الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الثاني والعشرون من شرح كتاب نخبة الفكر في مصطلح اهل الاثر للامام العلامة احمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه. ونفعنا بعلومه في الدارين. وكنا وصلنا لقوله الشيخ رحمه الله ثم الجهالة وسببها ان الراوي قد تكثر نعوته فيذكر بغير ما اشتهر به لغرض ومعنى كلام الشيخ رحمه الله تعالى ان الجهالة بالراوي وهي السبب الثامن في الطعن لها اسباب وذكر الشيخ رحمه الله تعالى هنا اسبابا ثلاثة للجهالة. السبب الاول وهو ان الراوي قد تكثر نعوته. فيذكر بغير ما اشتهر به لغرض. يعني من اسباب الجهالة ان ان يكون للراوي نعوت يعني اوصاف كثيرة من اسم وكنية ولقب وصفة ونسب الى اخره فيشتهر هذا الراوي بواحدة من هذه النعوت دون الباقي فيذكر في الرواية بغير ما اشتهر به. لغرض من الاغراض فيظن انه راو اخر فيحصل الجهل بحاله. فيذكر هنا الشيخ رحمه الله تعالى ان من اسباب الوقوع في الجهالة ان تكثر نعوت يعني اوصاف الراوي. في ذكر هذا الراوي بغير ما اشتهر به لغرض. فلو قد اشتهر هذا الراوي باسمه في ذكر احيانا بكنيته لغرض من الاغراض. او يكون هذا الصحابي قد اشتهر بكنيته في ذكر باسمه في بعض الاحوال لغرض من الاغراض فتحصل الجهالة بهذا الراوي من اجل ذلك هذا الصنيع يسمى بتدليس الشيوخ وهو تسمية الراوي شيخه بغير ما يعرف وبغير ما اشتهر به بغرض التعمية والابهام ومن الامثلة على ذلك كمثلا سفيان ابن عيينة بابي محمد الهلالي. ابو محمد الهلالي ابو محمد هذه كنيته والهلالي هذا نسبه. طيب ابن عيينة رحمه الله تعالى هو مشتهر باسمه سفيان ابن عيينة فلو جاء احد من الرواة وقال حدثنا ابو محمد الهلالي يبقى هنا ذكره بغير ما اشتهر به. لغرض ما اراد ان يعمي او اراد الايهام الى اخر ذلك بغرض ان هو يعني يوهم من يأخذ عنه انه يأخذ عن مشايخ اخرين غير سفيان ابن عيينة وان مشايخه كثر فبدل من ان يذكر ويقول حدثنا سفيان ابن عيينة يقول حدثنا ابو محمد الهلالي بغرض الايهام. هو ابو محمد ونسبه هو الهلالي الا انه غير مشتهر بهذا لكنه سماه بهذا بقصد الايهام والتعمية على الناس فهذا هو السبب الاول من اسباب الجهاد. والجهالة في اللغة من الجهل وهو نقيض العلم. واصطلاحا هو عدم معرفة الراوي بجرح ولا تعديل ويذكر العلماء ان هذه الجهالة قد تحصل للروي من قبل رواه اخرين. يعني يفعل بهذا الراوي. هذا هذه التعمية من قبل رواه اخرين ومن الامثلة على ذلك من امثلة من فعل به ذلك محمد بن السائب الكلبي وكذلك محمد بن سعيد المصلوب فهؤلاء الرواة ممن يروي عنهم يذكرهم بغير ما اشتهر به لماذا؟ للتعمية والايهام. فمثلا محمد بن سعيد المصلوب هذا صلب على الزندقة والعياذ بالله. فكان الرواة اذا آآ رووا عنه دلسوا اسمه من باب التعمية حتى لا حتى لا يدرك هذا الذي رووا عنه بعض الرواة ممن رووا عن محمد بن سعيد المصلوب دلسوا اسمه فبعضهم يسميه محمد بن سعيد. هكذا اخر يسميه محمد ابن ابي قيس وثالث يسميه محمد بن حسان ورابع يسميه محمد بن غانم وخامس يسميه ابا عبدالرحمن محمد ابن عبدالرحمن. وسادس يسميه ابا عبدالرحمن الشامي. وسابع يسميه محمد ابن ابي زكريا. وثامن يسميه محمد الطبري طيب لماذا يفعلون ذلك من اجل التعمية؟ من اجل التدليس حتى لا يدرك الناس ان هذا الراوي هو محمد ابن سعيد المصلوب الزنديق وكذلك بالنسبة لمحمد نساء بن بشر الكلبي ايضا نسبه بعضهم الى جده فقال محمد بن بشر وبعضهم يقول حماد ابن السائب وبعضهم يكنيه فيقول ابا النضر وبعضهم يقول ابا سعيد وهكذا فصار آآ يظن انه جماعة هو في الحقيقة واحد فقط. هذه من الامثلة التي من فعل به ذلك من الرواية. واحيانا يأتي الراوي افعل ذلك متعمدا ويفعل ذلك متعمدا ومن امثلة هؤلاء الوليد ابن مسلم. وكذلك عطية العوفي وكذلك ابن جريج فهؤلاء يفعلون مثل ذلك على وجه التعمد فالشيخ رحمه الله تعالى يذكر هنا السبب الاول من اسباب حصول الجهالة ان تكثر نعوت هذا الراوي على النحو الذي ذكرناه اما من الاسم او الكنية او اللقب الى اخره في ذكر هذا الراوي بغير ما اشتهر به لغرض. قال رحمه الله تعالى وصنفوا فيه الموضح او الموضح او الموضح يعني ايه صنفوا في هذا النوع من اسباب الجهالة؟ كتاب الموضح واسمه الموضح لاوهام الجمع والتفريق للامام خطيب البغدادي رحمه الله تعالى الفه الخطيب البغدادي لبيان اوهام المتفق والمفترق طيب ايه معنى المتفق والمفترق؟ المقصود بالمتفق يعني اللي هو الجمع والتفريق. الجمع اللي هو عد الاثنين فاكثر واحدة. طب التفريق عكس ذلك التفريق عد الواحد اثنين فاكثر هذا هو المقصود بالتوفيق فالجمع عد الاثنين فاكثر واحدا والتفريق هو عد الواحد اثنين فاكثر فصنف الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في هذا النوع من اسباب الجهالة كتاب الموضح لاوهام الجمع والتفريق ثم قال بعد ذلك وقد يكون مقلا فلا يكثر الاخذ عنه وهذا هو السبب الثاني من اسباب جهالة الراوي وهو ان يكون الراوي مقلا فلا يكثر الاخذ عنه. يعني ليس له الا حديثان او ثلاثة لم يتبين من رواياته القليلة جرحا ولا تعديلا لان روايته قليلة فلا يتبين من حاله جرحا ولا تعديلا. فصار مجهولا ويذكر الشيخ رحمه الله تعالى ان هذا النوع من انواع الجهالة صنفه فيه الوحداني يعني لو كان آآ هذا الراوي مقلا من الرواية. وحصلت الجهالة بسبب ذلك. فحينئذ سنرجع الى المصنفات في الوحدان ومن هذه المصنفات كتاب الوحدان للامام مسلم وهو الكتاب الوحيد المطبوع في آآ هذا الفن. طبعا في مصنفات اخرى ككتاب الازدي هو المخزون لا بفتح الاسدي وايضا مطبوع. لكن كتاب الامام مسلم رحمه الله تعالى هو الوحيد المطبوع في هذا الباب. اما كتاب الازدي فهذا خاص بالصحابة رضي الله تعالى عنهم فقط دون غيرهم. ومن الامثلة على ذلك جبار الطائي. هذا لم يروي عنه غير ابي اسحاق وكذلك عثمان بن اسحاق لم يروي عنه غير الزهري. يبقى اذا بنقول لو الراوي كان مقلا ولم يكثر الاخذ عنه حصلت الجهالة بسبب ذلك فحينئذ سنرجع الى المصنفات التي صنفت في الوحدات قال رحمه الله تعالى او لا يسمى اختصارا. وصنفوا فيه المبهمات وهذا هو السبب الثالث من اسباب جهالة الراوي وهو الا يسمى الراوي من باب الاختصار. يعني لا يسمي الراوي اسم الشيخ في باسناده من باب الاختصار. وانما يبهمه. فيقول مثلا اخبرني فلان او اخبرني رجل او شيخ او بعضهم هنا لا نعرف عين هذا الشيخ فضلا عن حاله من حيث الجرح والتعديل. فهذا الابهام علة في الاسناد توجب ان نتوقف في هذا الحديث وبالتالي لا يمكن ان نحتج به بحال لان هذا الشيخ الذي ابهمه هذا الراوي يحتمل ان يكون ضعيفا. يحتمل ان يكون كذاب فلما ابهمه كان لزاما علينا ان نتوقف ولا آآ يمكن لنا في هذه الحالة ان نحتج بهذا الحديث ولا بهذا الحديث لاحتمال الضعف والكذب وقال الشيخ رحمه الله او لا يسمى اختصارا وفيه المبهمات. يعني نرجع في هذه الحالة الى المصنفات في المبهمات. ومن هذه المصنفات تاب الغوامض والمبهمات للازدي وهذا الكتاب خاص مبهمات الاسانيد وكذلك من هذه الكتب كتاب المستفاد من مبهمات المتن والاسناد لولي الدين ابي زرعة العراقي ومن الكتب المطبوعة. وكذلك كتاب الكمال وتهذيب الكمال ففيها ابواب مفردة لمبهمات الكتب الستة وعندنا كتاب آآ خاص بالمبهمات التي وقعت في صحيح البخاري وهو كتاب الافهام بما وقع في البخاري من الابهام. هذا خاص بما وقع في البخاري على وجه الخصوص فالحاصل يعني ان المبهم يعني الراوي الذي لم يسم فهذا اذا وقع في الاسناد يوجب التوقف وعدم الاحتجاج. من الامثلة على ذلك ما رواه ابو داوود في سننه من طريق ربعي بن حراش عن امرأته عن اخت لحذيفة فهنا لما يقول عن اخت لحذيفة هذا فيه ابهام هذا فيه ابهام ومثاله في المتن ما رواه البخاري في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة وعندها امرأة قال من هذه؟ قالت فلانة. الى اخر الحديث طيب بالنسبة للابهام اذا وقع في السند هذا طبعا يضر الا اذا كان الابهام لصحابي من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهذا لا يضر باعتبار ان الصحابة كلهم ان الصحابة كلهم عدول. طيب لو وقع الابهام في المتن هل هذا يضر لا لا يضر اذا وقع في المتن يعني في الرواية التي ذكرناها الان ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة رضي الله عنها وارضاها ووجد عندها امرأة. فقال من هذه؟ قالت فلانة. هل هذا يضر في صحة الحديث؟ الجواب لا يضر فالذي يضر اذا كانت هذه فاذا كان هذا الابهام في السند عن غير اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام. اما لو كان الابهام في حق الصحابة فهذا لا يضر كما اشرنا طيب يأتي الان السؤال كيف يستدل على معرفة اسم المبهم؟ يعني اذا وجدنا راويا مبهما في السند كيف فنستدل على اسمه الحافظ رحمه الله تعالى في شرحه نزهة النظر قال ويستدل على معرفة اسم المبهم بوروده من طريق اخرى مسمى فيها. يعني السبيل الى تعيين اسم هذا الراوي المبهم. في رواية من الروايات هو ان يبحث عن اسناد اخر لهذه الرواية ينص في هذه في هذه الرواية على اسم هذا الراوي فتكون هذه الرواية الاخرى مفسرة ومبينة لما ابهم في السند الاخر. وهذا من الاهمية ولهذا سنجد ان العلماء كثيرا ما يتوصلون الى معرفة هذا المبهم من خلال هذه الطريق. واحنا ذكرنا قبل ذلك ان الاعلال الذي يكون في الاسناد او في المتن انما آآ يتوصل اليه من خلال معرفة الطرق فلو جمعنا طرق هذا الحديث ولم نتوصل الى معرفة اسم هذا الراوي المبهم. فحينئذ سيكون هذا الحديث معلولا بهذا الابهام. طب لو جمعنا طرق هذا الحديث وتوصلنا الى اسم هذا الراوي المبهم. يبقى حينئذ يرتفع هذا الاعلان فيقول الشيخ رحمه الله تعالى ويستدل على معرفة اسم هذا المبهم بوروده من طريق اخرى مسمى فيها ثم قال بعد ذلك ولا يقبل المبهم ولو ابهم بلفظ التعديل على الاصح. ولا يقبل المبهم ولو ابهم بلفظ التعديل على الاصح يعني لا يقبل حديث المبهم ما لم يسم حتى ولو ابهم بلفظ التعديل ما معنى الابهام بلفظ التعديل؟ يعني يأتي الراوي ويقول حدثني الثقة او حدثني السبت يبقى هنا ابهام لكن على التعديل. وكثيرا ما يحدث ويقع هذا من الامام الشافعي رحمه الله تعالى. وهناك مصنف خاص في هذه المسألة التعديل على الابهام خصوصا ما وقع من الامام الشافعي رحمه الله تعالى في ذلك. فالشيخ ابن حجر رحمه الله تعالى بيقول لو وقع هذا على الابهام من احد العلماء او من احد الائمة فهذا لا يقبل فلو جاء الشافعي مثلا وقال حدثني الثقة او قال حدثني السبت فالاصل في ذلك انه غير مقبول. حتى وان وثقه طالما انه ابهمه ولم يسمه طيب لماذا؟ لان التوسيق لا ينظر لا ينظر فيه ولا يعتد به الا بعد معرفة اسم الراوي الموثق فلابد ان يذكر اسمه اولا. ثم بعد ذلك يوثقه. لكن ان يكتفي بالتوثيق وحده فهذا لا يقبل. والسبب في ذلك ان هذا الراوي قد يكون ثقة عند من وثقه وقد يكون في في نفس الوقت مجروحا عند غيره فلو جاء وقال حدثني فلان الثقة نظرنا هل هو ممن اتفق على توثيقه فنقبل هذا التوثيق؟ ولا هو ممن اختلف فيه؟ فحينئذ سنعمل قواعد الترجيح للحكم على هذا الراوي. هذا فيما لو سماه مع التوثيق. طيب لو ابهم فحينئذ لا سبيل لنا الى معرفة عينه فضلا عن الحال فضلا عن حال هذا الراوي. يبقى لابد ان يسمي هذا الراوي ولا نكتفي في هذه الحالة بمجرد توثيق هذا الامام وكما قلنا هذا يعني يقع كثيرا من الامام الشافعي رحمه الله تعالى كما انه يقع كذلك من غيره فيأتي الشافعي ويقول حدثني من اثق به او يقول حدثني الثقة الى اخره ويقول غيره حدثني اوثق الناس فمثل هذا لا بل الا ان يسمي هذا الراوي لانه ربما كان ضعيفا عند غيره كما قلنا طيب ثم قال بعد ذلك فان سمي وانفرد واحد عنه فمجهول العين او اثنان فصاعدا ولم يوثق فمجهول الحال وهو المستور. طيب نتكلم ان شاء الله عن هذا النوع وهو مجهول العين ومجهول الحال هو المستور نتكلم عنهم ان شاء الله في المجلس القادم ونتوقف هنا ونكتفي بزلك وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا. وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل. وحسبنا ونعم الوكيل وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين