واما شروط لا اله الا الله لقد استقرأه العلماء استقراء من الكتاب والسنة واعدوها ثمانية شروط جمعها بعض العلماء المتأخرين في بيتين في بيت ثم جاء من زاد عليه بيتا اخر وهو الذي ذكره الشيخ هنا ولذلك يحسن بطالب علم ان يحفظ هذين البيتين علم يقين واخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها هذه كم هذه سبعة قال من زاد لان البيت الاول بيت مستقل والثاني زاده بعض اهل العلم قال وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الاله من الاوثان او من الاشياء قد اولها فهذي ثمانية شروط. الشرط الاول العلم ومعناه العلم بمعناها وتقدم الكلام على معناها وانها لا معبود حق الا الله جل وعلا. فيجب على المسلم ان يعرف معنى كلمة التوحيد وينافي العلم الجهل والثانية الاخلاص عفوا والثاني اليقين ومعنى اليقين ان تطمئن وتستقر في معنى هذه الكلمة بقلبك فلا يكون عندك اي تردد ولا شك ولا يقين ولا ولا تردد ولا ادنى شك يقال يقن الماء اذا استقر واطمئن في موضعه. فالمراد انه ما يكون عندك شك في معنى هذه الكلمة ولا في مقتضى هذه الكلمة. والثالث من شروطها الاخلاص ومعناها ان تخلص عبادتك لله جل وعلا فلا تشرك مع الله شيئا. فمن اشرك فقد نافى اشراكه اخلاصه وقد نقض اشراكه اخلاصه فيكون كافرا بالله جل وعلا. لانه لا يمكن ان يجتمع التوحيد والشرك فاذا جاء الشرك زاحم التوحيد لانهما متناقضان تماما. فلا يجوز ان يكون احد كافرا مسلما ولا مشركا موحدا لانهما متنافيان اشد التنافي اذا جاء هذا طرد هذا الشرط الرابع من شروط لا اله الا الله الصدق. ومعناه ان تقولها صادقا من قلبك. ليس ان تقولها بلسانك وقلبك بها وبمعناها كما هو حال اهل النفاق. والشرط الخامس المحبة وضد المحبة الكراهية فلا بد من محبة هذه الكلمة ومحبة مقتضاها. فمن كرهها او كره مقتضاها وهو دين الاسلام وما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام. ولذلك فقد كفر ولذلك قال العلماء من كره شيئا مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر فهذا من نواقض التوحيد ومن نواقض كلمة التوحيد ولذلك يجب ان تحب التوحيد وتحب الشريعة ولا يجوز لك بحال من الاحوال ان تبغض منها شيئا وان كان ثقيلا على نفسك فيجب عليك ان تحبه ثم تنقاد اليه وهو الشرط السادس الانقياد لهذه الكلمة وهو معنى الاستسلام لكلمة التوحيد. قال تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى. والعروة الوثقى هي كلمة التوحيد فلا بد من الانقياد لهذه الكلمة وضد الانقياد الاستكبار عليها والتعاظم عليها. فلذلك من ترك شيئا مما دلت عليه هذه الكلمة من طاعة الله فهو مستكبر على التوحيد السابع القبول لها. ومعنى القبول الرضا الذي ينافي الرد فلابد ان تقبلها وان ترضى بها وان ترضى بما دلت عليه. قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا الثامن الكفر بالطاغوت المنافي للايمان بالطواغيت. او ظن ان الطواغيت صحيحة. او انها يمكن ان تكون صحيحة. ولذلك من وحد الله وامن بالطاغوت فقد كفر بالله جل وعلا لانه لا يمكن ان يجتمع الايمان بالله والايمان بالطاغوت لا بد من الكفر بالطاغوت اولا ثم الايمان بالله ثانيا كما دلت على ذلك ادلة الكتاب والسنة قال تعالى والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها ثم قال واناموا الى الله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله اجتنبوا الطاغوت والنصوص في هذا الباب كثيرة. قال عليه الصلاة والسلام من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم حرم ماله ودمه وحسابه على الله تعالى رواه الامام مسلم في كتابه الصحيح