الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الخامس عشر من شرح كتاب نخبة الفكر في مصطلح اهل الاثر لشيخ العلامة احمد ابن علي ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا بعلومه في الدارين وفي هذا الكتاب المبارك كنا وصلنا لكلام المصنف رحمه الله تعالى عن الحديث الموضوع فالمصنف رحمه الله تعالى بعدما فرغ من الكلام عن اسباب الطعن في الحديث وكذلك في الراوي باعتبار ان الطعن كما سبق وبينا اما ان يكون طعنا في الراوي واما ان يكون طعنا في المروة وي فبعدما بين المصنف رحمه الله تعالى انواع الطعن شرع في بيان انواع الحديث التي تتفرع عن موجبات الطعام وذكر الحافظ رحمه الله تعالى ان موجبات الطعن عشرة سيتفرع عن هذه الموجبات العشرة للطعن كذلك اسباب او انواع انواع الاحاديث التي هي مطروحة وغير مقبولة عند العلماء فبدأ الكلام فبدأ رحمه الله تعالى بالكلام عن الحديث الموضوع وذلك لانه شر انواع الاحاديث فقال رحمه الله تعالى فالاول الموضوع والثاني المتروك والثالث المنكر على رأي. وكذا الرابع والخامس قال فالاول الموضوع يعني القسم الاول وهو الطعن بكذب الراوي في الحديث النبوي. وهذا الذي يعرف عندهم عند المحدثين بالحديث والكذب في اللغة هو نقيض الصدق يقال كذب يكذب كذبا وكذبا واما في الاصطلاح فهو كذب الراوي في الحديث النبوي بان يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله متعمدا لذلك بان يروي عنه صلى الله عليه وسلم ما لم يقله متعمدا لذلك. من خلال هذا التعريف وهو تعريف الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في نزهة النظر سنلاحظ عدة امور في الحديث الموضوع. اول هذه الامور ان هذا الكذب لابد ان يكون في حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا في حديث الناس فالراوي الذي يكذب في حديث الناس هذا له مبحث اخر. سيأتي الكلام عنه ان شاء الله تعالى. اما الذي يكذب في حديث النبي عليه الصلاة والسلام فهذا الذي يوصف حديثه بالموضوع هذا الامر الاول الامر الثاني وهو ان هذا الكذب لابد ان يكون على وجه العمد ليس على سبيل السهو او الخطأ. فالكذب الذي اه هو متوعد عليه في الحديث هو الذي على سبيل العمد لا على سبيل السهو او الخطأ طيب معنى كده ان الحديث اذا قاله او نسبه الراوي الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهو صلى الله عليه وسلم لم يقله هذا حديث موضوع واذا كان متعمدا لذلك فهذا الذي فيه الوعيد. طيب اذا لم يكن متعمدا لذلك يعني نسب الى النبي عليه الصلاة والسلام ما لم يقله على سبيل السهو او الخطأ هذا ليس فيه الوعيد لكن مع ذلك يسمى هذا الحديث بالموضوع فكل من نسب شيئا الى النبي عليه الصلاة والسلام وهو لم يقله فهو الحديث الموضوع. لكن لو كان متعمدا لذلك فهذا الذي فيه الوعيد واذا لم يكن متعمدا لذلك فهذا ليس فيه الوعيد لانه كان على سبيل الخطأ وهنا ايضا ننبه لمسألة اخرى وهو ان البعض كاهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع الخطأ وهذا صحيح من ناحية الاستعمال يعني لو اخطأ الراوي فيما يقول يقولون له كذبت يعني اخطأت جاء في البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف بالكذب لمن ظن ان عامر بن الاكوع حبط عمله والحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث قال يعني انه اخطأ عامر بن الاكوع لما كان يقاتل فجاء السيف قاتل نفسه قتل نفسه بسيفه دون ان يقصد وهو يبارز قاتل نفسه بالسيف دون ان يقصد وهو يبارز فلما علم الناس ذلك اخذوا يقولون حبط عمل عامر. يعني لانه قتل نفسه. فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال كذب يعني من قال ذلك وظن هذا الظن والمراد بالكذب هنا يعني من ناحية الاستعمال وهو الخطأ لكن هذا ليس على الصلاح المحدثين كما ذكرنا وجاء ايضا في البخاري ان النبي عليه الصلاة والسلام قال صدق الله وكذب بطن اخيك. الرجل لما جاء للنبي صلى الله عليه وسلم ويذكر ان اخاه يشتكي بطنه. قال اسقه عسلا فسقاه عسلا فازداد وجع بطنه فجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام قال اسقه عسلا ففعل فازداد وجعه. فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم قال اسقه عسلا. فلما كان في الرابعة شفاه الله تبارك وتعالى فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق الله وكذب بطن اخيك يعني ان الله تبارك وتعالى قد جعل في هذا العسل شفاء. وطبعا هنا برضو لو لابد ان ننبه على مسألة مش معنى ان ربنا سبحانه وتعالى جعل في العسل شفاء يعني في بعض الامراض يشفيها العسل. هذا هو المقصود. ولهذا قال سبحانه وتعالى فيه شفاء للناس ولم يقل فيه الشفاء. لو قال فيه الشفاء قد يفهم قد يفهم من ذلك ان الشفاء له في العسل وليس هذا هو المراد. وانما هناك بعض الامراض شفاؤها في العسل وليس كل الامراض يكون شفاؤها في العسل. ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام كان آآ على علم من ذلك صلى الله عليه وسلم وهذا يعني كما هو واضح هذا هو الطب الموجود في هذا الزمان بالعسل بالكي بالحجامة الى اخره. فقال صدق الله باعتبار انه قال سبحانه وتعالى فيه شفاء للناس. وكذب بطن اخيك. وشرح هذا الحديث آآ في فتح الباري آآ تعرض له ابن حجر رحمه الله تعالى باستفاضة. تكلم عنه رحمه الله تعالى باستفاضة فهنا ايضا اطلق الكذب واراد به الخطأ وجاء ايضا في البخاري ان انس رضي الله عنه قال عن من اخطأ عليه في النقل قال كذب يعني اخطأ يبقى عرفنا الان ان الكذب يطلق من باب الاستعمال على الخطأ. لكن في اصطلاح المحدثين كما قلنا هو ان يكذب الراوي او ان ينسب الراوي الى الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله على سبيل العمد فعرفنا الان معنى الكذب في اللغة وهو ما يقابل الصدق قد يطلق على الخطأ واما الموضوع في اصطلاح المحدثين فالحافظ العلامة الكبير ابن الصلاح في علوم الحديث يقول ابن صلاح هو المختلق المصنوع هو المختلق المصنوع. وهذا اقره عليه الحافظ ابن حجر في نكته على علوم الحديث وعلى ذلك كل من اختلق شيئا ونسبه للنبي عليه الصلاة والسلام فهذا هو الحديث الموضوع او انه صنع حديثا ونسبه الى النبي عليه الصلاة والسلام فهذا هو الحديث الموضوع. ومن صور ذلك ان يركب القول او للحديث اسنادا ليس هو اسناده في الحقيقة ليس هو اسناده في الحقيقة وينسبه الى النبي عليه الصلاة والسلام او يأتي بخبر ليس له اسناد اصلا وينسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم. طيب كيف نتعرف على هذا الحديث ما هي طرق معرفة الوضع طرق معرفة الوضع كثيرة تعرض لها العلماء وتوصلوا اليها من خلال الاستقراء ومن ذلك اقرار الواضع. يعني يأتي واضع هذا الحديث ويقر بانه وضع احاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقر على نفسه بالوضع مثال ذلك نوح ابن ابي مريم نوح ابن ابي مريم فانه اقر على نفسه بانه وضع احاديث في فضائل القرآن وذلك من اجل ان يرجع الناس الى الاهتمام بكتاب الله سبحانه وتعالى بعدما رأى الناس قد انصرفوا عنه فاقر على نفسه بالوضع ومن هؤلاء كذلك ميسرة ابن عبد ربه وغلام خليل وغير هؤلاء فكانوا يضعون الاحاديث واقروا بذلك كذلك من طرق معرفة الوضع ما يؤخذ من حال الراوي ما يؤخذ من حال الراوي ولكن الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في النكت يذكر ان هذا نادر ومنه ما وقع لمأمون ابن احمد انه ذكر بحضرته الخلاف في كون الحسن سمع من ابي هريرة او ولم يسمع منهم وهذا من المسائل التي يعني فيها فيها طرائف في الحقيقة مأمون ابن احمد هذا ذكر بحضرته الخلاف في كون الحسن سمع من ابي هريرة او لا. ساق في التو واللحظة اسنادا الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال سمع الحسن من ابي هريرة وهذا عجيب وهذا مع كونه كذابا الا انه حتى لا يحسن الكذب وكذلك ما وقع لغياس ابن ابراهيم لما دخل على المهدي خليفة فوجده يلعب بالحمام وطبعا هذه عادة لهؤلاء المنتفعين كثير منهم يريد ان ينتفع من وراء هذا الخليفة او وراء هذا الوزير او وراء هذا الامير او هؤلاء الذين يمكن ان يأخذ من ورائهم الاموال الطائلة فلا بأس ان ان يقول على رب العالمين او على رسوله الامين شيئا لم يقله في مقابل ان ينتفع من وراء هؤلاء وهذا كان قديما كما نقول غياس ابن ابراهيم لما دخل على المهدي فوجده يلعب بالحمام فساق في الحال اسنادا الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا سبق الا في نصل او خف او حافر او جناح الحديث معروف لا سبق الا في نصل او خف او حافر. لكن هذه الزيادة او جناح هذه زيادة من غياث ابن ابراهيم من اجل ان يظهر ان هذا الذي يفعله مشروع وجائز وفيه السبق والنبي صلى الله عليه وسلم رغب فيه وحث عليه فلما سمع المهدي ذلك اعطاه شيئا من المال. فلما انصرف قال المهدي اشهد ان قفاه قفا كذاب يعني هذا الرجل يكزب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اجل ان يحصل على هذا المال وعرف المهدي انه انما كذب لاجله هو. فامر بذبح الحمام فهنا عرفنا الوضع من حال الراوي وقد يعرف الوضع كذلك من حال المروي. وهذا هو الغالب الغالب ان الوضع يعرف من خلال حال المروي وهذا هو الغالب كما يذكر الحافظ في نكته على علوم الحديث. قال وهذا اولى من التسوية بينهما فان معرفة الوضع من قرينة حال المروي اكبر من قرينة حال الراوي طيب كيف ذلك كيف نعرف الوضع من حال المروي كان يكون هذا الحديث المروي مناقضا لنص القرآن او السنة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او الاجماع القطعي. او مناقضا لصريح العقل وفي كل هذه الاحوال لا يقبل النص الذي نسبه الى النبي عليه الصلاة والسلام لا يقبل شيئا من التأويل او يكون هذا الذي نقله ونسبه الى النبي عليه الصلاة والسلام فيه افراط بالوعيد الشديد على الامر الهين اليسير وعلى العكس من ذلك فيه وعد عظيم على الفعل اليسير او يكون اللفظ فيه ركاكة في اللفظ والمعنى. فهنا عرفنا ان هذا الحديث موضوع من خلال ايش؟ من خلال حال المروي. لكن هنا لابد ان ننتبه الى انه لو حكمنا بالوضع في تلك الحالة انما هو عن طريق الظن الغالب. لا القطع لانه قد يصدق الكذوب لكن مع ذلك نقول اهل العلم بالحديث لهم ملكة قوية يستطيعون ان يميزوا من خلالها ما هو صحيح النسبة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وما هو ليس بصحيح النسبة عنه صلى الله عليه وسلم. اما بالنسبة لاصول الحديث الموضوعة. الحديث الموضوع له اصول فتارة يخترعه الواضع يعني يتعمد ان يصنع ذلك او ان يضع ذلك الحديث وينسبه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثال ذلك محمد بن سعيد الشامي المصلوب مصلوب هذا كان من اجرأ الناس على وضع الحديث حتى جاء عنه انه يسمع الكلام يستحسنه فيضع له اسنادا وينسب زلك الى النبي صلى الله عليه وسلم. آآ ومثله ايضا ابو البختري وهب بن وهب القاضي فقد كان يكزب يضع الحديث بلا حياء واتفقت على ذلك عبارات جميع النقاد ومثل هؤلاء ايضا جعفر بن الزبير. قال محمد بن جعفر الغندر قال رأيت شعبة يعني ابن الحجاج راكبا على حمار فقيل له اين تريد يا ابا بسطام قال اذهب فاستعدي يعني استنصر عليه. كأنه سيذهب الى السلطان من اجل ان يرفع امره اليه من اجل ان يدفع عن الناس شر هذا الراوي. قال اذهب فاستعدي على هذا. يعني جعفر ابن الزبير وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعمائة من الاحاديث كلها كذب وكذلك محمد بن احمد بن عيسى الوراق. قال ابن عدي يضع الحديث ويلزق احاديث قوم لم يرهم يتفرد بها على قوم يحدث عنهم ليس عندهم قال عندي عنه الاف الحديث لو ذكرت مناكيره لطال به الكتاب فهذا اصل من اصول الحديث الموضوع. يأتي الواضع ويخترع حديثا بل يتعمد هذا الوضع وينسب هذا القول الى غير قائله وهذا الصنف في الحقيقة نفوسهم مريضة عرية عن الورع يكذبون على النبي عليه الصلاة والسلام لرقة الديانة عندهم واحيانا وهذا الاصل الثاني يضع الواضع هذا الحديث من كلام غيره كبعض السلف او قدماء الحكماء او الاسرائيليات فيأخذ كلام هؤلاء وينسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم. الامر الثالث او الاصل الثالث وهو ان يأخذ الواضح حديثا ضعيفا من حيث الاسناد رتب له اسنادا صحيحا من اجل ان يروجه وان ينشره بين الناس هذا بالنسبة لاصول الحديث الموضوع اما ان يخترعه الواضع يعني اصله مخترع واما ان يكون مأخوذا من كلام الغير يعني هذا ليس مخترعا. وانما هو مأخوذ ومقتبس من كلام الغير. واما ان يكون له اصل لكن له اسناد ضعيف فيأخذ هذا الاسناد الضعيف ويضع مكانه اسنادا اخر صحيحا من اجل ان ينتشر ويروج هذا الخبر اما بالنسبة لاسباب الوضع فمن ذلك عدم الدين كما اشرنا الى المصلوب هذا الذي كان ينسب اي كلام يستحسنه الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فهذا لعدم الديانة وهذا المطلوب هذا من جملة الزنادقة والعياذ بالله. من اسباب الوضع كذلك غلبة الجهل كما هو الحال في بعض المتعبدين. ومن الامثلة على ذلك ما قاله العجلوني في كشف الخفاء. كشف الخفاء هذا كتاب مهم جدا فيه ذكر العاجلوني رحمه الله تعالى الاحاديث التي تدور على الالسنة فيذكر في هذا الكتاب ما هو صحيح وما هو ليس بصحيح؟ يعني فيه بعض الاحاديث التي تدور على السنة الناس احاديث صحيحة. زي الاحاديث زي حديث انما الاعمال بالنيات. هذا ده حديث ينتشر على السنة الناس تكلم انت مسلا مع بعض العامة وتجد في كلامه انما الاعمال بالنيات هذا حديث منتشر على الالسنة وهو حديث صحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وهناك بعض الاحاديث تجري على الالسنة وليس لها اصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لها اصل يعني في الشرع اصلا زي مسلا حب الوطن من الايمان هذا يجري على السنة الناس لكن هذا ليس له اصل في الشرع. فهذا الكتاب معني بذلك. ان هو يأتي بالاحاديث التي هي منتشرة على السنة الناس ويتكلم عنها من حيث الصحة وعدم الصحة فالعجلوني في هذا الكتاب ذكر ان من الامثلة على ذلك حديث ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع هذا الحديث بهذا اللفظ ذكره الغزالي في الاحياء ومن اشهر من خرج احاديث الاحياء هو الحافظ العراقي رحمه الله تعالى الحافظ العراقي لما تعرض لهذا الحديث باعتبار انه موجود في احياء علوم الدين الغزالي قال هذا حديث متفق عليه دون فضيقوا مجاريه بالجوع. قال فانه مدرج من بعض الصوفية فالصوفية هم الذين زادوا هذه اللفظة لغلبة جهلهم بحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام كذلك من اسباب الوضع العصبية التي هي موجودة في بعض الفرق والمذاهب فتجد بعضا من هؤلاء يضعوا احاديث احاديث على رسول الله عليه الصلاة والسلام ليست لها اصل. كما جرى من بعض المتعصبين وضع حديثا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في ذم محمد ابن ادريس الشافعي. قال سيكون في امتي رجل يقال له محمد بن ادريس هو اضر على امتي من ابليس يعني تخيل محمد ابن ابليس الشافعي هذا اضر على هذه الامة من ابليس هذا من وضع هذا المتعصب اراد به ان ينصر مذهب ابي حنيفة رحمه الله تعالى في ظنه وفي اه مخيلته ان بهذا الصنيع سينصرف الناس عن مذهب الشافعي وينشغل هؤلاء بمذهب ابي حنيفة رضي الله عن الجميع وكذلك من اسباب الوضع اتباع الهوى لبعض الرؤساء. زي ما اشرنا قبل قليل من فعل غياث ابن ابراهيم لما دخل على المهدي ووجده يلعب بالحمام فزاد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله تزلفا لهذا الخليفة كذلك من هذه الاسباب الاغراب لقصد الاشتهار يعني يأتي بالاحاديث الغريبة التي لا تعرف من اجل ان يشتهر بين الناس هذا حديث فلان. زي ما احنا عارفين بعض الناس عنده ولع بالشهرة حتى ولو كان بالامر السيء ولهذا يضربون المثل بالرجل الذي ذهب الى بئر زمزم وبال فيه الناس استغربت كيف تأتي الى هذا المكان وتتبول في بئر زمزم ما الذي حملك على ذلك فقال اردت ان اشتهر بين الناس ولو بالسوء اهم حاجة اشتهر بين الناس ولو بالامر السيء مش اشكال فبعض الناس يغلبون في الاحاديث من اجل ان يشتهروا بينهم يعني بين الناس. طيب نأتي الان على المسألة المهمة ما حكم الوضع احنا عرفنا الان معناه واصوله واسبابه ما حكم الحديث الموضوع؟ او ما حكم الوضع؟ الوضع حكمه يعني من حيث الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم انه مرتكب لكبيرة من الكبائر محصل ما قيل في من يكذب على النبي عليه الصلاة والسلام انه مرتكب لكبيرة من الكبائر. وهذا عليه جمهور العلماء كما قال النووي رحمه الله تعالى في شرحه على مسلم وبعض العلماء ذهب الى كفره. قال هو كافر من كذب على النبي عليه الصلاة والسلام هو كافر. وهذا رأي ابي محمد الجويني ليس ابو المعالي ابو المعالي هذا الابن ابو محمد هذا هو الوالد هذا رأيه. قال هو كافر. وهذا القول رده جماعة من الشافعية منهم ابو المعالي الجوهيني وقال هذه زلة من الشيخ يعني هذه زلة من الوالد من ابيه الا ان هذا القول قواه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في الصارم المسلول واختاره بعض العلماء. ان من يتعمد الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام هو كافر. لكن كما قلنا آآ ضعف هذا القول في نفس الوقت امام الحرمين متعاقبا لوالده كما في شرح مسلم وذكر انه انه هفوة عظيمة من والده. وانه لم يره لاحد من الاصحاب قط وهناك قول ثالث وهو انه يكفر اذا كان ما افتراه في تحليل حرام او تحريم حلال وهذا الذي ذهب اليه ابن الجوزي كما في الكبائر للامام الذهبي رحمه الله تعالى. وذكره كذلك في الزواجر لابن حجر الهيتمي فذكر انه يكفر في هذه الحالة. وبعضهم وهذا هو القول الرابع يقول لا شيء عليه وهذا مباح بعضهم يقول الكذب على النبي عليه الصلاة والسلام لا شيء عليه وهو مباح. وهذا رأي بعض الكرامية وبعض المتصوفة وهؤلاء بلا شك مخالفون للاجماع. ان الاجماع قد انعقد على انه حرام كما نص على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث. من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار والاجماع كما نقله آآ في نزهة النظر منعقد على تحريم ذلك طيب لكن هنا لابد برضو ان ننتبه الى ان هذا الخلاف انما هو في من لم يستحل الوضع اما من استحله فانه يكفر فانه يكفر طيب يبقى اذا جمهور العلماء على انه من كذب على النبي عليه الصلاة والسلام هو مرتكب للكبيرة طيب ما الحكم فيما لو تاب من الكذب اذا تاب من الكذب هل تقبل روايته ولا لا تقبل بعد التوبة؟ هذا ايضا مما اختلف فيه العلماء على قولين فبعض العلماء يرى انه لو تاب فان روايته مقبولة تقبل روايته فيما لو تاب. وهذا الذي ذهب اليه النووي رحمه الله تعالى في شرحه على مسلم وقاسئوا على رواية الكافر اذا اسلم وكذلك اختار هذا القول الصنعاني والسخاوي في فتح المغيث وذكر انه لو تاب تقبل روايته بعد التوبة باعتبار ان آآ هذا آآ قد عرف ضرره فتاب منه القول الثاني وهو مذهب الجمهور. قالوا ترد هذه الرواية مطلقا حتى ولو تاب لماذا؟ لانه لا يؤتمن ان يكون هذا الرجل قد كذب في توبته فالاحتياط يجعلنا لا نقبل رواية هذا الراوي مطلقا. حتى لو ادعى انه قد تاب من هذا الذي الذي كان يصنع من الوضع على رسول الله عليه الصلاة والسلام اخر ما نذكره في هذا المبحث مبحث الموضوع. اهم الكتب المؤلفة في الاحاديث الموضوعة من اهم هذه الكتب كتاب الموضوعات لابن الجوزي وهو اجل ما كتب في هذا النوع. كتاب الموضوعات لابن الجوزي رحمه الله تعالى. وكذلك من هذه الكتب كتاب اللقالق المصنوعة في الاحاديث الموضوعة للسيوطي وكذلك من هذه الكتب تنزيه الشريعة المرفوعة لابي الحسن الكناني وكذلك كتاب الفوائد المجموعة في الاحاديث الموضوعة للشوكاني. ومن هذه الكتب ايضا سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعة الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى. وهناك كتب كثيرة في هذا النوع من انواع الحديث فهذا ما يتعلق بهذا النوع وهو الحديث الموضوع اه المرة الجاية ان شاء الله نتكلم عن النوع الثاني وهو الحديث المتروك ونعرف الفرق بين الحديث المتروك وبين الحديث الموضوع. متى نحكم على الخبر بانه موضوع؟ ومتى نحكم عليه بانه بانه متروك سنتوقف هنا ونكتفي بذلك وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين