الحمد لله رب البرية احمده سبحانه جعل دين الاسلام مبنيا على الوسطية اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الربوبية والالوهية واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد البشرية حذرنا من الغلو والجفاء بالدين لما يترتب عليهما من الاثار السيئة في الامة المحمدية وصلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم يجتمع الخلائق عند الله جل وعلا اما بعد مبادئ ذي بدء نشكر وزارة الاوقاف على اقامة مثل هذه الدورات العلمية المباركة التي تجلي وسطية الاسلام وتظهر محاسنه وتبين جليل قدر هذا الدين العظيم الذي لو عرف اهله قدره والناس الاخرون حقيقته لانصاعوا له ولنهلوا منه كما ينهلون من الهواء لحياتهم ومن الماء لابدانهم ولكن مع الاسف الشديد نرى غلوا وجفاء في بعض المنتسبين الى اهله شوشت صورة الاسلام الحسنة ونرى اغراظا واعراظا عن الكفار وغيرهم فشوشوا صورة الدين الحق فاصبح الدين الذي انزله الله مخفيا بين الغلو والجفاء ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية اصدرت مشكورة بعد مؤتمرات وندوات هذه الرسالة القيمة المسماة برسالة الوسطية وسطية الاسلام ونبذ التطرف تبين شيئا من جوانب هذا الدين العظيم ايها الاخوة لا شك ان الاسلام دين الوسطية وذلك يتجلى لنا من حيث المبنى فالاسلام مبناه على الوسطية تيسير لا تعسير بني الاسلام على الوسطية رحمة ليست معها هوادة وسلم ليست فيها ليس فيها خنوع عز لا كبر فيه وذلة لله لا ذلة للعباد فيه دين مبناه على الرخصة اذا تعسرت الامور وهذا يتجلى لكل منصف ينظر الى الاسلام في تشريعاته يجده مبنيا على الوسطية فلا رهبانية ولا الغاء للدنيا ليس في الاسلام من حيث المبنى ان يقدم الدنيا ان تقدم الدنيا على الاخرة. ولا ان نلغي الدنيا لاجل الاخرة الاسلام وسطيته من حيث المصدر نجد ان الله جل وعلا انزل علينا القرآن وامرنا بطاعته سبحانه وتعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم لم يلغ العقل الغاء وانما امرنا ان نتفكر ونتذكر ان نتعقل ونتدبر ان نتأمل لم يجعل العقل مقدسا بحيث نرد النصوص وانما جعل العقل تابعا للنصوص لم يلغ الروح وامره وهذا يدلنا على ان مصدره مصدر عظيم فنحن في ديننا الحنيف نعتمد على ما قال الله قال رسوله قال الصحابة واما المعقولات فهي توزن على الكتاب والسنة بل الامر اعظم من ذلك لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم لنا منهجا في تلقي ما نسمعه من اهل الكتاب وسطية عجيبة جعل لنا منهجا وسطيا عجيبا فيما نتلقاه من غيرنا لا سيما من اهل الكتاب الذين يدعون ان عندهم من الله الخطاب ما علمنا ويقيننا انهم زوروا وغيروا وحرفوا الكتاب ومع ذلك يقول صلى الله عليه واله وسلم اذا سمعتم اهل الكتاب او اذا حدثكم اهل الكتاب بشيء فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم لا تصدقوهم ويكون شيئا من المغير ولا تكذبوهم فيكون شيئا من المنزل اذا ماذا نفعل هذا الحديث يبين لنا المنهج الصحيح اننا نقبل ما جاء من الناس من اهل الكتاب ما كان موافقا لما عندنا ونرد ما كان مخالفا لما عندنا وما لم يكن موافقا ولا مخالفا فاننا نذكره لا نرده ولا نعتمد عليه وسار على هذا المنهج الصحابة رضوان الله تعالى عليهم مما يدلنا على وسطية الاسلام تشريعاته العظيمة التي تؤدي الى نتائج وقيم هذه القيم ليست فيها عنصرية وليست فيها مئوية هذه القيم قيم ومصالح دنيوية واخروية مصالح للانام حيثما كانوا وهذا نجده جليا في جميع العبادات والمعاملات من حيث التشريع حتى قال صلى الله عليه وسلم لو ان فاطمة بنت محمد سرقت وبيان وكشف امور المشتبهات وقال صلى الله عليه وسلم ان الدين يسر ان الدين يسر لما قال ان الدين يسر هذا دليل ان الخبر منصب على المبتدأ ومعنى هذا الكلام لقطعت يدها ايها الاخوة الاسلام كله دين وسط كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الاسلام بالنسبة للاديان وسط فليس فيه جفاء المغضوب عليهم حيث علموا ولم يعملوا وليس فيه علو الظالين الذين تركوا العلم واجتهدوا في العمل بلا علم دين الاسلام يقول الله عز وجل عنه وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا اذا هذا يبين لنا ان الاسلام دين التيسير دين الوسطية ما معنى الوسطية في الاية وكذلك جعلناكم امة وسطا ما علمنا ويقيننا اننا اخر الامم ورودا فكيف نكون امة وسطا اذا ندرك من هذا انه ليس المراد من الوسطية ان هناك ثلاثة امور واحد واثنان وثلاثة فانت تختار اثنين لانه وسط ليس هذا المراد. ليس المراد بالوسطية امس واليوم وغدا فوسطه اليوم. لا اذا ما المراد بالوسطية؟ وكذلك جعلناكم امة وسطا مع اننا اخر الامم ورودا قبلنا امم حتى اليهود والنصارى قبلنا ثم نحن بعدهم. اذا ما المراد بالوسطية اذا بينها المفسرون ونقلوها عن الصحابة والتابعين قالوا وكذلك جعلناكم وكذلك جعلناكم امة وسطا قالوا عدولا خيارا تأملوا معي هذه العبارة العظيمة عدولا خيار العدل معناه الانصاف وعدم الاجحاف والعدل يعني ان الانسان بعيد عن الغلو وبعيد عن الجفاء. فلا يغلو لقريب ولا حبيب ولا يجفوا لعدو وبغيض هذا شيء عظيم كذلك وكذلك وكذلك جعلناكم امة وسطا عدولا خيارا خيار نتيجة العدل لماذا كنا امة وسطا؟ لاننا عملنا بالعدل ماذا كانت النتيجة؟ خيارا اصبحنا خيارا كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله اذا معنى هذا الكلام ان من ابرز علامات الامة الوسطية انها امة تقيم العدل لا لاجل فلان ولا لفلان تقيم العدل حبا في العدل امتثالا لامر الله جل وعلا. واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم لترظى بالظلم ولا تقيمه ولا تحكم به امة وسطا عدلا فلا يظلمون لا يظلمون فلانا او دولة او مجتمعا او جماعة لانهم اعداء. يقيمون الحق مع الحبيب والقريب ومع العدو البغيض البعيد يقول الله جل وعلا مبينا امرا من معاني هذه الوسطية العظيمة ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اي لا يحملكم بغظكم لقوم على ترك العدل لانكم ان تركتم العدل لبغضكم لفلان ذلك يخرجكم من الامة الوسط فتلتحقون اما بالغلاة واما بالجفاء هذه معاني عظيمة في كتاب الله تبارك وتعالى. لذلك نجد ان الله تبارك وتعالى يقول لنا نحن ولمن قبلنا يقول لاهل الكتاب يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله غير الحق لا تغلوا في دينكم لان الغلو يخرج الانسان من العدل من الوسط والقول على الله بلا علم يخرج الانسان من العدول الخيار هذه معاني عظيمة تحت معنى الوسطية المطلوبة التي يريدها الله ويريدها رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك قال سبحانه ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن نتأمل هذه المعاني الثلاث الدعوة الى الله مبناها على الحكمة واي تيسير اعظم من هذا واي تبشير احسن من هذا وهذا اولا والحكمة وضع الشيء في موضعه انما انت منذر قال وقد روى عروة رضي الله عنه ان وقد روى عروة رحمه الله عروة صحابي ولا ولا تابعي عروة ابن الزبير تابعي وليس صحابي. وقد روى عروة رحمه الله لين اذا كان الوقت وقت لين وشدة اذا كان الوقت وقت شدة ولذلك نجد ان الله جل وعلا يأمر بالعفو والصفح في حال الضعف والعجز كما في ايات مكة ويأمر بالقوة والشدة لمقاتلة الاعداء في وقت القوة وليست تلك منسوخة ولا هذه ناسخة انما ايات العفو والصفح في وقت وايات القتل والقتال مع الاعداء في وقت وهذا من تمام ان لا يكلف المسلمون في حال عجزهم ما لا يطيقون وان يتركوا في حال قوتهم ما يدركون فهذه معاني عظيمة ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن وتأملوا معي هذا من تمام وسطية هذا الدين. ان الداعي الى الله جل في علاه يبدأ بالحكمة الاقناع يبدأ بالاقناع يبدأ بالحكمة. قال الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم ويقنع الناس وايضا يذكرهم يخوفهم يرغبهم يرهبهم وهذه الموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن وهذا في رد الشبهات انه متى ما وجد الانسان في الدين عسرا فلا يكون من الدين وهذا منصوص عليه في القرآن يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العشر يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما فدين الاسلام دين مبناه على اليسر وليس معنى اليسر ما يفهمه الناس باهوائهم ترك المأمورات واتباع الشهوات لا هذا ليس يسرا هذا جفاء اليسر ان الانسان يفعل من المأمور ما يقدر ويدع من المأمور ما لا يقدر كما قال الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها من اليسر الذي يدلنا على ان الدين مبني عليه ان الله لم يأمر المسلمين بالقتال في حال العجز و الظعف قال صلى الله عليه وسلم لما جاءه الا الصحابة في مكة وطلبوا منه القتال قال اني لم اؤمر بهذا لان الحال حال عجز والظعف فهذه مسائل عظيمة متى ما وجد المسلمون من شيء حرج في فعله هذا ليس من الدين الدين يرفع الحرج عن المكلف فلو كان الرجل غير قادر فردا او مجتمعا على القتال فالله جل وعلا يقول علم ان فيكم ضعفا الله جل وعلا يقول عن ليس على الاعمى حرج هذا من حيث الفرض. ولا على الاعرج حرج ولا على المريض رفع الحرج في اشياء كثيرة ليس فقط في القتال بل حتى في الصلاة الدين مبناه على اليسر في الصوم مبناه على اليسر في الزكاة مبناه على اليسر في الحج مبناه على اليسر في الدعوة مبناه على اليسر في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مبناه على اليسر والتيسير في كل امور الدين الدين مبناه على اليسر والتيسير. لا على العسر والتعسير لذلك قال صلى الله عليه وسلم ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه ولهذا يقول العلماء من شدد في الدين فان الدين يغلبه فما الذي يحصل منه؟ يركب مركبا صعبا يخرج عن الدين. يمرق كما من الدين كما يمرق السهو من الرمية ومن لم يركب التيسير وترك الدين وسار الى الجفاء فانه يكاد يخرج من الدين وينسلخ من لانه لا يلتزم امرا ولا يعرف نهيا وقال صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا فانما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين هذا الحديث العظيم يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. حديث عظيم ولذلك يقول الامام الاجري رحمه الله في كتابه اخلاق العلماء في كتابه اخلاق العلماء يقول لا يجوز لاحد من العلماء ان يقنط الناس من دين الله عز عز وجل لابد ان نيسر ونبشر الناس اذا جاءك الرجل تائبا فيسر عليه الامر اذا جاءك الرجل منيبا فارشده الى الاتباع وهكذا وروي عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها انها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين امرين الا فاخذ ايسرهما ما لم يكن اثما فان كان اثما كان ابعد الناس منه. وهنا احب ان انبه ان الدين في تشريعاته كلها مبنية على الدين كله في تشريعاته كلها مبني على التيسير لان الله يقول لا يكلف الله نفسا الا وسعها وصلى الله عليه وسلم يقول ما امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم ما استطعتم ولذلك يقول الفقهاء رحمهم الله لا تكليف الا مع القدرة هي هذا ضابط من الضوابط الفقهية لا تكليف الا مع القدرة ولذلك الشارع رفع التكليف عن المجنون لانه لا يقدر على الادراك. رفع التكليف عن الصبي. لانه لا يدرك لا يستطيع التحمل رفع التكليف على النساء في امور كثيرة لان ذلك مخالف لفطرتها وخلقتها فهذا شيء عظيم يا اخوان ان نعتقد اعتقادا جازما ان شرائع الاسلام كلها مبنية على التيسير على القدرة والوسع والطاقة لن يسألك الله جل وعلا ما لا تقدر وتأملوا معي دائما اقول للناس لنتذكر قصة واحدة ذكرها الله في القرآن نبي من الانبياء بل ورسول ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا اذا هو رسول ولا لا رسول وكان وزيرا لملك مصر هل يستطيع ان يأمر الملك يطبق شرع الله وحكم الله فيما ليس تحت وزارته او ليس له الا النصح والارشاد؟ اجيبوا طيب لماذا الله يذكر لنا هذا قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. فاصبح في خزائن الارظ يمتثل العدل والامانة ويظهر محاسن الاسلام فيما تحت يده مع ان ما ليس من تحت يده هو لا يقدر على شيء انما ينصح ويوجه ولا يستطيع ان يجبر ولا ان يلزم هذا امر عظيم يا اخوان لذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما امرنا بالامور قال ما امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم ولذلك يقول الفقهاء في قضية القدرة والاستطاعة يقولون والقدرة والاستطاعة مختلفة من شخص لشخص ومن مكان لمكان ومن زمان اليوم بعض الناس لم يصاب بالزكام تجده طايح في البيت ثلاثة ايام ما يقدر يقوم قبل ثلاثين سنة اربعين سنة اه عيب ان اللي يصاب بالزكام يرقد ولا ينام ولا لا طيب اذا المسألة واضحة في دين الله عز وجل. لذلك قال صلى الله عليه وسلم كان صلى الله عليه وسلم لا يخير بين امرين مما اليس من التشريع؟ التشريع مبناه ولا التيسير. طيب ما ليس في شرع المباحات ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما هذا شيء عظيم وهو واضح جلي تأملوا معي في قصة اسارة بدر شاور اصحابه فصاروا بين امرين بين ابي بكر الذي طلب ان يعفو عنهم او يأخذ منهم المال عوضا وان لا يقتله وبين عمر الذي قال اقتل ايهما ايسر عدم القتل فاختار الايسر صلى الله عليه واله وسلم. اختار الايسر لما فتح الله له مكة الان هناك امران اما ان يترك البيت على القواعد التي بناها قريش وتركوا شيئا من قواعد ابراهيم. وانما ان الكعبة من جديد وهنا يحصل نوع من التعسير من حيث ان الناس حديث عهد بالاسلام فاختار ايهما ليسر شيء عظيم وهذا الباب لا حد له. ولا عد له فالافعال التي لو جمع احد طلاب العلم لو جمع تخييرات النبي صلى الله عليه وسلم التي خير فيها بين الامرين يجد انه لم قط التعسير انما اختار ابدا التيسير. صلوات ربي وسلامه عليه ايضا وهذه النقطة الثانية التي ذكروها المشايخ والعلماء في وسطية الاسلام ان الاسلام دين الرحمة والمسالبة وهذا والله امر عظيم يا اخوة هم يقولون ان الاسلام انتشر بالسيف ووالله وبالله وتالله ان هذا لكذب صراخ كذب فاضح يقول بعض المؤرخين ان الذين دخلوا في الاسلام ايام حرب قريش للنبي صلى الله عليه وسلم في بدر واحد الى غزوة الاحزاب الى صلح الحديبية لا يتجاوزون نسبة العشرين في المئة من المسلمين بينما الثمانين في المئة دخلوا في الاسلام بعد صلح الحديبية فالناس دخلوا في الاسلام الثمانين في المئة الان طبعا العشرين في المئة الماظية ايظا دخلوا ها رغما وقصرا ولا رغبة؟ رغبة طيب والثمانين في المئة الاخرين؟ دخلوا في الاسلام في غير وقت الحرب. فكيف يقولون ان الاسلام انتشر بالسيف الاسلام لم ينتشر بالسيف والدليل على ذلك انه ما دخل بلدة الا ودخل اهلها في الاسلام تبعا فهذا الاسلام دخل بلاد العراق والشام واليمن وفارس وافغانستان والهند والسن بل ووصل الاسلام الى اندونيسيا وماليزيا والارخبيل وبلاد الفلبين بدون اي قتال وصل الاسلام الى افريقيا من تونس ثم الجزائر ثم المغرب بدون اي قتال انما كانوا يقاتلون من يقاتلهم او من يمنع دعوتهم لكن هل ثبت ان هناك امة كانت تعيش اقل من هذا؟ ما ثبت نعم سبحانك اللهم وبحمدك ولا القاعدة عند نوم وعندنا معاشر للمسلمين القاعدة المتقررة انه لا لا اكراه على الدين لان الله يقول لا اكراه في الدين. قد تبين الرشد من ما نكره احد على ان يدخل في الاسلام بل ليس مقبولا لو ان انسانا ارغم اخر على الدين في الاسلام على الدخول في الاسلام يقول العلماء لا يحكم باسلامي لماذا لا يحكم باسلامه؟ لانه ليس عن رضا بل لا بد ان يكون الدخول في الاسلام عن رضا وقناعة فالاسلام دين الرحمة دين الرحمة لان النبي صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. من رحمته انه كان يحزن لصد قوم اياه ومن رحمته انه كان يشفق عليهم وهم يشددون عليه من رحمته عليه الصلاة والسلام انهم عذبوه وطردوه وذهب الى الطائف فلما رجع حزينا صلى الله عليه وسلم ملك الجبال قال مرني اطبق عليهم الاخشبين. قال لا لعل الله ان يخرج من اصلابهم من يعبدون الله لا يشركون به شيئا رحمة عظيمة لذلك المنصفون من اهل الغرب يقولون ان محمدا صلى الله عليه وسلم لو كان بين اظهرنا لاستطاع ان يحل مشكلات في العالم وهو يحتسي فنجانا من القهوة صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم اتى الى المدينة ومن كان في المدينة غير الانصار؟ اليهود بنو قريظة بنو قينقاع وبنو النظير عاهدهم صالحهم هم الذين نقضوا العهود ويقولون الاسلام دين القتل والقتال الاسلام لا يقتل الا من يقاتل هذه قضية مهمة وهذا حال البشرية كل كيان في الدنيا في الشرق في الغرب عند اليهود عند النصارى عند البوذيين المسألة واضحة ان من يقاتلهم سيقاتلونه. طيب لماذا هذه قاعدة عندهم مسلمة؟ واذا قال اهل الاسلام نقاتل من قاتلنا؟ قالوا ها شوفوا الاسلام دين القتل والقتال. لماذا هذا كيل بمكيالين يدخلون بلاد الاسلام ويقتلون المسلمين ثم يريدون منا ان نتفرج. الاسلام ليس فيه خنوع وذل واستكانة حتى نقول لعدونا اذا ظربنا على خدنا الايمن ها خذ الخد الايسر هذا ليس في الاسلام وليس في الاسلام ايضا الاعتداء لان الله جل وعلا يقول كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين فالعدل مطلوب مع الكل ولو كان عدوا لذلك قام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة بعد بدعة بدء البعثة الشريفة ثلاث عشرة سنة يدعو فيها الى الله تعالى بالكلمة الطيبة والتحبيب الى شريعة الله تعالى. من غير اكراه او تعنيف او ايذاء لاحد وكان صلى الله عليه وسلم يحتمل من قريش الكثير من الاذى هو ومن امن معه من المسلمين وما كان يجيب على ذلك الا بالكلمة الطيبة والنصيحة والتبشير بالجنة والتحذير من عذاب الله تعالى ولما جاءه خباب ابن الارت رضي الله تعالى عنه يشكو ما الم به من ايذاء قريش وطلب منه ان يدعوهم. قال صلى الله عليه وسلم يبين لهم القدوة وهذا امر عظيم ان نذكر الناس بالقدوات قال صلى الله عليه وسلم كان الرجل في من قبلكم يحفر له في الارض فيجعل فيه فيجاوب فيوضع على مفرق رأسه فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بامشاط من حديد دون لحمه من عظم او عصب وما يصده ذلك عن دينه. ثم بشر امته قال صلى الله عليه وسلم والله ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت من صنعاء الى حضرموت طريق واعر وكله جبال وكله ناس مثل ما يقولون وحوش كانوا. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول والله ليتمن الله هذا الامر حتى يصير راكب من اخوف منطقة الى اخوف منطقة ليصلن الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله او الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون الله اكبر اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة الذين عذبوا هذا العذاب انكم تستعجلون. فماذا عسانا ان نقول نحن لاناس يستعجلون قطف ثمار الاسلام وكأنهم يقولون لا اسلام الا بالثمار هل انت امرت ان تقطف الثمار؟ ام امرت ان تزرع وان تعيش الاسلام؟ واما الثمار فليس عليك. انت ادع الى الاسلام ما انت عليهم بمسيطر يا اخي بعض الناس يقول يا اخي انا لا بد ان اعمل كذا لابد ان يظهر هذه ليست اليك بل ليس الى النبي صلى الله عليه وسلم انما عليك البلاغ ان عائشة رضي الله تعالى عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم هل اتى عليك يوم كان اشد من يوم احد؟ قال لقد لقيت من قومك ما لقيت يعني قريش وكان اشد ما لقيت منهم يوم العقبة. اذ عرضت نفسي على ابن عبدي يا ليل ابن عبد كلال فلم يجبني الى ما اردت وعبد يا ليل ابن عبدي كلاب كلال هذا رئيس من رؤساء الطايف كان وكبير من كبرائهم قال فلم يجبني الى ما اردت فانطلقت وانا مهموم على وجهه. فلم استفق الا وانا بقرن السعادة قرن الثعالب الان قريبة من قرن المنازل الذي فيه السيل الكبير قال لما استفق الا وانا بقرن الثعالب. فرفعت رأسي فاذا انا بسحابة قد اظلتني صلى الله عليه وسلم فنظرت فاذا فيها جبريل فناداني فقال ان الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث اليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال فسلم علي من قال يا محمد فقال ذلك فيما شئت ان شئت نطبق عليهم الاخشبين والمراد بالاخشاب بالاخشبين الجبلين العظيمين المحيطين باهل مكة هذا يعني انه سيكون ثناء عام فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل ارجو ان يخرج الله من اصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا فدين الاسلام دين الرحمة ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الا على اناس معينين فعلوا باصحابه افاعيل شنيعة لا يتصورها عاقل ولا يفعلها الا المارقون اليوم المشركون من قريش بقروا بطون الصحابة قطعوا اذانهم قطعوا السنتهم وشفائهم ومناخرهم اخرجوا اعينهم اي تمثيل اشد من هذا في غزوة احد وكان في من فعلوا فيه ذلك حمزة سيد الشهداء رضي الله تعالى عنه فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم تأملوا الى دين الرحمة فقال صلى الله عليه والله لان مكنني الله منهم لامثلن بسبعين منهم مو زيادة المثل بيه المثل مثل ما يقول بعض الناس اليوم يقول هم يقتلون الاطفال انا اقتل الاطفال يا غبي من جعلهم قدوة لك يعني اذا هم سرقوا تسرق اذا هم زنوا تزني اذا هم اهلكوا الحرث والنسل انت تهلك الحرث والنسل فالنبي صلى الله عليه وسلم اراد القصاص فقال لامثلن بسبعين منهم فانزل الله ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فنهى عن المثلى صلوات ربي وسلامه عليه اي رحمة اعظم من هذا؟ انه عليه الصلاة والسلام اذا بعث الجيش يقول لهم تأملوا معي والله لا تجدونه في مواثيق الامم ولا في مواثيق عصبة الامم يقول صلى الله عليه وسلم لا تقتلوا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة ولا راهبا في صومعتي اي شيء اعجب من هذا لما حاصر الطائف حصار شديد ولم يتم الفتح واسر المسلمون بعضا منهم قبل دخولهم الى الحصن فترك النبي صلى الله عليه وسلم اهل الطائف وهم في حصنهم واخذوا من معهم من الاسرى والاموال فلما كانوا في بعض الطريق تعرض له بعض الصحابة ليقسم الغنايم فقسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم بعد قسمة الغنايم بساعات واذا باهل الطايف يأتون مستسلمين غير مسلمين ها مستسلمين غير مسلمين اراد الدخول تحت مظلة دولة الاسلام وانهم لا يقاتلون ولكن لم يسلموا بعد فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم اموالهم وزراريهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما ما كان لي ولقرابتي فانها لكم. اي دين اعظم من هذا ثم نادى اصحابه وقال من يرجع اليهم اموالهم فله كذا وكذا؟ فاسلم القوم كلهم اخلاق عظيمة هذه اخلاق الاسلام ايها الاخوة ايضا النقطة الثالثة ان وسطية الاسلام تظهر في السماحة والرخص التي شرعها الله تبارك وتعالى النصوص الشريفة تبين مدى سماحة الاسلام وميله نحو التوسط في الامور والتأني في الدعوة الى الله تعالى من غير شدة ولا تعنيف ولا تكليف بما لا يطاق مراعاة لقدرات الناس مراعاة لقدرات الناس وظروفهم في جميع امور التشريع والتكليف وتحبيبا لهم بهذا الدين الحنيف. فلا تكليف بما لا يطاق لقوله سبحانه وما جعل عليكم في الدين من حرج وما جعل عليكم في الدين من حرج لا تتحرج يا اخي الدين ما فيه حرج الدين تكون فيه معتز عزيز. ما وجدت فيه حرجا في فعله فاعلم انه ليس من الدين بعض الناس يفعلون اعمال في السر يقولون هذا دين ويتحرجون من كشفه للناس. نقول والله لو كان ما تفعلونه دينا لما تحرشتم من اظهاره الناس لكن لانه ليس دين فانتم تخبئونه عن الناس وهذه مسائل عظيمة يا اخوان تبين لنا القواعد التي ينبغي ان نسير عليها في الدعوة الى الله تبارك وتعالى فاذا اشتد الامر على واحد من الناس لظروف خاصة كالمرظ او السفر او غير ذلك جاءت الرخصة له في ذلك تيسيرا عليه. فان عجز مثلا عن استعمال الماء تيمم وان عجز عن القيام في الصلاة صلى قاعدا او مستلقيا على قدر طاقته وامكانه. بل له بعض العلماء الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء اذا يشق عليه الوضوء والتيمم وايضا فان الشارع نظر الى حالة الصائم ان صعب عليه الصوم لشيخوخة دفع الفدية بدلا من الصوم. وان صعب الصوم عليه لامر اخر لمرض ايضا نفس الشيء. يفطر ثم اذا عافاه الله يقضي. ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم دعوني ما تركتكم انما هلك من كان قبلكم بسؤالهم. واختلافهم على انبيائهم. فاذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه واذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم هذا حديث عظيم يا اخوة يتبين لنا ويتجلى لنا ان امور الشرع مبناه على قدرة الانسان ووسعه وطاقته ولذلك يقول العلماء اذا اشتد الامر تيسر اذا اشتد الامر تيسر ولذلك نجد ان العلماء رحمهم الله ينظرون الى حال المستفتين فربما يفتون لبعضهم بالرخصة لما يعلمون من حاله ولذلك ينبغي لطالب العلم ان ينتبه الا يفتي بالرخصة لكل احد من ذلك كله نرى ان الاسلام قام على السماحة والتحبيب بعيدا عن الاكراه والتنفير والترهيب. حتى افي امور العقيدة التي هي اساس الاسلام وركن وركنه الاكبر التي هي اساس الاسلام وركنه الاكبر. قال الله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب. فمن قرب الطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعربة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم سماحة عظيمة في الاسلام حتى في التعامل مع الخلق جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ائذن لي بالزنا فهم الصحابة ليضربوا فاشار اليهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يتركوه فادناهم وقربه ثم خاطبه وقال له اترضاه لاختك؟ قال لا اترضاه لامك؟ قال لا. اترضاه لعمتك لخالتك؟ قال لا. قال فكذلك الناس لا يرظون ذلك ثم وضع يده الشريفة على صدره ودعا له فذهب الرجل وهو يقول والله ان ابغض شيء الي الزنا تعرفون حديث معاوية بن الحكم السلمي او غيره من الصحابة انه جاء الى المسجد واذا بالناس قد امروا بالصمود والسكوت في الصلاة ولم يكن قد علموا فعطس رجل بجواري فشمته فنظر اليه نظرة المسكت فقال مخاطبا نفسه ما له واذا بالناس يصمتونه فقال في جهرا ويح امه كل هذا هو بالصلاة فلما انتهى من الصلاة دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ثم بين له الدين فقال وهذا الشاهد فقال معاوية ابن الحكم السلمي رضي الله عنه والله ما رأيت من معلم خيرا منه قط ما قهرني ولا زجرني ولا نهرني شيء عجيب هذا من سماحة دين الاسلام من سماحة نبي الاسلام رأى اعرابيا يبول في ناحية المسجد هذا لو يسوي واحد في زماننا نحكم عليه بالكفر على طول ولا لا طيب يا اخي افرض ان الرجل عنده سكر لا ما عندنا احتمالات حنا يا ابيض يا اسود يا اخي ما يصير لازم انت تحط لك يا اخي احتمالات فهم الصحابة به فقال لا تزرموه فلما انتهى قال له النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه المساجد لا يصلح فيها شيئا من هذا فولى الاعرابي وهو يقول اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا. قال لقد حجرت واسعا لعلي اكتفي اليوم بهذا ان شاء الله ونكمل العناصر القادمة في الغد صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين نفتح مجال للاسئلة سؤالين لا امكن يعني تفضل مع الشيخ مبارك نعم نعم الامة الوسط حتى في الاعمار. اعمار امتي بين الستين والسبعين هذا يعني ليس معناه ان هناك امم قبلنا كانوا يموتون قبل ذلك لا لكن هذه اعمار الامة بس ما في دليل على الوسطية في العمر يعني الامم السابقة كانت تعيش اكثر من هذا