بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابك الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فعندنا في هذه الليلة المباركة مفتاح من مفاتيح العلم العظيمة التي اوصي طلاب العلم في مشارق الارض ومغاربها ان يهتموا بفهمه وان يحاولوا ان يربوا ملكة عقولهم على التطبيق عليه وهو مفتاح يتعلق بالشبهة واعني بذلك انه متى ما ورد على الانسان شيء من الشبهة فكيف يحلها فمفتاحنا الذي سنشرحه في هذه الليلة يجيب عن هذا السؤال فانتبهوا له ولي فيه رسالة ومطبوعة ولله الحمد ومخرجة على مئة فرع وسميته تربية الملكة على كشف الشبهة لمن اراد الاستزادة وقد جمعت لكم فروعا كثيرة في هذا الدرس اسأل الله عز وجل ان يعينكم على فهمها واستماعها نقرأ المنظومة اولا ثم نبدأ في الشرح ثانيا مستعينين بالله عز وجل نعم يا شيخ فهد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا او لوالديه ولوالدينا وللحاضرين والمشاهدين والمستمعين. امين. قال المؤلف وفقه الله تعالى وشبهة العقل مختلف وهكذا التفريق بين مؤتلف اقول وبالله التوفيق ومنه استمد العون والفضل وحسن التحقيق اعلم رحمك الله تعالى ان ما من شبهة ترد على العقل الا ولها سببان في ورودها فالاسباب التي تقف وراء ثوران الشبهة في العقول دائما هو احد هذين السببين وهي اما ان يفرق الانسان بين امرين متماثلين كان الواجب الجمع بينهما فلو انه جمع بينهما لما ثارت عنده الشبهة فهذا اسم مطلق فاليد مع اليد بينهما نوع اشتراك في هذا الاسم لكن متى ينقطع هذا الاشتراك اذا اظيفتا. فاذا قلنا يد الله انقطع الاشتراك وتحدد المقصود. واذا قلنا يد المخلوق انقطع ولكن لما فرق بينهما ثارت عنده الشبهة فسبب شبهته هو التفريق بين المتماثلين واما ان يكون سبب ثورانها التفريق بين امرين عفوا الجمع بين امرين مختلفين فلو انه فرق بين هذين المختلفين لما ثارت عنده الشبهة ولكنه لما جمع بينهما ثارت الشبهة عنده فسبب ثوران الشبهة اما جمع بين امرين مختلفين واما تفريق بين امرين متماثلين واذا قلنا سبب ثوران الشبهة هو احد هذين الامرين فان هذا امر دائم مستمر كلي مطلق في الشبه كلها ايا كان جيسها وايا كان بابها ونوعها فالشبه العقدية مبنية على هذين السببين والشبه الفقهية مبنية على هذين السببين والشبه السلوكية مبنية على هذين السببين ايضا فما من شبهة في الوجود الى ان تقوم الساعة الا وسببها اما تفريق بين امرين متماثلين واما جمع بين امرين مختلفين ولذلك قال وشبهة العقل بجمع مختلف هذا هو السبب الاول وهكذا التفريق بين مؤتلف اي متفق فمتى ما فرق الانسان بين امرين متماثلين ثارت عنده الشبهة ومتى ما جمع الانسان بين امرين مختلفين ثارت عنده الشبهة وقد صبرت هذه القاعدة في صحتها سنوات عديدة ورأيت ان ما من شبهة الا ويقف وراءها احد هذين الشيطانين واذا اردت ان تكسرها فتعامل مع هذه الاسباب بظدها بمعنى ان الواجب عليك في هذا المفتاح امران الامر الاول ان تعرف نوع الشبهة اولا اهي من باب الجمع بين امرين مختلفين او من باب التفريق بين امرين متماثلين هذا اول الواجبات عليك متى ما سمعت الشبهة فاذا صنفتها وادخلتها تحت احد هذين السببين فيأتيك الواجب الثاني وهو ان تتعامل معها بظدها بمعنى انك تعيد الامر الى ما كان عليه فان كانت الشبهة تفريقا بين متماثلين فكسرها اعادة الجمع بينهما وان كانت الشبهة تفريقا بين مختلفين فكسرها اه اعادة التفريق بينهما فاذا كانت جمعا ففرق. واذا كان التفريقا فاجمع ولذلك نص هذه القاعدة يقول شبه العقول سببها تفريق بين بين متماثلين او جمع بين مختلفين وكسرها ضدها وكسرها ضدها وهذا شرح هذا المفتاح تنظيرا ولكن انا اعلم ان كثيرا من الناس قد لا يفهم الشرح التنظيري ولكنه يفهم بالشرح التطبيقي فنقول وبالله التوفيق او من اوائل الشبه. من اوائل الشبه في هذا الوجود شبهة ابليس لما امره الله عز وجل امرا قاطعا صريحا لا يحتمل المنازعة. اسجدوا لادم فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس فابليس ابى واستكبر عن السجود لابينا ادم وسبب ابائه شبهة ثارت في عقله وهي قوله انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين هذه شبهة فالواجب علينا معاشر طلبة العلم امران الامر الاول ان نصنفها اهذه الشبهة تفريق بين متماثلين او جمع بين امرين مختلفين الجواب هي جمع بين مختلفين. لانه اراد ان يجمع نفسه مع ابينا ادم بل لم يرضى بالجمع اراد ان يفضل نفسه على ابينا ادم وهل ابليس كادم حتى يتفق حكمهما؟ الجواب لا فابليس جماعة بين مختلفين فثارت عنده الشبهة فقال ما قال ولعن وطرد من ملكوت السماء لانه ابى واستكبر وكان من الكافرين وقد اجاب العلماء رحمهم الله تعالى عن شبهة ابليس بثلاثة اجوبة الجواب الاول اننا لا نسلم انك بمنزلة ابينا ادم فان الله خلق ادم بيده وانت قال لك كن فكنت. ففرقان بينكما نحن الان بدأنا في كسر الشبهة وهي اعادة الامر الى التفريق بين الامرين المختلفين. لان شبهته كانت مبنية على الجمع بين المختلفين فنحن تكسرها باعادة التفريق فالله عز وجل خلق ادم بيده وانت خلقك بكن وادم اسكنه في جنته وانت لا وادم نفخ فيه من روحه وانت لا وادم امر الله ملائكته بان يسجدوا له وانت لا. فاذا هل انتما متفقان ام مختلفان فبما انكما ها مختلفة فبما انكم فبما انكما مختلفان فحينئذ احكامكما تختلف فهذا هو الجواب الاول وهو كسر شبهته باعادة الامر الى وضعه الصحيح الثانية ان شبهتك يا ابليس مبنية على رأي وقياس صادمت به ان والمتقرر في القواعد ان كل قياس او رأي صادم النص فانه فاسد الاعتبار الوجه الثالث اننا لا نسلم لا نسلم ان النار خير من الطين فمن الذي قال لك ذلك فان الطين خير من النار بدليل ان الدنيا انما تعمر بماذا بالطين بل ان الطين مبني امره وخلقته على الرزانة والثقل والبركة فتعطيه الحبة فيعطيك ذا سنبلة اي كرم هذا؟ انما هو الطين فالطين كريم وتعطيه النواة فيعطيكها نخلة باسقة الفروع تأكل من رطبها واما النار فانها الة الاحراق والتفريق والتدمير وفيها من الطيش وسرعة الحركة والخفة ما يوجب كلها هلاك فانما تعمر الدنيا بالطين ولا تحرق الدنيا الا بالنار فمن قال لك ان النار خير من الطين حتى تقول انا خير منه والشاهد من ذلك الجواب الاول وهي ان شبهة ابليس كان مبناها على الجمع بين الامرين المختلفين فكسرناها بضدها وهي اننا اعدنا الامر اعدنا الامر الى ما كان عليه وهو اننا فرقنا بين الامرين المختلفين وانا عمدت ان اذكر هذا الفرع اول ما اذكره حتى يتبين لكم ان الشبه ايا كان نوعها وزمانها فان مبناها على هذا او على هذا فقط الفرع الثاني لو تأملتم وفقكم الله منهج الخوارج في ثلاثيات قواعده الفاسدة الباطلة لوجدتم ان كل قاعدة جمع الخوارج فيها بين مختلفة لو تأملتم شبه الخوارج في قواعدهم الثلاثية لوجدتم ان كل قاعدة منها يبنى امرها على جمع بين امرين مختلفين وان قواعد اهل السنة التي نقضت قواعد الخوارج مبنية على التفريق بين هذين الامرين المختلفين القاعدة الخارجية الاولى كل فعل كل حكم حكمنا به على الفعل فنحكم به على الفاعل لزوما فالخوارج يعتقدون ان هناك تلازما ذاتيا بين الحكم على الفعل والحكم على الفاعل. والا فرقان بينهما. فاي حكم به على الفعل فتعطيه مباشرة الفاعل فجمعوا بين الفعل والفاعل؟ وهل الفعل هو الفاعل الجواب لا اذا جمعوا بين امرين مختلفين بل حتى النحات يقولون ان الفعل له حكم والفاعل له حكم اخر ولذلك جاءت الادلة من الكتاب والسنة الصحيحة تفرق بين حكم الفعل وحكم الفاعل. الا ترون ذلك الرجل الذي قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك. عندنا قول وقائل القول كفر اجماعا ولكن القائل ليس بكافر اخطأ من شدة الفرح ولذلك قال اهل السنة ان تكفير الافعال لا يستلزم تكفير الاعيان الا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع فاذا فرق اهل السنة بين الحكم على الفعل والحكم على الفاعل فزالت شبهة الخوارج في قاعدتهم الاولى كانت قاعدتهم مبنية على الجمع بين المختلفين فكسرها اهل السنة باعادة التفريق بينهما القاعدة الخارجية الثانية كل حكم في الحال فينجر الى المآل كل حكم في الحال فينجر الى المآل وكل حكم في المآل فيثبت في الحال فالخوارج جمعوا بين الحكم الحالي والحكم المآلي فكل من قال كلمة ليست كفرا الان لكنها كفر بمآلاتها فهو كافر الان فالخوارج يكفرون بالمآلات من غير نظر الى شرط زائد فجمعوا بين الحال وبين المآل اي اللوازم فاذا شبهتهم مبنية على الجمع بين الامرين المختلفين فجاء اهل السنة بقاعدتهم الشرعية وقالوا ها لا تكفير بالمآل يعني باللوازم الا بعد عرظها والتزامها فاهل السنة لا يكفرون انسانا قال قولا يؤول الى الكفر او يلزم منه الكفر الا بشرطين الشرط الاول ان يعرضوا هذه اللوازم على القائل اذ ليس كل انسان قال قولا يكون مستوعبا للوازمه والكفر حكم عظيم لا يجوز لنا ان نكفر الا بقصد فاذا فاذا عرظنا عليه لوازمه او لوازم قوله الكفرية فهو بين امرين. اما ان يلتزمها ويقر بها فحينئذ نكفره بعد عرضها والتزامها واما ان يرفضها ويأباها فحين اذ لا نكفره لانه لم يقصد. الخوارج لا يقولون بذلك. بل كل من كفر في المآل فيكفر الان فلما كانت شبهتهم في قاعدتهم الخارجية الثانية مبنية على الجمع بين المختلفين. جاء اهل السنة فكسروها بالتفريق بين الامرين المختلفين فهمتم هذا القاعدة الخارجية الثالثة الالزام بالتكفير الاجتهادي فالتكفير الاجتهادي حكمه عندهم كالتكفير المجمع عليه فكما ان من خالفهم فكما ان من خالفهم فيمن كفره ثبت بالنص والاجماع فكذلك يكفرون من خالفهم فيمن كفروه اجتهادا وانتم تعرفون ان هذا باطل لان من لم يكفر المشركين او لم يكفر الكفار هذا ناقض لا يدخل تحته الا امران فقط لا يدخل تحته الا امران من ثبت كفره بالنص عينا كابليس وفرعون وهامان وهامان وامرأة لوط وامرأة نوح وابي جهل وابي لهب وزوجته فكل من شك او لم يكفر هؤلاء فهو كافرون. لان كفرهم ثبت تعيينا بالنص او لم يكفر اليهود فهو كافر او لم يكفر النصارى فهو كافر الثانية من ثبت كفره بالاجماع كالاسماعيلية القرامطة او الدروز او غيرهم ممن اجمع العلماء على كفرهم فان من شك في كفر هذا الصنف فهو كافر لانه مناقض للاجماع ومخالف له واما الامر الثالث فهو من ثبت كفره بالاجتهاد. انت اجتهدت فيه فرأيت انه كافر فهنا كل من خالفك في اجتهادك فلا يجوز لك ان تكفره لان تكفيرك لم يكن عن نص تعييني ولم يكن عن اجماع يجب اتباعهما. وانما كان عن اجتهاد منك محض والاجتهاد غير ملزم للاخرين فالخوارج لا يقولون بذلك. بل يقولون كما ان من خالفنا في من ثبت كفره تعيينا بالنص فهو كافر ومن خالفنا فيمن كفره ثبت بالاجماع فهو كافر فكذلك ايضا من خالفنا فيمن كفره بالاجتهاد فهو كافر فجمعوا بين الامور المختلفة. فجاء اهل السنة رحمهم الله تعالى وكسروا قاعدتهم بقولهم التكفير لادعي الاجتهاد لا يلزم الاخرين فلو انك اجتهدت في رجل معين فكفرته. وخالفك غيرك في اجتهادك. فلا حق لك ان تقول انت لم تكفر الكافرين او شككت في كفرهم فانت كافر. هذا من الظلم العظيم في باب التكفير فبان لكم بذلك ان قواعد الخوارج الثلاث مبنية على الجمع بين الامرين المختلفين وان اهل السنة كسروها بماذا؟ بظدها. ففرقوا بين الامور مختلفة هذه قاعدة عظيمة ومفتاح كبير يجعلك تعرف كيف ترد على الشبهة وان لم تقرأ جوابها سابقا لكن يجب عليك فيه كما قلت امران ان تصنف الشبهة ثم تتعامل معها بنقيضها الفرع الذي بعده الممثلة الذين يعتقدون ان صفات الله ككيفية صفاتنا بنوا بنوا مذهبهم على ثلاث قواعد تمثيلية ومبناها على الجمع بين مختلفين القاعدة الاولى يقولون الاتفاق في الاسماء يستلزم الاتفاق في الصفات فكل شيئين اتفقا في اسمهما فلابد لزاما ان يتفقا في كيفيتهما فالله له وجه ولنا وجه اتفق الوجه في الاسم فلا بد ان يتفقا في الصفة الله له علو ولنا علو اتفق العلو في الاسم فيكون علوه كعلونا هذه القاعدة الابليسية الملعونة المأفونة مبنية على الجمع بين مختلفين اذ الاسماء شيء والصفات شيء اخر فليس الاتفاق في الاسماء بمستلزم للاتفاق في الصفات. وهذه قاعدة اهل السنة. فلو رأيتم رد اهل السنة في هذه القاعدة على قاعدة الممثلة لوجدت ايش تفريق بين الامرين المختلفين فهم جمعوا بين الامرين المختلفين ونحن فرقنا بين الامرين المختلفين فكسرنا قاعدتهم القاعدة التمثيلية الثانية يقاس الغائب على صفات الشاهد فاذا حدثت في الوحي عن شيء غائب فقسه في صفاته وكيفيته على ما تشاهده فالله اخبرنا ان له وجها ووجهه غيب ولكن هناك وجه مشاهد فاذا الوجه الغائب كالوجه المشاهد الله اخبرنا ان له يدا ويده غيب ولكن عندنا يد مشاهدة فاليد الغائبة كاليد المشاهدة. فهم يقيسون عندما غاب على ما على ما شوهت فيجعلون الغيب كالشهادة. يجعلون الغيب كالشهادة وهل الغيب كالشهادة؟ الجواب لا فلما جمعوا بين الغيب والشهادة يكونون بذلك قد جمعوا بين امرين مختلفين. فجاء اهل السنة بقاعدتهم بقولهم لا يقاس غائب على شاهد واضح الكلام لا يقاس غائب على شاهد فلما كان مبنى شبهتهم على الجمع بين المختلفين صارت قاعدتنا مبنية على التفريق. فاذا كانت الشبهة جمعا ففرق. واذا كانت تفريقا فاجمع قاعدتهم الثالثة وهي قاعدة فيها شيء من الصعوبة قليلا لكن اظن انني شرحتها لكم سابقا في دروس العقيدة وهي ان الاتفاق في الاسم الكلي المطلق يستلزم الاتفاق بعد الاضافة والتقييد والتخصيص فلو قلت لك يد يد ولم اضفها لا الى الله ولا الى المخلوق. هل انت تفهم من هذه اليد صفة معينة هل تفهم منها صفة يد محمد او صفة يد علي او خالد؟ الجواب لا. فالصفة اذا لم تظف يسميها علماء العقيدة الاسم المطلق ولكن اذا اظيفت فقلنا يد الله يد المخلوق فليست اليد هنا مطلقة وانما اظيفت وخصصت وقيدت اذا علم هذا فليعلم ان ما من شيئين متفقين في الاسم الا وبينهما نوع اتفاق في اي قسم بالاسم المطلق فقط فيد الله ويد المخلوق اذا حذفت عن الاضافة صارت يد يد لا ندري اين يد الله من من يد المخلوق الاشتراك وتحدد المقصود فالممثلة يقولون كما ان يد الله مع يد المخلوق متفقة في الاسم المطلق فينجر فينجر الى ما بعد الاضافة والتخصيص هل هذا صحيح الجواب لا. قال اهل السنة ردا على هذه الاكذوبة ان الاتفاق في الاسم الكلي المطلق لا يستلزم لا يستلزم. انتبهوا لكلمة لا يستلزم الاتفاق بعد الاضافة والتقييد والتخصيص انكسرت قاعدتهم انكسرت قاعدتهم فبان لك بذلك ان مذهب الممثلة بنوه على ثلاث على ثلاث قواعد شيطانية ابليسية وكلها مبنية على جمع بين مختلفين فرد عليهم اهل السنة بثلاث قواعد رحمانية شرعية فرقت بين الامرين المختلفين اظنها واضحة ومن الفروع ايضا وانا انصحكم بكثرة التطبيقات على القواعد لانه كلما اكثرت التطبيقات كلما بنت عندك ان بنت عندك الملكة لو قال لكم قائل لماذا ايها المسلمون؟ انتبهوا لماذا ايها المسلمون تجيزون تهنئة الكفار اذا اشتروا بيتا جديدا واذا ولد لهم مولود جديد واذا نجوا من حوادث الزمان واذا اشتروا سيارة ولا تجيزون تهنئتهم في اعيادهم هذه شبهة فهل هي من باب الجمع بين المختلفين او من باب التفريق بين المتماثلين الجواب هي من باب الجمع بين المختلفين وكيف نكسرها الجواب بظدها وهي ان تهنئتهم في يصير عند شراء بيوتهم وسياراتهم ومواليدهم ونجاتهم من الحوادث انما هو تهنئة في امر دنيوي محض والاصل جواز تهنئة الكافر بالامور الدنيوية المحضة واما تهنئتهم في اعيادهم فان العيد امر ديني محض فالاعياد ليست من امور الدنيا وانما من امور الدين ولذلك فالاصل في الاعياد التوقيف على الادلة وكل ما كان توقيفيا فيكون تعبديا كل ما كان توقيفيا فيكون تعبديا فمما نعبد الله عز وجل به هذه الاعياد والفرح في الاعياد والصلاة في الاعياد والاجتماع في الاعياد والتهنئة واللقاءات في الاعياد. كل هذا افعله تعبدا فالعيد اصالة وصفة كله تعبد فليس العيد من امر الدنيا حتى نلحقه بها وانما هو امر ديني محض فانكسر بذلك شبهتهم لانها كانت مبنية على الجمع بين الدنيوي والديني ونحن كسرناها باعادة التفريق بين الديني المحض والدنيوي المحض لعلكم فهمتم طيب ومنها ايضا ومنها ايضا سألني سائل يوما من الايام وقال عندي مشكلة في حديث صحيح وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم المتحابون في جلال الله على منابر من نور يوم القيامة عن يمين الرحمن يغبطهم الانبياء والصديقون والشهداء ومن المعلوم ان الغبطة انما تكون من المفضول للفاضل فالمفضول هو الذي يغبط الفاضل وان منزلة الانبياء اعلى من منزلة المتحابين في جلال الله فلماذا غبط الانبياء وهم في المرتبة الفاضلة المتحابين في جلال الله وهم في المرتبة التي ادنى منها فقلت له هذه شبهة وهي مبنية على الجمع بين الامرين المختلفين وهما انك لم تفرق بين نوعي الغبطة فان الغبطة ليست نوعا واحدا بل هي نوعان فهناك غبطة تمني وهناك غبطة استحسان فالغبطة في الحديث ليست غبطة تمن وانما هي غبطة استحسان. فيكون المعنى يستحسن حالهم النبيون والصديقون والشهداء فالانبياء لا يتمنون لان منزلتهم اعلى ولكن يستحسنون حال المتحابين في جلال الله. فلما كانت شبهته في الجمع بين المختلفين كسرناها بماذا بالتفريق بينهما وانا متأكد ان القاعدة واضحة لكم ان شاء الله وقد طبقناها كثيرا ولكن مع وضوحها اريد زيادة على الفهم بتربية الملكة فيا طالب العلم لا تقتصر على فهم القاعدة بل زد من الفروع حتى تنتقل وترتقي من مرتبة الفهم الى مرتبة الملكة فالملكة درجة زائدة على الفهم وهذا هو الذي يجعلني اكثر الفروع في المؤلفات وفي الدروس وفي غيرها ومن الفروع ايضا سألني سائل ايضا عن اشكال وشبهة بين حديثين الاول في الصحيح من حديث انس رضي الله عنه قال مر بجنازة على النبي صلى الله عليه وسلم فاثنى الناس عليها خيرا. فقال وجبت ثم مر بجنازة اخرى فاثنى الناس عليها شرا فقال وجبت. قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله ما وجبت قال هذا اثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا اثنيتم عليه شرا فوجبت له النار ثم قال ماذا انتم شهداء الله في الارض وفي رواية المؤمنون شهداء الله في الارض فشهادة المؤمنين صحيحة او باطلة؟ الجواب صحيحة يشكل على هذا الحديث حديث اخر وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا مع اصحابه يوما من الايام فمر رجل حسن الثياب حسن الهيئة اه فقال ما تقولون في هذا؟ قالوا هذا حري ان شفع ان يشفع وان نكح ان ينكح ثم مر رجل من المسلمين ايضا ولكن رث الثياب رث الهيئة. فقال وما تقولون في هذا قالوا هذا حري ان شفع ان لا يشفع وانكح الا ينكح فقال صلى الله عليه وسلم مخطئا شهادتهم قال ان هذا اي اردت الهيئة خير عند الله من ملئ الارض من هذا اي جميل الطلعة فكيف في الحديث الاول يقول انتم شهداء الله في الارض. وفي الحديث الثاني يخطئ هذه الشهادة هذه شبهة ولا تخرج عن احد السببين المذكورين في هذا المفتاح العظيم فاي السببين اثار هذه الشبهة؟ الجواب الجمع بين امرين مختلفين فان قلت وما الامران المختلفان الجواب هو نوع الشهادة فالشهادة في الحديث الاول كانت شهادة دينية محضة اذ الانسان قد حمل على سرير جنازته فهل سيمدحون ثيابه او سيمدحون كرشه وانما اثنوا عليه خيرا باعتبار الدين فشهادة المؤمنين لا تخطئ اذا كانت في امر ديني انتم شهداء الله في الارض ان كانت شهادتكم دينية محضة واما شهادتهم في الحديث الثاني فهي على امر دنيوي محض. رث الثياب حسن الهيئة وهل هذا امر ديني؟ الجواب لا. بل امر دنيوي. فشهادة المؤمنين على الامر الدنيوي قد تصيب تارة وقد تخطئ تارة فلما فرقنا بين المختلفين زالت زالت الشبهة ولله الحمد الى الان واضح طيب ومن الفروع ايضا ومن الفروع ايضا ذهب بعض اهل العلم رحمه الله تعالى وغفر له هذه الزلة الى جواز التبرك باثار الصالحين اولياء الله فلو اكلوا ثم اكلت من مكان اكلهم لجاز لك ذلك تبركا او تتبرك بعرقهم او تتبركوا بلباسهم او تتبركوا بما يخصهم من الاثار فقال بعض اهل العلم بجواز هذا النوع من التبرك والتبرك مبناه على التوقيف فلا بد ان نطالبهم بالدليل الدال على هذا الحكم فلما طالبناهم بالدليل قالوا اوليس الصحابة كانوا يتبركون باثار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانوا يتبركون بعرقه وبلعابه اي بساقه وبفظل وضوئه وبثيابه وبشعره وكل هذا التبرك بالحبيب صلى الله عليه وسلم قد ثبتت به الاحاديث الصحيحة قلنا لهم ان العلة التي اجاز الشارع بسببها التبرك باثار رسول الله صلى الله عليه وسلم لا توجد في احد من الاولياء والصالحين ابدا فالله لم يجز لنا التبرك به لصلاحه فقط حتى نلحق به كل ولي صالح وانما لانه رسول الله. ومن الذي يتفق معه في هذه العلة لا احد ولانه صاحب الحوض المورود والمقام المحمود وخير خلق الله وآآ صاحب الشفاعة العظمى يوم القيامة. وهل ثمة احد يتفق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه العلل حتى نعطي نفس حكمه؟ الجواب لا يوجد فالحكم يدور مع علته وجودا وعدما. فاذا وجدت هذه العلل في احد من الامة فتبركوا باثاره واذا لم توجد هذه العلل في احد من الامة فيكتفى بالتبرك اقتصارا وتخصيصا برسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هم جمعوا بين مختلفين لان العلل مختلفة بينه وبين بقية الاولياء والصالحين فيه علة زائدة هي التي اجازت التبرك. ليس لمجرد صلاحه وانما لامر اخر لا يوجد في من بعده من الاولياء والصالحين ويؤكد هذا ايضا انهم جمعوا بين امرين مختلفين اخرين في هذه الشبهة وهي انهم جمعوا بين البركة الذاتية المنتقلة وبين البركة المعنوية اللازمة فالبركة التي كان الصحابة يتبركون برسول الله برسول الله صلى الله عليه وسلم على من والها كانت البركة الذاتية فالبركة التي خلقها الله في رسوله صلى الله عليه وسلم انما بركة ذاتية منتقلة تنتقل هذه البركة من جسده الى كل شيء يمسه. واما بركة بقية الاولياء والصالحين فليس فيهم احد مبارك البركة الذاتية المنتقلة وانما بركتهم هي البركة المعنوية اللازمة ولذلك ايها الاحباب هل كان الصحابة يعتقدون ان ابا بكر رجل مبارك؟ الجواب نعم ما هي باول بركاتكم يا ال ابي بكر؟ ابو بكر رجل مبارك. هل كان الصحابة يطلبون البركة منه؟ كما كانوا يطلبونها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الجواب لا. فلم يكن الصحابة يتبركون بعرق ابي بكر ولا ببصاقي ابي بكر ولا بثياب ابي بكر ولا بفضلة سؤر ابي بكر ولا بفضل طهارة ابي بكر ولا بشعر ابي بكر رضي الله عنه. مع اعتقادهم ان ابا بكر رجل مبارك. فلما تعاملوا مع بركة رسول الله بهذا النوع ولم يتعاملوا مع بركة ابي بكر بهذا النوع لانهم يفرقون بين البركتين فبركة رسول الله بركة ذاتية منتقلة وبركة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي والمهاجرين والانصار وكل فليمن الى ان تقوم الساعة فهي معنوية لازمة فكل مسلم فيه بركة كما قال صلى الله عليه وسلم ان من الشجر لما بركته كبركة المسلم وتختلف بركاتنا باختلاف ايماننا وتقوانا واستقامتنا وتوحيدنا وصحة عقيدتنا فكل من كان لله اقرب كانت بركته المعنوية اعظم فاذا هم جمعوا بين رسول الله وبين الاولياء مع انهما مختلفان في العلة فجمعوا بين مختلفين وجمعوا بين البركة الذاتية والبركة المعنوية وهما مختلفان في الحكم فلما كانت شبهتهم مبنية على الجمع بين المختلفين اجاب اهل السنة بماذا؟ باعادة التفريق بين هذين الامرين المختلفين ومنها ايضا شبهة المشركين من اول الزمان الى اخر الزمان هي الشبهة التي اوقعت الشرك في قوم نوح عليه السلام واوقعت الشرك في من بعده من الامم فما اشركت امة هود الا بسبب هذه الشبهة ولا امة صالح الا بسبب هذه الشبهة. ولا امة لوط الا بسبب هذه الشبهة. وسائر الامم انما كانت شبهة شركهم هي هذه الشبهة. وهي انهم اظفوا اظفوا على بعظ المخلوقات ما لا يليق الا بالله عز وجل فجمعوا بين الخالق والمخلوق في بعض صفات الربوبية ولذلك لا نعلم ان احدا عبد الماء ولا ان احدا عبد هذا هذا المنديل هل في احد يعبد هذا المنديل؟ الجواب لا. لانني لم اظفي عليه شيئا من صفات الربوبية لكن لماذا عبدت الملائكة؟ لانهم اظفي عليهم شيء من صفات الربوبية فاقتربوا من ذات الله بالاشتراك في بعض الصفات ولماذا عبد الانبياء؟ لانهم اظفي عليهم شيء من صفات الربوبية. ولماذا عبدت بعظ الاشجار العلة والاحجار لنفس العلة والشمس لنفس العلة والقمر لنفس العلة والاوثان والاصنام لنفس العلة فكلما اقتربت المعبودات من الله في بعض صفات الربوبية حصل الشرك وهل الخالق في صفات ربوبيته كالمخلوق في صفاته؟ الجواب لا. فاذا شبهة الشرك مبنية على الجمع بين الذاتين المختلفتين. ذات الله وما يليق بها وذات المخلوق وما يناسب لها فاذا اردنا ان نرد على المشركين وقد قاربوا بين الذاتين المختلفتين ماذا نفعل نحاول ان نبعد الذاتين عن بعض. فمتى ما ابعدنا الذاتين واعطينا كل ذات ما يناسبها انتهى الشرك ولذلك القرآن في ردوده على المشركين قائم على الفصل بين مال الله ومال المخلوق ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. اذا سلب صفة النفع والضر عن المعبودات. اذ لا ينفع ولا يضر حقيقة الا الله يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع فالذي لا يسمع لا يصلح ان يكون ربا ولا يبصر فالذي لا يبصر لا يصلح ان يكون ربا اذا الله يسمع ويبصر والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير فكيف تعبدون من لا يملك وتتركون عبادة من يملك ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم فكيف تدعون من لا يسمع دعاءكم وتتركون من يسمع دعاءكم ثم جاء بتسليم جدلي قال ولو سمعوا ما استجابوا لما لا يستجيبون لانهم لا يملكون او انهم اموات غير احياء كما يأس الكفار من اصحاب القبور فتجد ان القرآن دائما يبطل الشرك بالتفريق بين المختلفين بالتفريق بين المختلفين فاذا كانت شبهة الشرك مبنية على الجمع بين الله وبين عباده في بعض صفات ربوبيته كالنفع او الضر او الرزق او اغاثة فنبطلها باعادة باعادة التفريق بين مال الله وخصائصه وبين مال المخلوق وما يناسب له فصارت شبهة الشرك يا شيخ فيصل مبنية على ماذا على الجمع بين الامرين المختلفين ومنها ايضا تأملوا معي قول الله عز وجل رادا على المشركين في قولهم انما البيع مثل الربا هذه شبهة هذه شبهة فاجازوا الزيادة الربوية قياسا على جواز البيع. فكما ان البيع جائز فالربا لا يعدو ان يكون بيعا وشراء لكن بزيادة فرد القرآن عليهم بكسرها بضدها واحل الله البيع وحرم الربا ولذلك من الظلم الفكري العظيم ان تجمع بين المختلفين كما قال الله عز وجل ام حسب الذين يعملون السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. الجمع بين المختلفين هذا حكم سيء هذا حكم سيء ان للمتقين عند ربهم جنات النعيم ثم قال بعدها قال افنجعل المسلمين كالمجرمين؟ نجمع بين المختلفين ما لكم كيف تحكمون فالجمع بين المختلفين من اعظم الضلال الفكري فيجب علينا ان نفهم هذه القاعدة وان نستوعبها وان ندركها. فالقرآن في ردوده على الشبه قائم عليها. كل ردود القرآن خدوها مني كلية. كل ردود القرآن على الشبه قائم على كسر الشبهة بضدها. فان كانت جمعا فالقرآن يرد بالتفريق. وان كان التفريقا فالقرآن يرد باعادة الجمع ومنها ايضا ومن الفروع ايضا شبهة القدرية والجبرية في باب القضاء والقدر فان شبهتهم مبنية على الجمع بين الامرين المختلفين ان قيل لك ما سبب ظلال الجبرية والقدرية في باب القدر فقل لانهم جمعوا بين امرين مختلفين لو فرقوا بينهما ما ضلوا لكنهم ضلوا بسبب الجمع بينهما وهي ماذا ان باب القدر يبنى فهمه على جزئية مهمة وهي التفريق بين الارادة الكونية القدرية وبين الارادة الشرعية الدينية فالجبرية لا يفرقون وانما يجعلونها ارادة واحدة وهي ارادة كونية فقط فكل شيء يريده الله عند الجبرية فلا بد ان يقع من غير تفريق بين الكون والشرعي خالفهم القدرية من المعتزلة. فقالوا ارادة الله واحدة وهي شرعية فكل شيء اراده فهو يحبه ثم رأى الجميع ان فيما وجد بارادة الله الكفر فهو موجود في ارض الله الزنا موجود في ارض الله السرقة موجودة في ارض الله الظلم موجود في امر في ارض الله. فالجبرية قالوا بما انها وجدت فاذا الله هو الذي خلقها ولا طاقة ولا قدرة للعبد على تركها لان الارادة الكونية عندهم واقعة فتجد الواحد منهم يشرب الخمر ولا يرى انه قد فعل مخالفة اذ لما وقع فهو مراد لله القدرية قالوا لا يمكن ان الله يحب هذه الاشياء. لان الارادة عندهم شرعية تستلزم المحبة قالوا ماذا نفعل؟ قالوا اجعلوا العبد هو الذي خلقها ولا تقولون ان الله خلقها لانكم لو قلتم ان الله خلقها واوجدها في ارضه لاستلزم ذلك انه يحبها عندهم فقالوا العبد هو الذي يخلق فعله فهؤلاء ضلوا للجمع بين الارادتين. وجعلها ارادة واحدة. وهؤلاء ضلوا للجمع بين الارادتين وجعلها ارادة واحدة واهل السنة ما ضلوا لانهم فرقوا فكل شيء موجود مما لا يحبه الله ويرضاه فارادة كونية وكل شيء موجود مما يحبه الله ويرضاه فارادة شرعية وانتهى الامر ولذلك اذا قيل لك هل الله يريد المعصية فقل يريدها كونا بارادة لا تستلزم المحبة ولا يريدها شرعا لقول الله عز وجل ان تكفروا اي كونا فان الله غني عنكم ولا يرضى شرعا لعباده الكفر ولو شاء الله كونا ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد فالذي لا يفرق في باب القضاء والقدر بين هاتين الارادتين سوف يقع سوف يقع في هذه المزالق القدرية الوخيمة التي قد تخرجه عن دائرة الاسلام من حيث لا يشعر. فهمتم هذا هو الذين يدينوا الله عز وجل به انما من شبهة الا وهذه اسبابها وهذه طريقة كسرها مثال اخر او فرع اخر كم يوم جلسنا في الدرس خمسون باقي عشر دقايق ذكرني لان انا محظر لكم اكثر من ثلاثين فرع لكن خاص يكفيكم ومن اراد الاستزادة فليرجع الى الكتاب المذكور. تربية الملكة على كشف الشبهة وهو مطبوع متداول من الفروع وانتم اخبروني نوع هذه الشبهة المعتزلة يستدلون على نفي رؤية الله عز وجل في الاخرة بقوله عز وجل لن تراني في سورة الاعراف قال لن تراني ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي ارني انظر اليك. قال لن تراني فهل يصلح استدلالهم؟ ام هناك شبهة في الاستدلال الجواب هذا الاستدلال على هذه المسألة فيه شبهة وهل هي شبهة مبنية على الجمع او التفريق على الجمع بين الامرين المختلفين. اسألكم سؤالا ما الامران المختلفان الرؤية في الدنيا والرؤية في الاخرة فالاية هل تدل على نفي الرؤيتين اجيبوا الجواب لا هل تدل على نفي الرؤية في الاخرة الجواب لا هل تدل على نفي الرؤية في الدنيا؟ الجواب نعم فاذا هم جعلوها نافية للرؤيتين. فجمعوا بين الامرين المخ تلفين فثارت عندهم الشبهة. ونفسها نفس المعتزلة يستدلون على خلق القرآن بقول الله عز وجل ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث والمحدث هو المخلوق او هذه شبهة مبنية على ماذا؟ على الجمع بين الامرين المختلفين. فهم جمعوا بين الحدث ها الذي يأتي بمعنى الخلق والحدث الذي يأتي بمعنى الامر الجديد الحديث وقد اجمع السلف على ان محدث هنا ليس معناه المخلوق وانما معناه الشيء الجديد. اي كلما جاءهم قرآن جديد من عند الله قابلوه بالكفران او الكفر والاعراض. فلما قالوا بان محدث معنى واحد ولم يفرقوا بين المعنيين دارت عندهم الشبهة ونحن نرد عليهم بهذا الرد. ومثلها استدلال الصوفية على جواز استغفار رسول الله بعد موته وطلب الدعاء منه والاستغاثة به بعد موته بقول الله عز وجل ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما. وهذا استدلال مبني على شبهة لان جاؤوك في الاية ليست مجيئا في الحياة وبعد الممات. بل هو مجيء في الحياة. فلما لم يفرقوا بين المجيئين وجمعوا بين المختلفين ثارت عندهم هذه الشبهة فانزلوا الاية على هذا الامر المحرم شرعا. وهو دعاء والاستغاثة به من دون الله عز من دون الله عز وجل اخر فرع ان سمحتم لي عندنا ايات عندنا ايات تثبت السؤال يوم القيامة وعندنا ايات تنفي السؤال يوم القيامة كقول الله عز وجل فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان وقول الله عز وجل ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. فهذه ايات تنفي السؤال يوم القيامة. اليس كذلك؟ الجواب بلى كيف نعمل بقول الله كيف نجمع بينها وبين قول الله عز وجل؟ فوربك لنسألنهم اجمعين وقفوهم انهم مسئولون. ما لكم لا تناصرون وغيرها من الايات هذه شبهة تارت في ذهن البعض بين هذه الايات. وهي شبهة مبنية على ماذا؟ على الجمع بين الامرين المختلفين على الجمع بين الامرين المختلفين. ما هما هو بالتفريق بين نوعي السؤال. فالسؤال المثبت ليس هو السؤال المنفي. فالسؤال المثبت اما ان نحمله على سؤال التوبيخ فوربك لنسألنهم توبيخا عما كانوا يعملون او نحمله ها على سؤالي سائر الكفار الا العتات المجرمون منهم فهؤلاء لا يسألون فالعتات المجرمون لا يسألون وغيرهم يسأل العتاة المجرمون لا يسألون سؤالا استخبار وغيرهم يسأل سؤال لا وغيرهم يسأل سؤال يسأل سؤال توبيخ. يعني بمعنى انهم لا يسألون سؤال من يستعلم ولكن يسألون سؤال من يوبخهم وهناك جمع ثالث وهو ان يوم القيامة يوم طويل تختلف فيه احوال الناس في بعض اجزائه يسألون وعليه نحمل ايات السؤال وفي بعض اجزائه لا يسألون وعليه نحمل ايات نفي السؤال فاما بالتفريق بين نوعي السؤال او بالتفريق بين نوعي المسؤولين او بالتفريق بين اجزاء اليوم يزول الاشكال وتنتهي الشبهة والفروع على هذه القاعدة كثيرة جدا واعيدها مختصرة فاقول ما من شبهة في الوجود الا وسببها اما تفريق بين متماثلين وكسرها اعادة الجمع بينهما واما تفريق واما واما جمع بين مختلفين وكسرها اعادة التفريق بينهما. وكأني بكم يثور في ذهنكم سؤالان السؤال الاول كل الفروع التي ذكرتها كانت جمعا بين مختلفين هلا ذكرت لنا شيئا من التفريق بين المتماثلين اقول نعم. وانا اقصد ذلك حتى ابين لكم شيئا مهما في هذا المفتاح وهي ان اغلب شبغ اهل الشبه هي الجمع بين مختلفين فالشبه المبنية على التفريق بين المتماثلين شيء يسير ولكن اضرب لكم فيه مثالا واحدا وهي ان بعض الطوائف تثبت لله عز وجل صفات تبع وتنكر بقية الصفات فهذا تفريق بين متماثلين. اذ القول في الصفات التي اثبتوها كالقول في الصفات التي نفوها فالوجه يقال فيه فالوجه الذي نفوه يقال فيه كما قالوه في العلم الذي اثبتوه فاذا كان اثباتهم لصفة العلم لا يستلزم تشبيه المخلوق بالخالق الخالق بالمخلوق فكذلك اثبات الاستواء والعلو والرضا المقت والكراهية والرحمة لا يستلزم تشبيه الخالق بالمخلوق فشبهة هذه الطائفة مبنية على التفريق بين الامرين المتماثلين ولها امثلة كثيرة ذكرتها في الكتاب الماضي لكن الذي اريد اثباته هنا هو ان اغلب الشبه هي من القسم الاول وهي جمع بين مختلفين. السؤال الثاني هل الشبهة هي الاشكال هل الشبهة هي الاشكال الجواب الشبهة والاشكال من الالفاظ التي اذا اجتمعت طبقت واذا افترقت اجتمعت فاذا قيل اشكال فقط دخلت معه الشبهة اذ الشبهة اشكال واذا قيل شبهة فقط دخل معها الاشكال اذ الاشكال شبهة لكن اذا قيل شبهة واشكال فتكون الشبهة مبنية على الاقتران بين امرين اما بالتفريق ان كانا متماثلين او بالجمع ان كانا مختلفين. واما الاشكال فقد يأتي في الامرين فيكون شبهة وقد يأتي في امر واحد كقولك اشكل علي اهذه ظمة او فتحة؟ هذا شبهة ولا اشكال اشكال فاذا كان الامر مبنيا على شيء واحد فهو اشكال. واذا كان الامر مبنيا على اشتباه امرين فهو شبهة. ولذلك احفظوا مني قولي كل شبهة فهي اشكال وليس ولكن ليس كل اشكال تبها كل شبهة فهي اشكال ولكن ليس كل اشكال تبها وصيتي لكم في اخر الامر ان تحفظوا هذه القاعدة والمفتاح العظيم. فانه ييسر عليكم فهم الشبهة ويعطيكم الطريقة في كيفية الرد عليها. وهذا يغنيك عن قراءة كثير من اجوبة اهل العلم على كثير من الشبهات. وان كان هذا لا بد منه. لكن ان عرضت عليك شبهة لم تقرأ سابقا جوابها فهذا المفتاح يغنيك ويعينك على كشف الشبهة. واخر دعاء ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد