قال المؤلف رحمه الله تعالى المصدر اسم جاء ثالثا لدى تصريف فعل وانتصابه بدأ وهو لدى كل فتى نحو الجيمة بين لفظي ومعنوجي فذاك ما وافق لفظ فعله كزرته زيارة لفضله وذا موافق لمعناه بلا وفاق لفظ كفرحت جدلا مصدره هو الحدث الذي هو اصل الفعل وهو احد الدلالتين الوضعيتين للفعل فان الفعل له دلالتان وضعيتان هما الحدث والزمان فاذا قلت قام فهذه الكلمة لها دلالتان دلالة حدث فهي تدل على حصول القيام ودلالة زمانه وهو وقوع هذا الزمن وقوع هذا الحدث في الزمن الماضي واذا قلت اقوم فان هذه الكلمة لها دلالتان دلالة حدث اصول القيم ودلالة زمن كونه في الزمن الحاضر لان المضارع اذا تسرد من القرائن التي تخلصه لاحد الازمنة الثلاثة كان للحال فالمصدر هو اسم ما سوى الزمان من مدلولي الفعل الوضعيين لذين هما الحدث والزمان والمؤلف رحمه الله تعالى يقصد هنا بالمصدر المفعول المطلق. لان غالب احواله ان يكون مصدرا قولك اكرمت اكراما وضربت ضربا وخرجت خروجا هذا مفعول مطلق وغالب احواله ان يكون مصدرا وقد ينوب عن المصدر غيره كما هو معلوم ويسمونه المفعول المطلق والمطلق يقابله المقيد لان المصدر هو المفعول بالحقيقة لا يحتاج الى تقي فانت اذا قلت اكرمت زيدان فالمفعول الذي فعلته في الحقيقة والاكرام حين تقول اكرمت ماذا فعلت اكرمت زيدان انت لم تفعل زيدان ليس هو المفعول المطلق زيد مفعول به وقع عليه الفعل ولكن ما الذي فعلته حين قلت اكرمت الذي فعلته هو لي اكرام اذا المصدر هو المفعول الحقيقي مطلق الذي لا يحتاج الى تقييد وغيره من المفعولات يقيد بانه مفعول به او انه مفعول له اي لاجله او مفعول فيه او مفعول معه المفعولات خمسة واحد منها مطلق لانه هو المفعول في الحق. والمفعول في الحقيقة اذا قلت قام انت فعلت القيام واذا قلت اكرمت انت فعلت الاكرام المصدر هو المفعول الحقيقي فلذلك هو مفعول مطلق لا يحتاج الى تعقيد اما اذا قلت اكرمت زيدا فزيدا به لان الفعل وقع عليه واذا قلت قمت اجلالا لزيد فان الذي فعلته انت هو القيام والاجلال هو السبب الذي حملك على الفعل فهذا مفعول لاجله واذا قلت قمت هنا فهنا مفعول فيه الذي فعلته انت هو القيام والمكان هو الظرف الذي وقع فيه الفعل واذا قلت صرت والطريقة الذي فعلته انت هو السر والطريقة مفعول معه اذا المفعولات خمسة احدها المفعول المطلق والبواقي مقيدات المفعولات الباقية قيده وهي المفعول به والمفعول لاجله والمفعول فيه وهو ظرف والمفعول معه قال المصدر اسمه ماسيوس اه قال المصدر اسم جاء ثالثا لدى تصريف فعل وانتصابه بدأ مصدره هو الاسم الذي جاء ثالثا لدى تصريف فعله حين تصرف الفعل يقول قام يقوم قياما تبدأ بالماضي اما تأتي بالمضارع ثم تأتي بعد ذلك بالمصدر فالاسم الذي يأتي ثالثا عند تصريف الفعل هو المصدر قام يقوم قياما جلس يجلس جلوسا وانتصابه بدأ اي حكمه النصب اخر الحكم عن التعريف وقد ذكرنا في مواضع من هذا التعليق ان صاحب الاصل الذي هو نازل رمية ادخل الاحكام بالتعريفات وان هذا معيب عند اصحاب العلوم العقلية فقد اه حكموا بان الحكم لا ينبغي ان يدخل بعرف لان التعريف من باب التصوير والحكم من باب التصديق. ولا ينبغي ان يجمع بينهما قال الاخضري رحمه الله تعالى في السلم وعنده من جملة المردود ان تدخل الاحكام في الحدود الاحكام لا ينبغي ان تدخل بالتعريفات وقد بينا امثلة من هذا فهو ايضا هنا جاء بالحد اولا وقال المصدر اسم جاء ثالثا لدى تصريف فعله. انتهت تعريفه هنا ثم ذكر الحكم بعد ذلك فقال وانتصابه بدأ فقد اصلح بذلك ما اعترض به على اصله اي على الاجل رميا من قول صاحب الاجرومية المصدر هو الاسم المنصوب الذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل فان قوله المنصوب هو حكم وكان ينبغي الا يدخله في التعريف