الضلال فالله فربنا لا يظلم احدا وليس بظلام للعبيد فاضلال ابي لهب عدل من الله واظلال ابي جهل عن الهدى بعد وضوح الحجة وبيان المحجة عدل من الله اليس كذلك واضلال فرعون بعد سماع الحجة وبعثة النبي الرسول موسى عليه الصلاة والسلام عدل من الله فاذا اذا رأيت من اهتدى فتأمل فيه مقام الفضل واذا رأيت من ضل فتأمل فيه مقام العدل. فلذلك يقول الامام الطحاوي بعد هذه الجملة قال وهم يتقلبون هنا ها في مشيئته بين فضله وعدله بين فضله في حق من اهتدى. وعدله في حق من اضله الله عز وجل. ولا يظلم ربك احدا هذه هي الحكمة من قول الامام الطحاوي هاتين الجملتين في هذين الموضعين. ومن المسائل ايضا اعلم رحمنا الله اياك انه وان كانت الهداية ابتداء بيد الاظلال ابتداء بيد الله الا ان القرآن اخبرنا بمصادر الضلال لابد من الاحاطة بهذه المصادر حتى نتلقاها ونتجنبها فان اعظم الضلال في الارض انما منشأه هذه المصادر فعلى العبد اذا اذا كان حذرا حذرا حقيقيا من الضلال عليه ان يتجنب الوقوع في شيء من هذه المصادر فاول مصادر الاضلال على الاطلاق الشيطان لعنه الله الشيطان. قال الله عز وجل ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا تسويق بتسويله وتزيينه للفواحش والمنكرات قال الله عز وجل الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا. وقال الله عز وجل عن الشيطان انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير فهذا اعظم مصادر الضلال ومن مصادر الضلال ايضا القادة والرؤساء الفاسدون الظالمين المفسدون في الارض فكم من بلاد انما افسدها قادتها. وانما ادخل فيها الظلم والعدوان والاثام والموبقات اقرار ورؤسائها فهم القادة هم المترفون في القرآن. القادة هم المترفون في القرآن علية القوم قادة القوم. ولذلك تجد ان الله عز وجل دائما يذكر المترفين في معرظ الذم ولا المدح اجيبوا يا اخوان في معرض الذنب وانهم هم الذين يأمرون اتباعهم ومن تحت ايديهم بالكفر والضلال بالكفر والضلال. قال الله عز وجل قال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تأمروننا نكفر بالله ونجعل له اندادا ولذلك قال اهل السنة لو كان يقول الواحد من اهل السنة وهي مروية عن يحيى وعن الامام احمد وغيره لو كان لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان. لماذا لان بضلاله ينتشر الضلال ويعظم. وبصلاحه ينتشر الصلاح ويعظم فبصلاحه صلاح من تحت يده ووقاية البلاد والعباد شرا عظيما وبلاء مستطيرا ومن مصادر السوء ومن مصادر الاضلال في الارض علماء السوء علماء السوء الذين يزينون للناس البدع والمنكرات. ويرخصون لهم كثيرا من المحرمات هؤلاء هم المفسدون في الارض قال الله عز وجل اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. والمسيح ابن مريم. وقال الله عز وجل قل اطيعوا الله واطيعوا قال الله عز وجل قل اطيعوا الله. قال الله عز وجل قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تتبعوا اهواء قوم قد ظلوا. الاحبار والرهبان. واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل وقد حذر الله عز وجل الذين اوتوا الكتاب من كتم العلم وكتم العلم نوع افساد في الارض واظلال لعباد الله ومن مصادر الضلال ايضا الاصحاب والاصدقاء فلابد من الحذر من اصحاب السوء قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير والحديث معروف ومنها كذلك بل ارى انه من من اخطرها كذلك النفس الامارة بالسوء. فهي مصدر من مصادر الظلال فلا بد من الحذر منها كما قال الله عز وجل ام تأمرهم قول الله عز وجل ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي قال الله عز وجل قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير ان الله على كل شيء قدير فاذا هذه هي بوابات الضلال في الارض. هذه هي بوابات الضلال في الارض ولو تأملتم الفساد في الارض لوجدتم ان انه يرجع الى واحدة من هذه من هذه المصادر من هذه المصادر اخر مسألة عندنا في هذا الباب اعلم رحمك الله تعالى ان انفراد الله عز وجل بالهداية والاضلال ابتداء وتقديرا وخلقا جعلها الله عز وجل علما من اعلام ربوبيته لخلقه فلا احد من المعبودات يملك هداية ولا اضلالا فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق؟ اجيبوا يا اخوان قل الله يهدي للحق افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع؟ امن لا يهدي الا ان يهدى. فمالكم كيف تحكمون فهذه الاية فيها علم من اعلام ربوبية الله عز وجل. وبرهان من براهين توحيده وافراده بالعبادة انه هو الذي يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وهو الذي يضل من يشاء عنه هذا الصراط لكن هذه المعبودات من دون الله عز وجل لا تهدي ابدا الا اذا هديت هي فهي تحتاج ان تهدى حتى تهدي غيرها اليس كذلك؟ فهي لا تكتسب الهداية من عند نفسها ذاتا وابتداء وانما تكسب الهداية اذا كسبتها من مصدر اخر. اما الله عز وجل فهو يعطي الهداية من غير احتياج الى مصدر اخر فاذا هو المنفرد بالخلق والهداية والاضلال فهو المنفرد بالالوهية والربوبية عز وجل فصل مهم جدا وهو اننا في اواخر مباحث القضاء والقدر واخذنا فيها جملا كثيرة ومسائل طيبة وتفاصيل وانواع واقسام وقواعد وارى انه من المناسب جدا قبل ان ننتقل من باب القضاء والقدر الى باب النبوات وان محمدا عبده المصطفى فارى انه من المناسب ان نختم هذا الفصل بفوائد طيبة قرابة الخمسين فائدة انتبه انتبه وهذه الفوائد في جمل من من الادلة التي يدعى انها متعارضة في باب القدر ونبين وجه الجمع بين هذه النصوص لانك الان عرفت التقاسيم وعرفت الانواع لكن ربما يشغب عليك بعض اهل البدع بايتين في باب القدر يوهم ظاهرهما التعارف او باية وحديث فانا حرصت على جمع كم هائل لكم من هذه النصوص وهي متعلقة بباب القدر. فهما من الوهلة يوهم ظاهرهما التعارف. فارى انه من المناسب لما تكلمنا هذا الكلام الطويل عن باب القدر ان نختم باب القدر بهذه النصوص والفوائد فنذكر ان الصين ونبين وجه التعارض بينهما ثم نبين حل الاشكال على القول الصحيح والرأي الراجح المليح والكلام في هذه في هذا الفصل في مقدمة وفروع. اما المقدمة فالمتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى انه لا يمكن ابدا ان يتعارض نصان صحيحان واذا ثبتت صحة النصوص فلا يمكن ابدا ان يطرأ عليها شيء من التعارض او الاشكال او التناقض والتضارب هذه قاعدة لابد ان ان يقر بها قلبك وان تؤمن بها ايمانا خاليا من الزلل والزيف لا يمكن ان تتعارض النصوص الصحيحة مطلقا فاذا وجدت بين نصين صحيحين ما يوهم التعارض فان المشكلة في نظرك وفهمك وقلة بحثك وعلمك واطلاعك على كلام اهل العلم في هذه المسألة ولذلك يقول العلماء ان ما يظهر من تعارض النصوص انما هو نسبي عرضي وصفوه بماذا؟ بانه نسبي عربي اما قولهم نسبي يعني ان هذا التعارض الذي ثار في ذهنك انما ينسب لك لكن عندي ليس بمتعارضين فهو نسبي ليس هناك تعارض عام على الامة لا يستطيع احد ان يحله هذا ما يمكن ابد. وانما ينسب هذا التعارض لمن قام في ذهنه فقط فقد يكون مشكلا عليك ما ليس بمشكل على غيرك. ويكون متعارضا في حقك انت ما ليس بمتعارض في حق غيرك فاذا هو نسبي وقولهم عرضي يعني انه يعرض فاذا تعلم الانسان زاد قد تجد يا ايها الطالب تعارضا بين هذين النصين نعم لكن متى ما سألت العلماء وكشفوه عنك زال اذا هو عرض وزاد فاذا ما تراه عينك من وجود شيء من التعارض بين بعض النصوص صفه بهاتين الصفتين انه نسبي وعرضي. نسبي ليس كليا وعرضي ليس ذاتيا انتم معي في هذا فاياك ان تتهم النصوص الصحيحة الصريحة. لانها ذات من مشكاة واحدة فهي من الوحي والوحي لا يمكن ان يدخله التعارض ولا التناقض قال الله عز وجل كتابا متشابها مثاني فهو متشابه يصدق بعضه بعضا ويؤيد بعضه بعضا. ويناصر بعضه بعضا. ليس فيه الغاز ولا اشكال ولا تناقض ولا اضطراب ولذلك قال الله عز وجل ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. لكن لما كانت الادلة من عند الله فليس فيها خلاف ولا اضطراب ولا تناقض ولله الحمد والمنة وكذلك قال الله عز وجل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومن الباطل التناقض ومن الباطل الاضطراب والاختلاف والتعارف فلما نفى الله عز وجل اتيان الباطل من بين يدي الوحي ومن خلفه علمنا انه وحي متفق غير مفترق متآلف غير مختلف هذه مقدمة لابد ان تتقرر في اذهانكم. وهي المفزع لك ان عجزت عن فك التعارض في وقت من الاوقات فهمت؟ هي المفزع لك فمتى ما عجزت عن حل التعارف فاياك ان تقول اذا هذه الايات متعارضة اتق الله. وانما تقول انا لم افهم انا لا اعرف انا لم اعرف انا لم اطلع انا لم ابحث انا لم اسأل فانسب الخلل والتعارض لك. لا للادلة هذه هي المقدمة. واما تفصيلا فان عندنا جملا من الفروع في جمل من النصوص التي ظاهرها التعارض ولكن هي في حقيقة الامر ليست بمتعارضة. الفرع الاول في قول الله عز وجل واذا اردنا ان نهلك قرية ايش؟ امرنا مترفيها ففسقوا فيها. فمن الذي امر بالفسق في هذه الاية اجيبوا يا اخوان من الذي امر المترفين بفعل هذا؟ الله امرنا مترفيها ففسقوا. اذا هو الذي امر المترفين فكيف نجمع بين هذا وبين قول الله عز وجل؟ قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اذا الايتان ظاهرهما التعارض. فالاية الاولى تقر بان هذا الفسق الصادر من المترفين انما كان بامر الله الاية الثانية تنفي تنفي ماذا تنفي امر الله عز وجل بالفحشاء. فكيف اية تثبت الامر به والاية واية تنفيه وهذه ما وجه تعلقها بالقضاء والقدر؟ لانها متعلقة بامر الله الكوني والشرعي. اذا لها تعلق بالقضاء والقدر فلابد من كشف الاشكال وقد اختلفت توجيهات اهل العلم رحمهم الله تعالى في حل هذا الاشكال واصح الاقوال هو التفريق بين الامرين وذلك ان اهل السنة اجمعوا ان الامر الصادر من الله ينقسم الى قسمين. الى امر كوني قدري قضائي. والى امر ترعي محبوب ديني فالامر في قول الله عز وجل امرنا مترفيها ففسقوا هذا هو الامر الكوني القضائي القدري. فهو كالارادة الكونية لا يستلزم محبة الله ولا رضاه. فقد يأمر الله في كونه بامر هو لا يحبه ولا يرضاه. كما انه يريد في كونه شيئا بارادته الكونية وهو لا يحبه ولا يرضاه انتم معي ولا لا؟ واما قوله قل ان الله لا يأمر فالامر المنفي هنا انما هو الامر الشرعي. فالله لا يمكن ابدا ان يأمر شرعا بشيء من الفحشاء لانه لا يأمر شرعا الا بما يحبه ويرضاه فاذا بالتفريق بين الامرين ينحل الاشكال ولله الحمد ولا داعي الى التعسفات والتأويلات البعيدة عن ظاهر النصوص ومن هنا نعلم فائدة في باب القضاء والقدر وهي ان امر الله ينقسم الى قسمين الى امر كوني الى امر والى امر شرعي فالامر الكوني واقع لا محالة وهو مراد لغيره ولا يستلزم محبة الله والقسم الثاني الامر الشرعي لا يستلزم ايش نعم يلزم منه محبة الله عز وجل وقد يقع او لا؟ ها؟ وقد يقع او لا يقع؟ وايش وهو مراد لذاته فاذا الله يأمر بالفحشاء او لا يأمر بها ان قلت يأمر بها مطلقا اخطأت. وان قلت لا يأمر بها مطلقا اخطأت. وان فصلت اصبت. والتفصيل هو انه يأمر بها كونا فلا يكون في كونه الا ما اراده وامر به كونا ولا يأمر بها شرعا لانه لا يحبها ولا يرضاها فالذي يختل عنده هذا التقسيم حينئذ يقع في مزالق عقدية لا مخرج له منها واضح هذا الفرع الثاني بقول الله عز وجل ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم. ولذلك اي ولهذا الاختلاف خلقهم. فبين الله الحكمة من الخلق وهي وهي وجود الاختلاف بينهم. خلقهم ليختلفوا ولذلك اللام هذه لام العلة خلقهم ليختلفوا. ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك اي ومن اجل وجود الاختلاف ووقوعه بينهم خلقهم. فبين الله الحكمة من الخلق انهم ايش لاختلافه حتى يختلفوا. خلقهم الله عز وجل لظهور الاختلاف بينهم بينما نجد اية اخرى تدل على ان الحكمة من الخلق ليس الاختلاف وانما العبادة. قال الله عز وجل وما خلقت الجن والانس انس الا ليعبدون. فان قلت وما وجه تعلق الايتين بالقضاء والقدر؟ فنقول لانها تتكلم عن الخلق والخلق رتبة من بالايمان بالقضاء والقدر فهمتم هذا لو سألت واحدا منكم وقلت ما وجه الاشكال لقال لي ان الله عز وجل بين حكمتين من خلقه للخلق. فاية تدل على ان الحكمة من الخلق وجود الاختلاف اية تدل على ان الحكمة من الخلق ليعبدوه. فاذا بينهما تعارض في الظاهر. الجواب اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله تعالى في بيان وجه رفع الاشكال واصح الاقوال فيها هي ان الحكمة او العلة في قوله عز وجل ولذلك في الاختلاف انها الحكمة الكونية وفي قوله عز وجل الا لي يعبدون انها الحكمة الشرعية فالحكمة الكونية من خلق الانس والجن وجود الاختلاف. والحكمة الشرعية من ايجادهم عبادته. ولله حكم كثيرة في خلقه ولله حكم كثيرة في خلقه. فالحكمة الكونية من ايجاد الخلق الاختلاف. والحكمة الشرعية من ايجاد للخلق عبادته؟ وهل ثمة تعارض بين حكمته الكونية وحكمته الشرعية؟ الجواب لا. اذا من هنا نستفيد فائدة في باب القضاء والقدر وهي ان الحكمة من فعل الله عز وجل تنقسم الى قسمين الى حكمة كونية والى حكمة شرعية انتبه الى حكمة كونية والى حكمة شرعية والحكمة الكونية لا تستلزم محبة الله. لان الله الذي خلق الخلق للاختلاف كونا هو الذي امرهم بالاعتصام والاجتماع والائتلاف شرعا. فاذا هو لا يحب الاختلاف هو لا يحب الاختلاف انتبهوا انتوا معيدي هذا ولا انا رحت بعيد عنكم من يستطيع ان يجمع بين هاتين الايتين؟ اعيد؟ نعم وهي حكمة كونية حكمة شرعية فاذا سألك سائل وقال ما الحكمة الكونية من خلق الخلق؟ قل وجود الاختلاف واذا سألك سائل وقال ما الحكمة الشرعية من من وجود الخلق فقل عبادته عز وجل ووحدانيته الفرع الثالث كم باقي من الوقت جيدا الفرع الثالث وقد اجبنا عنه سابقا لكن نجمع كل ما يتعلق بهذا الموضوع في موضع واحد ليكون اسهل للمراجعة اذا صدر الشرح في كتاب ان شاء الله في قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت فهذه الاية تنفي الهداية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما نجد اية اخرى فيها اضافة الهداية للنبي عليه الصلاة والسلام في قوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم فكيف اية تنفي الهداية عنه واية تثبتها له؟ الجواب الجواب ذكرناه سابقا وهي ان الجواب الجواب يعرف بالتفريق بين نوع الهداية. فهناك هداية توفيق والهام وهناك هداية دلالة وارشاد اما هداية التوفيق والالهام فانها من خصائص الله عز وجل فلا يملكها النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيرهم من الخلق وهي المنفية بقوله عز وجل انك لا تهدي من احببت فالهداية المنفية هنا هي هداية التوفيق والالهام والاصطفاء واما الهداية المثبتة له، صلى الله عليه وسلم، فانها هداية الدلالة والارشاد. وانك لتهدي الى صراط مستقيم، اي تدل وترشد وتبين وتوضح هذا الصراط المستقيم للناس فلا تعارض بين هذين هاتين الايتين وجمعنا بينهما باختلاف المحل ومنها طيب الفرع كم عندكم الرابع كيف نجمع بين قول الله عز وجل في وصف القرآن هدى للناس فاثبت الله عز وجل ان القرآن هدى للناس. كافة من غير تفصيل بين مؤمن وكافر او بر ولا فاجر وبين قوله عز وجل في القرآن هدى للمتقين. وهذه تعلقها بالقضاء والقدر من جهة ماذا؟ من جهة الهداية والاضلال فهي مسألة من مسائل الهداية والاضلال ان قيل لك كيف تجمع بين هاتين الايتين؟ كيف اية تصف القرآن بانه يهدي الناس جميعا؟ واية تحصر الهداية في المتقين وكلاهما في سورة البقرة قال الله عز وجل الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. وقال الله عز وجل شهر رمضان الذي انزل فيه قرآن هدى للناس الجواب اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله تعالى في بيان وجه رفع الاشكال واصح الاقوال هو التفريق بين الهدايتين. فالقرآن هدى للناس جميعا بمعنى ان بمعنى هداية الدلالة الارشاد فالله عز وجل انزل كتابه ليرشد الناس ويدلهم على وحدانيته وعبوديته فهو هدى للناس باعتبار الهداية الاولى وهو وهي هداية الدلالة والارشاد لكن من المستفيد المنتفع حقيقة بهذا القرآن؟ الذين اهتدوا هداية توفيق والهام هم المنتفعون حقيقة وهم المؤمنون تقول فاذا قوله هدى للمتقين اي هداية توفيق والهام. وقوله هدى للناس اي هداية دلالة وارشاد فالقرآن هداية الله عز وجل للجميع. ولكن الله اختار للاهتداء بالقرآن طوائف وهم المتقون المؤمنون فلا تعارض ولا تناقض بين هاتين الايتين على هذا التخريج ولله الحمد والمنة واضح الفرع الخامس ورقموا الفروع كيف نجمع بين قول الله عز وجل عن الملائكة ويستغفرون للذين امنوا مع قوله عز وجل ويستغفرون لمن في الارض ويستغفرون للذين امنوا في سورة فصلت ويستغفرون لمن لا في سورة غافر في سورة غافر وفي وقوله عز وجل عن الملائكة ويستغفرون لمن في الارض في سورة الشورى في سورة الشورى نعم ووجه ارتباط هذه المسألة بالقضاء والقدر انها متعلقة بمسألة الهداية والاضلال انتبه قوله ويستغفرون لمن لمن في الارض. ونحن نعلم ان من في الارض فيهم من؟ الشياطين وابليس والكفرة والملاحدة والاستغفار لهؤلاء ها هذا فيه مشكلة الجواب ان قول الله عز وجل ويستغفرون لمن في الارض هذا مطلق وقوله عز وجل ويستغفرون للذين امنوا هذا مقيد. والمتقرر عند العلماء وجوب حمل المطلق على المقيد وبهذا يزول الاشكال فقول الله عز وجل ويستغفرون لمن في الارض لا يقصد به العموم والاطلاق وانما يراد به ها بعض من في ارضهم الذين وهم الذين امنوا واتبعوا سبيل الله عز وجل باقتفاء اثر نبيه صلى الله عليه وسلم فاذا لا اشكال ولا تضارب ولله الحمد والمنة الفرع السادس وهو الذي يحتاج الى وقفة طويلة الا ان كنتم فهمتموه من اول مرة وهي قول الله عز وجل وان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله يرحمك الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عنده قل كل من عند الله انكر الله عليهم هذا التقسيم ولا ما انكر؟ الجواب انكر الله عليهم هذا التقسيم ونسب الكل من عنده. قل كل من عند الله وبعدها قال ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك فقسم التقسيم الذي انكره قبل قليل فكيف ينكر هذا التقسيم في اية ثم يقر هذا التقسيم في اية اخرى فان قلت وما وجه تعلقها بالقضاء والقدر؟ فنقول لان المصائب والصبر عليها ها والحسنات وتقديرها من مسائل القضاء والقدر. فهمتم هذا طيب كيف الجواب عنها؟ الجواب اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله والقول الصحيح فيها هو التفصيل بينما ينسب الى الله من افعال العباد وبينما ينسب الى العبد من فعله فالمصائب كلها من فالمصائب والحسنات من عند الله عز وجل خلقا وايجادا وتقديرا ومن عند العبد ايش لا اكتسابا وتحصيلا واقترافا فقوله قل كل من عند الله اي كل خلقه الله كل قضاه الله كل قدره الله سواء الحسنات والسيئات وقوله في الاية التي بعدها في المصيبة وان تصبهم وان تصبك ايش وما اصابك من سيئة فمن نفسك اي من نفسك تحصيلا واكتسابا لاسبابها فالمصائب لها نسبتان نسبة خلق وايجاد فهي ممن؟ الله. ونسبة تحصيل واسباب وهو من المخلوق. كما قال الله عز وجل وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم فاذا نسب المصيبة لهم كسبا وسلوك اسباب. لكن المصائب من الذي خلقها؟ من الذي قدرها؟ من الذي اوجدها؟ انما هو الله عز وجل فالاية الاولى تنسب الخير والشر الى الله عفوا المصائب والحسنات الى الله نسبة ماذا؟ خلق وايجاد. وهنا في الاية التي بعدها قال وما اصابك من سيئة فمن نفسك اي اي نسبة اقتراف واكتساب وتحصيل اسباب. هل بينها تعارض؟ الجواب لا تعارض بينها. لاننا درسنا سابقا من قواعد اهل السنة ان لفعل العبد نسبتين او شائبتين النسبة الاولى الى الله وهو خلقه وايجاد. والنسبة الثانية الى العبد وهي تحصيله واقترافه واكتسابه ليس في الايات ولله الحمد والمنة على هذه الاصول والقواعد الواضحة اي اشكال؟ الفرع السابع هناك ايات تخبر ان الله ختم وطبع على قلوب الكافرين وجعل على ابصارهم غشاوة. قال الله عز وجل ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة. بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا فهذه الايات يفهم منها ان الكافر انما كفر لوجود الطبع والغشاوة والختم على قلبه وبصره وسمعه. اليس كذلك؟ اذا هو لا اختيار له في كفره كأن هذه الاية تفيد انه لا اختيار له في كفره بسبب هذا الطبع وهذا الختم على قلبه. بينما هناك ايات اخرى تقول فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فكيف ايات تنفي اختيارهم للكفر وايات تثبت ان الكفر وقع بمشيئتهم وارادتهم في ظاهرها شيء من التعارض ما وجه تعلقها بالقضاء والقدر؟ المشيئة والمشيئة مبحث من مباحث القضاء والقدر الجواب اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله تعالى في الجمع بينها والقول الصحيح ان شاء الله انتبه ان الختم والطبع انما هو عقوبة على اختيارهم الكفر فهم كفروا بالله عز وجل مع وضوح الحجة. فعقوبة لهم على اختيار الكفر ختم وطبع. فالختم والطبع والغش جاءت بعد ماذا؟ بعد اختيار الكفر فلا تناقض بينهم كما قال الله عز وجل انتبه ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا او به اول مرة. فمتى حصل لهم التقليب بعد عدم الايمان اول مرة فهم لم يؤمنوا فقلب الله ابصارهم وصرفها عن الحق وكذلك قول الله عز وجل فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. فمتى حصلت ازاغة الله لقلوبهم لان زاغوا هم فاذا الله طبع وختم لكن بعد ماذا؟ بعدما زاغت قلوبهم واختاروا الكفر على الايمان فاذا هذه الايات نجمع بينها بالترتيب. فنقول هم امروا بالايمان فرفضوه واختاروا الكفر فعقوبة على هذا الاختيار غير الموفق ختم وطبع على قلوبهم ختم وطبع على قلوبهم هل فيه اشكال ما في اشكال الفرع الثامن او كم رقمه الفرع الثامن في قول الله عز وجل وان تبدوا ما في انفسكم هذي ما فيها مشكلة وان تبدوا او تخفوه يحاسبكم به الله فاثبتت هذه الاية ان ان الحساب يقع على ما ابداه العبد وما اخفاه بينما نجد قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم فجعل حديث النفس من جملة المعفو عنه فكيف نص يثبت ان العبد محاسب على ما يخفيه في نفسه واية اخرى وحديث ونص اخر يدل على ان ما يقوم في قلب العبد ونفسه غير محاسب عنه ما لم يخرجه بكلام او وجه التعارض ظاهر فان قلت وما وجه ارتباط هذه المسألة بالقضاء والقدر؟ فنقول لانها تدخل في مرتبة العلم. فالله عز وجل عالم بما يبديه العبد وما يخفي الجواب اختلفت مسالك اهل العلم رحمهم الله في الجمع بين هذه النصوص. واصح الاقوال فيها هو ترتيب حديث النفس الى عدة مراتب فمن حديث النفس ما لا حساب عليه ومن حديث النفس ما فيه حساب وجزاء فتحمل الاية في قول الله عز وجل واو تخفوه يحاسبكم به الله على حديث النفس الذي يحاسب عليه ويحمل الحديث في قوله ما حدثت به انفسها على الرتبة التي لا حساب فيها ان قلت وكيف ترتبها؟ فاقول ذكرها الامام العلامة ابن القيم في عدة مواضع من كتبه. فذكر ان ما يقوم في النفس يكون حديثا حديث نفس فقط ثم يترقى الى كونه فكرة ثم يترقى الى كونه همة عزيمة ثم يصدر بعدها الفعل واضح فالعبد لا يحاسب على ما يقوم ويدور في خلده ما دام في دائرة حديث النفس فقط. لكن اذا ترقى الى كونه همة فحينئذ هو الذي يحاسب عليه العبد ولذلك قال الله عز وجل ومن يرد فيه اي في الحرم بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم. قال ومن يرد فعاقبه على مجرد ارادته لان الارادة معناها الهمة الهمة والعزيمة. فهو فكر وخطط ودبر في نفسه رتب المخطط الباطني. فلم يعد الامر حديث نفس بل صار عزيمة وهمة وارادة جازمة واما ما يرد على الخاطر من حديث النفس من تحذيفها ببعض الذنوب والمعاصي ثم يلهو عنها العبد لا اتدور في ذهنه كثيرا ولا يخطط ويدبر لها ولا ينظر في نفسه كيف يطبقها من غير ان يشعر به احد. ها؟ انما خاطرة ومرت فكرة مرت فهذا هو حديث النفس الذي يعفى عنه. واما الهمة والعزيمة فانها محاسب العبد محاسب عنها العبد ولان الله لا يكلف نفسا الا وسعها. وتلك الوساوس والخطرات والفكرات التي ترد على قلبك. قد ترد عليه وانت غير اريد الله فلا يحاسبك الله عنها. لكن كونك تكثر فيها التفكير. وتكثر فيها التخطيط والتدبير ها حين اذ دخلت تحت دائرة المحاسبة. انت تستطيع ان تلغي الفكرة عنها. ان تقطع التفكير فيها. ان تستعيذ بالله عز وجل من ورودها في نفسك. لكنك كرظيت ببقائها بدأت تدبر وتخطط وتفكر فيها. فصارت ها ارقى من حديث النفس. صارت همة وعزيمة فاذا الهمم والعزائم يحاسب عنها العبد وهي مما يخفيه. مهو بلازم تكون مصحوبة لا بكلام ولا بعمل واما حديث النفس فانه معفو عن العبد ما لم يقارنه بكلام ما لم يقرنه بايش؟ بكلام او عمل. فاذا الاية محمولة على بعض الخطرات والهمة والعزيمة والحديث ها محمول على حديث النفس الذي هو اول شيء يطرأ على الانسان في قلبه اذا هل بين النصوص تعارض او اشكال الجواب ليس بينها تعارض ولا اشكال اظن الوقت انتهى السلام عليكم. تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية