فان من اعظم الصفات التي ينبغي ان ينطوي عليها اخلاق طالب العلم الاخلاص والتواضع فمتى ما سقطت واحدة منهما فان ميزان العالم او طالب العلم. سينقص عند الله وعند الخلق بمقدار ما سقط فينبغي لك يا طالب العلم ان تحرص على هاتين الصفتين. على الاخلاص لله عز وجل. فلا يرى الله تبارك وتعالى من في حال تعلمك او تعليمك. اي شيء من ارادة غير وجهه. وعليك دائما ان تطالع نيتك وان تتفقدها الفينة تلو الفينة. وان تحرص الحرص الكبير على ان تتجنب تلك الحفرة العظيمة. انما تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في الارض انتبه من هذه الحفرة والتي يقيك منها ان شاء الله الاخلاص. فبالاخلاص ترتفع منزلتك عند الله. ولا يكمل اخلاصك ولا يكون صادقا الا اذا قرنته بالصفة الثانية التي ترفعك عند الخلق وهي التواضع. كن الاخلاق طيب النفس منشرح الصدر الاخرين. لا تنظر لنفسك فضلا على الاخرين ابدا. اجعل الاخرين هم اهل الخير واهل الفضل عليك واهل الاحسان عليك. اياك كأن تتغطرس اياك ان تتكبر. اياك ان ترى ان انك قد فقت الاخرين علما. او فقت الاخرين هديا او فظلا واطلع دائما على عظيم فضل الله عليك بالعلم والتعليم وقل دائما فيما بينك وبين نفسك. يا نفس انما حصلته من العلم ليس بكدي. ولا بجهدي ولا ولا بقوة وانما هو بمحض فضل من ربي عز وجل. فالله هو الذي علمك وهو الذي هداك وهو الذي يسر الادب لك وهو الذي نشر مؤلفاتك وهو الذي جمع القلوب عليك. فلا تنظر ايها العبد الضعيف الحقير المسيكين لنفسك فضلا على احد من الخلق ابدا. احذر حتى لا يسحب الله عز وجل بساط التوفيق من تحت قدميك حتى ضعفك ويريك الا قوة لك والا حول لك