نام نعم هذا دولة هذا دور ويقول العلماء في الفرائض في مسائل الغرقى والهدم ان كل واحد يرث من الاخر من تلاد ماله لا مما ورثه منه لانه يلزم عليه الدور وجهل مركب وهو معرفته او تصور شيء على خلاف ما هو به فاذا سألت شخصا فقلت له ما الذي وراء هذا الجدار؟ قال لا ادري هذا جهل بسيط ولا مركب؟ بسيط او من دمشق او القاهرة او ما اشبه ذلك. تقول انتظر انتظر حتى ارجع الى معجم البلدان. فارى هل هذه البلدة فعلا موجودة ولا لا يحتاج الى ذلك ما يحتاج السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والوقت نخشى ان يضيق على شرح الكتاب سم بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقد قال امام الحرمين رحمه الله والفقه اخص من العلم والعلم معرفة المعلوم على ما هو به في الواقع والجهل تصور الشيء على خلاف ما هو في الواقع والعلم الضروري ما لا يقع عن نظر واستدلال واما العلم فهو الموقوف على النظر والاستدلال والنظر هو الفكر في المنظور فيه والاستدلال طلب الدليل والدليل هو المرشد الى المطلوب والظن تجويز امرين احدهما اظهر من الاخر شك تجويز عمرين لا مزية لا مزية لاحدهما على الاخر افعل هذا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يقول المؤلف رحمه الله تعالى والفقه اخص من العلم الفقه الذي تقدم تعريفه اصطلاحا اخص من العلم لان الفقه معرفة الاحكام الشرعية الفرعية فهو اخص من العلم والعلم اعم منه مطلقا بينهما عموم وخصوص مطلق فكل فقه علم وليس كل علما فقها لان العلم يطلق على جميع العلوم الفقيه يقال له عالم وعالم يعني بالفقه المفسر يقال له عالم لكن لا يقال له فقيه المحدث يقال له عالم لكن اذا لم تكن له به دراية لا يقال له فقيه النحوي عالم يعني بالنحو لكن لا يقال له فقيه وهكذا فالعلم اعم مطلقا من الفقه وقد يرد الفقه ويراد به ما يرادف العلم الشرعي كما في حديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين يفقهه في الدين المعنى هذا ان الذي يعرف المسائل والاحكام الشرعية بادلتها ولا يعرف غير هذا النوع من العلوم يدخل في هذه الدعوة لا يعرف الا الاحكام يعرف احكام الطهارة والصلاة والزكاة والبيوع والمعاملات والجنايات وغيرها يعرف الفقه بجميع ابوابه لكنه ليست له يد فيما يتعلق بالسنة او بكتاب الله عز وجل مما هو قدر على ما يحتاجه الفقيه ان يتصور النبي عليه الصلاة والسلام يقول مثل هذا الكلام من يرد الله به خيرا فقهه في الدين يفقهه المراد بالفقه هنا الفهم والدين بجميع ابوابه فيشمل جميع ابواب الدين التي منها معرفة العقائد والاحكام والتفسير والمغازي وغيرها. جميع ابواب الدين داخلة في الفقه المدعو به هنا. او المخبر عنه هنا وقد دعا النبي عليه الصلاة والسلام لابن عمه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما ان يفقهه في الدين وان يعلمه التأويل سمى بعض العلماء الاعتقاد الفقه الاكبر هو تسمية له مأخوذة من الفقه بالمعنى الاعم لا بمعناه الخاص وفي قرة العين شرح الورقات يقول وكذا بالمعنى اللغوي ما تقدم بالنظر الى المعنى الاصطلاحي الفقه خاص من العلم يقول وكذا بالمعنى اللغوي فان الفقه الفهم والعلم المعرفة وهي اعم المعرفة وهي اعم لا يمكن ان يفهم الا وهو عارف لكن يمكن ان يعرفه غير فاهم على كلامي هو يقول المعرفة اعم من الفقه الذي هو الفهم فعلى هذا كل فاهم عارف وليس كل عارف فاهما وان قلنا ان الفقه هو الفهم الدقيق للمسائل الخفية اتضح الامر اكثر صار الفقه في معناه اللغوي اخص وتقطع عالم وعلام وعليم لكن لا يقال عارف لان المعرفة تستلزم سبق الجهل وعرفنا الجواب عن مثل قوله عليه الصلاة والسلام تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة يقول الناظم رحمه الله تعالى والعلم لفظ للعموم لم يخص للفقه مفهوما بل الفقه اخص ثم قال رحمه الله تعالى والعلم معرفة المعلوم على ما هو به في الواقع والعلم معرفة المعلوم على ما هو به في الواقع العلم المقصود به ما لا يحتمل النقيض ما لا يحتمل النقيض وهو اليقين عرفه المؤلف رحمه الله تعالى بانه معرفة المعلوم اي ادراك ما من شأنه ان يعلم على ما هو به في الواقع كادراك حقيقة الانسان بانه كما يقول اهل العلم حيوان ناطق حيوان ناطق فعندنا علم وعندنا جهل وعندنا ظن وشك ووهم فالعلم ما لا يحتمل النقيض العلم لا يحتمل النقيض بوجه من الوجوه وذكر في قرة العين ان هذا الحد لابي بكر الباقلاني. يعني التعريف الذي اعتمده المصنف معرفة المعلوم على ما هو به في الواقع هو الذي الذي قرره ابو بكر الباقلاني وهو معروف وتبعه المصنف واعترض بان فيه دورا اعترف بان فيه دورا لان المعلوم مشتق من العلم المعلوم مشتق من العلم فكيف تعرف المعلوم وانت لا تعرف العلم. انت لا تعرف ما اشتق منه فكيف يقال العلم معرفة المعلوم المعلوم اسم مفعول مشتق من المصدر الذي هو العلم فكيف يعرف المصدر معرفة بعض مشتقاته. فالذي لا يعرف الاصل لا يعرف الفرع يقول اعترض بان فيه دورا لان المعلومة مشتق من العلم فلا يعرف المعلوم الا بعد معرفة العلم ايش معنى الدور الدور هو ايش لا شيء ادنى شيء والتسلسل شيء اخر نعم طيب صحيح اخونا نعم ترتيب الشيء على شيء مترتب عليه دور ترتيب الشيء على شيء مترتب عليه يعني في مثل قول الشاعر لولا ما شيوبي ما جفى لولا مشيبي ما جفى لولا جفاه لم اشف ايش السبب نعم هل السبب انه جفاه لانه شاب او السبب انه شاب لانه جفاه لان ما تنتهي المسألة ابدا فيرث كل واحد من الثاني من تلاد ماله من ماله القديم قبل الوفاة. لا مما ورثه منه تفعل للدور وهذا مر بكم ولا اريد ان اطيل في مثل هذا التفصيل لان اكثر الحاضرين قد يشق عليهم فهم مثل هذا الكلام وجاءت تنبيهات كثيرة على ان مستوى بعض الاخوان اقل من مستوى الكتاب لكن تكون هذه توطئة لقراءته مرة ثانية ومراجعة شروحه فيفهم باذن الله عز وجل وان كان في الحضور يعني من يستحق الزيادة في البسط والتفصيل لكن نقتصر بمثلها بمثل هذا على قدر الحاجة كيف يلزم الدور على تعريف المؤلف؟ العلم معرفة المعلوم تصوير ذلك نعم قالوا المعلوم مشترط من العلم فكيف تعرف الفرق وانت لا تعرف الاصل نعم العلم معرفة المعلوم لو اردنا ان نختار اي مسألة من المسائل العلمية نعم نقول وجوب الزكاة في مال الصبي والمجنون هذا علم ولا معلوم نعم نعم معلوم ومعرفة هذا الحكم علم معرفة هذا الحكم علم والحكم معلوم حكم المسألة معلوم ومعرفة هذا الحكم علم كيف نعرف المعلوم ونحن لا نعرف العلم هنا قالوا لانه يلزم عليه التمر لكن باسلوب مبسط جدا نقول ان المعلوم لا شك انه مشترط من العلم لكن العلم بجملته يشتمل على معلومات كثيرة العلم اجمالا يشتمل على معلومات كثيرة هذا الكتاب مثلا علم وفي هذا الكتاب الذي بمجموعه علم فيه معلومات كثيرة. فمعرفة هذه المعلومات تدريجيا اذا اكتملت صارت علما والاصل الذي يشتق منه هذه الجزئيات وهذه المسائل العلم علم الاصول او علم الفقه او علم الفرائض او علم الفقه او حديث وما اشبه ذلك هو عبارة عن مسائل تجتمع وتكتمل شيئا فشيئا حتى تصير علما وهذا شيء ملاحظ في المحسوسات هذا شيء ملاحظ في المحسوسات فالمادة التي تتركب من مجموعة جزئيات لا تسمى مادة الا اذا اكتملت هذه الجزئيات فاذا احضرت الماء نعم واحضرت معه غليت هذا الماء ووضعت فيه شيء من السكر والشاي صار شاي فبمجموع هذه الامور يصير شيئا وبمجموع المسائل يصير علما. بمجموع هذه المعلومات يصير علما واذا فسر المعلوم بانه ما من شأنه ان يعلم انتفى الدور. وقولهم انتقد ايضا بان قوله وعلى ما هو به في الواقع قدر زائد في الحد على ما هو به في الواقع لا يحتاج اليه لان المعلوم لا يستحق ان يكون معلوما الا اذا كان على ما هو به في الواقع. اذا خالف الواقع هل يستحق ان يسمى معلوم لا يستحقون اذا على ما هو به في الواقع قدر زائد في الحد والحدود ينبغي ان تكون مع كونها جامعة مانعة ان تكون ايش؟ مختصرة لكن هم لا يأبون في التعاريف والحدود التصريح بما هو مجرد توضيح اذا لم يترتب عليه التطويل للحد فليكن هذا ما هو تصريح بما هو مجرد توضيح ولا مانع منه. قول معرفة المعلوم يخرج عدم المعرفة والجهل بقسميه وعلى ما هو به يخرج الجاهل المركب على ما سيأتي. يقول الناظم رحمه الله تعالى علمنا معرفة المعلوم ان طابقت لوصفه المحتوم والجهل تصور الشيء على خلاف ما هو به في الواقع. تصور الشيء على خلاف ما هو به في الواقع العلم كما هو مصدر علم يعلم علما والجهل ايضا مصدر جهل يجهل جهلا وجهالة يقول تصور الشيء على خلاف ما هو به في الواقع تصور الشيء ادراكه ادراكه يقول الدمياطي في شرح او في حاشيته على شرح محلي وما احسن قوله في تعريف العلم معرفة وفي تعريف الجهل تصور فانه ليس بمعرفة اصلا وانما هو حصول الشيء في الذهن يعني الجهل على ما قرره المؤلف هو مجرد حصول الشيء في الذهن ولذا لم يكن مطابقا للواقع والا صار معرفة وعلما على خلاف ما هو به بعض النسخ على خلاف ما هو عليه كان يتصور الشخص الانسان بانه حيوان راغ او ناهق او صاهل او ما اشبه ذلك العلم هذا مطابق للواقع ليس بمطابق للواقع ليس بمطابق للواقع فهو جهل وكأن تسأل شخص عما وراء هذا الجدار فيخبرك وش اللي ورا هذا الجدار؟ هو لا يعلم ما الذي وراءه فيخبرك بخبر يخالف الواقع اسأله ما الذي وراء هذا الجدار؟ نقول لك جمل هذا جاهل عند المؤلف بعضهم يرى ان الجهل الذي عرفه المؤلف هو الجهل المركب هو الجهل المركب ويقسم الجهل الى قسمين جهل بسيط وهو عدم العلم وخلو النفس عن الادراك اذا قال لك جمل والواقع انه سيارة بسيط ولا مركب؟ مركب الجهل البسيط كعدم علمنا بما تحت الاراضين او بما في قاع البحار لكن الجهل المركب ان نقول ان تحت الاراضين كذا في قاع البحار كذا مما هو على خلاف الواقع فاذا قلت لزيد مثلا عرف الفاعل فقال لا ادري ونجاهل لكنه جهله بسيط وان قال هو من وقع عليه الفعل قلنا هذا جاهل جهل مركب ايش معنى مركب نعم لانه مركب من جهلين هو جاهل بحقيقة هذا الشيء وهو جاهل ايضا بحقيقة نفسه يجهل انه جاهل يقول الشاعر قال حمار الحكيم يوما لو انصف الدهر كنت اركب قال حمار الحكيم يوما لو انصف الدهر كنت اركب فصاحبي فانا لانني جاهل بسيط لانني جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب لانني جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب يعني صاحبه الذي ركبه اجهل منه لانه لا يدري انه لا يدري فجهل مركب من جهلين والشعراء يتجاوزون في مثل هذا فينسبون بعض الافعال الى الدهر وهنا يقول لو انصف الدهر كنت اركب ولا يقول قائل ان القائل حمار وهو غير مكلف كيف اه قال حمار الحكيم يوما لو انصف الدهر كنت اركب نسب عدم الانصاف الى الدهر وهذا يوجد في كلام الشعراء كثيرا ومخالفة ظاهرة لكن قد يقول قائل ان القاء الحمار وهو غير مكلف قال حماره لان فاعل قال من الحمار الحكيم وغير مكلف ما دام غير مكلف الامر فيه ساعة يقول ما شاء نقول لا مثل ما قال الاخ صار جاهل مركب لانني جاهل بسيط الحمار لا يدري لكن هل يدري انه لا يدري هنا الاشكال وصاحب جاهل مركب الحكيم من الحكيم هؤلاء الفلاسفة الذين يهرفون بما لا يعرفون تكلموا بما وراء لما فوق ادراكهم واحاطتهم وهنا قال حمار الحكيم يوما نسبة القول الى من لا يصح من القول او من لا يصدر منه قول تجوز ولا لا قال الحمار كذا قال الذئب كذا يعني لو عقدنا مناظرة بين حمار وحصان او بين حمار وجمل محاورة يجوز مثل هذا نقول قال الحمار وقال الجمل يجوز ولا ما يجوز نعم ما الذي اجازه اسناد مجازي هذا اذا قلنا بالمجاز هذا اذا قلنا بالمجاز على ما سيأتي على كل حال عقد المناظرات الوهمية التي يقصد منها بيان الحق مثلا لو عقدنا مناظرة بين سني وقدري مثلا سني وجبري كما فعل ابن القيم في شفاء العليل قال السني كذا قال الجبري كذا. قال السني كذا. قال القدر كذا يجوز ولا ما يجوز قال ولا ما قال نسبه الى ايش لكن هل قال ولا ما قال هذه العلوم مبتكرة من هذا الشخص لا ينقلها عن شخص بعينه دعونا في مثال اوضح مناظرة بين العلوم قال علم التفسير كذا قال علم الحديث كذا. تتفاخر هذه العلوم بعضها على بعض فوجدت هذه ها هل نقول ان هذا داخل في حيز الكذب او نقول ان هذا سلكه اهل العلم للفائدة المترتبة عليه والمفسدة مغمورة في جانب المصلحة هذا موجود عند اهل العلم والحكم يسري على المقامات مثلا حدث الحارث ابن همام قال قال عيسى ابن هشام قال فلان نعم هل نقول ان هذا خلاف الواقع فهو كذب؟ يدخل في نصوص الوعيد الواردة في من كذب او نقول تجاوزوا مثل هذا لوجود المصلحة الكبيرة للمقامات فيها ذخيرة لغوية لا توجد في غيرها وان قيلت على لسان شخص مجهول او لا حقيقة له نعم اذا قررنا مبدأ المصلحة والمفسدة قلنا المصلحة ظاهرة نعم الناس بحاجة الى تأليف مناظرات مبسطة يدركها احاد الطلاب بل يدركها عامة الناس ليجادلوا نجادلهم والابواب مفتوحة الان للمبتدعة في هذه القنوات يقولون ما شاءوا وغزوا الناس في عقر دورهم. يعني لو عقد مناظرات مبسطة وميسرة بين هذه الفرق تناسب افراد بل عامة الناس صار فيها خير كثير وقرظ فيها الحق فهل نقول ان مثل هذه المصلحة الراجحة تغمر بجانبها المفسدة؟ وقد جاء جواز الكذب في مواضع نظرا للمصلحة المبالغة المبالغة على خلاف الواقع في في بعض صورها المبالغات اما ابو جهل فكان لا يضع عصاه عن عاتقه رجل ضراب للنساء او كثير الاسفار لكنه اذا نام عصاه على عاتقه الا ضاعه يقول هذا من باب المبالغة. ويتجاوز فيها ما لا يتجاوز في غيره فمثل هذه الامور عند كثير من اهل العلم مغتفرة ولا شك ان الانسان الذي يحتاط لنفسه ويتحرى ويتوقف عن مثل هذه الامور له ذلك لكن هذه موجودة في كتب اهل المناظرات بين البشر ابن القيم عقدوا مناظرة طويلة في اه في بضائع الفوائد بين شخصين احدهما يقول طهارة المني والاخر يقول بنجاسته وافاض في ذلك. بكلام لا يوجد عند غيره. عقد مناظرات في شفاء العليل بين اه سني وقدري وما اشبه ذلك. كلام نفيس فاهل العلم الفواي ايضا المقامات وان كان الحريري في اخر مقامته تمنى ان لو خرج منها كفافا لا له ولا عليه والله المستعان والذي جرنا والذي جرنا الى هذا الكلام قال حمار الحكيم يقول ونيت هايلوكس عمان رقم اللوحة الفين وست مئة وستة وسبعين لانه مظايق احد ولا مقفل على احد يقول صاحب الورقة ناظم الورقات والجهل قلت صوته الشيء على خلاف وضعه الذي به على وقيل حد الجهل فقد العلم بسيطا او مركبا قد سمي بسيطه في كل ما تحت الثرى تركيبه في كل ما تصوره وسمي الجاهل المركب بذلك لاستلزامه لجهل اخر. لانه جهل مدرك بما في الواقع مع جهله. بانه جاهل ففيه جهلان ولذا قيل جهلت وما تدري بانك جاهل ومن لي بان تدري بانك لا تدري من اقبح الاشياء ان يعرف الانسان ما كلف به وامر به شرعا ويخالف بعد تمام المعرفة لحكم الله عز وجل في مسألة ما ثم يخالفها ويعصي امر الله سبحانه وتعالى ويرتكب ما حرمه الله عليه. فهو باستحقاق اسم الجهل اولى مثل هذا باستحقاق اسم الجهل اولى. والله سبحانه وتعالى يقول انما التوبة على الله الذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. قرر اهل العلم ان كل من عصى الله فهو جاهل وان كان عارفا بالحكم هو جاهل وكل من تاب في وقت الامكان فقد تاب من قريب يقول ابن القيم رحمه الله تعالى فان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم. فهذا العاصي الذي يعرف حكم الله في هذه المسألة ويخالف ويرتكب ما حرم الله عليه باستحقاق الجهل اسم الجهل اولى من الذي لا يدري ثم قال رحمه الله تعالى والعلم الضروري ما لا يقع عن نظر واستدلال كالعلم الواقع باحدى الحواس الخمس وهي السمع والبصر والشم واللمس والزوق او بالتواتر واما العلم المكتسب فهما يقع عن نظر واستدلال لما عرف العلم بما يقابله من الجهل ذكر اقسام العلم وانه ينقسم الى قسمين ظروري قطعي والقسم الثاني علم مكتسب نظري وعرفنا ان العلم يراد به ما لا يحتمل النقيض بحال من الاحوال يعني سواء كان ظروريا قطعيا او نظريا مكتسبا النتيجة مفاد الخبر مئة بالمئة. ما ينزل ولا واحد من مئة لا مجال فيه للاحتمال الاخر للنقيض فقال عن الاول الظروري وانه لا يحتاج الى مقدمات ولا الى نظر ولا استدلال كما يحصل باحدى الحواس الخمس يعني اذا نظرت الى هذه الورقة وجزمت بانها بيظا بعد نظرها هل فيه احتمال ولا واحد بالمليون انه غير بيظاء نعم ما في احتمال مئة بالمئة النتيجة وكما لو كانت سوداء او خضراء نظرت اليها سمعت صوت تميزه عن غيره شممت رائحة ذقت طعما لمست شيئا كل هذا مورث للعلم الظروري القطعي. الذي لا يحتمل النقيظ ما يدرك بواسطة الحواس الخمسة. لا يحتاج في تصديقه الى مقدمات. بل يحصل الجزم به بدون مقدمات بل بمجرد حصول هذا الادراك الذي يدرك بواسطة الحواس الخمس لا يحتاج الى مقدمات والمفترضة في شخص يميز بين الالوان والروائح والاصوات شخص سمع نهيق الحمار وهو يعرف الحمار من قبل هل يحتمل ان يسأل عن هذا الصوت هل هو نهيق حمار او صياح بيك نعم لا يحتمل لكن شخص سمع صوت حيوان لم يألفه ولم يعرفه ما سمع صهيل الفرس في عمري كله يمكن يسأل ما هذا فاذا استقر عنده صار من الضروريات ومثل العلم الحاصل بالحواس الخمس العلم الحاصل بالتواتر فسامحه ملزم بتصديقه من اول وهلة دون نظر في رجاله ومثله بل اولى منه ما ثبت القرآن ولهذا لما كانت الحوادث والوقائع المتقدمة والسابقة على زمن النبي عليه الصلاة والسلام الثابتة لديه بالتواتر قصة الفيل مثلا وقصص الامم السابقة المتلقاة المتداولة بين الناس التي تتداولها الناس بعضهم عن بعض طبقة عن طبقة تتواتر هذه القصص كقصة اصحاب الفيل. شاهدها النبي عليه الصلاة والسلام نعم لم نشاهد لكنها بلغت بطريق متواتر بطريق التواتر فجاء الاستفهام عنها بالقرآن باي صيغة نعم الم تر الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل فعبر عنها بالرؤية فنزل المتواتر منزلة المشاهد. في قطعية فالعلوم الضرورية كالمسائل المعلومة من الدين بالظرورة مما لا يعذر احد بجهله كوجوب الصلاة وتحريم الزنا ونحو ذلك فمثل هذه لا تحتاج السامع ولا تحوج المتكلم الى استدلال يعني لو قال شخص لاخر مسلم عاش بين المسلمين صل فان الصلاة واجبة وتأثم اذا تركت الصلاة. هل يستطيع ان يقول له ما الدليل على ذلك او يقول له مثلا الزنا حرام السرقة حرام الربا حرام. هل يطالبه بالدليل لا يطالبه بالدليل لان مثل هذه الامور معلومة من الدين بالظرورة امور قطعية ظرورية لا تحتاج لا الى نظر ولا الى استدلال ومثله ما استفاض لدى الخاص والعام من المسلمين وغيرهم من وجود بعض البلدان كمكة والمدينة وبغداد وما اشبه من البلدان المشهورة هذه علوم ظرورية. يعني اذا قال لك شخص جئت من بغداد هذه امور حلول ضرورية هناك طائفة ملاحدة دهريون موجودة في الهند يقال لهم السومنية السمانية. هؤلاء يقولون انه ليس هناك علم الا ما يدرك من طريق الحواس الاخبار مهما كثر ناقلوها لا يعتمد عليها وهؤلاء لا عبرة بقولهم اذا عرفنا ذلك فالحواس الخمس سبب للادراك البصر سبب للابصار والسمع سبب لادراك الصوت وهكذا والسبب عند اهل السنة يحصل به المسبب يحصل به والله سبحانه وتعالى هو المسبب. فلا تستقل الاسباب بالتأثير خلافا للمعتزلة ولا تلغى اثارها بالكلية كما تقول الاشعرية نعم الاسباب الناس فيها طرفان ووسط فمثلا في وقت الشتاء في وقت الشتاء الناس بحاجة الى دفء ازا لبست من الثياب ما يحصل به الدفء فعند الاشعرية الثياب هي التي وقدك من البرد وهي مستقلة بالتأثير عندنا المعتزلة. مستقلة بالتأثير. وعند الاشعرية لا قيمة لها وانما يحصل الدفء عندها لا بها وعند اهل السنة حصل بها الدفء والله سبحانه وتعالى هو الذي جعل فيها هذا التأثير ولو شاء لسلبها هذا التأثير فالاسباب التي امرنا باتخاذها لا نعتمد عليها اعتمادا كليا فالاعتماد على الله سبحانه وتعالى مسبب وهو الذي جعل فيها مثل هذا التأثير ولو شاء لسلبه منها ولذا تجد بعض الناس يفعل بعض الاسباب ومع ذلك لا يستفيد منها تتخلف تتخلف اثارها لوجود مانع او لامر يريده الله عز وجل الدعاء سبب ادعوني استجب لكم. قد لا تحصل الاجابة لوجود ما له قد يجاب بغير ما سأل. ولذا يستشكل كثير من الناس يقول فلان صلى الصبح مع الجماعة حصل له حادث. كيف من صلى الصبح بجماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي. نعم صلاة الجماعة سبب الاوراد والاذكار اسباب لكن قد تتخلف فعلى الانسان ان يفعل الاسباب ولا يعتمد عليها. يعتمد على مسببيها فولا نقول انها تستقل بالتأثير او لا اثر لها بالكلية عند الاشعرية يجوز ان يرى اعمى الصين بقة الاندلس. صغار البعوض بالاندلس ما هو بالزام هذا موجود بالحرف في كتبهم هذا ما هي بمسألة الزامية موجود بالحرف في كتبه. يجوز ان يرى الاعمى وهو بالصين. البقة صغار البعوضة في الاندلس وهو اعمى كيف اعمى؟ ما يشوف وهل السبب يحصل به شيء ما يحصل به شيء انما يحصل عنده لا به يلزمون كأن كلامهم مخالف عقول الناس كلهم لكنهم خرجوا من هذا بان بقولهم قد تقول لهم ما الفرق بين هذا الاعمى؟ ايش هذا الاعمى؟ يضرب الجدار المبصر الباب ما في فرق بينهما؟ في فرق بين الاعمى والمبصر نعم ماذا يصبخ الجدار والعمود وكذا وركبت على طول للباب. اذا البصر له قيمة وسبب يقول لك لا الابصار حصل عنده لا به يقول طيب انا اشرب الماء واروى من شربه. يقول حصل الري عند الشرب لا به وطيب اذا اكلت شبعتك والحصى للشبع وعند الاكل لا به لكن يدخل هذا الكلام في ما معنا من الجهل المركب لان هذا الذي يقول ان اعمى الصين يجوز ان يرى دقة الاندلس هذا يعرف انه لا يعرف لا عند نفسه انه من من اذكى الناس وقد يوجد الذكاء لكن اذا لم يكن العون من الله سبحانه وتعالى فالذكاء لا شك انه نعمة وفضل من الله سبحانه وتعالى كغيره من النعم التي تفضل بها الله سبحانه وتعالى على عباده لكن اذا ما استغل هذا الذكاء فيما الله سبحانه وتعالى ويوصل الى آآ جنته صار نقمة ما صار نعمة فالانسان قد يؤتى الذكاء لكن لا يؤتى الذكاء ولا نقول الزكاة والذكاء لا نعم ما في احد يقول اذا اراد ان يقول الذكا قال الزكا القسم الثاني من اقسام العلم هو العلم المكتسب عرفه المصنف بقوله هو ما يقع عن نظر واستدلال ما العلم مكتسب فهو الموقوف على النظر والاستدلال وذلك كالعلم باركان العبادات وشروطها واركان العقود وغيرها مما لا يدركه كل احد مما لا يدركه كل احد الا بالنظر والبحث عن مقدماته كدقائق العلوم الثابتة بالادلة مما لا خلاف فيه بين العلماء لان عرفنا ان العلم هو لا يحتمل للنقيض. لا يحتمل النقيض والذي فيه خلاف يحتمل النقيض ولا ما يحتمل فان كان تصديقك لهذا الخبر نسبته مائة بالمائة فهو ايش العلم وان كانت نسبة تصديقك سبعين بالمئة مثلا فهو الظن وان كانت النسبة خمسين بالمئة فهو الشك. وان كانت النسبة ثلاثين بالمئة مثلا فهو الوهم الذي فيه خلاف يحتمل النقيض واما ما يختلف فيه اهل العلم من المسائل فانها لا تدخل في هذا بل هي ظنية كما سيأتي بتعريف الظن فالعلم بقسميها الضروري القطعي والنظري المكتسب لا يحتمل النقيض بحال بخلاف الظن على ما سيأتي. لكن الفرق بينهما ان الضروري لا يحتاج الى نظر كالعلم بان الواحد نصف الاثنين اذا قلت ان زيد من الناس كم نصف الاثنين؟ يقول انتظر معي الة خل اشوف يمكن ما يحتاج انا انظر استدلال ولا مقدمات ولا شي بقول لك واحد على طول اذا قلت له النار باردة ولا حارة؟ يقول اصبر خل اشوف. ما يمكن هذا لا يحتاج الى نظر ولا استدلال فهو علم ظروري بخلاف النظر اذا قلت للواحد كم نصف الاثنين؟ قال لكم مباشرة واحد لكن اذا قلت لزيد من الناس كم سبع الف وتسع مئة وخمسة وخمسين كم سبعها الضرورية ولا نظرية تحتاج الى نظر واستدلال وقسمة ايضا نظرية لا يمكن ان يقول لك مباشرة الا عاد اذا كانت الموهبة اه متميزة جدا يقول لك سبعه مئة وخمسة عشر هذا يحتاج النظر والسدر يحتاج الى الة ويحتاج الى قسمة فان مثل هذا يحتاج الى مقدمات للقسمة ونحو ذلك والنتيجة لا تحتمل النقيض. يعني اذا استقر الامر وعرفت ان سبعه مئة وخمسة عشر صارت في النتيجة مثل واحد ونص ولا اثنين. مئة بالمئة ولذا فان التمثيل من قبل بعضهم بان المذي نجس وان طواف الوداع واجب وان عقد الاجارة عقد لازم وغير ذلك من المسائل المختلف فيها هنا التمثيل بمثل هذا فيه نظر لان هذه المسائل لا تدخل في العلم بل هي ظنية وسيأتي ما بين العلم والظن ووجوب العمل بالجميع هذا امر متقرر ونقرره فيما سيأتي ان شاء الله تعالى. فيه نظر على مقتضى صنيع التفريق بين العلم النظري والظن على ما سيأتي يقول الناظم رحمه الله تعالى والعلم اما باظطرار يحصل او باكتساب حاصل فالاول كالمستفاد كالمستفاد بالحواس الخمر بالشم او بالذوق او بالنمس والسمع والابصار ثم التالي ما كان موقوفا على استدلال ثم قال رحمه الله تعالى والنظر هو الفكر في حال المنظور فيه والاستدلال طلب الدليل والدليل هو المرشد الى المطلوب النظر وهو التأمل وليس المراد به الرؤية بالبصر لان النظر اه يطلق ويراد به الرؤية البصرية نظرت الى كذا المراد به آآ الرؤية بالبصر وجوه يومئذ ايش؟ ناظرة الى ربها ناظرة المراد بالنظر هنا التأمل والتفكير في الشيء لمعرفة حقيقته والمنظور فيه اعم من ان يكون احكاما شرعية او غيرها. لكن لما كان علم اصول الفقه انما يحتاج اليه من يعاني استنباط الاحكام الشرعية صار الاهتمام بالنسبة للنظر في الاحكام الشرعية. فالنظر والتأمل هو طريق معرفة الاحكام الشرعية واستنباطها من ادلتها من قبل من لديه اهلية النظر. من قبل من لديه اهلية النظر. وهو واجتهد على ما سيأتي والفكر حركة النفس في المعقولات لا في المحسوسات والاستدلال طلب الدليل المؤدي الى المطلوب والدليل هو المرشد الى المطلوب. والمراد به اسم الفاعل الدال فالذي يدل على الذي يدل على غيره في الطريق المحسوس كي لا يضل ولا يأتيه يسميه دليل فهو داله على مراده ومقصوده اتخذ النبي عليه الصلاة والسلام من اريقط من اجل ايش نعم يدل فالذي يرشد الناس الى حكم حكم المسألة دليل وهو الدال وهكذا بمعنى دال. فاذا سمعت بحكم شرعي فطلبت دليله ثم تأملت في الدليل ثبوتا ونفيا وبحثت عن وجه الدلالة من هذا الدليل استوفيت ما ذكره المصنف من الاستدلال والنظر والتفكر في الدليل والتأمل فيه وهكذا يقول ماضي حد الاستدلال كل ما يجتنب ما يجتنب لنا دليلا مرشدا لما طلب. ثم جاء الى ما يتمم القسمة من ذكر والشك بعد ان ذكر العلم والجهل قال الظن تجويز امرين احدهما اظهر من الاخر والشك تجويز امرين لا مزية لاحدهما على الاخر فلما ذكر العلم الذي لا يحتمل النقيض ذكر ما يحتمله يحتمل النقيض اما مع الرجحان او مع التساوي. فالراجح من الاحتمالين هو الظن ويقابله المرجوح وهو الوهم ومع التساوي يسمى شك فاذا بلغك خبر وليكن مثلا قدوم زيد بلغك ان زيد ان زيدا قدم فالعلم موجب للعمل بلا خلاف والظن موجب له عند جميع من يعتد بقوله من اهل العلم الظن موجب للعمل. عند جميع من يعتد بقوله من اهل العلم ونؤكد على هذا لان المبتدعة لهم مسلك ولاهل السنة مسلك المبتدعة لما يقسمون المعلوم الى مثل هذه الاقسام لهم هدف ومقصد ومغزى ان يقولوا اكثر الادلة ظنية واخبار الاحاد ظنية والظن لا يثبت به علم. اذا العقائد لا تثبت بالمظنونات فينفون الاسماء والصفات من هذه الحيثية من هذه الجهة ونحن ننفصل من هذا ونقول ما تثبت به الاحكام تثبت به العقائد فالظن موجب للعمل في جميع ابواب الدين عند جميع من يعتد بهم بقوله من اهل العلم تثبت بغلبة الظن واكثر الاحكام من هذا النوع وغالب الاحكام مربوط بغلبة الظن. ومعلق به. وقد يرد الظن ويراد به اليقين. كما في قوله تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون ويرد ويراد به المرجوح. ويراد فحينئذ الوهم وهو الذي لا يغني من الحق شيئا والشك عند اهل العلم لا يزيل اليقين فمن تيقن الطهارة وشك في الحدث فهو على طهارة بخلاف ما اذا غلب على ظنه احتمال ضعيف انه انتقضت طهارته يلتفت الى هذا الاحتمال يبني على غلبة الظن لكن لو كان متردد على حد سواء نقول الشك لا يرفع اليقين اذا عرفنا هذا فالذي يفيده القرآن الكريم ومتواتر السنة هو العلم واما خبر الاحاد ففي الاصل الربشة تمام طيب اذا عرفنا هذا فالذي يفيده القرآن الكريم والمتواتر السنة هو العلم واما خبر الاحاد ففي الاصل لا يفيد الا الظن عند جمهور العلماء وقد يفيد العلم بالقرائن على ما اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وابن حجر وغيرهم وبيان ذلك قد يقول قائل كيف خبر صحيح يفيد الظن خبر صحيح نقله العدل الظابط عن مثله بسند متصل وسلم من الشذوذ والعلة. كيف نقول يفيد الظن نقول نعم بيان ذلك ان الراوي العدل الظابط المتقن مهما بلغ من الدرجات العليا في هذه الاوصاف ولنأخذ على ذلك من الامثلة ما لك نجم السنن مهما بلغ الراوي في هذه الاوصاف فانه ليس بمعصوم بل هو كغيره يطرأ عليه الخطأ والنسيان وقد وهم الامام مالك في بعض الاحاديث ببعض اسماء وفي اسماء بعض الرواة لذا لذا فان خبره يحتمل النقيض ان اذا جاءك خبر عن شخص قال ذاك شخص بمنزلة مالك عنده قدم زيد الا يحتمل ان هذا الشخص وهم او اخطأ الاحتمال قائم اذا خبره يحتمل النقيض. وما دام الاحتمال قائما فان الخبر يفيد الظن وهذا الاحتمال وان كان ضعيفا الا انه لا يمكن نفيه لا يمكن نفي هذا الاحتمال لما عرفنا ان العصمة خاصة بمن عصمه الله سبحانه وتعالى وهو نبيه عليه الصلاة والسلام اما من عاداه فيحتمل عليه الخطأ والسهو والغفلة والنسيان. وما دام هذا الاحتمال موجود فان الخبر لا يرتفع الى درجة العلم من يقيني القطعي وانما هو مفيد للظن. لو صارت نسبة الخطأ تسعة وتسعين نسبة صدق الخبر تسعة وتسعين بالمئة فهظن ما لم يصل الى المئة بالمئة وما دام الاحتمال قائما فان خبر الثقة لا يوفيث العلم لهذا الاحتمال فعلى هذا لا يفيد الا الظن. فاذا احتفت به قرينا اذا احتفت به قرينه ارتفع احتمال النقيض لان الاحتمال في الاصل ضعيف. ووجدت هذه القرينة التي تقاوم هذا الاحتمال فانه حينئذ يفيد العلم اذا احتصت به قرينة وهذا ما اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية او ابن القيم وابن حجر وغيرهم وهذا خلافا لمن ان خبر الواحد يفيد العلم مطلقا كحسين الكرابيسي وداوود الظاهري او يزعم ان خبر واحد يفيد الظن مطلقا ولا تلازم بين الظن هنا وعدم العمل. بل لا بد ان نعمل به. عرفنا ان الخبر الواحد وان كان مما يفيد الظن فان العمل بالظن واجب عند جميع من يعتد بقوله من اهل العلم يقول الناظم والظن تجوز امرئ امرين مرجحا لاحد الامرين فالراجح المذكور ظنا يسمع وابطأ والطرف المرجوح يسمى وهما والشك تجويز بلا رجحان لواحد حيث استوى الامراني نحتاج ان نعيد هذا وانما نحتاج نعم عرفنا ان العلم هو الذي لا يحتمل النقيض العلم هو الذي لا يحتمل النقيض بوجه من الوجوه فنتيجة صدق الخبر او نسبة صدق الخبر فيه مئة بالمئة. اذا نزلت هذه النسبة ولو واحد صارت النسبة تسعة وتسعين بالمئة فوظن لانه احتمال الراجح فاذا كانت النسبة خمسين بالمئة فهو الشك. اذا نزلت النسبة عن الخمسين الى الصفر فهو وهم والصفر كذب نعم والصفر والكذب. فاذا صارت النسبة اقل من مئة فو الظن والراوي الظابط الحافظ المتقن كما مثلنا ابن مالك رحمه الله تعالى مهما بلغ من الحفظ والظبط والاتقان فانه لا بد ان يتصف بالوصف الملازم الذي لا ينفك عنه الانسان وهو السهو والخطأ والغفلة والنسيان وان كانت النسبة ضعيفة وان كانت النسبة ضعيفة والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين