وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين على عدم قبول رواية الفاسق ونص على ذلك غير واحد من اهل العلم ومن هؤلاء ابن العربي في احكام القرآن قال من ثبت فسقه بطل قوله في الاخبار اجماعا. ليه؟ لان الخبر امانة الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس السادس عشر من شرح كتاب نخبة الفكر في مصطلح اهل الاثر للامام العلامة احمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا بعلومه في الدارين وكنا وصلنا لكلام الحافظ رحمه الله تعالى عن الحديث المتروك الدرس الماضي كنا تكلمنا عن اول هذه الانواع انواع الاحاديث المردودة وهو الحديث الموضوع وعرفنا معنى الموضوع في اللغة وكذلك في الاصطلاح فقلنا الموضوع يعني المكذوب والكذب هو نقيض الصدق واما الكذب في الاصطلاح فهو ان يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله متعمدا لذلك واخذنا من هذا التعريف عدة امور منها ان هذا الكذب انما هو في حديث النبي عليه الصلاة والسلام وليس في الناس والكاذب في حديث آآ الناس له مبحث اخر كما قلنا سيأتي وهو هذا المبحث الذي سنتكلم عنه اليوم ان شاء الله تبارك وتعالى وايضا هذا الكذب ايضا هو كذب متعمد ليس على سبيل السهو هو الخطأ وذكرنا ان بعض اهل الحجاز كانوا يطلقون الكذب على الخطأ قلنا ان هذا صحيح من حيث الاستعمال لكن ليس هذا هو المقصود فيما لو وصف المحدثون راويا بالكذب ووصفوا حديثه بانه موضوع فلو قالوا هذا كذاب يعني تعمد الكذب في حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واما بالنسبة للحديث الموضوع في اصطلاح المحدثين فهو المختلق المصنوع كما قاله ابن الصلاح رحمه الله تعالى واقره على ذلك في نكته على ابن الصلاح ثم تكلمنا بعد ذلك عن طرق معرفة الوضع. وقلنا عندنا عدة طرق منها اقرار الوضع. يعني يأتي الراوي ويقر انه وضع احاديث على الشرع وكذلك من هذه الطرق ما يعرف من حال الراوي وقلنا ان هذا نادر لكن غالب ما يعرف انما هو من حال المروي. يعني غالبا ما يعرف الحديث. الموضوع من حال مروي وليس من حال الراوي ومن ذلك ان يكون هذا الخبر فيه افراط بالوعيد الشديد على الامر اليسير او فيه مخالفة ومناقضة لنص القرآن او السنة المتواترة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام او فيه مناقضة للاجماع القطعي او فيه مناقضة لصريح العقل او فيه ركاكة في اللفظ والمعنى معا الى اخره هذه من الطرق التي يعرف بها الحديث الموضوع لكن من خلال الخبر المروي. اما بالنسبة لحال الراوي هذا يمكن ان نعرف به الحديث الموضوع لكنه على سبيل النضرة وتكلمنا كذلك عن اصول الحديث الموضوع. والمقصود باصول الحديث الموضوع يعني مصادر الحديث الموضوع. ما هي تارة يكون مصدر هذا الوضع. الشخص نفسه يعني الواضع هو الذي يخترع هذا الخبر وينسبه الى الشرع مثلا وتارة يكون هذا المصدر من كلام الغير كأن يأتي ببعض كلام السلف او بعض الصالحين او من وينسب ذلك الى النبي عليه الصلاة والسلام مثلا وقد يكون مصدر هذا الحديث الموضوع حديثا ضعيفا اخر فيأخذ الحديث ويضع له اسنادا حتى يصور للمتلقي ان هذا الحديث ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكن مثل ذلك لا يمكن ان يخفى على الجهابذة واستطاعوا بفضل الله عز وجل كما يقول ابن مبارك رحمه الله تعالى ان يستخرجوا هذه الروايات ويبينوا ان هذه في روايات لا تسبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولهذا لما قيل لابن المبارك رحمه الله تعالى ما تقول في هذا الحديث التي وضعت على رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ قال يعيش لها نابذة فهؤلاء سخرهم الله تبارك وتعالى لمثل ذلك وتكلمنا كذلك على اسباب الوضع وقلنا مثل هذه الاسباب عدم الدين غلبة الجهل فرط العصبية اتباع الهوى الاغراب بقصد الاشتهار الى اخره وتكلمنا ايضا عن مبحث اخر وهو حكم الوضع وقلنا هو كبيرة من كبائر الذنوب على ما ذهب اليه جمهور العلماء كما نقل ذلك النووي رحمه الله تعالى في شرحه على مسلم وجماعة من العلماء قالوا هو كفر ومن فعل ذلك هو كافر وهو مذهب ابي محمد الجويني وابنه ابو المعالي رحمه الله تعالى تعقب والده على ذلك وقال هذه هفوة عظيمة من الشيخ. وانه لم يرى ذلك لاحد من الاصحاب وان كان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قوى هذا هذا القول قواه كما في الصارم المسلول. لكن جمهور العلماء على عدم اعتباره وان من يضع الحديث على رسول الله عليه الصلاة والسلام انما هو فاعل للكبيرة وهل يكفر بالاستحلال؟ نعم. قالوا يكفر اذا استحل ذلك وبعض العلماء يقول هو كفر يعني الوضع هذا كفر اذا كان ما افتراه في تحليل او في تحريم حلال وبعضهم ذهب الى ان الوضع مباح والواضع لا شيء عليه. وهذا ذهب اليه بعض الكرامية وبعض المتصوفة. وخالفوا الاجماع في ذلك والاجماع كما قلنا انعقد على انه حرام لكن اختلفوا هل هو كبيرة ولا هو كفر على النحو الذي فصلناه فمن يدعي انه مباح فهذا مخالف لاجماع العلماء ثم تكلمنا عن حكم رواية التاء ابن الكذب وخلاف العلماء في ذلك والجمهور على ان من تاب من الكذب لا تقبل روايته مطلقا بعد توبته يعني حتى لو تاب. لانه ربما كذب في توبته كما كان يكذب قبل ذلك على الشرع فجمهور العلماء على رد رواية هذا التائب من الكذب كما كانت روايته مردودة قبل ان يتوب. وبعض العلماء وهو ما ذهب اليه النووي رحمه الله تعالى في شرحه على مسلم قال روايته مقبولة طالما انه قد تاب من كذبه وقاس ذلك على رواية الكافر اذا اسلم واختاره جماعة من العلماء كالصنعاني والسخاوي وغير ذلك. سخاوي له تفصيل في هذه المسألة. يقول لو كان يكذب في فضائل الاعمال معتقدا ان هذا لا يضر ثم عرف ضرره فتاب. فروايته مقبولة ولا شيء عليه في ذلك فهذا مما جرى فيه الخلاف على هذا النحو الشيخ ابن حجر رحمه الله تعالى لما فرغ من الكلام عن النوع الاول وهو الحديث الموضوع وكما قلنا هو متفرع عن سبب من اسباب الضعف في الراوي فاسباب من اسباب الطعن في الراوي الكذب. وهذا يتفرع عنه الحديث الموضوع. قال بعد ذلك والثاني المتروك يعني القسم الثاني من اقسام المردود نقول هذا سيأتي في وصف الراوي بالبدعة هذا سيأتي في وصف الراوي بالبدعة القسم المراد بالكلام هنا هو الذي حصل منه خلل في شيء من احكام الشرع سواء ترك واجبا وهو ما يكون بسبب تهمة الراوي بالكذب وهذا هو المتروك ايه معنى التهمة يعني ايه تهمة الراوي بالكذب التهمة يعني الظن اتهمته يعني ادخلت التهمة يعني شككت في صدقه واما التهمة في الاصطلاح فالحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى عرف ذلك بنفسه في نزهة النظر قال الا يروى هذا الحديث الا من جهته ويكون مخالفا للقواعد العامة فهذا متهم بالكذب وكذلك من عرف بالكذب في كلامه يعني كان يكذب في حديثه مع الناس وان لم يعرف ويظهر انه قد كذب في حديثه الشرع في الحديس النبوي يبقى الان المتهم بالكذب له صورتان الا يروى الحديث الا من جهته ويكون مخالفا للقواعد المعلومة في الشرع. هذا اولا وله صورة اخرى وهو من عرف بالكذب في كلامه حتى وان لم يظهر منه وقوع ذلك في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام فنستخلص من ذلك ان اسباب اتهام الراوي بالكذب سببين كما قلنا لا يروى هذا الحديث الا من جهة الامر الثاني او السورة الثانية والسبب الثاني ان يعرف الراوي بالكذب في كلامه العادي حتى وان لم يظهر ذلك في حديثه عن النبي عليه الصلاة والسلام طيب لما تكلمنا عن الواضع الذي يكذب في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم تكلمنا عن حكم من تاب عن الوضع. هل تقبل روايته فيما لو تاب ولا لا تقبل قلنا الجمهور على عدم القبول. طيب هنا بالنسبة للمتهم بالوضع او المتهم بالكذب. فيما لو تاب من هذا الصنيع كان يكذب في حديثه مع الناس ولم يظهر ذلك في حديثه عن النبي عليه الصلاة والسلام ثم انه تاب من ذلك. يعني لم يعد يكزب في حديثه مع الناس تاب هل تقبل روايته؟ ما حكم روايته اصلا آآ نقول هذا ايضا مما جرى في الخلاف. الامام مالك رحمه الله تعالى لا يفرق بين المتهم بالكذب وبين الكذاب فكما ان الكذاب لا تقبل روايته مطلقا حتى ولو تاب. كذلك المتهم بالكذب وهذا قال به ابو بكر الصيرفي رحمه الله تعالى وجمهور العلماء على قبول رواية المتهم بالكذب فيما لو تاب. يعني من كان يكذب في حديثه مع الناس ثم تاب عن ذلك فهذا تقبل روايته على مذهب الجمهور وهنا نلاحظ امرا قبل ان ننتقل للنوع الذي يليه وهو ان هذا النوع المتروك مما زاده الحافظ رحمه الله تعالى على ابن الصلاح والنووي يعني لو رجعنا الى علوم الحديث لابن الصلاح وكذلك اختصار النووي رحمه الله تعالى لعلوم الحديث لن نجد فيه هذا النوع اللي هو المتروك وانما زاده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى على ابن الصلاح والنووي. وتبع ابن حجر السيوطي باعتبار ان السيوطي متأخر عن ابن حجر رحمه الله تعالى فلما وضع كتابه التدريب في شرح مختصر النووي رحمه الله تعالى على علوم الصلاح زاد فيه هذا النوع تبعا للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى والسخاوي بفتح المغيث وكما لا يخفى علينا ان فتح المغيث هذا كتاب بشرح الفية العراقي في فتح المغيث ذكر انه يقع في كلام المحدثين ما يعرف بالمطروح وذكر ان المطروح هو غير الموضوع. يعني هو نوع مغاير للحديث الموضوع والذهبي رحمه الله تعالى اثبته نوعا مستقلا وذكر ان المطروح هو ما نزل عن الضعيف وارتفع عن الموضوع. يعني في منزلة بين المنزلتين بين الموضوع وبين الضعيف. لكن ابن حجر رحمه الله تعالى قال هذا الحديث هو المتروك في التحقيق وليس بهذا المصطلح. على كل حال يعني الذي يهمنا الان ان هذا النوع اللي هو المتروك مما زاده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى على ابن الصلاح والنووي قال رحمه الله تعالى بعد ذلك والثالث المنكر على رأي وكذا الرابع والخامس ومعنى ذلك كما يقول في الشرح يقول والثالث المنكر على رأي يعني على رأي من لا يشتد في المنكر قيد المخالفة المنكر على رأي من لا يشترط في المنكر المخالفة وكذا الرابع والخامس فمن فحش غلطه او كثرت غفلته او ظهر فسقه فحديثه منكر هذا هو المراد من عبارة الشيخ رحمه الله تعالى. يعني من فحش غلطه او كثرت غفلته. او ظهر فسقه فهذا حديثه منكر طيب ايه معنى فحش غلطه ما معنى فحش الغلط في وحش الغلط معناه الكثرة يعني ان يقع منه الغلط بكثرة والغلط هو الخطأ فكل شيء جاوز حده فهو فاحش فعلى ذلك لو ان الراوي كان يغلط احاديثه وكان هذا الغلط غالبا على صوابه او كان مساويا للصواب فهذا فاحش الغلط طب نفترض انه كان يغلط احيانا لكن الغلط كان قليلا. فهذا لا يؤثر. باعتبار ان لا انه لا يوجد انسان لا يخلو من الغلط والنسيان كما ذكر ذلك غير واحد من اهل العلم. وما من عالم الا وله زلة واحنا كنا ذكرنا قبل ذلك ان شعبة بن الحجاج رحمه الله تعالى على جلالة قدره بالحديث حتى انه لقب بامير المؤمنين في الحديث وهو اول من وهو اول من اشتغل بالجرح والتعديل كما لا يخفى علينا عد العلماء في احاديثه حوالي ثلاثمائة حديث وقع فيه الغلط لكن لو احنا نزرنا تلتميت حديث من احاديث شعبة ممكن لما الواحد يسمع الرقم ده يظن ان شعبة كان كثير الغلط والحقيقة على خلاف ذلك لان تلتميت حديث بالنسبة للاحاديث التي رواها شعبة هذه النسبة لا تكاد تذكر هذه النسبة لا تكاد تذكر لان شعبة له مرويات كثيرة جدا تلتمية بالنسبة لهذه المرويات لا تساوي شيئا فشعبة مع جلالة قدره رحمه الله تعالى الا انه لم يسلم من ذلك ولم يسلم غيره ايضا لم لا يخلو انسان من الغلط والنسيان لذلك بنقول لا يكون فاحش الغلط ولا يكون حديثه منكرا الا اذا كثر غلطه على صوابه او كان مساويا للصواب. لكن لو كان الغلط قليلا فهذا لا يؤثر واعتمد هذا في حكمك على الناس يعني لو وجدت انسانا الغالب في حديثه الصدق والتثبت فيما يقول وانه لا يروي او يخبر الا على الصواب في الغالب. ثم انه وهم في مرة او مرتين او قليلا او وهم قليلا. فمثل هذا لا يرد خبره فمثل هذا لا يرد خبره طيب عرفنا ما معنى فوحش الغلط؟ طيب بالنسبة للغفلة تهن المنكر من فحش غلطه او كثرت غفلته ايه معنى الغفلة الغفلة يعني الشخص الغافل الذي لا فطنة له. لكن في الاصطلاح يقصدون بالغافل يعني من يقع منه السهو لقلة التحفظ والتيقظ من يقع منه السهو لقلة التحفظ والتيقظ وهنا ايضا لابد ان نقيد السهو او الغفلة بالكثرة كما قلنا في الغلط. احنا قلنا الفحش في وحش الغلط هذا هو الذي يعبر عن حديثه بالمنكر فلابد ان يكون هذا الغلط قد وقع بكثرة علشان يرد حديث هذا الراوي. كذلك بالنسبة للغفلة الغفلة هذا مما يجرح في الراوي بلا شك. لكن لابد ان يكون هذا على سبيل الكثرة كما ذكر ذلك رحمه الله تعالى في شرحه لان مجرد الغفلة ليست سببا للطعن والسبب هو قلة من يعافيه رب العالمين سبحانه وتعالى من ذلك والحميدي رحمه الله تعالى كما في الكفاية يقول آآ ان يكون في كتابه غلط. فيقال له في ذلك فيترك ما في كتابه. ويحدث بما قالوا او يغير بما قالوه وهو لا يعقل الفرق بينهما. يبقى هو في كتابه احاديث وبعدين يحدث بهذه الاحاديث فينكر عليه المستمع في عمل ايه؟ فيتنازل الى ما قاله فيتنازل الى ما قاله المستمع ويحدث به وهو مش عارف اللي بيقول له على حاجة بيقولها وخلاص فهذا علامة على انه غافل فهذا علامة على انه غافل. طيب يأتي بقى السؤال الان ما هي اسباب الغفلة ذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى الاخ اسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في فتاويه اسبابا لهذه الغفلة ومن ذلك وهذا مما ينبغي ان ننتبه له ذكر ان من اسباب الوقوع في الغفلة الاشتغال عن هذا الشأن بغيره فمن اشتغل عن هذا الشأن اعني الحديث بغيره وقع في الغفلة ولابد كما هو الحال في كثير من اصحاب الصناعات ممن اشتغلوا بصناعاتهم على طلب الحديث او كسير من اهل الزهد والعبادة. يعني مش شرط ان هو يكون منشغل بامر من امور الدنيا. ممكن يكون منشغل بامر اخر. لكن صده ذلك عن الاهتمام بالحديث كما ينبغي. فوقع في الغفلة فيما يروي وكذلك من اسباب الغفلة الخلو عن معرفة هذا الشأن وكذلك التحديث من الحفظ. ولهذا كان جهابذة هذا الشأن ينهون عن التحديث من الحفظ وكانوا يحثون الطلبة على ان يحدثوا من كتبهم حتى ولو كانوا حافظين لهذه الاحاديث وعلى رأس هؤلاء الامام احمد رحمه الله تعالى. وفي حد عندنا احفظ من احمد ابن حنبل لحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يحفظ الف الف حديث كما يقول كما يقول ابو حاتم رحمه الله تعالى. ابو حاتم كان يحدث آآ عبدالله آآ ابن الامام احمد يقول ان اباك كان يحفظ الف الف حديث. طب عرفت منين؟ قال ذكرته فوجدته يحفظ الف الف حديث ومع ذلك كان يحدث من كتاب وكان يحث اصحابه على ذلك. علي ابن المدين رحمه الله تعالى. وهو شيخ الامام البخاري واجل من جلس اليه البخاري بشهادة البخاري نفسه. البخاري كان يقول ما هبت احدا جلست اليه كهيبتي لعلي بن المديني. هو يقول ما استصغرت نفسي امام احد الا علي ابن المدينة مع ان البخاري جلس الامام احمد والى غيره من هذه الطبقة الكبيرة فعلي ابن المدينة رحمه الله تعالى كان يقول امرني سيدي احمد بن حنبل الا احدث الا من كتاب على جلالة قدره رحمه الله تعالى في الحفظ طيب ايه السبب؟ لان من اسباب الوقوع في الغفلة التحديث من الحفظ فليس كل احد يضبط ذلك من اسباب الغفلة كذلك ان يدخل في حديثه ما ليس منه ويزور عليه ده من علامات الغفلة اللي هو يبقى بيحدس وبعدين ييجي واحد يدخل في احاديث هذا الراوي احاديث ليست من احاديثه ومع ذلك يسرد هذه الاحاديث وكأنها من احاديثه وهو لا يدري. فهذا علامة على انه غافل. لا يضبط ما يحفظ لا يضبط ما في كتابه. وهذا من اسباب الضعف بلا شك وقريب من ذلك ما ذكره ايضا ان هو ان يركن الى الطلبة فيحدث بما يظن انه من حديثه يبقى الطلبة مفترض وهم قاعدين بيسمعوا من هذا الشيخ ما يرويه. وبعدين يلقنون شيخهم فيتلقن ويحدث بما سمع من الطلبة فهذا علامة على انه آآ لم يكن متفطنا لما يروي وكذلك من هذه الاسباب الارسال وكذلك من هذه الاسباب التحديث من كتاب لامكان اختلافه. شف يعني لو قلنا من اسباب الغفلة كما يذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى التحديث من الحفظ. وذكر كذلك من ان من هذه الاسباب التحديث من كتاب لكن هذا فيما لو لم يكن ضابطا لما يرويه كتابة. احنا عارفين ان ضبط ضبطان ضبط كتابة وضبط صدر ضبط كتابة ان هو يحفظ كتابه من ان يقع فيه شيء من التحريف او ان يدخل في احاديثه ما ليست منها فيمكن ان يحدث من كتاب ومع ذلك يقع في الغفلة. لانه لا يضبط ما في هذا الكتاب طيب يبقى عرفنا الان ايه معنى فحش الغلط وايه معنى كثرة الغفلة وقلنا كذلك من فسقه فحديثه منكر والفسق هو الخروج هذا من حيث اللغة واما في الشرع فهو الخروج عن طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا سنجد ان الشرع احيانا يطلق الفسق على الكفر لان الكافر خرج عن طاعة الله سبحانه وتعالى ويطلق الفسق كذلك على العاصي بما دون الكفر سواء كان بالفعل او بالقول او بالاعتقاد لكن هنا المربي الفسق ليس الكافر بلا شك وانما الفسق هنا يعني الذي تلبس بمعصية دون الكفر. سواء بالقول او كان بالفعل فعلى ذلك سنجد ان بين الفسق وبين الكذب والمتهم بالكذب عموم طيب لو كان الفسق يشمل الكاذب ويشمل كذلك المتهم بالكذب ليه المصنف الشيخ ابن حجر رحمه الله تعالى هنا افرد الكاذب بنوع والمتهم بالكذب بنوع اخر ذلك لان القدح به اشد في هذا الفن. القدح بالكذب اشد والقدح بالاتهام بالكذب اشد من كونه فاسقا. ولهذا افرضوا هذا هذه الانواع بالذكر طيب يبقى هنا بنقول المربي الفسق هنا يعني المتلبس بالمعصية دون الكفر فخرج بذلك الكافر لان الكلام في الراوي انما هو اذا كان مسلما فهمنا؟ لكن الكافر هذه روايته مردودة مطروحة كما لا يخفى علينا والاصل في ذلك هو قوله سبحانه وتعالى ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا. طب هذا في حال الفاسق. طيب الكافر بلا شك فروايتهم غير مقبولة الحاصل يعني ان المقصود بالفاسق هنا يعني المتلبس بالمعصية دون الكفر سواء كان بالقول او كان بالفعل. طيب يسأل سائل ويقول لو كانت بالاعتقاد. الفسق كان بالاعتقاد. ما حكم روايته او ارتكب محرما او واقع معصية كما قلنا على وجه العموم فيما دون الكفر طيب ما حكم رواية الفاسق يعني لو ان الراوي كان فاسقا وحدث. هل تقبل الرواية من هذا الفاسق؟ نقول الاجماع قد انعقد والفسق قرينة تبطل الامانة طيب هنا برضو سيتفرع عن هذا ترى وهو هل يصلح ان نعد الصغائر من جملة المفسقات التي يرد بها خبر الراوي لاننا قلنا المعصية فيما دون الكفر. هل ليشمل ذلك الصغائر هذا لا يشمل الصغائر لانه ما من احد الا ويقع في المعصية الا ويقع في هذه الصغيرة والله سبحانه وتعالى يتجاوز عن ذلك ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. يكفر عنكم سيئاتكم ثم يدخلكم مدخلا كريما فيقول الله عز وجل الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم. ان ربك واسع المغفرة. يبقى هنا المعصية اذا كانت صغيرة فهذا لا يخلو منها احد الا لو كان معصوما فلهذا لا يعد هذا من جملة ما يرد به خبر الراوي فهذا اولا فيه امر اخر وهو الفسق لا يكون مع الشبهة الفسق لا يكون مع الشبهة يعني ايه؟ يعني قد يكون الشخص مرتكبا للكبيرة لكنه وقع في ذلك وسبب شبهة ازاي يعني ايه وقع في ذلك بسبب شبهة كان يشرب نبيذا وهو يعتقد انه ليس بحرام كمذهب اهل الكوفة فانهم يشربون النبيذ ويستبيحون ذلك وهو مذهب كثير من ثقاتهم وفقهائهم. فعلى ذلك لا يكون هذا مفسقا لانه انما وقع في ذلك على سبيل التأويل لذلك احنا كنا ذكرنا قبل ذلك ايضا فيما مضى معنا ان احنا لابد ان ننتبه لمثل هذه المسائل. احيانا يفسق العلماء بعض الرواة بمثل هذه المسائل فلذلك لابد ان نكون على دراية بمذهب المجرح قد يكون المجرح من اهل الحجاز وممن يرى حرمة شرب النبيذ وفسق من يأتي ذلك فيأتي مثلا ويجرح احدا ممن يستبيح شرب النبيذ بسبب هذا الامر. فاذا لم نكن على معرفة وعلى دراية بمذهب المجرح ربما اخذنا بقوله ورددنا خبر هذا الراوي مع انه انما وقع ذلك وقع في ذلك لشبهة شبهة التأويل. لشبهة التأويل. فهذا مما ينبغي ان نتفاطن له يبقى اذا بنقول هذا آآ لابد ان نتفطن له في مسألة الفسق وهو انه لا يجتمع مع الشبهة الامر السالس الذي ايضا لابد ان ننتبه له وهو ان التائب من الفسق بغير الكذب جمهور العلماء على ان روايته مقبولة التائب من الفسق بغير الكذب فالجمهور على قبول على قبول روايته. يبقى عرفنا الان التائب من الكذب في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما حكم روايته؟ التائب من الكذب في حديث الناس والتائب من الفسق. التائب من الكذب في حديث الجمهور على عدم قبول هذه الرواية. التائب من الكذب في حديث الناس الجمهور على قبول هذه الرواية. وكذلك التائب من الفسق الجمهور على قبول هذه الرواية ثم قال بعد ذلك ثم الوهم لاطلع عليه بالقرائن وجمع الطرق فالمعلل. نتكلم ان شاء الله سبحانه وتعالى عن هذا النوع الحديث المعلل في الدرس القادم ونتوقف هنا ونكتفي بذلك وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه