فبين متى يجب ان تكون للمعية ومتى يجب ان تكون عاطفة؟ ومتى يجوز الامران فقال وقد يجب النصب يعني على ان الواو للمعية وما بعدها مفعول معه وقد يجب النصب كقولك لا تنهى عن خلق واتيانه. ومنه قمت وزيدا ومررت بك وزيدا المجيء طب ولو جاء معا لجاز لك ان تقول جاء خالد مع جاء زيد وخالدا يجوز ان تقول جاء زيد وخالدا لان قال الى ان زيدان جاء مع خالد لكن هذا خلاف والمستثنى وسنرجئهما ان شاء الله الى الدرس القادم الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد بدأنا بباب المفعول له وقرأنا تعريفه عند ابن هشام وشرحناه وعرفنا من التعريف ان النحويين يشترطون في المفعول له اربعة شروط فاذا توافرت صح ان ينتصب المفعول له على المفعولية لاجلها فاذا انتفت هذه الشروط او بعضها فكيف يكون الحكم بين ذلك ابن هشام فقال فان فقد المعل فان فقد المعلل شرطا ترضى بحرف التعريف فان فقد المعلل شرطا جر بحرف التعليل نحن خلق لكم واني لتعروني لذكراك هزة وفجئت وقد نضت لنوم ثيابها يعني ان الاسم اذا فقد شرطا من هذه الشروط الاربعة التي ذكرت في التعريف فلا يجوز ان ينتصب على انه مفعول له وان دل على التعليل بل الواجب حينئذ ان يجر بحرف من احرف التعليل واشهرها اللام فمثال الفاقد لشرط المصدرية قوله سبحانه وتعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا والمخاطبون علة خلق الله سبحانه وتعالى ومع ذلك لم يصح ان ينتصبوا مفعولا له لانهم ليسوا بمصدر بل ضمير ومثلنا لذلك من قبل كأن تقول جئتك السمن او جئتك العسل فلا يصح لان السمن والعسل غير مصادر فيجب ان تجرها اللام جئتك للعسل او بمن جئتك من اجل العسل ومثال الفاقد لاتحاد الزمان كان تقول للطلاب استذكروا للنجاح فالنجاح مصدر وهو علة للاستذكار ولكن زمانه ليس زمان الاستذكار ولا مشارك له في الوقت بل الاستذكار زمانه قبل زمان النجاح فلا يصح حينئذ ان ينتصب بل تجره باللام وكقول الشاعر فجئت وقد نضت لنوم ثيابها لدى الستر الا لبسة المتفضل النوم علة النبض وهو نزع الثياب لكن زمان النوم وزمان النبض مختلف فنبضوا الثياب يكون قبل النوم فلا يصح حينئذ ان ينتصب على انه مفعول له وانما يجر بحرف تعليم ومثال الفاقد لاتحاد الفاعل كأن يقول الاستاذ للطلاب شرحت للنجاح او شرحت للفهم الفهم والنجاح مصدران ولكن الفاعل مختلف فالفعل شرحت فاعله المتكلم الاستاذ والنجاح والفهم فاعلهما الطلاب. يعني لتفهموا او لتنجحوا الا يصح حينئذ ان ينتصب على انه مفعول له وكقول الشاعر الذي ذكره ابن هشام واني لتعروني لذكراك هزة كم انتفض العصفور بلله القطر فالذكرى يعني تذكر علة العرو يعني الاصابة يقول اني تصيبني اذا تذكرتك عزة التذكر الذكرى علة للعرب. ولكن الفاعل مختلف ففاعل الذكر التذكر المتكلم يقول انا اذا تذكرت في وفاعل العرو الاصابة الهزة هي التي تعروه فلا يصح حينئذ ان ينتصب بل يجر بحرف تعليل هذا ما يتعلق بباب المفعول له. لينتقل الى مفعول اخر وهو المفعول فيه والمفعول فيه كما شرحنا هو المشهور ايضا بظرف الزمان وظرف المكان. فقال ابن هشام رحمه الله والمفعول فيه وهو ما سلط عليه عامل على معنى من اسف على معنى في من اسم زمان كصمت يوم الخميس او حينا او اسبوعا فالمفعول فيه يشمل المفعول في زمانه ويسمى ظرف الزمان ويشمل المفعول في مكانه ويسمى ظرف المكان والذي قرأناه هو تعريف من ابن هشام بالمفعول في زمانه المسمى ظرف الزمان وقد شرحنا من قبل المفعول فيه بقسميه ظرف الزمان وظرف المكان وعندما قرأنا التعريف وجدنا ان ابن هشام لم يزد شيئا على ما شرح في نحو المبتدئين الا ان تمثيل ابن هشام بهذه الامثلة الثلاثة مقصود كما سيأتي فتمثيله بصمت يوم الخميس تمثيل لاسم زمان مختص بالاضافة يعني ليس مبهما وتمثيله بحينا يريد صمت حينا تمثيل لاسم الزمان المبهم حينا ليس لم يخصص لا بوصف ولا باضافة وتمثيله باسبوعا اي صمت اسبوعا تمثيل الاسم الزمان المخصص والمقيد بالعدد يريد ان يقول ان اسم الزمان بكل انواعه يصح ان يقع ظرف زمان اذا كان بمعنى فيه سواء اكان مبهما ام كان مختصا باضافة او وصف او بعدد بخلاف ظرف المكان الذي سيأتي فانه اضيق لانه لا يكون الا باسم المكان المبهم. دون اسم المكان المحدود كما سيأتي ثم ذكر ابن هشام ظرف المكان فقال او اسم مكان مبهم عطفا على التعريف السابق اي ان ظرف المكان لا يكون الا مبهما لانه قال اسم مكان مبهم والمراد بالمبهم هو الذي لا يختص بحدود معروفة او بعدد معروف فلا يصح ان تقول جلست بيتا يعني في بيت او صليت مسجدا يعني في مسجد او درست جامعة يعني في جامع او مشيت شارعا يعني في شارع لان هذه ليست مبهمة بل محدودة محدودة يعني لها حدود في المسجد معروف مسجد معروف هذا المسجد له حدود والشارع معروف حدوده معروفة والبيت وهكذا اما طفوا الزمان المبهم فهو الذي ليس له حدود. لو سألتك عنه ما تستطع ان تحدده كقولنا امام اين الامام مهما استطعت ان تحدده لانه مختلف نسبي خلاف المسجد المسجد معروف هو المكان الذي حدد وعين لاقامة الصلاة فيه مثلا البيت الذي يبيت فيه الانسان وهكذا ثم ذكر ابن هشام ان اسم المكان المبهم الذي يجوز ان ينتصب على ظرفية المكانية محصور في ثلاثة اشياء فقال وهو الجهات السن كالامام والفوق واليمين وعكسهن ونحوهن كعند ولدان والمقادير كالفرسخ وما صيغ من مصدر عامله كقاعدة مقعد زيد فذكى رحمه الله ان اسم المكان المبهم الذي يصح ان يقع ظرف مكان منحصر في هذه الاشياء الثلاثة. فالاول الجهات الست والمراد بها الجهات الستة النسبية. وليست الجغرافية النسبية يعني امام وخلف وفوق وتحت ويمين ويسار الجهات النسبية لانها تختلف بالنسبة الى المضاف اليه امام زيد يختلف عن امام عمرو وهكذا وخلاف الجهاد الجغرافية فالشمال دائما اتجاهه واحد والجنوب والشرق والغرب وهكذا وما في معناها يعني كل ما دل على مكان مبهم مثل عند تختلف باختلاف المضاف اليه عند محمد يختلف عند زيد يختلف عند المسجد كذلك لدى كذا القبل وبعد اذا اضيف الى اذا اضيف الى مكان لقولك انتظرك قبل القرية او ان تدرك بعد المسجد وهكذا وتقول في الجهات النسبية جلست امام الاستاذ وصليت خلف الامام واسترحت تحت الشجرة وهكذا الامر الثاني من اسماء المكان المبهمة المقادير ما دل على مقدار فسافرت ميلا او مشيت برسخني او تقدم شبرا فهذه مقادير يصح ان تنتصب على الظرفية المكانية لانها مبهمة فان الميل وان كان معروفا مقدار لكنه غير معروف المكان نحن نسعى للابهام المكاني اينما كان الميل يختلف امر نسبي ميلك الذي مشيته يختلف عن ميذي وهكذا الثالث من اسماء الزمان من اسماء المكان المبهمة ما صيغ من مصدر عامله يعني اسم المكان الذي صيغ من الفعل الواقع فيه وهذا يدرس في الصرف اسم المكان واسم الزمان فالمكان الذي يفعل فيه الجلوس نسميه من هذا الفعل مجلس مجلس اسم مكان للجلوس والمكان الذي يفعل فيه القعود نسميه مقعد والمكان الذي يفعل فيه الوقوف نسميه موقف وهكذا اسم مكان فاذا اتيت باسم المكان هذا والذي وقع فيه فعله وليس شيئا اخر فحينئذ يكون من الاسماء المبهمة التي يصح ان تنتصب على ظرفية المكانية كقولك جلست مجلس زيد ما معنى جلست مجلس زيد على ان مجلس اسم مكان يعني جلست في المكان الذي جلس فيه زيد ليس جلست جلوس زيد ليس مصدرا ميميا بمعنى المصدر وانما اسم مكان او قعدت مقعد عمرو يعني قعدت في المكان الذي قعد فيه عمرو قال تعالى وان كنا نقعد منها مقاعدا للسمع يعني في مقاعد فهذا ما يتعلق بالمفعول فيه بنوعيه ثم انتقل ابن هشام الى المفعول معه فقال والمفعول معه وهو اسم فضله بعد واو اريد بها التنصيص على المعية مسبوقة بفعل او ما فيه حروفه ومعناه. كسرت والنيل وانا سائر والنيل وسبق الكلام على شرح المفعول معه الا ان ابن هشام هنا زاد في التعريف قيودا تحتاج الى شرح وتعليق فقوله اسم يخرج الفعل حتى ولو وقع هذا الفعل بعد واو معية كقولهم لا تأكل السمك وتشرب اللبن يعني مع شربك اللبن فالفعل هنا لا يسمى مفعولا معه وقوله فضلة يعني لا عمدة وهذا يخرج نحو قولهم اختصم زيد وخالد وخالد وقع بعد واو بمعنى مع. يعني اختصم خالد اغتصب زيد مع خالد لكن خالد الواقع بعد هذه الواو عمدة لان الفعل اختصم يدل على مفاعلة والمفاعلة لا تقع الا من طرفين فاكثر فالمعطوف والمعطوف عليه هنا عمدة لان الفعل يحتاج الى طرفين فلا يصح ان تقول اختصم زيد وتسكت كقولك ذهب زيد ونجح زيد وقوله بعد واو ليخرج ما بعد كلمة مع كقولك جاء زيد مع خالد فهذا لا يعد مفعولا معه وقوله اريد بها التنصيص على المعية ليخرج نحو قولنا جاء زيد وخالد واو العطف فان واوى العاطف يقولون تدل على مطلق التشريك ولا تقتضي ان المعطوف بعد المعطوف عليه ولا ان المعطوف قبل المعطوف عليه ولا ان المعطوف مع المعطوف عليه لا تقتضي شيئا من ذلك بل قد يكونا فعلى الفعل في وقت واحد جاء زين وخالد يعني معا فتقول جاء زيد وخالد قد يجيه زيد وبعد مدة يجيء خالد. فتقول جاء زيد وخالد او العكس يكون المعطوف خالد هو الذي جاء اولا ثم جاء زيد فتقول جاء زيد وخالد فهذه العبارة صالحة لكل هذه المعاني فليست نصا في المعية وكان الاكثر فيها ان الاول قبل الثاني لكن لا تقتضيه. لا تقتضي هذا المعنى ولهذا اشترط ان اشترط ان تكون نصا بالمعية ثم قال مسبوق بفعل او ما فيه حروفه ومعناه ليخرج نحو قولهم كل رجل وضيعته هذا الاسلوب كل جندي وسلاحه كل عالم وطريقته فالواو هنا ايضا واو معية ونصف في المعية يعني كل رجل مع ضيعته والخبر كما درسنا في المنتدى والخبر محذوف وجوبا يقدر بما يدل على الاقتران والتلازم. يعني كل رجل ضيعته مقترنان او متلازمان لكن وضيعته مسبوقة مضاف مضاف اليه لم تسبق بفعل ولا بما فيه معنى الفعل والذي فيه معنى الفعل هي الاسماء العاملة عمل الفعل وستأتي والذي اجتمعت فيه الشروط كقولك سرت والنيل يعني فعلت هذا الفعل بصحبة النيل او سريت والقمر او مشيت والصحراء او تمشيت والشاطئ هذا المفعول معه وقى بعد واو. هذه الواو نص في المعية وقد سبقت بفعل او بما فيه معنى الفعل كقولك انا سائر والنيل ونحو ذلك ثم بين ابن هشام حالات الاسم الواقع بعد الواو لان الواو هذه يحتمل ان تكون ومعية ويحتمل ان تكون واوا عاطفة على الاصح فيهما ويترجح في نحو قولك كن انت وزيدا كالاخي ويضعف في نحو قام زيد وعمر. فبين حالات الاسم بعد الواو قد يجب ان تنصب هذا الاسم على انه مفعول معه وقد يجوز فيه الانتصاب على المفعول معه وان يكون معطوفا على ما قبله قد يكون العطف هو الافضل والاحسن والنصب على المفعول معه ضعيف فبدأ بوجوب النصب على انه مفعول معه وذلك عند وجود موجب له سواء كان هذا الموجب معنويا ام كان لفظيا الموجب المعنوي نحن لا تنهى عن القبيح واتيانه لا تنهى عن القبيح لا تنهى عن القبيح ينهاك ظاهر الكلام ولا حاجة اليه بل الافضل ان تسند الفعل اليهما لانهما قصدا هذا الفعل وفعله اتقول جاء زيد وخالد فلهذا يكون الارجح هنا الرفع ولو نصبت لم يكن خطأ لا تنهى عن القبيح واتيانه. الواو للمعية واتيانه مفعول معه يعني لا تنهى عن القبيح مع اتيانك اياه يستقيم هذا المعنى اذا مفعول معه والواو للمعية بمعنى مع لكن ما يصح ان نجعل الواو عاطفة لفساد المعنى. لان المعنى سيكون حينئذ لا تنهى عن القبيح ولا تنهى عن القبيح هذا لا يصح فلا يصح ان تكون له عاطفة لان العاطفة تشرك تجعل ما قبلها في حكم تجعل ما بعدها في حكم ما قبلها والموجب اللفظي نحن قمت وزيدا ومررت بك وزيدا فقمت وزيدا التافه قمت فاعل الفعل قام والفاعل هنا ظمير رفع متصل ويذكرون في باب العطف ان الضمير ان ظمير الرفع المتصل لا يحسن العطف عليه دون فصل لا يحسن العطف عليه دون فصل فالبصريون يوجبون الفصل وتقول قمت انا وزيد او قمت اليوم وزيد اي اي فاصل ولا تقول قمت وزيد والخوفيون لا يجيبون ذلك وانما يقدمونه فعند البصريين لو لم تأتي بالفاصل وقلت قمت وزيدا حينئذ يجب ان تنصب زيد على انه مفعول معه لان العطف ممتنع وعند البصري وعند الكوفيين يجوز الوجهان وفي قولك مررت بك وزيدا بك البحر افجر والكاف في محل جر بالباء وفي باب العطف ايضا يذكرون ان المعطوف عليه اذا كان ضمير جرد متصلا وجب فيه الفصل ايضا اسف اذا كان المعطوف عليه الضمير جرب متصلا وجب ان تعيد الجار مع المعطوف فتقول مررت بك وبزيد سلمت عليك وعلى زيد وعليها وعلى الفلك ما تقول عليها والفلكي سلمت عليك وزيد هذا لا يجوز عند البصريين والكوفيون لا يجيبونهم وانما يقدمونه وعلى قول البصريين لو قلت مررت بك زيدا لنصبت على انه مفعول معه ولا يجوز ان تجعل الواو عاطفة وتجر. سلمت مررت بك وزيد فهذا موجب لفظي وعند الكوفيين يجوز الوجهان فلهذا قال ابن هشام على الاصح فيهما يعني فيه خلاف وابن هشام يتابع في ذلك الجمهور فهذه الحالة الاولى وجوب نصب الاسم بعد بعد الواو اذا كان هناك موجب معنوي او لفظي لذلك الحالة الثانية ترجح النصب يعني انه يجوز في هذا الاسم بعد الواو ان تجعل الواو للمعية فتنصب الاسم بعدها وان تجعله عاطفة فتجعل الاسم معطوفا على ما قبلها وذلك في نحو كن انت وزيدا كالاخي كن انت وزيدا كالاخي هذه المسألة بلاغية يعني اذا كنت تخاطب انسانا بينه وبين اخر خلاف فتقول له كن انت وزيدا هذا الذي تختلف معه الاخ كلامك الان موجه لهذا المخاطب ام موجه له ولزيد الاصل انه موجه لهذا المخاطب لانه هو الذي عندك وتخاطبه وزيد غير موجود فكلامك ليس موجها لزيد الواقع بعد الواو اذا فتقول كن انت هذا الخطاب له. كن انت طب وزيدا فتجعل زيدا مفعولا معه يعني افعل معه كما تفعل مع الاخ لكن لو وجهت كلامك له ولزيد كلاهما موجود وتوجه الكلام اليهما حينئذ تجعل الواو عاطفة وتعطف ما قبلها على ما بعدها لان الكلام موجه اليهما. فتقول كن انت وزيد وحينئذ ستقول كالاخوين كن انت وزيد كالاخوين لان الخبر سيوافق المبتدأ كالاخويت هو الخبر وانت اسم او اه يعني اسم كن الضمير المستتر وانت توكيد له فاصل ومن ذلك ايضا قول الشاعر وهو مثله فكونوا انتم وبني ابيكم مكان الكليتين من الطحال ادت خلاف بينهم الشاعر يقول هذه القصيدة لهؤلاء المخاطبين كونوا انتم وبني ابيكم مكان الكليتين من الطحال يعني كونوا معهم متفاهمين ويقترب بعضكم بعضا كالحال بين الطحال والكليتين فهو يخاطبهم فوجه الامر اليهم كونوا انتم وبنو ابيهم ليسوا موجودين وليس الكلام موجها اليهم. فنصبهم على انه مفعول معه. كونوا انتم مع بني ابيكم كونوا انتم وبني ابيكم ولهذا لو كانوا موجودين وكان الكلام موجه اليهم جميعا لكان يجعل له عاطفة ويعطف ما بعدها على ما قبلها فيقول كونوا انتم وبنوا ابيكم. وكان الكليتين من الطحال والكليتين مثنى كلية وهي بضم الكاف وكسرها كلية خطأ والطحال في كسر الطاعة وضمها خطأ فبعض الناس يعكس ويقول كليه طحال والصواب كلية وطحال ويجوز في كل يوم كلوة المشهور كلية واهل اليمن يقولون كلوة والحالة الثالثة للاسم بعد الواو ترجح الرافع ترجح الرفع وذلك اذا امكن دون ضعف اذا امكن دون ضعف دون مانع نحن جاء زيد وخالد يعني ان هذا فعل المجيء وهذا فعل المجيء فماذا ستقول جاء خالد جاء زيد وخالد. لان كل واحد منهم ما فعل بهذا يقول ابن هشام قد انتهى من المفاعيل الخمسة الا انه لم ينتهي من الاسماء المنصوبة. لانه بدأ بالاسماء المنصوبة فذكر في اولها المفاعيل الخمسة ليبقى له الكلام على ثلاثة اسماء منصوبة وهي الحال والتمييز والمستثنى فانتقل الى الحال فقال الحال وصف فضلة يقع في جواب كيف كضربت اللص مكتوفا وفي شرح المبتدئين شرحنا الحال شرحا وافيا وذكرنا العلاقة بين الحال وبين النعت وقول ابن هشام وصف اي اسم يدل على حدث وصاحبة وهذا يشمل اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة والصيغة المبالغة واسم التفظيل وقوله فظله يعني ليس عمدة. ليخرج الخبر لو قلت زيد ضاحك وظاحك هذا ايظا وصف ويبين حالة محمد لكنه عمدة لانه خبر وقوله بجواب كيف هذا بيان لفائدة الحال ووظيفته فالحال تبين الحالة والهيئة التي هي في الحقيقة جواب لكيف فعل الفاعل الفعل او فعل المفعول به الفعل ثم قال ابن هشام وشرطها التنكير سبق في شرح المبتدئين ان الفرق بين النعت والحال ان النعت يوافق المنعوت في التعريف او في التنكير واما الحال فهو ايضا صفة لصاحبها الا ان الحال تخالف صاحبها في التعريف والتنكير فهي نكرة وصاحبها معرفة فاذا قلنا جاء الرجل ثم اردنا ان نصفه بالضحك فان جعلناه مثل الرجل في التعريف جاء الرجل الضاحك او في التنكير جاء رجل ضاحك فنقول نعت وان تخالفا يعني الوصف الموصوف في التعريف والتنكير فقلت جاء الرجل ضاحكا صار الوصف حالا ولهذا يشترط في الحال ان تكون نكرة. ويشتت في صاحب الحال كما سيأتي التعريف ليحدث لتحدث هذه المخالفة فلهذا قال ابن هشام بعد ذلك وصاحبها التعريف او التخصيص او التعميم او التأخير نحن خشعا ابصارهم يخرجون في اربعة ايام سواء للسائلين وما اهلكنا من قرية الا لها ينذرون قوله صاحبها معطوف على الهاء في قوله وشرطها يعني شرط الحال التنكير وشرط صاحبها التعريف والمراد بصاحب الحال هو من جاءت الحال مبينة لهيئته وحالته يعني هو الموصوف بالحال واذا قلت جاء محمد ضاحكا فضاحكا الحال وصاحب الحال محمد لان ضاحكا بينت حالة محمد فبين من هشام ان صاحب الحال الاصل فيه ان يكون معرفة وهذا هو الاكثر والاصل كقولك جاء محمد ضاحكا وجاء الرجل خائفا وفي قوله تعالى خش عن ابصارهم يخرجون يعني يخرجون خشعا ابصارهم يخرجون حملة كونهم خشعا ابصارهم ولذلك لو جاءت الحال في بعض تنام العرب معرفة فاننا نأولها بالنكرة كقولهم ادخلوا الاول فالاول. يعني ادخلوا مرتبين وكقول العرب ارسلها العراك يعني الابل يعني ارسلها معتركة وبقولهم ذهب وحده يعني وذهب منفردا وهكذا وقد يكون صاحب الحال غير معرفة يعني نكرة لكن حينئذ يجب ان يكون نكرة قريبة من المعرفة اما ان يكون نكرة خاصة او نكرة عامة او نكرة متأخرة عن الحال فيكون نكرة خاصة يعني خصصت بوصف او باظافة وهذا يقربها للتعريف كانت تقول جاء طالب مجتهد ضاحكا فضحك الحال وطالب صاحب الحال وقد تخصص بالوصف مجتهد او تقول جاء طالب علم ضاحكا هذا يجوز ومن ذلك قوله تعالى في اربعة ايام سواء للسائلين فسواء هذا مصدر بمعنى مستوية في اربعة ايام حالة كونها مستوية للسائلين ومثال النكرة العامة ان تقول ما جاء طالب الا ضاحكا فالحصر والقصر هنا جعل النكرة عامة تعم جميع الطلاب تعم جميع الطلاب يعني كأنك قلت الطلاب فهذا ايضا يقربها للتعريف ومن ذلك قوله تعالى وما اهلكنا من قرية الا لها منذرون ما اهلكنا من قرية الا لها منذرون الحال لها منذرون جملة اسمية منذرون مبتدأ لها خبر مقدم لها منذرون وهذه الجملة الاسمية وقعت حالا من قرية ما اهلكنا من قرية الا في هذه الحالة ان لهم ان لها منذرين ومثال الحال اسف ومثال نكرة المتأخرة عن الحال كأن تقول جاء ضاحكا طالب واذا تقدمت الحال على صاحبها النكرة جاز في صاحبها ان يكون نكرة جاء خائفا رجل لكن ما تقول جاء رجل خائفا ومن ذلك قول الشاعر يلوح كانه خلل يعني لميت طلل وموحشا حال لكنه قدم فقال لميت موحشا طلاله صح بذلك كون صاحب الحال نكرة فهذا ما يتعلق بالحال ليبقى لنا من الاسماء المنصوبة التمييز