يبقى الكلام ابن الجوزي كده ينضبط لان الذي يمنع على الاطلاق مطلقا اما الذي يمنع في حال ويترك في حال سياقا للنفس واقتيادا لها فهذا لا بأس به الوجه الثاني هو كان ايه الوجه الاول خفي الطريق الصواب على هذا من وجهين. الوجه الاول ان النبي لم يكن على هذا. لم تجري على هذا السنة. الوجه الثاني اني اخاف على اكثر مما ينفعها ايها الاخوة هذا الكلام يحتاج الى شرح وخير الامور الوسط فالزم التوسط. فلا تحرم على نفسك طيبات ما احل لك فان الله يحب ان يرى اثر نعمته لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل يقول دعوت فلم يستجب لي. الرابع انه قد يكون امتناع الاجابة لآفة فيك. ويخاصم نفسه يعني فربما يكون في مأكول ليكي شبهة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فاخوتي في الله اني والله احبكم في الله. واسأل الله جل جلاله ان يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله. اللهم اجعل عملنا اكن له صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل فيه لاحد غيرك شيئا. احبتي في الله من صيد الخاطر وهذه النسخة التي اقرأ منها اظنها من احسن النسخ تحقيقا وهي عبدالقادر احمد عطا نشرتها مكتبة الكليات الازهرية تسعة شارع صادقية ميدان الازهر وهذه الصفحة الستون والفصل السادس والثلاثون. الفصل السادس والثلاثون. يقول الشيخ عليه رحمة الله بلغني عن بعض زهاد زماننا انه قدم اليه طعام فقال لا اكل فقيل له لم قال لان نفسي تشتهيه وانا منذ سنين ما بلغت نفسي ما تشتهيه فقلت القائل ابن الجوزي صحب صيد الخاطر عليه رحمة الله. فقلت لقد خفي الطريق الصواب عن هذا من وجهين. وسبب خفاء فيها عدم العلم اما الوجه الاول فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على هذا ولا اصحابه وقد كان عليه الصلاة والسلام يأكل لحم الدجاج ويحب الحلوى والعسل ودخل فرقد السبخي علي الحسن وهو يأكل الفالوزج. فقال يا فرقد ما تقول في هذا؟ فقال لا اكله ولا احبه يحب من يأكله. فقال الحسن لعاب النحل بلباب البرز مع سمن البقر. هل يعيبه مسلم؟ وجاء رجل الى الحسن فقال ان لي جارا لا يأكل الفالوزج فقال ولما؟ قال يقول لا اؤدي شكره. فقال ان جارك جاهل. وهل يؤدي شكر الماء البارد وكان سفيان الثوري يحمل في سفره الفالوزج والحمل المشوي. ويقول ان الدابة اذا احسن اليها عملت وما حدث في الزهاد بعدهم من هذا الفن فامور مسروقة من الرهبانية. وانا خائف من قوله تعالى لا علموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا ولا نحفظ عن احد من السلف الاول من الصحابة من هذا الفن شيء الا ان يكون ذلك لعارض. وسبب ما يروى عن ابن عمر رضي الله عنهما انه اشتهى شيئا فاثر به فقيرا واعتق جاريته رميسا وقال انها ما احب الخلق الي؟ فهذا وامثاله حسن. لانه ايثار بما هو اجود عند النفس من غيره. واكثر لها من سواه فاذا وقع في بعض الاوقات كسرت بذلك الفعل ثورة هواها ان تطغى بنيل كل ما تريد. اما من دام على مخالفتها على الاطلاق فانه يعمي قلبها ويبلد خواطرها. ويشتت عزائمها فيؤذيها على عبده. وكما ذكر ابن الجوزي ها هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلوى والعسل. ويأكل اللحم والدجاج. وكان صلى الله عليه وسلم تبرد له الماء الى اخره. ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم لا يتوسع في هذه المباحات. فهذا هو الضابط فيها. الا يتوسع فيها فتصبح همك ومشغلته الشاغلة وان فقدها تكدر وتعكر وطلبها ولو ببيع دينه وترك دينه بالوقوع في الحرام هذا هو الخطأ. اما اذا كان التنعم من اجل آآ ان يتقوى الانسان على الطاعات ان يقوم بحق الله عز وجل ان يأكل جيدا ليستطيع القيام ان يأكل جيدا ليستطيع الحركة في طلب العلم او الدعوة ان يأكل جيدا لكي يستطيع ان يركز في فهم مسائل ان يستعين بالاكل او باللباس او بالنوم على طاعة الله جل لجلاله هذه هي السنة وقد قال ابراهيم ابن ادهم يقول الشيخ ابن الجوزي عليه رحمة الله في صيد الخاطر وقد قال ابراهيم ابن ادهم عليه رحمة الله ان القلب فاذا اكره عمي وتحت مقالته سر لطيف وهو ان الله عز وجل قد وضع طبيعة الادمي على معنى عجيب. وهو انها تختار الشيء من الشهوات مما يصلحها فتعلم باختيارها له صلاحه لها وصلاحها به فتعلم باختيارها له صلاحه لها وصلاحها به. وقد قال حكماء الطب ينبغي ان يفتح للنفس فيما ما تشتهي من المطاعم وان كان فيه نوع ضرر. لانها انما تختار ما يلائمها. فاذا قمعها الزاهد في مثل هذا عاد على بدنه بالضرر. ولولا جوازب الباطن من الطبيعة ما بقي البدن. فان الشهوة الطعام تثور فاذا وقعت الغنية بما يتناول كفة الشهوة. فالشهوة مريد ورائد ونعم البائس هي على مصلحة البدن. غير انها اذا افرطت وقع الاذى. ومتى منعت ما تريد اذ على الاطلاق مع الامن من فساد العاقبة عدا ذلك على النفس بالفساد. ووهن الجسم واختلاف السقم الذي تتداعى به الجملة مثل ان يمنعها الماء عند اشتداد العطش والغذاء عند الجوع والجماع عند قوة الشهوة والنوم عند غلبته. حتى ان المؤتم اذا لم يتروح بالشكوى قتله الكمد. هذا اصل اذا فهم او هذا الزاهد علم انه قد خالف طريق الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه من حيث النقل. وخالف الموضوع من حيث الحكمة. ولا يلزم على هذا قول القائل فمن اين يصفو المطعم؟ لانه اذا لم يصفو كان الترك ورعا. وانما الكلام في المطعم الذي ليس فيه ما في باب الورع وكان ما شرحته جوابا للقائل ما ابلغ نفسي شهوة على الاطلاق ان تكون شهوته انقلبت الى الترك فصار يشتهي الا يتناول. وللنفس في هذا مكر خفي. ورياء دقيق. فان سلمت من الرياء للخلق كانت الآفة من جهة تعلقها بمثل هذا الفعل. وادلالها في الباطن به. هذه قاطرة وغلط وربما قال بعض الجهال هذا صد عن الخير وعن الزهد. وليس كذلك. فان الحديث صح عن النبي صلى صلى الله عليه وسلم انه قال كل عمل ليس عليه امرنا فهو رد. ولا ينبغي ان يغتر بعبادة جريج ولا بتقوى ذو الخويصرة. ولقد دخل المتزاهدون في طرق لم يسلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اصحابه. من اظهار اشع الزائد في الحد والتنوك في تخشين الملبس واشياء صار العوام يستحسنونها. وصارت لاقوام كالمعاش. يجتنون من ارباحها تقبيل اليد وتوفير التوقير وحراسة الناموس واكثرهم في خلوته على غير حاله في جلوته. وقد كان ابن سيرين يضحك بين الناس قهقهة واذا خلا بالليل فكأنه قتل اهل القرية فنسأل الله تعالى علما نافعا وعملا صالحا هذه من عندي. فنسأل الله تعالى علما نافعا فهو الاصل فمتى حصل اوجب معرفة المعبود عز وجل؟ وحرك الى خدمته بمقتضى ما شرعه واحبه وسلك بصاحبه طريق الاخلاص واصل الاصول العلم وانفع العلوم النظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واصحابه اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتدر فصل تأملت جهاز النفس فرأيته اعظم الجهاد ورأيت خلقا من العلماء والزهاد لا يفهمون معناه لان فيهم من منعها حظوظها على الاطلاق وذلك غلط من وجهين. احدهما انه ربما مانع لها شهوة اعطاها بالمنع اوفى منها مثل ان يمنعها مباحا فيشتهر بمنعه اياها ذلك. فترضى النفس بالمنع لانها قد استبدلت به ادع واخفى من ذلك ان يرى ان يرى بمنعه اياها ما منع انه قد فضل سواه ممن لم يمنعها ذلك وهذه دفاء تحتاج الى منقاش فهم يخلصها اه دفاع وآفات في النفس تحتاج الى منقاش فهم عارف المنقاش اللي بيلقطوا بيه شعارات من اش اه محتاجين منقاش يدخل جوة الباطن جوة القلب وجوة النفس يطلع الافات الدفينة يقول اخفى من ذلك ان يرى بمنعيه اياها ما منع انه افضل من سواه افضل ممن لم يمنعها هي دي الشهوة الخفية هي للآفات الخطيرة اللي بنقول ان في فرق بين حفظ القرآن وتلاوة القرآن لان اللي بيحفظ فيها شيء من حظ النفس. يقول انا حافظ القرآن حتى لو ما قالش بلسانه هو جواه خفية لانه شايف احسن من فلان لانه حافظ وفلان مش حافظ هي دي المصيبة الوجه الثاني هو الوجه الاولاني كان ايه ان الناس اللي بتمنع نفسها حزوزها غلط من وجهين انه بمنعها بيديها يبقى ما منعهاش لان اللي تركه مباح واللي وقع فيه حرام الوجه الثاني اننا قد كلفنا حفظها. ومن اسباب حفظها ميلها الى الاشياء التي تقيمها. فلابد من اعطائها ما يقيمها. واكثر ذلك او كله ما تشتهيه. ونحن كالوكلاء في حفظها. لانها ليست لنا بل هي وديعة عندنا فمنعها حقوقها على الاطلاق خطر ثم رب شد اوجب استرخاء. ورب مضيق على نفسه. فرت منه فصعب عليه تلافيها انما الجهاد لها كجهاد المريض العاقل يحملها على مكروهها في تناول ما ترجو به العافية. ويذوب في المرارة قليلا من الحلاوة. ويتناول ومن الاغذية مقدار ما يصفه الطبيب. ولا تحمله شهوته على موافقة غرضها من مطعم ربما جر جوعا ومن لقمة ربما حرمت لقمات. فكذلك المؤمن العاقل لا يترك لجامها ولا يهمل مقودها. بل يرخي لها في في وقت والطول بيده. يعني الزمام بيده فما دامت على الجادة لم يضايقها في التضييق عليها. فاذا رآها قد مالت ردها باللطف فاذا ونت وابت فبالعنف ويحبسها في مقام المداراة كالزوجة التي مبنى عقلها على الضعف والقلة. فهي تدارى عند نشوزها بالوعظ فان لم تصلح فبالهجر. فان لم تستقم فبالضرب وليس في سياق التأديب اجود من سوط عزم هذه مجاهدة من حيث العمل. اما من حيث وعظها وتأنيبها فينبغي لمن رآها تسكن للخلق بالدناءة من الاخلاق ان يعرفها تعظيم خالقها لها. فيقول الستي التي قال فيك خلقتك بيدي واسجدت لكي ملائكتي وارتضاكي للخلافة في ارضه وراسلك واخترض ومنك واشترى فان رآها تتكبر قال لها هل انت الا قطرة من ماء مهين؟ تقتلك شرقة وتؤلمك بقة وان رأى تقصيرها عرفها حق المواني على العبيد. وان وانت في العمل حدثها بجزيل الاجر. وان مالت الى الهوى خوفها عظيم الوزر ثم يحذرها عاجل العقوبة الحسية كقوله تعالى قل ارأيتم ان اخذ الله سمعكم وابصاركم والمعنوية كقوله تعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق فاز جهاد بالقول وذاك جهاز بالفعل فصل رأيت من البلاء ان المؤمن يدعو فلا يجاب فيكرر الدعاء وتطول المدة ولا يرى اثرا للاجابة فينبغي له ان يعلم ان هذا من البلاء الذي يحتاج الى الصبر وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج الى طب ولقد عرض لي من هذا الجنس فانه نزلت بي نازلة فدعوت وبالغت فلم ارى الاجابة فاخذ ابليس يجول في حلبات كيده فتارة يقول الكرم واسع والبخل معدوم فما فائدة تأخير الجواب فقلت له اخسأ يا لعين فما احتاج الى تقاضي ولا ارضاك وكيلا ثم عدت الى نفسي فقلت اياك ومساكنة وسوستك فانه لو لم يكن في تأخير الاجابة الا ان يبلغك المقدر في محاربة العدو لكفى في الحكمة قالت فسلني سلني عن تأخير الاجابة في مثل هذه النازلة فقلت قد ثبت بالبرهان ان الله عز وجل مالك وللمالك التصرف بالمنع والعطاء. فلا وجه للاعتراض عليه. والثاني انه قد ثبتت حكمته الادلة القاطعة فربما رأيت الشيء مصلحة والحكمة لا تقتضيه. وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله طبيب من اشياء تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة فلعل هذا من ذاك. والثالث ان قد يكون التأخير مصلحة والاستعجال مضرة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل. يقول دعوت فلم يستجب لي او قلبك في وقت الدعاء في غفلة. او تزداد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقتي في التوبة منه انه فابحثي عن بعض هذه الاسباب لعلك تقفي بالمقصود كما روي عن ابي يزيد رضي الله عنه انه نزل بعض الاعاجم في داره فجاء فرآه فوقف بباب الدار وامر بعض اصحابه فدخل فقال عطينا جديدا قد طينه اما الاعجمي وخرج فسأل ابو يزيد عن ذلك فقال هذا الطين من وجه فيه شبهة. فلما زالت الشبهة زال صاحبها وعن ابراهيم الخواص رحمة الله عليه. انه خرج لانكار منكر. فنبحه كلب له فمنعه ان يمضي فعاد ودخل المسجد وصلى ثم خرج. فبصبص الكلب له فمضى. وانكر فزال المنكر. فسأل عن تلك الحال فقال كان عندي منكر. فمنعني الكلب فلما عدت تبت تبت من ذلك. فكان ما رأيتم الخامس انه ينبغي ان يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب فربما كان في حصوله زيادة اثم او تأخير عن مرتبة خير فكان المنع اصلح وقد روي عن بعض السلف انه كان يسأل الله الغزو. فهتف به هاتف انك ان غزوت اسرت وان اسرت تنصرت والسادس انه ربما كان فقد ما فقدته سببا للوقوف على الباب واللجئ وحصوله سببا للاشتغال به عن المسئول وهذا الظاهر بدليل انه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجئ. فالحق عز وجل علم من الخلق اشتغالهم بالبر عن فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم الى بابه. يستغيثون به. فهذا من النعم لطي البلاء وانما البلاء المحض ما يشغلك عنه. فاما ما يقيمك بين يديه ففيه جمالك وقد حكي عن يحيى البكاء انه رأى ربه عز وجل في المنام. فقال يا رب كم ادعوك ولا تجيبني فقال يا يحيى اني احب ان اسمع صوتك بالطبع لنا هنا تعليق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا فزعم ان احدا رأى ربه في هذه الدنيا هذا لا يصح ولا يجوز. وما يروى من ذلك ان الامام احمد رأى ربه كذا مرة هذا خطأ. لا يصح. لا اقول خطأ يعني الامام احمد خطأ وانما النقل خطأ. ما حصلش ولا الامام احمد قال فليس هناك سند صحيح متصل الى الامام احمد بهذه المسألة واذا تدبرتي هذه الاشياء تشاغلت بما هو انفع لك من حصول ما فاتك. من رفع خلل او اعتذار من زلل او وقوف على الباب الى رب الارباب فاصل من نزلت به بلية فاراد تمحيصها فليتصورها اكثر مما هي تهن وليتخايل ثوابها وليتوهم نزول اعظم منها يرى الربح في الاختصار عليها وليتلمح سرعة زوالها. فانه لولا قرب الشدة ما رجيت ساعات الراحة وليعلم ان مدة مقامها عنده كمدة مقام الضيف فليتفقد حوائجه في كل لحظة فيا سرعة انقضاء مقامه ويا لذة مدائحه وبشره في المحافل ووصف المضيف بالكرم فكذلك المؤمن في الشدة ينبغي ان يراعي الساعات ويتفقد فيها احوال النفس ويتلمح الجوارح مخافة ان يبدو ومن اللسان كلمة او من القلب تسخط فكان قد لاح فجر الاجر فانجاب ليل البلاء ومدح الساري بقطع الدجى فما طلعت شمس الجزاء الا وقد وصل الى منزل السلامة احبكم في الله اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته