عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انه قال لو ان اهل العلم صانوا العلم ووضعوه في اهله لسادوا به لو ان اهل العلم صانوا العلم ووضعوه في اهله لسادوا به قد آآ تعلمته وقد حزته فلذلك فانه لا عبرة بنظر نفسك لك. وانما العبرة بما رزقك الله عز وجل من العلم والحفظ ولو كان شيئا يسيرا المسألة الثانية التي ارده ان ابين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ثم اما بعد ايها الاخوة الاكارم فاننا في هذه الليلة نجتمع لنتذاكر ادبا من ادب العلم اذ المرء حاجته لادب العلم قد يكون في كثير من الاحيان اشد من حاجته للعلم نفسه كما قال ذلك امير المؤمنين في الحديث عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى ان حاجة بعض الناس للادب اشد من حاجتهم للعلم ولما جاء رجل للامام ما لك امام دار الهجرة اراد ان يأخذ عنه بعض العلم وان يتعلم منه بعض ذلك العلم الذي ناله قال تعلم الادب ثم تعلم العلم بعده ان حديثنا اليوم عن نوع من الادب وهو صيانة العلم وما زال اهل العلم ينبهون على هذا الباب اعني صيانة العلم ويحرصون على تبيينه والتنبيه عليه ولذلك فان من المتون المهمة التي يعظمها اهل الاثر ويعظمها العلماء المتقدمون ما الفه سعيد ما الفه الدارمي رحمه الله تعالى في مقدمة سننه فانه عقد مقدمة نفيسة اورد فيها من ملح الاداب وادب العلم الشيء الكثير ومما بوب عليه الدارمي بوب بابا فقال باب صيانة العلم ثم اورد فيه اثارا كثيرة واخبارا متنوعة تدل على الادب العظيم المتعلق بصيانته وما زال اهل العلم دأبهم ان يذكروا بهذا الامر وهو صيانة العلم وما زالوا يحفظون البيت المشهور ولو ان اهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظم اي لعظم العلم حاملة وهذا البيت للجرجان ما زال اهل العلم يحفظونه ويوصون الطلاب بحفظه والى عهد قريب كان المشايخ يوصون تلامذتهم المبتدئين بان يحفظوا قصائد في الادب ومن هذه القصائد في الادب التي تحفظ هذه القصيدة قصيدة الجرجاني وقد اشتهرت منذ زمن مبكر حتى ان الخطيب البغدادي لما اوردها باسناده قال ومن القصائد المشهورة قصيدة الجرجان ثم اوردها المقصود ايها الاخوة ان الحديث عن صيانة العلم وعن صيانة ما يكون بين جنبي المرء من الفقه والاثر والنقل فانه من الامور المهمة التي ما زال اهل العلم يوصون بها وينبهون عليها والحديث عن صيانة العلم حديث طويل بل ان كل حديث يتعلق بادب المفتي وادب المعلم وادب الراوي وادب القاضي كل هذه الاداب هي من صيانة العلم وقبل ان نتكلم عن صيانة العلم اريد ان اقدم بمقدمات ثلاث هذه المقدمات قد توضح بعضا من الحديث الذي اريد اود التنبيه عليه اول هذه المقدمات الثلاث ان نعلم ان الحديث عن صيانة العلم انما يكون بعد اكتسابه فان المرأة اذا اكتسب العلم احتاج الى صيانته والى درء ما ينقصه وطرق ما يكون مخلا به اذا فالحديث عن صيانة العلم متجه لمن حاز نصيبا من العلم اذا فالحديث عن صيانة العلم متجه لمن حاز نصيبا منه ومن حاز نصيبا من العلم لا يخلو من وجهين اما ان يكون راسخا فيه متمكنا منه واما ان يكون قد اوتي مباديه وبدأ بحفظ اوائله وكلا الامر وكلا الشخصين مطالب بصيانة العلم الذي حازه وقد ذكر العلامة محمد بن مفلح في الفروع عندما تكلم عن ما يلزم من الدخول فيه كالحج قال والصحيح الذي دلت عليه السنة ان الحج يلزم بالدخول فيه كما قال الله عز وجل واتموا الحج والعمرة لله وكذلك العلم فان من نال نصيبا من العلم لزمه لزوم وجوب الا يضيع العلم الذي ناله وان يسعى لعدم التفريط فيه اذا فالدخول في اول العلم لا ينفي عن المرء الاثم ان ضيع العلم ولم يصنه ولذا فان الشخصين معا من نال نصيبا وافرا او نال حظا ولو يسيرا منه كلاهما مأمور بصيانة العلم الذي رزقه الله عز وجل اياه وحرزه بين جنباته وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذين الشخصين فقال رب حامل فقه الى من هو افقه منه فالناس ليسوا درجة واحدة وليسوا على سنن واحد بل هم متفاوتون في العلم اذا الحديث في هذا اللقاء وفي هذه المذاكرة حديث لمن رزقه الله عز وجل شيئا من العلم سواء كان راسخا او كان دون ذلك وهذا الذي رزقه الله شيئا من العلم لا يخلو كذلك من حالين اما ان يكون قد اوتي علما وقد علم بما انعم الله عز وجل عليه به فحين اذ يتأكد عليه حقه لانه عالم بما رزقه الله عز وجل من العلم او ان يكون ذلك الرجل غافلا عما اوتي من العلم فان بعض الناس يرزق علما ويحفظ شيئا من كتاب الله عز وجل ولكنه يغفل عن نفسه والناس قد نزلوه منزلة هو جاهل بمنزلة نفسه فيها ونقول ولو كنت لا ترى نفسك شيئا فانما حواه جنبك من العلم يوجب عليك ان تصون العلم الذي الحديث عنها ان اهل العلم رحمهم الله تعالى لما تكلموا عن صيانة العلم بينوا ان صيانته تكون باشياء كثيرة كما ذكرت لكم قبل قليل وان كل ما اوردوه من الصفات وذكروه من الامور انما هي على وجه التمام وليس كل امرئ مستطيع ان يأتي بجميع هذه الامور على وجهها وانما المرء يسدد ويقارب كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وسددوا وقاربوا او فسددوا وقاربوا كما ان المرأة ربما ترك بعض ما اشار به اهل العلم لمصلحة وحاجة فاذا عرفت هذين الامرين وهو ان المرء يسدد ويقارب فيما تتحقق به صيانة العلم من جهة ومن جهة اخرى ان المرأة لربما ترك بعض الامور لمصلحة اعلى واجل فانما ذكروه من الصفات وما بينوه من الاداب انما هو على سبيل الجملة لا على سبيل الحتم واللزوم على سبيل التفصيل المسألة الثالثة التي اردت البيان لها وهي مسألة مهمة ان كثيرا من الاخلاق والاداب بينها وبين ضدها شعرة وكذلك صيانة العلم فان صيانة العلم بينه وبين بينه وبين نقائضه من بعض مساوئ الاخلاق شعره وقد اشار لذلك بعض اهل العلم فقد ذكر ابو حامد الغزالي رحمه الله تعالى انه قل ما ينفك احد من الفقهاء عن التكبر وانهم يعللون فعلهم ذلك بانه ينبغي صيانة العلم وان المؤمن منهي ان يذل نفسه ثم ذكر انهم يعبرون عن التكبر بالصيانة ويعبرون عن التواضع بالذل او بالذل المنهي عنه وانما ذلك من استذلال الشيطان لهم وانهم قد انزلوا الامر في غير منزلته اذا معرفة هذه الاداب التي سنشيرها سنشير اليها في قضية صيانة العلم هي ليست افعالا بالجوارح فقط بل لا بد ان يقترن بها فعل القلب واعظم فعل القلب الخشوع والانابة والتواضع والتذلل لله عز وجل ولو ان المرء اخذ هذه الاداب على ظواهرها وفعلها كما يدل عليه ظاهر سياقها فلربما وقع بما وقع فيه من سبقه من الفقهاء كما ذكر الغزالي من وقوع في ضد ما قصد منها وهو التكبر بالعلم والتعالي على الناس اذا عرفت هذه المقدمات الثلاث وهي مقدمات مهمة فاني اريد ان ننتبه لمسألة ان الحديث عن صيانة العلم وما يتحقق به حديث طويل ومتفرع وانما ساورد بعضا مما اورده اهل العلم ولو اردت ان ترجع لكلام اهل العلم فعليك بكتب الاداب كلها فانها تتكلم عن هذا الباب والحديث فيه اطول من ان يذكر بل ان العلماء افردوا ادابا للمفتي وادابا للراوي وادابا للسامع والعالم وادابا للقاضي وكل هذه الاداب هي من صيانة العلم ومن اجل الاخبار التي جاءت في الحث على الالتزام بهذه الاداب التي ساورد بعضا منها وبلالة من يمها ما جاء عند الدارمي عن ابي عبد الرحمن ولكنهم يقول رضي الله عنه ولكنهم بذلوه لاهل لاهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا على اهلها وهذا الاثر هو الذي سننطلق اليه سننطلق منه في الحديث عن صيانة العلم وما يتعلق بهذه الجزئية اذا هذا ما يتعلق بامرنا الاول وهو ما يتعلق بالمقدمات الثلاث المسألة الثانية وهو بما يتحقق صيانة العلم صيانة العلم هي اكد من صيانة النفس حتى جاء عن لقمان الحكيم عليه السلام انه قال احرص على ان تصون العلم اكثر من حرصك على ان تصون نفسك فهناك فرق بين صيانة العلم وبين صيانة النفس واول الامور التي تتعلق بصيانة العلم صيانة مستمد العلم فان المرء يكون استمداده للعلم واستفادته منه من وسائل متعددة فاذا صان هذه المستندات التي استند اليها والمستمدات التي اخذ منها العلم فانه بامر الله عز وجل يكون قد صان العلم لان الوسائل تأخذ حكم المقاصد ولا شك ان اعظم المستند وهو الاصل كتاب الله جل وعلا وكل من عظم كلام الله عز وجل ونزله منزلته وعني به وجعله امام عينيه واكثر من تلاوته فهو قد صان العلم ابتداء واما من غفل عن القرآن وشغل عنه ولو ادعى العلم فانه لم يصن العلم وقد روى الظياء المقدسي رحمة الله عليه انه قال وقد روى عن ابي الزناد انه قال ازهد الناس في القرآن المتفقهة لانه ربما انشغل بالفقه وبالقيل والقال عن كتاب الله عز وجل وهذه اول علامات عدم التوفيق اذ لم يصن اصل العلم ومستمدة وما يرجع اليه العلم كله وهو كلام الله عز وجل ولذا يجب على طالب العلم ان يعنى بكتاب الله عز وجل عناية كبيرة ولا يغتر بكلام الناس وثنائهم عليه فان المرأة اذا حرم القرآن فانه المحروم حقيقة وقد مر معكم كثيرا ان اهل العلم يقولون بل ذكر القاضي ابو الحسين ابن ابي يعلى انه وجها واحدا يكره ان يمر على المرء اربعون ليلة لا يختم فيها القرآن اذا العناية بكلام الله عز وجل وتعظيم هذا القرآن الجليل هو من صيانة العلم الذي انما مستمده من القرآن هذا الامر الاول من تعظيم مستمد العلم الامر الثاني الذي يتعلق تعظيم مستمد العلم ان العلم يستمد من الاشياخ ولذلك قال عبدالله بن المبارك كما في مقدمة صحيح مسلم الاسناد من الدين فان قيل عن من بقي اي بقي وحار فلم يستطع ان يجاوب ان هذا الدين من خصائصه ومن ميزاته التي فارق بها غيره من الملل قبله انه يؤخذ بالتلقي ولا يؤخذ من صحف حتى جاء عن عيسى ابن مريم انه قال سيأتي اقوام اناجيلهم في صدورهم فهم يحفظون العلم ويرمونه وينقلونه ويأخذه الاصاغر عن الاكابر تسمعون ويسمع منكم فمن صيانة العلم ان المرء يحفظ اشياخه وان يدعو لهم وان يثني عليهم والا يستنقصوا والا يستنقص اشياخه كما جاء عن شعبة رحمة الله عليه انه كان يقول من كتبت عنه حديثا فانا له عبد ان من بركة العلم ان ينسب العلم لاهله وان يثنى على من علمك وبلغك اياه كما قال رزق الله التميمي الحنبلي الكوفي يقبح بكم ان تستفيدوا منا ثم لا تترحموا علينا ان من صيانة العلم ان المرء يذكر اشياخه فيدعو لهم ويثني عليهم وان يذكر ما استفاده من علمهم وينقله عنهم هذه هي احترام الاشياخ ليس احترام الاشياخ بالمكاثرة بان يقول حظرت على فلان وفلان ويذكر قصة فلان ليعظم نفسه عند الناس بحضوره عند فلان او فلان وانما اذكره ليرفع ذكره بالذكر والدعاء ونسبة العلم اليه وهذا من صيانة العلم بان تصونه في اشياخك ولذا يقول النووي رحمه الله تعالى الشيوخ في العلم هم اباء في الدين ووصلة بين العبد وبين رب العالمين وتلميذهم مأمور بالدعاء لهم وببرهم وبالثناء عليهم والشكر لهم اذا فمن صيانة العلم ان المرء يصون اشياخه الذين استفاد منهم وتلقى العلم بواسطتهم بالدعاء والشكر والثناء والاستغفار من مستمد العلم الذي تكون به صيانة العلم بحفظه قيانة العلم بحفظ كتب العلم وهذه مسألة يجب ان ننتبه لها فان العلم يؤخذ عن طريق الاشياخ والتلقي ويؤخذ كذلك عن طريق الكتب ولذا فان النبي صلى الله عليه وسلم قال اكتبوا لابي شاة وهذا يدلنا على ان العلم يؤخذ من الصحف ولكنه ليس الطريقة الوحيدة للتلقي بل لابد ان يكون معه الاخذ عن الاشياخ وقد الف الخطيب البغدادي كتابه المشهور تقييد العلم اورد فيه الاخبار والاثار على الاعتماد على الكتب في الاخذ والنقل والوجادة والرواية بها بالشروط التي بينها اهل العلم ولنعلم ان المرأة لا يمكن ان ينال العلم فقط بالتلقي والسماع بل لابد ان يجمع معه النظر في الكتب والقراءة فيها وادامة المطالعة لها ومن صيانة العلم صيانة الكتب وصيانة الكتب تكون باقتنائها وحفظها والعناية بها وعدم تركها حتى قال بعض المشايخ عليه رحمة الله اذا رأيت المرأة قد زهد في قد زهد في كتبه فاعلم انه قد نقص علمه اذا رأيت طالب العلم باع كتبه وتخلص منها فقد نقص علمه الا ان يكون المرء قد توجه لنوع من الكتب وما زاد عن حاجته رأى انه لا حاجة له ولا نظر له فحين اذ يتخلص منها هذه مسألة اخرى وما زال اهل العلم يتكلمون عن ادب العناية بالكتب فعلى سبيل المثال فان المراد في كتابه عرف بالشام لما تكلم عن ادب المفتين والعلماء عقد فصلا طويلا في التعامل مع الكتب وكيف ان المرء يجب عليه ان يعنى بالكتب فلا يضعها على الارض ولا يفتح الكتاب بحيث ان فتحه لهذا الكتاب بهيئة معينة قد يتلف الكتاب وكيف انه اذا صحح كتابا يكون بطريقة معينة واطال في الادب حتى تكلم عن انه يكره توسد الكتب ويكره اشياء كثيرة في قضية التعم مع الكتب. ثم قال في اخره قال وانما اطلت في هذا الكلام اي في الحديث عن الكتب وادبها لحاجة العالم والمفتي له اذا فمن صيانة العلم صيانة مستمده من الاشياخ والكتب والعناية بها والتحقيق باختيار اصح النسخ وفي تصحيحها ونحو ذلك وهذا من صيانة العلم ليبقى المرء علمه في صدره محفوظا. وقد ذكرت لكم قبل قليل ان الشيخ محمد بن مفلح رحمة الله عليه قال ان العلم الدخول فيه يدل على لزوم الاستمرار ويكون الاستمرار فيه بعد ذلك بالمحافظة على ما تعلمه بحيث ان المرء يأثم اذا ترك شيئا من العلم وهو قادر على حفظه هذا ما يتعلق بالامر الاول وهو صيانة العلم باعتبار استمداده الامر الثاني وهو صيانة العلم في بذله اليس كل تكلم بالعلم تعليم للعلم يكون صوابا فان العلم له ادب في تعليمه وللعلم سمت باعطائه للتلاميذ فعلى سبيل المثال مما ذكره اهل العلم في هذا الباب ان العلماء ذكروا اولا انه لا يجوز البخل بالعلم فان من فان من بخل بعلمه وامتنع من تعليم الناس له فانه فانه سيفقد ذلك العلم ولذا فان من صيانة العلم في بذله ان يعلم فان لكل شيء زكاة ونماء وزكاة العلم في بذله وتعليم الناس ولكن يجب على المرء ان يتواضع في التعليم وهذا هو من شروط البذل فلا يلزم ان لا فان بعض الناس لا يعلم الا بهيئة معينة ولعدد معين كبير وهذا علامة عدم توفيق الله عز وجل له وانما الواجب على المرء ان يعلم العلم كل من احتاج له وان يعلم العلم الصغيرة قبل الكبير والجاهل قبل المتعلم والفقير قبل الغني اذا فالمقصود ان من عدم صيانة العلم البخل به والظن ببعض المسائل ولذا فان بعض الناس قد يتعلم المسألة ويظن انه قد حقق ودقق فيها فحينئذ يبخل بتعليم الناس لها ثم بعد ذلك تضيع هذه المسألة منه والعكس بالعكس فان المرأة اذا تكلم بالعلم ولو كان قليلا زاد حتى قال بعض الاوائل ان اكثر ما تستخرج به الفكر كثرة الكلام فمن تكلم بالعلم رزق فهمه واوتي دقة في تحرير هذه المسألة وكثير من المشايخ عليها رحمة الله كان يقول اني لاتكلم بالمسألة فيفتح علي في اثناء التعليم اذا فمن صيانة العلم عدم البخل به وتعليم الناس له من صيانة العلم فيما يتعلق ببذله وهي المسألة الثانية هنا في الجزئية هذه ان المرء لا لا يعلم العلم في كل مكان وانما لتعليم العلم وخاصة تعليم دقائقه يجب ان يكون في اماكن العلم ولذلك قال عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه لا تزال هذه الامة بخير ما كان العلم في المساجد ولذا يجب ان ننتبه ان العلم الشرعي ان من صيانته في بذله ان يبذل في مكانه في المساجد وان يعلم في حلق العلم والا يكون مخصوصا لاناس دون ناس والا يكون في اماكن غير اماكن العلم العامة. نعم في الاماكن الاخرى يكون بذل العلم العام الذي يحتاجه الناس على وجه الفريضة واما دقائق العلم التي تحتاج الى فهم فلابد ان يكون في المكان الذي ما زال اهل العلم يتكلمون عنه وهو خاصة المساجد ولذلك لا تزال هذه الامة بخير ما كان علمها في المساجد والعجيب ان اهل العلم اطالوا في كيفية هيئة المعلم والمتعلم في المسجد عندما يكون العلم هل يستقبل القبلة ام يستدبروها باي يوم يعلم في اي وقت من اوقات النهار او الليل يعلم كيف تكون الحلقة هل يلتفت ذات اليمين وذات الشمال ام لم ام لا فكلامهم في ذلك طويل جدا وكل هذا من باب صيانة العلم في بذله فالمقصود ان صفات البذل وصفة التعليم في غير المكان هذه لابد من العناية بها وقد جاء عن الامام المبجل محمد ابن شهاب الزهري رحمة الله عليه انه قال ان هو ان العلم ان يحمل العالم العلم الى بيت المتعلم كمال العلم ان يأتي المتعلم لمكان العلم كالمسجد ونحوه اذا فاحيانا في بعض المجالس عندما يأتي المتكلم بالعلم فيتكلم في مسألة والمكان ليس مناسبا لها يكون هذا من هوان العلم اذ قد يكون الناس مشغولين عن العلم اه غير راغبين فيه ونحو ذلك من الامور من الصور المتعلقة بصيانة العلم في تبليغه صيانته بعدم اعطائه لمن لا تدركه عقولهم فان بعض الناس اذا تعلم المسألة وعقله لا يدرك هذه المسألة فانه ربما ضره ذلك العلم الذي تعلمه بل لربما وقع في العلم وفي اهله وقد ثبت عن ابن مسعود وغيره انه قال اروي عن علي قال ما انت ما انت محدث ما انت بمحدث قوما حديثا لا تدركه عقولهم الا اصبح فتنة لبعضهم وفي لفظ الا اصبحوا به مكذبين فالانسان لا يبذل العلم لكل احد ممن قد لا يفهم دقائق هذا العلم ولا يفهم صورته ولا يفهم مراد اهل العلم ومصطلحاتهم وانما يكون العلم بالتدرج والتعليم فيبدأ بصغار العلم قبل كباره كما قال ابن عباس رضي الله عنهما الربانيون الذين يعلمون الناس صغار العلم قبل كباره ومما يتعلق بهذه المسألة انه قد جاء عند الدارمي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال ان في اخر الزمان يقرأ القرآن كل احد حتى يقرأه الصبي وغيره وهذا يدلنا على ان وصول العلم وتعلم العلم من لا يفقه اهمية العلم فانه يكون ظررا ثم ذكر معاذ بعد ذلك انه اذا وصل العلم بكل احد في اخر الزمان كل يتكلم فيقول انا قد نلت من العلم ما نال غيري فاريد ان اكون مثل غيري. وهذا الذي نراه الان فان العلم الان اصبح متيسر لكل احد. كل احد في خلال بضع ثواني يستطيع ان يبحث عن طريق وسائل البحث الحديثة هذه فيصل الى جزء من المعلومة ولا اقول المعلومة كاملة فيظن ان ما حققه بعض اهل العلم في سنوات ووصل اليه في دقائق انما هو بذكاء منه وفطنة وليس كذلك وانما هو قرأ المعلومة فظن انه كفلان وفلان ممن لم يصل لهذه المعلومة الا بعد سنين. بعد تحقيق ونظر وجمع فظن انه قد وصل من العلم ما وصل له الاوائل كالشافعي واحمد ومالك وابي حنيفة رحمة الله على الجميع وهذا مما يدل على ان تسهيل العلم لكل احد مضر ووصول العلم لكل احد بهذه الطريقة مضر مضر له هو بحيث كان له فتنة كما قال علي رضي الله عنه ولذلك كان اهل العلم يقولون انه يجب ان يبدأ في اول العلم في اول باب يكون بابا صعبا حتى جاء بعض اهل العلم في كتب الاصول فقالوا نبدأ بالمنطق قبل ان نبدأ بالاصول مثل ما فعل الغزالي في المستصفى وتبعه ابو محمد ابن قدامة في النسخ الاولى من روظة الناظر فانه بدأ بمقدمة في المنطق ثم اتبعها بعد ذلك الحديث عن المسائل الاصولية لكي يعلم القارن لاصول الفقه ان هذا العلم يحتاج الى دقة بمعرفة المقدمات وفي معرفة المصطلحات كذلك فاذا لم يحسن هذين الامرين فانه لا يمكنه ان يكون فاهما هذا العلم فهما دقيقا. وهو علم اصول الفقه وبذلك علل بعض الشراح حينما ذكروا ان العلماء يبدأون بكتاب الطهارة ويطيلون في تفريعات كتاب الطهارة لكي اذا بدأ طالب العلم بقراءة كتب الفقه وجد ان اول باب وهو باب الطهارة فيه تفريعات كثيرة ليعلم ان هذا العلم لابد فيه من بذل جهد ولابد فيه من تعب اذا تكلمنا عن بعض الامور التي اوردها اهل العلم في قضية صيانة العلم بمستمده وتكلمنا عن صيانة العلم في صفة بذله الامر الثالث مما يتعلق به صيانة العلم صيانة العلم في هيئة حامله وسمته وادبه وهذا النوع من الصيانة للعلم نوع طويل والحديث فيه كبير جدا ولكني ربما اشير لبعض المسائل التي اوردها اهل العلم في هذا الباب من ذلك اهل العلم ان اهل العلم رحمهم الله تعالى تكلموا عن عبادة من عنده علم وانه يجب على من نال نصيبا من العلم ان يكون له حظ من العبادة اكثر من غيره كما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال يجب على صاحب القرآن ان يعلم بليله اذ الناس راقدون وبنهاره اذ الناس مفطرون وبصمته اذ الناس يخوضون. ثم ذكر اشياء كثيرة بعد ذلك فطالب العلم يجب ان يكون له سمت في عبادته ويجب عليه ان يكون له حزب اكثر من غيره ولابد ان تكون محافظته على السنن وخاصة الصلوات اكثر من غيره بل حتى الهيئات في الصلاة وليعلم طالب العلم ان الناس يقتدون به حتى في هيئته في صلاته الناس ينظرون لصفة سجوده وينظرون لي قبضه وبسطه وسدله ونحو ذلك من الهيئات المتعلقة بصلاته لا يقول ان الناس ينظر له من في سنه او من هو اكبر منه بل لربما الصغير الذي باول حياته ينظر لك وانت لا تعلم ويقتدي بك وانت لا تشعر وكثير منا انما تعلم في اول سني حياته من بعظ كبار السن الذين معه في المسجد لما عظمهم ووقرهم قبل ان يعرف اهل العلم بعده وهذا كبير السن عنده نصيب من العلم وتقدم في المسجد لصلاحه ولذا اقول للاخوة من طلبة العلم الحاضرين يجب ان يكون حظك من العبادة اعظم واشد من حظ غيرك وللاسف ان علاقة بعظ طلبة العلم بالعبادة اصبحت اقل لا اقول انها ناقصة عن الحد الواجب وانما اقل اي اقل من كمال الانشغال بالطاعة وظهور العبادة عنده حتى قال بعض اهل العلم الابيات المشهورة اه او الكلام المشهور عليك بعلم ولا يضرك تقصيري اي تقصيري في العبادة وهذا لامر اراده الله عز وجل فان الناس لا يمكن ان يكونوا قد بلغوا التمام في جميع الامور كما ذكرت في المقدمات الثلاث في البداية الامر الثاني الذي يتعلق بصيانة العلم صيانته في السمت فان طالب العلم يجب ان يكون له سمت في مشيه وان يكون له سمت في لحظه وان يكون له سمت في لفظه كذلك ولذا فان طالب العلم سمته يختلف عن سمت غيره وحديثه مغاير لحديث غيره هذا ليس من باب تعظيمه لنفسه وان من باب تعظيم العلم الذي يتكلم به واعلم ان في مجالسنا قد يسمع الناس من زيد دون عمرو مع ان عمرا ربما كان علمه اوسع من علم زيد والسبب في ذلك انهم يرون من سمت زيد اكثر واتم واكمل من سمت عمرو ولذلك السمت هذا مهم جدا ان يعنى المرء بسمته في ادبه ولحظه حتى ان العلماء تكلموا عن كثرة حركة اليد. كما ذكر ذلك السمعاني وغيره وعن الالتفات وعن اه هيئة النبي صلى الله عليه وسلم بالاستنان بكل امر يتعلق بالسبت وقبل ان اخرج من هذه الجزئية وانا انما اشير لبعض المسائل دون كلها كيف يكون طالب العلم سمته سمت طلاب العلم قال اهل العلم يكون السمت بسببين بالاكتساب وبالطبيعة وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم كما جاء عند الطبراني فهذا يدلنا على ان الاخلاق ومنها السمت تكتسب واما الطبيعة فان ذاك الصحابي من عبد قيس لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة قال هل فطرت عليهما؟ قال نعم. فقال الحمد لله الذي فطرني على ما يحبه الله ورسوله هذا الحديث والذي قبله يدلنا على ان هذا السمت شيء يكون مجبولا في بعض الناس. فتجد بعض الصبيان من صغره قبل ان ينال شيئا من العلم والمصاحبة لاهل العلم تجد ان في به سمتا كما قال ابن مسعود ابن عباس رضي الله عنه الحياء في الصبي علامة نجابته اذ الحياء نوع من السمت والنوع الثاني يكون مكتسبا ولنتكلم عن المكتسب السمت المكتسب يكتسب طالب العلم السمت بامور اولها معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وما زال اهل العلم يتكلمون عن هديه عليه الصلاة والسلام وسمته ومن اجل الكتب في ذلك كتاب البخاري الادب المفرد ومنه كتاب ابي الشيخ في اداب النبي صلى الله عليه وسلم واخلاقه بل لا يكاد كتاب من كتب الحديث الا ويوجد شيئا من ادابه صلى الله عليه وسلم وسمته وما زال العلماء يجمعون في ادابه وسمته وينزلونها على على المعلمين وعلى طلبة العلم سواء كان راويا او محدثا او فقيها او كان قاضيا او مفتيا ونحو ذلك مما يتعلق في الاداب اذا الامر الاول معرفة سمة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به صلى الله عليه وسلم سنة. الامر الثاني الاكثار من قراءة سير الصالحين ولذلك من اراد كسب السمت العلماء فليقرأ في سيرهم والتنوخ لما الف كتابه المستجاد تسير الاجواد ذكر في مقدمته انه انما الف هذا الكتاب ليقرأه المرء فيستن بهم فمن قرأ سير قوم حاكاهم وقلدهم واتبع طريقتهم وسننهم الامر الثالث مجالسة اهل العلم فان مجالسة اهل العلم يستفاد منهم العلم ويستفاد منهم العقل ويستفاد منهم السبت وهذه مهمة الاستفادة من العلماء في السمت فان للعلماء سمتا وان له خلقا وان لهم طريقة في التعامل لا يعرفها الا من جالسهم ولذا فان مجالسة العلماء سواء كانت في حداثة السن او بعده علامة توفيق من العبد كما قال ايوب السختياني رحمة الله عليه شيخ الامام مالك قال اي السختياني ان من توفيق الله عز وجل للحدث ان يوفق لشيخ من اهل السنة اذ الشيخ ملازم للسمت غالبا وكذلك اذا استمر به العمر فليحرص على مجالسة اهل العلم واهل السمت واهل المكانة وكبر التقدم في السن والعقل فان مجالستهم مؤثرة في سبت المرء والمرء بقرينه ويتطبع بطبع جليسه اذا هذه الامور هي التي تجعل المرء يكتسب السمت وهو سمت اهل العلم وانما هو جبلة وتوفيق من الله عز وجل اولا وثانيا تكون بالاكتساب بامور متعددة ذكرت لك بعضها من الامور المتعلقة ايضا ادبي صيانة العلم فيما يتعلق بادب المرء وهو ان من نال نصيبا من العلم يجب عليه ان يصون العلم بعدم المماراة فيه وقد ذكر العلامة بن مفلح في كتابه اصول الفقه ان الصحيح من مذهب الامام احمد ان المماراة حرام على المماري ومن ماراه اذ المماراة ثلاثة انواع مماراة مندوب اليها وممارات مباحة ومماراة محرمة والفرق بين هذه الامور الثلاث انما هي النية فمن نوى بمماراته ومجادلته الوصول للحق فانه يكون في حقه مندوبا ومن نوى التغلب على غيره او النصرة لقوله او قصد اذلال من امامه فانها تكون حينئذ مماراة محرمة ايحرم على المرء ان يماري ويحرم على مقابله ان يماريه والنوع الثالث وهو المباح الذي ليس يكون فاقدا لاحدى النيتين وانما تكون نية ثالثة فانها تكون مباحة وقال والتحقيق انها خلاف الاولى وتركها اولى وهذا تجتمع به الادلة وهذه المسألة مسألة المماراة من المسائل المهمة التي يجب على طالب العلم العناية بها فان من صيانة العلم صيانته عن المماراة الا يجوز لامرئ ان يجادل في العلم ولا يناقش اذا كان قصده هو ان يتغلب من تعلل من العلم ليماري العلماء فهو حظه ويجادل السفهاء فهو حظه كما عند الدارم اذا اياك ان تماري احدا لتغلبه برأيك او تماري احدا لتنقص قدره فان بعض طلبة العلم يرى رجلا قد قدم عند اشخاص فيأتيه حظ نفسه فيسأله بعض المسائل لا بقصد الوصول للحق ولا بقصد معرفة الدليل وانما قصده ان يظهر نفسه او ان ينقص الاخر فهذا ليس من صيانة العلم بل هو من تضييع العلم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من طلب العلم ليماري به العلماء ويجادل به السفهاء فهو حظه اليس هذا هو العلم النافع ولذلك فان من اعظم العلم صيانته عن المماراة وقد ذكرت لكم ما ذكره بن مفلح في الاصول وليس في الفروع كتاب الفروع وانما في كتاب اصول الفقه ان للصحيح مذهب الامام احمد ان المماراة محرمة اذا كان القصد منها محرما كالتغلب او الى غير ذلك من مقاصد التي اشار لها اهل العلم في محله من الامور المتعلقة ايضا بصيانة العلم الهيئة والادب صيانته في اللباس وما زال اهل العلم يتكلمون عن اللباس ولهم كلام طويل محصله ما يلي الامر الاول ان العلماء يقولون ان طالب العلم يجب عليه الا يلبس لباس شهرة وقد روينا عند البيهقي ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبستين احدى هاتين اللبستين هو لباس الشهرة الذي يكون المرء به مشتهرا عن الناس ممارزا لهم مغايرا فكأنه يقول للناس انا هنا فانظروا لي هذا يسمى لباس الشهرة وهذا موجود عند بعض الناس فاذا لبس هذا اللباس وقع في نفسه من العجب بنفسه ووقع في نفسه من آآ تعظيم آآ ذاته اذ الناس ينظرون له بهيئة الاكبار والاعجاب بالمقابل انه لاهل العلم زي يخصهم باهل العلم زي يخصهم ولذا قال ابن عبد السلام التونسي وهو غير العزة وعبد السلام فان ابن عبد السلام التونسي شرح المختصر لابن عرفة جرحا نفيسا وهو مالكي بينما ابن عبد السلام الشافعي آآ معروف هو ابو محمد العز بن عبد السلام هو صاحب الغاية وغيره من الكتب ابن عبد السلام المالكي صاحب شرح مختصر ابن عرفة يقول كنت حاجا فانكرت على بعض الحجيج المغاربة لأنه من من من تونس فانكرت عليهم بعض المسائل فلم يقبلوا مني لاني كنت لابسا للاحرام فلما لبست زي العلماء الذي يلبسه المغاربة انما تحللت من الاحرام انكرت عليهم ما انكرته قبل ذلك فقبلوا بعد ذلك اذا لاهل العلم زيد يعرفون به وهيئة يعرفون بها اول هذه الهيئة هيئة لبس النبي صلى الله عليه وسلم فان زي العلماء لا اسبال فيه اذ الاسبال منهي عنه زي العلماء لا اسبال في فيه من حيث الكعب بعض اهل العلم يقول لا اسبال فيه من حيث الكم فان طول الكم كان بعض اهل العلم ينهى عنه وهو المشهور مذهب احمد ولذا كان في بعض البلدان كانوا يلبسون الاكمام الوسيعة فافتى بعض المشايخ بان هذا لا يجوز وانه من الاسراف حيث لا حاجة له فيدخل في الاسباب في الكم فترك اهل العلم بعد ذلك ذات الاكمام الوسيعة التي كنا نسميها الى عهد قريب بالثياب المرودنة افتى بذلك الشيخ محمد ابراهيم فتركها الناس بعد ذلك اذا اهل العلم معروفون بزي معين في لبسهم اول علاماته انه على السنة اذ كيف يكون المرء حاملا للعلم ويكون زيه على غير السنة هذا ليس من هيئة العلم في شيء لكن كما ذكرت لكم ابتداء انه قد تترك بعظ السنة للمصلحة ذكرت هذه في القواعد الثلاث في اول كلامي تترك بعظ السنن للمصلحة كما روى ذلك كما من امثلة ذلك ما روى يعقوب ابن سفيان الفسوي في كتابه التاريخ ان ايوب السختياني شيخ الامام مالك قال كان التشمير سنة فاصبح في زماننا شهرة شيخ الامام مالك رحمة الله عليه يقول هذا الكلام فاحيانا قد تترك بعظ السنن كالتشميل وهو اذ اذا الثوب ان يكون الى نصف الساق هذا سنة قد يتركه بعض الناس في بعض المواضع وليس مطلقا لمصلحة معينة واما ما تحت الكعب كما تعلمون عند المحققين من العلماء انه حرام اذا كان بقصد الخيلاء فهو حرام بل هو عندهم معدود من الكبائر بترتيب الوعيد عليهم المقصود من هذا الكلام ان طالب العلم يجب ان يكون اول علامات زيه ان يكون على السنة وهذي من الامور المهمة التي يجب ان ينتبه لها هيئته ولباسه وسائر هيئته في اظهاره وشعوره وسائر الامور المتعلقة بظاهره الذي ينظر الناس اليه الامر الثاني الذي يتعلق بلباس طالب العلم وطبعا الحديث فيه طويل لكن ساكتفي بهذه الجزئية انه يكون من زي العلماء عند الكلام في العلم فعند الكلام في العلم وعندما يتصدر المرء في مجلس فقد جرت العادة لكل بلدان لهم لباسا لاهل العلم فبعض الناس يكون لباسهم في عمائمهم لاهل العلم لباسهم في عمائمهم وبعض الناس لباسهم في ارضيتهم كالعباءة ونحوها وبعض الناس لباسهم في قمصهم فتجد في بعض البلدان الفقيه والعالم اذا اراد ان يتكلم لبس بعض انواع اللباس الذي يكون في القميص فعند تعليم الناس العلم تلبس هيئة اهل العلم واما في خاصتك حيث لا يكون هناك تعليم فانه ربما كان هذا الاظهار امام الناس قد يكون فيه يعني نوع لحظ النفس. اذا زي العلماء الذي يعرفون به يكون عند تعليم الناس العلم لكي يعرف العلم الناس ان هذا هو المعلم وان هذه هيئته وهذا مسألة قديمة جدا طبعا الحديث سبق ان القيت فيها محاضرة كاملة يتعلق زي العلماء وكلام الشيخ تقي الدين هل هو بمحله امن المتعلق بالاختيارات. طبعا هذا الكلام قديم عند اهل العلم فقد ذكر الامام مالك رحمة الله عليه انه قال لم افتي حتى شهد لي سبعون معمما اني اهل للفتوى. قال بن ناصر الدين ولم يكن يتعمم في ذلك الزمان الا فقيه فكان من زي اهل العلم في الزمان الاول انتهى الوقت طيب كم بقي هذا اذن؟ طيب لعلي اختصر اذا في اخره الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا خمس دقائق واختم ابشر اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله ايا اياه على الصلاة حي على الله اكبر الله اكبر لا اله نعم اه مما يتعلق بصيانة العلم في الهيئة والاداب فيما يتعلق بتعامل طالب العلم مع غيره والواجب على طالب العلم في تعامله مع غيره ان يكون من اكمل الناس خلقا واتم واكثرهم تواضعا سواء في بذل العلم او في سائر الاخلاق وفي نفس الوقت لا يدخل في كثير من سفاسف الامور بل لابد عليه ان يصون نفسه من الحديث في امور قد تنقص العلم الذي حمله ولا اقول تنقصه هو بل ان كل امرئ مأمور بصيانة نفسه ولكن طالب العلم اضافة لصيانته لنفسه مأمور بصيانة العلم الذي بين جنبيه فلا يدخل في كثير من الامور التي ربما اذا تكلم فيها او خاض في جزئياتها ربما تكلم الناس فيه وتكلموا في عرظه واستنقصوا العلم الذي حمله ولذا فان طالب العلم يجب عليه ان ينقبض حيث لا نفعل الناس منه. ويتواضع حيث كان النفع وفي نفس الوقت يجب عليه ان يعنى وان يحرص على الا يكون انقباضه سببا في كبره وتعاظمه كما ذكرت لكم في اول الكلام ان بين الكبر وبين صيانة العلم شعرة. كما ذكر ذلك الغزالي وغيره ومن كلام بعض اهل العلم في هذه المسألة ما جاء عن معروف الكرخي كما نقله عنه ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى فقد ذكر ان معروفا وهو من العلماء المعروفين واهل الزهد والعبادة وهو على طريقة السلف كذلك انه كان يخرج الى السوق فيبيع ويشتري. فلما قيل له لم تدخل السوق؟ قال انه ليس لي حاجة لبيع ولا شراء. ولكن انكفافي عن الناس اوجد في قلوب الناس تعظيما لي فاردت ان اخالطهم ليقل تعظيمهم لي اذا هنا فرق بين امرين بين صيانتك لاجل العلم وانكفافك لاجل حفظ العلم لكي لا يتكلم في العلم وبين انقباضك عن الناس لاجل كبر وبينهما شعرة وهذه مسألة مهمة يجب ان يعنى بها طالب العلم مما يتعلق بصيانة العلم كذلك وهو ان طالب العلم يجب عليه الا يترزق بالعلم ويجب عليه الا يكتسب به شيئا وقد ذكر اهل العلم وحكاها الشيخ تقييدين اجماعا انه لا يجوز لطالب العلم ان يأخذ اجرة على العلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم واتخذ اه مؤذنا لا يتخذ على اذانه اجرا. لا يأخذ على اذانه اجرا الا يجوز اخذ الاجرة في الجملة الا استثناءات معينة ذكر اهل العلم في محلها اوردها العلماء في باب الاجارة فالمقصود ان طالب العلم يجب عليه الا يأخذ اجرة على علمه من جهة والا يترزق بعلمه ومما يتعلق بعدم ترزقه بعلمه امور منها ان المرء اذا كان سيعامل معاملة معينة بسبب علمه فيجب عليه ان يبتعد عن ذلك فلا يترزق به لكي يكون علمه لله عز وجل وقد جاء ان الحسن البصري دخل السوق مرة فما كسى صاحب بضاعة فقال له البائع لو كان غيرك لما بعتها وانما هي لاجلك فقال اما وقد كان كذلك فانه لا حاجة لي ببضاعتك. اذا لما خفضت لي في السعر لاجل اني فلان ابن فلان العالم الفلاني وهو الحسن البصري انما بعتني لاجل هذا المال لاجل هذا العلم فلا اريدها والامام احمد كما نقل ذلك عنه ابن رجب انه كان يذهب الى المسجد من طريق ثم بعد ذلك انتقل لطريق اخر ابعد من الطريق الاول فلما قيل له في ذلك قال انا رجل بليت بالشهرة لما عرف في الطريق الاول فاصبح الناس يسلمون عليه اصبح ينتقل لطريق اخر قال لا اريد ان يعرفني احد اذن في امور الدنيا يجب على طالب العلم ان لا يتكسب بالعلم وان لا يأتي بهذا العلم عند من يبذل المال فيه ومن اجمل الكتب وكنا نتكلم عنه اليوم كتاب لابي بكر المروذي وانتم تعلمون ان ابا بكر المروذي عني بجمع المسائل المتعلقة بالادب والورع عن الامام احمد وعن كبار اصحابه كابراهيم ابن ادهم وعبد الوهاب الوراق وغيرهم فجمع عددا من الكتب ككتاب الورع الصغير والورع الكبير وبعض الكتب ومنها كتاب في اخبار الصالحين جمع فيها ان طالب العلم يجب عليه الا يأتي ذوي الجاه والا يجلس مجالسهم والا يغشى انديتهم وان يبتعد عنهم فان هذا من اعظم الصيانة للعلم مما يتعلق بصيانة العلم واختم بها حديثي وهو ما يتعلق بكسب المال فان طالب العلم لربما احتاج المال فلربما غشي بعض المجالس او فعل بعض التصرفات لاجل الاكتساب لاجل المال اكان فعله هذا فيه اهانة للعلم وعدم حفظ الله وترك لصيانته وهذا من اطول المسائل التي تكلم عنه العلماء في قضية صيانة العلم وقد ذكر ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر قال اني تأملت هذا الباب ووجدت ان صيانة العلم فيه تكون بامرين الامر الاول بالقناعة فيوطن طالب العلم نفسه على القناعة بما رزقه الله عز وجل فيعنى بقناعتي بالرزق وان يكتفي باقل القليل مما رزقه الله عز وجل والا يمد عينيه الى ما متع به غيره من زهرة الحياة الدنيا والا ينظر له هذا الامر الاول الامر الثاني قال وان يقتطع طالب العلم من وقته شيئا لاجل اكتساب لاجل الاكتساب بالدنيا فيقتطع من وقته شيئا لمهنة يمتهنها وعمل يعمله ووظيفة يكتسب منها فانه اذا فعل ذلك اغتنى بامر الله عز وجل عن ان يتكسب بالعلم او ان يغشى احدا يعطيه لاجل وصفه بالعلم فحين اذ يهين نفسه ويهين العلم والحقيقة ايها الاخوة ان الحديث عن صيانة العلم وما يتحقق به طويل جدا وقد كان في ذهني ان اتكلم عن بعظ ما ذكره اهل العلم ولم اورد الا بعض ما كان في ذهني من بعض ما ذكره اهل العلم ولذلك هو بعض مما ذكروه وانما انا ناقل ولكن اريد ان اختم بمسألة اؤكد عليها مرة اخرى ان طالب العلم يجب عليه ان يعنى بالادب هذا الادب اذا عني به فقد صان العلم الذي انعم الله عز وجل عليه به وان يعلم طالب العلم ان هذا الادب ليس المخاطب به كبار العلماء والراسخون بل ان كل من اوتي حظا من العلم ونسب للاستقامة ولطلب العلم فانه مأمور بتعلم هذا الادب ومأمور بصيانة العلم الذي حازه وهو مأمور كذلك امر وجوب كما نقلت لكم عن ابن مفلح الفروع ان من دخل في العلم وجب عليه اتمامه كالحج وغيره من العبادات الامر الاخير ان هذه الاداب التي اوردها اهل العلم يكتسب بقراءة كلام اهل العلم وقبل ذلك بقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والقراءة في سيرهم ومصاحبة اهل العلم ولذلك طالب العلم لا ينفك عن الحاجة عن مجالسة اهل العلم لا لاجل علم فقط بل لاجل السبت ولذلك تجد طالب العلم سمته الذي يجالس سمته حتى في لبسه حتى في هيئته فان البذاذة من الايمان فتجد لبسه لا تعظيم فيه ولا فخامة وفي نفس الوقت ليس بذيئا وانما هي بذاذة في جمال ولكنها بذاذة اي سهلة ويسيرة وكذلك طالب العلم الامر الاخير ان نعلم ان هذه الوسائل التي اوردها اهل العلم في صيانة العلم وهي متعددة كلها درجات وليست درجة واحدة وان الجمع بينها مما يتعذر على اغلب الناس الا القلة من اهل العلم الذين جمعوا بين العلم وادبه وهؤلاء اذا وجدتهم فهم كما قال ابن القيم رحمة الله عليه هم كالكبريت الاحمر من شدة اه ندرتهم وقلتهم في الزمان بل قال اذا وجدت احدهم تعضد عليه باسنانك واقبض عليه بكلتا يديك فقل ما يكون امرؤ قد جمع بين العبادة والادب والعلم ومن جمع هذه الامور الثلاث فهو الذي اوتي العلم وصيانته كما تقدم معنا قبل قليل ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا فاحرص على ان تأتي ان لم تستطع الكل تأتي ببعضه بحسب استطاعتك ولكن ليكن بعلم فإذا وجدت المصلحة الراجحة قدمت المصلحة على بعض الاداب كما قرر اهل العلم في محله مثل قد تكون المصلحة في الدخول على بعض ذوي الهيئات لمصلحة ترى في هذا الباب او ان تكون المصلحة في الذهاب لبعض الامور مثل ما ذكر العلماء في باب الاجارة انه يجوز اخذ الاجرة على تعليم القرآن للمصلحة العامة حيث لا يوجد من يتبرع بتعليم الناس القرآن فيجوز اخذ الاجرة حينذاك وهذه القواعد التي اوردتها قبل تنزيلها انما يكون بالتعليم. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح وان يتولانا بهداه وان يغفر لنا ولوالدينا والمسلمين والمسلمات. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين نعم اولا لا شك انه من العلم وقد ذكرت لكم في اول الحديث ان من وسائل تلقي العلم الوجادة والوجادة بالكتب وما زال اهل العلم ينقلون بالوجادة. وكثير من العلم في العصور الاولى نقلت وجادة وكذلك اغلب الكتب في زماننا ان لم نقل جميع الكتب في زماننا انما نقلت بالوجادة اذا التلقي من الكتب مقبول فكذلك اذا حبس العلم صوتا عن طريق التسجيل الصوتي فلا شك انه من وسائل العلم بشرط التثبت بان هذا هو القائل فلان وليس منسوبا له وهذا الحمد لله التثبت الان سهل جدا فمعرفة الصوت والصورة واضحة فيه مثل ما ذكروا في التثبت في الخط انه خط فلان يعرف خط فلان دون خط فلان وتكلموا عنها في باب الوجادة فهذا لا شك انه من طرق تحصيل العلم طيب اه هل هذا يغني عن الحضور عند المشايخ؟ لا شك انه وسيلة للعلم لكنه لا يغني اذ للمشايخ في مجالستهم فائدة اخرى من فوائد مجالسة المشايخ السؤال وهذا لا يحصل في السماع عن طريق وسائل وسائل النقل كذلك الاستفادة من السمت والادب كذلك آآ النظر بعقله اذ العالم يستفاد من عقله في اجابته عن بعض المسائل متى يجاب ومتى لا يجاب اذ من العلم عدم الاجابة عن بعض الاسئلة وليس كل علم يقال وقد اشرت لبعض ذلك في بعض حديثي قبل قليل المقصود ان معرفة مسائل العقل هذه التي متعلقة بالعقل في الاجابة وبما تكون الاجابة هذه انما تكون بالمجالسة يبقى مسألة اثيرت عند اهل عصرنا هل يصح فلان لشخص ان يقول ان شيخي فلان مع انه لم يجالسه وانما استمع لاشرطته او لتسجيلات صوته. هل يصح ان يقول هو شيخي ام لا رأيت لبعض المعاصرين رسالة مطبوعة في تقرير ان من سمع لاخر بشرط المعاصرة فانه يصح ان يقول هو شيخي وعلى العموم سواء قال هو شيخي او لم يقل هو شيخي النتيجة واحدة اذ العبرة بالحصول العلم وانا وجهة نظري ان قول المرء ان فلان شيخي يجب ان المرء يحترز منها فلا يكثر من قول انا شيخي بما لان بعض الناس يقول شيخي فلان قصده ان يعلي مكانه وان يرفع درجته فيقول جلست فلانا وفلانا وفلانا فيكون من باب المكاثرة في العلم والمكاثرة في العلم ذكر بعض العلم انها منهي عنها مثل تتبع الطرق والاكثار منها فقالوا انه منهي عنها وانما المقصود معرفة الصحيح والعلل فقط متى يقول المرء شيخ ينقل عن شيخه اذا كان من باب الرواية اذا كان من باب الرواية فان الاسناد من الدين هذا واحد الامر الثاني اذا اردت ان تنقل علما عن الشيخ فتقول قال فلان سمعت فلانا اذا اذا قلت شيخي فلان وقصدك تعظيم نفسك واكبار نفسك فحاول ان تقل منها لا اقول انه خطأ وانما اقلل منها لاجل قلبك مراعاة لقلبك لكي لا يقع الكبر في قلبك وان كان القصد نقل العلم عن ذاك الشيخ فهنا حسن ولذلك من انتفع من غيره انتفاعا فانك تنفع ذلك الشيخ بنقل علمه بنقل العلم هذا هو اعظم ما تنفع فيه شيخك او بالترحم عليه والدعاء له وهنا انقل لكم فائدة كان احد مشائخنا يقول انا ادعو لثلاثة من المشايخ كلهم ماتوا هو ومشايخ هو كلهم ماتوا يقول ادعو لفلان وفلان وفلان فان هؤلاء الثلاثة لهم نعمة ولهم فضل علي عظيم اما فلان فكان اول من تعلمت عليه وفلان هو الذي دلني على المسألة الفلانية وفلان هو الذي خصني بالتقديم كان يقدمني وكان في الدرس لا يجعل بيني وبينه الا المركا المركى هذه فيجعل بين المركى فكانوا يعظموا يعني يجلني ولذلك الشيخ اذا اجل بعض الطلبة يحملها الطالب له ويرى انها منفعة ولهذه لها باب اخر غير هذا الباب. نعم للوقف واقع نعم نعم اول شيء اقول لك ان الذي عنده عمل يترزق منه اقول ظنا مني وحدسا ان اجره ربما يكون اعظم من اجر الذي يكون متفرغا للعلم بكليته والسبب الرجل الذي عنده عمل اخر يقتطع من وقته اقتطاعا اشد لاجل تحصيل العلم فهو قد بذل شيئا اكثر. الامر الثاني انه يطلب العلم نحسب الله حسيبه انه يطلب العلم لله عز وجل اذ رزقه مكفول بوظيفته وبمهنته وببيعه وشرائه ولا يرجو من هذا العلم مالا ولا وظيفة فاحسب والعلم عند الله عز وجل والناس يختلفون بنياتهم لا اقول انه حكم كلي ولا اغلبي اقول احسب ان الناس يختلفون لان الناس يتفاضلون باعتبار ذلك فانا اقول هذا الذي عنده وظيفة اجرك اعظم لا شك يبقى في قضية التحصين لا شك ان الذي يبذل وقتا اكثر في العلم يحصل اكثر كما قال الزهري العلم ان اعطيته كلك اعطاك بعضه فالعلم كلما اعطيته وقتا اكثر ووقتا يكون فيه ذهنك متفرغا كحال حداثة سن وعدم انشغال ذهن بمشاكل او بمرض ونحو ذلك فانه حينئذ تتحصل على العلم الاكبر ولكن على العموم انت لا تقطع نفسك من العلم يجب ان يكون لك وردا من القرآن ووردا من دروس العلما لا تقطعها لا تقطعها احد الاخوان يقول عاهدت شيخي على ان لا يفصل بيني وبين درسه الا الموت او العجز احدنا يعجز سنستمر ولذلك انا اتذكر المشايخ قديما يحضر دروسهم اناس في الستين وفي السبعين من عمره ما يقطعون الدرس وما زال بعظ الناس الان اعرف يحضر درس شيخه وهو فوق خمسة وستين سنة ويقرأ على شيخه يقرأ عليه من اربعين سنة ما قطع الدرس التلميذ وصل مرتبة في الجامعة اعلى بكثير من شيخه لكنه بدأ مع الشيخ وما قطع وهذا من التواضع في العلم ومن الاجيال وصدقني ان الله عز وجل يجعل في قلوب الناس تعظيما لهذا الذي تواضع في تحصيل العلم مع شيخه اكثر مما يظن هو انه من باب استنقاص. ارجع. اذا اني ارجع لكلامنا الاول اذا اترك اجعل لك نصيبا من الدروس لا تقطعها واجعل لك نصيبا من القرآن لا تقطعه واجعل لك نصيبا من القراءة لا تقطعه واجعل لك نصيبا من المذاكرة لا تقطعه هذه اوراد يجب الا تقطعها هذي الامور الاربعة لا تقطعها قدر استطاعتك ومع ذلك اكد عليها بكثرة دعاء الله عز وجل ان يرزقك العلم النافع فانك لا تدري ما العلم النافع قد تفهم المسألة لكن لا تنتفع به لا في عملك ولا في تعليمك ليس كل امرئ نقل عنه العلم وشهر في زمانه هو اعلم الناس وهذا معلوم اثنان يكونان احدهما اعلم من الثاني واذكى وانبه سبحان الله والعلم ينقل عن الثاني دون الاول والناس يعرفون الثاني دون الاول ويثيقون بالثاني دون الاول هذا هو العلم النافع والعلم عند الله عز وجل لذلك انت اسأل الله عز وجل علم النوع دائما اكثر مع بذلك الاسباب سؤال الله عز وجل اللهم ارزقنا العلم النافع اذا كان محمد صلى الله عليه وسلم يسأل الله عز وجل العلم النافع من باب اولى واحرى من دونه لا نعم اه اول شي في قضية طلب العلم آآ في قضية الوحدة هنا فرق بين امرين يجب ان تفرق بين امرين بعض الناس يظن ان طالب العلم لابد ان يكون معه شخص يستمر معه في علمه كله وهذي وهذا ليس بمفيد بل الوحدة خير منه لانك اذا مشيت مع اخر في العلم لنقل انكما اثنان فضعف فضعف الاول فستضعف معه كسل الاول فستكسل معه توقف الاول عن تحصيل العلم فسيتوقف معه. شغل شغلت معه فستجد انك تمشي مع صاحبك ولذلك هذا الاستمرار مع غيرك في تحصيل العلم في كل طرقه ليس بالحسن بالعكس يجب ان يكون لك وردك الخاص بك قيام الليل وفي قراءة القرآن خاص بك في قراءة القرآن في قراءتك الخاصة وفي اه علمك يجب ان تكون متعلق العلم عبادة. والاصل في العبادة ان تكون وحدك اذا اجعل العلم وحدك لا ترتبط في العلم مع غيرك. هذا النوع الاول الذي الوحدة فيه خير من ان تكون مع غيرك النوع الثاني من العلم عفوا النوع الثاني من المشاركة في العلم والمجالسة المجالسة في العلم من باب المذاكرة طالب العلم اذا انقطع عن مذاكرة العلم ضعف علمه جاء ان ابا حنيفة النعمان عليه رحمة الله اوصى تلميذه محمد بن الحسن كما في اخر كتاب الاشبه والنظائر ابن نجيم بوصايا بالعلم من هذه الوصايا ان قال له ولا تسكن القرى وان مسك للامصار حيث وجد العلم فان القرى تضيع العلم اذ المرء لو سكن قرية لا علم فيها ضاع علمه وثبت ان مالكا رحمة الله عليه الامام مالك قال كنا عند ربيعة اكثر من اربع مئة طالب علم لم ينجب منهم لم ينجب منهم الا اربعة اما احدهم وهو فلان فقد اشتغل بالاغاليط باغاليط العلم وهو المراء ودخل على السلطان وتكلمنا قبل قليل ان الانشغال بالاغاليط واتيان بالجاه من عدم صيانة العلم فضاع علمه واما الثاني فمات صغيرا ومات علمه واما الثالث وسماه فانه قد سكن قرية لا علم فيها فمات علمه واما الرابع قال الراوي فلم يسمه لنا مالك قال واظنه يقصد نفسه اذا الانسان اذا كان عنده علم اذا لم يجالس اهل علم ضاع علمه لابد من مجالسة اهل العلم لا يلزم ان تكون المجالس لمن هو في سنك بل جسم هو اعلى منك اجلس مع من هو دونك ولكن استفد منه من العلم واعطه من العلم لا يلزم ان تقرأوا معا بل قد تكون مذاكرة قد تكون مدارسة قد يكون ادارة في العلم وادارة القرآن كما تعلمون كلام ابن ابي موسى في الارشاد عليها يعني فيها روايتان في المذهب في القرآن اما غير القرآن فيجوز اه اذا المقصود من هذا ان المدارسة هذه مهمة لطالب العلم يدارس ولو بتعليم الناس ولا تقل اني اريد ان اعلم الناس اكثر العلم بل علم الناس صغار العلم ابدأ حتى بمن ربما لا يجد العربية فعلمه بلغته ستجد ان علمك قد زاد ونمى اذا لابد من التعليم ومن المذاكرة والمدارسة وصلى الله وسلم على سيدنا محمد