الشيخ رحمه الله تعالى اراد بها ان يبين ان جمع طرق الحديث سبيل عظيم وباب كبير من اجل اكتشاف علة حديث ومن اجل ان نميز المخطئ من المصيب في الرواية وهذا الباب ايضا كما اشرنا قبل ذلك يتعلق بالقرائن ويعتمد على هذه القرائن اعتمادا كبيرا ومن اجل ذلك كان هذا الباب من اغمض وادق ابواب الحديث واخفاها كذلك. لا يمكن ان يتكلم في هذا الباب الا الجهابذة السند ومن هذه الصور وهي من الصور المشهورة ان يسوق الراوي اسنادا في عرض له عارض فيقول كلاما من قبل نفسه فيظن السامع ان هذا الكلام هو متن ذلك الاسناد الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس السابع عشر من شرح متن نخبة الفكر في مصطلح اهل الاثر العلامة الامام احمد ابن علي ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه نفعنا بعلومه في الدارين وكنا وصلنا لكلام الحافظ رحمه الله تعالى عن الحديث المعلم وقول المصنف رحمه الله ثم الوهم ان اطلع عليه بالقرائن وجمع الطرق فالمعلل والمصنف رحمه الله تعالى يريد بهذه الجملة اه الحديث الذي يتبين فيه خطأ المخطئ ووهم واهم من خلال جمع الطرق ومن خلال مقارنة هذه الطرق بعضها ببعض فهذا يعرف بالحديث المعل او الحديث المعلول الحديث الذي يتبين فيه خطأ المخطئ ووهم الواهم من خلال جمع الطرق ومن خلال المقارنة بين هذه بالطرق فهذا هو الحديث المعل او هذا هو الحديث المعلوم. يعني نستطيع ان نتوصل الى هذا النوع من انواع الحديث والحديث المعلول من خلال امرين الامر الاول وهو ان نجمع الطرق ثم نقارن بين هذه الطرق التي جمعناها من خلال ذلك نستطيع ان نتوصل الى هذا النوع من انواع الحديث وهو الحديث المعلوم وعندنا طريق اخر وعندنا سبب اخر وهو القرائن. فنستطيع ايضا ان نصل الى هذا الحديث الى الحديث معلول من خلال القرائن الذي احتفت بهذا الحديث فمن خلال المقارنة ومن خلال القرائن نستطيع ان نعرف المخطئ من المصيب. آآ نستطيع ان نصل الى من روى هذا الحديث على الجادة على الصواب ومن هو اخطأ ورواه على غير الصواب فحينئذ تكون رواية هذا آآ المخطئ داخله تحت باب الروايات المعلولة فالمصنفون رحمه الله تعالى يقول ثم الوهم ان اطلع عليه بالقرائن وجمع الطرق فالمعلن والوهم في اللغة وهما معناها غلط وقد توهم الشيء بمعنى انه قد تخيله وتمثله سواء كان في الوجود او لم يكن. وجمع وهم اوهام وفي الاصطلاح يطلق هذا المصطلح على رواية الحديث على سبيل التوهم. يعني بناء على طرف المرجوح المقابل للظن وهذا قد تعرضنا اليه قبل ذلك في اثناء الكلام على مراتب العلم ومراتب الادراك. وقلنا ان الوهم يقابله الظن باعتبار ان الوهم هو الطرف المرجوح. الذي يقابله طرف الراجح الذي هو الظن فرواية الحديث على سبيل التوهم هذا هو المقصود بالوهم كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا لا يمكن ان نعرف هذا النوع من انواع الحديث الا من خلال جمع الطرق وكذلك القرائن وتتابعت اقوال العلماء على اهمية جمع الطرق من اجل ذلك. يعني لا يمكن ان نكتفي بالقليل من الطرق لان لو اكتفينا بالقليل منها فاننا لا نستطيع ان نتوصل الى علة هذا الحديث ولهذا قال الامام ابن مبارك رحمه الله تعالى اذا اردت ان يصح لك الحديث فاضرب بعضه ببعض. يعني قارن بعضه ببعض وكذلك علي ابن المديني رحمه الله تعالى يقول الباب اذا لم تجتمع طرقه لم يتبين خطؤه وكذلك قال الخطيب البغدادي رحمه الله يقول والسبيل الى معرفة علة الحديث ان يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته. ويعتبر بمكانهم من الحفظ. ومنزلتهم في الاتقان والضبط ومثل ذلك قاله الامام البيهقي رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه معرفة السنن والاثار وقال ايضا ذلك غيره من اهل العلم عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه المراد من كلامهم رحمهم الله انه لا يمكن ادراك علة الحديث الا من خلال ذلك الا من خلال جمع الطرق وكذلك النظر في القرائن الذي احتفت بهذا الحديث آآ اذا تقرر لدينا ذلك سنفهم السر في اشتداد نكير العلماء على من يكتب وصول دون المنقطع او من يكتب المرفوع دون الموقوف كما جاء عن الامام احمد رحمه الله تعالى. الامام احمد كان ينكر على ما الا يكتب من الحديث الا المتصل. ويدع كتابة المراسيد وكان يذكر سبب ذلك لماذا كان يشتد على هؤلاء الذين يكتبون المتصل دون المنقطع الذين يكتبون هنا آآ يكتبون المرفوع دون الموقوف يذكر سبب هذا النكير فيقول ربما كان المرسل اصح من حيث الاسناد المتصل فيكون حينئذ علة للمتصل فلا يمكن ان نتوصل الى علة هذا المتصل الا بان ننظر الى بقية الطرق الاخرى فوجدنا ان عامة الرواة مثلا يرون هذا الحديث على الوقف ثم وجدنا راويا قد رواه على الرفع. او وجدنا عامة الرواة يروون هذا الحديث على الارسال ورواه احدهم على الاتصال وهكذا فلا يمكن ان نتوصل الى هذه العلل الا من خلال جمع الطرق والنظر في القرائن. فالحاصل يعني ان من هذا الفن لا نقول لا يتكلم في هذا الباب الا الافراد من الرواة او المحدثين او الحفاظ بل افراد من ائمة الحفاظ هم من كلمونا في هذا الباب في باب العلل كالامام احمد كعلي بن المديني كالبخاري ابي زرعة ابي وغير هؤلاء من الائمة الحفاظ. رحمهم الله جميعا. باعتبار ان هذه القرائن التي يتوصل بها الى حديث المعلم هذه القرائن ليس لها قاعدة مضطردة. عند العلماء وليست لها ضابط يحكم هذا نوع من انواع الحديث لكن يتوصل الناقد الى هذا النوع من خلال القرائب فيعرف ان الراوي قد اصاب في هذه الرواية واخطأ غيره فيها وقد يكون نفس الراوي قد اخطأ في رواية اخرى اصاب غيره فيها وهكذا فهذا لا يعرف الا من خلال القرائن وصبر الروايات ومعرفة حال الرواة وهذا لا يكون الا لافراد قليلين جدا من الائمة الحفاظ وهذا هو السر في اعلان بعض ائمة النقاد بعض الاحاديث بعلة ما ونجد انهم في غيرها من الاحاديث لا يعلون هذه الاحاديث بنفس العلة. يعني علة اعلوا بها بعض الاحاديث ولا يعلون بهذه العلة احاديث اخرى لماذا؟ لان هذه العلة قد عرضت بقرائن اقوى منها. فابطلت تأثير هذه العلة في بتلك الاحاديث فاعلوها او اعلوا بها في هذه الاحاديث ولم يعلوا بها في احاديث في احاديث اخرى. هذا الذي يجعلنا نتكلم على مسألة مهمة وهي اذا عرفنا ذلك ما حكم الحديث المعلم الحديث الذي وقع فيه او اكتشفنا فيه حصول الوهم مثلا. من خلال آآ القرائب. ومن خلال تتبع الطرق وجمع الروايات. ما حكم الحديث الذي اكتشفنا فيه حصول هذا الوهم من هذا الراوي. نقول حديث من كثر وهمه حكمه الترك كما قال ابن مهدي رحمه الله تعالى يقول الناس ثلاثة رجل حافظ متقن فهذا لا يختلف فيه قال واخر يهم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا يترك حديثه واخر يهم والغالب على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه يبقى هذه على مراتب. رواية هذا الراوي على مراتب. ننظر. والله لو كان حافظا متقنا لم نجد له الا النادر مما وهم فيه فهذا لا يختلف الناس فيه. واخر يهم لكن الغالب على حديثه الصحة فهذا لا يترك حديثه. واما لو كان الغالب على حديثه هو الوهم فهذا يترك حديثه. الحاصل يعني ان من خلال ما ذكرناه الان آآ يتضح لنا انه باب دقيق من ابواب هذا العلم ولا يتطرق الى معرفة الا القليل من ائمة الحفاظ ومن خلال ما ذكرناه ايضا سينتج معنا بعض الفوائد من اهمها ان من العلل القادحة في صحة الحديث ومن العلل التي توجب رد الحديث علل تضيق عبارات النقاد عن النطق بها يعني احيانا بتكون العلة لشدة خفائها علة موجودة لكن تعجز وتضيق عبارات النقاد عن الافصاح بهذه العلة. وعن بيان هذه العلة لشدة دقتها وخفائها في هذا يروي ابن ابي حاتم سمعت ابي يقول جرى بيني وبين ابي زرعة يوما تمييز ومعرفته فجعل آآ يذكر احاديث ويذكر عللها قال وكذلك كنت اذكر احاديث هي خطأ واذكر عللها. وخطأ الشيوخ قال فقال لي يا ابا حاتم يعني ابو زرعة بيقول يا ابا حاتم قل من يفهم هذا ما اعز هذا اذا رفعت هذا من واحد واثنين فما اقل من تجد من يحسن هذا وربما اشك في شيء او يتخالجني شيء في حديث فان فالى ان التقي معك لا اجد من يشفيني منهم قال ابي يعني ابو حاتم وكذلك كان امري يعني قل من يميز ويستطيع ان يصل الى هذه العلل الخفية. ولهذا ابو زرعة بيقول لا تجد من يشفيني من هذا الا ان اجالسك وابو زرعة يقول وابو حاتم يقول لابي زرعة وكذلك انا. لانه عز في الناس من يتعرف على مثل ذلك وهذه الاشياء الخفية ايضا امر اخر في آآ يعني مهم متعلق بهذا النوع من انواع الحديث وهو ان العلة التي يشترط الحكم بصحة الرواية آآ في من حيث السلامة منها يعني هي سبب غامض العلة هي سبب غامض. وخفي وهذا السبب يقدح في صحة الحديث مع ان الظاهر سلامة الحديث منها. وهذا مترتب على ما سبق ذكرناه. فالعلة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث مع ان الظاهر سلامة الحديث منه فمن خلال ذلك يتضح لنا ان هذه العلة انما تعرض في الدرجة الاولى الى الرواية السالمة من الطعن في احد الرواة. يبقى عندنا الرواة ثقات اسناد هذه الرواية من حيث الظاهر اسناد صحيح لكن يرى نقاد الحديث ان هذه الرواية قد اعتراها نوع من الخطأ. اخطأ فيه بعض السقات فالحديس المعلول هو حديس خطأ. وان كان راويه سالما من الضعف. وهذا الذي جعل هذا النوع من انواع الحديث في غاية الدقة وفي غاية الصعوبة انه يكون في رواية الثقات وليس في رواية الضعاف في كثير من الاحوال لهذا جعل هذا النوع من اصعب انواع علوم الحديث. لانه لا يتوصل اليه الا الجهابذة كما ذكرنا من خلال ذلك يتضح ان حد العلة وشرط العلة هو الغموض والخفاء. هو الغموض والخفاء. لكن مجرد الانقطاع الظاهر مثلا هذا ليس بعلة خفية وان كنا هي توجب رد الحديث لكنها ليست بعلة خفية. هي علة ظاهرة. الانقطاع الظاهر هذا علة ظاهرة وليست بعلة خفية باعتبار انه يمكن ان يتوصل اليه حتى وان لم نجمع طرق الحديث. حتى وان لم نتطرق الى القرائب فالاسناد المنقطع يعرف من خلال تواريخ الوفاة مواليد ونحو ذلك مما سيأتي ذكره ان شاء الله تعالى. ايضا امر اخر مهم وهو ان الخفاء والغموض هذا امر نسبي هذا امر نسبي. فهو يرجع الى اجتهاد اهل العلم. يرجع الى علمهم. يرجع الى فهمهم. ويختلف من عالم لاخر آآ ما كان غامضه بالنسبة الينا قد لا يكون غامضا عند علماء اخرين. ولهذا احيانا يقع الخلاف بينهم في اعلال بعض الاحاديث فيرى بعضهم انه معل ويرى اخرون غير ذلك كل هذا يرجع الى دقة هذا النوع من انواع الحديث يبقى لنا ان نتكلم عن اه مسألة اخرى وهي اهم الكتب المؤلفة في العلاج والكتب المؤلفة في العلل على قسمين. منها كتب عامة ومنها كتب اخرى خاصة ببعض الكتب فمن الكتب العامة المصنفة في العلل كتاب العلل لابن المديني رحمه الله تعالى. وكذلك كتاب العلل ومعرفة الرجال للامام احمد وكتاب العلل للامام الترمذي. الامام الترمذي له كتابان في العلل. العلل الكبير والعلل الصغير العلل الصغير هذا موجود في اخر السنن وافرده الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى بالشرح. وهو كتاب في غاية الاهمية والدقة وكذلك من هذه الكتب التي الفت في العلل كتاب العلل لابي بكر احمد ابن محمد الخلاب والموجود من هذا الكتاب هو كتاب المنتخب لابن قدامى وايضا من هذه الكتب المصنفة في العلل كتاب العلل لابن ابي حاتم وكتاب العلل للدارقطني وكتاب العلل اهي لابن الجوزي رحمه الله تعالى. وهناك قسم اخر كما قلنا وهي الكتب التي اصحابها في العلل لكن في كتب خاصة فعندنا كتب تختص بالصحيحين ومن ذلك علل الاحاديث في كتاب الصحيح لمسلم ابن الحجاج. وهذا لابي الفضل ابن عمار الشهيد وفي ايضا كتاب اخر وهو كتاب التتبع. التتبع والالزامات للدراقطني رحمه الله تعالى. هذا ايضا مختص بالصحيحين وكتاب الاجوبة عما اشكلت دار قطني على صحيح مسلم ابن الحجاج لابي مسعود الدمشقي وكتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل لابي علي الغساني وايضا الاحاديث المنتقدة في الصحيحين وهو كتاب معاصر ويستفاد منه ايضا في الجملة وكذلك كتب اخرى صنفها اصحابها في بعض آآ الكتب على وجه الخصوص. فعندنا الكتب اذا المؤلفة في بهذا العلم ومنها كتب عامة ومنها كتب خاصة بالصحيحين مثلا او بغيرها المصنف رحمه الله تعالى بعد ما ذكر ان هذا الباب باب العلل لا يمكن ان يتوصل اليه الا من خلال القرائن وتتبع الطرق شرع بعد ذلك بنوع اخر من انواع الحديث وهو الحديث المدرج قال رحمه الله تعالى ثم المخالفة ان كانت بتغيير السياق فمدرج الاسناد او بدمج او بدمج موقوف بمرفوع فمدرج المتن فنصنف رحمه الله تعالى هنا شرع في الكلام تفصيليا عن المخالفة. المخالفة هي سبب من الاسباب عشرة للطعن في الراوي او الطعن في رواية هذا الراوي وبدأ رحمه الله تعالى مباشرة في الكلام عن صور الاختلاف عن صور اختلاف الرواة ومخالفتهم البعض بدأ اولا بالكلام عن المدرج. وقسم رحمه الله تعالى المدرج الى نوعين. عندنا مدرج في الاسناد ومدرج في المتن طيب يقول رحمه الله تعالى ثم المخالفة ان كانت بتغيير السياق فمدرج الاسناد. يعني مخالفة الراوي لغيره من الثقات لها صور اولها تغيير السياق وهذا يسمى بمدرج الاسناد قال او بدمج موقوف بمرفوع قال فمدرج المتن يعني صورة اخرى من صور المخالفة وهو ان يدمج موقوفا في مرفوع ويسمى بمدرج المتن والمدرج في اللغة اسم مفعول من الادراج والادراج هو ادخال الشيء في الشيء على وجه الماسة او القرب مما يؤدي الى الاخفاء غالبا فيقال ادركت الشيء في شيء اذا ادخلته فيه وضمنته اياه ومنه قولهم ادرج فلانا في اكفانه يعني اذا ادخله فيه واما المدرك في الاصطلاح فهو ما غير سياق اسناده او ادخل في متنه كلاما ليس منه ما غير سياق اسناده او ادخل في متنه ما ليس منه وكما اشرنا قبل ذلك من خلال ما ذكره الحافظ رحمه الله تعالى يتضح لنا ان المدرج له قسمان. قسم متعلق بالاسناد وقسم اخر متعلق بالمتن فبدأ بالكلام عن القسم الاول وهو مدرج الاسناد ومدرج الاسناد هو ما غير سياق اسناده وله صور والحافظ رحمه الله تعالى في نكته على علوم الحديث ابن الصلاح ذكر خمس سور وذكر في نزهة النظر اربع سور بحيث انه يعني ادمج صورتين مما في النكت ومن ذلك ان يروي جماعة من الرواة الحديث باسانيد مختلفة فيأتي راوي ويروي عن هذه الجماعة فيجمع الكل في اسناد واحد من تلك الاسانيد. ولا ومن العلماء من جعله من باب المدرج كما ذهب اليه الحافظ رحمه الله تعالى في نكته على ابن الصلاح وآآ لكن آآ العراقي في نكته قال هي من باب الموضوع وكذلك ابن حبان رحمه الله تعالى في ترجمة بين الاختلاف يبقى جماعة من الرواة يروون حديثا فيأتي راو ويروي عن هذا الجمع من الرواة في اسناد واحد ولا يبين الاختلاف مثال ذلك حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله اي الذنب اعظم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان تجعل لله ندا ان تجعل لله ندا وهو خلقك فهذا الحديث يرويه جماعة يرويه منصور عن ابي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وارضاه وكذلك يرويه الاعمش بنفس الاسناد واما واصل ابن الاحدب فيرويه عن ابي وائل عن ابن مسعود دون ان يذكر عمرو بن شرحابيل فرواه البعض عن منصور والاعمش وواصل عن ابي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وارضاه هنا جاء روى عن الجميع دون ان يبين الاختلاف الواقع في ذلك فهذه صورة. صورة اخرى منصور الادراك في الاسناد ان يكون المتن عند راو الا طرفا منه ان يكون المتن عند راو الا طرفا منه فانه عنده باسناد اخر. يبقى عنده المتن باسناد وطرف متعلق بهذا المتن يرويه باسناد اخر فيأتي الراوي ويروي المتن تاما باسناد واحد من هذين الاسنادين. فهذه صورة منصور ادراج ومن ذلك ايضا ان يسمع الحديث من شيخه الا طرفا منه فيسمع هذا الطرف عن شيخه بواسطة فيروي الحديث بتمامه بحذف هذه الواسطة ويمثلون على ذلك بحديث وائل ابن حجر في وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرواه جماعة عن عن عاصم بن كليب عن ابيه عن وائل وفيه قال ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برد شديد ورأيت الناس عليهم جل الثياب. تحرك آآ ايديهم تحت الثياب. قال موسى ابن هارون قوله ثم فجئت ليس هو بهذا الاسناد وانما ادرج عليه وهو من رواية عاصم عن عبدالجبار بن وائل عن بعض اهله عن وائل فهنا برضو جمع هذه الروايات باسناد واحد دون ان يذكر هذا الاختلاف ومن هذه الصور ان يكون عند الراوي متنان مختلفان باسنادين مختلفين. فيأتي الراوي ويروي المتنين على احد الاسنادين. يبقى هنا سنلاحظ وجود بعض الخلاف. في السورة السابقة يروي الحديث. باسناد لا طرف منه يرويه باسناد اخر. لكن في هذه السورة عنده اه متنان مختلفان مش طرف انما هو متنان مختلفان. باسنادين مختلفين. فيروي المتنين باسناد واحد من هذين الاسنادين او يروي احد الحديسين باسناده الخاص ويزيد فيه من المتن الاخر ما ليس من المتن الاول فهذه ايضا صورة من سور الادراج التي تقع في الاسناد وايضا يمثلون على ذلك بالحديث الذي سعيد بن ابي مريم عن ما لك عن الزهري عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تبغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تنافسوا قالوا قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ولا تنافسوا هذا ادرجه ابن ابي مريم من متن اخر رواه مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة وفيه لا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تباغضوا فهذه الزيادة انما اخذها من هذا الحديث فهذه صورة ايضا منصور الادراج التي تكون في فيأتي فيرويه عنه على هذا النحو ومن اشهر الامثلة على ذلك ما وقع لثابت ابن موسى انه دخل على شريك القاضي وهو يقول حدثنا الاعمش عن ابي سفيان عن جابر قال قال رسولنا صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يذكر الحديث دخل سابت بن موسى فلما نظر الى ثابت قال من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار فظن ثابت ان ذلك هو سند لهذا الحديث. فكان يحدث بهذا الاسناد وهو في الحقيقة مدرج من كلام الراوي. مدرج من كلام شريك القاضي. شريك القاضي بيحدس بالحديث. ساق الاسناد فلما اراد ان يسوق متن هذا الاسناد دخل عليه ثابت ابن موسى فاثنى شريك على ثابت قال من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار. فظن ثابت ان هذا من كلام النبي عليه الصلاة والسلام. لان شريك كان قد سرد اسنادا الى النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك فظن ان هذا الكلام انما هو من كلام النبي عليه الصلاة والسلام. لكن حصل الخلاف بين العلماء هل هذا يعتبر مدرجا؟ ولا هو موضوع؟ باعتبار انه آآ يعني نسب الى النبي عليه الصلاة والسلام اما لم يقله فهل هذا يعتبر مدرج ولا يعتبر موضوع؟ بعض المحدثين جعله من باب الموضوع ومن هؤلاء ابو حاتم. وكذلك غيره من العلماء قال هذا من الموضوع وكذلك آآ الامام النووي رحمه الله تعالى جعله شبها للموضوع لانه كان غير متعمد ثابت ابن موسى ذكر ان ذلك من باب الموضوع وبعض العلماء جعله في القسمين يعني قالوا هو مدرج وهو كذلك موضوع فجعله من القسمين طيب هذا ما يتعلق بالمدرج الذي يقع في الاسناد وبعض السور التي ذكرها العلماء في ذلك يتبقى لنا الكلام عن الادراج الذي يكون في المتن. والادراج الذي يكون في المتن هو ان يقع في المتن كلام ليس منه ان يقع في المتن كلام ليس منه. وله اقسام آآ نذكرها اختصارا منها ما يكون في اول المتن ومنها ما يكون في اسناء ووسط المتن ومنها ما يكون في اخر المتن. وهذا القسم الاخير هذا هو اكثر الاقسام وقوعا كما نص على ذلك الحافظ رحمه الله تعالى في نكته على ابن الصلاح ومن الامثلة على ذلك امثلة التي آآ وقع فيها الادراك في اول المتن حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اسبغوا الوضوء. ويل للاعقاب من النار فقوله اسبغوا الوضوء هذا مدرج. هذا مدرج من كلام ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وليس هو كلام وليس هو كلاما للنبي عليه الصلاة والسلام. كلام النبي صلى الله عليه وسلم ويل للاعقاب من النار وهذا القسم الذي يقع فيه الادراك في اول المتن هذا نادر. كما ذكر ذلك الحافظ في نكته كما اشرنا وآآ بعض العلماء يضعف دعوى الادراك في اول المتن. من هؤلاء ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى يقول لا يقع الادراك في اول المد. وهذا ذكره في كتابه الاقتراح. وقد يكون الادراك في وسط المتن ومثاله حديث عروة ابن الزبير عن بصرة بنت صفوان قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكر من مس ذكره او انثيه او رفعيه فليتوضأ الدرقوتني رحمه الله تعالى في آآ سننه يقول المحفوظ ان الانثيين والرفغين من قول عروة