بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين. خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. ابدأوا بعون الله تعالى وتوفيقه هذه المجالس المباركة في التعليق على مقامات الامام الحريري رحمه الله تعالى. والمقامات هي لون ادبي مبني على السجع. يتفنن صاحبه عادة في اساليب العرب وفنون الكلام تارة يجعله في غرض واحد تارة يتفنن فيه في عدة اعراض ومن شأنه ايضا الاحماض ومن شأنه كذلك ايضا ان يحيل على امثال العرب. وان نحيل على اساليبهم وتراكيبهم المشهورة. واول من كتب في هذا الفن هو بديع الزمان الهمذاني وهو وامام اجيب معروف ومقاماته مشهورة. وقد حذا الحريري ان حذوه وصرح بذلك في مقدمته كما سنرى ان شاء الله. واقبل الناس على مقامات الحريري وتلقاها بالقبول بما اشتملت عليه من الفنن من الادب وفنون الظرافة. ومن البلاغة ومن حسن السبكي والترصيع اللغة وجودة الشعر. آآ فهي بحق آآ روضة من رياض الادب اشتغل الناس بها بل لا يعلم كتاب في الادب اشتغل الناس به كاشتغالهم بهذا الكتاب ومؤلف هذا الكتاب هو ابو محمد القاسم ابن علي الحريري البصري رحمه الله تعالى المتوفى سنة عشر وخمسمئة للهجرة. آآ صيته مشهور معروف من مؤلفاته درة الغواص في اوهام الخواص. وله منظومة في النحو تسمى ملحد الاعراب وله قصيدة يجمع فيها الضاءات وهذا مما عنج به كثير من اهل العلم في الفرق بين الظاء والضاد لانهما متقاربان في الصفات كما هو معلوم. كما قال ابن والضاد باستطالة ومخرج يميز من الظاء. واعتنى بجمع جميع الرضاءات الموجودة في القرآن الكريم. اعني ابن الجزري. فكذلك الف رجال وعلماء كثر آآ في جمع اوضاعات ومنهم ايضا ابن مالك كذلك كتاب منثور وله قصيدة منظومة ايضا في هذا الغرض. وكتاب وقامات هو واسطة عقد الحريري رحمه الله تعالى. كان اديبا نابها نابغة سريعة البديهة مما يروى في بديهته انه سمع به رجل فاعجب بعلمه ونباهته وادبه فزاره آآ ليأخذ عنه املاء بعض الادب وشعر العرب. ولما جلس الرجل الى جنبه نظر الرجل الى الحرير فلم تعجبه صورة الحرير لم يكن وسيما لم يكن. فعرف الحريري ذلك في وجه الرجل. فقال لم جئت؟ قال لطلب املاء الادب والشعر. قال اكتب ما انت اول سار غره قمر او رائدين اعجبته خضرة الدمن فاختر لنفسك غيري انني رجل مثل المعيد فاسمع بي ولا ترني. فاسمع بي ولا تقول العرب تسمع بالمعيدي خير من ان تراه. ما انت اول سار غره قمر او رائد اعجبته هو خضرة الديمني فاختر لنفسك غيري انني رجل مثل المعيتي فاسمع بي ولا ترن اه لا نطيل ان شاء الله في المقدمات واه قد تركنا تقديم لمادة الادب لاننا قد ذكرنا طرفا من ذلك آآ في تقديمنا لدروس الحماسة. فنحيل على ما ذكرناه وهنالك لعل فيه بغية وكفاية ان شاء الله. قال المؤلف رحمه الله تعالى اللهم انا نحمدك على ما علمت من البيان. اللهم هذه الميم عوض عن ياء النداء. الاصل ان شاء الله. ولكن العرب في الغالب تعوض ياء النداء ميما فتقول اللهم انا نحمدك الحمد والثناء. الحمد الثناء اي نثني عليك على ما علمت من البيان البيان المنطق الفصيح المعرب عن ما في الضمير. المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير. وفي قوله نحمدك على ما علمت فمن البيان براعة استهلال. وذلك انه سيتكلم في فنون من الادب وكلام العرب فشعر او جاء في مقدمته بما يشعر بمقصوده وهو كلمة البيان والهمت ايها نحمدك على ما الهمت اليه من التبيان. اي تبيان المعاني واظهارها كما نحمدك على ما اسبغت من العطاء واسبلت من الغطاء. اي نحمدك اللهم على ما اسبغت اي اضفيت واكثرت من العطاء اي من النعم. الاسباغ والاضفاء والشيء السابغ الضافي قال تعالى والنا له الحديد ان اعمل سابغات وقدر في السرد. فالسابغة هي الدروع الضافية فاسمع الشيء اتمه ومنه اسباغ الوضوء. كما هو معلوم. ونعم الله تعالى مسبغة على كل احد لا تحصى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. واسبلت اي ارخيت اسبل الثوب ارخيت قال هو الاسبال معروف في الكلام العربي. يعني والغطاء هنا معناه نحمدك على ما سترت من عيوبنا فجعل ستر العيوب كانه اسبال غطاء عليها كان هذه العيوب اسبل عليها مدة عليها وارخي عليها شيء يغطيها. اين احمدك على ان سترت عيوبنا؟ على ان سترت عيوبنا. قال واسبلت واسفلت من الغطاء. ونعوذ بك من شرة اللسان. اي من شدة اللسان لسن الفصاحة. والفصاحة قد تهلك صاحبها وقد توقعه في غير المحمود. وفضول الهذر. الهذر الهذيان والكلام الذي لا فائدة فيه. والفضول الزيادة الفضل الزيادة. كما نعوذ بك مما عرة الذكاء معرة العيب كانوا العي وقال له العي والحصر واللكم وفضوح الحصر. الوضوح سمو الافتضاح. والحصر صاروا العي وعدم انطلاق اللسان في الكلام. الحصار العج وعدم انطلاق اللسان في الكلام ونستكفي بك الافتتان باطراء المدح. اي نسألك ان تكفينا الفتنة باطراء والمبالغة في المدح. معناه نسألك ان تقيا الافتتان باطراء من تمدحونا. اي نسألك الا نفتن بسبب اطراء من يمدحنا. الاطراء قد يدخل على الانسان عجبا وكبرا. فهو يسأل الله سبحانه وتعالى ننجيه من البطر والكبر والعشب الذي ينشأ عن اطراء المادحين مبالغة المادحين في المدح. وارضاء المسامح لاخضاعه في الاصل المقاربة بين الجثنين. يضيع حياء ويضاء من ما يكلم الا حين يبتسم. والمراد به ان المسامحة قد يعذر اذا كان الزاني مسامحا قد يعذرك فيما تقول. فلا ينبغي ان تغتر بمسامحته لك في كل ما اتيت. كما نستكفي اي نطلبك ان تكفينا بك انتصابه اي التصدية لازراء القادح اي الاحتقار الطاعن اي الاحتقار من يطعن فينا وهتك الفاضح اي آآ هتك من يفضح الناس استار عيوبهم نستغفرك من سوق الشهوات الى سوق الشبهات. قال نستغفرك اي نسألك المغفرة. من السوق اي مما ساقتنا الشهوات اليه اي ملذات الحياة الدنيا اليه من الشبهات. شبهات الامور المشبهة التي يشبه ان تكون حراما. وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الحلال بين وان حرام ابين وبينهما امور مشبهات. ودلوقتي مشبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى شبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. كما نستغفرك من الخطوات او الخطوات اه الى خطط الخطيئات اي نستغفرك من نقل خطواتنا جمع خطوة بالضم وقد تفتح وهي ما بين القدمين خطأ خطوة خطوة ما بين القدمين اي نستغفرك مما حملتنا اقدامنا اليه مما لا يرضيك. من خطيئات. من خطط خطط في العصر ما يختطه الانسان لنفسه ويحوزه. والخطيات والخطيئات الخطايا اي ذنوب؟ ونستوهب منك توفيقا قائدا الى الرشد. اي نسألك يا ربنا توفيقا يقودنا الى الرشد. وقلبا متقلبا مع الحق. اي ان تجعل قلبنا يدور مع الحق. حيثمادا ولسانا متحليا بصدق. نسألك ان تجعل السنتنا متحلية بالصدق صادقة ونطقا مؤيدا بالحجة. وان تجعل نطقنا اي كلامنا مؤيدا بالحجة والحجة والبرهان والدليل كما هو معلوم. واصابة زائدة عن وان تعطينا وتمنحنا اصابة. الاصابة ضد الخطأ ان نكون مصيبين اصابة زائدة اي دافعة عن الزيغ تدفعنا عن الزيغ. ذاده اي رده وكفه ريدوها والله لا ذدناكم ابدا ما دام في مائنا. ورد اللي والرادي والزيغ الميل عن الحق. اي نسألك اصابة تردنا وتكفنا عن الميل عن الحق وعزيمة العزيمة ما يعقد الانسان عليه قلبه مما يصمم على فعله. اي نسألك ان ترزقنا عزما قاهرا لهوى النفس الهوا ما تميل اليه النفس. وقد نهى الله سبحانه وتعالى ونهى النفس عن الهوى اي نسألك ان ترزقنا عزيمة على الحق نقهر بها هوى النفس اي ميل النفس الى الشبهات والشهوات. وبصيرة ندرك بها عرفان القدر. اي وان ترزقنا بصيرة اي اصابة في الاعتقاد. وقلبا مبصرا للحق اوكي. ندرك بها عرفان القدر. وان تسعدنا بالهداية. هي ان تجعلنا سعداء وبهدايتنا الى الدراية. اي ان تجعلنا سعداء بان تهدينا الى برعاية اي اكتساب المعارف. وتعضدنا بالإعانة تقوينا عضده قواه بالاعانة بان تعيننا على الابانة. اي على النطق الفصيح والكلام الفصيح بلغي للمقصود. وتعصمنا ان تمنعنا من الغواية. اي من السفاهة والضلال نعم قال آآ وتصرف سيبنا من الغواية في الرواية وتصرفنا عن السفاهة في الفكاهة. اي وتصرفنا عن السفه وهو الطيش وخفة العقل وقلب ابو عذره اي هو منشأه. واصل هذه الكلمة آآ من اه قولهم فلان ابو عذر وفلانة اول من تزوجها. اول من يتزوج المرأة يقال له ابو عذرها المعنى ان ان سائر الابيات والاشعار التي وردت في هذه المقامات في الفكاهة الفكاهة هي ما يستملح ويستظرف من المزاح وآآ تفنني في الانتقال من من غرض الى غرض. حتى نأمن بذلك حصائد الالسنة اي حتى تكون حصائد السننا السنتنا مأمونة. كان يشير الى الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه في الحديث الطويل الذي سأل فيه معاذ النبي صلى الله عليه وسلم اخبر فقال له اخبرني عن عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله ثم ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم شرائع الاسلام ثم قال له في اخر الحديث اولا ادلك على ملاك ذلك كله؟ قال قلت بلى يا رسول الله. فاخذ بلسانه وقال امسك عليك هذا. قال قلت وانا لمؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله؟ قال ثكلتك امك. وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد دول سنتهم. اننا حصائد الالسنة اي ما يتكلم به الانسان من الكلام في الجد والهزل كثير من الناس يكب على وجهه والعياذ بالله في النار بسبب حصائد ما حصدته السنتهم فهو هنا قال حتى نأمن حصائد الالسنة كانه اشار الى الحديث. ونكفى غوائل الزخرة ايوة آآ نكفأ اذا استجيب دعاؤنا هذا فاننا سنكفى غوائل جمع غائلة وهي ما يغول فيهلك اي مهلكات الزخرفة وهي تزيين الباطل. فلا نريد مورد مأثمة. اي فاذا عصمتنا بعصمتك يا ربنا فاننا لن نرد مورد مأثمة. اي لن نأتي مكانا نأثم فيه ولا نقف موقف مندمة. اي ولا يحصل منا وقوف في مكان نتندم فيه يكونون داعمة علينا. ولا ترهق ولا نرهق بتبعة ولا معتبة لا نرهق ان يشق علينا بتبعة التبعة ما يطالب به الانسان من الحقوق كالديون ونحوها والمعتبة ما المعاتبة اي اللوم اي نريد ان يتحقق دعاؤنا هذا حتى لا نقف في مكان نأزم فيه. ولا نطالب حتى لا نقف في مكان نأثم فيه. ولا نطالب بتبعة اي بحقوق ولا ديون. ولا نفع نفعل ايضا معتبة اي لا لا نستحق معتبة اي لا نفعل شيئا يعتب فيه علينا اي نلام عليه. ولا نلجأ الى معذرة عن بادرة ايوه اذا عصمتنا يا ربنا فاننا لن نلجأ الى الاعتذار الى معذرتنا اعتذار عن بادرة ما يفعله الانسان اول الامر من غير روية ولا تفكير مما يوجب آآ اللوم. آآ ما يفعله الانسان من الخطأ اول الامر من غير تفكير يقول بدر منه كذا اي وقع منه خطأ آآ اولا من غير روية فمن عصمه الله سبحانه وتعالى فانه لا يحتاج الى معذرة عن بادرة لانه بعصمة الله تعالى له لن تقع منه آآ بادرة. اللهم فحقق لنا هذا به يحقق لنا هذه المنية التي نتمناها. وان الله هذه البغية اي هذا الامر الذي نبتغيه ونحبه ولا تضحنا عن ظلك السابغ. لا تضحنا اي اه لا اه تزل عنا ظلك اه يقال اه ضحى هو البروز الى الشمس ضحي يضحى. قال تعالى ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى. وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى. وفي مرة اخرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى. لا تضحى اي لا يؤذيك الضحى وهو آآ حر الشمس والمعنى ان الله سبحانه وتعالى ضامن لنبيه ادم عليه السلام ضروريات الحياة. ضروريات الحياة هي هي الماكل والمشرب والملبس والمسكن. هذه اصول الضروريات. الطعام. واللباس والسكن ان لك لا تجوع فيها ولا تهرى. وانك لا تظمأ فيها ولا لا تضحى معناه ان عندك سكنا آآ يكنك عن الشمس ويمنعك من الضحايا وهو التأذي بضوء آآ الشمس وحرارتها قال عمر ابن ابي ربيعة رأت رجلا اي مائدة الشمس وعرضته فيضحى واما بالعشي فيخسر يضحى اي آآ يبرز للشمس او يؤذيه حر آآ الشمس. ولا تضحنا عن ظلك السابغ اي لا تخرجن آآ عن نعمتك هذا هو المقصود. السابق اي تقدم ان السابقة معناه الضاهي طويل. ولا تجعلنا مضغة للماضي. اي لا تجعل الناس يتكلمون في اعراضنا. ويثلبون اه اعراضنا كأننا لقمة في افواههم وكانهم ويأكلون يأكلوننا كما يأكلون الطعام ياكلون الغيبة غيبتنا كما يأكلون الطعام. ولا تجعلنا مضغة للماضي. فقد مددنا اليك يد سألناك فمددنا اليك هذا المسألة. وبخعنا اي اذعنا واعترفنا اخعنا بالاستكانة. اعترفنا لك باستكانتنا اي بضعفنا والمسكنة اي مسكنتنا واستنزلنا كرمك الجمع طلبنا منك كرمك الجم اي الوافرة الكثيرة. وفضلك الذي نعم ايوة طلبنا فضلك الذي يعم الناس شمل الناس. بضراعة الطلب. ضراعة في الاصل الضعف والذل اي بطلب الذليل اي طلبناك ونحن خاضعون اذلاء. لك وبضاعة الامل. اي ليس عندنا من بضاعة الا الامل اي الا رجاؤك. ثم اما بالتوسل بمحمد سيد البشر. اي افضل البشر. النبي صلى الله عليه وسلم هو افضل الناس. ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال انا سيد ولد ادم المشفع في المحشر اي الذي يشفعه الله سبحانه وتعالى في الناس يوم القيامة شفاعة كبرى وهي المقام المحمود الذي يحمد فيه النبي صلى الله عليه وسلم يحمده الاولون والاخرون. عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وحديث الشفاعة المتواتر. الذي ختمت به النبيين اي جعلته خاتما بفتح التاء وكسرها. الخاتم والخاتم وهو قري بهما ايضا في المتواتر النبي نبي الياء وكذلك النبيئين بالهمزة يقال النبي بالياء ويقال النبيء بالهمزة اما النبيء بالهمزة فاشتقاقه من النبأ لانه منبأ اي مخبر عن الله سبحانه وتعالى. واما النبي فيمكن آآ اه ان يكون اصله اه النبي كما وقع اه قالب ثم ابداله. اه اقصد ابدال ثم ادغام ويمكن ان يكون من مادة نبأ ينبوب بمعنى ارتفع. وهما لغتان فصيحتان مقروء بهما في المتواتر كما هو معلوم. قراءة تنافع النبيئين بالهمزة النبيء بالهمز الا ان قالوا قرأ موضعين من سورة الاحزاب بالياء. وعليه تدار في عليين. عليت درجة النبي صلى الله عليه وسلم في اعلى الجنة. على تفسير علمنا باعلى الجنة لان المفسرين اختلفوا في هذه العبارة ان كتاب الابرار لفي عليين وما ادراك ما عليون. قيل ها هو مكان في اعلى الجنة. وقيل هو ديوان للخير تدون فيه يدون فيه ما عمله الصالح صلحاء الثقلين. المهم المفسر نختلف فيه وهو هنا جرى على انه منزلة في الجنة لذلك قال واعليت درجته في عليين. ووصفته في كتابك المبين فقلت تبقى انت قصدك القائلين وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. وصلى الله سبحانه وتعالى نبيه في كتابه بانه رحمة. فقال الله تعالى والله سبحانه وتعالى اصدق القائلين ومن اصدقه من الله حديثا وما ارسلناك الا رحمة للعالمين اللهم فصل عليه. اسألك ان تصلي يا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله الهادين. واصحابه الذين الدين وعلى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين شادوا الدماء رفعوا عمادهم. وجعلنا لهديهم لهدي وهديهم متبعين. الهدي السنة والسيارات اي وجعلنا متبعين لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة اصحابه واله الطاهرين. وانفعنا بمحبته ومحبتهم اجمعين. اي وانفعناه بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم. وبمحبة اصحابه والتابعين. والمحبة عمل يشرع التوسل به قال فانا بمحبته ومحبتهم اجمعين. انك على كل شيء قدير. وبالاجابة جدير دون اي حقيقة. وبعد. هذه العبارة تسمى فصل خطاب لانه يفصل بها خطاب سابق عن لاحق وهي من فنون التخلص في كلام العرب لان التخلص تارة يكون بحسن ما يسمى بحسن التخلص وهو الانتقال من غرض الى غرض لرابط معنوي دون الاستعانة اداة يشعر بالانتقال. ومنه قول الله تعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم الله غفور حليم. للذين يؤلون من نسائهم تربص واربعة اشهر. فان فان الله غفور وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم. والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروب. انظروا الى هالكلام يقول الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم. هذه الاية تتعلق باحكام الايمان. ولكن نؤاخذكم بما كسبت قلوبكم الله غفور رحيم. وقع الانتقال من احكام الايمان الى نوع من الايمان له علاقة بالطلاق وهو الإيلاء ان يحلب الرجل عن مواقعة امرأته وهذا الإيلاء آآ اما ان يرجع فيه الرجل في المدة التي حدد له الشرع او فيها او ان يؤول ذلك الى ماذا؟ الى الطلاق. للذين يؤلون من نسائهم. نحن الان انتقلنا من احكام الايمان الى نوع من الايمان هو الايلاء. للذين يؤلون من نسائهم تربص اربعة اشهر. فينفعوا اي رجعوا فان الله غفور رحيم. وان الطلاق فان الله سميع عليم. والمطلقات. انتقلنا الى الطلاق. لان الايلاء من نتائجه الطلاق ثم من تلك من ذلك انطلقنا الى احكام الطلاق. فهنا القارئ يتغير له موضوع دون ان يشعر لما بين الكلام من الترابط. ماذا يسمى هذا يسمى حسن التخلص؟ هذا يسمى حسن التخلص هناك ما يسمى ببراعة الاستهلاك. اه اقصد عفوا اه ما يسمى باحسن التخلص ما يسمى اه فصل الخطاب فصل الخطاب هو ان يؤتى باداة تشعر بالانتقال. هذه الادوات اشهرها اما بعد. ولم تقع في القرآن الكريم ولكنها كثيرة في خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله. اما بعد كثيرة في الحديث النبوي ووقع في القرآن من هذه الادوات هذا هو ذلك. هذا وان للطاغنة لشر مع هذا هذه الكلمة تشعر بالانتقال من غرض الى غرض ذلك ومن يعظم حرمات الله. ذلك هذه ادوات يقع بها الانتقال من غرض الى غرض هناك ما يسمى بالاقتضاء وهو الانتقال من كلام الى كلام او من موضوع الى موضوع اخر دون ربط بينهما. يمثلون له بقول ابي تمام لو رأى الله ان في الشيب خيرا جاورته الولدان في الخلد شيبا. كل يوم تبدي صروف الليالي خلقا من ابي سعيد غريبا. هذا بيت يتعلق بالمشيب وذمه. البيت الذي بعده في مدح رجل. كل يوم انتم دي صفوف الليالي وخلقا من ابي سعيد غريبا. لو رأى الله ان في الشيب خيرا جاورته الولدان في في الخلد شيبا. كل يوم تبدي صروف ليالي خلقا من ابي سعيد غريبا. هل شهدنا ما بعد هذه آآ يفصل بها؟ آآ الكلام عن اللاحق. فانه قد جرى ببعض اندية الادب. الاندية جمع ناد. والنادي هو اه الجماعة القوم ما داموا آآ مجتمعين في مجلسهم. فاذا خرجوا من المجلس سمي مجلسا ولكنه لا يسمى ناتجا الا اذا مجتمعينا اه فيه. قال تعالى فليدعوا ناديا يقال النادي والندي فانه قد جرى ببعض اندية الادب الذي ركدت في هذا العصر ريحه يعني لان الادب في عصره هو قد يعني تراجع عن ما كان عليه من الظهور والشيوع ومن الازدهار فسكنت ريحه فما بالك بهذا الزمان طبعا! اذا كانت قد ركدت في عصره هو. وخابت مصابح خبت النار هدأت وسكن لهيبها. كلما خبت زدت ساعرا والعياذ بالله. قال وخبت مصابيحه اي انطفأت مسابحه جرى ذكر المقامات. ذكر فاعل جرى. التي ابتدعها اخترعها واتى بها من اول الامر على غير مثال سابق. الابتداع الاتيان بالشيء على غير مثاله ابتدعها بديع الزمان وعلامة همدان. هو ابو الفضل احمد بن الحسين الهمذاني كان عالما واديبا كبيرا وقد كتب مقامات تسمى مقامات اه بديع الزمان. وعزم الى ابي الفتح الاسكندري نشأتها او نشأتها. والى عيسى بن هشام روايته. يعني انه جعل صاحب القصة ابا الفتح الاسكندري وجعل راوي القصة هو عيسى ابن هشام. وهذي اسماء غير معروفة كما هو وكلاهما مجهول لا يعرف. ونكرة لا تتعرف. كما يقال اسماء مستعارة. اه هذه اسماء غير معروفة. بل هي في الحقيقة لا وجود لها اصلا. هو نسج قصة وجعل لها اشخاصا اه شخصا وهو صاحب القصة واخر هو الراوي طبعا اه هو يريد ان يعلم الناس فنونا من الادب وان يعلمهم اساليبها من كلام العرب. فتوسع اه في نسج قصة وجعل لها قويا وجعل آآ لها آآ صاحب قصة. قال وكلاهما مجهول لا يعرف ونكرة لا تتعرف فاشار من اشارته حكم وطاعته غنم؟ يعني ان سبب تأليفه لهذه المقامات انه طلب منه ان يؤلف مقامات على غرار المقامات التي كان قد الفها بديع الزمان آآ الهمذاني فاشار اليه من اشارته حكم اي من اشارته هي طلبه حكم. كانه ايجاب علي. قيل هو السلطان اه واسمه انو شروان بن خالد. وقيل فيه غير ذلك. وطاعته غنم غنيم متى؟ اشار الي بماذا؟ ان انشئ مقامات اتلو اي اه اتبع فيها تلو البدي. اي اتبع فيها بديع الزمان اي لها مذاني. فاتي بمثل ما اتى به. وان لم يدركوا الظالع اه والضلع. يعني انه يشبه نفسه بالظالع وهو الذي يضلع اي في مشيته عرج وهمز في المشي ويشبه البديع بالضليع القوي السمين فلا شك ان مشيتهما آآ مختلفة وان ضالع يصعب عليه ان يمشي مشية الضلع. فشبه نفسه وشبه البديعة الضلع. فذاكرته بما قيل فيمن الف بين كلمتين ونظم بيتا او يقول لما سألني هذا ذكرته ذكرت له ان من الف فقد استهدف اي جعل نفسه هدفا فن لان الناس آآ يقعون فيه وسيتكلمون في عيوب ما قاله شعرا او نذرا ما الف كتاب الا وتكلم فيه بعض الناس اه عابوا واه يقولون ان من الف كتابا او قال شعرا فانه يعرض على الناس عقله. والناس سيتكلمون في صنعه فهو يخشى ان يتكلم الناس فيه بعيب اذا حاول ان آآ يحذو حذو بديع الزمان الهمذاني فذكرته بما قيل في من الف بين كلمتين ونظم بيتا او بيتين من هذا المقام الذي فيه يحار الفهم صقلته طالبته ان يقيلني ان يعفيني من هذا المقام اي من هذا الطلب الذي طلب مني في محاكاته جميعه على لسان ابي زيد اي مما جعلت اه صاحب القصة في اه رجلا يقره ابو زيد السروجي وقد الادبي هل هو رجل حقيقي؟ ام هو خيالي؟ على كل حال القصص ليست له جماعة لكن هل يوجد رجل اسمه ابو آآ مقامات بديع الزمان. الذي فيه يحار الفهم. ويفرط وان يسبقوا الوهم اي الغلط اي يسبق فيه الغلط الى الانسان او يغلبه الغلط يصبروا غار العقل. يصبروا ان يختبروا غور اي عمق العقل. لان من كتب او قال شعرا او نذرا فان الناس يمكن ان يعرفوا عقله من خلال ما كتب. وتتبين المرء في الفضل. يعني انه بهذه الكتابة تتبين قيمة الانسان في الفضل ويضطر صاحبه الى ان يكون كحاطب ليل او جاري برجل وخيل. يعني ان من حذى حذو بديع الزمان والف في هذا الفن فانه سيضطر الى ان يكون كحاطب ليلة اطب ولا يجمع الحطب. والليل معروف. والحاطب الذي يجمع حطبه في الليل يخلط عادة بين الجيد والرديء لانه لا يرى الاشياء على حقائقها فهو لا يرى الخشب حتى يعرفه هل هو جيد ام رديء وقد توسعوا في اطلاق هذا فاطلقوا على كل من يجمع بين الجيد والرديء انه حاطب ليل لانه آآ يجمع كل ما تهيأ له حسنا كان او غير حسن كالمحتطب بالليل فانه لا يدرك جيد الحطب من رديه اجمعوا ما تيسر له جيدا كان او غير جيد. ويكون ايضا كجانب رجل وخير الرجل والرجال والرجالة جمع رجل وهو الماشي على رجليه الراجل الذي يمشي على رجليه يجمع على رجل واجلب عليهم بخيلك ورجلك. ويجمع ايضا على رجال وقوموا لله قانتين فان خفتم فرجالا اي ماشيين على ارجلكم وركبانا. واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا هاي ماشية على ارجلهم. والمعنى انه سيجمع بين القوي والضعيف سيجمعه بين الراجل الذي لا براس له وبين الفارسي الذي له خير. وقلما سلم مكثار او اقيل له المكثار الذي يكثر الكلام. يعني ان من يكثر الكلام من كثر كلامه كثر خطأه. من كثر كلامه كثر خطؤه فقد لما سلم مكثار. وقل ما اقيل له عيثار. ايضا. اقالة كثرة معناه عدم المؤاخذة بالخطايا. عدم المؤاخذة بالخطأ. فقل وقيلت عثرة اه المكثاري. فلما لم يسعف بالاقالة ولا اعفى من المقالة لبيت دعوته تلبية المطيع. يعني انه حين طلب منه ان يكتب هذه المقامات استعفى اولا عن بكتابة هاء وذكر ان الناس يتكلمون في عرض كل من الف وعرض كل من كتب وان مما تعرف به مقدار عقل الانسان وان المشتغل به سيجمع وبين رديء وجيد فيكون كحاطب ليل لكن هذه الاعذار لم تقبل لم يقبلها الطالب. قال فلما لم يسعف اي لم يعني بالاقالة اي بالاعفاء من هذا الامر ولا اعفاني من المقالة. لبيت دعوته اجبت دعوته تلبية المطيع وبذلت في مطاوعته جهد المستطع. بذلت الجهد اي قدر ما استطيع. بذلته. والانسان ان ما يكلف بما يستطع اذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه الى ما تستطيع وانشأت على ما اعانيه من قريحة جامدة وفطنة خامدة وروية ناضبة وهموم ناصبة خمسين مقام قال اجبته لذلك. وانشأت على ما اعانيه من جمود القارحة وآآ من خمود الفطنة اي كال الفهم والذكاء. واراوية اي فكرة ناضبة غائرة ناقصة وهموم ناصبة او هموم عند تدعو الى النصب وهو التعب فاذا فرغت انشأت خمسين مقال. طبعا هذا منه تواضع اه قال ان قريحته جامدة وان فطرته خاملة وان نرويته ناضبة ثم ذكر انه انشأ خمسين مقامة تحتوي على جد القول وهزله الهزل ضد الجد ورقيقي اللفظ وهو سهله وعذبه. وجزله اي قويه. وغرر تاني ودرره. الغرر جمع غرة. ما هو مشهور واضح او ما هو جميل. والدرر جمع درة. وملاح الاداب ونوادرهم ولح وما يستظرف ويستحسن من الكلام ملح الادابه ونوادره الى اي مع ما وشحتها به من الايات ما جئت به من الايات اي من ايات القرآن الكريم. ومحاسن الكنايات ورصعته اي اه اتقنت صنعته وترتيبه فيها من الامثال العربية ما ذكرته فيها من الامثال العربية مرتبا. واللطائف جمع لطيفة. وهي اه ما يستظرف واه وما ينبو عنه الذهن من النكت الادبية ولا حاجة الى الغاز النحوية والفتاوى اللغوية ورسائلي المبتكرة. هل سيأتي كله ان شاء الله تأتي امثلته والخطب المحبب المزينة حب رشيد تحبيرا زينه في الحديث ان ابا موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم لقد اوتيت مزمارا من مزامر ال داود قال لو كنت اعلم انك تسمع لحبرته لك تحبيرا اه حسنتوا حسنتوا والمواعظ المبكية ولا ضاحك جمع اضحوكة ما يدعو الانسان الى الضحك الملهية. مما زيت الساروش. بعضهم قال لا يوجد رجل اسمه زيت. وانما هذا السمون اخترعه الحريري وجعل انه بطلا لهذه الروايات والمقامات كل قصة من قصصهن اه انشأها اه على هذا الرجل. وقيل انه يوجد رجل حقيقي. يقال له ابو زيد السروش وآآ ان آآ الحريري جعله بطل هذه المقامات وصاحبها ولكن الذي يظهر ان انها وانه وان كان آآ حتى ولو كنا بوجوده ان بعض الروايات ما هي منسوبة اليه؟ وآآ ليست جميع هذه القصص آآ منسوبة الى اه ابي زيد على وجه الحقيقة. على كل حال هو مختلف وهل هو شخص حقيقي ام خيالي؟ واسردت روايته الى الحارث ابن همام قبل الامام البصري لم يختلفوا انه آآ اسم مستعار. انه لا وجود له. وآآ وهو الراوي لجميع هذه المقامات. حدثنا الحارث بن همام. نعم اخذه الحريري آآ من حديث اصدق الاسماء حارث وهمام. فكل انسان حارث انه عامل كادح في هذه الحياة وكل انسان همام ذو هم يهم بالاشياء. آآ فهو في الحقيقة آآ اسم مستعار. وليس اسما حقيقيا واما السروج فقد اختلفوا فيه هل له وجود اه ام لا لكن نسبة القصص اليه لا نظن انها تصح على كل حال حتى ولو بوجوده. وما قصدت بالاحماض فيه الا تنشيط قارئه. الاحماض آآ هو بالطرف والملح والافتنان بالخروج من مقام الى مقام واصله الاحماض للابل الابل آآ النبات الحلو الذي يسمى خلة. فاذا اكلت من الحلو اشتهت اكلر اكل الحمض والحمض كل ما فيه مرارة او ملوحة من النبات. كل ما فيه مرارة او ملوحة من النبات. وهو للابل كالفاكهة للانسان. يقولون ان الخلة للابل كالخبز للانسان. وان الحمض فاكهة والابر تشتهي الحامضة. آآ فاذا اكلت الخلة اي النبات الحلوة فانها تشتهي اكل الحامض اي ما فيه ملوحة او آآ مرارة آآ فيذهبون بها الى آآ النبات الذي فيه احماضه. فتوسعوا في اطلاق آآ هذا هذه العبارة. حتى اطلقوها على التفنن في الاساليب وآآ واستعمال ما كان منها فيه فكاهة قال ما قصدت بذلك الا تنشيط قارئيه وتكثير سواد طالبيه اي وكثرة طالبيه اي الراغبين فيه. ولمودعه من الاشعار الاجنبية الى بيتين فذين اسست عليهما بنية المقامة الحلوانية واخرين التوأمين ضمنتهما خواتيم المقامة الكرجية. يعني ان جميع شعاري التي ستأتيك بهذا الكتاب هي من شعر الحريري. المقامات يمكن ان تعتبر ديوانا للحريري لان جميع الاشعار في هذا الكتاب هي له الا ثلاثة ابيات فقط. آآ الى اربعة ابيات آآ بيتين مفردين غدين اي كل واحد منهما مفرد ليس ليس من قصيدة واحدة اه اسس عليهما المقامة الحلوانية التي ستأتي ان شاء الله. واخران التوأمين واخرين التوأمين بيني يعني هما قالهما شاعر يعني في وقت واحد فهذا هو القصيد الابيات الشعرية بيت واحد يسمونه يتيما. والبيتاني اه يسمى يعني توأمة سماني توأمين. والثلاثة اي لا السبعة تسمى نتفة او الى الستة. والسبعة وما فوقها تسمى قصيدة فهو استعان باربعة ابيات. ببيتين فذين كل واحد منهما للشاعر. وببيتين لشاعر واحد في آآ من نص واحد. قال واخران التوامين ضمنتهما خواتم المقام تلك رجة وما عدا ذلك فخاطري ابو عذره. اي ما عدا هذه الابيات الاربعة مما تظفر به من الشعر في هذه المقامات فخاطر اي فؤاد فتحية من انشائه هو فهو ابو عذرة. ومقتضب حلوه ومره وانا مقتضب مبتكر ومرتجي حلوه اي حسنه ومره رديه. هذا مع اعتراف بان البديع رحمه الله تعالى سباق غاية يعني انه يعترف بان بديع الزمان سبقه الى فن المقامات فهو سباق غايات رحبوا ايات. وان المتصدي بعده لانشاء مقامه. يعني ان من تصدى بعد بديع الزمان الهمداني. لانشاء ما قامت من المقامات فانه ولو اوتي بلاغة قدامى. قدامة هو ابو الفرج قدامى ابن جعفر الكاتب البغدادي يضرب به المثل في الفصاحة والبيان. يقول ان من تصدى لفن المقامات بديع الزمان الهمداني ولو اوتي آآ بلاغة وفصاحة قدامة ابن فانه مع ذلك لا يغترف الا من فضالة اي من البقية التي بقيت من الادب عن بديع الزمان. ولا يسري ذلك المسرى الا بدلالته. اي الا وهو مستدل بما كتبه قبله بديع الزمان. ولله در القائل ذكر هنا بيتين عدي بن الرقاع العاملي. من قبيلة عاملة. اه قبلهما قول الشاعر قوله ومما شجعني انني كنت نائما اعلل من فرط الكرع بالتنسم الى ان بكت وارقاء في اصن ايكتن تردد مبكاها بحسن ترنم فلو قبل مبكاها بكيت صبابتا بسعدا. شفيت النفس قبل التندم ولكن بكت قبلي فهي فقلت الفضل للمتقدم. فهو هنا قال فلو قبل ما ابكاها اي ما ابكى تلك الحمامة بكيت صبابة اي رقة بالشوك وحرارة له. بسعدا شفيت النفس قبل التندم ولكن بكت قبلي. فهي جليل بكاء بكاءها وقلت الفضل للمتقدم. وهنا يعترف بالافضلية للمتقدم الذي هو بديع الزمان. آآ الهمداني يعترفوا بالافضلية منه اما المؤلفون عادة منهم من يعترف بالافضلية لمن تقدم. ومنهم من لا كما قال ابن مالك ذائقتنا الفية بني معطي. على كل حال دعا له وهو بسبب كان حائزا تفضيلا مستوجبا تناير جميلة والله يقضي بهبات لكنه لم يعترف له بالافضلية فقال فائقة الفية ابن معطي لا هو هناك هذا آآ جاء بهذا البيت وقلت الفضل للمتقدمين وآآ على كل حال هذه القاعدة ليست على اطلاقها. كما قال المبرد بالكامل ليس لقدم الزمان. يصدق القائل ولا لحددانه يحتضن المصيب وانما يعطى كل ما يستحق. وقال ابن مالك رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه التسهيل واذا كانت العلوم منحا الهية ومواهب اختصاصية فغير مستبعد ان يدخر لبعض المتأخرين ما عسوا فهمه على كثير من المتقدمين. لان الاسبقية لا تستلزم الافضلية. آآ بل الغالب في العلوم ان العلوم لا تنشأ محررة. وان الاساليب لا تنشأ ايضا كذلك محررة وانها انما تتحرر مع مرور آآ الزمن آآ فيقع التحرير بعد ذلك. بل لا يعلم فن من قانوني نشأة متكاملة الا اذا استثنينا علم العروض تقريبا ما لم العروض لم يزد فيه شيء يذكر بعد الحمد بعد الخليل بن احمد. اما مثلا مر بدرجات متطاولة. وكذلك آآ علم الاصول درنا الامام الشافعي رحمه الله تعالى وقد اه اه يعني تطور بعد الامام الشافعي كثيرا ونضج كده لكن للمتقدم على كل حال السبق فضل السبق فالبديع بديع الزمان لها مذاني هو اول من كتب هذه المقالات فله فضل السبكة على كل حال ولكن لا يلزم من سبقه ايه اه انه اه اكثر اجادة ممن جاء بعدها. قال وارجو الا اكون في هذا الذي والمورد الذي تورطته كالباحث عن حتفه بظلفه. يقول ارجو ان لا هذا الكلام الذي ذكرته في هذه المقامات الى ان يكون سببا في النيل من عرضي وسببا في احتضامي. وحينئذ اكون كالباحث عن حتفه اي موته بظلفه ظله للشاة آآ للانسان. وها الكلام اصله ان رجلا آآ كانت عنده شاة فاراد ان يذبحها فلم يجد شيئا. يذبحها. فجعلت الشاة تبحث برجلها فاستخرجت مدية اذا بمدية يعني السكين فقيل باحث عن حتشه بظله فاطلقوا هذا مثلا. انا عندما استخرجت مديرة اخذ السكينة فذبحها بها. يقول ارجو ان لا يكون هذا الكلام الذي يريده في هذه المقامات سببا في الاهتمام مني او في النيل من عرضي او في الطعن فيه اه فاني فانه ان كان الامر كذلك كنت كالباحث عن حتفه بظلفه وكنت كالجادع ماري بناء فيه بكفه اي من قطع ما لا من انفه بكفه. وحينئذ الحق بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. على اني وان اغمى لي الفطن المتغابي ونضح عني المحب المحابي لا اكاد اخلص من عمر جاهل. يقول مع اني وان اغمض عني. اي تسامح وتساهل معي الفطن ذو الفطنة العقل المتغابي الذي اه تظاهروا بالغباء والمقصود انه اه اه يتغافل عن الزلات ولا لا يظهرها هذا هو المقصود. ونضح عني ان يذب عني نضح رمي اه اه السهام بسرعة. اي ذب ودافع عني المحب المحابي. اي المعطي الذي يحبو مع ذلك اي انا وانصفني الفتن ودافع عني المحب فاني لا اكاد اي لا اقارب اخلص من غمر جاهل. عمره بالضمة هو الذي لم يجرب الامور او ذي غمر متجاهل. الغمر بالكسر الحقل امروا بالضم الجاهل الذي لم يجرب الامور. والغمر بالكسر الحقد. يقول انا لم اسلم من غمر اي من جاهل غير مجرب ولا من ذي عمر اي ذي حقد متجاهل. يضع مني لهذا الوضع اي يضعه مني ان يحطوا منزلتي احاول ان يحط منزلتي. لهذا الوضع اي لوضعي لهذه المقامات ونعم ويندد بانه من مناهي الشرع. اي اه يشهر ويكرر ان ما قلته من مناهي الشرع. يعني ان بعضهم يعترض عليه ان هذه المقامات كذب. وانه لا وجود للحارث ولا وجود وان هذا غير جائز شرعا ان يصوغ الانسان قصة على هذا الوجه وهي لم تقع اصلا ولا تقع. قال ومن نقد الاشياء اجاب عن ذلك؟ قال ان من نقد الاشاعة بعين المعقولين من نظر اليها بعين العاقل وانعم بنسخة وامعن وهما بمعنى يقال انعم اما النظر وامعنه ايجاده. في مباني الاصول نظم هذه المقامات في سلك الافادات وسلكها مسلك الموضوعات عن عجم هوات والجمادات يعني ان من كان منصفا فانه يعلم ان هذه القصص ليست حقيقية ولا يدعي صاحبها انها حق. وانما هي سالب من الادب كالقصص التي يضعونها على السنة الحيوانات وهي مشهورة عندهم ولا احد ينكر اه على احد ذكرها. لانها لا توقع الناس في غلط ولا توهموهم اه كذب لانهم يعلمون انها ليست حقا وانما يراد بها آآ تارة آآ بيان حكمة وتارة آآ بيان من اساليب العرب وهذا قديم يعني كتاب قليل واجبنا من الكتب القديمة جدا ترجمه ابن المكفأ هو كتاب اصل وضع على السنة الحيوانات. ولكنه كتاب من احسن ما يقرأ في آآ الحكم السياسية سياسة الراعي والرعية من احسن ما يقرأ فيها كتاب كليلة وهو كتاب موضوع على السنة الحيوانات. لكن كل ويتعلق بالسياسة. يعني من كان منصفا لم ينظر الى هذه القصة انها كذب وانما نظر اليها انها اسلوب من الاساليب التعليمية التي يتعلم الناس بها آآ لغة اهم الكتب والقصص الموضوعة عن العجماوات عن الحيوانات والجمادات ولم يسمع بمن نبا سمعه عن تلك الحكايات. لا نعلم من اه نبأ سمعه عن تلك الحكايات اي تباعد عن تلك حكايات ونهى عنها زجر عنها. او اثم رواتها في وقت من الاوقات. ثم اذا كانت الاعمال وبها انعقاد العقود العقود الدينيات اي كانت العقود الدينية انما تنعقد بالنيات فاي حرج على انشأ ملحا اي نوادر من الكلام مما يستظرف للتنبيه اي للتعليم وتنبيه الغافلين لا للتمويه آآ اي لا للاتيان بما ظاهره حسن وباطنه قبيح. ونحاب بها منحى التهذيب نحى اي قصد بها منحى اي جهة التهذيب لا الاكاذيب وهل هو في ذلك الا بمنزلة من انتدب للتعليم او هدى الى صراط مستقيم لان الناس سينتفعون بما آآ جاء به من الحكم وآآ آآ سينتفعون بما جاء به ايضا كذلك من من علم اللغة. على انني راض بان احمل الهوى واخلص منه لا علي ولا ليا. يقول على انني لا اريد مدحا على هذا الكتاب. ولا اريد اطرائا عليه. يكفيني ان اخلص ومن هذا الكتاب لا لي ولا علي كفافا لم آآ امدح عليه ولم اذم. فهذا معنى قوله على انني راض بان احمل الهوى واخلص منه لا علي ولا لي. وبالله اعتضد اي بالله اتقوى فيما اعتمد اي فيما اقصده. واعتصم اي اتمنى مما يصم ان يعيب عابه والوصمة العار والعيب. واسترشد الله سبحانه وتعالى يسأله الرشد الى ما يرشد. فما افزع الا اليه. ما المفزع الا الى الله سبحانه وتعالى. ولا الاستعانة الا به. لا استعانة الا بالله تعالى. ولا توفيق الا ولا موئل الا هو. عليه توكلت واليه انيب. وبه نستعين وهو نعم المعين ونقتصر على هذا القدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك. ونلقاكم في المجلس القادم مع اول هذه المقامات بحول الله تعالى وهي الصنعانية. مرحبا واهلا