صور علو المنزلة هذه التي افنيت مالك وافنيت عمرك وقطعت ارحامك وضيعت وقتك بحثا وراءها ولهفا خلف سراب. اسمع ايها الحبيب ان علو المنزلة ليس عدد اعجابات ولا كثرة اصوات ولا ارتفاع ذكر في هذه الدنيا ولا كثرة مال ولا كثرة جاه ولا نسبا عريقا ولا قبيلة تحميك ولا مالا تتكئ عليه. كلا والله انما ذكرت دنيا لا تساوي عند الله جل في علاه شيئا. فرب اشعث اغبر مدفوع بالابواب لا يأبه به احد ولا يفتقده احد ولا يسأل عنه احد ولكن هذا الاحد لو اقسم على الله لبر هذه هي المنزلة الحقيقية يا كرام. المنزلة الحقيقية ان يكلمك الله ان تعيش عمرك كله وانت تبحث عن ارتفاع منازل. هناك وليس هنا عن ارتفاع هناك في الاخرة في الملأ الاعلى ان يكلمك الله ان تشيع جثمانك الملائكة ان يهتز عرش الرحمن لموتك المنزلة الحقيقية ان يكون لاسمك ولذكرك دوي كدوي النحل في الملأ الاعلى لا في الدنيا. فان الدنيا ومناصب الدنيا تزول بزوالك. بل لعلها تزول قبل زوالك عنها. يا مسكين ان المنزلة الحقيقية والرفعة الحقيقية هي التي جسدها وصورها لك النبي صلوات ربي وسلامه عليه هي ان تسأل نفسك سؤالا الان. انت الان ايها الملك والامير والوزير والغني والشريف والوضيع والفقير. انت من انت عند الله الان انت ما اسمك عند الله ما وصفك عند الله ماذا يقال عنك في الملأ الاعلى؟ عند الله هذه هي المنزلة الحقيقية. يا كرام اننا اليوم نعيش في غفلة شديدة والله خفنا نلهث خلف حطام لا يساوي عند الله شيئا. ونغفل عن حياة حقيقية صورها لنا رب البرية على لسان رجل مات يخبرك الله عن رجل مات فرأى المشاهد التي يشيب لها شعر الرأس وجيء يومئذ بجهنم يقول هذا الباحث عن الدنيا. يا ليتني قدمت لحياتي. اي حياة هذه! وقد مات وفارق الدنيا حقيقية بعد الموت المنزل الحقيقي بعد الموت. الذكر الحقيقي ان يذكرك الله