دبر لدينك كما دبرت لدنياك. لو دخلت في قدميك شوكة لسهلت تتألم شاكيا طالبا الطبيب وهذه اشواك المعاصي ملأت قلبك منذ سنين. فاين صوت الانين؟ واين طلب المعين؟ ويحك الا تألم لقلبك كما تألمت لبدنك. رمضان طبيب رفيق. يحمل اليك الدواء. فكيف ترده خائبا وقد جاءك هاديا وكيف لا تحسن استقباله وبين يديه اسباب شفائك وبالمجان. السمكة اذا وقعت في شباك الصياد ظلت تبحث عن تقبل تهرب منه حتى اذا ما وجدته رجعت الى الوراء. ثم اندفعت باقصى قوة لتنجو ومن ضيق الاسر الى سعة الحرية. فان لم تعزم هذه العزمة شوتها النيران بعد ساعة. وانت الان احوج ما تكون الى مثل هذه العزمة فالشيطان القى عليك شباكه واحكم وثاقه وخطة مكره هدفها في النهاية ان تكون رفيقه في رحلة عذاب الابدي وان تشترك معه في قيد واحد وانت ما تشويان في نار جهنم سويا. فماذا انت فاعل وكل شيء عليك نفسك التي بين جنبيك دنياك التي تلهيك هواك الذي يريد ان يدمرك. شهوتك على اهلاكك لكن حسبك ان الله معك. فقد ضاعف لك اليوم الثواب. واغدق فرص الرضا وسلسل جند الشيطان والدور عليك الان. ودورك ان تجعل من رمضان محطة تزود ودورك ان تتسلح فيه بالطاقة وتتجهز بالعزم. ودورك ان تجعل منه وقفة الحساب وصفحة المراجعة وخطة الاصلاح ووثبة الانطلاق. رمضان زائر وانت بزور. فاين واجب الضيافة رمضان محر ويوم العيد ساحل. فكم سيبلغ صيدك قبل بلوغ الساحل رمضان لؤلؤة تنتظرك في اصداف الايام. فاين قاصد البحر الهمام؟ اين الغواص المقدام؟ يا عيونا جفت من قلة الدمع هذا موسم المطر. يا قلوب الاقسى من حجارة الجبل اهبطي من شدة الوجل. يا نفوسا تائهة يا شخوصا خاوية يا حيارى في صحارى مهلكة. رمضان اقرب امل ارجى امل اخر امل فاغلقوا باب الكسل وافتحوا باب العمل هيا الى العمل فورا الى العمل فورا