ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى حائضا او امرأة في دبرها او كاهنا فقد كفر بما انزل على محمد. من اتى حائضا اي اتى امرأته وهي حائض وسبه من سبه باكثر من عدوه او بدمان مفترى. لمحارم اللسان ان تسب الرجل باكثر مما سبك به وقد اخرج مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المستبان اما قال فعلى البادئ ما لم يعتدي المظلوم. المستبان اي الشخصان اللذان يسب كل واحد منهما الاخر اقالا فعلى البادئ الذي بدأ منهما. ما لم يعتدي المظلوم. الاصل ان سب المسلم لا يجوز. سباب المسلم فسوق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. لكن من سبك يجوز لك ان تسبه نعم لان الله سبحانه وتعالى يقول ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من من انتصر بعد ظلمه هنا ننتبه الى ان المصدر اضيف الى المفعول وليس الى الفاعل ليس معنى ظلمه انه هو الذي ظلم. وانما المعنى بعد ظلمه اي بعد ظلم الناس له فهو مصدر مضاف الى مفعوله وليس مضاف الى فاعله اي من انتصر لنفسه بعد ان ظلمه الناس فاولئك ما عليهم من سبيل. وقال سبحانه وتعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. فاذا سبك الانسان يجوز لك ان تسبه. يجوز. نعم. ولكن لا ينبغي ان تتجاوز الحد ولا ان تكذب قال وسبه من سبه باكثر من عدوه. او بدمار اي نقص مفترى. ان يسبه بكذب فهذا لا يجوز فالذنب بالاخر لا يقابله كما عن ابن العربي نقلوا نظم بهذا كلاما للامام ابن العربي رحمه الله تعالى قاله في كتاب احكام القرآن لقوله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه. قال من اخذ عرضك فخذ عرضه. لا تتعده الى ابيه ولا اخوته. اذا كشخص فلك ان ترد عليه. لكن ليس لك ان تسب اباه. لان اباك لم اباه لم يسبك. يعني انت هو الذي ظلمك. فلا لك ان تتعدى سبه هو الى سب ابيه او اخوته او اقاربه هذا لا يجوز. واذا كذب عليك فلا عليه. فان المعصية لا تقابل بالمعصية. تذكير كتير وغضبانة بربنا او نبي كان لا لا يؤمن سوء الادب. من محارم اللسان ايضا تذكير الانسان اذا كان غضبانا غضبا شديدا بالله سبحانه وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم اذا كان قد ينشأ عن غضبه سوء ادب مع الله او سوء ادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان الغضب نفخة من الشيطان. وقد ينشأ عنها سوء ادب مع الله او مع رسوله صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحالات ينبغي للانسان ان يكون حكيما في الدعوة وان لا يعرض اسم الله تعالى او رسوله صلى الله عليه وسلم لان يقع في اساءة. كذا الدعاء بما معناه جهل او طالبا ما شرعنا وعقلا حظلت. اي كذلك من محارم اللسان ان يدعو كذا سؤال الغيب ممن يكون من محارم اللسان ايضا سؤال الغيب اي السؤال عن المغيبات ممن يمارس الكهانة. وهي التنبؤ بالمغيبات فهذا لا يجوز. وبعد ان خرج مسلم في صحيحه. اخرج مسلم في صحيحه كانوا بدعاء لا يعرف معناه. وهذا يكثر في الرقى غير الشرعية ان فيها كلمات غير مفهومة ونحو ذلك هذا لا يجوز. لا يجوز للانسان ان يدعو بكلام غير مفهوم لان هذا قد يكون كفرا. انت لا تعرف معناها فلا يجوز. او طالبا ما شرعا لا يجوز للانسان ان يسأل الله تعالى شيئا محرما شرعا. فلا يجوز للانسان ان يسأل الله تعالى كسا من الخمرة لا يجوز. لان الخمرة حرام. اذا سؤال الله تعالى شيئا محرما شرعا هذا لا يجوز. وكذلك ما كان محرما عقلا. ما كان اقصد ممتنعا عقلا كأن يجعله مثلا في مكانين في وقت واحد او نحو ذلك لان هذا سوء ادب مع الله تعالى. وطالع ابن الشاطئ والقرافي طلب المحال في الاعراف. معناها منع الحظر الممنوع. نعم. حاولوا الحظر والحجر الممنوع. حاول الشيء منعه. هو الممنوع اما ان يكون ممتنعا شرعا او عقلا او عادة. الممتنع شرعا ما حرمته الشريعة كالخمر. والممتنع عقل ما لا يجيز العقل وقوعه. ككون الانسان في مكانين في وقت واحد. هذا العقل لا يقبله. والممتنع عادة هو ما لا يصح عادة اذا لا يمكن وذلك كثمر من غير فراسي من غير غراس والولد من غير فراش مثلا ونحو ذلك خرق العادة او ان ينسى الانسان الله سبحانه وتعالى ان يستغني عن التنفس مثلا اولا تكون اعضاؤه تتأثر بالامراض هذا مستحيل عادة. هل يجوز هذا وقع في خلاف بين اهل العلم وناقشه الامام القرافي في الفروق وقال انه ممنوع وانه سوء ادب الله تعالى. وتعقب ابن الشاطي كلام القرافي في المستحيل عادة فقال انه لا يدل دليل على منعه. والانبياء قد سألوا الله تعالى خرق العادة كسؤال عيسى عليه السلام ربه ان ينزل عليه مائدة من السماء. فهذا امر مستحيل عادت. ولكن سأله نبي الله بربه سبحانه وتعالى وقال ان طلب المستحيل عادة غير ممتنع شرعا لا يدل دليل على تحريمها. واما المستحيل عقلا او فرعن فانه لا ينبغي ان يسأل العبد ربه اياه كذا سؤال الناس ما لهم اذا ادى لذل او تشك او اذى. كذلك ايضا يمتنع سؤال الناس ما لهم. السؤال المعروف اذا كان لغير الضرورة او ادى لذل لان لسانه لا ينبغي له ان الا نفسه او ادى الى تشك من القدر لان السائل في الغالب يصدر منه بعض خوتي لحاله وقد يكون فيه نوع من تسخط القدر وهذا لا يجوز. وكذلك اذا ادى الى سوء والى اذى للمسؤول فانه لا يجوز ايضا. سؤال ذي الجدة للتكاثر والمرأة الرد لغير ضرر. سؤال ذي الجدة مصدر مضاف الى فاعله. سؤال ذي الجدة اي سؤال الغني اي ان يسأل الغني الناس تكثرا. من كان عنده ما يغنيه فلا يجوز له ان يسأل الناس تكثرا اي ليستكثر من المال بذلك السؤال. وقد اخرج مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الناس اموالهم تكثرا فانما يسأل جمرا فليستقلل منه او ليستكثر. اشتقلت فليستقل منه او ليست من سأل الناس اموالهم تكثرا اي هو غني عنها ولكن يريد بهذا طاء ان يزداد ما له. وان يكثر ماله. فهذا انما يسألهم جمرا. يعني انه معذب ذلك يوم القيامة. ويحتمل ان تراد الحقيقة اي ان هذا المال يكون جمرا يوم القيامة ويعذب فيه به كما ورد في تارك الزكاة انه يعذب ببقره وبإبله غنمه التي لم يزكها ومن محارم لسان سؤال المرأة الرد لغير ضرر اي ان تسأل المرأة زوجها الطلاق لغير ضرر. الرد معناه الطلاق. فهذا من محارم الاسلام. وقد اخرجه ابو داوود والترمذي بسند صحيح عن ثوبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اي ما امرأة سألت زوجها طلاقا من من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. ايما امرأة سألت زوجها طلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة واما اذا كان ذلك لضرر فلها. نعم. لها ان تسأله الطلاق اذا كان ذلك لضرر الاكثار من مسألة الانسان عن حاله عدوه ومن ذا الشام كذلك ايضا من محارم اللسان الاكثار من سؤال الانسان عن حاله والالحاح عليه في تفاصيل احواله هذا لا يجوز لا يجوز لك ان تستقصي سؤال الانسان عن تفاصيل احواله. لان هذا يحرجه في الغالب سيؤدي الى واحد من امرين. لانه اما ان يجيبك بتفاصيل ما ذكرت وحينئذ ستكون قد احرجته بذكر بعض الاشياء التي لا يريد ان يبوح بها. او ان يكذب فتكون قد دعوته الى الكذب. والجأته اليه فهذا لا او امرأة في دبرها او كاهنا اي اتى كاهنا فاسأله عن المغيبات. وقد كفر بما انزل على محمد. واخرج ايضا ذلك مسلم في صحيحه عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اتى عرافا فسأله هو عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين يوما. والعراف هو الذي يدعي معرفة مكاني الضالة والشيء المسروق ونحو ذلك. وهذا نوع من التطلع للغيب على الغيب لا يجوز ولا يجوز للانسان ان يأتي عرافا. واذا اتاه وصدقه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فانه لم تقبل له صلاة اربعين يوما. كان التمده التمدح الهاء والحاء حرفان حلقيان متقاربان في المخرج. وقد جنوب بعضهما عن بعض قد يتقارضان والمعنى ان التمدح اي طلب الانسان ان يمدح بما لي من محارم اللسان. قال تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب. الشاهد قوله ويحبون ان يحمدوا ما لم يفعلوا. فالتمدح طلب الانسان ان يمدح بما لم يفعل. من محارم اللسان. كذبت وهو رفع الصوت بالصياح عند المصائب. رفع الصوت بالصياح عند المصائب اخرج الشيخان عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من ضرب خدود او شق الجيوب او دعا بدعوى الجاهلية. والمراد بدعوى الجاهلية النجاح والندب هذه افعال محرمة. حزن على الميت امر طبيعي وهو انفعال. وليس حراما لاننا ذكرناه من قبل ان الاحكام الشرعية حينما تتعلق بالافعال لانها هي المقطورة بالنسبة للانسان. فالله سبحانه وتعالى لا يكلف الا بالفعل ولا يكلف بغير الفعل باعث الانبياء اما الانفعالات فلا يكلف الانسان بها. لكن الافعال الظاهرة اذا حزن الانسان فهو يستطيع ان يشق جيبه وان يترك فشق جيبي. اذا هذا فعل. هذا لا يجوز. ويستطيع ان يرفع صوته ويستطيع ان لا يستطيع ان يتكلم والا يتكلم. فالفعل هو والمقدور بالنسبة للانسان وهو الذي يتعلق به الحكم الشرعي. اما الانفعالات فهي امور خارجة عن طاقة الانسان كذا غناء لحرام داعي وغيره يكره كالسماع. الغناء الغناء ما كان منه داعيا الى الحرام فهو حرام وتحريم الغناء على قسمين تحريم اصلي وتحريم عارض فتحيم الاصلي الذي عليه جمهور اهل العلم منه انه مختص بما كان بالة فهذا يكون حراما عند جمهور اهل العلم. لقول النبي صلى الله عليه وسلم ليكونن ليكونن من امتي اقوام. يستحلون والحرق والخمر والمعازف. و التحريم العارض له اسباب كثيرة. منها ان يكون به اختلاط بين الرجال بل وننسى او ان يكون بكلام فاحش او مثير للغرائز او بكذب او نحو ذلك. واما مجرد الحزن الحسن الخالي من العوارض فهو غير حرام. بل انه قد يكون مطلوبا. ومنه الارشاد وقد كان الصحابة ينشدون وثبت انشادهم في صحيح البخاري في بناء المسجد وانهم كانوا يقولون اللهم لا عيش الا اعيش الاخرة وارحم الانصار والمهاجرة ويرتجزون بذلك ومعنى الارتجاز بهذا الحديث التطريب والترجيع ولا يقصد به ان هذا من الرجز لان هذا الكلام غير موزون اصلا في اي بحر من بحور الشام وقد استنشد النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن الاكوع. فانشده والله لولا الله ما فدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. فانزل السكينة علينا وثبت الاقدام ان لقينا. والمشركون قد بغوا الى غير ذلك من النشئ. ومن الجائز ايضا الهدى بضم الحاء وهو الغناء للابل. والابل حيوان يطرب وينشط للصوت الحسن. اذا سمع صوت الحسن طرب. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم له حداة يغنون للابل. منهم حاج يقال له وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له رفقا بالقوارير يا اهل الشجاعة يا انجشه يعني النساء هناك بعض الاحوال التي قد تخفف اه النهي الواردة في الغناء. كالمناسبات التي ورد بها الاذن باستعمال الدفوف كالعرس. ونحو ذلك. فهذا مما وكذلك ايضا الاعياد ونحو ذلك. واما الغناء بالالات فكما الجمهور على تحريمه وقد رخص به الامام الغزالي والامام ابن حزم رحمه الله تعالى قال الدميري وفي نسيم الرياض ونغمات العود بالالحان قالوا اثرا قالوا تزيل اثر الاحزان. فاجزم على التحريم اي جزم. والحزم لا تتبع ابن حزم. فقد ابيحت عنده الاوتار والعود والطمبور والمزمار قال كالسماع اي كسماعه ايضا وللجدال تعتري الاحكام يحرم ان يقصد به افحام لجلبه غوائل المناهي. كالحقد عشب وحبي الجاه. وان تريد منفعة فهو على حسبها وكرهوا ما لا ولا. الجدال اي المباحثة والمطارحة والمناظرة في الامر تعتريه احكام الشرع فقد يكون واجبا وقد يكون مندوبا وقد يكون حراما وقد يكون مكروها. فيحرم ان يقصد به الافحام. اذا قصد به الافحام مسكين الخصم فانه يكون حراما. لماذا؟ لجلبه غوائل المناهج لانه يجلب يجلب للانسان حينئذ غوائل اي المهلكات من المناهي اي من الامور المنهج عنها شرعا. كالحقد والحقد عرفه المؤلف هو مع الغل في منظومته الاخرى على المسماة مطهرة القلوب. بقوله والغل يا من يبتغي تبيانه ان يربط القلب على خيانة او غدر او خديعة. والشد لذلك الرباط هو الحقد. فالغل هو ان يربط القلب على خيانة لشخص او غدر به او خديعة له والحقد اشد من الغل. وكالعجب اعجاب الانسان بنفسه وحب الجاهل وان تريد منفعة اذا كان الجدال لمصلحة شرعية كاحقاق حق وابطال باطل فهو بحسب تلك المنفعة اذا انت واجبة كان واجبا واذا كانت مندوبة كان مندوب. والانبياء عليهم السلام كانوا يجادلون اممهم وقد قال الله تعالى وجادلهم بالتي هي احسن. وقال اصحاب نوح يا نوح لقد جادلتنا فاكثرت جدالنا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالا. قد جادلتنا فاكثرت جدالا ومنه حديث لا عدوى ولا طيرة. فان النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بهذا الحديث قال لها عدوى ولا طيارة. فقال رجل يا رسول الله. ما بال الابل تكون في الرمل كأنها الظباء. فيدخلها البعير الاجرب فيجربها قال له النبي صلى الله عليه وسلم فمن اعدى الاول؟ اذا هنا النبي صلى الله عليه وسلم جاء بحكم جاء صحابي صحابي باستشكال رد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك الاستشكال هذا تطبيق عملي للجدال الجائز فهذا جائز. وكرهوا ما لا ولا لانه اذا لم يكن فيه ضرر ولا نفع فانه يكون مكروها. وقد رأى بعض ذوي البصاير لثاء يكثر من الصغائر لذاوي الخصام يعني ان بعض اولي البصائر اي العقول الراجحة رأى ان الخصام اذا كثر كان ذنبا. وقد اخرج الشيخاني من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ابغض الرجال الى الله لالد الخصي. الالد الشديد الخصومات