وهي مصائب من باب زيادة العذاب والنكال في الدنيا قبل نكال وعذاب الاخرة. وهي تلك المصائب التي يجريها الله عز وجل على الكفرة او على اهل الكبائر الذين لم يرد الله يوم القيامة ان يغفر لهم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم من شرح متن العقيدة الطحاوية الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اكمالا لمسائل النبوات التي ذكرها الامام الطحاوي رحمه الله تعالى في القطعة التي قرأناها قبل درسين ولا ادري عن رقم المسألة التي وقفنا فيها ان كنتم ترقمون على كل حال المسألة من جملة هذه المسائل ان نقول من جملة هذه المسائل ان نقول لو سألنا سائل وقال ما وظيفة الانبياء؟ وما دورهم في هذه الحياة ولماذا بعثهم الله عز وجل لعباده نقول لقد قررت الادلة ان وظيفة الانبياء تشتمل على عدة امور الامر الاول البلاغ المبين يبلغون عن الله عز وجل شريعته ويدلون الناس على ما يريده الله عز وجل منهم قال الله عز وجل فهل على الرسل الا البلاغ المبين؟ ومن جملة وظائفهم كذلك الدعوة الى الله الدعوة الى الله قال الله تبارك وتعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة ومن اتبعني ومن هذه الوظائف التبشير والانذار. التبشير والانذار. قال الله طبعا يبشرون من اطاع من من اطاع امر الله عز وجل واتبع صراطه المستقيم بالجنة. وينذرون من عصاه وتنكب عن صراطه المستقيم بالنار. قال الله تبارك وتعالى رسلا مبشرين ومنذرين. ومنها كذلك اقامة الحجة على عباد على العباد. اقامة حجة الله عز وجل على عباده كما قال الله عز وجل لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وقال الله تبارك وتعالى يا ايها يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير ومنها كذلك اصلاح النفوس وتزكيتها قال الله تبارك وتعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم. ويعلمهم الكتابة والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. ومنها كذلك تقويم الافكار المنحرفة. واصلاح العقائد الضالة تقويم الافكار المنحرفة واصلاح العقائد الضالة وهذا ادلته كثيرة. فجميع الادلة التي تأمر بالتوحيد وتنهى عن الشرك على لسان الرسل هي من جملة ذلك ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم هو واصحابه يوما من الايام نجما قد رمي به قال ماذا كنتم تقولون في هذا في الجاهلية؟ فقالوا كنا نقول ولد الليلة رجل عظيم ومات الليلة رجل عظيم. فقال انه ليس كذلك ولكن الله اذا قضى الامر في السماء الى اخر الحديث. اذا هناك تقويم لهذه الافهام والافكار. ولما كسبت الشمس وخسفت او خسفت على عهده صلى الله عليه وسلم. قال الناس انما كسفت الشمس لموت ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم فخطب عليه الصلاة والسلام بهم وقال ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله وانهما لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته. اذا هذه مهمة الرسل. ومنها كذلك سياسة الامم. سياسة الامم وفصل الخصومات والحكومات بينها. قال الله تبارك وتعالى يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. وقال الله عز وجل عن نبيه وان احكم بينهم بما انزل الله هذي وظيفة الرسل انهم يسوسون الامم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء. كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء. كلما هلك نبي بعث الله نبيا بعث الله نبيا اخر. وبما ان علماء ورثة الانبياء فالواجب على العلماء ان يسلكوا هذا المسلك وان يقوموا بهذه الوظائف. المقدور عليها على العلماء ان يحرصوا على التبليغ وعلى الدعوة الى الله وعلى تبشير الناس وانذارهم وعلى اصلاح عقائدهم وتقويم افكارهم لمناهجهم ودلالتهم على الخير وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وسياستهم بالحق والعدل والهدى والانصاف عدل لان العلماء ورثة الانبياء. فاذا يقومون بما يقوم به الانبياء. ومن المعلوم ان امة محمد صلى الله عليه وسلم لن يبعث فيها نبي بعده. فاذا العلماء في هذه الامة يقومون مقام الانبياء في امم بني اسرائيل العلماء من هذه الامة يقومون بوظيفة الانبياء في بني في بني اسرائيل الا ان النبي يوحى اليه والعالم لا يوحى اليه لم؟ لاستغناء العالم بما في الكتاب والسنة من الوحي عن غيره. يوحى اليه بماذا؟ الشريعة كاملة. جميع ما في الكتاب والسنة يطلب تطبيقه وليس فيه شيء ينسخ بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. ومن المسائل كذلك في باب قوات لو سألنا سائل وقال من الاحكام التي اختص بها الانبياء دون غيرهم من البشر؟ ما الاحكام التي اختص بها الانبياء دون غيرهم من البشر الجواب من المعلوم ان الاصل ان الانبياء احكامهم كاحكام سائر البشر. فهم من جملة البشر. فقالها نوح لقومه انما انا بشر مثلكم من قالها هود لقومه وصالحوا لقومه وقالها النبي صلى الله عليه وسلم لقومه وجميع الانبياء رسل كلهم من البشر مولودون من اب وام كما يولد سائر البشر. الا من خصه الله عز وجل بلا اب ولا بان خلقهم بلا اب ولا ام كادم. او من خلقهم بام بلا ابكى كعيسى عليه الصلاة السلام والا فالاصل ان احكام البشرية تجري عليهم وسيأتينا هذا في قاعدة خاصة ان شاء الله. او في مسألة خاصة. لكن لشرفهم وعلو رتبتهم وعظم منزلتهم عند الله عز وجل. اختصهم الله تبارك وتعالى بجمل من الاحكام خالفوا فيها سائر البشر فهي من الاحكام الخاصة بهم. منها اختصاصهم بالوحي الذي تحصل به النبوة. فلا يوحي الله عز وجل وحيا تحصل النبوة والرسالة تحصل به النبوة والرسالة الا للانبياء والرسل فقط ان قلت اولم يقل الله عز وجل واوحينا الى ام موسى مع انها ليست نبيا. بل قال الله عز وجل ابعد قال واوحى ربك الى النحل. فنقول لقد قيدنا الوحي بالوحي الذي تحصل به النبوة. لان الوحي له معنى اللغة ومعنى في الشرع. والمقصود من هذا من هذه الخصيصة هو معنى الوحي في الشرع وليس معناه في اللغة. فان قلت وما معناه في اللغة فاقول معناه في اللغة الاعلام بخفاء. كل من اعلمك بخفاء فقد اوحى اليك. كما قال الله عز وجل يوحي بعضهم الى بعض زخرف وقولي غرورا في علم بعضهم بعضا الباطل بهذا الخفاء بخفاء. ولكننا لا نقصد ذلك. وانما نقصد بهذه النقطة الوحي الذي تحصل به النبوة. فقوله عز وجل واوحى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. ليس هو المعنى من قوله الى ام موسى او واوحى ربك الى النهر. فهذا وحي وهذا وحي اخر ومما اختص به الانبياء كذلك العصمة ومسألة العصمة من المسائل الدقيقة التي لا بد ان ننتبه لها فنقول فيها وبالله التوفيق بالاختصار الشديد اجمع اهل السنة والجماعة على ان الانبياء والرسل معصومون من الوقوع في الشرك. لا يمكن ابدا ان يقع نبي في شيء اسمه الشرك. لا شرك اكبر ولا شرك اصغر. الانبياء معصومون من الشرك بالاجماع فان قلت وكيف تقول ذلك وقد قال الله تبارك وتعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت. فنقول هذا تعليق قل للشرط هذا تعليق للشيء بشرطه. هذا تعليق للشيء بشرطه كقول الله تبارك وتعالى قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين والعلماء متفقون على ان ما علق بالشرط لا يلزم تصور وقوعه. العلماء متفقون على ان كما علق بالشرط لا يلزم ان يتصور وقوعه. قد تعلق بالشرط اشياء انت تعلم انها لا يتصور وقوعها اصلا. كقول الناس وان وقعت السماء على الارض لم اعطك هذا علقها بالشرط وهو يعلم في قرارة نفسه ان هذا الشرط لن يقع في يوم من الايام ابدا. لن يقع في يوم من الايام اقصد من ايام الدنيا فاذا قول الله عز وجل لان اشركت هذا من هذا يعني من باب تعليق الشرط بما لا يقع وقد اجمع العلماء جميعا على ان على ان الانبياء والرسل لا يمكن ابدا ان يقع منهم الشرك فهذه المسألة لا خلاف فيها النقطة الثانية اجمع العلماء من اهل السنة والجماعة على ان الانبياء والرسل لا يتصور الخطأ منهم في مسائل التشريع مسائل التشريع ما يمكن ان يخطئ فيها الانبياء. مطلقا لان هذا التشريع مبني على الوحي. فاذا جوزنا على الانبياء في التشريع فكأننا جوزنا على من؟ على الله عز وجل الخطأ لانه هو الذي يوحي اليهم. هذا لا يمكن ابدا. وفساد لازم دليل على فساد ملزومه فجميع الشرائع التي تنطق بها الانبياء كلها حق. لا يتصور ان يقع فيها غفلة ولا سهو ولا نسيان ابدا فان قلت اولم يعاتب الله عز وجل نبيه في اسارى بدر فكيف تقول انه لا يخطئ في مسائل التشريع نقول ان ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في اسارى بدر انما فعله اجتهادا قبل نزول الوحي عليه. انما فعله اجتهادا قبل نزول الوحي عليه ثم لما نزل الوحي صوب رأي عمر بين الوجهة الصحيحة بين الوجهة الصحيحة وكذلك ما في في قول النبي في قول الله عز وجل عفا الله عنك لما اذنت لهم. وتجدون ايات يعاتب فيها الله عز وجل نبيه على بعض التصرفات يعاتبه بعض المعاتبة فكيف تقول بان الانبياء لا يصدر منهم خطأ في التشريع؟ والله عز وجل يعاتب نبيه بايات متعددة؟ الجواب انما ان جميع ما عاتب الله به نبيه صلى الله عليه وسلم انما فعله اجتهادا منه صلى الله عليه وسلم لا عن لا عن وحي. لا عن وحي انما فعله النبي صلى الله عليه وسلم اجتهادا لا عن وحي. فلا يشكلن عليكم شيء من ذلك. فما فعله في اسارى بدر ان ما كان عن اجتهاد الا وحي. وما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من قبول عذري من اعتذر من المنافقين عن معه للجهاد انما فعله اجتهادا قبل نزول الوحي وهكذا في ايات كثيرة بل حتى في السنة نجد بعض الاجتهادات الصادرة من النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك يكون الحق في خلافها. نقول هي مما فعله عن اجتهاد لا عن تشريع. في صحيح الامام مسلم من حديث من في صحيح الامام مسلم من حديث ابي رافع رضي الله تعالى عنهم قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم وجدهم يأبرون النخل وهذا شيء غريب عليه. عليه الصلاة والسلام لان مكة واد غير ذي زرع قال ما تصنعون؟ قالوا كنا نصنعه. قال لعلكم لو لم تفعلوا لكان خيرا فتركوها فنقصت فذكروا ذلك له صلى الله عليه وسلم فقال انتم اعلم بامور دنياكم فاذا امرتكم بشيء ها من امري فخذوا به يعني من امر الوحي فخذوا به واذا امرتكم بشيء من امر دنياكم فانتم اعلم. او كما قال صلى الله عليه وسلم فاذا جميع ما عوتب به في كتاب الله وجميع الاجتهادات التي صححت له في السنة انما فعلها صلى الله عليه وسلم من باب ماذا؟ من باب الاجتهاد. فاياك ان تقول انه فعلها من باب الوحي وصححت له. لا. لانه لو كان فعلها من قبل الوحي التشريعي بالوحي او من باب الوحي فاننا نجزم جزما ونقسم بالله الايمان المتكررة انه يمكن ان يكون فيه خطأ لان الوحي من الله والوحي لا يخطئ. لماذا؟ لانه من الله. والله لا يتصور في حقه صدور شيء من ذلك اليس كذلك؟ لا يتصور في حق الله عز وجل صدور شيء من ذلك النقطة الثالثة اجمع اهل السنة والجماعة على ان الانبياء والرسل لا يقع منهم شيء من الكبائر. ما يمكن ابدا ان تقع كبيرة من نبي من الانبياء لان الكبائر هذه مصادمة لمقام النبوة والرسالة ولا تليق به. فعصم الله عز وجل انبيائه ورسله من في الكبائر فان قلت اولم يقتل موسى او لم يقتل موسى ذلك الرجل القبطي من اتباع فرعون قال فوكزه موسى فقضى عليه فكيف تقول انه ما يصدر منه كبيرة؟ نقول ان قتل النفس لا يكون كبيرة الا اذا كان قتل عمد عدوان هو الذي في هذه الحالة يكون صاحبه مرتكبا لكبيرة من كبائر الذنوب. واما ما حصل من موسى عليه الصلاة والسلام فان الله قال وكزه وكزه فهو وان كان قد قصد الجناية عليه لكنها جناية بما لا يقتل غالبا فاذا هذا القتل هل هو عمد عدوان ولا قتل خطأ؟ وقتل الخطأ ليس بكبيرة. ليس بكبيرة. بل بل ان انسان لا يأثم عليه اصلا عند الله. لماذا؟ لانه حصل خطأ. حصل خطأ. ومع ان الانسان لا بقتل الانسان اخيه خطأ فانا فيه الدية فيه الدية وفيه الكفارة طبعا باعتبار شريعتنا. لماذا اما وجوب الكفارة فلحق من؟ الاولياء. اللي تسببت في موت هذا الرجل فتجبر قلوبهم بهذه الهدية عفوا بهذه الدية واما الكفارة فلعظم النفس عند الله عز وجل. اذا الكفارة حق من حقوق الله ما تسقط ابدا. واما الدية فهي حق من حقوق الاولياء ان شاء ان يأخذوها او ان شاءوا ان يعفو عنها اذا ما فعله موسى عليه الصلاة والسلام ليس من جملة ليس من جملة الكبائر ليس من جملة الكبائر طيب وما فعله يونس عليه الصلاة والسلام؟ لما خرج من قومه مغاضبا فعاتبه الله عز وجل بان له الحوت وهو مليم اوليس الخروج عن قومه كبيرة؟ الجواب لا. ولكنه فعل شيء لا يعني يعني اوجب له معاتبة الله عز وجل لانه ظن مع طول زمن الدعوة ان قومه لن يستجيبوا فعتب على هذا الظن. وهذا لا يدخله في عداد الكبائر فاذا اعلموا ان كل شيء صدر من نبي فانه لا يدخل في حد الكبائر باجماع اهل السنة والجماعة. خذوا هذه الكلية. كل ما صدر من النبي مما ذكرته الادلة. كل ما صدر من نبي من الافعال التي عتب عليها فانه لا يتصور ابدا ان يوصف بانه من الكبائر. لان الانبياء معصومون من الكبائر جميع الانبياء وجميع الرسل لا يتصور منهم صدور شيء من الكبائر مطلقا بقينا في ماذا؟ في النقطة؟ الرابعة وهي مسألة الصغائر. هذه المسألة هي التي اختلف فيها اهل السنة والجماعة انفسهم او اختلف فيها اهل السنة والجماعة انفسهم فتكون المسألة الاولى وهي وقوعهم في الشرك من مسائل العقيدة التي والى ويعادى عليها لانها مسألة مجمع عليها ومسألة وقوعهم في الخطأ التشريعي المبني على الوحي ايضا مسألة يوالى ويعادى عليها. لان العلماء مجمعون عليه اقصد بالعلماء اهل السنة والجماعة ومسألة وقوعهم في الكبائر ايضا متفق على متفق على عصمتهم منها. فاذا تلك المسائل الثلاث من جملة ما يوالى ويعادى عليه. فمن خالف في واحدة منهن فهو خارج عن دائرة اهل السنة والجماعة ولا ان يكفر عنهم فهؤلاء يبتلون بالعذاب الاليم في الدنيا ها عقوبة ونكالا لا تكفيرا قبل ان يبتلوا باشد العذاب واعظم الجحيم في الاخرة. قال الله عز وجل زدناهم عذابا لاننا قررنا سابقا ان من جملة ما يخرج به العبد عن دائرة اهل السنة ان يخالف في مسألة متفق عليها بين اهل العلم رحمهم الله واما النقطة الرابعة وهي مسألة الصغائر فانها ليست من مسائل الدين الكبار التي والى ويعاد عليها لثبوت الخلاف فيها عن دائرة في دائرة في اهل السنة والجماعة وحتى لا نطيل الكلام اقول القول الصحيح فيها هي تقسيم الصغائر الى قسمين تقسيم الصغائر الى قسمين. صغائر تدل على خساسة الطبع صغائر تدل على خساسة الطبع وتتعارض مع مقام النبوة كالصغائر التي تتعلق بشيء من الامانة او الصدق او المروءة فهذه لا يتصور صدورها من الانبياء ما يمكن ان يصدر من نبي صغيرة تتعارض مع مروءته او تتعارض مع صدقه وامانته او تدل على طبعه لا يمكن ابدا هذا ان يصدر من نبي. واما اللمم الذي لا يدل على شيء من ذلك فيتصور صدور منهم ولكن لا يقرهم الله عليه مطلقا بل يوجههم ويصحح مسارهم ثم يتوب فتكون حالهم بعد التوبة اكمل منها قبله هذا كلام اهل السنة والجماعة. واعيد مسألة الصغائر مرة اخرى اعيده. الصغائر على الاصح الاقوال نقسمها الى قسمين صغائر تدل على خسة الطبع فلا تصدر منه. صغائر تدل على القدح في الامانة او العدالة. او المروءة او الصدق فهذه ايضا لا يتصور صدورها منه. واما القسم الثاني فهي صغائر عن مجرد لمم لا يؤثر في شيء من ذلك فهذه قد تصدر من النبي. ولكن الله لا يقره عليها بل اوجهه ويصحح مساره فتكون حاله بعد التوبة اكمل منها قبلها هذا هو مختصر ما قرره اهل العلم رحمهم الله تعالى في مسألة عصمة الانبياء من يعيدها كلها تعيدها؟ نعم لا او من اول زمان. هم هم مم ماشي او او او تخالف الصدق والامانة ايضا نعم ويتوبون منها هذا هو هذا هو المختصر الذي اطال فيه ابو العباس ابن تيمية رحمه الله في كتاب النبوات جاءكم مختصرا ومن جملة ما خص الله به الانبياء ايضا ان اعينهم تنام ولا تنام قلوبهم فقلوبهم مستعدة لاستقبال الوحي لا تنام مطلقا لا تناموا ابدا من بعد بعثتهم وقلوبهم لا تنام. وانما الذي ينام انما هو اعينهم. كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت يا قالت قلت يا رسول الله اتنام قبل ان توتر؟ قال يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام ولا ينام قلبي. فالنبي لا يزال يدرك ما يوحى اليه حتى وان كان حتى وان كان نائما. حتى وان كان نائما كما حصل في الوحي له بسورة الكوثر. يقول الراوي قام النبي صلى الله عليه وسلم من نومه تبرق اسارير وجهي. مبتسما قال انزل علي الان فنسورة وهو نعم انا اعطيناك الكوثر الى اخره فاذا لا بأس ولا حرج في ذلك. عفوا اقصد هذا مما نؤمن به ونعتقده في في الانبياء. وقال الله عليه وسلم انا معاشر الانبياء تنام اعيننا ولا تنام قلوبنا ومنها كذلك تخييرهم عند الموت بين الدنيا او الانتقال الى الرفيق الاعلى. فهذا لا يكون لاحد الامير والرسل خاصة ولذلك تقول عائشة رضي الله تعالى عنها دخل عبدالرحمن بن ابي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وانا مسندته الى صدري. ومع عبد الرحمن سواك يستن به فابده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره فعرفت انه يحب السواك فاخذته فقظمته وطيبته ثم دفعته الى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استنى استنانا قط احسن منه. فما عدا ان فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده او معه الى السماء فقال في الرفيق الاعلى. في رواية لها فعرفت انه الذي كان يحدثنا من تخيير الانبياء وهذا من من كرامتهم وعلو منزلتهم عند الله وليس ثمة نبي خير بين البقاء في قومه او الانتقال الى الرفيق الاعلى الا واختار الرفيق الاعلى. الرفيق الاعلى قال الله عز وجل ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي يمرض يعني يقصد مرض الموت الا خير بين الدنيا والاخرة كن جيد. ما من نبي يمرض الا خير بين الدنيا والاخرة. ومن جملة ما يخص به الانبياء ايضا انهم يدفنون يموتون فلا يجوز نقلهم عن مكانهم الذي اختار الله عز وجل قبض روحهم فيه. فاي مكان مات فيه نبي فيدفن يحفر مباشرة له ويدفن في هذا المكان. لانه لا يموت الا في المكان الذي يختاره الله عز وجل له ان يدفن فيه وهذا احد العلل التي جعلت الصحابة يدفنون النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة عائشة لم؟ لانه مات فيها لانه مات فيها. وعلى ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبر نبي الا حيث يموت حديث صحيح. لم يقبر نبي الا حيث يموت وثمة علة اخرى في دفن النبي صلى الله عليه وسلم ايضا وهي خوف الصحابة اذا ابرز قبره في البقيع ان واتخذ مسجدا. فاذا دفنوه في حجرة عائشة رضي الله تعالى عنها لامرين. الامر الاول لان الانبياء يدفنون حيث يموتون والعلة الثانية من باب حفظه وحماية قبره ومن خصائصهم كذلك ان الارض لا تأكل اجسادهم لم يسلط الله عز وجل الارض ان تأكل اجساد الانبياء. فقد حرم الله عز وجل على الارض اكل اجسادهم فلو ان قبر النبي صلى الله عليه وسلم الان فتح لوجدنا هيأته على الهيئة التي قبض عليها نسأل الله الا يكون ذلك في يوم من الايام يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء نص صحيح صريح في تحقيق هذه العقيدة ولان النبي ومن جملة خصائصهم كذلك انهم احياء في قبورهم يصلون لله عز وجل. طبعا ليست كالصلاة في الدنيا وانما صلاة برزخية لا يعلم بكيفيتها الا من؟ الا الله تبارك وتعالى. فهذا من جملة خصائصه ولذلك رأى النبي صلى الله عليه وسلم في مسيره الى تبوك عند الكثيب الاحمر قبل نبي الله موسى وهو قائم يصلي فيه ويقول النبي صلى الله عليه وسلم الانبياء احياء في قبورهم يصلون حديث صحيح فان قلت وكيف يصلون وقد ماتوا؟ الجواب ان صلاتهم هذه ليست صلاة تكليفية كتكليف الناس بالصلاة في الدنيا وليست ذات ركوع وسجود كما هو المشهود في الدنيا وانما نكل كيفيتها الى ايش؟ الى الله تبارك وتعالى يقول صلى الله عليه وسلم مررت ليلة اسري بي على اخي موسى عند الكثيب الاحمر وهو قائم يصلي في قبره بالصلاة الى ان تقوم الساعة صلى الله عليهم وسلم فهذه من جملة ما خص الله عز وجل به انبيائه ورسله. ومن مسائل هذه القطعة ايضا المتقرر باجماع اهل السنة والجماعة ان الرسل والانبياء يبتلون بما يبتلى به سائر البشر ويمرضون مرضا شديدا ويصيبهم ما يصيب البشر الا فيما استثناه الشرع فالانبياء يجوعون كما يجوع البشر. ويظمأون كما يظمأ البشر. وتظيق صدورهم كما تظيق صدور البشر وتحل عليهم المصائب كما تحل على البشر. ويوعكون وعكا شديدا كما يوعك البشر وهذا خلاف خلاف قول الاشاعرة. الذين قالوا وان سلمنا ان الانبياء يمرضون لكن لا يمرضون مرضا شديد اذا وانما يمرضون مرضا يسيرا فان قلت ولم قال الاشاعرة ذلك فاقول لهم في ذلك عدة حجج منها فقط من هذه الحجج انهم يظنون ان شدة المرظ دليل على شدة الاثم الذي وقع فيه المريض فاحتاج في التكفير عنه الى التغليظ عليه في مرضه انتم معي في هذا؟ وهل هذا صحيح؟ الجواب لا. لان المتقرر عند العلماء ان تلك المصائب من امراض او حوادث او غيرها التي يصاب بها الانسان في هذه الدنيا لا تخرج عن ثلاثة اقسام اما مصائب لرفعة الدرجات. كأن يصيب الانسان مصيبة لا من اجل ذنب ارتكبه وانما لان الله عز وجل يريده هذا الرجل في منزلة معينة في الجنة. وهو لن يبلغها بعمله. فيجري عليه كم من مصائب الدنيا فيرزقه الصبر فيبلغ بصبره ها لهذه المنزلة وهي المصائب التي اجراها الله عز وجل على الانبياء او المؤمنين الخلص القسم الثاني مصائب يجريها الله عز وجل لتكفير السيئات. كأن يرتكب الانسان خطيئة فلا يتوب منها ولا الله عز وجل برحمته ان يقابله هذا الشخص بهذا الذنب. فلما لم يحدث منها توبة اجرى الله عز وجل عليه شيئا من المصائب فوفقه للصبر فصار صبره كفارة. كما قال صلى الله عليه وسلم ايصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا وصب الا كفر الله به من ذنوب عنه من ذنوبه وخطاياه حتى الشوكة يشاكه وهذا اغلب المؤمنين في هذه الدائرة. ولكن نسأل الله ان لا ننتقل من هذه الدائرة الى الدائرة الثالثة فوق العذاب. قال الله عز وجل ولنذيقنهم من العذاب الادنى ها؟ دون العذاب الالي والعذاب الادنى هو ما يصيبهم في هذه الدنيا من الامراض والهزائم في الحروب والمصائب وفقد الاحبة والحوادث والنكبات والفيضانات او لا يصابون؟ اولا يتألمون؟ الجواب بلى. هل يعتبر مصابهم هذا كفارة لهم؟ لا وانما زيادة قبل نكال الاخرة وزيادة تعذيب قبل تعذيب الاخرة. فهذه هي جملة ما ينزله الله عز وجل من المصائب اما لرفعة الدرجات او ولتكفير الخطيئات او لزيادة النكال في في الدنيا قبل الاخرة اذا الانبياء وان اصيبوا بمثل هذه المصائب من الامراض او نحوها فانه لا يلزم ان يكون ذلك لجرم ارتكبوه. حاشا وكلا. وانما يكون لرفعة درجاتهم يوم القيامة. ولذلك في من حديث ابن مسعود انه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انك توعك وعك شديدا لان لك اجرين قال نعم يا ابن مسعود هو كذا. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل ثم الامثل امثل وليست قصة ايوب ومرضه الشديد عنا ببعيدة. فمن اهل العلم من قال ابتلي في جسده بامراض متعددة. حتى انهرى لحمه وبان عظمه منهم من قال سبع سنين بل منهم من اوصلها الى ثلاثين واكثر. وهو مبتلى بهذه الامراض المتنوعة المتعددة. بل ان النبي صلى الله عليه وسلم كما صح في الاحاديث قد سحر واصابه السحر صلى الله عليه وسلم وسيأتينا الكلام على سحره في الجمع بينما ظاهره التعارض باذن الله في دروس لاحقة بحول الله عز وجل اذا يصيبهم ما يصيب الناس. بل حتى فقد الاحبة يصيب الانبياء. اوليسوا بشرا؟ اولم يفقد النبي صلى الله عليه وسلم اولاده الذكور وهو في حياته وجميع بناته الا الا فاطمة فقط. وماتت بعده بستة اشهر رضي الله عنهم وارضاهم اقصد الابناء والبنات رضي الله عنهم وارضاهم فاذا الانبياء بشر. اذا علم هذا فلننتقل الى مسألة خطيرة وهي اننا نستدل ببشريتهم على عدم استحقاق لشيء من صفات الالوهية او الربوبية نحن معاشر المسلمين نعتقد ان الانبياء وان عظمت منزلتهم عند الله تبارك وتعالى الا انهم لا يمكن ابدا ان فصفوا مصف الله عز وجل في استحقاق شيء من الوهيته او شيء من صفات ربوبيته تبارك وتعالى. لانهم بشر يصيبهم وهم ما يصيب البشر من العوارض الا فيما استثناه النص. مما قد عصموا منه. والا فيصيبهم ما يصيبهم من الامراض والموت فلو كانوا الهة مع الله عز وجل او انهم يستحقون العبادة لما جرى عليهم شيء من ذلك ولذلك نحن نستدل ببطلان عبادتهم على بطلان عبادة من دونهم من الاولياء والصالحين. اليس كذلك لانه اذا كان الانبياء على جلالة قدرهم وعلو منزلتهم عند الله عز وجل انما هم من جملة انما هم بشر يصيبهم ما يصيبهم من امراض والمصائب والنكبات والموت وغيرها. فلا يصلحون ان يكونوا الهة مع الله ولا اربابا مع الله مطلقا فكيف بمن دونهم من الاولياء والصالحين لا جرم انهم لا يصلحون لهذا من باب اولى. ولذلك فقد هزم النبي صلى الله عليه وسلم اقصد هزمت جيوش الاسلام في عهده صلى الله عليه وسلم في غزوة احد اوليس كذلك؟ ولا لا؟ وكسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم وشج رأسه وقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟ فقال الله ليس لك من الامر شيء. هذا يجريه الله عز وجل على نبيه ليبين انه وان عظم منزلته ورفع قدره وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر واعطاه من الخصائص والميزات ما لم احدا قبله الا انه لا يزال هو ذلك البشر الذي لا يصلح ان ترفعوه عن مرتبته الى مرتبة الالهية او الربوبية فهو وان بلغ ما بلغ عند الله عز وجل الا انه لا يصلح ان يكون ربا لنا. ولا يصلح ان يكون الها لنا. فربنا الله ليس محمد والهنا هو الله وليس محمدا. لكن طريقنا الى معرفة ما يريده الله منا انما هو عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم فهو واسطة بيننا وبين الله في تبليغ الشرع فقط. وليس واسطة بيننا وبين في الدعاء والاستغاثة فهمتم هذا؟ هذا العقيدة ولذلك المتفق عليه بين اهل السنة والجماعة انه مهما عظمت منزلة المخلوق فلا يصلح ان يكون ربه مهما عظمت منزلته. لا يصلح ان يكون ربا ولا خالقا مع الله ولا ولا اله مع الله. بل ان الله عز وجل ابطل بالكتاب والسنة الهية الملائكة وربوبية الملائكة. بما يجريه الله عليهم من الاعراض التي لو كانوا الهة لما اصابتهم فيصيب الملائكة الرعدة الشديدة اذا سمعوا الوحي. فلو كانوا الهة لما اصابهم شيء من ذلك. او الرب يخاف. ومن شدة خوفه من الله يسقطون غسيا كما قال الله عز وجل ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له حتى اذا وفزع عن قلوبهم. يعني ابعد الغشي عن قلوبهم يتساءلون ماذا قال ربكم فيجيب بعضهم بعض قالوا الحق قال الحق. قالوا الحق وهو العلي الكريم. ويقول الله النبي عليه الصلاة والسلام اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله. ينفذه كانه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك. حتى اذا فزع قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم الان؟ فاذا هذه الادلة تدل على بطلان الهيتهم. قال الله عز وجل بل عباد مكرمون عباد اكرموه لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. عضت السماء وحق لها ان تئض. ما من موضع اربع اصابعي الا ملك ساجد او راكع يسبحون له بالليل والنهار لا يفطر. افتلك صفات من يصلح ان يكون الها؟ او تلك صفات من يصلح ان يكون ربا؟ الجواب لا فاذا لا الملائكة يصلحون ان يكونوا الهة او اربابا مع الله ولا الانبياء ان يصلحوا ان يكون الهة مع الله ولا اربابا. فاذا ابطلنا الهية ملائكة والهية الانبياء فكيف بالاهية من دونهم؟ لا جرم انها تبطل من باب اولى او تبطل الهية النبي صلى الله عليه وسلم وتصح الهية العيدروس والحسين والست زينب والسيد البدوي لا يمكن ان يكون هذا ابدا رحم الله الامام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد ادرج هذا الباب ابطل في باب عبادة النبي صلى الله عليه وسلم بالادلة التي ذكرها بما جاء بما اجراه الله عليه ليثبت انه لا يزال بشر. وكذلك الملائكة في باب قول الله عز وجل في باب قول الله تبارك وتعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم ذكر الادلة من الكتاب والسنة تدل على بطلان عبادة الملائكة والهيته هذا الحمد لله عندنا امر مفصول واضح اوضح من شمس القائلة في احد عنده خلاف في هذا؟ هذا هو الذي نعتقده في ديننا ونسأل الله عز وجل ان يقبض ارواحنا على هذه العقيدة الصحيحة. فالانبياء وان عظمت منزلتهم وان علا قدرهم وشرفهم عند الله لا يمكن ابدا. او ان يتصور ان يتصف واحد منهم بشيء من صفات الالهية او بشيء من صفات الربوبية ومن المسائل كذلك ان قلت لقد قررت لنا سابقا ان النبي صلى الله عليه وسلم هو افضل الانبياء والرسل على الاطلاق. اوليس اليس كذلك؟ الجواب بلى هو كذلك. فقد يسألني سائل ويقول وما الادلة الدالة على ان النبي صلى الله عليه هو افضل الانبياء. ام انها مجرد دعوة عارية عن البرهان؟ مبنية على التعصب لانه نبيكم. الجواب قبل لا تذهب بعيدا عندنا من الادلة ما بلغ مبلغ التواتر المعنوي الذي يقطع من علم به وقرأ نصوصه اهو ان قولنا ان النبي صلى الله عليه وسلم هو افضل الانبياء على الاطلاق انه سائر الانبياء فيناديهم باسمائهم. يا نوح يا هود يا صالح. لكن النبي قال له يا ايها النبي يا ايها الرسول هذه لم يقلها الله عز وجل في لم ينادي الله عز وجل نبيا من الانبياء بانفراده صحيح وعقيدة راسخة فمن ذلك خذوها على رؤوس اقلام قال الله عز وجل ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وعامة المفسرين على ان هذا المقام المحمود هو الشفاعة العظمى التي يحمده عليها الاولون والاخرون من جميع الامم والانبياء والرسل فان اهل الموقف اذا بلغ بهم الكرب ما ما بلغ والجمهم العرق فيصيبهم من الكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون. فيأتون لادم يطلبون منه الشفاعة عند الله في فصل القضاء فيعتذر ثم يأتون نوحا فيعتذر. ثم يأتون ابراهيم فيعتذر ثم يأتون عيسى موسى فيعتذر ثم يأتون من عيسى فيعتذر ثم يأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها فيشفع عند الله عز وجل في ان يفصل بين اهل الموقف في القضاء هذا هو المقام المحمود الذي ذكره الله عز وجل فيها. ولماذا سمي محمودا؟ لانه موقف يحمده عليه الاولون والاخرون. فان قلت وما قولك في قول بعض المفسرين؟ اظنه مجاهد لان المقام المحمود هو ان يجلسه الله عز وجل معه على عرشه. فنقول هذا قول باطل. قد رفظه المفسرون والعلماء والائمة هذا لا لا يصح بل هذا من من جملة الغلو الذي لا ينبغي اعتقاده في النبي صلى الله عليه وسلم. فانه لا يستوي على على عرش الله الا من؟ الا الله عز وجل اذا هذا من الادلة الدالة على انه افضلهم. ومنها كذلك اخذ العهد والميثاق على جميع الانبياء ان يؤمنوا به اذا بعث وهم احياء قال الله عز وجل واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال اأقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا. فكل نبي بعثه الله عز وجل يؤخذ العهد عليه انك اذا بعث محمد وانت موجود حي فان ان تؤمن به وتتبعه. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو كان اخي موسى حيا ما وسعه الا اي الا اتباعي. اوليس هذا دليل على انه افضلهم؟ الجواب بلى. هو كذلك ومنها كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث جابر اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي. اي خص بخصائص لم يخص بها نبي اخر. فهذه الخصائص دليل على فضله وشرف منزلته عند الله عز وجل ومعروف هذه الخصائص اليس كذلك؟ معروفة باذن الله فلا يحتاج الى ذكرها ومنها كذلك عموم رسالته للثقلين. وهذه لا تعرف عن نبي او رسول قبله. فقد كان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعث النبي صلى الله عليه وسلم الى كافة الثقلين كافة الورى كافة العالمين الانس والجن وعموم رسالته دليل على عظم فضله. ومنها كذلك انه خص بافضل الشرائع على الاطلاق فافضل الشرائع خص بها افضل الانبياء اذ يبعد عن حكمة الله عز وجل ان يعطي افضل الشرائع ها النبي المفظول بالنسبة الى النبي الفاضل والا فكلهم ها والا فكلهم فظلاء. لكن اقصد بالنسبة الى النبي الفاضل فلما خص الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بافضل الشرائع دل على انه افضل الانبياء ومنها كذلك ان امته افضل الامم عند الله عز وجل. وقد اعطوا من الخصائص ما لم يعطه امة اخرى. فهم اول من يدخل الجنة والنبي صلى الله عليه وسلم اول من يطرق باب الجنة. يقول صلى الله عليه وسلم اتي باب الجنة فاجده مغلقا فاطرقه فيقول لي الخازن من انت؟ فاقول محمد فيقول بك امرت لا افتح لاحد قبلك فيكون اول من يدخل الجنة هو واول من يدخل الجنة امته. ثم بعد ذلك المؤمنون من الامم اوليس هذا دليل على فضله؟ الجواب بلى. ومنها كذلك ان امته اول من يجوزون الصراط. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فاكون انا وامتي اول من يجيز. يعني اول من يمشي على الصراط ومنها كذلك شهادته صلى الله عليه وسلم انه سيد البشر. انه سيد الناس. قال صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة. انا سيد ولد ادم يوم القيامة. فهذا دليل على فضله ومما يدل على فضله انه اول من ينشق عنه القبر يوم البعث والنشر. اول قبر ينشق هو قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما قال صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة واول من ينشق عنه القبر واول شافع واول مشفع او كما قال صلى الله عليه وسلم. ومنها باستقراء القرآن باستقراء القرآن لم نجد الله عز وجل نادى نبيا بالنبوة والرسالة الا محمدا صلى الله عليه وسلم. واما بالنبوة والرسالة الا محمدا صلى الله عليه وسلم وبقية اخوانه من الانبياء انما نودوا باسمائهم المجردة. مع انه نودي فيه ايضا محمد ولا لا يا جماعة؟ نودي باسمه ولكن اقصد في نداءات اخرى ناداه الله عز وجل بقوله يا ايها الرسول يا ايها الناس نبيب ومنها كذلك امامته بالانبياء امامته الانبياء في ها في بيت المقدس ليلة اسره به فقد جمع الله عز وجل له اخوانه الانبياء فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم بهم اماما فصلى بهم. وهذا دليل على فضله وشرفه. ومنها كذلك انه اعطي من معجزات ما لم يعطه احد من الانبياء قبله فبالصبر والتتبع والاستقراء. وجد العلماء ان كما هائلا من المعجزات اجراها الله عز وجل على يد محمد صلى الله عليه وسلم لما لم يجري مثلها على يد نبي قبله والتفاوت وتفاوت الانبياء في تلك المعجزات دليل على تفاوت فضلهم. كما قال الله عز وجل تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض بعض منهم من كلم الله ومنها كذلك. اتفق المسلمون على ان النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الناس جاها عند الله اتفق المسلمون على ان النبي صلى الله عليه وسلم اعظم الخلق جاها عند الله لا جاه لمخلوق ابدا اعظم من جاهه ولا شفاعة ايضا اعظم من شفاعته ولكن العلماء اختلفوا في مسألة وهي هل يصح ان نطلق على النبي صلى الله عليه وسلم انه افضل الخلق؟ ام ان نقتصر في فضيلته على البشر فنقول افضل البشر هل يصح ان نقول افضل الخلق؟ ام نقول افضل البشر لان الدليل قال سيد ولد انا سيد وولد ادم. وولد ادم انما هم البشر. فهل نقول انه افضل من خلق الله على الاطلاق من الملائكة البشر والجن والانس وغيرهم؟ الجواب في هذه المسألة خلاف بين اهل السنة. والقول الصحيح الذي جرى عليه كثير من اهل السنة جوازه انه يجوز لا بأس بذلك وقد نطق بها جمع من اهل العلم كابن عبدالبر شيخ الاسلام ابن تيمية وغيرهم من من العلماء يقولون افضل الخلق لا بأس بها فهذا اطلاق صحيح فهو اعظم الخلق جاها عند الله. وافضلهم على الاطلاق وافظلهم على الاطلاق تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية