ويا زينب يا زين تعالي ويا حنان اسم امرأة يا حنا تعالي وهكذا ثم قال ابن هشام كيا جعف ضما وفتحا ذكر ان في الترخيم لغتين اللغة الاولى يسمونها لغة من لا ينتظر لغة من لا ينتظر وذلك بحذف اخر المنادى ونقل حركة البناء الى ما قبلها حذف اخر المنادى وحذف ونقل حركة البناء الى ما قبله فتقول فيا حارث ساكنة او مفتوحة نحن يا ابن اخي تعال او يا ابن اخي تعال ولا تجوز اللغات الاخرى في ذلك الا اذا كان المنادى بهذه المسألة لفظ ابن ام او ابن عم اللغة التاسعة يا ابتي تعال ويا امتي تعالي اه يكون قد جمع بهذه اللغة بين ياء المتكلم وبين تاء التأنيث التي هي عوض عن ياء المتكلم يعني جمع بين العوظ يا هارون الرشيد يا ابا بكر الصديق يا عثمان ذا النورين ويا علي ابا الحسنين هذي كلها امثلة على بدل كل من كل انا اقول يا عمر هذا منادا مبني على الظم لانه مفرد معين الفاروق بدل لان المراد بالفاروق هنا انه لقب لعمر يعني علم عليه وليس نعتا من نعوته وانما لقب اسم له ويقول يا عمر الفاروق ليس لك الا ذلك يا ابتي يا امتي تقول يا ابتي تعال ويا امتي تعالي بحذف يعين متكلم تعويضها بتاء تأنيث مكسورة قال سبحانه اذ قال لابيه يا ابتي لم تعبد عدا قراءة السبعة عدا ابن عامر واللغة الثامنة يا ابت تعال ويا امة تعالي بحذفه عن متكلم وتعويضها بداء تأليف مفتوحة ومن ذلك قراءة ابن عامر اذ قال لابيه يا ابت لم تعبد الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله اجمعين اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله وبياكم في الدرس العاشر من دروس شرح قطر الندى وبل الصدى لابن هشام الانصاري عليه رحمة الله نحن في ليلة الاربعاء السابع عشر من شهر رجب من سنة تسع وثلاثين واربعمائة والف في جامع منيرة الشبيلي في حي الفلاح في مدينة الرياض الدرس الماظي كنا قد تكلمنا على نائب الفاعل ثم بدأنا بالاسماء المنصوبة قرأنا وشرحنا المفعول به وذكر ابن هشام انه يدخل في المفعول به المنادى فبدأ بالكلام على المنادى وبين حالاته وشرحنا ذلك لكننا لم نكمل الكلام على باب المنادى فنبدأ هذا الدرس ان شاء الله تعالى باكمال الكلام على باب المنادى ثم نتكلم على لواحق النداء وهي الترخيم والاستغاثة والندبة ثم نشرح ما تيسر بعد ذلك من الاسماء المنصوبة فبعد ان بين ابن هشام رحمه الله تعالى ان المنادى داخل في المفعول به لان معنى يا محمد ادعو محمدا ولهذا قلنا ان المنادى كله حكمه النصب الا انه في حالة يبنى على ما يرفع به وفي حالة اخرى يبقى معربا منصوبا ثم بدأ ابن هشام بذكر بعض المسائل والاحكام في هذا الباب فقال رحمه الله فصل وتقول يا غلام بالثلاث وبالياء فتحا واسكانا وبالاف تكلم هنا على ندائي الاسم المضاف الى ياء المتكلم صديقي غلام وربي ونحو ذلك من الاسماء المضافة الى ياء المتكلم فذكر ان فيها عن العرب ست لغات وثلاث منها باثبات الياء وثلاث منها بحذف ان واللغة الاولى ان تقول يا صديقي تعال باثبات الياء ساكنة قال تعالى يا عبادي لا خوف عليكم وهذه قراءة اكثر السبعة واللغة الثانية يا صديقية تعال باثبات الياء مفتوحة قال تعالى يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم اللغة الثالثة يا صديقي تعال بحذف الياء والاكتفاء بالكسرة قبلها. قال تعالى يا عبادي فاتقوني وقال تعالى يا عبادي لا خوف عليكم في قراءة بعض السبعة واللغة السابعة يا صديقا تعال بقلب الكسر فتحا وقلب الياء الفا قال تعالى يا حسرتا الا ما فرطت وقال يا اسفا على يوسف وتقول العرب يا عجبا منك واكثر ما جاءت هذه اللغة في اسماء الجنس يا الحسرة والاسف والعجب ونحو ذلك اللغة الخامسة ان تقول يا صديقة عال حذف الالف من اللغة السابقة والاكتفاء بالفتح قبلها واللغة السادسة ان تقول يا صديق تعال بحذف الياء وجعل ظمت البناء على اخر الاسم قال سبحانه وتعالى قال رب احكم بالحق في قراءة بعضهم وقالت العرب يا ام لا تفعلي تريد يا امي هذه ست لغات جاءت عن العرب الا ان افصحها واكثرها في الاستعمال اذهو الياء والاكتفاء بالكسر قبلها. يا صديقي تعال يا ربي اني اسألك ثم اثبات الياء داكنة ومفتوحة فتقول يا ربي اني اسألك ويا ربي اني اسألك وبعد ذلك قلب الياء الفا يا رباه اني اسألك ثم الاكتفاء بالفتحة وحذف الالف يا رب اني اسألك ثم حذف الياء وضم قبلها يا رب اني اسألك وقول ابن هشام يا غلام بالثلاث يعني يا غلام ويا غلام ويا غلاما بالفتح والظم والكسر وقوله بالياء فتحا واسكانا وبالاف يعني يعني يا صديقي تعال ويا صديقي تعال ويا صديقا وهذا يخرج الثلاثي كيا زيد ويا بكر ويا هند ولا ترخم مثال ذلك يا جعفر تقول يا جعفة عن يا حارث يا حارث عال ويا سالم يا سالي تعال ويا كمال يا كما تعال تعال ثم انتقل ابن هشام الى مسألة اخرى فقال ويا ابتي ويا امتي ويا ابن امي ويا ابن عمي بفتح وكسر والحاق الالف او الياء للاولين قبيح وللاخرين ضعيف كلم ابن هشام هنا على مسألتين المسألة الاولى اذا كان المضاف الى ياء المتكلم لفظ اب او ام يعني يا ابي يا امي فذكر انه يجوز في حينئذ عشر لغات وهذه عادة العرب ان الشيء اذا كثر في كلامها كثر تصرفها فيه فهذه اللغات العشر منها الست السابقة يا ابي تعال يا ابي تعال يا ابي تعال ويا ابو تعال ويا ابا تعال ويا ابتعال واربع اخرى وهي السابعة والمعوض عنه واللغة العاشرة يا ابتاه تعال ويا امتا تعالي التاء عوض عن يعي المتكلم والالف منقلبة عن ياء المتكلم ففيها ايضا جمع بين العوظ والمعوض عنه ولهذا قال ابن هشام واللغتان الاخيرتان يعني يا ابتاه ويا ابت قبيحة لماذا لان فيهما الجمع بين العوض وهو ثاء التأنيث والمعوض عنه وهو يا المتكلم والقاعدة والاصل انه لا يجمع بينهما وقبحهما الذي ذكره ابن هشام في النثر اما في الشعر فجاء ذلك عن العرب بعدة اشعار كقول الشاعر تقول بنتي قد انا اناك يا ابتي علك او عساك ويقول الاخر ايا ابتي لا تدم عندنا فانا بخير اذا لم تندم ويقول الاخر ايا ابتي لا زلت فينا فانما لنا امل في العيش ما كنت عائشة فهذه المسألة الاولى اذا كان المضاف اليه المتكلم لفظ اب او ام. المسألة الاخرى بكلام ابن هشام السابق الاسم المضاف اليه المتكلم اذا اضيف الى اسم لو اضفت اسما الى اسم مضاف الى ياء المتكلم ان تقول صديق صديقي او ابن صديقي او ابن اخي بهذه المسألة لا يجوز الا اثبات الياء او ابنة ام او ابنة عم فان هذه الالفاظ لكثرة استعمالها عند العرب تصرفوا فيها فجاء فيها اربع لغات عن العرب الاولى اذهل الياء وكسر ما قبلها وتقول يا ابن امي تعال يا ابن عمي تعال واللغة الثانية حذف الياء وفتح ما قبلها فتقول يا ابن امة عال ويا ابن عمة تعال وقد قرأ السبعة كلهم بهما بهاتين اللغتين بقوله تعالى قال ابن امة قال ابن امي ان القوم استضعفوني قال يا ابن ام يا ابن امي لا تأخذ بلحيتي اللغة الثالثة والرابعة اثبات الياء ساكنة ومفتوحة تقول يا ابن امي تعال ويا ابن عمي تعال ويا ابن امي تعال ويا ابن عمي تعال قال الشاعر يا ابن امي ويا شقيق نفسي انت خلفتني لدهر شديد وقال الاخر يا ابنة عم لا تلومي واهجعي فليس يخلو عنك يوم مضجعي واللغتان الاخيرتان اثبات الياء مفتوحة وساكنة كما قال ابن هشام قليلتان في الاستعمال فلهذا لم يأتي عن العرب الا في الاشعار ثم انتقل ابن هشام الى مسألة مهمة في هذا الباب ولا استعمال كثير في كلام العرب وهي حكم توابع المنادى المنادى اذا تبعه نعت او معطوف او بدل او توكيد او عطف نسق او عطف بيان فما حكم هذا التابع فقال ابن هشام فصل ويجري ما افرد او اضيف مقرونا بال من نعت المبني وتأكيده وبيانه ونسقه المقرون بال على لفظه او محله وما اضيف مجردا على محله ونعت اي على لفظه والبدل والمنسوق المجرد كالمنادى المستقل مطلقا فهذا الفصل كما ذكرنا في احكام تابع المنادى السبب باختلاف احكام تابع المنادى معلوم ان التوابع تتبع ما قبلها في الاعراب وتابعوا المنادى فيه اشكال وذلك ان المنادى كما عرفنا على نوعين فهو اما ان يبقى معربا منصوبا واما ان يبنى على ما يرفع به والجميع حكمه النصب فاذا بقي معربا منصوبا يقول لك يا عبد الله فهو منصوب لفظ ومنصوب المحل منسوب اللفظ لانه معرب ومنصوب المحل لان حكمه النصب واذا بني على ما يرفع به كقولك يا محمد فان لفظه خالف محله فمحله النصب ولفظه هنا ليس لفظ المنصوب وانما جاء في الشكل على لفظ المرفوع مضموم فهذا المنادى المبني على الظم يا محمد لو اتبعته بتابع من التوابع هل ستتبعه على محله فتنصب ام تتبعه على لفظه اترفع هذا الذي سبب هذا الاشكال واختلفت احكامه في اللغة تبعا لكلام العرب في ذلك وخلاصة المسألة ان التوابع كما نعرف خمسة وهي النعت والتوكيل وعطف البيان وعطف النسق والبدن فنقول اما البدل والمنسوق المجرد من ال فيعاملان معاملة المنادى المستقل يعني كما لو ان حرف النداء دخل عليهما مباشرة البدل معروف البدل والمنسوق المجرد من ال ما المراد بالمنسوق يعني المعطوف عطف نسق المعطوف بحرف من حروف النسق المجرد من ال ليس فيه اذى فالبدل بان تقول يا عمر الفاروق كما لو ان النداء دخل على الفاروق مباشرة تقول يا ايها الفاروق ليس لك الا هذا كذلك يا هارون الرشيد وكذلك يا ابا بكر الصديق ويا ابا بكر نصبناه لانه منادى مضاف وحكمه النصب معرب منصوب وعلامة نصبه الالف يا ابا بكر الصديق سترفعه لانك لو ناديته مباشرة لم يكن فيه الا هذا تقول يا ايها الصديق واذا قلت يا عثمان ذا النورين تقول يا عثمان فتبني على الظم لانها مفرد معين وذا النورين ستنصبه بالالف لانه مضاف كما لو قلت يا عثمان يا ذا النورين وكذلك يا علي ابا الحسنين واما المنسوق المجرد من ال ولقولك يا خالد ومحمد تعالى ويا محمد وعبدالله تعالى ويا عبد الله وخالد ويا عبد الله وعبدالرحمن قولك يا محمد وخالد يا محمد من ادم مفرد معين بني على الضم وخالد ليس فيه الا الرفع لانك لو ناديته مباشرة كنت تقول يا محمد ويا خالد ويا محمد ويا عبد الله ويا محمد وعبدالله تقول يا محمد تبني على الظن وعبدالله تنصب كأنك قلت يا محمد ويا عبد الله وهكذا اذا فهذا حكم البدل وحكم المنسوق المجرد من ان فماذا بقي من التوابع بعدهما بقي النعت والتوكيد وعطف البيان والمنسوب المقرون بال هذه فيها تفصيل لها ثلاثة احوال الحالة الاولى وفي زينب يا زين تعالي وفي كمال يا كما تعال وفي سعاد يا سعاد تعالي هذي خلاصة الترخيم التي سيذكرها ابن هشام فيقول فذو التاء مطلقا فيا طلحة ويا سبى ان كان المنادى منصوبا كان المنادى منصوبا يعني من النوع الثاني مضافا او شبيها بالمضاف او نكرة غير المقصودة ان كان المنادى منصوبا فليس فيها سوى النصب لانك لو اتبعته لي المحل فمحله النصب. ولو اتبعتها لللفظ فلفظه منصوب فليس فيه الا النصب تقول يا عبدالله الفاضلة يا عبد الله والضحاك تعالى يا قومي اجمعين. توكيد معنوي يا معلمي الكريم اساتذتي الفضلاء هذه الحالة الاولى اذا كان منادى منصوبا الحالة الثانية عكس الاولى الحالة الثانية اذا كانت التوابع مضافة اليس فيها سوى النصب ايضا لقولك يا محمد صاحب خالد تعال يا محمد ونادى مبني على الظم صاحب خالد هذا نعت لكن ليس لك الا ان تتبعه على محل محمد وليس لك ان تتبعه على لفظ محمد لان التابع صاحب محمد مضاف وتقول يا محمد ابا عبد الله على ان ابا عبد الله عطف بيان وليس بدلا بدأ سبق حكمه لكن لو كان عطف بيان وعطف البيان دائما حكمه حكم النعت وستقول يا محمد ابا عبد الله لان التابع هنا مضاف نقول يا تميم كلهم او يا تميم كلكم هذا توكيد معنوي لكنه مضاف فليس فيه الا النصب وتقول يا محمد وابا عبدالله هذا منسوق لكنه مضاف قال سبحانه وتعالى قل اللهم فاطر السماوات والارض اللهم يعني يا الله لان اللهم نداء لله عز وجل اللهم هذا منادى مبني على الظم الله منادى مبني على الظم والميم عوض من ياء النداء المحذوفة من ادم مبني على الظن فاطرا السماوات هذا نعت لكنه منصوب لانه مضاف الحالة الثالثة وهي التي بقيت ان يكون المنادى مبنيا والتوابع مفردة ان يكون المنادى مبنيا ليس منصوبا والتوابع مفردة ليست مضافة فهذه يجوز لك فيها النصب والرفع يجوز لك فيها النصب تبعا للمحل ويجوز لك فيها الرفع تبعا للفظ يقول يا محمد الفاضل او الفاضل ويا محمد والضحاك تعالى او يا محمد والضحاك تعالى ويا تميم اجمعين ويا تميم اجمعونا وتقول يا عمر الفاروق والفاروق اذا اردته عط بيان وسيأتي بيان الفرق بين البدل وعطف البيان ان شاء الله في التوابع قال تعالى يا جبال اوضي معه والطير فنصب بقراءة العشرة وقرأ في الشواذ والطير بالرفع اذا فالخلاصة بتوابع المنادى انه يجوز لك في التوابع النصب والرفع هذا الاصل فيها الا ان منع مانع ما المانع الذي يمنع اما ان تكون التوابع مضافة والمضاف في باب النداء ليس فيه الا النصب او يكون المنادى نفسه منصوبا ويكون لفظه نغصب ومحله نصب اليس لك في التاب حينئذ الا النصب والتفصيل سبق بكلامنا انفا وقال ابن هشام فيما قرأناه ونعت اي على لفظه يعني ان نعت اي في النداء ليس فيه الا الرفع ولا يجوز نصبه كقولك يا ايها الرجل ولا يجوز يا ايها الرجل باتفاق مسموع على ذلك يا ايها النبي يا ايها الناس فان قلت ما اعراب تابعي اي في النداء يا ايها الرجل فايها اي هذا منادى مبني على الظم لان هناك نكرة مقصودة وهاء حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من العراق اما اعراب التابع الرجل والجواب على قولين مذكورين في كتب النحو الاول انه نعت مطلقا وهذا المشهور في كلام المتقدمين القول الثاني التفصيل فان كان جامدا فهو آآ عطف بيان وان كان مشتقا فهو نعت اجراء لقاعدة النعت وعطف البيان فاذا قلت يا ايها المجتهد المجتهد نعت لاي واذا قلت يا ايها الرجل فالرجل عطف بيان من اين لان عطف البيان هو النعت الا ان النعت بالمشتق وعطف البيان بالجامد ثم قال ابن هشام في مسألة اخيرة في باب النداء ولك في نحو يا زيد زيد ليعملات فتحهما او ضم الاول يعني رحمه الله ان هذا الاسلوب وهو اذا تكرر المنادى المفرد كقول العرب يا زيد زيد ليعملات ويا سعد سعد الاوس وبقولنا يا طالب طالب العلم يا جامعة جامعة الامام ونحو ذلك فلك فيه وجهان واردان عن العرب اما الثاني منهما زيد الاعمالات فليس فيه سوى النصب لانه مضاف واما الاول فهو الذي فيه الوجهان الجائزان وهما الضم والفتح فالضم يا زيد زيد ليعملات فيا زيد بل الاصل منادى مبني على الضم لانه مفرد معين وزيد الاعمالات بالنصب اما انه منادى وحرف النداء محذوف يعني يا زيد يا زيد الاعمالات او انه عطف بيان على يا زيد او مفعول به لفعل محذوف تقديره يا زيد اعني زيد الاعمالات والوجه الثاني الفتح تقول يا زيد زيد ليعملات على ان الاصل يا زيدان يعملات يا زيد يعملات ثم حذفت المضاف الاول ثم حذفت المضاف اليه الاول بدلالة المضاف اليه الثاني فهذان الوجهان الجائزان في هذه المسألة التي ذكرها ابن هشام واما هذا الشاهد يا زيد وزيد فهو جزء من رجز لعبدالله ابن رواحة رضي الله عنه يقول فيه يا زيد زيد تطاول الليل عليك فانزلي والاعمالات يعمله وهي الناقة القوية بهذا الضبط يعمله ومثل هذا الاسلوب قول جرير يهجو عمر ابن لجأ التيمي يقول يا تيم تيم عدي لا ابا لكم لا يلقينكم في سوءة عمر ومن ذلك قول الشاعر ايا سعد سعد الاوس كن انت ناصرا ويا سعد سعد الخزرجين المطارفي الغطارف فهذا ما يتعلق بباب النداء قرأناه وشرحناه من قدر النداء ليذكر ابن هشام بعد ذلك شيئا من لواحق النداء ولواحق النداء متعددة اشهرها ما ذكره ابن هشام وهي ترخيم والاستغاثة والندبة. فبدأ ابن هشام بالكلام على الترخيم فقال رحمه الله تعالى فصل ويجوز ترخيم المنادى المعرفة وهو حذف اخره ترخيما والترحيم كما ذكر ابن هشام وحذف اخر المنادى تخفيفا فتقول في يا مالك تعال يا مالي تعالي تحذف الحرف الاخير وتقول في يا سعاد تعالي يا سعى تعالي فتحذف الحرف الاخير فقوله حذف اخر يدل على ان المحذوف للترخيم لا يكون الا في اخر المنادى. والاغلب ان يكون حرفا واحدا كما مثلنا قبل قليل وقد يكون حرفين كما سنفصل المسألة لقولك يا منصوفي يا منصور وقوله المنادى يعني ان الترخيم خاص بالمنادى دون غيره الا يجوز في غير النداء ان تقول جاء مالي تريد جاء مالك الا في ضرورة الشعر وقوله تخفيفا هذا بيان لغرض الترخيم فائدة الترخيم والحقيقة ان التخفيف هو اهم فوائد واغراظ الترخيم لكن له اغراضا وفوائد اخرى التحبب وهو غرض كثير في الترقيم خاصة عند نداء الزوجة والاولاد فيكون الغرض من ذلك التحبب كما جاء في الحديث انه عليه الصلاة والسلام كان يرخم باسم عائشة فيقول يا عائشة تعالي قل يا عائشة. فيقول يا عائشة وقد يكون من الاغرار الدلالة على الضعف لانه عاجز عن اضعاف فكأنه عاجز عن اكمال لفظ المنادى ويمثلنا لذلك بقراءة ابن مسعود ونادوا يا مال ليقضي علينا ربك وقراءة الجمهور يا مالك بلا ترخيم قال ابن عباس ما كان اشغل اهل النار عن الترخيم وعللوا هذه القراءة بانها تدل على ضعف اهل النار عن اكمال باسم مالك هنا مسألة مهمة اليه ابن هشام عرفنا ان التضخيم خاص بالمناداة لكن هل كل المنادى يرخم الجواب لا لا يرخم من المنادى الا شيئان فقط ما هما الاول العلم والثاني النكرة المقصودة العلم النكرة المقصودة وغيرهما لا يرخم مطلقا الضمائر اسمها الاشارة اسمها الموصولة المعرف بان النكرة غير المقصودة هذه كلها لا ترخم والخلاصة بباب الترخيم الخلاصة في باب الترخيم ان النكرة المقصودة ترخم في حالة واحدة اذا كانت مختومة بتاء تأنيث وترقيمها يكون بحذف تاء الترخيم بحذف تاء التأنيث مثال ذلك ان تنادي مثلا آآ يا جارية بنادي الجارية تقول يا جارية تعالي او يا جارية علي ويمثلنا لذلك بان تنادي ثبتا من الناس يعني مجموعة من الناس فتقول يا ثبات تعالوا او يا ثوب تعالوا هذا نداء النكرة المقصودة بالترقيم واما نداء العلم وهو الاكثر فنداء العلم له حالتان الاولى ان يكون مخدوما بتاع التأنيث وتعقيمه يكون بحذف تاء الترخيم مطلقا ان يجوز على كل حال فتقول في طلحة يا طلحة تعال وفي معاوية يا معاوية وفي فاطمة يا فاطمة تعالي واذا لم يكن فيه تاء التأنيث فيرخم بشرط ان يكون مظموما غير ثلاثي بشرط ان يكون مظلوما يعني مبني على الظم لو كان مبنيا على الالف يا محمدا او مبنيا على الواو يا محمدون هذا لا يرخص لابد ان يكون مضموما يا مالك كحارث وان يكون غير ثلاثي فلو كان ثلاثيا نحن يا بكر ويا زيد ويا هند ويا داعد فهذا لا يرخص بان التضخيم سيجعل سيجحف به به اما غير الثلاثي فانه يرخم مطلقا بحذف اخره فتقول فيا مالك يا مالي تعال يقول العلم والنكرة المقصودة متى كان فيه ما تاء التأنيث فان ترخيمهما جائز مطلقا بلا شرط على من كان او نكرة مقصودة ثلاثيا كان او اكثر وتقول في طلحة يا طلحة وفي حمزة يا حمزة وفي بمعنى جماعة يا ثوب تعالوا وفي هبة قسم امرأة تقول يا هبة علي انه سيبقى على حرفين التاء يجوز ترخيمه مطلقا وهذا كثير في كلام العرب وفاطمة مهلا بعض هذا التدلل وان كنت قد ازمعت صرمي فاجملي فاطمة لو شهدت ببطن خبث وقد لاقى الهزبر اخاك بشرا ثم قال ابن هشام وغيره بشرط ضمه وعلى نيته ومجاوزته ثلاثة احرف كيا جعفاء غيره يقصد غير المختوم فغير المختوم بتاء تأنيث لا يرخم الا بثلاث شروط الشرط الاول ان يكون منادا مبنيا على الظم هذا ماذا يخرج المنصوب مبني على الظم يخرج المنادى المنصوب مثل يا عبد الله ويخرج المنادى المبني على الالف فيا محمدان والمبني على الواو كيا محمدون الثاني ان يكون علما وهذا يخرج النكرة المقصودة مثل يا رجل ويا رجال بما انه ليس بثاء التأنيث هذا ما يرخم الشرط الثالث ان يكون اكثر من ثلاثة احرف يعني على اربعة او خمسة او ستة احرف نحذف الثاء ثم ننقل الضمة التي على الثاء اذا الرأى التي قبلها فنقول يا حار تعال وفي يا زينب نقول يا زين تعالي واللغة الاخرى يسمونها لغة من ينتظر وهي الاكثر في كلام العرب وتكون بحذف الاخر وابقائي ما قبله على حاله يعني كأن الحرف الاخير موجود فتقول في يا حادث يا حارث علي وفي يا زينب يا زينت علي ولغة من ينتظر لانك اذا قلت يا حاري فالمستمع ما زال ينتظر الثاء لكن قلت يا حار وهو يعلم انك تنادي رجل اسمه حارث اذا قلت يا حارون مباشرة انك رخمت فلا ينتظر الثاء فنقول فيها عائشة على اللغة الاكثر يا عائشة تعالي. وعلى الاخرى يا عائش ونقول فيها هرقل على الاكثر يا هرق تعال وعلى الاخرى يا هرق تعال وهكذا ثم قال ابن هشام ويحذف من نحو سلمان ومنصور ومسكين حرفان ذكر ابن هشام ان الاصل في التضخيم ان نحذف الحرف الاخير فقط لكن قد يحذف حرفان اذا كان ما قبل الاخر حرف مد قبله اكثر من حرفين اذا كان المنادى قبل اخره حرف مد الف او واواء ياء وحرف المد مسبوق باكثر من حرفين ثلاثة او اكثر فحينئذ كيف نرخمه بحذف الحرف الاخير وبحذف حرف المد معا مثل يا سلمان نرخب بحذف النون والالف فنقول على اللغة الاكثر يا سلمى تعال وعلى الاخرى يا سلمى تعال ومثل يا مسكين نريد به اسم رجل علم لا نريد به نكرة مقصودة مسكين من المساكين هذا لا يرخص لكن اسم رجب فنقول حينئذ عن اللغة الكثيرة يا مسكي تعال وعلى الاخرى يا مسك تعال وفي يا منصور بنحذف الرا والواو فنقول على اللغة الكثيرة هي منص تعال وعلى اللغة الاخرى يا منصوب تعال ايضا واتفقت اللغتان هنا لان ما قبل حرف المد مضموم ومن ذلك عثمان ومروان ومحمود لكن كمال كيف نرخموه يرخم بحذف الحرف الاخير فقط دون المد لان ما قبل المد حرفين ولو حذفنا الحرف الاخير والمد اجحفنا بالكلمة. نقول يا كما دعاه لسعاد يسوع تعال وسعيد يا سعي تعال من الشواهد على ذلك قول الفرزدق يا مروى ان مطيتي محبوسة ترجو الحذاء وربها لم ييأس قول الاخر قفي فانظري يا اسماء هل تعرفينه اهذا المغيري الذي كان يذكر تريد يا اسماء لكنه رخم مع الرخم بحذف الهمزة والالف فحذف حرفين ثم قال ابن هشام من نحو معد كذب الكلمة الثانية هذا معطوف على قوله ويحذف من نحو سلمان يعني يحذف من نحو سلمان حرفان ويحذف من نحو معد كذب الكلمة الثانية يعني ان المركب المزجي عند ترخيمه يكون ترخيمه بحذف الكلمة الثانية كلها فعندما ننادي رجلا اسمه معدي كذب ونرخم نقول يا معدي تعال على اللغتين وعندما نرخم يا حضرموت نقول يا حظر اني ات اليك او يا حضر اني ات اليك وفي معنى مكة نقول يا بعل ويا بعل وفي خلويه نقول يا خال ويا خال وهكذا وهنا تنبيه لماذا لم يتكلم ابن هشام على تضخيم المركب الاضافي بينما تكلم على المركب المزجي اما المركب الاضافي فلا يرخم اصلا لان الترخيم كما عرفنا خاص العلم المذموم اما العلم ولو كان مظافا مركبا اظافيا كعبد الله فهذا منصوب لا يظام والمركب المسجي مركب المسجد لا عند نداءه سيضم نقول يا معدي كذبوا تعال يا حضرموت لان مركب المز يجعل الكلمتين في حكم الكلمة الواحدة بخلاف المركب الاضافي فكل كلمة تبقى على قوتها وانفرادها لكن نضيف احداهما الى الاخرى هذا ما يتعلق باب الترخيم لينتقل ابن هشام رحمه الله الى الكلام على الاستغاثة والندبة وهما ايضا من توابع النداء فبدأ ابن هشام رحمه الله بالكلام على الاستغاثة فقال فصل ويقول المستغيث يا لله للمسلمين بفتح لام المستغاث به الا في لام المعطوف الذي لم تتكرر معه ياء نحو يا زيدان لعمر ويا قومي للعجب العجيب اسلوب الاستغاثة هو نداء من يخلص من شدة او يعين على دفعها وجدت جدة او مصيبة نزلت على تخصم ماء فاردت من اخر ان يساعده اما ان يخلصه من هذه الشدة او يعينه على دفعها فاذا اردت الاسلوب المعتاد غير المباشر وتقول يا محمد ساعد خالدا او يا محمد اغث خالدا هذا اسلوب يعني عام ليس له حكم واسلوب خاص في اللغة انما هذا الباب معقود لاسلوب خاص مضطرد واردني عن العرب وسماه النحويون اسلوب الاستغاثة كما عرفناها قبل قليل ومن الواضح انها غير الاستغاثة الخاصة بالله سبحانه وتعالى في العقيدة مما لا يستطيع عليه غير الله لكنهم سموا هذه بالاستغاثة يعني المعاونة والمساعدة ونحو ذلك كقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عندما طعن يا لله للمسلمين يعني يا الله اغث المسلمين وقال يا الله اغث المسلمين هذا كلام معتاد ولم يأتي على هذا الاسلوب الخاص بالاستغاثة وتقول يا لزيد لخالد يا لزيد لخالد يعني يا زيد اغث خالدا فيا حرف استغاثة والله المستغاث به والمسلمين المستغاث له فاركان الاستغاثة ثلاثة حرف الاستغاثة وهو ياء خاصة دون بقية احرف النداء والركن الثالث المستغاث له ويكون مجرورا بلام مكسورة للمسلمين يا لزيد لخالد والمستغاث له دائما يكون مجرور يكون مجرورا بلام مكسورة بقي الركن الثاني وهو المستغاث به المستغاث به وله ثلاثة استعمالات الاستعمال الاول جره بلام مفتوحة وهذا هو الاكثر نحن يا لله للمسلمين يا لزيد لخالد لخالد الاستعمال الثاني حذف اللام وزيادة الف في اخره فنقول ياء زيداء لخالد يا زيدان خالد نحذف اللام ونأتي بالف اخر المنادى المستغاث به فنقول يا زيدان لخالد بقول شاعر يا يزيدا لامر نيل عز يا يزيدا لامل نيل عز وغنى بعد فاقتني وهواني يعني يا يزيد اغث املا الاسلوب الثالث حذف اللام ومعاملته معاملة المنادى فنقول يا زيد لخالد وهذا اقلها ومن ذلك قول الشاعر الا يا قوم للعجب العجيب وللغفلات تعرض للاديبي اذا فالاستغاثة اسلوب خاص وهي ان تنادي من نطلب منه ان يغيث غيره ويخلصه من الشدة او يدفعها عنه واشهر اساليبها ان تأتي بالمستغاث به مجرورا بلام مفتوحة وله اسلوبان اخران اقل من ذلك ثم ذكر ابن هشام الندبة فقال والنادب وزيداء وامير المؤمنين ورأس ولك الحاق الهاء وقفا قوله والنادب معطوف على قوله المستغيث. في قوله يقول المستغيث يعني يقول المستغيث كذا وكذا ويقول النادب كذا وكذا لكنه اختصر اسلوب الندبة المراد به هو نداء المتفجع عليه او المتوجع منه المتفجع عليه تميت او انسان يصيب مصيبة او نحو ذلك مثلا من العقلاء وغير العقلاء اصيب الدين مثلا او آآ اللغة العربية او آآ بيتك او نحو ذلك او سيارتك فتتوجع على ذلك او المتوجع منه الذي يؤلمك رأسك ظهرك نحو ذلك فنداء هذين الشيئين يسمونه ندبة فالمتفجع عليه نحو واسلاما وكقول جرير في عمر ابن عبد العزيز بعد وفاته حملت امرا عظيما فاحتملت له وقمت فيه بامر الله يا عمراه يندبه لا يناديه والمتوجع منه قولك ورأس وظهر اذا المك اذا فالاسلوب الندبة ركنا الاول حرف الندبة وهما حرفان الاول وهو الاكثر والاشهر والثانيا بشرط عدم الالباس بالنداء المعتاد والركن الثاني المندوب المندوب ويجوز فيه استعمالان الاستعمال الاول كالمنادى المعتاد وهذا قليل ان تقول وا عمر ورأس واسلام والاخر وهو الاكثر والاشهر زيادة الف في اخره يقول وعمرا واسلاما وظهرا وهكذا ثم قال ابن هشام ولك الحاق الهاء وقفا يعني يجوز اذا وقفت على المندوب ان تلحق هاء بعد الف الندبة عند الوقف دون الوصل فتقول وعمرا او وعمراه واسلام او واسلاماه وظهر او وظهراه هذه الهاء يسمونها الوقف وهي هاء ساكنة والغرض منها والفائدة منها اظهار الالف قبلها وعند الوصل يجب حذف الهاء قل يا عمر رحمك الله لكن في الشعر يجوز ان تثبت هذه الهاء وتضم كقول الشاعر وحرق الباه ممن قلبه شبم ومن بجسم وحالي عنده سقم الندبة الف الندبة قد تلحق اخر المنادى المذموم كقوله يا عمر او المنصوب المضاف تقولك مثلا بندبة صديقي محمد قل يا صديق محمداه او ندبة امير المؤمنين يا امير المؤمنين وقد تلحق الصفة فتقول يا محمد الفاضل او يا محمد الفاضلات ونحو ذلك فهي الف والف وها عند الوقف لبيان ان النداء ليس نداء معتادا وانما هو نداء ندبة هذا ما يتعلق بالنداء وبلواحقه وبه ينتهي الكلام على المفعول به فبعد ان انتهى ابن هشام رحمه الله من الكلام على المفعول به وادخل فيه المنادى انتقل الى المفعول الثاني وهو المفعول المطلق قال رحمه الله والمفعول المطلق وهو المصدر الفضلة المسلط عليه عامل من لفظه فضربت ضربا او من معناه كقاعدة جلوسا سبق في شرح المبتدئين جرح المفعول المطلق وانه من اوضح الابواب وله علاقة قوية باللفظ لانه المصدر المنصوب بعد فعله فبانا من الشرح انه لا يكون الا مصدرا ومنصوبا وان يسبق بفعله والامثلة على ذلك كثيرة قوله سبحانه وكلم الله موسى تكليما ورتل القرآن ترتيلا واقول قولا سديدا فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ولتبرجن تبرج الجاهلية الاولى وكقول شاعر دع العبرات تنهمر انهمارا ونار الوجد تستعر استعارا وهو كثير في كلام العرب ونبه ابن هشام بالتعريف الى ان الفعل الذي ينصب المفعول المطلق قد يكون من لفظه كاكثر ما سبق وقد يكون من معناه يعني ان معنى الفعل ومعنى المفعول المطلق بالاجمال واحد بقولك قعدت جلوسا او قمت وقوفا فمعنى الجلوس والقعود في الاجمال واحد وان كان يختلف في التفصيل ومن ذلك تكلمت كلاما فان كلاما ليس مصدر تكلمته ليس كقوله تعالى وكلم الله موسى تكليما فالتكليم مصدر كلم كلم يكلم تكليما. مثل حطم يحطم تحطيما اما الكلام فهو اسم مصدر لانه لا يوافق الفعل في الحروف فنقول حينئذ ان الفعل الذي نصبه ليس فعله ليس من لفظه ولكنه من معناه لان التكلم والكلام من معنى واحد وكذلك اغتسلت غسلا بخلاف اغتسلت اغتسالا غسلت اغتسالا الذي يصل اغتسالا فعله اغتسل لكن اغتسلت غسلا غسلا فعله غسل اغتسل ومن ذلك قوله تعالى والله انبتكم من الارض نباتا ولو اتى مصدر الفعل المذكور لكان يقال في الكلام انبتكم انباتا قال انبتكم نباتا مع ان النبات مصدر نبت نباتا لان النبات والانبات بمعنى واحد وانبه هنا الى ان المفعول المطلق هو مفعول الفعل الحقيقي وبقية المفاعيل ليست مفاعله الحقيقية فلهذا تجد اننا في كل المفاعيل نقيدها هذا مفعول به يعني وقع الفعل عليه وقع الفعل عليه يعني الفعل شيء والمفعول به شيء اخر والفعل وقع عليه او مفعول فيه في زمانه او في مكانه يعني هذا زمان او مكان والفعل شيء بالفعل شي والزمان والمكان شيء اخر وهكذا اما المفعول المطلق فهو المفعول الحقيقي للفعل لانه هو الفعل وقولك جلست جلوسا الجلوس هو بمعنى جلسته انت اذا قلت جلست يعني ماذا فعلت الجلوس مهما قلت حفظت يعني فعلت الحفظ وهكذا مهما قلتها حفظت يعني انك حفظت حفظه ما حفظت اكلا او حفظت جلوسا حفظت حفظا يعني فعلت حفظا وهكذا ثم ذكر ابن هشام شيئا من احكام هذا الباب فقال وقد ينوب عنه غيره لضربته سوطا فاجلدوهم ثمانين جلدة فلا تميلوا كل الميل ولو تقول علينا بعض الاقاويل سبق في التعريف ان المفعول المطلق لا يكون الا مصدرا وذكر ابن هشام هنا ان المصدر قد ينوب عنه غيره في الانتصاب على المفعول المطلق وهذا النائب عن المصدر لابد ان يكون بينه وبين المصدر علاقة ومناسبة واشهر الاشياء التي تنوب عن المصدر في الانتصاب على المفعول المطلق اربعة اشياء الاول صفته صفته فانت اذا قلت مثلا انتظرت انتظارا طويلا فانتظارا مصدر انتظر وقد انتصب هنا مفعولا مطلقا وطويلا صفة المصدر ثم يجوز لك في الكلام ان تقول انتظرته طويلا وحذفت المصدر واقمت صفته مقامه فاخذ اعرابه وانتصبت على المفعول المطلق وعلى ذلك نقول في الاعراب طويلا مفعول مطلق ولا نقول صفة لان الموصوف اذا حذف اخذت الصفة حكمه واعرابه وهذا الحكم في كل الابواب ليس هنا فقط بالمفعول به فاسأل القرية معرب القرية مفعول به مع ان المعنى والتقدير اسأل اهل القرية اهل مفعول به والقرية مضاف اليه. ثم حذفنا المضاف واقمنا المضاف اليه مقامة وكقوله تعالى اه ان اعمل دابغات معرب سابغات مفعول مطلق ولا نقول صفة لمفعول مطلق محذوف والتقدير اعمل دروعا سابغات مع ان هذا هو المعنى ان حدث المفعول المطلق واقام النعت مقامه فاخذت اعرابه وهكذا ومن ذلك ان تقول ضربته شديدا يعني ضربا شديدا وتقول اجلس هنا دائما يعني اجلس هنا جلوسا دائما وتقول قلت له احسن القول ان قلت له قولا احسن القول قال تعالى واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون كثيرا هذا مفعول مطلق كان في الاصل صفة لمفعول مطلق وصرح به في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وهكذا الثاني مما ينوب عن المصدر في الانتصاب على المفعول المطلق كلمة كل وبعض المضافتين الى المصدر لقولك انتظرته بعد انتظار فبعض مفعول مطلق وهو مضاف وانتظار مضاف اليه وتقول صبرت عليه كل الصبر وامثال ابن هشام فلا تميلوا كل الميل ولو تقول علينا بعض الاقاويل والثالث مما ينوب عن المصدر في الانتصاب على المفعول المطلق عدده المضاف الى المصدر بان تقول ضربته خمسين ضربة عدده المميز بالمصدر عدده المميز بالمصدر بقولك ضربته خمسين ضربة مصدر ضربته ضربة لكن هنا جاء العدد فوقع موقع المفعول المطلق ظربته خمسين ثم ميزته بضربة وصار في علاقة ومناسبة بين المصدر وبين ما ناب ما ناب في الانتصاب على المفعول المطلق قال تعالى فاجلدوهم ثمانين جلدة وهذا الذي مثل به ابن هشام لهذه المسألة والرابع مما ينوب عن المصدر في الانتصاب على المفعول المطلق الته الالة التي يعمل بها العمل كقولك ضربته سوطا بالاصل ضربته ضرب سوط ثم حذفت المصدر واقمت الته مقامه فانتصبت انتصابه ضربته سوطا وكقول الناس اليوم ضربته كفا ويمكن ان نقيس على ذلك فنقول قتلته سيفا وما الى ذلك وهنا تنبيه وهو ان بعض المعاصرين يسمي ما ينوب عن المصدر بالانتصاب على المفعول المطلق نائمة نائبة مفعول مطلق وهذا ليس بصحيح ولا يذكره احد من النحويين ليس في النحو شيء اسمه نائب مفعول مطلق وانما هو من الامور التي ارتأى بعض المعاصرين انه اسهل لكنه يجعل الطالب لا يفهم حقيقة المسألة وهو ان هذا النائب لم ينب عن المفعول المطلق وانما ناب عن المصدر وانتصب مباشرة بالمفعولية المطلقة فهو مفعول مطلق فليس هناك نائب في النحو الا نائب الفاعل ثم نبه ابن هشام على كاهد قد يظن انه من هذه المسألة فقال وليس منه وكلاء منها رغدا يعني ليس مما ناب عن المصدر في الانتصاب على المفعولية المطلقة هذه الالة هذه الاية لانه يرى ان التقدير ليس فكل منها اكلا رغدا ثم حذفنا المصدر واقمنا الصفة مقامه ولكنه يرى ان رغدا حان قال من مصدر الفعل وكتب وكلها يعني وكلا منها من الجنة اكلا حالة كونه رغدا وهو في هذا متابع لسيبويه وكثير من النحويين في تعليلهم هذا الاعراب تعليلا معنويا ولكن كثيرا من المحققين اجازوا في الاية الوجهين ان تكون حالا من مصدر الفعل المذكور وهذا اقوى في المعنى ويجوز ان تكون صفة نابت عن المصدر في الانتصاب على المفعولية المطلقة على معنى فكنا منها اكلا رعدا فهذا ما يتعلق بالمفعول المطلقة ثم انتقل بعده الى المفعول له فقال رحمه الله والمفعول له وهو المصدر المعلل لحدث شاركه وقتا وفاعلا فقمت اجلالا لك المفعول له يسمى ايظا المفعول من اجله ويسمى المفعول لاجله وسبق شرحه ايضا من قبل الا ان ابن هشام في هذا التعريف كما سمعنا زاد قيودا يحتاج الى ان نشرحها اذ قال المصدر المعلل لحدث شاركه وقتا وفاعلا فالنحويون يشترطون في المفعول لاجله اربعة شروط الشرط الاول ان يكون مصدرا والشرط الثاني ان يكون معللا يعني دالا على التعليل وهذا واضح والشرط الثالث ان يشارك الحدث الذي علله في الوقت. يعني يكون وقتهما واحدا كلاهما في الماضي او كلاهما في الحال او كلاهما في الاستقبال والشرط الثالث ان يشارك الحدث الذي علله في الفاعل ويكون فاعلهما واحدا لا مختلفا نحن جئت احتراما لك جئت احتراما لك المجيء حدث في الماضي واحترامك له حدث في الزمن الماضي واتفقا في الزمان والجائي انا والمحترم انا فانا الفاعل لهما بخلاف قولك جئتك للعسل فلا يجوز هنا ان تنصف وتقول جئتك العسل لان العسل اثم وليس مصدرا ولا تقول جئتك اليوم اكرامك غدا لان المجيء زمانه اليوم والاكرام غدا. فتقول جئتك اليوم لاكرامك غدا فتجر باللام وتصرح بها ولا تقول جئتك حب ولدي اياك وانما تقول جئتك لحب ولدي اياك لان الجائي انا والذي فعل المفعول لاجله وهو الحب ولدي فاختلف في الفاعل وسيشرح ابن هشام ذلك ان شاء الله ونقرأه بعد الصلاة والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين