السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا هو مجلسنا الخامس والعشرون من شرح كتاب آآ الصلاة من منهاج الطالبين وعمدة المفتين للامام ابي زكريا يحيى ابن شرف النووي رحمه الله ورضي عنه ونفعنا بعلومه في الدارين اليوم نشرع في كتاب صلاة الجماعة. وقول الامام النووي رحمه الله تعالى كتاب صلاة الجماعة. قال هي في الفرائض غير الجمعة سنة مؤكدة وقيل فرض كفاية للرجال فتجب بحيث يظهر الشعار في القرية. فان امتنعوا كلهم قاتلوا ولا يتأكد الندب للنساء تأكده للرجال في الاصح. قلت الاصح المنصوص انها فرض كفاية. وقيل عين والله اعلم وفي المسجد لغير المرأة افضل. آآ صلاة الجماعة المراد بها هنا يعني اداء الصلاة مع الجماعة. بدلا من اداء المصلي آآ صلاته منفردا بنفسه واقل الجماعة اثنان امام ومأموم والاصل عندنا في ذلك هو ما جاء آآ في حديث ما لك ابن الحويرث رضي الله تعالى عنه انه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم انا وصاحب لي. فلما اردنا الاقفال من عنده قال لنا اذا حضرت الصلاة فاذن ثم ما اقيم وليؤمكما اكبركما. فدل هذا على ان اقل الجماعة اثنان امام ومأموم. كما في هذا الحديث اه مالك ابن الحويرث معه شخص اخر. والنبي صلى الله عليه وسلم اه حثهما على الصلاة في جماعة. وان اما يكون واحدا منهما فدل ذلك على ان الاخر يكون مأموما. والاصل في مشروعية الصلاة في جماعة هو قول الله تبارك وتعالى واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وهذا الامر في اقامة الصلاة في جماعة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الخوف والحرب. فالجماعة في الامن والسلم تكون مشروعة من باب اولى. وايضا اه ثبتت الصلاة في جماعة من السنة الفعلية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتبار ان النبي عليه الصلاة والسلام واظب على الصلاة في جماعة طوال حياته في الحضر السفر وكما اشرنا انفا وفي السلم وكذلك الحرب وصلاها ايضا في المسجد عليه الصلاة والسلام وفي بالبيت وبين فضلها في السنة القولية جاء في حديث عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة تفضل صلاة الفجر يعني الفرض بسبع وعشرين درجة. وهذا الحديث رواه الامام البخاري رحمه الله تعالى. ورواه كذلك الامام مسلم فعلى ذلك من يصلي في جماعة فله من الاجر المضاعف اكثر مما لو صلى وحده اه في اه البيت مثلا او في مكان اخر. فصلاة الجماعة تفضل صلاة الفرض بسبع وعشرين درجة. وفي حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وارضاه اه قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الجماعة افضل من صلاة احدكم وحده بخمس وعشرين درجة طيب هنا عندنا في حديث ابي هريرة يخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان صلاة الجماعة افضل من صلاة الفرض بخمس وعشرين وفي صلاة وفي حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما يخبر ان صلاة الجماعة افضل من صلاة الفرض بسبع وعشرين انت هي افضل بسبع وعشرين درجة؟ ولا افضل بخمس وعشرين درجة؟ هل في منافاة بين الحديثين؟ الجواب لا لا منافاة بين الحديثين. لماذا؟ لان القليل لا ينفي الكثير القليل لا ينفي الكثير. فلما يأتي ويخبر ان صلاة الجماعة افضل بخمس وعشرين درجة. ثم يخبر في حديث اخر انها افضل من آآ صلاة الفرض بسبع وعشرين درجة. فما ذكره من القليل لا ينافي ما ذكره من انه يندرج تحته فما ذكره من القليل لا ينافي ما ذكره في الكثير لانه يندرج تحته. ويحتمل انه صلى الله عليه وسلم اخبر اه بالقليل اولا يعني اخبر بكونها افضل بخمس وعشرين درجة اولا ثم اعلمه الله سبحانه وتعالى بزيادة الفضل فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها بعد ذلك فكأن الله تبارك وتعالى تفضل على هذه الامة بمزيد الاجر. فبعدما كانت بخمس وعشرين آآ واوحى الله سبحانه وتعالى اليه انها بسبع وعشرين من آآ فضل ربنا سبحانه وتعالى وجوده على العاملين من هذه او يحتمل ان ذلك يختلف باختلاف احوال المصلين آآ بحسب آآ كمال الصلاة والمحافظة على هيئاتها وعلى خشوعها وكثرة جماعتها وفضلهم اه وشرف البقعة التي يصلي فيها الى اخره. فيحتمل ان الاجر يضاعف بهذه الاعتبارات وبعض العلماء يقول بسبع وعشرين درجة فيما لو صلى في جماعة المسجد. وبخمس وعشرين درجة فيما لو صلى في غير المسجد. لماذا؟ لان لان الشخص اذا ذهب الى المسجد آآ زاد اجره باعتبار الخطوات التي يخطوها الى بيت الله سبحانه وتعالى. ولهذا عندنا احاديث في الحث على الجماعة وعندنا احاديث في المشي الى الجماعات والمشي الى المساجد قال النبي صلى الله عليه وسلم من غدا الى المسجد او راح اعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا او راح وقال صلى الله عليه وسلم بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة. يبقى هنا عندنا اجر في المشي الى آآ الصلاة من اجل اداء هذه الصلاة في جماعة. فبعض العلماء ايضا يقول بهذا التفريق على النحو الذي ذكرناه صلاة الجماعة آآ يعني آآ انما شرعت لما آآ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة مع صاحبه الكرام فحين اذ شرعت الصلاة في جماعة. طيب قبل ذلك؟ قبل ذلك كيف كان يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هنا احنا نعرف ان النبي عليه الصلاة والسلام اقام بمكة ثلاث عشرة سنة في طيلة هذه المدة كان يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير جماعة. كان يصلي منفردا كما كان يفعل المسلمون كانوا ايضا يصلون منفردين لان الصحابة اه كما لا يخفى كانوا مقهورين كانوا يخافون على انفسهم من بطش المشركين فكان الواحد منهم اذا اراد ان يقيم الصلاة صلى في بيته منفردا. هجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة فاقام فيها الجماعة وواظب عليها وبنى مسجدا وجمع آآ في هذا المسجد المهاجرين والانصار قد الاجماع على هذه الصلاة على هذا النحو. وهذا من الاجماع العملي ايضا. الذي عليه المسلمون يعني عصرا بعد عصر وقرنا بعد قرن وهذا يسمونه ماذا؟ بالاجماع العملي لانه آآ عليه عمل المسلمون. من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الى يوم الناس هذا يصلون الناس في مساجدهم بهذه الهيئة وعلى هذا النحو. آآ المصنف رحمه الله تعالى بدأ اول ما بدأ بالكلام عن حكم الصلاة في جماعة. وآآ صلاة الجماعة انما اه تختلف باختلاف الصلاة لذلك لابد ان نفصل فيها قبل ان اه نعلق على كلام المصنف رحمه الله تعالى. فعندنا صلاة الجماعة آآ في آآ الجمعة وعندنا صلاة الجماعة في بقية المكتوبات ما حكمها في صلاة الجمعة؟ وما حكمها في بقية المكتوبات؟ احنا مر معنا قبل ذلك في في الفصل او في الباب الذي اه سبق اه لما تكلمنا عن صلاة النفل علمنا ان صلاة النفل علمنا ان صلاة النفل قسمان منه ما يسن في جماعة ومنه ما لا يسن في جماعة. يبقى اذا القسم الذي تكلمنا عنه هذا الجماعة فيه مسنونة مستحبة اه لانها نفل. فلو انه صلاها في جماعة لكان اولى كصلاة العيدين والكسوفين والاستسقاء الى اخره. ولو انه صلاها منفردا جاز له ذلك وصحت صلاته بلا ادنى اثم او حرج. لكن هنا بالنسبة للصلوات مكتوبة الامر مختلف الامر مختلف. فنفرق فيه بين الصلاة اه في صلاة الجماعة بين الصلوات المكتوبات وبين الصلاة التي تصلي آآ وهي نفل والصلاة المكتوبة اما ان تكون صلاة جمعة وصلاة الجمعة آآ الجماعة فيها فرض بالاتفاق ولا تصح على سبيل الانفراد كما سيأتي معنا ان شاء الله تعالى. اما بالنسبة لسائر الصلوات المكتوبات فالجماعة فرض كفاية في الاصح المنصوص للرجال المقيمين آآ بحيث يظهر بذلك شعار الجماعة في بلد او محل ما ننتبه الان لهذه المسألة احنا بنقول الاصح المنصوص ان الصلاة في جماعة فرض على الكفاية لمن للرجال المقيمين في اداء المكتوبة بحيث يظهر بها شعار الجماعة في بلد او محل ما سواء في ذلك المدينة والقرية سواء كانت صغيرة او كانت كبيرة ولا تسقط فرضية الجماعة عن اهل البلد الا بازهار هذه الصلاة في جماعة لماذا؟ لان الواحد منا مثلا قد يظن ان الجماعة المطلوبة تؤدى في اي مكان حتى ولو كانت في البيت. نعم نقول هو يجوز له ان يؤديها في البيت في جماعة. لكن نفترض ان الناس جميعا اطبقوا على اقامتها في البيوت ولم يظهر بذلك الشعار فهنا لم يسقط الفرض فهنا لم يسقط الفرض فان امتنعوا جميعا عن اقامتها جهارا هنا يقاتلهم الامام او من ينوب عنه دون احاد الناس. يعني لو بعض الناس اقاموها في في البيوت واقامها الباقون في مساجد فهنا ظهر الشعار وحينئذ لا حرج في اداء البعض لهذه الجماعة في البيوت. لكن بنقول اطبق الناس جميعا على ترك الجماعات بحيث يظهر الشعار فهنا يقاتلهم الامام حتى يظهروا هذه الشعيرة حتى يظهروا هذه الشعيرة و ذلك بدلالة حديث ابي الدرداء رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ثلاثة في قرية او بدو لا تقام فيهم الجماعة الا استحوذ عليهم الشيطان. قال فعليك بالجماعة. فانما يأكل الذئب القاصية من الغنم انما يأكل الذئب القاصية من الغنم. يبقى هنا لما يقول صلى الله عليه وسلم فعليك بالجماعة هذا امر هذا امر وظاهر الامر الوجوب. طيب اذا لماذا قلنا هي على الوجوب وعلى الفرضية لكنها على سبيل قال كفاية لماذا قلنا بذلك؟ قلنا بذلك بدلالة الحديث الاخر بدلاية الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة افضل من صلاة الفرد فهنا جعل النبي صلى الله عليه وسلم افضلية لصلاة الجماعة وجعل فضلا لصلاة المنفرد ولو كان وكانت صلاة المنفرد لا اه تجوز لما جعل لها النبي صلى الله عليه وسلم فضلا فهنا لما جعل النبي صلى الله عليه وسلم افضلية لصلاة الجماعة. وجعل فضلا لصلاته المنفرد علمنا ان الصلاة في جماعة فرض على الكفاية وليست فرضا على الاعيان. لان صلاة المنفرد اذا كانت لا تجوز بالكلية لما جعل لها النبي صلى الله عليه وسلم فضلا لانه قال افضل من وهذه افعل تفضيل. فمعنى ذلك انهما اشتركا في الفضل. لكن صلاة الجماعة زادت في الفضل على صلاة الفرد فبنقول هنا ان صلاة الجماعة في الجمعة فرض على الاعيان وهذا بالاجماع. وصلاة الجماعة في المكتوبات هذه فرض على الكفاية في الاصح للرجال المقيمين فخرج بذلك النساء وخرج بذلك المسافرون في اداء المكتوبة فخرج وبذلك غير المكتوبة كالصلوات المسنونة فمنها ما يسن في جماعة بحيث يظهر بها شعار الجماعة في بلد او محل ما في قرية او في غيرها. طيب الان تكلمنا عن حكم الصلاة في جماعة بالنسبة للرجال المقيمين الى اخره ما حكم الصلاة في جماعة بالنسبة للنساء؟ آآ الصلاة في جماعة بالنسبة للنساء ايضا مشروعة لكنها لا تتأكد عليهن تأكدها للرجال بمعنى ان المرأة اذا ارادت ان تصلي في جماعة في المسجد او في البيت فهذا مشروع لها. لكن الجماعة لهن في البيت افضل بدلالة حديث اه ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا نسائكم المساجد وبيوتهن خير لهن لا تمنعوا نسائكم المساجد وبيوتهن خير لهن. يبقى اذا آآ المرأة اذا ارادت ان تصلي يا جماعة في المسجد هذا مشروع. لان النبي وسلم حذرنا من منع النساء من اتيان المساجد. لكن الصلاة لهن في البيت افضل سواء صلتها المرأة في جماعة او صلتها على وجه الانفراد في كل الاحوال صلاتها في البيت افضل من صلاتها في المسجد لانها آآ تكون حينئذ في ستر اكثر مما لو صلت وخرجت في المسجد. آآ فاذا بنقول هذا بالنسبة لجماعة النساء. طيب بالنسبة للمسافرين. بالنسبة للمسافرين لا يجب على المسافر الصلاة في جماعة ولزلك لان النبي صلى الله عليه وسلم اسقط الجمعة واسقط عليهم كذلك الجماعة وذلك السفر وذلك لعذر السفر. طيب آآ الان احنا بنقول ان صلاة المنفرد صحيحة ولا اثم عليه لان الصلاة في جماعة هذا فرض على الكفاية. وعرفنا ما دليل ذلك؟ ان النبي صلى الله عليه وسلم كما عرفنا بين ان لها فضلا. لكن صلاة الجماعة تزيد على فضل صلاة المنفرد. ايضا يدل على ذلك حديث ابي بن كعب رضي رضي الله عنه وارضاه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل مع الرجل ازكى من صلاته وحده يبقى هنا الصلاة لو صلاها منفردا هذه لها فضل لكنه لو صلاها مع رجل اخر بانها زاد الفضل. صلاة الرجل مع الرجل ازكى من صلاته وحده. وصلاة الرجل مع الرجلين ازكى من صلاته مع الرجل. وما كان اكثر فهو احب الى الله تبارك وتعالى. طيب الان يشكل اين الحديث الاخر قول النبي صلى الله عليه وسلم لقد هممت ان امر بالصلاة فتقام ثم امر رجلا فيصلي آآ بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب الى قوم لا يشهدون الصلاة فاحرق عليهم بيوتهم بالنار هنا النبي صلى الله عليه وسلم غلظ في حق من يصلي في بيته ولا يصلي في جماعة. وعندنا حديث ابن مسعود رضي الله عنه وارضاه قال ولقد كان يؤتى بالرجل يتهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف وما يتخلف عنها الا منافق معلوم النفاق. كل هذه الاخبار والاثار تدل على تأكد الصلاة في جماعة طيب من صلى منفردا الا يناله الوعيد الوارد في ذلك؟ قال ان هذا قال العلماء ان هذه الاحاديث انما ووردت في قوم منافقين يتخلفون عن الجماعة. ولا يصلون بدليل اه السياق يدل على ان هذا انما هو في المنافقين. كما ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرقهم وانما هم بتحريقهم او لعله هم بالاجتهاد ثم نزل الوحي بالمنع او تغير اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك. فالحاصل يعني ان هذه ليست ها بدلالة صريحة على عدم صحة صلاة المنفرد لوجود كل هذه الاحتمالات التي ذكرناها. طيب الان احنا بنقول لابد ان يكون ان تكون هذه الصلاة في جماعة بحيث يظهر الشعار. وآآ لو صلاها الناس في بيوتهم بحيث لم هذا الشعار فانهم يقاتلون على ذلك من قبل الامام او من ينوب عنه. فمعنى ذلك ايش؟ معنى ذلك ان ان اقامة صلاة الجماعة في المسجد هذه فرض كفاية لاقامة شعيرة الاسلام. فاذا قام بها البعض سقط الاثم عن يقين. فعلى ذلك يجوز للباقين ان يصلوا صلاة الجماعة في البيت. ويجوز لهم كذلك ان يصلوا منفردين. لكن آآ كما صلاة الجماعة في المسجد للرجال افضل لان النبي صلى الله عليه وسلم جعل المشي الى الصلوات في المساجد او للمساجد جعل لها فضلا عظيما آآ هل هذا يعني يشمل جميع الصلوات؟ صلاة النفل يستحب ان تصلى في البيوت. لقول النبي صلى الله عليه وسلم صلوا ايها الناس في في بيوتكم فان افضل الصلاة صلاة المرء في بيته الا المكتوبة. يعني الا المكتوبة فالافضل ان تصلى في المسجد فالافضل ان تصلي في المسجد. طيب آآ اذا صلاة الجماعة في المسجد اولى اه لكن نفترض الان ان الصلاة في المسجد قليلة من حيث عدد المصلين والصلاة في البيت اكثر من حيث عدد المصلين ايهما افضل بالنسبة للانسان؟ صلاة الجماعة القليلة في المسجد افضل من الكثيرة في البيت لان اصل الجماعة وجدت في الموضعين وامتازت جماعة المسجد بفضيلة المسجد. يتأكد ذلك في المساجد الثلاثة. المسجد الحرام المسجد النبوي المسجد الاقصى. صلاة الجماعة فيها وان قلت افضل من غيرها بل الانفراد في هذه المساجد الثلاثة افضل من الجماعة في غيرها لثبوت ذلك بالنص عن النبي صلى الله عليه وسلم بانها تزيد وتضاعف في الاجر. قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه من المساجد الا المسجد الحرام. وفي حديث جابر قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي افضل من الف صلاة في مسواه الا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام افضل من مائة الف صلاة فيما سواه فاذا اه الصلاة صلاة الجماعة القليلة في المسجد افضل من الكثير في البيت لان اصل الجماعة وجد في الموضعين هنا سيصلي في جماعة وهنا سيصلي في جماعة لكن لما يصلي في المسجد سيزيد في الفضل بالنسبة للمشي ونحو ذلك مما ورد من فضل جماعة في المسجد. الامر الثاني وهو ان صلاة الجماعة في مسجد الجوار وان لم اه يحضر لاختلت الجماعة افضل من المسجد الذي يكثر فيه الناس خشية ان تتعطل الجماعة في المسجد القريب. يعني لو كان بجانبك مسجد وهذا المسجد فيه جماعة قليلة واذا لم تذهب انت للصلاة ستتعطل هذه الجماعة او مسجد اخر بعيد والجماعة فيه اكثر هل يصلي في المسجد القريب ولا يصلي في المسجد البعيد؟ نقول يصلي في المسجد القريب الذي اذا لم يصلي فيه تعطلت فيه الجماعة هذا اولى له من ان يصلي في المسجد البعيد الذي تكثر فيه الجماعة. بعض الناس لو ما نزلش علشان يصلي في المسجد المجاور لم يجد الناس من يصلي بهم وادى هذا الى نفور الناس عن المسجد والصلاة في مساجد اخرى فتتعطل الجماعة بسبب ذلك. فهنا نقول صلاتك في هذا المسجد القريب لاقامة الجماعة اولى لك. حتى وان كانت الجماعة قليلة. هذا اولى لك من ان تذهب الى مسجد اخر ابعد من اجل ان تصلي فيه في جماعة وكذلك الحال فيما لو كان المسجد البعيد الذي فيه جماعة اكثر آآ لها امام مبتدع او فاسق او لا يعتقد بعض الاركان. يبقى هنا الصلاة في المسجد القريب مع قلة الجماعة افضل من صلاة الجماعة في هذا المسجد البعيد حتى وان كثرت جماعته حتى وان كثرت جمعته. آآ ايضا بالنسبة لجماعة النساء كما اشرنا. وهذا الامر الثالث المستثنى من استحباب الجماعة الكثيرة وهو ان اه جماعة النساء في البيوت افضل من جماعتهن في المسجد او من حضورهن جماعة الرجال في المسجد. يعني لو صلى النساء في بيوتهن جماعة هذا افضل حتى وان كانت الجماعة قليلة هذا افضل من حضور المرأة في الجماعة الكبيرة في المسجد مع الرجال. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا نسائكم المساجد وبيوت اوتوهن خير لهن طيب صلاة المرأة في بيتها افضل ولا صلاتها في المسجد؟ صلاتها في البيت افضل. لانه اسطر ممن لو صلت في في المسجد في جماعة. قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المرأة في بيتها افضل من صلاتها في حجرتها صلاتها في مخدعها افضل من صلاتها في بيتها. لان كلما كانت كذلك كلما كان استر لها كما عرفنا. والنبي صلى الله عليه وسلم اه قال اه لامرأة قد علمت انك تحبين الصلاة ها معي ثم حثها النبي صلى الله عليه وسلم مع ذلك على ان تصلي في بيتها فصلاة المرأة في البيت افضل من صلاتها في المساجد ولو كانت الصلاة في المساجد في جماعة. طيب نرجع لما آآ قاله آآ الشيخ آآ رحمه الله تعالى هنا بيقول اه قال هي في الفرائض غير الجمعة سنة مؤكدة اه وذلك لحديث ابن عمر الذي سبق معنا صلاة الجماعة تفقد صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة. قال وقيل فرض كفاية وقيل فرض كفاية للرجال وهذا لحديث ابي الدرداء ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة الا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فان انما يأكل الذئب القاصية. آآ قال فتجب بحيث يظهر الشعار في القرية فان امتنعوا كلهم قاتلوا وهذا بناء على ماذا؟ هذا بناء على القول الصحيح انها فرض كفاية. فلو امتنعوا عن ادائها في جماعة قتلوا لترك اظهار ذلك الشعار العظيم قال ولا يتأكد الندب للنساء تأكده للرجال في الاصح لماذا لم يتأكد الامر في حق النساء؟ آآ لان للرجال على النساء آآ يعني فضل كما دل على ذلك قوله سبحانه وتعالى وللرجال عليهن درجة. فلذلك لا تتأكد الجماعة في حق النساء كتأكدها في حق الرجل. ايضا لامر اخر وهو المفسدة فيهن مع كثرة المشقة اه ولهذا اه لم تتأكد الجماعة في حق النساء ولهذا ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تقول لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما تصنع النساء لا منعهن المساجد كما منعت بنو اسرائيل نسائها المساجد اه فهي غير متأكدة في حق النساء كتأكدها في حق الرجال. قال النووي رحمه الله قلت الاصح المنصوص انها فرض كفاية. وهذا لحديث ابي الدرداء السابق آآ قال فعليك بالجماعة قال ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة الا استحوذ عليهم الشيطان قال فعليك بالجماعة فانما يأكل الذئب القاصية. فالاصح المنصوص انها فرض كفاية قال رحمه الله تعالى وقيل فرض عين وقيل فرض عين لكنها ليست بشرط على هذا الوجه ليست بشرط في صحة الصلاة كما قاله في شرح المهذب آآ طيب عرفنا دليل الذي يقول بانها فرض كفاية وان هذا هو الاصح. طيب من قال انها فرض عين استدل بماذا؟ استدل بالاحاديث الذي اه التي ذكرناها انفا. لقد هممت ان امر بالصلاة فتقام. ثم امر رجلا الى اخر ذلك فمن يقول بانها فرض عين يستدل بهذا الحديث لكن قلنا ان دلالة السياق تدل على انها وردت في قوم منافقين يتخلفون عن الجماعة ولا يصلون آآ الصلوات. فلذلك بنقول هي فرض على الكفاية في الاصح. قال الشيخ رحمه الله وفي المسجد لغير المرأة افضل يعني الجماعة في المسجد لغير المرأة افضل منها في غير المسجد كالبيت وجماعة المرأة في البيت افضل منها في المسجد وعرفنا دلالة ذلك من خلال الاحاديث التي سبقت معنا. افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة يبقى في المسجد الجماعة في المسجد افضل. وقوله صلى الله عليه وسلم وبيوتهن خير لهن. يبقى جماعة النساء في البيت افضل. آآ طيب ايهما افضل ضل امامة الرجل للنساء افضل ولا امامة المرأة للنساء افضل هنا قالوا امامة الرجل للنساء افضل لماذا؟ ها؟ لانه اكمل. لانه اكمل كما عرفنا ان حضور المرأة المسجد اولى لها ان تصلي في البيت من حضورها في المسجد لجماعة الرجال والجماعة مكروهة للشواب دون العجائز خوفا من الفتنة. قال رحمه الله تعالى وما كثر جمعه افضل الا لبدعة امامه او تعطل مسجد قريب لغيبته وما كثر جمعه من المساجد افضل مما قل جمعه قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث صلاة الرجل مع الرجل ازكى من صلاته وحده صلاته مع رجلين ازكى من صلاته مع الرجل وما كان اكثر فهو احب الى الله تبارك وتعالى وهذا الحديث رواه ابو داوود وغيره. لكن يستثنى من ذلك مستثنيات ثلاثة ذكرناها. قال الامام الا لبدعة امامه. يعني لو كان في الجماعة الكثيرة الامام فيها مبتدع. كأن كان معتزليا مثلا. او تعطل مسجد قريب لغيبته لانه امام لهذا المسجد لو ترك الصلاة في المسجد القريب قليل الجمع وذهب الى المسجد الكثير البعيد فهنا نقول ستتعطل الجماعة القريبة فالصلاة فيها اولى في هذه الحالة او كان الناس يحضرون في هذا المسجد بحضوره فهنا قليل الجمع افضل من كثيره في ذلك اه ثم قال بعد ذلك وادراك تكبيرة الاحرام فضيلة وانما تحصل بالاشتغال بالتحرم عقب تحرم امامه اه ان شاء الله نتكلم عن مسألة ادراك تكبيرة الاحرام في الدرس القادم ونتوقف هنا ونكتفي بذلك ونسأل الله سبحانه وتعالى في الختام ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل. وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين