الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الرابع والعشرون من شرح كتاب نخبة الفكر في مصطلح اهل الاثر لشيخ الامام العلامة احمد ابن علي ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا بعلومه في الدارين وكنا وصلنا كلام الشيخ رحمه الله تعالى عن سوء الحفظ قال رحمه الله تعالى ثم سوء الحفظ ان كان لازما فهو الشاذ على رأي او طارئا فالمختلط قال رحمه الله تعالى ثم سوء الحفظ يعني السبب العاشر من اسباب الطعن هو سوء الحفظ والمقصود بسوء الحفظ يعني الذي لم يترجح جانب الاصابة عنده على جانب الخطأ وسوء الحفظ كما يذكر الشيخ رحمه الله تعالى على قسمين القسم الاول ان يكون ملازما للراوي في جميع الاحوال فهذا الذي يسمى بالشاذ على رأي بعض اهل الحديث اما لو كان سوء الحفظ وهذا هو القسم الثاني طارئا على الراوي لكبر او لذهاب البصر او الاحتراق الكتب او لعدم الكتب اصلا هذا هو المختلط فعندنا سوء الحفظ على قسمين اما ان يكون ملازما للراوي وهذا هو الشاذ واما ان يكون في بعض الاحوال دون البعض وهذا هو المختلط ويأتي هنا السؤال ما معنى الحفظ؟ احنا بنقول الان من اسباب الطعن سوء الحفظ. ما معنى الحفظ اصلا الحفظ يطلق ويراد بمعنى التعهد والرعاية والمراد به هنا في هذا الباب ما يقابل النسيان فيقال رجل حافظ هو الذي رزق الحفظ حفظ ما سمع. بحيث انه قل ما ينسى شيئا حفظه وتعاهده قبل ذلك بمقابل الحفظ يأتي سوء الحفظ فسوء الحفظ معناه انه لا يترجح جانب الاصابة على جانب الخطأ فقلة الحفظ ورداءة الحفظ بحيث انه يترجح عنده جانب الاصابة على جانب الخطأ هذا الذي يسميه العلماء بسيء الحفظ طيب لو انه وقع في الخطأ مرة او مرتين هذا لا يقال له انه سيء الحفظ. لان الانسان ليس بمعصوم من الخطأ. لكن لو كان هذا ملازما له او كثر عنده بحيث تغلب على جانب الاصابة فهذا الذي يوصف بسوء الحفظ ومن خلال ذلك يتضح لنا ان سوء الحفظ على مراتب وكما لا يخفى علينا انه في كل الاحوال يرجع ذلك الى الضبط عند الروي. ولهذا يقولون سلب الضبط عند الراوي بسبب سوء الحفظ يأتي على مراته. اما ان يكون سلبا كليا واما ان يكون سلبا جزئيا فهو على قسمين في الجملة القسم الاول وهو فساد الضبط الى حد ان يكون الراوي متروك الحديث فهذا الراوي لشدة سوء الحفظ عنده ترك العلماء حديثه يعني صار هذا ملازما له في كل الاحوال واساء العلماء الظن به. بل ان بعض العلماء لشدة خطأه في الرواية يتهمون مثل هذا الراوي بالكذب وقد ينتقل الحال الى القدح في عدالته. كما هو صنيع المحدثين مع عبد الله بن سلمة الافطس فانه كان من هذا النوع يعني فساد الضبط وصل الى حد ان يكون الراوي متروك الحديث هذا هو القسم الاول. القسم الثاني وهو اختلال الضبط جزئيا. يعني القسم الاول كان فيه فساد للضبط تماما هو الفساد الكلي القسم الثاني وهو اختلال الضبط جزئيا بمعنى انه يثبت الوهم عند هذا الراوي في بعض ما يرويه لكن ليس هذا في كل مروياته انما في بعض ما يرويه لكن الذي وقع فيه هذا الراوي انه كثر جانب الوهم وجانب الخطأ على جانب الصواب فنسب المحدثون هذا الراوي الى سوء الحفظ بسبب ذلك ومثل هذا لا يعتمد على روايته بلا شك. وهذا حتى سنجده واقعا في حال الناس في واقع الناس. لو اننا كلما سمعنا خبرا من شخص وجدنا ان هذا الخبر بعد ذلك كان خطأ وليس صوابا. كان كذبا وليس صدقا فاننا لا يمكن ان نعتمد على الخبر الذي يأتي من هذا الشخص بلا شك بعد ذلك فمثل هذا الخطأ الذي هو ملازم لهذا الشخص يجعل الناس يتركون حديثه كذلك يصنع المحدثون مع الرواة الذين ينقلون الاخبار وكذلك لو وجدنا شخصا ينقل اخبارا يصيب احيانا ويخطئ في احيان اخرى لكن وجدنا ان جانب الخطأ عند هذا الشخص اكثر فسنجد ايضا اننا لا يمكن ان نكون على ثقة مما يرويه هذا الشخص فكذلك ايضا يتعامل المحدثون مع مثل هذا الراوي. طيب ما الذي ينتج على ذلك؟ سوء الحفظ سواء كان كليا او كان جزئيا ما الذي ينتج على ذلك عن ذلك؟ ينتج عن ذلك بعض النتائج منها المخالفة في الاسانيد. يعني لو كان الراوي سيء الحفظ فسنجد انه يأتي بالاسانيد على غير ما يأتي بها الثقات ويضربون مثالا على ذلك بعبدالله بن عمر العمري. قال عنه الامام احمد كان يزيد في الاسانيد. ويخالف ثم قال وكان رجلا صالحا لما يقول الامام احمد رحمه الله تعالى عن مثله انه كان رجلا صالحا. معنى ذلك ايه؟ معنى ذلك انه ما كان يتعمد هذا الفعل انما وقع منه ذلك لسوء الحفظ فقوله كان رجلا صالحا هذا من حيث العدالة لكن كان يزيد في الاسانيد ويخالف هذا من حيث الضبط. يبقى هذا الراوي اوتي من قبل ضبط وليس من قبل عدالته ولهذا سيأتي معنا من كلام الشيخ رحمه الله تعالى هنا ان هذا الراوي هو ضعيف الحفظ او سيء الحفظ لو توبع قبلت روايته لان الاشكال عندنا في الضبط فلما وجدنا من يوافقه في هذه الرواية قبلناها وعلمنا انه اصاب في هذه الرواية ولم يخطئ فيها كما اخطأ في وغيرها. النتيجة الاولى من نتائج سوء الحفظ المخالفة في الاسانيد ايضا من هذه النتائج وصل المراسيل. واحنا سبق وتكلمنا في الحديث المرسل. تكلمنا عن الحديث المرسل واصلوا المراسيل يمثلون على ذلك بابراهيم ابن الحكم ابن ابان قال عنه ابن عدي بلاؤه مما ذكروه انه كان يوصل المراسيل عن ابيه ما الذي اوقع ابراهيم ابن الحكم في مثل ذلك؟ ايضا اوتي من سوء الحفظ فكان يأتي على الاحاديث المرسلة ويوصلها. ظنا منه انها موصولة. كذلك من نتائج سوء الحفظ رفع خوف ويعبر عنه في وصف الراوي بقوله كان رفاعا يعني ايه كان رفاعا؟ يعني كان يرفع الموقوفات. يبقى الحديث موقوف على الصحابي. فلسوء حفظ هذا الراوي يصل هذا الحديث الى النبي عليه الصلاة والسلام. فبدلا من ان يكون هذا الحديث فبدل من ان يكون هذا الخبر من كلام الصحابي جعله من كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام. كان يقع مثل ذلك من ابراهيم ابن مسلم وعلي ابن زيد ابن جدعان ويزيد ابن ابي زياد. هؤلاء كانوا يرفعون الموقوفات كذلك ايضا من نتائج سوء الحفظ الجمع بين الرواة في سياق واحد الجمع بين الرواة في سياق واحد وحمل حديث بعض هؤلاء الرواة على بعض وايضا يمسلون على ذلك بليث ابن ابي سليم. رحمه الله تعالى قال عن ليث ابن ابي سليم قال صاحب سنة يخرج حديثه انما انكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد حسب يعني هنا لما يأتي ادركتني رحمه الله تعالى ويقول عن ليث ابن ابي سليم انه صاحب سنة يبقى هذا كلام منه عن اي شق عن جانب العدالة ولا عن جانب الضبط؟ هذا بلا شك. هذا في جانب العدالة. يعني هو رجل العدل لكن من حيث الضبط كان يقع في هذا الذي ذكرناه. كان يجمع بين الرواة كما يذكر الدراقطني رحمه الله تعالى ولهذا ايضا قال بعد ذلك يخرج حديثه. ليه؟ علشان تصلح مثل هذه الاحاديث فيما لو عليه فيما لو تبعت عليها وجاءت من طرق اخرى لان الاشكال عندنا في الضبط كما قلنا فلو وجدناها فلو وجدنا الرواية التي رواها ليث ابن ابي سليم تبعها عليه غيره ففي هذه الحالة نعلم انه قد ضبط هذه الرواية على وجه الخصوص ايضا من نتائج سوء الحفظ قبول التلقين وهذا حين يكون الشيخ قد استولت عليه الغفلة فيأتي بعض الرواة الى هذا الراوي ويقول له حدثك فلان بكذا فيما هو من حديثه وليس من حديثه يعني يقول حدثك فلان بكذا ويقول حدسني فلان بكذا ويوافقه على ما قال فكل اما حد يقول له ده حديسك وفلان حدسك بهذا الحديث يوافق ويجعله من حديثه فهذا لا شك علامة على ان الغفلة قد استولت عليه بحيث انه لا يميز حديثه من حديث غيري ومن امثلة هؤلاء قيس ابن الربيعة ومحمد بن عوف الحمصي فكان ممن يقبلون التلقين وهذا بلا شك من علامات سوء الحفظ كزلك من نتائج سوء الحفظ التصحيف اذا حدث من كتبه وهذا يقعد بسبب عدم ضبط الكتاب فيحدث من كتابه ويخطئ في الاسماء او في المتون ومن هؤلاء مؤمل ابن اسماعيل فكان يقع في التصحيف مع كونه ممن يحدث من كتاب من هذه النتائج عدم ضبط المتون فتجد ان الراوي يزيد في المتن او ينقص من المتن وهذا انما يرجع الى سوء حفظي طيب يأتي الان السؤال المهم وهو الذي اشار اليه الشيخ رحمه الله تعالى هنا في المتن ما هو السبب الذي يجعل الراوي سيء الحفظ احنا قلنا ان الشيخ رحمه الله تعالى قسم سوء الحفظ الى قسمين تارة يكون ملازما وتارة يكون طارئا. فعلى ذلك لو جئنا وقلنا اسباب سوء الحفظ نأتي ونقول عندنا سبب لازم وعندنا سبب طارئ السبب اللازم هو السبب الخلقي يعني امر راجع الى خلقة الانسان كضعف الذاكرة كثرة النسيان وما شابه ذلك. فهذا انما يرجع الى سبب خلقي. وهو سبب ملازم للانسان ويضربون مثالا على ذلك بجعفر بن الزبير الشامي قال عنه الفلاس متروك الحديث وكان رجلا صدوقا كثير الوهم متروك الحديث هذا من حيث الحكم كان رجلا صدوقا هذا من حيث العدالة. كثير الوهم هذا من حيث الضبط. يبقى هنا لما وقع منه الوهم على اه وجه الكثرة ترك المحدثون احاديثه وقالوا هو متروك الحديث يبقى هنا سبب لازم عندنا سبب اخر وهو السبب الطارئ يعني ايه سبب طارئ؟ يعني طرأ على الراوي لم يكن به قبل زلك ولكن طرأ عليه فساء حفظه بسبب ذلك ومن هذه الاسباب ذهاب البصر او احتراق الكتب او عدم الكتب او الكبر الذي يصيب الانسان فلو كان السبب طارئا فالعلماء يقولون عن هذا الراوي انه مختلط انه مختلط ومعنى الاختلاط يعني فساد العقل. وهذا يكون لسبب عارض كما بينا. قد يكون لتقدم السن او لاحتراق الكتب او ذهاب البصر الى اخر ما اشرنا اليه ومن امثلة المختلطين صالح بن نبهان مولى التوأمة ابن معين رحمه الله تعالى كان يقول ثقة خرف قبل ان يموت ثقة خرفة قبل ان يموت. يعني كان رجلا ثقة. لكن قبل قبل ان يموت كان قد اختلط حديثه ووقع في الوهم ومن هؤلاء كذلك عبدالرزاق بن همام الصنعاني. قال عنه النسائي فيه نظر لمن كتب عنه باخره او باخرة كتب عنه احاديث مناكير يعني من كتب عن عبدالرزاق في اخر عمره فقد كتب عنه المناكير. لماذا؟ لانه اختلط في اخره وعندنا مصنفات في هؤلاء الرواة على وجه الخصوص من وقعوا في الاختلاط ومن ذلك المصنف الذي وضعه ابو بكر الحازمي وهو اول من صنف كما ذكر ذلك السيوطي في التدريب. وكذلك ذكر ذلك السخاوي في فتح المغيث وذكر ذلك غيره. لكن هذا الكتاب الذي صنفه ابو بكر الحازمي هذا لا يعلم عنه شيء وايضا من هذه الكتب كتاب المختلطين للعلائي وهذا الكتاب هو كتاب هو اول كتاب يصل الينا. وهذا الكتاب مطبوع وهو صغير الحجم لكن مع صغر حجم هذا الكتاب الا انه مهم وايضا صنف العلماء كتبا اخرى في هذا الشأن واوسع هذه الكتب كتاب الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة السقات وهو لابي البركات ابن الكيال. وهو انفع هذه الكتب واجودها واوسعها طيب نختم الكلام بمسألة اخرى وهي حكم حديث المختلط حكم حديث المختلط. نقول حكم حديث المختلط يختلف بحسب حال من روى عنه ولا يخرج عن اربعة احوال. الحالة الاولى ان يكون قد روى عنه قبل الاختلاط هنا نلاحز اننا نتكلم الان نتكلم الان عن راوي ثقة يعني توفر فيه شرط العدالة والضبط لكن اصابه الاختلاط في اخر عمره مثلا. او لسبب من الاسباب التي ذكرناها فنقول من روى عنه قبل الاختلاط فهذا حديثه مقبول بالاتفاق الحالة الثانية من روى عنه بعد الاختلاط الحالة الثالثة من روى عنه قبل الاختلاط وبعد الاختلاط الحالة الرابعة من لم ينص عليه يعني لم يذكر العلماء هل روى عن هذا الراوي قبل اختلاطه ولا روى عنه بعد اختلاطه ولا روى عنه في الحالين في كل هذه الاحوال الثلاثة الاخرى التي ذكرناها هذه يتوقف العلماء في حديثهم حتى يتبين حال الرواية. فلو تحققنا ان هذا الراوي قد اصاب فيما يروي فالرواية في هذه الحالة تكون مقبولة ولو تحققنا انه اخطأ في هذه الرواية التي رواها بعد الاختلاط فنقول هذه الرواية غير مقبولة وهكذا. فالحاصل انه ما ان ما روى قبل الاختلاط هي مقبولة باتفاق. واما ما سوى ذلك فهي متوقف فيها طيب هل هناك فرق بين التخليط والتغير؟ يفرق العلماء بينهما فيقولون التخليط هذا اختلال ارض في الضبط يقع في حال الصحة لا الخرف واما بالنسبة للتغير فهو النسيان القليل فهو النسيان القليل. والنسيان القليل هذا يقع الكثير من السقات بخلاف التخليط كما بينا وعرفنا حكم هذا الراوي اذا وقع في التخليط ثم قال بعد ذلك ومتى توبع السيء الحفظ بمعتبر وكذا وكذا المستور والمرسل والمدلس صار حديثهم حسنا لا لذاته بل بالمجموع نتكلم ان شاء الله عن هذه المسألة بالدرس القادم وآآ نتوقف هنا ونكتفي بذلك وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه. وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين