اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا هو الباب الستون من كتاب سيد الخاتم دعك التصنع في الوصف يقول الامام ابن الجوزي عليه رحمة الله تأملت اشياء تجري في مجالس الوعظ يعتقدها العوام وجهال العلماء قربة وهي منكر وبعد وذاك ان المقرئ يطرب ويخرج الالحان الى الغناء والواعظ ينشد بتطريب اشعار المجنون وليلى فيصفق هذا ويخرق ثوبه هذا ويعتقدون ان ذلك قربة ومعلوم ان هذه الالحان كالموسيقى توجب طلبا للنفوس ونشوة فالتعرض بما يوجب الفساد غلط عظيم وينبغي الاحتساب على الوعاظ في هذا وكذلك المقابريون منهم فانهم يهيجون الاحزان ليكسر بكاء النساء ويعطون على ذلك الاجرة ولو انهم امروا بالصبر لم ترد النسوة ذلك وهذه اضاد للشرع. قال ابن عقيل حضرنا عزاء رجل قد مات له ولد فقرأ المقرئ يا اسفا على يوسف فقلت له هذه نياحة بالقرآن دول يعني آآ رجل مات ابنه فقعد المقر يقول يا اسفا على يوسف ويغني يا اسفا على يوسف يا اسفا على قال له انت كده بايه؟ هذه نياحة بالقرآن. يعني استعملت في القرآن في غير ما انزل له انت عايز تنوح بس استعملت القرآن فيما تريده ان تنوح به وهذه من فقه ابن عقيل عليه رحمة الله وبالوعاظ من يتكلم على طريق المعرفة والمحبة فترى الحائك والسوقي الذي لا يعرف فرائض تلك الصلاة يمزق اثوابه دعوة لمحبة الله تعالى والصافي حالا منهم وهو اصلحهم يتخايل بوهمه شخصا هو الخالق فيبديه شوقه اليه لما يسمع من عظمته ورحمته وجماله وليس ما يتخايلونه المعبود لان المعبود لا يقع في خيال وبعد هزا فالتحقيق مع العوام صعب ولا يكادون ينتفعون بمر الحق الا ان الواعظ مأمور بالا يتعدى الصواب ولا يتعرض لما يفسدهم بل يجزبهم بل يجذبهم الى ما يصلح بالطف وجه. وهذا يحتاج الى صناعة فان من العوام من يعجبه حسن اللفظ ومنهم من يعجبه الاشارة ومنهم من ينقاد ببيت من الشعر واحوج الناس الى البلاغة الواعظ ليجمع مطالبهم لكنه ينبغي ان ينظر في اللازم الواجب. وان يعطيهم من المباح في اللفظ قدر الملح في الطعام ثم يجتذبهم الى العزائم ويعرفهم الطريق الحق وقد حضر احمد بن حنبل رحمه الله تعالى فسمع كلام الحارث المحاسبي فبكى ثم قال لا يعجبني الحضور وانما بكى لان الحال اوجبت البكاء وقد كان جماعة من السلف يرون تخييط القصاص فينهون عن الحضور عندهم وهذا على الاطلاق لا يحسن اليوم لانه كان الناس في ذلك الزمان متشاغلين بالعلم. فرأوا حضور القصص صادا لهم. واليوم كثر الاعراض عن العلم فانفع مال العامي مجلس الوعظ يرده عن ذنب ويحركه الى توبة. وانما الخلل في القاف تزلزل ايمانه بالعدل وان قال لم يقدر ولم يقضي تزلزل ايمانه بالقدرة والملك فكان الاولى ترك الخوض في هذه الاشياء ولعل قائلا يقول هذا منع لنا عن الاطلاع على الحقائق فليتق الله عز وجل كصل من ابر الاشياء على العوام كلام المتأولين والنفات للصفات والاضافات فان الانبياء عليهم الصلاة والسلام بالغوا في الاثبات ليتقرر في انفس العوام بوجود الخالق فان النفوس تأنس بالاثبات فاذا سمع العامي ما يوجب النفي فرض عن قلبه الاثبات فكان اعظم ضررا عليه وكان هذا المنزه من العلماء على زعمه مقاوما لاثبات الانبياء عليهم الصلاة والسلام بالمحو وشارعا في ابطال ما يفتون به. وبيان هذا ان الله تعالى اخبر باستوائه على العرش فانست النفوس الى اثبات الاله ووجوده قال تعالى ويبقى وجه ربك. وقال تعالى بل يداه مبسوطتان وقال غضب الله عليهم. وقال رضي الله عنهم. واخبر النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ان الله ينزل الى السماء الدنيا. وقال صلى الله عليه وسلم قلوب العباد بين اصبعين. وقال صلى الله عليه وسلم كتب الله التوراة بيده. وقال صلى الله عليه وسلم وكتب كتابا فهو عنده فوق العرش. الى غير ذلك مما ذكره فاذا امتلأ العامي والصبي من الاثبات وكاد يأنس من الاوصاف بما يفهمه قيل له ليس كمثله شيء فمحى من قلبه ما نقشه الخيال وتبقى الفاظ الاثبات المتمكنة كلام زي الفل ولهذا اقر الشرع مثل هذا فسمع منشدا يقول وفوق العرش رب العالمين فضحك وقال له اخر اويضحك ربنا؟ قال نعم وقال انه على عرشه. كل هذا ليقرر الاثبات في النفوس. اكثر الخلق لا يعرفون الاثبات لا على ما يعلمون من الشاهد فيقنع منهم بذلك الى ان يفهموا التنزيل اما اذا ابتدأ بالعامي الفارغ من فهم الاسبات فقلنا ليس في السماء ولا على العرش ولا يوصف بيد وكلامه صفة قائمة بذاته وليس عندنا منه شيء ولا يتصور نزوله ان محا من قلبه تعظيم المصحف ولم يتحقق في سره اثبات اله. وهذه جناية عظيمة على الانبياء. توجب نقض ما تعبوا في بيانه. ولا يجوز ان يأتي الى عقيدة عامي قد انس بالاثبات فيهوشها. فانه يفسده ويصعب صلحه اما العالم فانا قد امناه. لانه لا يخفى عليه استحالة تجدد صفة لله تعالى. وانه لا يجوز ان يكون استوى كما اعلم ولا يجوز ان يكون محمولا ولا ان يوصف بملاصقة ومس ولا ان ينتقب ولا يخفى على العالم ايضا ان المراد بتقليب القلوب بين اصبعين الاعلام بالتحكم في القلوب. فان ما يديره الانسان بين اصبعين هو متحكم تنفيه الى الغاية. خلي بالك كل اللي فات من الاثبات اللي اتكلم عنه ابن الجوزي اثبات هو ده الكلام الصح. وهي دي عقيدتنا. وهو ده كلام اهل السنة. اللي جاي ده كله بقى لابسه عجن ما لوش لازمة لان هي دي مشكلة ابن الجوزي انه مشوش في قضية العقيدة في لخبطة يقول بيضة وده زي ما انت شايف كده شيء عجيب جدا ولا يحتاج الى تأويل من قال الاصبع الاثر الحسن فالقلوب بين اثرين من اثار الربوبية وهما الاقامة والازالة ولا الى تأويل من قال يداه نعمتاه لانه اذا فهم ان المقصود الاثبات وقد حدثنا بما نعقل وضربت لنا الامثال بما نعلم وقد ثبت عندنا بالاصل المقطوع انه لا يجوز عليه ما يعرفه الحس علمنا المقصود بذكر ذلك واصلح ما نقول للعوام امروا هذه الاشياء كما جاءت ولا تتعرضوا لتأويلها. وكل ذلك يقصد به حفظ الاثبات. وهذا الذي قصده السلف نقول هذا للعوام وللعلماء وللدنيا كلها وكان احمد يمنع من ان يقال لفظي بالقرآن مخلوق او غير مخلوق كل ذلك ليحمل على الاتباع وتبقى الفاظ الاثبات على حالها كان احمد يمنع من ان يقال لفظي بالقرآن مخلوق لان السؤال بدعة او اللفظ ده بدعة انما نثبت العقائد بالالفاظ الشرعية يقول ابن الجوزي عليه رحمة الله. واجهل الناس من جاء الى ما قصد النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه فاضعف في النفوس قوى التعظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسافروا بالقرآن الى ارض العدو. يشيروا الى المصحف ومنع الشافعي ان يحمله المحدث لعلاقته تعظيما له فاذا جاء متحذلق فقال الكلام صفة قائمة بذات المتكلم فمعنى قوله هذا انما ها هنا ليس ها هنا شيء يحترم فهذا قد ضاد بما اتى به مقصود الشرح فينبغي ان يفهم اوضاع الشرع ومقاصد الانبياء عليهم الصلاة والسلام وقد منعوا من كشف ما قد قنع الشرع فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلام في القدر ونهى عن الاختلاف لان هذه الاشياء تخرج الى ما يؤذي فان الباحث عن القدر اذا بلغ فهمه الى ان يقول قضى وعاقب وامر بالوقوف مع التقليد. فاقول لا انما اعلمك ان المراد منك الايمان بالجمل وما امرت بالتنقير مع ان قوى فهمك تعجز عن ادراك الحقائق. فان القليل عليه الصلاة والسلام قال ارني كيف تحيي الموتى فاراه ميتا حيا ولم يره كيف احياه لان قواه تعجز عن ادراك ذلك. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي بعث ليبين للناس ما نزل اليهم يقنع من الناس بنفس الاقرار واعتقاد الجمل. وكذلك كانت الصحابة رضي الله عنهم فما نقل عنهم انهم تكلموا وفي تلاوة ومكلوه وقراءة ومقروء. ولا انهم قالوا استوى بمعنى استولى. ويتنزل بمعنى يرحم. بل طنعوا باثبات الجمل التي تثبت التعظيم عند النفوس وكفوا كف الخيال بقوله تعالى ليس كمثله شيء ثم هذا منكر ونكير انما يسألان عن الاصول المجملة. فيقولان من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك ومن فهم هذا الفصل كلمة من تشبيه المجسمة وتعطيل المعطلة ووقف على جادة السلف الاول والله الموفق الفصل الثاني والستون قال ابن الجوزي عليه رحمة الله قرأت هذه الاية قل ارأيتم ان اخذ الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم من اله غير الله يأتيكم به فلاحت لي فيها اشارة كدت اطيش منها وذلك انه اذا كان عنا بالاية نفس السمع والبصر فان السمع الة لادراك المسموعات والبصر الة لادراك المبصرات فهما يعرضان ذلك على القلب فيتدبر ويعتبر فازا عرضت المخلوقات على السمع والبصر اوصلا الى القلب اخبارها من انها تدل على الخالق وتحمل على طاعة الصانع وتحذر من بطشه عند مخالفته وان عنى معنى السمع والبصر فذلك يكون بذهولهما عن حقائق ما ادركا شغلا بالهوى فيعاقب الانسان بسلب معاني تلك الالات فيرى وكأنه ما رأى ويسمع وكأنه ما سمع والقلب زائل عما يتأذى به لا يدري ما يراد به لا يؤثر عنده انه يبلى. ولا تنفعه موعظة تجلى ولا يدري اين هو ولا ما المراد منه. ولا الى اين احمد انما يلاحظ بالطبع مصالح عاجلته ولا يتفكر في خسران اجلته. لا يعتبر برفيقه ولا يتعظ بصديقه. ولا يتزود لطريقه كما قال الشاعر الناس في غفلة والموت يوقظهم وما يفيقون حتى ينفد العمر يشيعون اهاليهم بجمعهم وينظرون الى ما فيه قد قبروا ويرجعون الى احلام غفلتهم كأنهم ما رأوا شيئا ولا نظروا وهذه حالة اكثر الناس فنعوذ بالله من سلب فوائد الآلات فإنها اقبح الحالات الفصل الثالث والستون يقول ابن الجوزي عليه رحمة الله نظرت فيما تكلم به الحكماء في العشق واسبابه وادويته وصنفت في ذلك كتابا سميته بذم الهوى ذكرت فيه عن الحكماء انهم قالوا سبب العشق حركة نفس فارغة وانه اختلفوا فقال قوم منهم لا يعرض العشق الا لظراف الناس وقال اخرون بل لاهل الغفلة منهم عن تأمل الحقائق الا انه خطر لي بعد ذلك معنا عجيب اشرحه ها هنا وهو انه لا يتمكن العشق الا مع واقف جامد اما ارباب صعود الهمم فانها كلما تخايلت ما توجبه المحبة فلاحت عيوبه لها اما بالفكر فيه او بالمخالطة له. تسلت انفسهم وتعلقت بمطلوب اخر فلا يقف على درجة العشق الموجب للتمسك بتلك الصورة الا العامي عن عيوبها الا جامد واقف اما ارباب الانفة من النقائص فانهم ابدا في الترقي لا يصدهم صاد فاذا علقت الطباع محبة شخص لم يبلغوا مرتبة العشق المستأثر بل ربما ماله ميلان شديدا اما في البداية لقلة التفكر او لقلة المخالطة والاطلاع على العيوب. واما لتشتت بعض الخلال الممدوحة بالنفوس. من جهة مناسبة وقعت بين صيد كالظريف مع الظريف والفطن مع الفطن فيوجب ذلك المحبة تعمل عشق فلا يفهم ابدا في سيرتهم بل يوقف وابر الطبع تتبع حادي الفهم فان للطبع متعلقا لا تجده في الدنيا لانه يروم ما لا يصح وجوده من الكمال في الاشخاص فاذا تلمح عيوبها النفر واما متعلق القلوب من محبة الخالق البارئ فهو مانع لها من الوقوف مع سواه وان كانت محبة لا تجانس محبة المخلوقين غير ان ارباب المعرفة والنهى قد اشتغلهم حبه عن حب غيره وصارت الطباع مستغرقة لقوة معرفة القلوب ومحبتها كما قالت رابعة احب حبيبا لا اعاب بحبه واحببتم من في هواه عيوب ولقد روي عن بعض فقراء الزهاد انه مر بامرأة فاعجبته فخطبها الى ابيها تزوجه وجاء به الى المنزل والبسه غير خلقانه فلما جن الليل صاح الفقير ثيابي ثيابي فقدت ما كنت اجده فهذه عثرة في طريق هذا الفقير دلته على انه منحرف عن الجادة وانما تعتري هذه الحالات ارباب المعرفة بالله عز وجل واهل الانفة من الرزائل. يعني خلاصة خد الفصل اللي فات ده ان الانسان آآ العاقل لا يتمكن منه العشق يعني حب الصور حب امرأة اللي هما بيقولوا عليه في زماننا ده الحب لا يتمكن منه ابدا ليه؟ لانه كلما آآ نظر الى ما يوجب هذه المحبة او لاحت له العيوب بالفكر او بالمخالطة فيتركه يتخطاه لا يمكن ان يتعلق به الا تعلق قلبه بالله عز وجل وبعدين هذا الفقير الفقير يعني الصوفي آآ لما قال لي اقول المرقعة بتاعته فقد ما كان يجده لان تعلق قلبه بالمرقعة مش مش وانما تعتري هذه الحالات ارباب المعرفة بالله عز وجل واهل الانفة من الرزائل. قال ابن مسعود اذا اعجبك احدكم امرأة فليذكر مثانتها. في رواية مناتنها ومثال هذه الحال ان العقل يغيب عند استحلاء تناول المشتهى من الطعام عن التفكر في تقلبه في الفم وبلعه لو فكرت ان الطعام اللي انت بتاكله ده مبلول بايه؟ وعمال يتقلب في في فمك بايه؟ ما كنتش تقدر تبلعه ويذهل عند الجماع عن ملاقاة القاذورات لقوة غلبة الشهوة. وينسى عند بلع الرباب استحالته عن الغذاء في تغطية تلك الاحوال مصالح الا ان ارباب اليقظة يعتريهم من غير طلب له في غالب احوالهم. فينغص لذيذ العيش ويوجب الانفة من زالت الهوى وعلى قدر النظر في العواقب يخف العشق عن قلب العاشق. وعلى قدر جمود الذهن يقوى القلق قال المتنبي لو فكر العاشق في منتهى حسن الذي يسبيه لم يسبه لو فكر العاشق في منتهى حسن الذي يسبيه لم يسبه. ومجموع ما اردت شرحه انطباع المتيقظين تترقى فلا تقف مع شخص مستحسن وسبب ترقيها التفكر في نقص ذلك الشخصي وعيوبه او في طلب ما هو اهم منه وقلوب العارفين تترقى الى معروفها فتعبر في معبر الاعتبار اما اهل الغفلة فجمودهم في الحالتين وغفلتهم عن المقامين يوجب اسرهم وكسرهم وحيرتهم وحيرة