واما اذا كان يقصد بها في حدود علم الله عز وجل فنقول هذا باطل فالله لا يكون في علمه صدفة لانه عالم بكل شيء عز وجل ولعلنا نكتفي بهذا القدر تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية لله عز وجل حتى وان كانت بحضور احد من المخلوقين. لكنها شكاية لله عز وجل. كقوله يا اسفا على يوسف هي شكاية لله عز كما قال انما اشكو بثي وحزني الى الله ومعه الى ان يموت هذه لم يتكلم عنها الحديث. وانما الحديث يثبت قد جزئية واحدة وهي ان الاسلام هو دين الفطرة التي يولد عليها الناس فاذا هذا الحديث يتكلم عن ابتداء امر الجنين الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم لشرح متن العقيدة الطحاوية. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد لا نزال في ذكر جمل من النصوص التي يدعى فيها انها متعارضة في باب القدر وارى والله اعلم ان من كمال بحثنا في مسائل واستقصائنا لمسائل القضاء والقدر فلابد ان نذكر هذه الفصول المهمة حتى يتبين للطالب انه ليس ثمة تعارض في ادلة القضاء والقدر ان شاء الله وهذا هو منهجنا في شرح الطحاوية باذن الله يعني مثلا اذا شرحنا باب النبوات نذكر جملا من النصوص التي يدعى فيها انها متعارضة في هذا الباب واذا شرحنا مثلا ابواب الايمان وابواب الصحابة وابواب مرتكبة الكبيرة نذكر جملا من النصوص التي يدعى فيها انها متعارضة في هذا الباب حتى يكون الشرح شرحا كاملا بحول الله عز وجل وقوته كم ذكرنا من فرع ستة عشر فرعا طيب الفرع الذي بعده وهو السابع عشر كلكم متفقون على الرقم هذا طيب الفرع السابع عشر او الثامن عشر السابع عشر ان قيل لك كيف نجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة وبين قوله صلى الله عليه وسلم فر من المجذوم فرارك من الاسد وفي الحديث الاخر لا يورد ممرض على مصح فالحديث الاول ينفي النبي صلى الله عليه وسلم وجود العدوى فقال لا عدوى فالعدوى هنا منفية بلاء نافية للجنس لكن في حقيقتها فكيف يقول صلى الله عليه وسلم لا عدوى ومع ذلك يأمرنا صلى الله عليه وسلم ان نفر من المجذوم خوفا من ان يعدينا وينهى صلى الله عليه وسلم ان يورد الممرض على المصح خوفا من انتقال العدوى من المريظ الى الصحيح فكيف دليل ينفي العدوى ودليل يثبتها ان قلت وما تعلق هذه النصوص بابواب القضاء والقدر؟ فنقول لانها داخلة تحت باب الاسباب وباب الاسباب مبحث من مباحث القضاء والقدر الجواب ان نقول لا اشكال في ذلك ولله الحمد والمنة وهي ان العدوى عندنا تنقسم الى قسمين الى عدوى ابتدائية والى عدوى انتقالية فالحديث الذي ينفي العدوى انما ينفي العدوى الابتدائية. وهو ذلك الاعتقاد الذي كان يعتقده كفار الجاهلية الكفار في الجاهلية فقد كانوا يعتقدون ان العدوى تنتقل بذاتها لا بقدر الله وارادته وانما كانوا يعتقدون انها تنتقل بنفسها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ونفى هذا الاعتقاد الجاهل بقوله لا عدوى اي ليس هناك في الكون عدوى تنتقل بذاتها وانما العدوى تنتقل بماذا؟ بقدر الله ولذلك اثبت النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الاخرى انتقالها بقدر الله في قوله فر من المجذوم فرارك من الاسد اي لا مجالسته بقدر الله فالادلة التي تنفي العدوى انما تنفي العدوى الابتدائية. وهو ذلك الاعتقاد الجاهلي. والعدوى التي تثبتها الادلة. انما هي العدوى الانتقالية بقدر الله عز وجل فاذا اذا سألك سائل وقال هل العدوى تنتقل بذاتها؟ الجواب تقول لا عدوى تنتقل بذاتها واذا سألك سائل وقال هل العدوى تنتقل بقدر الله عز وجل؟ فقل نعم ولذلك تجد ان الانسان يمرض ابتداء من غير مخالطة مريض من الذي امرضه ابتداء؟ الله الله هو الذي امرضه ابتداء. ولذلك لما اشكل قول النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى على بعض الصحابة. قال يا رسول الله كيف قل لا عدوى واننا نرى النقبة تقع بمشفر البعير فيجرب فتجرب لذلك الابل اذا في عدوى كيف تقول له عدوى؟ الصحابي الان يسأل عن العدوى الابتدائية ولا الانتقالية؟ الانتقالية فاجابه النبي صلى الله عليه وسلم ببيان مقصوده في قوله لا عدوى انه لا يقصد هذا النوع. وانما يقصد العدوى الابتدائية فقال فمن الذي اعدى الاول؟ اي من الذي قدر الجرب على الاول؟ هل خالط ابلا اخرى؟ من الذي قدر الجرب عليه ابتداء؟ الله. فالذي يقدم نزول المرض ابتداء هو الذي يقدر انتقاله من من المريض الى الصحيح ولذلك نجد كذلك ان هناك اناسا يعاشرون المرظى ليل نهار ومع ذلك لا يصيبهم شيء لا يصيبهم شيء فاذا ليست مخالطة السقيم توجب العدوى بذاتها. الا اذا اراد الله عز وجل انتقالها وقضاه وقدره فاذا لا بد في الجمع بين هذه النصوص من التفريق بين العدوى الانتقالية وبين العدوى الابتدائية بين العد والانتقالية والعدوى الابتدائية الفرع الذي بعده ان قيل لنا لقد امرنا الشارع بالصبر عند نزول المصائب. اليس كذلك؟ الجواب بلى. هو وكذلك ومع ذلك امرنا بالدعاء برفع المصائب. فهل الدعاء برفع المصائب يتنافى مع الايمان بالقضاء والقدر الجواب لا يتنافى معه باجماع اهل السنة والجماعة ولله الحمد لان نزول المصيبة قدر والدعاء قدر. فانت تدفع القدر بالقدر. ولا يستعان على دفع قدر البلاء بمثل قدر بمثل قدر الدعاء ولذلك الله عز وجل يقول فلولا اذ جاءهم بأسنا ايش؟ تضرعوا. فالله ينزل هذه المصائب حتى يتضرع اليه عباده يكشفها عنهم فيجدد لهم بعض معاني العبودية بهذه المصائب فاذا اذا سألك سائل وقال نحن مأمورون بالايمان بالقضاء والقدر. فهل الايمان بالقضاء والقدر يتنافى مع الدعاء برفع تلك المصائب الجواب لا يتنافى معها بل من مقتضى الايمان بالقضاء والقدر ان تسأل الله عز وجل ان يرفعها عنك فان الايمان فان التوكل على الله عز وجل مبني على كمال تفويض اعتماد القلب على الله مع القيام بالاسباب المشروعة المتاحة ولله الحمد فان قلت وايهما افضل ان اصبر على القضاء والقدر ام ادعو ان يرفع الله عني ذلك فاقول الافضل لك ان تدعو ان تدعو وان يرفع الله عز وجل عنك هذا البلاء. فان هذا البلاء بقدر الله وانت مأمور عند نزول المصائب بالدعاء فاذا انت تتعبد لله عز وجل عند نزول المصائب بالصبر وتتعبد لله عز وجل كذلك باحتساب الاجر ومن جملة التعبد عند نزول المصائب الدعاء ان تدعو الله عز وجل بان يرفع عنك هذه المصيبة. ولذلك شرع لنا الدعاء عند المصائب اليس كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لام سلمة لما اخبرته بموت ابي سلمة قال لها قولي اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها. هذا دعاء عند المصيبة وفي صحيح الامام مسلم من حديث ام سلمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي سلمة وقد شق بصره فاغمضه ثم قال ان الروح اذا قبض تبعه البصر وان الملائكة تؤمن على ما تقولون ثم قال عند هالمصيبة اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين وهذا دعاء له لكن انتظر وارفع درجته في المهديين وافسح له في قبره ونور له فيه واخلفه في عقبه من دعا لعقبه عند مع نزول المصيبة هذا لا بأس به والادلة في ذلك كثيرة لا تكاد لا تكاد تحصد لا تكاد تحصد وكذلك دعا ايوب عليه الصلاة والسلام قال وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر كذلك دعا نبي الله زكريا بالولد وفقد الولد مصيبة. فدعا عنده المصيبة كذلك دعا ابراهيم لما تأخر الولد عنه دعا عليه الصلاة والسلام فاستجاب الله له. فاذا لا يقال بان الصبر افضل وانما يقال بان عفوا اقصد لا يقال بان ترك الدعاء افضل بل الدعاء هو الافضل لانك تحدث لنفسك عبادة بهذا الدعاء عبادة الانطراح وعبادة الاستغاثة وعبادة اللجأ الى الله كل هذا لا يحصله الانسان اذا ترك عبادة الدعاء عند نزول المصائب ومنها كذلك. ايتان متعارضتان في باب القضاء والقدر بقول الله عز وجل الا انما طائرهم ايش يا جماعة عند الله والطائر هنا هو الحظ والنصيب يعني كانه قال الا انما حظهم ونصيبهم وما اصابهم انما هو بقدر الله. اليس كذلك؟ لا انما طائرهم عند الله الطائر هو الحظ والنصيب كل انسان الزمناه طاء يره في عنقه اي قدره وحظه ونصيبه الذي سيصيبه في هذه الدنيا فالشاهد ان الاية في قول الله عز وجل الا انما طائرهم عند الا انما طائركم ها طائرهم عند الله تثبت ان الطائر والحظ والنصيب والقدر بيد الله عز وجل وان ما اصابهم انما هو بتقدير الله. كيف نجمع بينها وبين قول الله عز وجل في قول الله عز وجل الا انما طائركم معكم طائركم معكم سبحان الله طيرنا بك وبمن معك ها لا في سورة ياسين لعلكم تذكروني قالوا انا تطيرنا بكم اصبت انت واخطأتنا قالوا انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم قالوا طائركم معكم الله كيف اية تثبت ان طائرهم معهم اي بسببهم واية تثبت ان طائرهم عند الله اه بدأت الرؤوس تهتز طيب من الذي يتولى جوابها بدأت الرؤوس تنزل ها اية تثبت ان طائرهم اي حظهم ونصيبهم عند الله واية تثبت ان حظهم ونصيبهم معهم اي منهم شيخ فهد اي نعم مم مم ماذا هذا هو الجواب وهذا هو الجواب الصحيح. اذا لا تعارض نقول وبالله التوفيق. لا تعارض بين هايتين الايتين ولله الحمد وهي ان ما يصيب الانسان من الحظ والنصيب او الاقدار المؤلمة ننظر له بكم ياتي بكم اعتبار باعتبارين باعتبار كونه مكتوبا ومقدرا عليه فهذا ينسب لمن ينسب الى من؟ ينسب الى الله. فالله هو الذي قضى وهو الذي كتب وهو الذي شاء. وهو الذي قدر ولكن كثير من المصائب التي تصيبنا انما هو بما كسبت ايدينا. فاذا نسبتها نسبة الطائر الى العباد نسبة تحصيل واكتساب هو تسبب ونسبة الطائر الى الله نسبة تقدير وكتابة ومشيئة وخلق فالطائر خلقا وتقديرا وايجادا وكتابة وقدرا وقضاء ينسب الى من؟ ينسب الى الله الله والطائر تحصيلا واكتسابا او تسببا ينسب الى من؟ الى العبد. كما قال الله عز وجل وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير ولا لا تذكرون اننا ذكرنا في الدرس الماظي قول الله عز وجل وان تصبهم حسنة جمعنا بينها ولا لا؟ يقول هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله بينما الاية اي اي تقديرا وايجادا وخلقا بينما الاية الاخرى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك اي تحصيلا واكتسابا وتسببا فلا اشكال فيها هذا عند اهل السنة والجماعة الفرع الذي بعده. طيب لحظة اذا قيل ماذا ما تعلق هذه الايات في باب القدر طائركم الجواب انها بمعنى الحظ والنصيب والاقدار التي تصيب الانسان فلها تعلق في باب القضاء والقدر الفرع التاسع عشر او العشرون الفرع العشرون. وابشركم هناك طالب انتدب لتفريغ هذه الدروس في النصوص المتعالقة جزاه الله خير يعجل انتفاع الناس بها كيف نجمع بين توحيد الله عز وجل بالخلق فلا خالق الا الله في قوله هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض في قوله عز وجل الله خالق كل شيء. فتلك الايات تنص على الا خالق مع الله عز وجل طيب كيف نجمع بينها وبين قول الله عز وجل؟ فتبارك الله احسن الخالقين. فاذا اثبت خالقين غيره لكن احسنهم وبين قوله عز وجل وتخلقون افكاء وتخلقون افكا اي صناعتهم للاصنام انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكا كيف نجمع بين اية توجب توحيد الله عز وجل بالخلق فلا خالق الا هو وبين تلك الاية الاخرى التي تثبت ان ثمة مع الله الجواب لا اشكال في ذلك ولله الحمد والمنة وهي ان الخلق يراد به احد اعتبارين اما ان يراد به الايجاد ابتداء من عدم واما ان يراد بالخلق التصوير فاذا صورت صورة توصف بانك خلقتها كما قال الله عز وجل ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ان يصوروا كتصويري فالخلق يطلق ويراد به التصوير ويطلق ويراد به الانشاء من عدم. فقول الله عز وجل الله خالق كل شيء اي خالقه ابتداء من عدم فالخلق من عدم امر يعجز القدرة البشرية. اتحدى البشر عن بكرة ابيهم مذ خلقهم الله الى ان يقبض اخر واحد منهم ها والملائكة معهم نتحدى البشر جميعا ونتحدى الجن جميعا ونتحدى الملائكة جميعا على ان يخلقوا بمعنى وجدوا شيئا كان معدوما جملة وتفصيلا ثم يوجدوه هذه من خصائص من؟ من خصائص الله عز وجل لكن وظيفة البشر ان يأتوا الى اشياء موجودة ثم يصورونها تصويرا. فيأتي مثلا الناس الى حصاة موجودة ثم يصيغونها على هيئة تمثال يأتون مثلا الى حديد متفرق فيصيغونه على هيئة سيارة لكن من الذي اوجد الحديد ابتداء من عدم من الذي اوجد السماوات ابتداء؟ من الذي اوجد الارظ والجبال ابتداء؟ من الذي اوجد المعادن ابتداء؟ من الذي اوجد الحبة التي منها خرجت الثمرة ابتداء الله عز وجل من الذي اوجد البلاستيك ابتداء؟ هذا البلاستيك الذي يصوره المخلوق الى صورة سلة مهملات يصوره شنطة يصوره وكلها تصوير لمواد موجودة اصلا. فاذا قوله وتخلقون افك اي وتصورون افك. وتبارك الله مستعدا لها ولم تدر له في خياله. ولم تكن له في حسبانه اليس كذلك فاذا هي صدفة باعتبار علمي باعتبار حدود علمي لكنها ليست صدفة باعتبار قضاء الله وقدره وعلمه وسعة فتبارك الله احسن الخالقين اي احسن المصورين. فهناك مصورون ولكن احسن المصورين على الاطلاق هو المصور عز وجل. ومن اسمائه انتم تعرفون من اسمائه المصور وهو يحمل صفة التصوير. فالله هو احسن المصورين عز وجل فاذا مما يخص به الله عز وجل الخلق من عدم اي الايجاد من عدم. واما التصوير فالله عز وجل هو احسن المصورين احسن المصورين فاذا هل هناك اشكال بين هذه الايات؟ ليس هناك اشكال فاثبات الخلق لغير الله انما يقصد به التصوير وتوحيد الله بالخلق انما يراد به الابتداء من عدمه ومنها كذلك وهو الفرع الواحد والعشرون كيف نجمع بين الايات التي تثبت ان الله يمحو ما يشاء ويثبت وبين الايات التي تثبت ان الصحف قد طويت وان الاقلام قد جفت هناك نصوص تثبت ان الله يمحو ما يشاء ويثبت كما قال عز وجل في سورة الرعد يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب وبين قول الله تبارك وتعالى وبين آآ وبين الادلة التي تثبت ان ما خط في اللوح المحفوظ فانه لا يتغير ولا يتبدل وان قدر الانسان لا يمحى الجواب لا اشكال في هذه النصوص ولله الحمد والمنة. وذلك بالتعرف على انواع التقدير. فان هناك من التقدير ما هو مطلق يسمى التقدير المطلق او التقدير المبرم. او التقدير الكلي وهو ما كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ فهذا لا يمكن ابدا ان يدخله التبديل ولا التغيير ولا الزيادة ولا ولا النقص وهناك تقدير في صحف تكون في ايدي الملائكة. فهذه هي التي يدخلها المحو والاثبات. والتغيير والزيادة والنقص بامر من بامر الله عز وجل. فاذا المحو والاثبات انما يكون في الصحف التي بايدي الملائكة. واما ام الكتاب واللوح المحفوظ فانه لا التبديل ولا التغيير ولا المحو ولا الاثبات ولله الحمد والمنة وبهذا لا يكون بينها تناقض. وقريب منها الفرع الذي بعده وهو الفرع الثاني والعشرون في قول النبي صلى الله عليه وسلم من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ ان يؤخر له في اجله فليصل رحمه. كيف نجمع بين هذا النص الذي يثبت ان العمر قد يزاد على ما حد للانسان وقدر له وبين تلك النصوص التي تثبت ان الاجال اذا جاءت لا يمكن ان تؤخر ولا تتقدم كقول الله عز وجل فاذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون؟ كيف نصوص تثبت ان بعض الاعمال قد تزيد باسباب معينة معلومة؟ وبعض النصوص تثبت بان الاجال مقدرة محسومة لا يمكن ان يدخلها الزيادة ولا النقص الجواب ان زيادة العمر ونقصانه انما يكون التبديل والتغيير فيه باعتبار الصحف التي في من؟ في ايدي الملائكة عليهم الصلاة والسلام واما فيما خط في اللوح المحفوظ فانه لا يكون فيه تبديل ولا تغيير. فمثلا يكتب الله عز وجل في اللوح المحفوظ ان عمر هذا الانسان سبعون سنة والله علم انه سيصل رحمه ويزاد في عمره الى سبعين. لكنه كتب عز وجل عمره في الصحف التي في ايدي الملائكة ان عمره خمسون سنة وقال ان وصل رحمه فيزاد كذا وان لم يصل رحمه فلا يزاد. طيب هل ما في اللوح المحفوظ متردد ولا مجزوم به؟ يسمونه القضاء المبرم المجزوم به لكن في صحف الملائكة فيها مثل هذا ان وصل رحمه فيزاد كذا وان لم يصل رحمه فلا يزاد. اذا زيادة العمر ونقصانه انما تكون بماذا انما تكون في ماذا؟ في الصحف التي في ايدي الملائكة. واما ما ابرم وقضي في اللوح المحفوظ فانه لا يدخله التبديل ولا التغيير ولا النقص. وبناء على ذلك فقول النبي صلى الله عليه وسلم من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره يتكلم عن الانسان الذي سيكتب في صحف الملائكة. وقوله فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. يتكلم عن القضاء المبرم في اللوح المحترم فلا تعارض ولا اشكال ولله الحمد والمنة يا الله لك الحمد الفهم احمدوا ربكم يا اخوان على الفا ومنها كذلك وهو الفرع الثالث والعشرون كيف نجمع بين اثبات بعض النصوص العلم المطلق لله عز وجل؟ كما في قوله تبارك وتعالى ان الله بكل شيء عليم لا يخفى على علمه عز وجل مثاقيل الذر وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر. وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. اذا هذه النصوص وغيرها تثبت العلم المطلق لله عز عز وجل. كيف نجمع وبينها وبين بعض النصوص التي يفهم منها او يظهر منها ان الله عز وجل يتجدد له العلم. كقوله عز وجل جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وايات كثيرة فيها ليعلم الله او لنعلم فكأن فقد يفهم بعض الناس تجدد العلم لله عز وجل في هذه النصوص هل هذا صحيح؟ الجواب لا اشكال. لا اشكال بين هذه النصوص ولله الحمد والمنة فيجب علينا ان نؤمن الايمان الجازم بان الله عز وجل عالم بكل شيء. لا يخفى عليه شيء فهو عالم بما كان وما وما لم يكن ان لو كان كيف يكون كما قال عز وجل ولو ردوا لعادوا. مع انهم لم يحصل لهم الرد ولكن علم ما لم يكن ان لو كان كيف يكون والقاعدة المتقررة في مثل هذه النصوص عند اهل السنة اقصد النصوص التي فيها لنعلم او ليعلم الله انها يراد بها ظهور معلومه السابق للناس. ووجوده على ارض الواقع لينقلب من كونه ها من علم الغيب الى عالم الشهادة والا فالله يعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبه لكن هل الناس يعلمون فاذا لا بد من ظهور هذا المعلوم فقوله الا لنعلم اي الا ليظهر معلومنا في واقع في واقع الناس من باب ماذا؟ من باب اقامة الحجة عليهم فالله عز وجل لو حاسبنا قبل ظهور ما يعلمه منا على ارض الواقع لقلنا يا ربنا لو انك خلقتنا واوجدتنا في الدنيا لما فعلنا هذا الامر فحتى تقوم الحجة علينا وتشهد علينا جوارحنا اظهر الله معلومه فينا على ارض الواقع حتى تبصره عيونه هنا وتسمعه اذاننا فاذا جاء يوم القيامة ما عاد لنا ما تكون لنا هدى انا ما ادري لعلي ظربت لكم مثالا سابقا في اب يعلم ان ولده خائن لكنه لو عاقبه بمجرد علمه قبل ظهور الخيانة امام بصر الولد لقال الولد يا اوالدي لم تضربني؟ لم تعاقبني؟ وانا لم اخن قط انا ما خنت فيعطيه الولد الاب مالا حتى يثبت خيانته امام عينيه. فاذا خان عاقبه. فهل للولد حجة حينئذ؟ جواب لا لانه ظهر معلوم الاب فيه ظهر معلوم الاب في لكن لو عاقبه بمعلومه السابق قبل ظهور معلومه على ارض الواقع حينئذ يكون ماذا قد يحتج قد يقول لو انني وجدت وخلقت في هذه الدنيا لما حصل الذي كنت تعلمه فيني فهذا من باب اقامة الحجة على على العباد. فاذا قوله الا لنعلم وقوله الا ليعلم انما يراد به ظهور اثر معلومه ظهور اثر معلوم هكذا قال جمع من اهل السنة رحمهم الله تعالى ومنها كذلك وهو الفرع الرابع والعشرون كيف نجمع بين هذين النصين بين حديث ابن مسعود رضي الله عنه في قوله حدثنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربع يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك. ثم يكون مضغة مثل ذلك. ثم يبعث اليه الملك فينفخ الروح فيؤمر بكتب اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد الاشكال في كلمة شقي الاشكال في كلمة شقي وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا ويولد على الفطرة. والفطرة هي الاسلام في اصح في اصح القولين فان قيل فان قلت لي وما وجه التعارض؟ اصلا. وما الاشكال الذي تريد ان تبحث في حله فاقول قد يتوهم البعض ان هذا الحديث يخالف الاحاديث الاخرى يعني ان حديث وشقي اوسعي وشقي يخالف الاحاديث الاخرى التي تنص على انه يولد سليم الفطرة كيف يكون شقيا وهو سليم الفطرة؟ كيف يكتب انه شقي وهو يولد على فطرة الاسلام فقد يتوهم البعض ان هذا الحديث يخالف الاحاديث الاخرى والتي فيها سبق تقدير الشقاوة والسعادة. لانه اذا كان بعض الناس قد كتبت عليه الشقاوة فكيف يولد على الاسلام هكذا اثير والعلماء لم ينصوا على هذا الامر الا لان بعض الناس اثاره فان قلت وما تعلق هذا بباب القضاء والقدر؟ فنقول هذا يدخل في باب القضاء لوجود تقدير الشقاوة والسعادة الجواب لا اشكال في ذلك ان شاء الله لان حديث يولد على الفطرة يتكلم عن ابتداء الامر وحديث وشقي او سعيد يتكلم عن نهايته فهو اول ما يولد يولد على الاسلام. اليس كذلك؟ لكن هل هذا الاسلام سيستمر معه؟ هل تلك السعادة ستستمر وانه يولد على الفطرة والحديث وشقي او سعيد تتكلم عن المراحل فيما بعد ذلك. فقد يولد على الاسلام ولكن يكتب له له الكفر فيكون شقيا وقد يكون وقد يولد على الفطرة ولكن يكتب له ان يكون ايش يا جماعة؟ فاسقا ظالما غاشما سارقا زانيا فيكون شقيا باعتبار الكسب لا باعتبار الابتداء فاذا الحديث الاول يتكلم عن الابتداء وما والحديث الاخر يتكلم عن بقية المراحل. فهل هناك تعارض؟ الجواب لا تعارض لانه لو كان الحديثان ينطقان في خبر عن حالة واحدة لعد متعارضين. لكن الحديث اما حديث يتكلم عن ابتداء الامر وحديث يتكلم عن انتهاء الامر هذا لا يعتبر من التضارب ولا من التناقض ولا من الاشكال ولله الحمد والمنة فقوله فقوله على يولد على الفطرة باعتبار ابتدائه. وقوله وشقي باعتبار ما ستؤول اليه حاله بوظعها اخر الحديث انه يكتسب اليهودية والنصرانية والمجوسية في ابتداء ولادته ولا فيما بعد ذلك؟ فيما بعد ذلك. فالشقاوة مكتسبة والولادة على الفطرة هبة من الله عز وجل لا اشكال فيها ولله الحمد فاذا المراد بكتابة الشقاوة والسعادة انما هو باعتبار المآل والخاتمة. وهذا لا يمنع ان يكون قبل ذلك مولودا على الفطرة ومنها كذلك كيف نجمع بين الادلة الواردة في مسألة اطفال المشركين وهذه مسألة خطيرة في باب القدر ايضا فعندنا فعندنا دليل يدل على ان اطفال المشركين في الجنة ان اطفال المشركين في الجنة كالحديث المعروف قال واما الرجل الطويل الذي في الروضة فانه ابراهيم عليه السلام واما الولدان الذين حوله فكل مولود مات فكل مولود مات على الفطرة فقال رجل ممن مع النبي صلى الله عليه وسلم. واولاد المشركين يا رسول الله؟ قال واولاد المشركين هذا دليل على ان اولاد المشركين في كفالة ابراهيم وانهم من اهل الجنة بينما حديث اخر ينص على ان الله اعلم بما كانوا عاملين. اختلف الجواب ففي الصحيحين من حديث ابي هريرة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذناري المشركين فقال الله اعلم بما كانوا عاملين اختلف الجواب الان بينما حديث ثالث يدل على ان ذراري المشركين منهم اي معهم بالنار وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن اهل الدار من المشركين يبيتون ومعهم ولدانهم. قال هم منهم قم منه اختلفت الاجوبة آآ حديث ينص على انهم في الجنة. وحديث يقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الله اعلم بما كانوا عاملين وحديث ينص على انهم مع ابائهم فكيف الجمع بين هذه الاحاديث الجواب اول قبل الجواب انتوا فهمتوا الاشكال؟ واضح الاشكال الجواب لا اشكال في ذلك ولله الحمد وهي عندنا ثلاثة احاديث نريد ان نطرح واحدا ونبقي اثنين اما قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن اهل الدار من المشركين يبيتون ان يرمون بالمنجنيق او كذا ما نميز ان القنبلة سوف تظع تطيح على كبير ولا صغير. فقال هم منهم هذا باعتبار حكمهم في الدنيا واننا اذا جئنا لغزو بلاد كافرة فيها الكبار والولدان فاننا لا نميز الكبار برمي دون الولدان وانما نرمي الجميع فاذا مات الولدان الذين لا ذنب لهم فانهم لم يقصدوا بالقصد الاول. وانما ماتوا تبعا موت ابائهم. فاذا هم منهم هم منهم باعتبار حكمهم في الدنيا ولذلك اذا مات ولد من اولاد المشركين هل نغسله؟ هل نكفنه؟ هل نصلي عليه؟ الجواب لا وان كنا لا نجزم بانه من اهل العذاب في الاخرة. لكن لكن احكامه في الدنيا اعطاناها النبي صلى الله عليه وسلم في كلمة هم اي في احكامهم في الدنيا منهم اي منزلون منزلة ابائهم هذا باعتبار ماذا ايها الاخوان؟ هذا باعتبار حكمهم في الدنيا. بقينا في الحديثين الاوليين هذي في الروضة وحديث الله اعلم بما كانوا عاملين. كيف نجمع بينها؟ نجمع بينها بالنظر الى ان ارجح الاقوال عند اهل العلم رحمهم الله تعالى في مسألة اطفال المشركين ان الله عز وجل يمتحنهم في الاخرة فمن اجاب منهم دخل الجنة ومن لم يجب منهم دخل النار. فاذا يحمل الاطفال الذين رآهم النبي صلى الله عليه وسلم وعند ابراهيم وهم من اطفال المشركين انهم اولئك الاطفال الذين كتب الله لهم السعادة وانهم سينجحون في امتحانهم في الاخرة فينجحون في امتحانهم في الاخرة ولذلك الجواب الثاني قال الله اعلم بما كانوا عاملين. فاحال النبي صلى الله عليه وسلم الجواب عن حكمهم صغارا على عملهم ايش؟ كبارا ايش على على نعم على جوابهم في هذه في حال في حال كبرهم في حال عملهم. اذ كانوا لو لو قدر الله كبروا ماذا سيعملون؟ من يعلم ذلك؟ الله. طيب فلظهور معلوم الله في هذا الصبي يقيم له امتحانا في الاخرة فيكون النتيجة بناء على معلوم الله عز وجل فيهم اذ لو كانوا كبارا ما ادري فهمتوها فاذا هل كل اطفال المشركين في في الجنة؟ الجواب لا هل كل اطفال المشركين في النار؟ الجواب لا. وانما بعضهم في الجنة وبعضهم في النار على حسب معلوم الله عز وجل جل في فاذا اولئك الاطفال الذين رآهم النبي صلى الله عليه وسلم حول ابراهيم في تلك الروضة هم اولئك الاطفال الذين قدر الله عز وجل ان ها ان يكونوا من السعداء ولكن لا يلزم ان يكون جميع اطفال المشركين من السعداء. فاذا لا اشكال ولا تعارض بين هذه النصوص ولله الحمد قد يقول قائل واي ذنب لهذا الصبي الصغير وهو مولود على الفطرة صح ولا لا فنقول لا ذنب له ولكننا نحكم عليه بحكم ايش يا جماعة؟ والدي ونجعل هذا الدليل عاما والادلة التي تنص على انهم يمتحنون في الاخرة وان الله اعلم بما كانوا عاملين ادلة خاصة تخرج منها بالدليل العام اطفال المشركين فينقسمون يوم القيامة الى موفقين وسعداء وهم الذين روؤوا مع ابراهيم والى اشقياء والى اشقياء انتهى الوقت الفرع الذي بعده لو سألك سائل وقال كيف يريد الله عز وجل مني المعصية ويعاقبني عليها كيف يريد مني الله عز وجل المعصية ويعاقبني عليها هذا من اخطر المسائل التي قد تثار في باب القضاء وايش والقدر وانا احيلكم في جوابها على ما قدمناه سابقا في هذا الشرح وهي مسألة الاحتجاج بماذا بالقدر على فعل المعاصي لكن انبهكم على جزئية خفيفة وهي كالصكة في وجه من يقول لكم ذلك فقولوا له ومن الذي اراد منك الحسنة من الذي قدر لك الحسنة الله طيب كيف يقدرها لك ويثيبك عليها كيف يقدرها لك ويثيبك عليه اذا كنت اذا كنت تحتج بان الله هو الذي قدر عليك المعصية فكيف يعاقبك؟ طيب اذا قدر لك الحسنة من الذي قدر لك صلاة الله فكيف يقدرها عليك ويثيبك انما انت تمشي بقدر الله في الطاعات والمعاصي فكيف اعترض في ذهنك فعل المعاصي فقط ولم يعترض في ذهنك فعل الطاعات هذا مثل ان بعظ الناس لين جت مكاسب في الاسهم ما يسألون وين هالمكاسب ها ولا جت خسارات فيها قالوا انى هذا من وين جد الخسارة اذا الناس لا ينظرون الا لمثل هذه الابواب يريدون تدسية انفسهم والله عز وجل يدعوهم الى الجنة فهم يريدون ان يقترفوا المعاصي مع الاقتناع النفسي ان لا انه لا ذنب عليهم في الاقتراف لكن متى ما فعل الواحد منهم طاعة يرى نفسه بين الناس كأنه الحسن البصري او سعيد ابن المسيب وانه اجتهد وانه فعل انه مستحق لهذا الثواب لكن اذا فعل المعصية يعلقها بربه. فينسب الطاعة لنفسه ويعلق المعصية على ربه هذا اضيفوا هذا الجواب الى ما مضى من الاجوبة على هذه المسألة الخطيرة فاذا ليس هناك تعارض مطلقا بين ارادة الله عز وجل بارادته الكونية المعصية بارادته الكونية وبين جزاءك وحسابك عليها لان لك في اقترافها اختيارا فانت غير مأزوز ولا مدفوع من ظهرك لاقترافها وانما انت الذي اخترت وانت الذي خططت وانت الذي دبرت وانت الذي لي اردت وانت الذي جهزت وانت الذي انفقت حتى تقترف. فاذا انت اقترفتها باختيارك نعم بقدر الله لان الله ما يخفى عليه شيء الله عالم انك في اليوم الفلاني ستقع منك المعصية. فهو عالم لعلمه الشامل ما يخفى عليه هالمعصية ذي فسبق علمه بانك ستقع في هذه المعصية لا يمنعه عز وجل ان يجازيك عليها لانك وقعت فيها بماذا باختيارك وفعلك وهو يعاقبك على هذه الجزئية وهو يعاقبك على هذه الجزئية. لا يعاقبك على انه ارادها وقضاها لا. يعاقبك على انك اتجهت لها بكامل اختيارك وارادتك فاذا لا تعارض بين هذا وهذا ولله الحمد والمنة ومنها ايضا وهو الفرع كم السابع والعشرون ما جوابكم على قول من قال غلبت مشيئة الكافر مشيئة الله. في قول الله عز وجل واما ثمود نعم باعتبار قضاء الله عز وجل وسعة علمه سبحانه وتعالى فالله يعلم انها ستكون ولسنا كالرافظة الذين يعتقدون البدء على الله انه تبدو له امور لم يكن يعلمها سابقا تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا كبيرا. فاذا اذا قيل لكم هل يجوز قول هذا الامر حصل صدفة فهديناهم اي اراد الله لهم الهداية فارادوا هم ماذا الضلال والعمل فربما يفهم بعض السذج والحمقى من الناس في هذه الاية فهما خاطئا مخالفا للمتقرب عند اهل العلم فيقول الله اراد منهم الهداية وهم ارادوا الضلال فغلبت ارادتهم ارادة الله وغلبت مشيئتهم مشيئة الله تعالى الله عز وجل عما يقول الظالمون علوا كبيرا. فان قال لي قائل وهل انت تفرض هذا فرضا ام قد قيل الجواب قد قيل قد قيل من باب الزام اهل السنة. اذ كيف الله يريد التوبة والعاصي يريد المعصية فيبقى العاصي على ما يريد ولا يحقق الله فاذا ارادة العاصي غلبت مراد الله قد قالها بعض السذج الحمقى فكيف تقولون في هذه الاية كيف تقولون في هذه الاية نعم اي نعم يعني انه اراد منهم الهداية شرعا وبين لهم الطريق واوضح لهم الحجة وبعث لهم الرسول. فاذا المقصود بالهداية هنا ليست هي هداية التوفيق والالهام المراد لله عز وجل ولابد ان تقع لا وانما هي هداية هداية الدلالة والارشاد فكأنه قال واما ثمود فدللناهم وارشدناهم على طريق الحق ولكن لم يريدوا سلوكه فاستحبوا العمى على الهدى لكن لو ان الله شاء بمشيئته الكونية ان يهتدوا ان يهتدوا لتحقق قول الله عز وجل ولو شاء ربك ايش؟ لامن من في الارض كلهم جميع. يعني لو دخلت الهداية تحت مشيئته الكونية لوقعت الهداية. لكن هداية قومي دائرة في في ارادته الشرعية. فهو يريد هدايتهم شرعا. ولانه يريد منهم الهداية شرعا فقد بعث لهم الرسول وانزل عليهم الكتاب ودلهم وارشدهم ولكنهم رفضوا كل ذلك وعاندوهم فلا يقال غلبت ارادتهم ارادة الله لا وانما يقال ان الهداية هنا هي ان الهداية هنا هي هداية الدلالة والارشاد ومخالفة مقتضى هداية الدلالة والارشاد لا تعتبر ها لا تعتبر غلبة لمشيئة الله وارادته عز وجل ولكن اكثر الناس لا يفقهون يكفيكم باقي طيب ومنها كذلك وهو الفرع كم الثامن والعشرون امنوا والعشرون مجركم هذا قدركم انكم تصيرون عندي هذي اريد واحد منكم يجاوبها كيف نجمع بين قول الله عز وجل وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم فهنا نسب المصيبة الى ايش؟ الى كسب الايدي وبين قول الله عز وجل قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا؟ الجواب واضح لا اشكال فيه وهي ان المصائب ننظر لها باعتبارين باعتبارها قدرا من الله عز وجل فتنسب الى الله وباعتبارها باعتبارها وباعتبار ان لها اسبابا يوجبها فهذه تنسب الى المخلوق. فاذا المصيبة النازلة تنسب الى المخلوق تنسب الى المخلوق اكتسابا وتسببا. وتنسى الى الخالق تقديرا وايجادا وتنسب الى الخالق تقديرا وايجاد ومنها كذلك ومنها كذلك كيف نجمع بين الادلة المحرمة للنياحة وبين بكاء النبي صلى الله عليه وسلم على موت ابنه ابراهيم وبعض بناته فان قلت وما تعلق هذا بباب القدر؟ فنقول لوجوب الصبر والصبر من مقتضيات الصبر على المصيبة من من من الابواب التي تبحث في القدر فهناك ادلة تحرم النياحة وهناك ادلة تفيد جواز البكاء لا اشكال في ذلك واظنكم تعرفون الجواب وهو ان البكاء الذي اجازته الادلة هو البكاء الذي لا محظور يصحبه من شق جيب ولا لطم خد ولا الدعوة بدعوى الجاهلية ولا رفع الصوت فكل ذلك منهي عنه. ففي الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عفوا قال ان النبي وسلم برئ من الصادقة والحالقة والشاقة وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية والنياح من امر الجاهلية وهي رفع الصوت جدا مع ندب الميت وتعداد محاسنه وقد يصحبها شق جيب او نتف شعر او لطم خد كل ذلك من النياحة المحرمة. واما البكاء المعتدل الذي لا صراخ ولا عويل فيه. فان هذا جائز ولا يملكه الانسان. وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون وقال صلى الله عليه وسلم لما سأله احد الصحابة يا رسول الله اتبكي وانت رسول الله نقول اذا كان يقصد به فيما يرجع اليه هو من علمه وحدود علمه وعدم اطلاعه على كل شيء فهذا لا حرج فيه ولا بأس فالانسان تصادفه امور كثيرة لم يدر له لم تدر له في خياله فقال ها انما هي رحمة خلقها الله عز وجل في قلوب عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء ثم قال وانما يعذب الله عز وجل بهذا واشار الى لسانه فبما ان الانسان يبكي بكاء معتدلا لا عويل فيه ولا صراخ فان هذا امر لا يملكه الانسان. دمع العين عند وجود المصائب والاحزان المثيرة لكوامن الحزن عند الانسان لا يستطيع الانسان دفعها لكنه منهي عن الغلو في ذلك والزيادة عن المقدار المسموح به شرعا فان قال لنا قائل وهل الافضل عند نزول المصائب البكاء ام التسلي بالابتسامة وقد كان بعض السلف اذا قيل له ابنك مات تبسم من باب اظهار كمال الرضا بالقضاء والقضاء. الجواب سئل ابو العباس ابن تيمية عن ذلك. فاجاب بما محصله ان افضل الهدي هدي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند سماعه لمثل هذه المصائب لم يكن يضحك ولم يكن يبتسم وانما كان يظهر حزن القلب ودمع العين هذه اكمل احوال العارفين اما ان يضحك او يتبسم فكل ذلك مما لا اصل له في الشر وهو من محدثات الامور التي ليس عليها عمل النبي صلى الله عليه وسلم ولا عمل الصحابة من بعده وانما هي اجتهادات غفر الله عز وجل لمن اجتهد فاكمل احوال الانسان هي ان يفعل في المصيبة كما فعل من اكمل الراضين بقضاء الله وقدره واكمل المتوكلين على الله واكمل العارفين بكمال الادب مع الله. وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا لا لا تضحك ولا تبتسم وانما وانما تبكي على حسب هذه المصيبة وتظهر الحزن على هذا الامر ومنها كذلك كيف نجمع بين عدم الشكوى الى المخلوق ان من كمال الايمان بالقضاء والقدر الا تشكو الله عز وجل لاحد من الخلق الا تشكو ما اصابك الى احد من الخلق حتى لا ينقص اجرك وبين قول النبي وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عن عائشة ورأسها يؤلمها ها؟ فقال بل انا وا رأساه وبين قول نبي الله يعقوب انما اشكو بثي لا لا اه نعم يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون قال يا اسف على يوسف احسنت اسف الله يجيبك معنا دائم في كل درس انا خربط قال يا اسفا على يوسف الله على الكلمة يا اخي عظيم على القلب يا سفا على يوسف ان يستشعرها الا من فقد ولده ان يستشعرها الا من فقد ولده كيف هذا وهؤلاء انبياء الله شكوا الجواب اعلم رحمنا الله واياك ان ما يصدر من الانبياء من مثل ذلك انما هو مخرج على امرين لا ثالث لهما جميع ما يصدر من الانبياء من ذلك يخرج على امرين الاول انها شكوى الى الله ليس الى المخلوق كما قال زكريا اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا. يشكو لمن الان الى الله جميع ما يصدر من الانبياء لابد ان نحمله على امر على انهم اصدروا الشكاية لمن؟ لله عز وجل. رفعوا شكواهم الى الله. والامر الثاني انها ليست من باب الشكاية وانما من باب الاخبار بحقيقة الواقع والحال كقول الانسان عند الطبيب رأسي يؤلمني. هل من باب الشكوى ولا من باب اخباره؟ من باب الاخبار اذا جميع ما يصدر من عن الانبياء من مثل ذلك فلابد ان نحسن الظن بهم ونحمله على هذين المحملين. اما ان نحملها على انها شكاية وقول النبي صلى الله عليه وسلم بل انا وا رأسه محمولة على ماذا؟ على الاخبار بحقيقة الحال التي التي وقعت عليه عليه الصلاة والسلام وهو الم رأسه بابي هو وامي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فاذا هل هذا هل تلك الاقوال والالفاظ الصادرة عن خير الخلق تتعارض مع وجوب الايمان بالقضاء والقدر ومع حرمة الشكوى للمخلوق او مع آآ يعني اه مع عدم الشكوى للمخلوق؟ الجواب لا ما تتعارض لانها محمولة على انها شكوى لله او انها اخبار بحقيقة او انها اخبار بحقيقة الحال. الفرع الفرع الاخير في هذا الدرس. ما قولكم في انسان يقول حصل هذا الشيء صدفة ما قولكم في انسان يقول حصل هذا الشيء صدفة الجواب هذا فيه تفصيل فاما ان يكون صدفة باعتبار علم المخلوق واما ان يكون صدفة باعتبار علم من؟ الخالق عز وجل ان يكمل جوابي فان كان يقصد بقوله صدفة اي باعتبار حدود علمه هو فلا حرج. فان الانسان تفجأه امور لم يكن