بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين. خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه قصر من التعليق على منظومة السلم المنورق في علم المنطق. وهي منظومة آآ لطيفة الحجم كثيرة المعنى للامام العلامة عبدالرحمن بن محمد الصغير الاخضر الجزائري رحمه الله تعالى آآ له مؤلفات نافعة من المختصرات النافعة عند طلاب العلم. منها هذا المختصر في علم المنطق وله ايضا كتاب لخص فيه تلخيص المفتاح آآ في علم البلاغة يسمى الجوهر المكنون آآ اه في الثلاثة الفنون اي في علوم البلاغة. وله ايضا كذلك مختصر مشهور في الفقه المالكي. يقال له مختصر الاخضر معروف ايضا كذلك والف ايضا في الفرائض وفي الحساب وفي غير ذلك. هذه المنظومة آآ كتب الله لها القبول وانتفع الناس بها. وهي تمثل مستوى آآ لا بأس به من هذا العلم. لكنها معدودة المختصرات قال رحمه الله تعالى الحمدلله الذي قد اخرج نتائج الفكر لارباب الحجاب بدأ بحمد الله تعالى ابتداء بكتاب الله والحمد هو الثناء بالجميل. فحمد الله تعالى الذي قد شان الذي قد اخرج نتائج الفكر. النتائج جمع نتيجتي ونتيجة الشيء ما يترتب عنه. وهي في هذا الفن قضية لتسليم مقدمتين. اه اذا ذكرت مثلا مقدمتين على الترتيب الذي سيأتيه في باب فسلمتا اه نتج عن ذلك اه قضية هي النتيجة. فاذا قلنا مثلا العالم متغير. فسلمناه هذا. وقلنا كل متغير حادث. ثم سلمنا هذه فكنا هذه مقدمة مسلمة. فالنتيجة العالم حادث. يحذف الحد الوسط المتكرر بين المقدمتين على ما يأتي في نظام من باب القياس المنطقي ان شاء الله. والفكر حركة النفس في المعقولات. ذهن الانسان ااعمله في الامور المعقولة فهو يفكر. فاذا اعماله في الامور المحسوسة فهو يتخيل فاذا اجريت ذهنك في ترتب امر عن امر هذا نظر عقلي فانت تفكر اما اذا اجريت ذهنك آآ تتصور مثلا مكانا فيه اشجار ومياه واشياء في امور محسوسة هذا لا يسمى هذا يسمى تخييل. فهناك فرق بين الفكر والتخييل في الفكر هو حركة النفس في المعقولات. واما حركتها في المحسوسات فانها تسمى تخيلا. يعني انه يحمد الله تعالى الذي قد اخرج نتائجه الفكري لارباب اي اصحاب العقل وفي هذا البيت اه براعة استهلال. وهي ضرب من المحسنات عند اهل البلاغة. وبراعة الاستهلال هي ان يذكر المتكلم في مقدمة كلامه ما يشعر بمقصوده. ان يذكر الانسان في مقدمة كلامه ما تشعر بمقصوده. وهذا معروف مثلا في الخطب كثيرة ما يقول الخطباء الحمد لله الذي جعل كذا يريدون اذا ارادوا ان يتكلم عن موضوع ربطوه بالحمد حمد الله تعالى الذي خلق كذا او جعل كذا او نحو ذلك فيذكرون في مقدمة كلامهم ما اشعروا بمقصودهم ويسمى هذا عند اهل البلاغة براعة الاستهلال. فهو سيتكلم في المنطق ذكر في بيته الاول النتائج والفكر والحجاء وهو العقل وهذه كلها مشعرة بمقصوده وحط عنهم من سماء العقل كل حجاب من سحاب الجهل. اي آآ احمد الله تعالى ايضا الذي حط اي ازال عن ناسي من سماء العقل اي من العقل الذي هو في الرفعة كالسماء. فالاصل اه تشبيه العقل بالسماع اذا ما حذفت الاداة واضيف المشبه به الى المشبه. على حد قول الشاعر والريح تعبث بالغصون وقد جرى ذهب الاصيل على لجين الماء. والريح تعبث بالغصون وقد جرى ذهب الاصيل. الاصيل وقت العشي اي اه جار جارات الشمس بالاصيل التي هي تشبه الذهب في صفرتها على الماء الذي هو كاللجين اي كالفضة في بياضه وصفائه. فحذف الاداة واضاف المشبه به الى المشبه وحط عنهم من سماء العقل كل حجاب اي ازاح عنهم كل حجاب من سحاب الجهل اي من الجهل الذي هو بمنزلة آآ اه السحابي لأن سحابة يحول دون المرء يحول آآ دون القمر ويحول دون آآ النجوم. فالجهل ايضا بمنزلة السحاب من جهة انه تحول دون المعلومات. الجهل يحول بين الانسان وبين المعلومات. كما تحول السحاب بين الانسان وبين بين النظر وبين والقمر فتحجب السحاب آآ النجوم والقمر. وحط عنهم من سماء العقل كل حجاب انسحاب الجهل حتى ابدت لهم اي اه لم يزل يحط حتى بدت لهم شموس المعرفة الى ان بدت لهم المعرفة التي هي كالشمس. اي المعرفة التي هي كالشمس فالشمس تنكشف بها الامور المحسوسات لانها تزيح الظلام والظلام يحجب الرؤية والشمس تزيح الظلام فكذلك المعرفة ايضا تكشف للانسان حقائق الاشياء حتى بدت لهم شموس المعرفة اي ظهرت لهم المعرفة التي هي كالشمس في كشفها للحقائق فالشمس تكشف المرئيات لانها تزيح الظلام. فكذلك ايضا هذه المعرفة تزيح اه عن الانسان كل حين حجاب يحول بينه وبين الحقائق والمعارف. رأوا مخدراتها منكشفة اي رأوا مخدرات توراتها ظاهرة اي حين انكشفت لهم حقائق الاشياء بالمعرفة رأوها بارزة ورأوا مخدراتها شبه آآ المعلومات النفيسة بالمخدرات اي النساء آآ اللواتي آآ في خدورهن رأوها بارزة. نحمده جل على الانعام بنعمة الايمان والاسلام. حمد الله تعالى بالجملة الاسمية فقال الحمدلله الذي قد اخرج نتائج الفكر لارباب الحجاب ثم اعاد الحمد بالجملة الفعلية. فقال نحمده. اراد بذلك ان يجمع في الحمد بين الجملتين. لان الجملة الاسمية تفيد ديمومة الشيء واستمراره جملة الفعلية تفيد تجدده وحدوثه. فحمد الله اولا حمدا بالجملة الاسمية لان الله تعالى مستحق الحمد وهذا حمد ثابت مستمر والاصل ان الجملة الرسمية تهيد الديمومة والاستمرار. كما قال الشاعر قالت امامة ما تبقى دراهمنا وما لنا شرف فيها ولا خرق الا اذا اجتمعت يوما دراهمنا ظلت الى سبل المعروف وبتنطلق لا يألف الدرهم المضروب سرتنا لكن يمر عليها وهو منطلق حتى يؤول الى نذل يخلده يكاد من صره اياه ينمزق. لكن يمر عليها وهو منطلق وعبر بالجملة الاسمية ان هذه صورة دائمة مستمرة هكذا والجملة الفعلية تفيد التجدد. فناسب حين ذكر النعم ان يحمد بالجملة الفعلية لان النعم متجددة. حمد الله اولا بالجملة الاسمية لانه هو المستحق للحمد. وهذا حمد ثابت له سبحانه وتعالى ثم حمده حين ذكر النعم فقال نحمده جل على الانعام بالجملة الفعلية وهذا مناسب لان الجملة الفعلية تفيد التجدد امر الله تعالى متجددة على الانسان. فقال نحمده جل على الانعام اي اسداء النعمة بنعمة الايمان والاسلام لانه وفقنا وانعم علينا بنعمة الايمان والاسلام. من خصنا اي نحمد الله تعالى الذي خصنا بخير من قد ارسل؟ اي خصنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو خير من قد ارسل خير المرسلين. صلى الله عليه وسلم هو افضل الناس صلى الله عليه وسلم. قال انا سيد ولد ادم ولا فخر. وخير من حاز المقامات العلى اي وهو افضل من حاز المقامات اي المراتب العالية النبي صلى الله عليه وسلم هو خير من حاز المقامات اي المراتب العالية. وسيبوءه الله تعالى المقام المحمود عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وهو الشفاعة الكبرى التي يحمد فيها الناس جميعا مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم. حين يعتذر الانبياء عن الشفاعة يشفع النبي صلى الله عليه وسلم. محمد يمكن ان تقول محمد من خصنا بخير كن بدلا ويمكن ان تقول محمد خبر مبتدأ محذوف هو محمد. ولو ثبتت الالف في النسخ لساغ النصب ايضا فكان التقدير اعني محمدا او امدح محمدا صلى الله عليه وسلم. سيدي كل مختفى السيد الذي يلتجأ اليه. والنبي صلى الله عليه وسلم هو سيد كل كل آآ الناس وجعله سيدا المتبعين اي المرسلين. المقتفى المتبع. اقتفاه اتبعه وسيادته للانبياء تجعله سيد الناس جميعا لان الانبياء هم سادة الناس صلوات الله وسلامه عليهم الهاشمي اه اه وصفه بانه صلى الله عليه وسلم عربي وانه هاشمي نسبة الى بني هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن ابن عدنان وذكر الصفة العامة وهذا وليقتضيه الترتيب الصحيح في الايجاب فاذا عبر بصفتين بدأ بالصفة العامة قبل الخاصة. لانه لو قال الهاشمي لم يعد هناك معنى للتيان بالعربي. لان العربية لان الهاشمية تستلزم كونه عربي ففي الايجاب تقدم الصفة العامة واما في السلب فيعكس الامر فيقال ليس بهاشمي لا بعربي ولا يقال ليس بعربي ولانك اذا قلت ليس بعربي لم تعد بحاجة الى ان تقول ليس بهاشمية ففي الايجاب تقدم تقدم الصفة العامة وفي السلب يعكس الامر فتقدم آآ الصفة الخاصة قال محمد سيد كل مقتدى العربي الهاشمي المصطفى اي المختار الذي اختاره الله سبحانه وتعالى وفضله ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن الاسقعي رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله اصطفى من ولد اسماعيل كنانة خذها من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم. فالنبي صلى الله عليه وسلم صفوة الصفوة وخيار الخيار صلى الله عليه وسلم. صلى عليه الله ما دام الحجاب يخوض في بحر المعاني لججا. يسأل الله سبحانه وتعالى ان يصلي عليه صلاة دائمة مستمرة انا ما دام الحجة اي العقل يخوض من بحر المعاني لجج اي يخوض من المعاني التي هي كالبحر. لججا. اللجج جمع لجة ولجة الماء اي معظمه حيث يصعب السباحة والعوم فيه. فمعظم الماء هو اصعبه يعني انه يصلي صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دائمة مستمرة بدوام كون الناس يفكرون ويخوضون بعقولهم في المعقولات وهذا ايضا نوع من براعة الاستهلال. واله اي واصلي على ال النبي صلى الله الله عليه وسلم واهل النبي صلى الله عليه وسلم آآ قال بعض اهل العلم انهم اذا اطلقوا في مقام الدعاء اريد بهم جميع المؤمنين اه من امة محمد صلى الله عليه وسلم. واما في الابواب الفقهية فالمراد بالنبي صلى الله عليه وسلم اقاربه المؤمنون من بني هاشم اتفاقا وقصرهم المالكية والحنفية على ذلك. وقال الشافعية والحنابلة هم المؤمنون من بني هاشم وبني المطلب بن عبد مناف. لان بني المطلب كانوا حلفاء لبني هاشم ولم اتركوا معهم في جاهلية ولا اسلام فجعلوهم من ال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجري عليهم الاحكام الشرعية الخاصة بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم كحرمة الصدقة عليهم. وآآ كالقسم لهم آآ في خمس غنيمة المسلمين وفيهم وصحبه صحبه اسمه جمع صاحب والصاحب واحد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة هم كل من اجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا ومات على دينه ولو تخللت ذلك ردة على الاصح. يشترط فيه ان يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا فمن امن اه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه كالنجاشي ليس من الصحابة رحمه الله تعالى فهو من التابعين وكذلك من لقي النبي صلى الله عليه وسلم كافرا واسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فانه ليس معدودا من الصحابة كالتنوخ رسوله رقلا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم كافرا واسلم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو ليس بصحابي لانه لم يرق النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا. نعم حديثه متصل ويلغز به فيقال ما هو آآ التابعي الذي حديثه متصل ولا يحتاج فيه الى صحابي اه ويشترط فيه ان يموت على الاسلام ايضا واختلفوا في من ارتد عن الاسلام ثم رجع بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم هل هو معدود من الصحابة؟ من رجع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولقي النبي بعد رجوعه فلا خلاف في صحبته كعبد الله ابن ابي سرح رضي الله تعالى عنه فانه ارتد ثم رجع الى الاسلام في غزوة الفتح. ومات مسلما رضي الله تعالى عنه واما ما رجع بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كعمرو ابن معدي كرب اه الزبيدي فهؤلاء مختلف فيهم ولا صح انهم صحابة واله وصحبه ذوي الهدى من شبه من شبهوا بانجم في الاهتداء اشار هنا الى حديث ضعيف وهو آآ ما روي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم واهتديتم وهو حديث ضعيف لكن على كل حال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلهم وسابقتهم معروفة وهم افضل هذه الامة وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. خير الناس قرني صحابة. وقال صلى الله عليه وسلم يغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح لهم. ثم يغزو في يوم من الناس فيقال هل فيكم من رأى من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح فالصحابة لهم فضل رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضل نصرته. وها الحديث وان كان غير صحيح الا ان مكانة الصحابة معروفة وفضلهم معروف اه رضوان الله تعالى عليه ونقتصر على هذا القدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك