السلام عليكم. اتفق اهل البلاغة على ان من دلائل قوة الشاعر حسنى لابتداء وبراعة الاستهلال بتحسين مطالع القصائد وتجويدها لانها اول ما يقع في اذن سامعها وشواهد الاحسان في ذلك عند الشعراء العرب كثيرة ربما هف الشاعر مع فحولته وطول احسانه فابتدأ قصيدته بما لا يليق. دخل ابو النجم العجلي على هشام ابن عبدالملك ووقف منشدا صفراء قد كادت. ولما تفعلي كأنها في الافق عين الاحول غفل عن ان هشاما احول فامر به فاخرج من مجلسه وحبس واراد ذو الرمة ان ينشد عبد الملك ابن روان قصيدته التي مطلعها ما بال عينك منها الماء ينسكب فلما قال هذا الشطر قاطعه عبد الملك قائل الى ما سؤالك عن هذا يا ابن الفاعلة ومقته وامر باخراجه وسبب ذلك ان عبد الملك كان في عينه تدمع منه ابدا فتوهم انه خاطبه بهذا الشطر وعرض به مع ان ذا الرمتي يقصد نفسه و ووقف جرير امام عبدالملك ايضا فاستهل مدحه بقوله اتصحو ام فؤادك غير صاحي؟ فقال له عبد ملك بل فؤادك يا ابن الفاعلة وابتدأ البحتري قصيدته في مدح الامير يوسف ابن محمد الثغري قوله لك الويل من ليل تطاول اخره. فقال له الامير بل الويل لك والخزي. مع ان البحتري يقصد بقوله لك الويل الليلة وفراق الاحبة. قال بعض الادباء معتذرا لهؤلاء الفحول وامثالهم. وقد والزناد وقد يكبو الجواد وقد يهفو العالم وقد ينبو الصارم. اسأل الله تعالى ان يقيني واياكم عثرات القدم والقلم والقلب واللسان