وقائم هذا اسم مجرد عن العوامل اللفظية فهو مبتدأ ثم ننظر الى محمد فانت لم تخبر عن قائم بانه محمد وانما علاقة محمد بقائم ان محمدا هو الذي فعل القيم قائم محمد هذا جائز عند الجميع وعلى الوجهين طيب لو قلنا قائم محمد من دون اعتماد على نفي او استفهام قائم محمد هذا جائز لكن على اي الوجهين على التقديم لانه ليس محمدا واذا قلت محمد فوق السطح هل هذا المكان الذي هو فوق السطح هو محمد لكي يصح ان تخبر به عن محمد؟ لا ولكن الخبر المعنى الذي يقصد اليه العربي عندما يقول محمد في البيت يعني محمد موجود في هذا الخلاء قام يقوم فهو قائم فتقول قائم محمد ثم تأتي باستفهام او نفي هل قائم محمد؟ ما قائم محمد او تقول اشجاع المقاتل بمعنى اشجع المقاتل ا حسن وجهه بمعنى ا حسن ولم يأتي في ذلك شاهد صريح لكنهم يستشهدون بقوله سبحانه وتعالى وانفسهم كانوا يظلمون وانفسهم كانوا يظلمون. ما اعرب الايات اين الفعل الناسخ؟ كان اين اسمه واو الجماعة؟ كانوا واين خبره والتأخير يعني انه من النوع الاول وابتدى له خبر لكن الخبر تقدم وهل يصح ان يكون من النوع الثاني مبتدأ والمرفوع بعده فاعل سد ما سد الخبر لا يصح لماذا؟ مع ان المبتدأ وصف ومحمد المسؤول عنه تقابل من فمن هي محمد فاعراب من؟ مثل اعراب محمد ومحمد مبتدأ ومن مبتدع لكن لو قلت لك من ابوك انا اعرف ان لك ابا لكنني اجهل اسمه يعود على البيت وكلمة البيت هذه واردة في الخبر بالبيت صاحبه فوجب ان يتقدم الخبر لماذا؟ لكي يعود الضمير الذي في المبتدع على متقدم فهذه من المواضع التي يجب فيها تقدم الخبر وكما رأينا هي مواضع الموضع الاول اذا وقع الخبر بعد لولا يريد لولا الامتناعية الشرطية كقولهم لولا زيد لزرتك لولا هذه شرطية طيب اين جوابها؟ لزرتك وزيد ما اعرابه لولا زيد لزرتك لزرتك جواب لو لا لانه لم يعتمد يعني اختل الشرط الثاني اذا قائم محمد يصح ولكن على انه من النوع الاول مبتدأ وخبر الا ان الخبر تقدم طب ولو قلنا قائم المحمدون قائم المحمدون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته حياكم الله وبياكم في هذه الليلة المباركة ليلة الاربعاء التاسع عشر من جمادى الاخرة من سنة تسع وثلاثين واربعمائة والف ونحن في جامع منيرة الشبيلي بحي الفلاح في مدينة الرياض لنعقد بحمد الله وتوفيقه الدرس السادس من دروس شرح قطر الندى وبن لصدى لابن هشام عليه رحمة الله بالدرس الماظي يا اخوان كنا قد تكلمنا على بقية المعارف ثم بدأنا بباب المبتدأ والخبر ولكننا لم ننه ففي هذا الدرس ان شاء الله تعالى سننهي الكلام على باب المبتدأ والخبر ونتكلم باذن الله تعالى على الناسخ الاول وهو كان واخواتها فنبدأ باكمال الكلام على باب المبتدأ والخبر فقد توقفنا في اثناء الكلام على وقوع الخبر في الظاهر شبه جملة وفي ذلك قال ابن هشام وظرفا منصوبا نحو والركب اسفل منكم وجارا ومجرورا جاء الحمد لله رب العالمين وتعلقهما بمستقر او استقر محذوفتين قال ان الخبر ياتي في الظاهر شبه جملة ظرفا منصوبا او جارا ومجرورا وذكرنا في الدرس الماظي ان هذا الوقوع هو وقوع في الظاهر واما في الحقيقة فان شبه الجملة متعلقة بكون عام محذوف وشرحنا ما معنى الكون العام وما معنى الكون الخاص فنكمل فنقول فاذا قدرت هذا الخبر الذي هو كون عام محذوف فيجوز ان تقدره اسما موجود او كائن او حاصل او ثابت او مستقر ويجوز ان تقدره فعلا كاستقر او كان او وجد او حدث او حصل وقد تكون بعض الجمل يناسبها الاسم وبعض الجمل يناسبها الفعل الا ان التقديرين جائزان ومع ذلك اختلف النحويون في ايهما اولى مع نصهما على الجواز فقيل ان الاولى تقديره اسما لانه الاصل في الاخبار وعلى ذلك يدخل في باب الاخبار بالاسم المفرد وقيل بل يقدر فعلا وعلى ذلك يدخل في باب الاخبار بالجملة فلهذا قلنا من قبل ان الخبر نوعان فقط اسم مفرد وجملة واما شبه الجملة فهو وقوع في الظاهر وهو يعود الى احد هذين النوعين وتقدر في محمد بالبيت محمد موجود في البيت او مستقر في البيت محمد فوق السطح اي موجود فوق السطح او مستقر فوق السطح واذا قلت العيد اليوم اي العيد مستقر او كائن او حادث او حاصل اليوم او يكون او يحدث اليوم وهكذا فان قلت لماذا لا نجعل شبه الجملة نفسها هي الخبر بل نجعل الخبر كونا عاما محذوفا لماذا فالجواب عن ذلك ان جعل شبه الجملة هي الخبر يمنعه اللفظ والمعنى يمنعه اللفظ والمعنى فمنع اللفظ اياه ان الظرف اذا وقع خبرا يبقى منصوبا ولا يرتفع لقوله تعالى والركب اسفل منكم ما تقول اسفلوا وتقول محمد فوق السطح ما تقول فوقه ولو كان هو الخبر في الحقيقة نرتفع وكذلك في الجار والمجرور واما منع المعنى اياه فلان الخبر هو المعنى في المعنى لان الخبر هو المبتدأ في المعنى الخبر هو المبتدأ في المعنى فلهذا صح ان تخبر به عن المبتدأ فانت اذا قلت محمد قائم فالقائم هو محمد والا لم يصح ان تخبر به عن المبتدأ واذا قلت محمد سافر اخوه فالذي سافر اخوه هو محمد. فلهذا صح ان تجعل جملة سافر اخوه خبر عن محمد اما اذا قلت محمد في البيت فقولك في البيت في تدل على الظرفية يعني ظرفية البيت يعني فظاؤه خلاؤه فهل فضاء البيت وخلاء البيت هو محمد طبعا لا فما يصح ان تقول انه الخبر موجود في فضاء البيت موجود في خلاء البيت واذا قال محمد فوق السطح يعني محمد موجود في هذا المكان الذي هو فوق السطح الا ان الخبر كما قلنا كون عام يجب حذفه فلما وجب حذفه واستمر حذفه واضطرد حذفه جرى في الكلام جرى في النفس مثل هذه الامثلة محمد في البيت محمد في المسجد حتى وقع في النفس ان شبه الجملة هي الخبر والا فان المعنى ليس على ذلك كما شرحنا قبل قليل ويحكى عن بعض النحويين عن قليل من النحويين كابن السراج انه يرى ان شبه الجملة هي الخبر وكأن هذا تجوز منه لانه خلاف المعنى ومع ذلك ومع ذلك فما زال النحويون والمعربون قديما وحديثا يقولون في كتبهم النحوية وفي اعرابهم وشبه الجملة هي الخبر بناء على انه من المعروف ان الخبر في الحقيقة هو الكون العام المحذوف وشبه الجملة متعلقة به الا انهم يتزوجون في ذلك لانه امر معروف فلا يكررونه في كل مرة فلهذا لا بأس بالتجوز في مثل ذلك في مثل هذه الامور المعروفة عند الكبار وعند العارفين بهذه الاحكام الا انه عند المتعلمين لا ينبغي ذلك بل ينبغي عند المتعلمين ولهم ان ينص على ان الخبر كون عام محذوف. وشبه الجملة متعلقة به حتى يستقر ذلك في علمهم ثم اذا شاؤوا بعد ذلك ان يتزوجوا كما يتجاوز الكبار فلا بأس ثم ننتقل للمسألة التالية لاننا ذكرنا في اول الكلام على باب المبتدأ والخبر ان ابن هشام رحمه الله ذكر في هذا الباب عشرة مسائل فهذه المسألة هي المسألة الرابعة. والان ننتقل الى المسألة الخامسة وهي الاخبار باسماء الزمان والمكان عن الذوات والمعاني قال ابن هشام ولا يخبر بالزمان عن الذات ولا يخبر بالزمان عن الذات. مسألة تحتاج الى شرح سريع ما معنى قولهم ذات او ذوات ومعنى ومعاني المراد بالذوات باصطلاح النحويين كل ما يدرك بالحواس او باحدى الحواس الخمس فيسمى ذاتا او محسوسا او جثة او عينا الذي يدرك بالنظر او السمع او الشم او الذوق او اللمس يسمى ذاتا او عينا او جثة او محسوسا كزيد والباب والمراد بالمعنى هو ما يدرك بالقلب لا بالحواس يسمى المعنى ويسمى غير المحسوس كالصلاح والعلم والفظل والرفعة ونحو ذلك فاذا عرفنا ذلك نقول اما اسماء المكان فيخبر بها عن الذوات وعن المعاني طبعا يخبر بها يعني في الظاهر كما عرفنا نحو محمد في البيت العلم عند زيد محمد ذات والعلم معنى واخبرنا عنهما باسماء الزمان والمكان تقول الحلم في القلب والعلم عند زيد والكتاب امامك تخبر باسماء الزمان وباسماء المكان ستخبر باسماء المكان عن الذوات وعن المعاني واما اسماء الزمان فيخبر بها عن المعاني نحو الحلم عند الغضب والصبر في الشدائد ها في الشدائد هذا زمان واخبرت به عن الحلم عن معنى وتقول الصوم غدا والسفر اليوم فاسمعوا الزمان يخبر بها عن المعاني. الاشكال فقط في الاخبار باسماء الزمان عن الذوات ولهذا نص عليها ابن هشام فقال ولا يخبر بالزمان عن الذات وعللوا ذلك بانه لا فائدة منه سبب المنع عدم الفائدة نحو زيد اليوم خالد في غد لا فائدة من ذلك لانه معلوم ان كل ذات لابد ان تكون في زمان فزايد لابد ان يكون في يوم من الايام. ما الفائدة ان تقول زيد اليوم ومعلوم ان خالدا لابد ان يكون في غد فلا فائدة من ذلك ثم قال ابن هشام والليلة الهلال متأول هذا من كلام العرب يقولون الليلة الهلال يعنون الهلال الليلة فالهلال مبتدأ مؤخر والليلة خبر مقدم فاخبر بالزمان الليلة الذي هو ظرف زمان عن الهلال طيب فاخبر حينئذ بالزمان عن الذات قال ابن هشام هذا متأول يعني ليس الكلام على ظاهره والتأويل على تقدير اسم معنى محذوف فمعنى الهلال الليلة يعني ظهور الهلال الليلة وهذا المعنى الذي يقصد اليه المتكلم العربي لا يقصد الهلال نفسه الليلة وانما يقصد ظهور الهلال الليلة او ولادة الهلال الليلة واصل الكلام ظهور الهلال الليلة يعني ظهور الهلال كائن الليلة ثم قدم الخبر فقال الليلة ظهور الهلال ثم حذف المضاف وقال الليلة الهلال ولا شك ان المعنى على ذلك ولا شك ان كل كلام يكون على مثل هذا المعنى والتقدير فهو جائز وليس ممنوعا كأن تطلب مني مثلا اه اشياء فاقول لك الكتاب اليوم والقلم غدا الا تريد ان تخبر عن الكتاب بانه اليوم وانما تريد مثلا اعطاء الكتاب او اعطاؤك الكتاب اليوم او احضار الكتاب اليوم ونحو ذلك لعل هذا يصح لا اشكال في ذلك لان المضاف اذا كان معلوما جاز حذفه على قاعدة حذف المعلوم وانما ممنوع ان تخبر بالزمان عن الذات مباشرة دون تقدير ثم انتقل ابن هشام الى مسألة اخرى وهي السادسة وهي اغناء الفاعل ونائب الفاعل عن الخبر فقال ويغني عن الخبر مرفوع وصف معتمد على استفهام او نفي نحو اقاطن قوم سلمى وما مضروب العمرة العمراني يتكلم على ان الفاعل ونائب الفاعل قد يغنيان عن الخبر فلا يحتاج المبتدأ حينئذ الى خبر وعلى ذلك نقول المبتدأ نوعان النوع الاول المبتدأ الذي له خبر يعني المبتدأ الذي تريده لكي تخبر عنه بخبر وهذا هو الاكثر في الباب وجميع الامثلة السابقة على ذلك فمحمد قائم اخبرت عن محمد بانه قائم والنوع الثاني من المبتدأ هو المبتدأ الذي ليس له خبر بل له فاعل او نائب فاعل سد ما سد الخبر قام مقامه وسد مسده وناب منابه ما لم تعد هناك حاجة الى الخبر ويكون المبتدأ من النوع الثاني بشرطين الشرط الاول ان يكون المبتدأ وصفا وشرحنا المراد بالوصف من قبل وخلاصته انه اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة والشرط الثاني ان يسبق هذا المبتدأ باستفهام او نفي يقولون ان يعتمد على استفهام او نفي مثال ذلك القائم محمد هل قائم محمد فهل حرف استفهام فلا يكون مبتدأ فصار محمد فاعلا لقائم لان قائم وصف اسم فاعل وقد اعتمد على استفهام او تقول ما قائم محمد فاعتمد على نفي اصل الجملة قام محمد اعلن وفاعل ثم تقلب هذا الفعل الى وصف مأخوذ منه وجهه فالوصف هنا على معنى الفعل او تقول امشروب العصير بمعنى اشرب العصير ومن الشواهد على ذلك قوله سبحانه وتعالى راغب انت عن الهتي يا ابراهيم اراغب هذا اسم فاعل بمعنى الفعل ترغب يعني اترغب انت عن الهتي يا ابراهيم وحول الفعل ترغب الى الوصف المأخوذ منه وهو راغب فقال اراغب انت فصارت انت فاعلا لراغب سدت ما سد الخبر اقطعنا قوم سلمى؟ فلهذا عطف عليه فعلا ام نووا لكنه صرف الفعل قطن الى الوصف منه فقال اقاتلوا القوم فصار قومه فاعلا في الحالين سواء قلت اقطني قوم سلمى ام اقاطن القوم سلمى وقوم فاعل الا انه مع الفعل يكون جملة فعلية فعل فاعل اقطن قوم سلمى اما مع الوصف اقاطن قوم يكون فاعلا لهذا الوصف فالوصف مبتدأ والمرفوع بعده فاعل سد مسد الخبر ومن ذلك قول الشاعر خليليا ما واف بعهدي انتما اذا لم تكونا لي على من اقاطع قال واف من وفى يفي فهو واف آآ واف اسمه فاعل وانتما فاعله سد ما سد الخبر لان واف اعتمد هنا على نفي طيب مما يجب التنبيه اليه هنا ان الوصف المذكور مع المرفوع بعده له ثلاث حالات الحالة الاولى ان يتفق في الافراد يعني الوصف مفرد ومرفوعه مفرد نحو هل قائم محمد والحالة الاخرى ان يتفقا في غير الافراد يعني في التثنية او في الجمع نحو هل قائمان المحمدان او هل قائمون المحمدون والحالة الثالثة ان يختلفا نحو هل قائم المحمدان هل حرف استفهام قائم مبتدأ والمحمدان او المحمدون فاعل سد ما سد الخبر ولا يصح ان نقول انه على التقديم والتأخير لانك لو قدمت واخرت ما يستقيم الكلام ما تقول هل المحمدون قائم وهل المحمدان قائم لانه يجب الاتفاق في الافراد والتثنية والجمع بين المبتدأ والخبر طيب وفي الحالة الاخرى اذا اتفقا في غير الافراد كأن يتفق في التثنية القائمة القائمان المحمدان او في الجمع القائمون المحمدون الخبر ولا يصح ان نقول ان الوصف مبتدأ والمرفوع بعده فاعل لماذا لا يصح لان الوصف هنا عمل عمل فعله وما حكم الفعل مع الفاعل من حيث الافراد والتثنية والجمع يجب في الفعل التزام الافراد سواء كان الفاعل مفردا فقام محمد او مثنى قام محمدان او جمعا قام محمدون لا تقل قاما محمدان قاموا محمد الا على لغة قليلة فعلى ذلك يجب ان نقول فيها القائمان المحمدان او فيها القائمون المحمدون انها على التقديم والتأخير واما في الحالة الثالثة اذا اتفقا في الافراد هل قائم محمد فهل يصح ان نقدر التقديم والتأخير يعني ان الاصل هل محمد قائم الوجهان واذا اتفق في غير الافراد وجب التقديم والتأخير واذا اختلفا وجب خون المرفوع فاعلا سد مسد الخبر طيب وآآ من اثار ذلك من اثار ذلك لو قلنا مثلا هل ومن ذلك قول الشاعر الذي اشار اليه ابن هشام وهو قوله اقاطن قوم سلمى ام نووا وضعنا؟ ان يطعنوا فعجيب عيش من قطنا وقاطن اسمه فاعل بمعنى قطن كانه قال وهل قائم المحمدون فالحكم يختلف ولو تأملنا فيها لوجدنا الامر واضحا فاذا كان مختلفين هل قائم المحمدان؟ هل قائم؟ المحمدون بل مرفوع يجب ان يكون فاعلا والوصف المتقدم مبتدع فنقول هذا يجب ان يكون الكلام على التقديم والتأخير يعني قائمان خبر مقدم والمحمدان مبتدأ مؤخر والاصل هل المحمدان قائمان ثم قدمت الخبر وكذلك في الجمع الاصل هل المحمدون قائمون؟ ثم قدمت ثم قدمنا الخبر يصح لا مانع طب وهل يصح ان نقول ان الوصف مبتدع والمرفوع بعده فاعل سد ما سد الخبر والمعنى هل قام محمد؟ نعم يصح اذا فاذا اتفقا في الافراد جاز هل يصح على التقديم والتأخير ويكون من النوع الاول قلنا هذا ما يصح لان المبتدأ والخبر لابد فيهما من الاتفاق في الافراد والتثنية والجمع فلو قلت هل محمدون قائم ثم قدرت تقديم الخبر ما يصح طب هل يصح ان يكون من النوع الثاني ان محمد فاعل سد ما سد الخبر ايضا لا يصح لعدم الاعتماد. اذا قائم المحمدون لا يصح على الوجهين ولو قلت قائمان المحمدان يصح او لا يصح يصح ولكن على اي الوجهين من النوع الاول مبتدأ وخبر والخبر تقدم او وصف وفاعل سدا وسد الخبر النوع الاول ولا نقول انه فاعل سد ما سد الخبر لعدم الاعتماد وقول الناس ممنوع التدخين يصح او لا يصح يصح لكن على انه من النوع الاول انه مبتدأ وخبر والخبر تقدم اي التدخين ممنوع واي التدخين ممنوع ثم قدمنا الخبر وتقديم الخبر كما سيأتي يصح طيب ثم ننتقل للمسألة السابعة وهي تعدد الخبر تعدد الخبر وفي ذلك يقول ابن هشام رحمه الله وقد يتعدد الخبر نحو وهو الغفور الودود فتكلم هنا على مسألة تعدد الخبر فنص على جوازه نحو زيد شاعر كاتب نحوي مفسر وفي قولك العلم زين لاهله رافع للمجد دافع للجهل وكقوله سبحانه وتعالى وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد وانما نص ابن هشام في هذه المسألة على الجواز لوجود الخلاف فيها فقد منع قليل من النحويين تعدد الخبر قالوا لا يجوز ان يتعدد الخبر ونحو الامثلة السابقة قالوا هذا يصح ولكن ليس على تعدد الخبر ولكن نقول ان الثاني نعت للخبر او نقول ان الثاني خبر لمبتدأ محذوف يعني زيد كاتب هو شاعر هو مفسر وهكذا. وهذا القول والله اعلم قول متكلف لا حاجة اليه فاذا صح في الحال انها تتعدد وصح في النعت انه يتعدد فباب الخبر والنعت والحال واحد وايضا يجوز في نحو ذلك العطف وتقول زيد كاتب وشاعر ومفسر ونحوي وما الى ذلك الا ان هناك فرقا من حيث المعنى بين العطف وبين التعدد بلا عطف التعدد بلا عاطف يشعر بامتزاج هذه الاخبار وانها متساوية او شبه متساوية في المبتدع اما العطف فلا يدل على اثبات ذلك ولا نفيه وانما مجرد خبر عن هذا المبتدع فقد تكون هذه الاخبار متساوية وقد لا تكون متساوية اما اذا كان الخبر من حيث المعنى مجموع كلمتين لقولهم الرمان حلو حامض فحين اذ لا يصح العطف بينهما بل لا بد من حذف العاطف لانهما في الحقيقة في معنى خبر واحد كقولهم مز الرمان مز يعني طعمه يجمع بين الحلاوة والحموضة وكقولهم زيد ايمن ايسر يعني اضبط يعني يعمل بيديه وفي قولهم لونه ابيض واسود يعني بينهما يجمع بينهما ففي مثل ذلك لا يصح ان تأتي بالواو لان الخبر هو يعني ممزوج بين الكلمتين ما يصح حينئذ ان تأتي بالواو التي تدل على عدم مزج هذه الاخبار ببعضها ثم ننتقل للمسألة الثامنة وهي الكلام على تقديم الخبر وجوبا وجوازا وفي ذلك يقول ابن هشام جائزا فتقدم الخبر جوا وتقدم الخبر وجوبا في مواضع اذا كان هناك موجب لتقدم الخبر فان تقدمه واجب من اشهر المواضع لتقدم الخبر وجوبا هذه المواضع الموضع الاول اذا كان الخبر من الاسماء التي لها الصدارة هناك الفاظ في العربية اذا جاءت في جملتها فيجب ان تكون في اول الجملة. تسمى الالفاظ التي لها الصدارة كاسماء الاستفهام واسماء الشرط نحن اين زيد ومن ذلك قوله تعالى وما ادراك ما هي نار حامية اي هي نار حامية وفي قوله سورة انزلناها الى اخره اي هي سورة او هذه سورة فحذف المبتدع فكل ما كان معلوما من المبتدأ ومن الخبر وقد يتقدم نحن في الدار زيد واين زيد المثال الاول في الدار زيد مثال لتقدم الخبر جوازا والمثال الاخر اين زيد؟ مثال لتقدم الخبر وجوبا فتقدم الخبر قد يكون واجبا وقد يكون ومتى السفر وكيف زيد ومن ابوك فالخبر هنا وقع اسم استفهام فوجب ان يتقدم الكلام على كيفية اعراب اسماء الاستفهام يمكن ان تراجعوه بمحاضرة لي بعنوان الاعراب اركانه وطريقته وبعض ضوابطه فلاسماء الاستفهام طريقة في الاعراب ملخصها انك تعربها باعراب ما يقابلها في الجواب فاذا قلت مثلا من في البيت ودعونا دائما ثم على محمد من في البيت ستقول محمد في البيت او في البيت محمد فمحمد مبتدأ وفي البيت شبه جملة خبر شبه الجملة لا يمكن ان تكون مبتدعا فمحمد هو المبتدأ تقدم او تأخر وفي البيت خبر طيب في البيت في السؤال من في البيت تقابل في البيت. يعني تقابل الخبر ولهذا صارت اسماء الاستفهام في هذه الامثلة اخبارا ولكنها مقدمة وجوبا لانها الفاظ لها صدارة ومن مواضع تقدم الخبر وجوبا ان يكون الخبر شبه جملة والمبتدأ نكرة ان يكون الخبر شبه جملة والمبتدأ نكرة نحن في البيت رجل بالبيت رجل طب رجل مبتدأ نكرة ما الذي سوغ الابتداء بالنكرة لا مسوغ الا كون الخبر اكتبها جملة متقدمة صار تقدم الخبر هنا واجبا لانه المسوغ للابتداء بالنكرة وفي قولك في المسجد مصلون وفي المسألة نظر وعندي مال وفوق الشجرة عصفور وهكذا المسألة الثانية الثالثة لتقدم الخبر وجوبا ان يكون في المبتدأ ضمير يعود الى الخبر ان يكون في المبتدأ ضمير يعود الى الخبر كقولك في الدار صاحبها وعند السيارة صاحبها ام على قلوب اقفالها فاذا قلت في البيت صاحبه وصاحبه متصل بظمير وضمير الغائب لابد ان يعود على متقدم ورد فيها موجب لتقدم الخبر وفيما سوى هذه المواضع التي يجب فيها تقدم الخبر يكون تقدم الخبر جائزا كقولك زيد في البيت او في البيت زيد وكقولك زيد جالس او جالس زيد وهكذا ثم انتقل ابن هشام الى المسألة التاسعة وهي حذف المبتدأ وحاذف الخبر جوازا فقال ابن هشام وقد يحذف كل من المبتدع والخبر نحو سلام قوم منكرون اي عليكم انتم ذكر ان المبتدأ قد يحذف وان الخبر ايضا قد يحذف وان المبتدأ والخبر معا قد يحذفان وشرط كل ذلك ان يدل على المحذوف دليل على القاعدة العامة ان كل محذوف يجوز ان كل معلوم يجوز حذفه وفي ذلك يقول ابن مالك في الفيته وحذف ما يعلم جائز كما تقول زيد بعد من عندكما وابن هشام ذكر شاهدا واحدا جمع فيه حذف المبتدأ وحذف الخبر وهو قوله تعالى سلام قوم منكرون وقوله سلام اي سلام عليكم فسلام مبتدأ وعليكم خبر شبه جملة ثم حذف الخبر وقوله سلام اي سلام عليكم ثم حذف الخبر عليكم وقوله تعالى قوم منكرون اي انتم قوم فحذف المبتدأ انتم وكل ذلك للعلم به واذا قلت من عندك ويمكن ان تختصر الجواب فتقول محمد اي محمد عندي فهدفت اشبه الجملة الواقعة خبرا ولو قيل من ابوك لاختصرت الخبر لاختصرت الجواب وقلت محمد اي ابي محمد فحذفت المبتدع للعلم به لانه مذكور في المبتدأ لانه مذكور في السؤال ومن ذلك قوله تعالى مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الانهار اكلها دائم وظلها اي وظلها دائم فحذف الخبر بدلالة الخبر الاول عليه الاب معروف والاسم مجهول المعروف هو المبتدأ والمجهول هو الخبر فماذا تقول في الجواب؟ اذا قلت من ابوك نقول ابي محمد فالمعروف ابي وهو مبتدأ والمجهول محمد هو الخبر فابي المبتدأ ماذا يقابل في السؤال ابوك فهو مبتدع ومن تقابل محمد المسؤول عنه المجهول خبر فمن في قولك من ابوك خبر مقدم واذا قلت من تحب ما اعراب من؟ مفعول به مقدم لان الجواب ان تقول احب محمدا ومحمدا مفعول به وهي تقابل من؟ فمن مفعول به مقدم وهكذا اين زيد؟ زيد في البيت ما الذي قابل اين في البيت فهي خبر مقدم متى السفر؟ السفر غدا السفر يوم الخميس يصح حذفه ويصح حذفهما اذا علما كأن يقال هل زيد قائم فتختصر الجواب فتقول نعم يعني نعم زيد قائم فحذفت المبتدأ وحذفت الخبر واشهر موضع لحذف المبتدأ هو حذفه في العناوين وما في حكمها نحو الاخبار تأتيك شاشة مكتوب فيها الاخبار فقط وتفهم معنى ذلك انها جملة لانه لا يفهم الا الجملة يعني هذه الاخبار او الان الاخبار لابد ان تقدر جملة هذه الاخبار حذفت المبتدع هذه الان الاخبار حذفت الخبر. شبه الجملة او المكتبة لوحة صغيرة على الباب مكتوب عليها المكتبة يعني هذه المكتبة حذفت المبتدأ او هنا المكتبة حذفت الخبر مسجد الايمان يعني هذا مسجد الايمان. وجامعة الامام اي هذه جامعة الامام وزادوا المعاد يعني هذا زادوا المعادي واصله هذا كتاب زاد المعادي ثم حذفنا الخبر كتاب فقام المضاف اليه مقامه واخذ اعرابه وقلنا هذا زادوا المعاد ثم حذفنا المبتدأ زادوا المعادن فلو اردنا ان نضبط الكتاب اسم الكتاب كيف نضمن اسم الكتاب يقول زادوا المعادي على انه خبر مبتدأ محذوف كتاب الصلاة الكتب التي في داخل الكتاب باب الصلاة يعني هذا كتاب الصلاة وقولهم فصل اي هذا فصل وهكذا لننتقل الى المسألة العاشرة وهي الاخيرة وفيها الكلام على حذف الخبر وجوبا حذف الخبر وجوبا قال فيه ابن هشام ويجب حذف الخبر قبل جوابي لولا والقسم الصريح والحال الممتنع كونها خبرا وبعد واو المصاحبة الصريحة ثم مثل لجميع المواضع فقال نحو لولا انتم لكنا مؤمنين ولعمرك لافعلن وضربي زيدا قائما وكل رجل وضيعته بعد ان تكلم في المسألة السابقة على حذف الخبر جوازا اذا دل عليه دليل ذكر هنا ان العرب حذفت الخبر وجوبا في مواضع فيجب ان نقتدي بهم فيما اوجبوه من الحذف وذكر اربعة مواضع حذفت العرب فيها الخبر وجوبا ما اعراب زيد مبتدأ والخبر كون عام محذوف يعني لولا زيد موجود لزرتك قال تعالى ولولا رهطك لرجمناك لولا انتم لكنا مؤمنين يعني لولا انتم موجودون وهكذا والموضع الثاني لحذف الخبر وجوبا اذا وقع الخبر بعد قسم صريح ما المراد بالقسم الصريح يعني الالفاظ التي لا تستعمل الا في القسم بما انها لا تستعمل الا في القسم منذ ان تذكر يعلم مباشرة ان المراد القسم فدلالته على القسم دلالة صريحة لانها لا تستعمل في غير القسم كقولهم لعمرك لافعلن كذا وكذا لعمرك انهم في سكرتهم لعمري ان الدين منصور والخبر حينئذ سيكون لفظا دالا على القسم بما انه لفظ لا يستعمل الا في القسم واضح ان الخبر لفظ دال على القسم يعني لعمرك قسمي او لعمرك حلفي العمر يعني العمر الحياة يقول عمرك هو قسمي يعني عمرك هو الذي هو المحلوف به هو المقسوم به او هو المقسم به امرك حلفي او قسمي قسمي وقولهم ويمن الله لاجتهدن وايمن الله من الالفاظ الصريحة في القسم التي لا تستعمل الا في القسم ويمن الله وتختصر الى ويم الله لاجتهدن يعني ويم الله قسمي. ويم الله مبتدأ. قسمي خبر محذوف وجوبا بخلاف الالفاظ التي تستعمل في القسم وغير القسم نحن عهد الله لافعلن ميثاق الله لاجتهدن وكلمة ميثاق وعهد تستعمل في القسم كما مثلنا وتستعمل في غير القسم كأن تقول احفظ عهد الله وهذا ميثاق الله فيجوز حينئذ التصريح بالخبر فتقول عهد الله قسمي او عهد الله علي او ميثاق الله علي ونحو ذلك اما القسم بالعمر هذه مسألة بحثها اهل العقيدة فلتراجع في كتب العقيدة المسألة الثالثة من مسائل حذف الخبر وجوبا قبل حال لا تصلح ان تكون خبرا قبل حال هذه الحال لا يصلح في المعنى ان تكون خبرا لهذا المبتدأ كقولك اكلي الفاكهة ناضجة اكلي هذا مصدر اسم فهو مبتدع الفاكهة مفعول به لان الاكل واقع عليها اكل الفاكهة ناضجة ناضجة حال من الفاكهة وهل يصح في هذا الحال ناضجة ان يكون خبرا للمبتدأ اكلي لا لان اكلي لا يخبر عنه بانه ناضجة اذا فالخبر هنا محذوف وجوبا. والحال سد مسدة يقدر بكون عام يعني اكلي الفاكهة كائن حالة كونها ناضجة وهذا اسلوب عربي كأن تقول ضربي المخطئ مصرا مصر ما يمكن ان يكون خبر عن ضربي والمعنى ضرب المخطئ كائن حالة كونه مصرا وهكذا الموضع الرابع لحذف الخبر وجوبا اذا وقع المبتدأ بعد واو المعية الصريحة بعد واو هي نص في الدلالة على المعية ما معنى كونها نصا في المعية يعني انها وقعت بين امرين متلازمين لا يفترقان لا يفترقان حقيقة او حكما بقولك كل رجل ودينه اسلوب ايضا من اساليب العربية كل بلد وعاداته كل شيخ وطريقته كل رجل وضيعته والخبر هنا يقدر من حيث المعنى بلفظ دال على الاقتران والتلازم يعني مقترنان او متلازمان او متصاحبان كل شيخ وطريقته متلازمان ومن ذلك قول كل صانع وما صنع كل رجل وعمله كل امرئ وما يتقن كل جندي وسلاحه كل طالب وقلمه اسلوب مطرد وهكذا فهذا ما يتعلق بالمبتدأ والخبر لننتقل بعده الى الكلام على النواسخ نواسخ الابتداء شرحنا من قبل لماذا يتكلم النحويون على نواسخ الابتداء بعد باب المبتدأ وكان حقا علينا نصر المؤمنين المعنى والله اعلم كان نصر المؤمنين حقا علينا ومن ذلك قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم ليس هذا الفعل الناسخ البر اسمه او خبره والخبر فلا نعيد ذلك اما ابن هشام رحمه الله فقال باب النواسخ النواسخ لحكم المبتدأ والخبر ثلاثة انواع النواسخ جمع ناسخ والمراد بالناسخ في اصطلاح النحويين النحويين كل فعل او حرف دخل على الجملة الاسمية فازال حكم الابتداء عنها فهي افعال وحروف تدخل على الجملة الاسمية فتزيل حكم الابتداء ما معنى تزيل حكم الابتداء لانهم يقولون ان المبتدأ والخبر مرفوعان طيب ما الذي رفعهما رفعهما عند الابتداء عامل معنوي يسمونه الابتداء يعني وقوع الاسم في ابتداء الجملة يجعل العربي ارفعوه لماذا ان ترفع المبتدى لان العربي اذا وقع الاسم في ابتداء الجملة يرفعه هذا يسمى عامل معنوي وهو الابتداع فالنواسخ اذا دخلت على الجملة الاسمية تنسخ الابتداء يعني تنسخ هذا العامل الذي كان يعمل الرفع في المبتدأ والخبر ومن ثم هي تعملوا في هذه الجملة عملا جديدا والنواسخ كما سبق ثلاثة انواع وكما قال ابن هشام فالاول ما يرفع المبتدأ اسما له وينصب الخبر خبرا له وهي كان واخواتها وهي افعال ويعمل عملها حروف نافية وهي ما الحجازية ولا ولاة والنوع الثاني من النواسخ ما ينصب المبتدع اسما له ويرفع الخبر خبرا له وهي ان واخواتها وهي احرف ويعمل عملها لا النافية للجنس والناسخ الثالث ما ينصب المبتدأ مفعولا به اول وينصب الخبر مفعولا به ثانيا وهي ظننت واخواتها وهي افعال كثيرة وسيأتي الكلام على جميع هذه النواسخ وما يعمل عملها وقد ابتدى ابن هشام رحمه الله تعالى كالنحويين بكانا واخواتها فقال احدها كان وامسى واصبح واضحى وظل وبات وصار وليس وما زال وما فتئ ومن فك وما برح وما دام السؤال لماذا يبتدأ النحويون بكانة واخواتها من بين النواسخ قالوا لانها اكثر النواسغ استعمالا ولذا اعطيت الرفع باسمها لان الرفع الامته الضمة والضمة اقوى الحركات الا ان خبرها نصب لكي تختلف عن الصورة الاصلية للجملة الاسمية مرفوعة الجزئين وبعدها في الكثرة ان واخواتها فجاءت بعدها واقلها في الاستعمال ظن واخواتها هذا ليس معنى ذلك من الظن واخواته قليلة الاستعمال ولكنها بالنسبة اذا كانا وان اقل منهما بالاستعمال طيب اما الفاظ كان واخواتها فقد عدها ابن هشام وهي كما سمعنا ثلاثة عشر فعلا وابن هشام يعني لم يرتبها بحسب زمانها فكان الافضل لو انه اخر امسى بعد ظل لكي تكون هذه الافعال مرتبة بحسب الزمان المهم الفعل الاول منها كان وهي ام الباب يعني اكثرها استعمالا ولانها اكثرها استعمالا اختصت ببعض الاحكام التي سيذكرها ابن هشام في اخر هذا الباب ثم نبدأ من اول اليوم اصبح واضحى من الصباح والظحى وظل من الظلال التي تنشأ بالزوال قبله وبعده وامسى بالمساء وبات في النوم الذي يقع غالبا في الليل ثم صار وليس ثم الافعال المبدوءة بنفي او شبهة وهي ما زال وما فتئ وما برح وما انفك فان قلت دام خيرك ما دام هنا لا نقول انها من اخوات كان لانها لم تسبق بما المصدرية الظرفية ولو قلنا زال الشر فهل زال هنا تعمل عمل كان لا لم تسبق بنفي ولا بنهي ولا بدعاء ثم الفعل المبدوء بما الظرفية المصدرية وهو ما دام فهذه ثلاثة عشر فعلا خصتها العرب بهذا العمل ما عملها ذكره ابن هشام فقال بل يرفعنا المبتدع اسما لهن وينصبن الخبر خبرا لهن نحو وكان ربك قديرا فذكر ابن هشام عملهن ومن الامثلة والشواهد على ذلك كان قوله تعالى وكان الله غفورا رحيما وفي اصبح قوله فتصبح الارض مخضرة وفي اضحى قولنا اضحى الولد مسرورا وفي ظل قوله تعالى ظل وجهه مسودا وفي امسى قولنا امسى الرجل مهموما وفي بات قوله تعالى يبيتون سجدا وفي صار قولنا صار الحجر او صار الطين حجرا وفيما زال قوله تعالى وما ولا يزالون مختلفين وفي من فك نقول من فك المطر نازلا وكذلك ما فتئ ما فتئ زيد منتظرا وما برح قوله تعالى لن نبرح عليه عاكفين وفيما دام قوله تعالى ما دمت حيا هذا عملها فيما بعدها فكيف تعرب هي في نفسها كيف نعرب كان واصبح وليس ويكون ويصبح وكن واصبح نعربها اعراب الفعل ماضيا ومضارعا وامرا الا اننا نزيد في اعرابها فنقول ناسخ او ناقص فكان مثل دخل وخرج نقول فعل ماظ ناسخ مبني على الفتح لا محل له من الاعراب وكذلك ليس واصبح ولو قلنا كانوا لو قلنا فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره حركة المناسبة ولو قلنا كنت لو قلنا مبنية على الفتح المقدر منع من ظهوره الثقل او السكون الموجوب للتخلص من اربع محركات واضحى مبني على الفتح المقدر مانعا من ظهوره التعذر وهكذا نعرب كان الله غفورا كان فعل ماظ ناسخ مبني على الفتح لا محل له من اعراب هو اسم الله اسمه كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة وغفورا القبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة وفي قوله يبيتون سجدا يبيتون هذا فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون وواو الجماعة فيه يبيتون اسم يبيت في محل رف مبني على السكون وسجد خبرها منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهكذا الا ان كان واخواتها لا تعملوا هذا العمل مطلقا فبعضها مقيد بشرط فنقول شروط اعمالها هذا العمل فمنها ثمانية تعمل هذا العمل بلا شرط وهي الثمانية الاولى يعني كان واصبح واضحى وظل وامسى وبات وصار وليس هذي ثمانية تعمل هذا العمل ترفع اسمها وتنصب خبرها بلا شرط ومنها اربعة تعمل هذا العمل بشرط ان يتقدمها نفي او نهي او دعاء وهي ما زال واخواتها ما زال وما فتئ وما برح وما انفك لابد ان تسبق بنفي نحو ما زال محمد مسافرا ولا يزالون مختلفين لن نبرح عليه عاكفين لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم او تسبق بنهي بقول لا تزل مجتهدا يعني ابقى مجتهدا لان ما زال وما فتئ وما برح ومن فك هذه الاربعة كلها بمعنى بقي ما زال محمد مريضا يعني بقي مريضا من فك المطر هاطلا يعني بقي هاطلا فتقول لا تزل مجتهدا يعني ابقى مجتهدا قال الشاعر صاحي شمر ولا تزل ذاكر الموت فنسيانه ضلال مبين لا تزل ذاكر الموت يعني ابقى ذاكر الموت او في الدعاء والدعاء عندما تسبق بلا النافية لان نافية اذا دخلت على هذه الافعال يكون معناها الدعاء بخلاف ما ويكون معناها النفي ما زال محمد مريضا يعني بقي مريضا تخبر بانه ما زال مريضا لكن اذا ادخلت لا عليها قلت لا زال محمد معافا فانت لا تخبر بانه معافا وانما تدعو له بان يبقى معافا وعلى ذلك لو قلت لا زال محمد مريظا هذا دعاء عليه بان يبقى مريضا وربما قصدت ان تخبر بانه ما زال مريضا لكنك اخطأت واستعملت لا مكان ما وهذا من المواضع التي يخطأ فيها ومن ذلك قول الشاعر الا يسلمي يا دار مي على البلاء ولا زال منهلا بجرعائك القطر يدعو ان ينزل المطر القطر بجرعائها اي بساحاتها الفسيحة بقي فعل وهو ما دام وهو يعمل هذا العمل بشرط ان تتقدم هماء المصدرية الظرفية المصدرية يعني ينسبك منها ومن الفعل مصدر الظرفية يعني تقدر بمعنى ظرف الزمان كقولك لا ازورك ما دمت مهملا يعني لا ازورك مدة دوامك مهملا مدة هذا الظرف دوامك هذا المصدر قال تعالى واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا يعني مدة دوام حيا وكذلك انفك الحبل او بريح الخفاء فهذه شروط لاعمالها هذا العمل ثم تكلم ابن هشام رحمه الله على شيء من مسائل كان واخواتها فتكلم على حكم توسط اخبارها وتقدمها يعني تكلم على حكم ترتيب الجملة الاصل في كان واسمها وخبرها ان تتقدم كانا وان يتوسط اسمها وان يتأخر خبرها فتقول كان محمد كريما. هذا الاصل لكن ما حكم ان يتوسط الخبر وما حكم ان يتقدم الخبر فيقول ابن هشام ان توسط الخبر جائز وان تقدم الخبر جائز مع غيري دام وليس وسيتكلم على توسط الخبر وانه جائز وسيتكلم على تقدم الخبر وانه جائز مع غيري ليس ودما طيب واما تأخر الخبر فلم يذكره لانه الاصل وواضح انه جائز تكلم على توسط الخبر فقال وقد يتوسط الخبر نحو فليس سواء عالم وجهول يعني ابن هشام بتوسد الخبر في هذا الباب توسطه بين الناسخ واسمه ان ان يأتي الناسخ ثم الخبر ثم اسم الناسخ فيكون الخبر متوسطا بين الناس هو اسمه نحو كان كريما محمد والحكم ان هذا جائز كقوله تعالى خبره المنصوب متقدم وان تولوا هذه المصدرية تتأول مع الفعل بعدها بمصدر يعني ليس البر توليتكم وجوهكم بان تولوا هذا اسم مؤول وهو اسم كان مؤخر اذا فالاية فيها تقديم فيها تأخير وهذا على قراءة حمزة وحفص واما على قراءة ليس البر ان تولوا وهي قراءة بقية السبعة فليس فيها تقديم وتأخير. ومن ذلك قوله تعالى وكان تحته كنز لهما كان تحته كنز اي كان كنز تحته ثم قدم الخبر وهو شبه جملة فتوسط بين الناسخ واسمه ومن ذلك قول ابن هشام ومن ذلك البيت الذي اشار اليه ابن هشام وهو قول الشاعر سلي ان جهلت الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول اي ليس عالم وجهول سواء اي متساويين ثم تكلم ابن هشام على تقدم الخبر فقال وقد يتقدم الخبر الا خبر دام وليس ماذا يعني بتقدم الخبر في هذا الباب يعني تقدمه على الناسخ نفسه ويأتي الخبر اولا ثم الناسخ ثم اسم الناسخ كأن تقول كريما كان محمد وبين ابن هشام الحكم وهو انه جائز الا في خبر دام وليس جملة يظلمون كانوا يظلمون اذا كان اسم كان خبر كان لكن ما اعراب انفسهم انفسهم كانوا يظلمون مفعول به للخبر يظلمون واصل الاية والله اعلم كانوا يظلمون انفسهم وانفسهم مفعول به للخبر ثم تقدم معمول الخبر على الناسخ نفسه قالوا فدل ذلك على جواز تقدم الخبر نفسه وهذا استدلال صحيح لان المتقدم هنا المفعول به والمفعول به تقدمه يدل على تقدم عامله بخلاف ما لو كان المتقدم شبه جملة فان العرب تتوسع في شبه الجملة كما سيأتي اذا فتقدم الخبر على الناسخ نفسه جائز قال الا مع فعلين دام وليس اما منع تقدم خبر دام فمتفق عليه بين النحويين واما منع تقدم خبر ليس فمختلف فيه فاجازه كثير من المحققين وعلى ذلك يصح ان ان تقول بخيلا ليس زيد ومتبرجة ليست هند واحتجوا بذلك واحتجوا على ذلك لقوله سبحانه وتعالى الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم الناسخ ليس واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود الى العذاب ليس العذاب مصروفا هذا خبر ليس عنهم شبه جملة متعلقة بالخبر طيب ويوم يأتيهم هذا الظرف المتقدم على الناسخ نفسه يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم هذا الظرف ايضا متعلق بالخبر مصروفا يعني ليس العذاب مصروفا عنهم يوم يأتيهم فتقدم معمول الخبر وهو ظرف الزمان يوم يأتيهم على الناسخ نفسه قالوا فهذا يدل على تقدم الخبر والذين ردوا هذا الاستدلال قالوا ان المتقدم شبه جملة والعرب تتوسع في شبه الجمل ما لا تتوسع في غيرها والله اعلم ثم ثم تكلم ابن هشام رحمه الله على مسألة اخرى ولعلنا نتوقف هنا ونكمل ان شاء الله بعد الصلاة والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين