الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الثامن والعشرون من شرح كتاب نخبة الفكر في مصطلح اهل الاثر للامام العلامة احمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا بعلومه في الدارين. وكنا وصلنا في هذا الكتاب المبارك الى قول المصنف رحمه الله وفيه الموافقة وهي الوصول الى شيخ احد المصنفين من غير طريقه. والمصنف رحمه الله تعالى يفصل في الكلام عن نوع من انواع العلو وهو العلو النسبي سبق معنا في الدرس الماضي ان العلو على قسمين القسم الاول هو العلو المطلق. القسم الساني وهو العلو النسبي. العلو المطلق هو ما قل عدده ووصل به الى النبي صلى الله عليه وسلم. واما بالنسبة للعلو النسبي فهو فهو قلة العدد بالنسبة الى احد الائمة الاعلام او بالنسبة الى كتاب من كتب الحديث المشهورة فالعلو عند العلماء على قسمين واجلها هو القسم الاول وهو العلو المطلق بحيث يقرب الراوي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم باسناد صحيح قوي نظيف خالي من الضعف اما العلو النسبي فالقرب يكون الى احد الائمة الاعلام لا الى النبي عليه الصلاة والسلام هنا المصنف رحمه الله تعالى بيذكر ان في العلو النسبي ما يعرف بالموافقة والموافقة صورتها ان ياتي راوي الى حديث يرويه البخاري مثلا عن شيخه الحميدي فيأتي الراوي ويروي هذا الحديث ويصل به الى الحميدي من غير طريق الامام البخاري رحمه الله الله تعالى بعدد اقل من العدد الذي يقع له فيما لو رواه من طريق البخاري. يعني لو هو روى هذا الحديث من طريق البخاري الى الحميدي سيقع بينه وبين الحميدي مثلا خمسة رواة. ولو انه رواه من غير طريق البخاري الى الحميدي شيخ البخاري يكون بينه وبين الحميدي ثلاثة من الرواة. فهذا من انواع العلو النسبي هذا الذي يعرف بالموافقة. قال رحمه الله تعالى وفيه البدل وهو الوصول الى شيخ شيخه كذلك. يعني الفرق الان بين البدلة وبين الموافقة ان الموافقة الوصول الى شيخ احد المصنفين كالحميدي الذي هو شيخ للبخاري. اما بالنسبة للبدل فهو الوصول الى شيخ شيخه وصورة البدل ان يأتي راوي الى حديث يرويه البخاري مثلا عن شيخ شيخه الحميدي فيروي هذا الراوي هذا الحديث واصلا به الى شيخ الحميدي من غير طريق البخاري ومن غير طريق الحميري من غير طريق البخاري ومن غير طريق الحميدي. فهذا الذي يعرف بالبدل. يبقى عندنا موافقة هي من العلو النسبي وكذلك عندنا البدل وهو ايضا من انواع العلو النسبي. موافقة يصل الى شيخ احد المصنفين من غير طريقه. واما البدل فهو الوصول الى شيخ شيخ احد المصنفين من غير طريقه قال رحمه الله وفيه المساواة وهي استواء عدد الاسناد من الراوي الى اخره مع اسناد احد المصنفين يعني ومن انواع العلو النسبي ايضا المساواة وصورة المساواة ان يروي البخاري مثلا حديثا واصلا به الى النبي عليه الصلاة والسلام باسناد نازل بمعنى ان عدد الرواة كثير ما بين البخاري وبين النبي عليه الصلاة والسلام فيروى البخاري حديثا يصل به الى النبي عليه الصلاة والسلام باسناد نازل فيكون بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام مثلا تسعة رجال ثم يأتي راو اخر متأخر عن الامام البخاري رحمه الله تعالى في الطبقة فيروي نفس الحديث باسناد اخر بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام فيه تسعة رجال فصار هذا الراوي بذلك مساويا للامام البخاري في رواية هذا الحديث بعينه مع كونه نازلا بالنسبة للنبي عليه الصلاة والسلام ولهذا سمي بالمساواة ولهذا قال الشيخ رحمه الله المساواة استواء عدد الاسناد من الراوي الى اخره مع اسناد احد المصنفين يبقى البخاري روى هذا الحديث وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم تسعة رجال وهذا الراوي روى نفس هذا الحديث وبينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام تسعة رجال من غير الامام البخاري رحمه الله تعالى قال وفيه المصافحة وهي الاستواء مع تلميذ ذلك المصنف يعني ومن انواع العلو النسبي المصافحة وسورة المصافحة ان يروي البخاري مثلا حديثا واصلا به الى النبي عليه الصلاة والسلام باسناد نازل فيكون بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام مثلا تسعة رجال ثم يأتي راو اخر متأخر عن الامام البخاري في الطبقة فيروي نفس الحديث باسناد اخر بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام فيه عشرة رجال يعني انه بين هذا الراوي وبين النبي عليه الصلاة والسلام كما ما بين تلميذ الامام البخاري وبين النبي عليه الصلاة والسلام فهذه تسمى بالمصافحة لماذا؟ لان العادة جرت في الغالب بالمصافحة بين من تلاقيا فكأن هذا الراوي المتأخر التقى بالبخاري وكأنما صافحه فهذا ايضا من انواع علو الاسناد النسبي قال رحمه الله تعالى بعد ذلك ويقابل العلو باقسامه النزول ويقابل العلو باقسامه النزول. يعني يريد المصنف رحمه الله تعالى ان العلو بجميع اقسامه التي سبق وتكلمنا انهى هذا العلو عكس النزول فيكون كل قسم من اقسام العلو يقابله قسم من اقسام النزول خلافا لمن زعم ان العلو قد يقع غير تابع للنزول. فالمصنف هنا رحمه الله كأنه يرد على هؤلاء. فكل قسم من اقسام العلو قابله اقسام ايضا من النزول طيب يأتي السؤال ما معنى النزول معنى النزول يعني ما يقابل العلو. فلو قلنا ان العلو هو قلة عدد الرواة فالنزول هو كثرة عدد الرواة فالراوي مثلا الذي يروي الحديث كالبخاري وبينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة من الرجال واخر يروي نفس هذا الحديث وبينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام تسعة من الرجال. يبقى اذا اسناد البخاري هذا اسناد عالي. وهذا الاسناد الاخر اسناد نازل لو كان هذا الاسناد الذي عند البخاري انتهى بالنبي انتهى الى النبي عليه الصلاة والسلام فهذا علو مطلق. وهنا فائدتان نذكرهما اولا قبل الشروع في المسألة التي تليها وهو ان الامام ابا داود رحمه الله تعالى استعمل العالي بمعنى المرفوع او بمعنى الصحيح الامام ابو داوود استعمل العالي بمعنى المرفوع او بمعنى الصحيح كما جاء ذلك في مسائله. قال قلت لاحمد الرد على الامام قال احمد ما اعرف فيه حديثا. قال ابو داوود اي حديثا عاليا يعتمد عليه يعني حديثا صحيحا يعتمد عليه. فان عبر بالعالي واراد به الصحيح الفائدة الاخرى هو ان الامام ابن المبارك عبر عن العلو بقريب الاسناد عبر الامام ابن المبارك عن العلو بقريب الاسناد كما روى ذلك ابن حبان في المجروحين باسناده الى ابي اسحاق الطلقاني قال سألت عبدالله ابن المبارك عن ابي سعد البقال وقال كان قريب الاسناد ابن حبان رحمه الله بيقول يريد بقوله كان قريب الاسناد يعني انا كتبنا عنه بقرب اسناده ولولا ذاك لم اكتب عنه شيئا فاراد بقريب الاسناد العلو قال رحمه الله تعالى بعد ذلك فان تشارك الراوي ومن روى عنه في السن والقي فهو الاقران وهذا شروع من المصنف رحمه الله تعالى في نوع اخر من انواع الحديث يتعلق بالاسناد وله علاقة ايضا بالعلو والنزول. ولهذا ناسب ان يذكره بعد كلامه عن العلو والنزول. وهو ما يعرف برواية الاقران وسيذكر معه ايضا انواعا اخرى لها تعلق به. فقال فان تشارك الراوي ومن روى عنه في السن والرقي فهو الاقران طيب ما معنى الاقران الاقران هم الرواة الذين يشتركون في السن يعني يشتركون في طبقة واحدة من الزمن او يشتركون في الاسناد والرقي الاشتراك في زمن اللقي والطلب وتحمل العلم او بمعنى اخر يشتركون في الرواية عن شيخ واحد والسماع من هذا الشيخ والالتقاء بهذا الشيخ فهؤلاء هم الاقران. فالاقران هم من عاشوا في زمن واحد قد يكون احدهم اكبر من الاخر لكن سماع هذا الشخص الاكبر في السن كان متأخرا. وهذا لا يضر. فان روى الراوي عمن هذا صفته يعني هذا الراوي روى عن قرينه سميت هذه الرواية برواية الاقران. ثم تعرض المؤلف رحمه الله لسورة خاصة من رواية الاقران وهي مدبج وهي المدبج. فقال وان روى كل منهما عن الاخر فالمدبج. وفي هذا يقول البيقوني وما هو كل قرين عن اخيه مدبج فاعرفه حقا وانتخ. فرواية الاقران عن بعضهم البعض تعرف بهذا المصطلح المدبج. ومن اجل ان تتضح هذه الصورة نقول ان روى زيد عن عمرو وكانا قرينين فهذه رواية الاقران. فان روى عمرو بدوره عن زيد سمي مدبجا. يبقى لو قابله بالرواية هو الاخر فهذا ما يعرف بالمدبج. فهمنا الفرق بين رواية الاقران والمدبج يبقى رواية الاقران يروي زيد عن عمرو وهما قرينان فان روى عمرو كذلك عن زيد فهذا يعرف بالمدبج مثاله رواية ما لك عن الزهري ورواية الزهري عن مالك فهذا من المدبد ومن صوره كذلك رواية الصحابة رواية الصحابة رضي الله عنهم بعضهم عن بعض. كذلك رواية التابعين ومن دونهم. لكن بالشرط المذكور. قال رحمه الله تعالى وان روى عمن دونه فالاكابر عن الاصاغر. يعني ان روى الراوي عن من هو دونه في تن او في اللقي او في المقدار والمنزلة كان يروي الكبير عن الصغير او الاب عن الابن او الصحابي ثم تكلم الشيخ رحمه الله بعد ذلك عن اه مسألة اخرى وهي آآ لها تعلق بمسائل الجرح والتعديل وهي مسألة من حدث ونسي من حدث ونسى. نتكلم عنها ان شاء الله في الدرس القادم عن التابعي او التابعي عن تابع التابعي سميت هذه الرواية برواية الاكابر عن الاصاغر. والعلماء انما اهتموا النوع بالدراسة من اجل ان يدفعوا الالتباس والاشتباه حتى لا يتوهم احد انه قد وقع قلب او خطأ في الاسناد لان العادة جرت ان الصغير هو الذي يروي عن الكبير. فلو حصل العكس ربما تسرب الى ذهن القارئ او المطلع او الباحث ان خطأ ما قد وقع في الاسناد. لكن لو علم ان هذه من رواية الاكابر عن الاصاغر حينئذ يزول عنه هذا الالتباس قال ومنه الاباء عن الابناء يعني ومن صور رواية الاكابر عن الاصاغر آآ التي تندرج تحته رواية الاباء عن الابناء ومثال ذلك رواية وائل ابن داوود عن ابنه بكر ابن وائل فلو روى الاب عن الابن فهذا يكون من هذا النوع. رواية الاباء عن الابناء قال وفي عكسه كثرة يعني ان في رواية الاصاغر عن الاكابر بجميع صورها كثرة باعتبار انها هي العادة الغالبة وهي الجادة المسلوكة العادة جرت على ان الصغير يروي عن الكبير لا العكس. ولهذا قال وفي عكسه كثرة قال ومنه من روى عن ابيه عن جده يعني ومن رواية الابناء عن الاباء رواية الابناء عن الاباء عن الاجداد يعني لم يكتفي الراوي بالرواية عن الاباء وانما روى الراوي كذلك عن جده ومن اشهر هذه الاسانيد التي فيها الرواية عن الاباء والاجداد رواية عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ورواية ابن حكيم عن ابيه عن جده. والعلماء يقسمونه الى قسمين. القسم الاول ما يعود الضمير في قوله عن جده على الراوي ومنه ما يعود الضمير على ابيه. فهما على قسمين. ثم قال بعد ذلك وان اشترك اثنان عن شيخ وتقدم موت احدهما فهو السابق واللاحق وهنا المصنف رحمه الله كأنه عاد الى نوع اخر له تعلق برواية الاقران وله تعلق بالعالي والنازل ايضا فيذكر هنا رحمه الله تعالى ان القرينين قد يشتركان في الاخذ عن الشيخ. لكن بين وفاة هذين بول التاسع فلا يكونان في هذه الحالة قرينين من حيث السن وانما يعرف هذا النوع بالسابق واللاحق ويمثلون على ذلك بالبخاري. بخاري حدث عن تلميذه ابي العباس محمد ابن اسحاق السراج روى عنه شيئا في التاريخ وغيره ومات سنة ست وخمسين ومائتين. متين ستة وخمسين واخر من حدث عن السراج بالسماع هو ابو الحسين احمد ابن محمد الخفاف ومات سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. يعني تلتمية تلاتة وتسعين يعني بين وفاتهما سبعة وثلاثون ومئة سنة مية سبعة وتلاتين سنة فهذا يعرف بالسابق واللاحق. ما حدش بقى يقول هذه من روايات الاقران. لا ما دام ان هو تقدم وفاة احدهما عن الاخر فهذا يعرف بالسابق واللاحق حتى وان اشترك في شيخ واحد وغالب ما يقع من ذلك ان المسموع منه قد يتأخر بعد موت احد الراويين من حيث الزمن امام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى له في هذا النوع مصنف معروف. ثم اخذ المؤلف رحمه الله في نوع اخر من انواع الحديث له تعلق ايضا باسماء الرواة وكناهم وآآ انسابهم وهو ما يعرف بالمهمل طيب المهمل هذا هل هو المبهم الذي سبق وان تكلمنا عنه ولا هو مختلف؟ لا المهمل الذي سيذكره الشيخ رحمه الله تعالى الان. هذا مغاير لان المبهم الذي سبق وان تكلمنا عنه الراوي فيه لا يسمى اصلا ومبهم ما فيه راو لم يسم. بينما المهمل ليس كذلك. المهمل قد وجدنا اسمه في الاسناد لكن لم يحصل التمييز بينه وبين غيره. فقال رحمه الله تعالى وان روى عن اثنين متفق الاسم ولم يتميزا فباختصاصه باحدهما يتبين المهمل. يبقى من خلال ما يذكره الشيخ رحمه الله تعالى الان يتضح لنا ان المهمل هو ان يذكر الراوي في الاسناد باسمه فقط او بكنيته فقط من غير ذكر اسم ابيه او من غير ذكر نسبة تميزه على ان يكون في نفس الطبقة من يشترك معه في الاسم او في الكنية وهنا يحصل الاشتباه هل هو فلان ولا فلان فهذا هو المهمل. يبقى عرفنا ان المبهم لا يسمى الراوي اصلا. لكن المهمل وجدنا اسمه او وجدنا كنيته لكن حصل عندنا الاشتباه. وعدم التمييز بينه وبين غيره والمهمل هذا صورة منصور المتفق والمفترق الذي سيأتي الكلام عنه ان شاء الله تعالى وان نتوقف هنا ونكتفي بذلك وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه. وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين