الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك كن على خوف ما دمت مصرا على معصية الله. فالله سبحانه يمهل ولا يهمل لم تترك المعصية سيأتي يوم ينتهي فيه فيه فيه امهال الله لك وتنفضح ولو كنت في عقر دارك. فانتبه واقلع عما انت فيه. يقول ما رأيكم احسن الله اليكم في هذه العبارة الحمد لله رب العالمين وبعد. هذه العبارة فيها ما نقره وفيما وفيها ما لا نقره. اما ما نقره فهو التخويف من مغبة الاصرار على الذنب والتذكير بالله تبارك وتعالى فهذا امر محمود فان العاصي لما غفل قلبه عن الله عز وجل ولم يستحضر عقوبة الله وشدة الله وقوة الله وانتقام الله رأت نفسه على الوقوع في هذا فمثل هذا فمثل هذا يزجر ويخوف بمثل هذه الكلمات العظيمة التي تنبه القلوب توقظوا وتوقظها من غفلتها. وهذا من باب التربية بالترهيب. وهو منهج من مناهج الدعوة الى الله عز وجل فان الدعوة مبناها على مبدأي الترغيب والترهيب. لا سيما في حق من اصر زمانا طويلا على شيء من المعاصي فمثل هذا من اعظم ما تعالج به نفسه وينزجر به قلبه هو كثرة ترهيبه وتخويفه من الله عز وجل وترهيبه من قيمة السوء اما بالاستدلال او بالمواعظ او غيرها من الالفاظ التي تزجر نفسه. فاول هذه الرسالة لا جرم اننا نقره واما الامر الذي لا نقره في هذه الرسالة فهو الجزم بان امهال الله سينتهي وان ستره سينكشف. فهذا امر لا يتحكم فيه عباد ولا يجزمون به. فان الله عز وجل فانه امر يرجع الى ارادة الله عز وجل ورحمته بعبده. فمن العصاة من عاجلهم الله عز وجل بانكشاف ستره ومن العصاة من سترهم حتى قبض ارواحهم ولا يدري الناس عما كانوا يفعلونه من المعاصي ويدل على ذلك ما في الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى يوم القيامة يدني منه عبده المؤمن اجعل عليه كنفه هو يقول اتذكر ذنب كذا؟ يوم كذا وكذا؟ فيقول نعم يا ربي حتى تسقط فروة وجه العبد حياء من الله عز وجل ثم يقول الله تبارك وتعالى له قد سترتها عليك في الدنيا. وانا اغفرها لك الان فهذا دليل على ان الله امهل هذا الرجل فستره وادام ستره عليه حتى قبض روحه ثم غفر له ذنبه في الاخرة. ومن العصاة من عاجلهم الله عز وجل بستره فاذا الجزم بان كل من اصر على معصية فسيفضح قبل ان يموت هذا جزم بامر غيبي مرده الى ارادة الله عز وجل وارادته من امور الغيب التي لا يجوز لنا ان نجزم بها. ونكتفي ايها الاخوان بكثرة الترهيب التخويف والتذكير بمغبة الاصرار على الذنب والتخويف من سوء الخاتمة وهكذا. واما ان نجزم بامور لا برهان فيها عندنا فان هذا مما لا ينبغي ولا يحملنا سلامة مقاصدنا في تخويف قلوب الناس ومن مغبة الذنوب والمعاصي وقع فيما لا تحمد عقباه من الجزم بامور لا دليل عليها. فاذا ليس كل العصاة ادام الله ستره عليهم وليس كل العصاة كشف الله ستره عنهم بل منهم ومنهم فاذا اخر الرسالة فيه جزم لاحدى الحالتين. والادلة قد دلت على هذا وعلى هذا فلنكتفي باول الرسالة من تخويف القلوب وترهيبها من الله عز وجل. ونكتفي بذلك والله اعلم