سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد اهلا وسهلا ومرحبا بالنبلاء والنبيلات في هذا اللقاء المبارك من لقاءات ومجالس لشرح منظومة صنعة من طب لمن حب في علم الادب وهذا هو المجلس الرابع من هذه المجالس المباركة وهذه المنظومة النافعة الطيبة التي نظمها وشرحها شيخنا النبيل الشيخ محمد ابن سعيد ابن الطوق ننموي جزاه الله رضوانه واحله من رياض القدس ميطانا ويقع علينا بصوته الندي النبيل شيخنا الكريم علي ابن الحسن العامري المقام لشيخنا النبيل الشيخ محمد اعانه الله وسدد خطاه وجزاه الله عنا خير الجزاء السلام عليكم ورحمة وعليكم السلام ورحمة الله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد الحديث في دواعي العناية بالادب وشواهد تأثيره وقد انتهى بها البيان الى الثامن منها وهو ان الادب ينزع الاحقاد نعم تفضل شيخنا احسن الله اليكم وجزاكم خيرا قلت حفظكم الله وينزع الحقد القديم المحتدم شاهده تميم عند المعتصم تعطل الثغر لاجل عرسه. عذر سراقة اتقاء حبسه. انت عمود الملك للممزق لا يدا مطرقها فاطلق. امنت عند انا يا شعبي فانصرفا من الايات تقي. موسى ابراهيم يشهد ان لي. كم صين من دمى ومن محارم بكلمة تملأ سمع الظالمين. وكم وكم نيل بشعر راقي. يسبي الفؤاد له من راق بارك الله فيكم من دواعي العناية بالادب انه يستعطف بيظا حتى يطفئ ذمة غضبه ويسد دفائن حقده وينزع الحقد القديم المحتاج يقال احتدمت النار اذا اشتد حرها واحتدم فلان الغيظة اذا تحرك من الغضب ومن اعجب ما انت سامع في هذا المعنى جميل شاهده تميم عند المعتصم خرج عن المعتصم عليه كثير من الاعراب وشاع ذكره حتى قيل ان المعتصم حلف انه ان ظفر به ليقتلنه بيده لا يكل قتله الى سياف ولا الى غيره ثمان تميم قمع وجيء به اسيرا بين يدي المعتصم ودخل حين دخل المقاسم ثابت الجنان دهش ولا وزن لانه مدعو الى وليمة لا الى قتل فلما مثل بين يديه دعا المعتصم بالنطع والسيل. والنطع البساط من الاديم الذي يوضع تحت من يراد قتله ورأى المعتصم ان يستنطقه لينظر اين جنانه ولسانه من هذا الثبات الذي رآه منه فقال يا تميم ان كان لك عذر فات به او حجة فادلي بها فقال تميم يا امير المؤمنين ان الذنوب تخرس الالسنة الفصيحة وتصدع القلوب الصحيحة ولقد عظمت الجريرة وكبر الذنب وساء الظن ولم يبقى الا عفوك او انتقامك ان يكون اقربهما منك واسرعهما اليك اولاهما بامتنانك واشبههما بخلائقك ثم انشأ يقول ارتجالا ترى الموت بين السيف والنطع كاملا يلاحظني من حيثما اتلفت ويكبر ظني انك اليوم قاتلي واي امرئ مما قضى الله يصلحه واي امرئ يأتي بعذر وحجة وسيف المنايا بين عينيه مصدة وما جزائي اني اموت وانني لاعلم ان الموت شيء ولكن خلفي صبية قد تركتهم واكبادهم من حسرة تتفتت كاني اراهم حين انعى اليهم وقد خمشوا تلك الوجوه وصوتوا فان عشتوا عاشوا امنين بغبطة تدود الردى عنهم وان مت موتوا تتبسم المعتصم وقال كاد والله يا تميم ان يسفي ان يسبق السيف العدل قد غفرت لك الصبوة للصبية ويقال انه ولاه على المدينة التي خرج عليه فيها تنال بلسانه ما لم يمله بسنانه معطل الثغر لاجل عرسه من اطرف ما روي في هذا المعنى خبر ذلك الفتى مع بشرق ابن مروان وبيشرب من مروان هو اخوه عبدالملك ابن مروان وقد ولي امرة العراقين البصرة والكوفة لاخيه عبد الملك وكان شديدا على من يعطل الثغرة اذا كان اذا ظفر لواحد منهم عاقبه عقوبة شديدة لا يقرها شرع ولا عرس كان فيما قيل يقيمه على كرسي ويسمر كفيه في الحائط المسمار وينزع الكرسي من تحته فيتركه يضطرب حتى يموت وكان فتى من بني عجل وكان حديث عهد بعرس فكتبت اليه زوجته تستزير فكتب اليها لولا مخافة بشر او عقوبته او اي شدة على كفي مسمار اذا لعطرت اذا لعطلت ثغري ثم زرتكم. ان المحب اذا ما اشتاق زوار فكتبت اليه ليس المحب الذي يخشى العقاب ولو كانت عقوبته في الفه النار بل المحب الذي لا شيء يمنعه او تستقر ومن يهوى به الدار فلما قرأ كتابها ثغره وانصرف اليها وهو يقول استغفر الله اذ خفت الامير ولم اخشى الذي انا منه غير مقتدر نشأنا بشر بلحم فليعذبه او يعفو عفو امير وما ابالي اذا امسيت راضية يا هند ما لي من شعري ومن بشري البصرة ما بقي الا يومين حتى وشى به واس الى بشر وقال علي به اوتي به فقال يا فاسق حط انت ثغرك فقال اعز الله الامير ان لي عذرا قال وما عذرك انشده ما كان بينه وبين زوجته من ابيات رق له باسم وعفا عنه وكان اول معطل لثغره لم يثمره بشر ابن سراقة اتقاء حبسه سراقة ابن نداس البرقي اخذه المختار ابن ابي عبيد اسيرا فقال للمختار علي اليوم يا خير ما عدت وخير من لبى وصلى وسجد عنه المختار وخلى سبيله ثم خرج عن المختار مع اسحاق ابن الاشعث اوتي به اسيرا وقال له المختار الم اعفو عنك وامن عليك اما والله لاقتلنك وقال سراقة لا والله لا تفعلوا ان شاء الله لان ابي اخبرني انك تفتح الشام حتى تهدي مدينة دمشق. حجرا حجرا وانا معك ثم انشده انا ابلغ ابا اسحاق ان عملنا حملة كانت علينا فاصبح ان قدرت فلو قدرنا لجرنا في واعتدينا تقبل توبة مني فاني سأشكر ان جعلت النقد دينا وخلى المختار سبيله وما ان خرج من عنده حتى خرج عليه مرة ثالثة. مع اسحاق ابن الاسعد واخذه المختار اسيرا اوتي به وقال مختار الحمد لله الذي منك يا عدو الله. هذه ثالثة وقال سراقة انظر الى تحيله قال امام الله ما هؤلاء الذين اخذوني اين هم؟ لا اراهم انا لما التقينا رأينا قوما عليهم ثياب بيض وتحتهم خيل بلق تطير تطير بين السماء والارض فقال المختار خلوا سبيله ليخبر الناس يعني ليخبرهم ان الملائكة تقاتل معنا وانها هي التي اثارته وانما قال سراقة ذلك لينجو ثم انه بعد ان اطلق المختار بصراحة عاد لقتاله وقال كفرت بوحيكم لان المختار كان يدعي انه يوحى اليه وقد ذكر ذلك ابن عباس رضي الله عنهما وقال صدق المختار الله عز وجل وان الشياطين يوحون الى اوليائهم يجادلوكم. وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه سيكون في ثقيف كذاب ومغير ذكر النووي في شرح مسلم ان العلماء اتفقوا على ان المراد بالكذاب المختار بن ابي عبيد هذا الحجاج بن يوسف قال سراقة المختار كفرت بوحيكم وجعلت نذرا علي هجاءكم حتى المماتي اقري عيني ما لم ترأياه عالم بالتراهات انت عمود الملك دين ومزقني الممزق العبدي جاهلي بلغه ان النعمان ابن المنذر اراد ان يجتاح قومه عبد القيس فكتب اليه ابياتا يقول فيها عليكم ملوك الارض بالحزم والتقى وغرب ندا من غرة المجد يستقي وامتى امود مهما تقل نقل ومهما تضع من باطن لا يحقق وان يبخلوا تجد وان يحرقوا بالامر تفصل وتفرقي احقا ابيت اللعنة ان ابن مزننا على غير اجرام مريقي مشرقي فان كنت مأكولا فكن انت اكل وانا فادركني ولما امزقني وصافح النعمان عن قومه بهذه الابيات وترك ما كان هم به من غزوهم. فانظر كيف ينزع الادب والاحقاد ويسب الغضب بل يدا نطلقها هذه اشارة الى خبر عمران ابن حطان وذلك انه كان من الخوارج وكان حداد حنقا عليه بسبب خروجه حتى جيء به اسيرا في ضمن اسرى الخوارج وقال يضرب عنقه وسب عمران واقبع في سبه قال عمران باسم ما ادبك به مؤدبك يا حجاج كيف امنت ان اجيبك بمثل ما جبهتني به او افحش؟ ابعد الموت منزلة اصانعك عليها اطلق الحجاج استحياء مما فرط منه وامر له بفرس وسرج وسيف وخلى سبيله فلما عاد عمران الى اصحابه الخوارج والله يا باسم معك. ما اطلقك الا الله وعد بنا الى حرب هذا الفاسد فقال عمران هيهات هيهات يدا مطلقها استرق رقبة معتقها وارسلها مثلا وفي هذا يقول في الشرخمقية ولا تعد لحرب من من ولو اتمنى فما غل يديك مطلقي. يشير الى هذا المثل انظر كيف سل غضب الحجاج عليه بحسن ده يعني نمت عندنا يا شعبي منصرف امنا ايا تقي كان حد كان الشعبي قد خرج في فتنة ابن الاشعث ولما خمدت الفتنة جعل الحجاج يتتبع من دخلوا في هذه الفتنة ومنهم الشعبي فلما جيء به ما عذرك اركان حداد يكرم الشعبية قبل الفتنة وقال الشعبي ايها الامير ان الناس قد امروني ان اعتذر اليك بغير ما يعلم الله انه الحق والله لا اقول في هذا المقام الا حقا والله خرجنا عليك واجتهدنا كل الجهد فما الونا. فما كنا بالفجرة الاقوياء ولا بالبررة الاتقياء ولقد نصرك الله علينا واظفرك بنا. فان سطوت فبذنوبنا وما جرت الينا ايدينا. وان عفوت فبحلمك وبعد فالحجة لك علينا فقال له الحجاج انت والله احب الي ممن يدخل علي يقطر سيفه من دمائنا ثم يقول ما فعلت وما شهدت قد آمنت عندنا يا شعبي انصرف انصرف الشعبي موسى وابراهيم يشهدان لي الحداد كان يطلب رجلا ليقتله وفر الرجل قد فر الرجل ما ندري اين ذهب وهذا حاله موجود استدعاه الحجاج واراد النكال به وقال الا ما تنكرون به وقال الحداد من اجل قريبك فلان اولا جئتك بشاهدين يشهدان على برائتي قال موسى وابراهيم عليهما السلام وقال حجاج وكيف ذلك؟ كيف يشهد موسى وابراهيم على براءتك كان الرجل قوله تعالى ام لم ينبأ بما في صحف موسى وابراهيم الذي وفى اي لا تزر وازرة وزر اخرى فضحك الحداد وقال اما هذا فقد الهم حجته فاتركوه من المعلوم ان الحجاج كان يؤاخذ الرجل على جريرة غيره وقد اعلن ذلك في خطبته اول ما قدم العراق اميرا. فقال والله لالحونكم نحو العود ولاعصبنكم عصب السنمة ولاضربنكم ضرب غرائب الابل. ولاخذن البريء بالسقيم. ونحسن بالمسيء. والمطيع بالعاصي. حتى نستقيم لي قناتكم ومن اخبار الطريفة في اخذ الانسان بجريرة غيره ما حكاهم زاحف ان امرأة وقالت له ان هذا الصبي عاق لا يطيع امه احب ان تفزعه واخذ المعلم لحيته والتقمها في فمه وحرك رأسه نصيحة صيحة هائلة فزعت الام وقالت انما قلت لك افزع الصبي ليس اياي وقال لها اما علمت ان العذاب اذا نزل اهلك الصالح والطالح كان مصعبا يا ربي في مقاتلي مصعب بن الزبير باسرا من اصحاب المختار ابن ابي عبيد امر بقتل اسير منهم وقال الاسير يا امير المؤمنين آآ قال يا ايها الامير ما اقبح بك ان اقوم يوم القيامة الى صورتك الحسنة ووجهك المليح الذي يستماء به فتعلق به واقول يا رب سل مصعبا فيما قتلني استحيا مصعب وامر باطلاقه لحسن بيانه فقال ايها الامير اجعل ما وهبت لي من حياتي في خفض ودعة قال امرت لك بثلاثين الف درهم وقال اشهدك ايها الامير ان شطر هذا المال لعبد الله بن قيس الرقيات قال ولما ذلك؟ لقوله فيك انما مصعب شهاب من الله تجلت عن وجهه الظلماء وضحك مصعب وقال اقبض ما امرنا لك به ولابن قيس عندنا مثله كما شعر عبد الله ابن قيس الا وقد وفاهم مال بيته لا يدري من اين جاء به من اين جاء خمسين من دموع المحارم بكلمة تملأ سمع الظالم. كم صين حفظ من دمم من دماء ومن محارم المحارم جمع محرمة مكرمة وتفتح الراء محارمك بكلمة تملأ سمع الظالمين وكم وكم نيل لشعر راقي من الرقي وهو العلو وفعله رقي يرقى اي انا وصعب اسمي الفؤاد ياسره بسحر البيان ما له من راقي باقي هنا من الرقية وفعلها يرقي نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله ويرفع الخاملة كن ذا مصداق. مثل بني الانف وكالمحلق. ويخفض العالي خذ بيان تاني بني نمير وبني العجلان وبن زياد اذ لبيد وضعه. مهلا ابيت اللعنة لا تأكل بارك الله فيكم من خصائص الادب وشواهد سلطانه على النفوس التي تدعونا الى به انه يرفع الخامل ويخطب العالي وقد رفع كثيرا من الناس ما قيل فيهم من الشعر بعد طاعة وخمور واضطراح حتى صاروا يفتخرون بما كانوا به يعيرون وضع جماعة من اهل الاقدار الشريفة والمنازل المنيفة حتى صاروا يعيمون بما كانوا به يفتخرون ممن رفعه ما قيل فيه من الشعر الناقة وهم بني جعفر ابن قريع وسابوا جريان هذا اللقب على جعفر ان اباه قريعا نحر ناقة فقسمها بين نسائه بعثت جعفرا امه تسأل زوجها حظها من اللحم لم يجب غير رأس الناقة وعنقها وقال لي جعفر شأنك بهذا ادخل جعفر يده في انف الناقة ودعنا يجره الى امه والناس يضحكون منه. يضحكون منه فلقي بانف الناقة فكان جعفر يسب بهذا وباقي هذا اللقب سبة في عقبه فكان الواحد منهم اذا سئل عن نسبه ينقسم الى جده يقول من بني قرير ويتجاوز النسبة الى جعفر فرارا من هذا اللقب وبقوا على ذلك حتى جاء حتى جاء الحطيئة فمدحهم بقصيدته التي يقول فيها قالت امامة لا تجزع فقلت لها ان العزاء وان الصبر قد غلب. سيري امام فان الاكثرين حصن والاكرمين اذا ما ينسبون ابى قوم هم الانف. والاذناب غيرهم فرفعهم في هذا الشعر وصار هذا اللقب مدحا لهم وفخرا بعد ان كان طاعة وذما. وصار الواحد منهم اذا سئل ممن انت يقول من بني انف الناقة كما ترى عبد العزى ابن عبد العزى ابن حنتم الانكلابي الملقب بالمحلق حصانا فرسا عضه في ودنته فكانت العضة كالحلقة وقيل غير ذلك في سبب جريان هذا اللقب عليه وكان رجلا مقلا ليس له كبير شيء من ماله ولا جاه ولا حسد وكانت له عشر بنات لم تتزوج اي واحدة منهن فمر الاعشى ابو بصير مرة بقريته فقالت له امه وقيل زوجه ان ابا بصير رجل مجنون في سعره اي محظوظ وانت رجل صامد مقل. ولك بنات فلو سبقت اليه واكرمته رجونا ان يكون لك منه خير بادر المحلق اليه وانزل ونحر له وسقاه الخمر فلما اختلط كابل الناقة بالخمر في بطنه ولبس الجبة التي اعطاه اياها محلق واختار واغتال فيها استيقظت شياطين شعره وقال قصيدته التي مطلعها غرقت وما هذا السهاد المؤرق من سقم وفيها يقول لامري لقد لاحت عيون كثيرة الى ابوء نار في يفاء تحرق الى الى ضوء نار في يكفاء تحرقوا تسب لمغرورين يصطليانها وبات على النار الندى والمحلق اي لبان ثدي ام تحالفا داجن عوض لا نتفرغ ترى الجودة يسري سائلا فوق وجهه. كما زان متن الهندواني رونق فلم يفرغ من انسان