فان عرفانه ملك الدنيا والاخرة دنيا والاخرة يا اما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الكل ثم انه قام حتى ورمت قدماه اما كان ابو بكر رضي الله عنه شجي النشيج كثير البكاء. اما كان في خد عمر رضي الله عنه حطان من اثار الدموع اما كان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن في ركعة اما كان علي رضي الله عنه يبكي بالليل في محرابه حتى تخضل لحيته بالدموع ويقول يا دنيا غر اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد فاخوتي في الله انا احبكم في الله. واسأل الله جل جلاله ان يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله اللهم اجعل عملنا كله صالحا. اللهم اجعله لوجهك خالصا. ولا تجعل فيه لاحد غيرك شيئا ما زلنا في كتاب صيد الخاطر وهذا هو الفصل الاربعون قال ابن الجوزي عليه رحمة الله وبركاته. لما رأيت رأي نفسي في العلم حسنا فهي تقدمه على كل شيء وتعتقد الدليل وتفضل ساعة التشاغل به على ساعات النوافل وتقول اقوى دليل لي على فضله على النوافل اني رأيت كثيرا ممن شغلتهم نوافل الصلاة والصوم عن نوافل علم عدا ذلك عليهم بالقدح في الاصول فرأيتها في هذا الاتجاه على الجادة السهلة. والرأي الصحيح. الا انني رأيتها واقفة مع وفي التشاغل بالعلم فصحت بها فما الذي افادك العلم اين الخوف؟ اين القلق اين الحذر اوما سمعتي باخبار اخيار الاحبار في تعبدهم واجتهادهم لي غيري اما كان الحسن البصري يحيى على قوة القلق اما كان سعيد بن المسيب ملازما للمسجد فلم تفته صلاة جماعة اربعين سنة اما صام الاسود بن يزيد حتى اخضر واصفر؟ اما قالت بنت الربيع بن خزيم له ما لي ارى ناس ينامون وانت لا تنام فقال ان اباك يخاف عذاب البياج؟ اما كان ابو مسلم الخولاني يعلق صوتا في المسجد يؤدب به نفسه. اذا فتر اما صام يزيد الرقاشي اربعين سنة ثم كان يقول ولهفاء سبقني العابدون وقطع بي اما صام منصور بن المعتمر اربعين سنة اما كان سفيان الثوري يبكي الدم من الخوف. اما كان ابراهيم ابن ادهم يبول الدم من خوف اما تعلمين يا نفس اخبار الائمة الاربعة في تزاهدهم وتعبدهم ابو حنيفة ومالك والشافعي واحمد فاحذري احذري يا نفس فاحذري من الاخلاد الى صورة العلم مع ترك العمل به فانها حالة الكسالى ازمنا وخذ لك منك على مهلة ومقبل عيشك لم يدبري وخف هجمة لا تخيل العذار. وتطوي الورود على المصدر ومثل لنفسك اي الرعيل يضمك في حلبة المحشر فاصل مما يزيد العلم عندي فضلا ان قوما تشاغلوا بالتعبد عن العلم فوقفوا عن الوصول الى حقائق الطلب فروي عن بعض القدماء انه قال لرجل يا ابا الوليد ان كنت ابا الوليد يتورع ان يكنيه ولا ولد له ولو اوغل هذا في العلم لعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كنا صبيا ابا يحيى. وكنا طفلا فقال يا ابا عمير ما فعل النغير وقال بعض المتزاهدين قيل لي يوما كل من هذا اللبن فقلت هذا يضرني ثم وقفت بعد مدة عند الكعبة فقلت اللهم انك تعلم اني ما اشركت بك طرفة عين فهتف بي هاتف ولا يوم اللبن وهذا لو صح جاز ان يكون تأديبا له. لئلا يقف مع الاسباب ناسيا للمسبب والا فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قال ما زالت اكلة خيبر تعاودني حتى الان قطعت ازهري وقال ما نفعني مال كمال ابي بكر. ومن المتزاهدين اقوام يرون التوكل قطع الاسباب كلها اذا جهل بالعلم فان النبي صلى الله عليه وسلم دخل الغار وشاور الطبيب ولبس الدرجة وحفر الخندق ودخل مكة في جوار المطعم ابن عدي وكان كافرا. وقال لسعد لان تدع ورثتك اغنياء. خير لك من ان تدعهم عالة يتكففون الناس. فالوقوف مع الاسباب مع نسيان المسبب غلط لا هي عايزة كلمة اكبر من كلمة غلط معلش التعلق بالاسباب ونسيان المسبب شرك مش غلط بس هو غلط اه بس غلط كبير ان تنسى الله وان تتعلق باسباب يقول الشيخ وكل هذه الظلمات انما تقطع بمصباح العلم ولقد ضل من مشى في ظلمة الجهل او في زقاق الهوى فصل ما ازال اتعجب ممن يرى تفضيل الملائكة على الانبياء والاولياء فان كان التفضيل بالصور فصورة الادمي اعزب من ذوي اجنحة وان تركت صورة الادمي لاجل اوساخها المنوطة بها فالصورة ليست الآدمي انما هي قالب ثم قد استحسن منها ما يستقبح في العادة. مثل خلوف فم الصائم ودم الشهداء في الصلاة فبقيت صورة معمورة وصار الحكم للمعنى الهم مرتبة يحبهم او فضيلة يباهي بهم وكيف دار الامر فقد سجدوا لنا وهو صريح في تفضيلنا عليهم فان كانت الفضيلة بالعلم فقد علمت القصة يوم لا علم لنا يا ادم انبئهم واذا فضلت الملائكة بجوهرية ذواتهم فجوهرية ارواحنا من ذلك الجنس. وعلينا اثقال اعباء بالله لولا احتياج الراكب الى الناقة فهو يتوقف لطلب علفها ويرفق في السير بها ها لطرق ارض منى قبل العشر وعجبا اتفضل الملائكة بكثرة التعبد فما ثم سعاد او يتعجب من الماء اذا جرى؟ او من منحدر يسرع؟ انما العجب من مصاحب يشق والطريق ويغالب العقبات. بل قد يتصور منهم الخلاف ودعوى الالهية لقدرتهم على دك الصخور وشق الارض لذلك توعلوا توعدوا ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم لكنهم يعلمون عقوبة الحق فيحذرونه فاما بعدنا عن المعرفة الحقيقية وضعف يقيننا بالناهي وغلبة شهوتنا مع طفلة فهذا يحتاج الى جهاد اعظم من جهادهم تالله لو ابتلي احد المقربين بما ابتلينا به لم يقدر على التماسك يصبح احدنا وخطاب الشرع يقول له الكسب لعائلتك. واحذر في كسبك. وقد تمكن منه ما ليس من فعله حب الاهل وعلوق الولد بنياط القلب. واحتياج بدنه الى ما لابد منه. فتارة يقال للخليل عليه السلام اذبح ولدك بيدك واقطع ثمرة فؤادك بكفك. ثم قم الى منجنيك لترمى في النار. وتارة يقال لموسى عليه السلام صم شهرا ليلا ونهارا ثم يقال للغضبان اكظم. وللبصير اغضب. ولذي المقول اصمت. ولمستلذي النوم تهدد. ولمن مات اصبر ولمن اصيب في بدنه ازكر وللواقف في الجهاد بين اثنين لا يحل ان تفر ثم اعلم ان الموت يأتي باصعب المرارات فينزع الروح عن البدن فاذا نزل فاثبت واعلم انك ممزق في القبر فلا تتسخط لانه مما يجري به القدر. وان وقع بك مرض فلا تشكو الى الخلق فهل للملائكة من هذه الاشياء شيء وهل ثم الا عبادة ساذجة؟ ليس فيها مقاومة طبع ولا رد هواه؟ وهل هي الا عبادة صورية من ركوع وسجود وتسبيح فاين عبادتهم المعنوية من عبادتنا ثم اكثرهم في خدمتنا بين كتبة علينا ودافعين عنا ومسخرين لارسال الريح والمطر واكبر وظائفهم الاستغفار لنا فكيف يفضلون علينا بلا علة ظاهرة واذا ما حكت على محك التجارب طائفة منهم. مثل ما روي عن هاروت وماروت فخرجوا اقبح من بعرج ولا تظنن اني اعتقد في تعبد الملائكة نوع تقصير. لانهم شديد الاشفاق والخوف. لعلمهم بعظمة طالق لكن طمأنينة من لم يخطئ تقوي نفسه وانزعاج الغائص في الزلل يرقي روحه الى التراقي فاعرفوا اخواني شرف اقداركم وصونوا جواهركم عن تدنيسها بلوم الذنوب وصونوا جواهركم عن تدنيسها بلؤم الذنوب فانتم معرض الفضل على الملائكة فاحذروا ان تحطكم الذنوب الى حضيض البهائم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم تفو رأيت كثيرا من الخلق وعالما من العلماء لا ينتهون عن البحث عن اصول الاشياء التي امروا بعلم كلها من غير بحث عن حقائقها كالروحي مثلا فالله جل جلاله تعالى سبحانه سترها بقوله قل الروح من امر ربي فلم يقنعوا واخذوا يبحثون عن ماهيتها ولا يقعون بشيء. ولا يثبت لاحد منهم برهان على ما يدعيه وكذلك العقل فانه موجود بلا شك كما ان الروح موجودة بلا شك. كلاهما يعرف باثاره لا بحقيقة ذاته فان قال قائل فما السر في كتم هذه الاشياء قلت لان النفس ما تزال تترقى من حالة الى حالة. فلو اطلعت هذه الاشياء لترقت الى خالقها. فكان الستر ما دونه زيادة في تعظيمه لانه اذا كان بعض مخلوقاته يعلم جملة فهو سبحانه وتعالى اجل واعلى ولو قال قائل ما الصواعظ وما البرق وما الزلازل قلنا شيء مزعج ويكفي والسر في ستر هذا انه لو كشفت حقائقه خف مقدار تعظيمه ومن تلمح هذا الفصل علم انه فصل عزيز فإذا ثبت هذا في المخلوقات فالخالق اجل واعلى. فينبغي ان يوقف في اثباته على دليل وجوده ثم يستدل على جواز بعثه رسله. ثم تتلقى اوصافه من كتبه ورسله ولا يزاد على ذلك. ولقد فخلق كثير عن صفاته بآرائهم فعاد وبال ذلك عليهم. واذا قلنا انه موجود وعلمنا من كلامه انه بصير حي قادر كفانا هذا في صفاته. ولا نخوض في شيء اخر. كذلك نقول متكلم والقرآن كلامه ولا نتكلف ما فوق ذلك. لم يقل السلف تلاوة ومتلو وقراءة ومقروء. ولا قالوا استوى على العرش بذاته ولا قالوا بذاتك بل اطلقوا ما ورد من غير زيادة هذه كلمات كالمثال فقس عليها جميع الصفات تفز سليما من تعطيل متخلصا من تشبيه وان كان اعتقادنا ان هذا كلام ابن الجوزي عليه رحمة الله. اعتقادنا اننا نقول انه استوى على العرش سبحانه وتعالى بذاته وينزل بذاته خلافا هؤلاء المبتدعة وقد ثبت هذا عن الامام احمد وغيره. هذه الكلمة. وان كنا لا نقولها الا مضطرون اذا رأينا التأويل فصل رأيت اكثر الخلق في وجودهم كالمعدومين فمنهم من لا يعرف الخالق ومنهم من يثبته على مقتضى حسه ومنهم من لا يفهم المقصود من كيف فترى المتوسمين بالزهد يذهبون في القيام والقعود ويتركون الشهوات وينسون ما قد انسوا به من شهوة الشهرة وتقبيل الايدي ولو كلم احدهم لقال المثلي يقال هذا؟ ومن فلان الفاسق هؤلاء لا يفهمون المقصود وفي ذلك كثير من العلماء في احتقارهم غيرهم والتكبر في نفوسهم. فتعجبت كيف يصلح هؤلاء من مجاورة الحق وسكن الجنة. فرأيت ان الفائدة في وجودهم في الدنيا تجانس الفائدة في دخولهم الجنة فانهم في الدنيا بين معتبر به يعظم عارف الله سبحانه نعمة الله عليه بما كشف له مما غطي عن ذاك يعني كرؤية اهل البلاء يعني تعرف نعمة ربنا عليك. لما تشوف جاهل تحمد ربنا ان انت عارف ويتم النظام بالاقتداء تصور اولئك. فان العارف لا يتسع وقته لمخالطة من يقف مع الصورة فالزاهد كراعي البهم والعالم كمؤدب الصبيان. والعارف كملقن حكمة. ولولا فاطمة الملك اللي بيجيب له النفط يعني بيجيب له الجاز نفاط الملك وحارسه ووقاد اتوني اللي بيولع له النار مشعل له الفرن ولولا نفاط الملك وحارسه ووقاد اتونه ما تم عيشه من تمام عيش العارف استعمال اولئك بحسبهم. فاذا وصلوا اليه حرر مانعهم وفيهم من لا يصل اليه فيكون وجود اولئك كزيادة لا في الكلام. هي حشو وهي مؤكدة فان قال قائل فهب هذا يصح في الدنيا فكيف في الجنة والجواب ان الانسى بالجيران مطلوب ان الانس بالجيران مطلوب ورؤية القاصر من تمام لذة الكامل ولكل شئ ومن تأمل ما اشرت اليه كفاه رمز لفظي عن تطوير الشرح فاصل لما تلمحت تدبير الصانع في سوق رزقي بتسخير السحاب وانزال المطر برفق. والبذر دفين تحت الارض موتى قد عفن ينتظر نفخة من صور الحياة. فاذا اصابته اهتز خضرا. واذا انقطع عنه الماء مد يد الطلب يستعصي وامال رأسه خاضعا ولبس حلل التغير فهو محتاج الى ما انا محتاج اليه من طارت الشمس وبرودة الماء ولطف النسيم وتربية الارض فسبحان من اراني فسبحان من اراني فيما يربيني به كيف تربيتي في الاصل فيا ايتها النفس فيا ايتها النفس التي اطلعت على بعض حكمه قبيح بك والله الاقبال على غيره ثم العجب كيف تقبلين على فقير مثلك يناديني لسان حاله بي مثل ما بك يا حمام فارجعي الى الاصل الاول واطلبي من المسبب ويا طوبى لكي ان عرفتيه