فبقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله قال رحمه الله فاي نعمة وصلت اليه وصلت من الله اليه استكثرها على نفسه. ورأى نفسه دونها ولم يرها اهل لها هذا الواجب ان الانسان كل ما يرى نعمة من الله ان يرى نفسه دون هذه النعم وانه لا يستحقها وان الله عز وجل انما اعطاه ابتلاء الا يظن في نفسه الخير كما يقول ذاك المفتون اوتيته على علم عندي او يقول ولئن رددت الى ربي لاجدن خيرا منها منقلب نعم قال رحمه الله واي نقمة او بلي او بلية وصلت اليه رأى نفسه اهلا لما هو اكبر منها ورأى مولاه قد احسن اليه اذ لم يعاقبه على قدر جرمه ولا شطره ولا ادنى جزء منه فانما يستحقه من العقوبة لا تحمله الجبال راسيات. فضلا عن هذا العبد الضعيف العاجز. هذه مسألة مهمة وهي ان العبد عليه ان يدرك ان الذنوب والمعاصي هي عقوبات هي عقوبات واي نقمة او بلية اذا وصلت الى العبد فعليه ان يرى نفسه اهلا لذاك ولما هو فوق ذاك وان يرى اثر نعمة الله عليه وان الله لو شاءه لو شاء الله لجعله فيما هو اشد مما هو فيه فيرى اثر نعمة الله عليه هذا هو الواجب الانسان اذا كان النعم عليه يرى نفسه دونها ويرى كرم الله عليه واذا ابتلي واذا اشتد عليه تكلم فيه فلان وغلط عليه فلان وسبه فلان وشتمه فلان وضربه فلان وظلمه فلان وطغى عليه فلان وطغى عليه فلان فليعلم انه يستحق اكثر من ذلك لكن الله من رحمته اكرمه ببعض هذا ترى ابتلاء كيف يكون كرم؟ كرم اذا كان بالبعظ كما قال الله عز وجل ويعفو عن كثير. اذا هو يأخذ بالبعض وانه يعفو عن كثير. نعم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل