بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين خاتم النبيين. وعلى اله واصحابه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحمل عقدة من لساني يفقهوا قولي. تبرأت من حولي وقوة واعتصمت بحول الله وقوته. وصلنا الى غزوة خيبر وهي اخر غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم لليهود مع وادي القرى التي تعد غزوة معها ومنهم من يفصلها عنها كما سيأتينا ان شاء الله. وكانت في المحرم من السنة السابعة كانت في شهر الشهر المحرم من السنة السابعة لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة نميلة بن عبدالله الليثي. وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يريد يهود خير. قال ثم لخيبرة ورشح النبي حيدرة يعني انه صلى الله عليه وسلم الراية والمتبادرة من ذلك انه دفعها اليه عند الخروج وفي بعض الروايات السيجرية والحديثية ان النبي صلى الله عليه وسلم دفعها له في بعض ليالي خيبر حين استعصى استعصى فتح بعض الحصون عليهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله افتح الله على يديه. وبات اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتطلعون الى من ستدفع اليه الراية لان النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بانه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما اصبح النبي صلى الله عليه وسلم غدا عليه اصحابه فقال اين علي بن ابي طالب وكان به رمد. فبصق النبي صلى الله عليه وسلم في عينيه فبرئتا ودفع اليه الراية وفتح الله عليه على يده حصون خيبر. رضي الله تعالى عنه وارضاه وفاز بالفتح يعني انه فتح خيبر. واليهود من عادتهم انهم لا يقيمون الا في محصنة جميع قرى اليهود فيها حصن. معدة للاعداء مع قتال يتحصنون فيها. كما قال الله تعالى لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدار ابن النضر تحصن من النبي صلى الله عليه وسلم وبنو كان تحصنوا وبنوك ينقع وبنو قراءة تحصنوا وكان النبي صلى الله عليه وسلم دائما يحاصره حتى ينزل على حكمه. لان الحصار سيؤدي الى ما عندهم من الطعام يعني احيانا يكون الحصار لا يمكنه ان يدوم طويلا. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحاصرهم على حكمه. وليس من عادة العرب التقري فمعظم قبائل العرب كانت من اهل البادية. اصلا وايضا ما لهم من القرى معظمهم ليس فيه حصن. مكة مثلا لم تكن محصنة لم يكن لها حصن ومواطن الانصار من المدينة لم تكن محصنة. لم تكن بها حصنا ايضا. اما الطائف فكانت فيها حصن ولذلك حصل النبي صلى الله عليه وسلم زهاء شهر. وكان عندهم قوت عام. كان عندهم من الطعام ما يكفيهم لمدة سنة كاملة فلما حاصره النبي صلى الله عليه وسلم سبعة وعشرين يوما خلص ذهب عنه وتركه لانه لا يناسبه ان يقيم عليهم شهورا عديدة. فرجع النبي صلى الله عليه سأله الصحابة ان يدعوا عليهم على مسألة تفصيله فقال اللهم اهد ثقيفا وات بهم مؤمنين فاستجيب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وامنوا. اما اليهود فهذه عادتهم. لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة مدنهم دائما وقراهم لها حصون. وقد حصنوا من النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر ولكنه فتح كل تلك كان عندهم سبعة حصن قال وفاز بالفتح وكانت الرسا بباب حصن لا اذ رسى اشار بذلك الى ما رواه ابن اسحاق وبعض اصحاب السير من ان النبي صلى الله من ان علي ابن ابي طالب طالب رضي الله تعالى عنه لما برز للقتال سقطت منه طرسه التي يجتن بها فاخذ بابا من ابواب تلك الحصون فرفعه بيده وجعله طرسا بينه وبين اعدائه. قال ابو رافع لما فرغنا من الكتاب كنت في سبعة نفر لذلك الى ذلك الباب فلم نستطع ان نرفعه ورد قاتل السفير مسلمة لصنوه محمد واسلم. يعني علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه غد اي اوثق. اسر. قاتل سبيل مسلمة اي اليهود الذي قتل محمودا ابن سلام. محمود ابن مسلمة محمود ابن مسلمة رجل من الانصار. قتل يوم خيبر. فاسر علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه قاتله ودفعه الى اخيه محمد بن مسلمة وقتله. وقال مرحبا اي قتل مرحبا. نرحب هكذا يضبطونه على وزن منبر وهو بطلا من ابطال اليهود معروف. خرج الى المسلمين ويقول انا الذي سمتني امي نرحب شاكي السلاح بطل مجرب. فتقدم له علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى اعلم كل ما في صحيح مسلم وقال انا الذي سمتني امي حيدرة في غابة كريه المنظر. انا الذي سمتني امي حيدرة. كليث غابة كريه المنظر. وذكرنا قبل علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه سمته امه اسد. لان امه هي فاطمة بنت اسد بن هاشم ابن عبد مناف ابن قصي ابن كلاب. وقد سمته على ابيها. وسماه ابوه علي فاشتهر بالاسم الذي سماه به ابوه وهو علي. واراد في هذا الرجس ان يقول امه سمته اسد فلم يتهجأ له ذلك من جهة الشام فجاء باسم من اسماء الاسد وهو حيدرة فحيدرة الاسد. فقال انا ليس مثلي حيدر هاي سمتني اسدا. هذا الذي يقصد وقد حجرا يعني ان مرحبا كان قد قطع حجرا كما اظفر به. جعل به منفرا. من الصخر به تمغر. وعامر بن لكوع استنشده خير الورى. وقال اذ انشده والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم استنشد ابن الاكوع. وكان حداء. والحداء الغناء الابل الابل حيوان يطرب. وكانت العرب تغني للابل. واذا غنت للابل نشطت وزادت في سيرها. وكان للنبي صلى الله عليه وسلم حاج يقال له انجشه وبناء الابل هو الحدى. يقول الراجس بغنها فهي لك الفداء. ان غناء الابل وقد كان عامر بن الاكوع حاجيا. فاستنشده النبي صلى الله عليه وسلم. امره ان ينشده. قال انشدنا فانشت الله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فانزل السكينة علينا وثبت الاقدام ان لقينا والمشركون قد بغوا علينا اذا ارادوا فتنة ابينا لما انشده هذه الابيات قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحمك الله. فاستشعر عمر الخطاب رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قد علم بالوحي طبعا ان عاملا سيستشهد يموت في نفس العزم. وقال هلا امتعتنا به يا رسول الله. قال وعامر بن الاكوعي وهو عم سلمة اللقاء. استنشده اي طلب منه الانشاد خير الوراء اي النبي صلى الله عليه وسلم. فقال عامر اذ انشده والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فانزلن سكينة علينا بت الاقدام ان لقينا والمشركون قد بغوا علينا اذا ارادوا فتنة ابينا. واذ للانشاد عليه هلك من رجوع سيفه اليه. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم لما انشده عامر بن الاكوع ترحم النبي صلى الله عليه وسلم عليه فقال يرحمك الله فمات عامر رضي الله تعالى عنه بسبب رجوع سيفه اليه. كان سيفه قصيرا ولما اراد ان يقاتل به رجع عليه حتى دخل في ركبته فنزف من ذلك فمات رضي الله تعالى عنه. واستشعر الفاروق الفاروق لقب لعمر بن الخطاب. رضي الله تعالى عنه. استشعر الفاروق ان يستشهد. يعني ان عمر رضي الله تعالى عنه فهم من ترحم النبي صلى الله عليه وسلم على عامر النبي صلى الله عليه وسلم قد علم بالوحي ان عامرا سيستشهد في تلك العظم استشعر فهم من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ان عملا سيستشهد. واخبر الهادي به اي قال هلا ان تعتنى به ولما قتل عامر جزع عليه ابن اخيه سلم سلمة بن الاكوع ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم شاحبا حزينا وقال ما بالك يا سلمة؟ قال قالوا ان عامرا قد حبط عمله. وذلك ان بعض الناس ظنوا ان عامرا لما مات بسيفه انه كأنه قتل نفسه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذب بذله اجره مرتين. ففرح سلامته بذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كذبه وقال ان عامرا شهيد رضي الله تعالى عنه وارضاه. وقتل التسعون من يهودا غزوة خيبر كانت نصرا مبينا لله ولرسوله للمسلمين واستشهد فيها خمسة عشر رجلا من المسلمين. ومات فيها تسعون من اليهود كما قالوا وقتلت تسعون من يهودا. واستشهدت يه اي رمز يهب بحساب الجملة مية وعشرة والهاء خمسة. فهي خمسة عشر رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الذين استشهدوا في هذه العزم. وفتح الله تعالى لنبيه غنائم عظيمة في هذه الغزوة وفسروا بذلك قول الله تعالى وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فهي معانم خير. المغانم التي غلبها النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر ومن القصص التي يرويها اهل السير هنا قصة الحجاج ابن علاط السلمي رضي الله تعالى عنه كان قد جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فاسلم. ثم قال يا رسول الله ان لي اموالا بمكة. اريد ان الحق بهذا استخلصها منهم. فهل بالكذب قريش لا تدري انه اسلم. فاذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل على اهل مكة فقالوا ما ورائك يا حجاج سمعنا ان الهالك يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سار الى خير فقال ورائي ما يسركم يا معشر قريش؟ اعينوني على جمع اموالي بمكة وساخبركم خبرا ينسيكم بدرا. فسعوا معه في جمع امواله فجمعوا له امواله على اسرع وقت. فقال ان اليهود قد ظافرت بمحمد صلى الله عليه وسلم. وقد قتلوا اصحابه قتلا شديدا. واسروه. وسيقدمون عليه السيرة تفعلون به ما تشاءون سرة قريش بذلك سرورا عظيما استبشرت بذلك انديتها وسمع العباس ابن عبد المطلب هذا الخبر فجاء الى الحجاج فقال ماذا تقول؟ فرآه خاليا فقال اتكتم عني؟ قال نعم. قال والله لقد ظفر ابن اخيك على يهود ولقد تركته عروسا على ابنة ملكي وقد اسلمت وما جئت هنا الا لاجمع ما لي ولكن اكتم عني ثلاثا اي ثلاثة ايام مدة ثلاثة ايام. ثم بعد ذلك حدث بما شئت فخرج الحسن وقد اخذ جميع ما له. فلما كان في اليوم الثالث لبس العباس عبدالمطلب حلته تعطر خرج الى الى اندية قريش يطوف بالبيت فطاف. فلما قرأت قريش قادوا ابا الفضل. والله لكأنه التجدد للمصيبة. قال وما المصيبة قالوا ما اصاب اخاك؟ قال ما ما اصاب اخي الا ما اصاب ابن اخي الا خير. والله لقد انتصر على يهود وهو عروس على ابن على ابنة ملكهم يعني صفية بنت رضي الله تعالى عنها. قالوا من اخبرك بهذا قال اخبرني الذي اخبركم. فلم يلبثوا ان جاءهم الخبر اليقين بان النبي صلى الله عليه وسلم قد فتحوا خير وآآ اصطفى النبي صلى الله عليه وسلم من سبي خيبر امنا صبية من تحويين رضي الله تعالى عنها. واعتقها وجعل عتقها صداقها. فتزوجها هي من بازواج النبي صلى الله عليه وسلم. غزوة وادي القرى هذه الغزوة منهم من يلحقها بغزوة خيبر لانهما كانا في رحلة واحدة. ومنهم من يفردها ووادي القرى هو وادي بين خيبر والمدينة. مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم في رجوعه من غزوة خيبر فعرض على اليهودي ان يسلموا. فلم يقبلوا. فقاتلهم صلى الله عليه وسلم حتى انتصر عليهم. ثم صالحهم على شطر ما يخرج من زروع ارضهم اي صالحهم على ان لهم الامان ولا يكرمهم على دخول الاسلام. ولكن عليهم ان نصف حصاد زروعهم كل سنة للمسلمين. فعاملوه على نصف ثمرهم واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم عليهم عمرو بن سعيد بن العاص. فكان هو الذي يأخذ ما عليه واهلكوا غلامه اي قتلوا غلامه قتلوا غلاما للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له متعة اي كان قد اخذ شنطة اي كساء من الغنيمة من غنيمة خيبر قبل ان تقسم وكان ذلك غلول منه. فلما قتل قال بعض الناس هنيئا له الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم كلا ان الشملة التي غلها لتشتعل عليه نارا. هذا ما يدل على خطورة الغلول ومن يغلو ليأتي بما غل يوم القيامة. اغلها فهي عليه شعلة ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وفي رجوعه الى المدينة عرس النبي صلى الله عليه وسلم ليلة اي نزل من الليل للاستراحة. ووكل ان يكلأ له الصبح فنام بلال ونام جميع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستيقظوا الا بعد طلوع الشمس القصة المشهورة. كان ذلك في مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبرة. ووادي القرى وعندما بدا له بدا للنبي صلى الله عليه وسلم جبل احد في قبوله قال هذا احد جبل يحبنا احبه. وقال اللهم اني حرمت ما بين لابتيها اي المدينة غزوة مؤتة. مؤتة قرية من قرى الشام وقد عدها مأوى اهل السير من الغزوات مع اتفاقهم على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج بها. ولم والغالب في استعماله انهم لا يطلقون الغزوة الا على ما خرج فيه النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه اما اذا ارسل طائفة من المسلمين للقتال ولم يخرج فهذا يسمى سريرة ومع ذلك فان معظم اهل السير سموها غزو. لان النبي صلى الله عليه وسلم اشربها على الامراء قبل ان يخرجوا وايضا آآ رفعت له المعركة فرآها وحدد الناس بما وقع قبل مقدمه النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج بنفسه فيها. كانت في شهر جمادى الاولى من السنة الثامنة. شهر جمادى الاولى. من السنة الثامنة وسلوك هذه الغزوة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان قد بعث رجلا من الصحابة يقال له الحارث ابن عمير الازدي. بعثه الى ملك الروم او ملك بصرى فقتلته غسان. فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يخرج جيشا يثأر لرسوله ولم يقتل من رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره. وكان من عادة الناس جميعا عربا وعجما ان الرسل لا تقتل. وان قتل الرسل فضيحة. من ارسل اليك رسولا عدوك اذا ارسل لك اليك رسولا فتقتله. ذلك النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رسل من المشركين وبعث رسلا اليه لا تقتل وقتلها فضيحة. فا جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشا من ثلاثة الاف مقاتل. ورتب الامراء. فقال امير زيد ابن حارث الكلب. حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه. فان اي اذا قتل فاميركم جعفر بن ابي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم فين اوصي ان قتل فاميركم؟ عبدالله بن رواحة بن ثعلبة قزرشة. واخرج فلما بلغوا موضعا يقال له معان بلغهم ان هرقلا قد خرج في مائة الف من الروم. وهم ثلاثة الاف فقط. المسلمون ثلاثة الاف فقط وهي رقم خرج اليهم في مائة الف. وقد انضم اليه من قبائل لحم وجذام وغسان الوف مؤلفة. فاختلفت رأيه. اختلفت اراءه. من من قال نبعث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى ان يمدنا بمدد او ان يأمرنا بشيء نفعله ثم حمسهم بعض المتشوقين الى الشهادة فقالوا والله ان التي تكرهون بالتي خرجتم من اجلها. اما النصر واما الشهادة. ان الله وعدكم احدى الحسنيين. فلا فنفذوا ما امركم به النبي صلى الله عليه وسلم. فصاروا حتى بلغوا الموتى وتقدم زيد ابن حارثة رضي الله تعالى عنه الكلبي باللواء فقاتله حتى قتل شهيدا رضي الله تعالى عنه ثم استلم الراية تجاهر ابن ابي طالب ابن عبد المطلب. رضي الله تعالى عنه سادة وشجاعة عظيمة. وقاتل وهو يحمل الراية حتى قطعت يمينه. فاخذها بيساره قطعت يساره ثم احتضنها بعضده رضي الله تعالى عنه حتى قتل. وكان يرتجز ويقول يا حبذا الجنة واقتراح طيبة وبارد شرابها. والروم روم قد دنا عذابها. علي الا لاقيتها ضرابها. ثم قتل شهيدا رضي الله تعالى عنه ثم استلم الراية عبدالله بن رواحة. كان قد تلكأ قليلا ثم اقدم واستلم الراية وقاتل بها وكان يقول اقسمت يا نفس لتنزلن لتنزلن او لتكرهن قد اقبل الناس وشد الرنة. ما لي اراك تكرهين الجنة؟ هل انت الا نطفة في شمة فقتل عبدالله مروحة رضي الله تعالى عنه حتى قتل شهيدا ايضا كذلك ثم سقط لواء المسلمين فاخذه رجل يقال له ذابت ابن اكرم. وقال يا معشر المسلمين ادفعوا الراية الى رجل منكم هو اهل الله فقالوا خذها قال لا. فدفعها الى خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه وهو اهل له. قاتل خالد رضي الله تعالى عنه و اجرى تغييرات على ترتيب الجيش حتى وقع حجز بين المسلمين وبين من الروم. ثم انسحبوا بالجيش رضي الله تعالى عنه. وكان هذا الانسحاب نصرا لانه يقاتل زهاء مائتي الف رجل. بثلاثة الاف. فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ولما قدموا تلقاهم بعض الناس يقولوا ايها الغرار فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليسوا بالفرار ولكنهم القرار ان شاء الله. ثم تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ائتوني بابناء جعفر فاتوه بابناء جعفر احتضنهم وقال اصنعوا لال جعفر طعاما فانه قد اتاهم ما يشغله كان النبي صلى الله عليه وسلم قد رفع الله له المعركة حتى رآه. واخبر الناس بجميع ما وقع فيها فقال تناول الراية زيد بن حارثة فاصيب ثم تناولها شعبا فاصيب ثم تناولها براحة فاصيب. ثم تناولها سيف من سيوف الله ففتح الله عليه. يعني بذلك خالد ابن رضي الله تعالى عنه. اقتصر على هذا القدر على فكرة