موقفه المعتدل جدا من المخالفين. وهذه نقطة للاسف نقولها ان قليلا من الناس اليوم يعنى بها او يلتفت اليها ويصدع برأيه ولو حدث ما حدث. نعم ان الشيخ كان وقافا عند الحق ويرد عليه ردا رفيقا فيه دعاء وفيه تثبيت وفيه بيان للحق فيتأثر مقابل اي ما تأثر قد يرجع ايضا عن حاله وعن وضعه بسبب هذا. والشيخ رحمه الله تعالى كان يأتيه بعض العوام بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الامي الامين. وعلى ال وصحبه اجمعين. اما بعد ايها الاخوة الكرام ايها الاخوات الكريمات السلام عليكم جميعا ورحمة رحمة الله تعالى وبركاته. واهلا وسهلا ومرحبا بكم في هذه الحلقة الاخيرة من السلسلة الثالثة سلسلة عظماء من بلاد الاسلام. التي اسأل الله تعالى ان يبارك فيها ان شاء. وحديثنا اليوم مع شخصية معاصرة فريدة. جمعت بين جوانب من العظمة وصار صاحبها للناس اماما. وهذا تقريبا هو شرطي في هذه السلسلة. الا اورد شخصا الا وقد جمع من جوانب التفرد والعظمة ما يؤهله لان يكون في هذه السلسلة ولان يكون يقتدى به من الاجيال. حديثنا اليوم عن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. وهو مشهور معلوم للناس في هذا العصر ولكني لم اتحدث حديثا يكون وثيقة للاجيال القادمة ان شاء الله تعالى والشيخ رحمه الله تعالى ولد سنة ثلاثين وثلاث مئة والف. وتوفي سنة عشرين واربع مئة والف فهذه تسعون سنة عاشها رحمه الله تعالى لا نعلم انه قصر في الدعوة الى الله تعالى او في سبيل تبليغ العلم النافع نحسبه كذلك والله تعالى حسيبه. ولا نزكي على الله تعالى احدا. عاش هذه المدة الطويلة من حياته المباركة عاملا عالما في كل دقائق حياته وايضا احسبه كذلك والله حسيبه. اجتمعت جوانب للعظمة من العظمة في هذا الشيخ فهو كان عالما كاحسن ما يكون العلم. في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. جمع العلم بين القرآن وبين الحديث وكان فقيها على مذهب الحنابلة رحمه الله تعالى في اول طلبه العلم ولم يمنعه ذلك بان يكون واسع الافق يختار من الاقوال الفقهية اجودها واقربها الى الكتاب والسنة في ظنه وفي رأيه رحمه الله تعالى. فاذا كان عالما بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وباقوال الفقهاء وكان ايضا رحمه الله تعالى اضافة الى علمه كان عاملا. وهذه نقطة خطيرة مهمة في حياة العالم. فان العالم اذا لم يكن عاملا بعلمه يكون عالم سوء والعياذ بالله يضل اكثر مما ينفع وعلم السوء مصيبة ابتليت بها البلاد الاسلامية والعالم الاسلامي كثيرا في القرون المتأخرة. وكانوا حرب على الاسلام واهله في الوقت الذي كان يتوقع منه ان يكونوا خير ناصرين للاسلام والمسلمين هذا الشيخ رحمه الله تعالى كان عالما عاملا. والعمل يتجلى في صور كثيرة اولاها. انه كان محبا للمسلمين متابعا لاخبارهم ودقائقها في اي مكان من العالم كانوا. وهذه سمة للعالم الصالح العامل انه ليس فقط يلتفت الى اهل بلده ومحلته ولا لاهل بلاده انما يكون له جهد وعطاء مع المسلمين جميعا. وهذه نقطة مهمة. ولقد كان الشيخ رحمه الله تعالى كذلك ومن اهم الصور على هذا اولا عنايته الكبرى باخبار المجاهدين المسلمين. اينما كان في زمان مجاهدين الافغان كان له صلات رائعة بهم. وكان يحرص رحمه الله تعالى على التوفيق بين قادة المجاهدين ويحرص على حل اي خلاف ينشأ بينه. ويرسل اليه المبعوثين. الشخصيين من قبله ويحثهم على الاجتماع وعلى عدم الفرقة وعلى عدم الخلاف وكان يحرص على حل الخلاف الذي نشأ بينهم انذاك بكل الوسائل الممكنة التي كانت تحت يده وقدرته رحمه الله تعالى. لكن الامر كان اكبر واعظم واستفحل كما علمتم كان يحرص كل الحرص ايضا على سماع اخبار مجاهدين الاخرى مثال ما حدث في كوزوف وكان قبل وفاته بقليل رحمه الله تعالى وكان يحرص على سماع اخبارهم بل يتألم ويبكي لاحوالهم. ويحرص على سماعها حتى وهو في على فراش المرض. في المستشفى رحمه الله تعالى. في كوزوفا في الفلبين في جنوب الفلبين في جبهة مورو وفي مندناو كان يحرص ايضا على معرفة اخبار المجاهدين في كل مكان فيه جهاد اسلامي كان يحرص رحمه الله تعالى على تتبع اخبار المجاهدين ومعرفة احوالهم. ومن صور العناية ايضا بالمسلمين في كل مكان واينما حلوا عنايته بالفقراء والضعفاء المسلمين المنقطعين في بلادهم وهذه عجيبة فقد حدث عدد من الاشخاص انهم كانوا يمرون بقرى في افريقيا في القرى في مجاهل افريقيا في اواسط افريقيا فكانوا قد مروا بامرأة قالت لهم من اين انتم؟ قالوا نحن من السعودية قالت لهم كيف حال الشيخ عبدالعزيز قالوا وتعرفينه؟ قالت كيف لا وقد احاطت بي مشكلة؟ فارسلت اليه وطلبت منه ان يساعدني فارسل لي آآ محددا شهريا مصروفا شهريا. الف ريال كل شهر يصلني وانا في هذه رحمه الله تعالى فعجب الناس ودهشوا. وكذلك كان يأتيه المسلمون من اماكن بعيدة من الاتحاد السوفيتي افريقيا يسألون عنه وكان هناك موقف مؤثر لاحد المسلمين الاتحاد السوفيتي جاءه في مجلسه في الرياض او الطائف لا اذكر المهم انه جاء وفي مجلسه وسلم عليه سلاما حارا جدا وقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك واني ادعو الله تعالى ان يأخذ من عمري عشر سنوات ويعطيها لك. يعني هكذا هذا الرجل العامي بعاطفته العامية احب الشيخ فسألوه ماذا يدريك عن الشيخ؟ كيف دريت به؟ قال تأتينا اخبار ونحن هنالك ونسمع عن مساعدته المسلمين وعن عنايته بهم ونحن في بلادنا. فهذه ميزة رائعة للعالم ان يعنى بالمسلمين على هذا الوجه من العناية. وان يسأل عنهم وقضية صرفه الرواتب ومحددات والمصروفات الشهرية لافراد من المسلمين في اقاصي الارض وادانيها قضية معلومة معروفة عنه رحمه الله تعالى وايضا منصور عنايته بالمسلمين عنايته بدعاتهم. فان المسلمين لهم صفوة. ولهم خلاصة فخلاصة المسلمين وصفوتهم مشايخهم دعاتهم علماؤهم فضلاؤهم هؤلاء صفوة المسلمين هؤلاء يتعلق بهم الخير ويتعلق بهم الامل بعد الله تعالى في عودة المسلمين الى ماضيهم وعزهم وما كانوا عليه فكان يعنى بهم اي ما عناية ويساعدهم حتى لو اختلف معهم في الرأي. هذه قضية خطيرة مهمة كثيرا من طلبة العلم يفقهها اليوم. ويعرفها كما عرفها الشيخ ومارسها عمليا. ليست القضية قضية معرفة لكن القضية قضية ممارسة وسيأتي هذا في الجوانب الفكرية للشيخ رحمه الله تعالى. لكن لما حكم الطاغية الهالك على الاستاذ رحمه الله تعالى سيد قطب بالاعدام. يقول الاستاذ محمد مجذوب وهو من علماء بلاد الشام. اللي كان كان مقيما في المدينة مدة طويلة زهاء نصف قرن تقريبا فيما اذكر. يقول كلفني الشيخ وكان انذاك رئيسا للجامعة الاسلامية اه نائبا للرئيس فقد كان نائبا لرئيس الجامعة الاسلامية الذي كان انذاك سماحة الشيخ محمد ابن ابراهيم ال الشيخ رحمهما الله تعالى. فكان الشيخ نائبا له. وكان يقوم فعليا على شؤون الجامعة. لان الشيخ محمد كان في الرياض قال كلفني بصياغة البرقية الذي سيرسلها الى الطاغية قال فكتبت برقية له تقطر شدة والما وحزنا وصعوبة. في خطاب مسؤول وعرضتها عليه وكنت اتوقع ان يحذف منها مقاطع لشدتها وناريتها هذا معنى كلامه رحمه الله. قال فاذا هو يقرها ويزينها بقول الله تعالى ومن يقتل مؤمنا عمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما برقية التي كانت برقية شديدة. يقول الاستاذ محمد مجذوب يقول هي اظنها البرقية الوحيدة من نوعها وفي لغتها التي ارسلت الى ذلك الطاغية انذاك. لكن ما افادت لكنها على الاقل قامت بتخليص الشيخ من السكوت وتدل كل الدلالة على عنايته بالمسلمين اينما كانوا وفي اي زمان كانوا رحمه الله رحمة واسعة. من العوامل الكبيرة التي كانت ايضا قد صاغت شخصية الشيخ. وابرزته وجعلته في الطبقة الاولى من العلماء والمشايخ في العالم الاسلامي هي عنايته الكبيرة بالعوام العوام لا يكاد الشخص ينفك عنهم ومنهم. لذلك تجد كثيرا من العلماء يعتزلون العوام. ولا يحبون الخلطة معهم لا شيء الا لانهم مشغولون بعلمهم. هؤلاء المخلصون من العلماء. مشغولون بعلم ودراستهم وتدريسهم. وتحضيرهم و الجو او المناخ الذي هم فيه لا يسمح لهم بلقاء العامة كثيرا. الشيخ رحمه الله تعالى كان قد برز كثيرا في هذا الجانب والتفت عليه العوام وحضروا مجلسه واكثروا عليه جدا الى الدرجة التي تناقلتها وعلمها كل قاص ودان من حياته رحمه الله تعالى. وهذه ايضا مشهورة معلومة. يعني كان يأتيه الناس او لا يكاد يفارقه الناس بتعبير اصح واضبط وادق. فقد كانوا يطعمون معه طعام الغداء. وطعام العشاء ويجلسون معه في كل مناسباتي واحوالي ويكثرون عليه وبينهم العامي الجلف الطباع. بينهم البدوي الجلف الطباع وبينهم العامي الذي هو عنده مشكلة فيكثر من الالحاح بسبب مشكلته. وبينهم صاحب الفتوى الذي يريد ان يجاب على سؤاله وبينهم الفقير الذي يريد مالا وبينهم الشخص الذي يريد تزكية وشفاعة ومعهم فلان وعلان من اصناف الناس وطبقاتهم فهذه قضية صعبة جدا. القارئ لسيرته رحمه الله تعالى يعلم انه كان ذا صدر واسع جدا في استقبال هؤلاء العوام. بل كان يغضب من اصحابه ومقربيه اذا نهروهم او اذا ابعدوهم او واقصوهم عن مجلسه ويقول النبي صلى الله عليه وسلم قال ابغوني ضعفائكم ابغوني ضعفائكم والحديث المشهور ايها الاخوة الكرام وهل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم وفقرائكم؟ هذه مشهورة وهذا الحديث في صحيح البخاري. فكان يقرب اليه في هؤلاء الناس بل كانوا يتبعونه الى سيارته وكانوا يحيطون به احاطة السوار بالمعصم بل كان يستدين رحمه الله تعالى راتبه لعدة اشهر قادمة من اجل ان يوفي بطلبات هؤلاء العوام التي لا تنتهي ولا تكاد تنتهي. لان كثيرة جدا جدا وايضا كان يرد ردا رفيقا من لا يجد المال الحاضر لاعانته. او من اعطاه معونة يسيرة لا تفي بحاجته فكان يردهم ردا يسيرا رفيقا رحمه الله تعالى واكرم نزله. وهكذا كان. هل هذا فقط؟ لا بل كان ايضا ملتقى الخواص من طلبة العلم والمشايخ. وكان الناس هؤلاء الخواص من طلبة علم مشايخ يفزعون اليه في حل مشكلاتهم وفي النقاش العلمي التي الذي يعتري كثيرا مجالس الشيخ رحمه الله تعالى. فكانوا يفزعون اليه ويطلبون منه الفتوى في المعضلات ويعرضون عليه القضايا المشكلات وكان يجيب عليها بما تيسر له رحمه الله تعالى وهنالك عوامل ايضا رفعته واكرمته وهي من العوامل هذه عبادته العجيبة فقد حكى عنه ملازموه. يعني الذي نقول اليوم سكرتير الملازم. حكى عن انه احد الملازمين انه كان فيعمل طيلة نهاره في الافتاء. اي في وظيفة رسمية. ثم انه رحمه الله تعالى ينقلب الى بيته فيتغدى مع الناس. ثم يظل في افتاء الناس وتعرض لمشكلاتهم وحلها الى العشاء. ثم يتعشى مع الناس ثم يظل مع الناس الى وقت متأخر ثم يخلو بنفسه في مكتبته ليحضر الدروس لليوم التالي ويطالع كتب الجرح والتعديل وكتب الحديث قال ونحن نتعب جدا معه وكان معه اكثر من ملازم. قال وكان كثيرا ما يقوم الليل الى قريب الفجر. يقول نحن ننام من شدة تعبنا وهو يقوم يناجي ويدعو ويبكي الى قريب الفجر ثم يخرج الى صلاة الفجر ويجلس لقراءة الاذكار والاوراد ثم يجيب آآ ثم يقوم بالقاء درسه ثم يجيب على اسئلة طلبة العلم ويقول لهم شئتم جلسنا الى الظهر معكم في ايام الاجازات يعني. ثم هكذا دواليك وكان من الورع والعبادة والتقوى في مكان عجيب نحسبه كذلك والله تعالى حسيبه. وكان ايضا زاهدا يزهد عما في ايدي الناس ولا يرى التطلع الى ما في ايديهم وهذه ميزة كبيرة للعالم العامل. فان العالم اذا تطلع لما في ايدي الناس وطالب العلم اذا تطلع ما في ايدي الناس فهذه نهايته. يعاد يعود الناس ويقبلون منه قولا ولا يستجيبون له ان شعروا انه متكالب على الدنيا محب لها راغب فيها يزهدونهم فيه ويتركونه. وهذا وهذه ميزة رائع وايضا ميزة للشيخ رفعته ايما رفع وهي دأبه العجيب وهمته العالية. بحيث كان يشكو منه ملازمه لا يشكون منه على وجه التبرم منه معاذ الله لكن يشكون من كثرة آآ الاعباء التي كان يقوم بها مما هم ينوءون عنها ويتعبون. وهذه يعني ميزة ايضا ان توفرت لطالب العلم وللعالم رفعته الى ارفع المنازل الدأب والهمة والمثابرة. وكان في كل ذلك مثابرا دئبا على وجه عجيب. من قول عنه رحمه الله الله تعالى معروف حتى انه كان في المستشفى تنقل اليهم معاملات ويجيب على اسئلة الناس ويجيب على اسئلة الهاتفية وهو في المستشفى بل هو في النزع الاخير كتب شفاعة لاحد الناس. هذا كله يدل على همة عالية ودأب مثابرة مطلوبة وبقوة خاصة ان الرجل بلغ التسعين يعني مل آآ يعني يقول الشاعر سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا اب له يسأمين مو لا اب لك. يعني فاذا عاش الانسان ثمانين حولا يسأم فكيف هذا عاش تسعين حولا؟ كبر والانسان اذا كبر في يضيق خلقه يتعب لكن هذا كان يعني سمحا رحمه الله تعالى واسع الصدر يجيب اسئلة الناس يقبل شفاعات الناس ويكتب لهم شفاعات للمسئولين ولا يتعب في ذلك وآآ القصص عنه كثيرة عجيبة عجيبة رحمه الله الله تعالى ارجعوا اليها في سيرته هنالك كتب الفت كتب الفت في سيرته في تفصيلات سيرته لطيفة جدا وفيها كلام رائع كان بكاء رقيقا رحمه الله تعالى يعني هذا البكاء والرقة هبة من الله تعالى. لكنه كان مشهورا بذلك. وكان طلبة العلم عندما يقرأون عليه الاحاديث بعض الاحاديث يبكي طويلا بل قد بكى مرة اثر حديث لمدة سبع دقائق وهو يبكي. اثر حديث قرأوا عليه طلبته وكان يبكي عندما يقرأ عليه حديث حديث ابي بكر المشهور رضي الله تعالى عنه من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات صلى الله عليه وسلم. ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت. بكى طويلا عقب ذلك الحديث. وبكى ايضا عقب الحديث المؤثر حقا حديث صحيح مسلم حديث كعب بن مالك وتخلفه عن غزوة تبوك وكعب رجل شاعر صاغ الحديث وساقه سياقة ادبية رائعة راقية جدا. وبكى الشيخ طويلا وهو يقرأ عليه هذا الحديث رحمه الله تعالى حديث مؤثر للغاية مشهور معلوم الحديث. وايضا بكى عقب حديث عائشة حديث الافك رضي الله تعالى عنها حيث نزهها الله وبرأها وطهرها فهي مبرأة الصديقة الطاهرة رضي الله تعالى عنه. وبكى ايضا عقب حديث ابي عبيدة والحوت المشهور عندما ذهبوا وكان المخصص لهم تمرة واحدة في اليوم. فقالوا ماذا يغني عنكم تمرة. قالت قالوا كنا نجد لها غناء. تمرة واحدة يأكلونها ويظلون يمصونها طيلة اليوم آآ حتى لا يعودوا او لا يكاد يبقى منها شيء. تمرة للمجاهد لكن انظر هؤلاء اصحاب التمرة الواحدة كيف فتحوا دنيا واناروها واشرقت الدنيا بسيرهم ونشروا فيها اضياء ونشروا فيها النور ونشروا فيها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله الله عليه وسلم وكانوا عظماء حقا. تمرة عندما ذهبوا الى ساحل البحر في غزوة او في سرية ارسلهم النبي صلى الله عليه وسلم الى ساحل البحر ووجدوا الحوت وقصة مشهورة ساقه الله اليهم على ساحل البحر لكن الشاهد لما ذكر ان الواحد منهم كانت تكفيه تمرة فكان يبكي رحمه الله تعالى بكاء كثيرا عندما ذكر حديث التمرة هذه وكان يبكي ايضا عندما تصله اخبار نكبات المسلمين. فمرة جاءه خبر بان ماركوس الصليبي الهالك في قتل عددا كبيرا من المسلمين. فبكى لذلك وتأثر تأثرا عظيما رحمه الله تعالى. وبكى لما حل في كوسوفو بكاء كثيرا رحمه الله تعالى وهكذا كان. يعني كان بكاء رقيقا رحمه الله تعالى. بهذه الميزات نزغ الشيخ ونبغ في بيئته فلم يكن احد من منطقته وبيئته يقاربه رحمه الله تعالى في صفاته بل ولا يكاد يبلغ شطر ما بلغ الشيخ رحمه الله تعالى. وارتقى بهذا الى السدة الاولى من العلماء والمصلحين والدعاة نرجو كذلك على مر العصور. فانه قد فارق بيئته باشياء وايضا طوق على نفسه في اشياء. يعني رجل اصابته عاهة العمى وهو في قرابة العشرين من عمره. يعني يظن الناس ان الشيخ ولد اكمل لا لم يولد اكمه انما اصابه العمى وهو في العشرين تقريبا من عمر اثر المرض الساري الذي كان في نجد انذاك فكان يأكل عيون هنا كثير من الناس ومرض الشيخ رحمه الله تعالى وعمي على اثره. والعميان في الاصل يكونون محدودي المشاركة والتأثير محدودي الثقافة محدودي الاطلاع في الغالب على مر العصور. الشيخ تفوق على نفسه في اليه الشيخ ابو الحسن كان يلاطفه ويقربه يكرم نزوله ولا يسمح لاحد ان يتناوله بسوء في مجلسه هذه هذه النفس الابي النفس العزيزة نفوس العلماء التي تأبى ان يذل العلماء الاخرون وتاب ان يهان وارتفع على عاهته التي كانت فيه واستطاع ان يتجاوز هذه المشكلة وهي مشكلة كبيرة ليست سهلة تجاوزها. واذكر الامام الشاطبي رحمه الله تعالى المقرئ الكبير توفى سنة تسعين وخمس مئة كان ايضا اعمى. فطرحت مسألة في الفقه بحضوره. فقال له فقال لهم هي في جزء كذا من كتاب كذا فظل يحدد المسألة لهم حتى وقفوا عليه. فعجبوا قالوا له وتحفظ الفقه؟ قال نعم احفظ منه وقر جمل. وقر جمل يعني حمولة جمل احفظه من كتب الفقه. قالوا لو هلا درستها؟ قال ليس للعميان غير القرآن. وهذا كان مذهبه الذي به بحيث ان صهره علي علي ابن سالم ابن شجاع هذا صهر زوج ابنته نما الى علمه ان صهره يدرس الاصول فاتى به اخذ باذنه وفركها. قال اتقرأ الاصول؟ قال نعم. قال من اعمى يقرأ الاصول. اه خلاص كن في القرآن وانتهينا. انت اعمى كن مع القرآن درس القرآن ويكفيك هذا يعني هذه نظرة ان الاعمى على مدار العصور رجل محدود الفكر والثقافة والاطلاع والعلم والمشاركة الشيخ تفوق على هذا وكان العالم الاول في علمه وعمله رحمه الله تعالى. وهذه ميزة كبيرة. ايضا تفوق على مشاغله فقد انسانا مشغولا كما يقال اليوم الى الحد الاقصى. فقد كان رئيسا لجامعة الاسلامية. ثم بعد ذلك الرئيس العام لادارات الشؤون العلمية والارشاد والبحوث والافتاء ثم كان مفتيا للمملكة العربية السعودية وهو رئيس المجلس الاعلى العالمي للمساجد ورئيس الاعلى لرابطة العالم الاسلامي هو رئيس للجان لجمعيات كثيرة. فمن كان كذلك مع انشغالاته مع العوام التي سبق ان ذكرتها لكم. مع عاهته التي اصيب بها في وقت مبكر من مع اعتماد كثير من افراد العلماء طلبة العلم عليه رحمه الله تعالى بعد الله تعالى في هل لمشكلاتهم؟ مع اجتماع اشياء هذه كلها عليه استطاع ان يبز وان ينفرد عن اقرانه وان اي مبروز رحمه الله تعالى واكرم نزله. هذه هذه عوامل رفعت الشيخ وآآ في الحقيقة قعدت في المكان اللائق به بين علماء العالم الاسلامي. ايضا من العوامل العجيبة التي كان الشيخ قد تفوق فيها وبرز يذهب الى ما يدين الله تعالى به ولا يداري ولا يحابي ولا يمالئ. لكنه كان يحترم الرأي الاخر كثيرا. مهما ما كان مخالفا لرأيه وهنالك حادثة يوم جاء الشيخ الغزالي رحمه الله تعالى محمد جاء من الجزائر وكان رئيسا للجامعة الاسلامية في الجزائر جاء الى الرياض ودخل زائرا على الشيخ. هنا شيخ رحمه الله تعالى اكرم نزله جدا ورحب به ولاطفه وقربه. وهذا بعد ان الف الشيخ الغزالي كتابه المثير للجدل وهو السنة النبوية بين اهل الفقه واهل الحديث وتعلمون ما اثار هذا الكتاب من جدل واسع حول الشيخ رحمه الله تعالى. مع ذلك قربه واكرم نزله وتحدث معه في عموميات عموميات ما تحدث معه في شأن الكتاب في بداية الامر. ثم ان الشيخ انشغل فقفز احد المشايخ الجالسين وهم من غير السعودية قفز وسار يجادل الشيخ بقوة وحدة. انت قلت كذا وانت قلت كذا وانت قلت لما انتهى الشيخ من المكالمة سأل فاخبروا امر ذلك الشيخ المجادل ان يتوقف وغضب لان هذا ضيف عنده وغضب من مجادلته على هذا الوجه وتكلم مع الشيخ الغزالي في بعض القضايا الشيخ انس به وقال له كلاما عجيبا قال له انا مستعد ان ارجع عن اي رأي رأيته ان كتبت لي بالامر الشرعي في هذا. فالشيخ الغزالي ايضا يعني كان رده لائقا ولبقا بالعلماء والشيخ ابن باز رحمه الله تعالى كان متلطفا معه واستطاع فعلا ان يحصل منه على هذه الاجابة النادرة الرائعة. وكان في وليمة او مدعوا الى وليمة لكنه طلب نجس عند الشيخ عبد العزيز وتناول الغداء معه وتأخر على الناس ما ذهب اليهم قالوا ما بالك تأخرت؟ قال انا كنت في عالم اخر. وكان مسرورا من اللقاء جدا رحمه الله تعالى. وهذا الشيخ ابو الحسن الندوة رحمه الله تعالى مع ان الشيخ رد عليه في بعض كتبه وبعض آآ ما ذهب اليه الشيخ رحمه الله كان يكرم نزوله جدا وعندما العلماء الاخرون وتابى ان يتكلم فيهم احد بسوء ولو كانوا يخالفونهم في رأيهم او في شيء من رأيهم. هذه منزلة رائعة والشيخ في الحقيقة تفوق كثيرا في هذا الباب وكان له موقف معتدل جدا جدا في هذا الباب. ايضا في قضايا الخلاف الفقهي فعندما جاءت مسألة رفع اليد بعد الركوع ووضع على الصدر والشيخ له قول مشهور في نصرتها. وجاء الرأي المخالف فقال عن هذه المسائل وامثالها ان مما لا لا ينبغي ان تفرق صف المسلمين وينبغي ان يكون المسلمون مجتمعين لا تفرقهم مثل هذه المسائل الخلافية. وينبغي وينبغي وينبغي وتكلم كلام لطيفا جدا يدل على جودة رأيه في المسائل الخلافية. وانه لا يجبر احدا عليها رحمه الله تعالى. بل يذهب الى رأيه الذي يذهب اليه ثم يترك الاخرين يعبرون عن ارائهم. وهذا في الحقيقة انصاف وجودة في التفكير منه رحم الله تعالى. اما دفاعه عن العاملين من الجماعات الاسلامية فهو شيء مدهش. على انه قد يخالف بعضهم. مثلا جماعة التبليغ لما آآ وصل اليه رحمه الله تعالى ان عدد المشايخ يطعن فيهم وعلى رأسهم شيخ من المشايخ اشتد فتكلم معه كلاما رفيقا رائعا وقال له يا فلان آآ يعني هؤلاء اناس يعملون ولهم في بلادهم وغيرهم جهود مشكورة مبذولة وكلامك لن يؤثر عليه. خاصة انك قلت في ثنايا كلامك ان رئيس بلاد يحضر معه مثل هؤلاء لا يؤثر عليهم كلامك. فينبغي ان نترفق معهم وينبغي ان اه ان نأخذهم بالحسنى وينبغي ان نجادلهم فيما مختلف فيه بالحسنى فلم يقتنع ذلك الشيخ واستمر في الكلام عليهم بما لا يليق فازعج الشيخ تماما وانبه تأنيب قويا شديدا ختم ذلك التأنيب القوي الشديد بقوله كناطح صخرة من ليوهنها فلم يضرها واوهى قرنه الوعل. يعني هذا بيت صعب وتأنيب شديد رحمه الله تعالى كان موقف رائع مع هذه الجماعة ومنهجها ومتميز في الحقيقة. وهكذا ينبغي للانسان العاقل ان يكون. لان هؤلاء لهم جهود ولهم اعمال ولهم اجتهادات ولهم افكار ولهم دعوات وبالملايين. يعني معاداتهم شيء ليس بمطلوب. وفي تفريق للمسلمين فالشيخ رحمه الله تعالى معهم بحكمة بالغة وطلب من هذا الشيخ وامثاله ان كان عليه مآخذ في العقيدة وغيرها ان يرسل اليهم طلبا العلم هو ان يكونوا معهم وان ينصحوهم. وهذا الذي ينبغي ان يكون. بل الشيخ موقف رائع فيما يسمى بالصحوة الاسلامية. التي ينكرها عدد من المشايخ ينكرون الاسم ويقولون صح ويكون نائمين كنا كذا حتى نقول صحوة ونقول ما كنا نائمين كنا موتى. يعني كلمة نائمين كلمة ضعيفة كنا موتى الله تعالى فما هو الانكار في هذا؟ لان بعض المشايخ ينكر ان يقال هناك كلمة صحوة حتى. والشيخ رحمه الله يقول سموها صحوة او حركة اسلامية او نشاطا اسلاميا وكان يثني عليها ايما ثناء ويقول ان هذه الصحوة الاسلامية دليل على عودة الاسلام من جديد. وكان يطلب من الناس ان يعاونوها وان يساعدوها وان يسددوها وان يساندوها. وهذا موقف ايضا رائع من الشيخ رحمه الله تعالى. وانا كنت في الحقيقة قد جمعني بمجلس قبل موته بسنتين في مكة مجلس خاص وتكلمت معه على انفراد قلت له يا شيخ يعني كان في اه برنامج نور على الدرب كان فيه حديث من احد المشايخ فيه قسوة شديدة على الصوفية والسبب لا ادري ما هو لكنه كان يعمم الضلال عليهم. وآآ الى التي كان يخالف فيها الانصاف. فلماذا يا شيخ؟ لا نقول فيهم بقول قول منصف وهو قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. انهم جماعة من المسلمين فيهم خير وفيهم شر. نتابعهم على ما فيهم من خير ونحبهم عليه ونبغض ما فيه من شر ونبرأ منه. فقال لي مرتين او ثلاثا لا اذكر رحمه الله تعالى. قال لي هذا رأيي هذا رأيي رحمه الله تعالى. نعم فانه لا يمكن ان يعمم الضلال على جماعة من الناس او فئة من الناس. انما لابد ان يكون فيهم شيء من وفيهم شيء من الشر. فنحبهم ونواليهم على ما فيهم من خير ونبرأ من شرهم وبدعهم. هذا موقف في الحقيقة متميز واعجبني من الشيخ لا لشيء لكني احب الانصاف في كل الشؤون والاحوال والاقوال والاعمال. والشيخ انصف انصافا ايضا رائعا جميلا بقول ثلاث مرات او مرتين كما قلت لكم لا اذكر هذا رأيي هذا رأيي. هذا موقف متميز منه رحمه الله تعالى في قبول الرأي خبر كان يستفيد يستفيد من الكتابات فقد كان يطلع على كتابات ابي الحسن الندوي ويقرأها. في وقت يعني ينظر الى هذه الكتابات على مضياع للاوقات من عدد من المشايخ. ينظرون الى هذه الكتابات الفكرية الثقافية وامثالها على انها ضياع للاوقات. الشيخ ما كان كذلك كان يقرأ ويستفيد بل كان يقتبس من هذه الكتابات في كتبه. اقرأوا مثلا كلامه في نقد القومية العربية رائع وجليل الفه في اوج القومية العربية في الثمانينات الهجرية الستينات الميلادية الفه ليتحدث عن القومية حديثا رائعا يدل على فكر جيد اطلاع جيد آآ على احوال هؤلاء الناس وابتداء ضلالهم وكيف ضلوا وما هي مقولاته؟ رسالة موجزة يعني لطيفة اقرأوها واستفاد فيها من كلام الشيخ محمد الغزالي استفادة جيدة قال ايضا في بعض مصنفاته عن الاستاذ ابي الحسن الندوي واثنى على رسالة التعاليم للاستاذ الامام حسن البنا رحمه الله تعالى واعجبه فقرات منها وهذا كله موجود مسجل موثق مما يدل على ان الشيخ رحمه الله تعالى كان له نظرة وآآ منهجية في تلقي مما يمكن ان يكون فيه فائدة وممكن ان يكون فيه خير كان فيه منهجية في التلقي رائعة ولطيفة وايضا كان تنقل اقوال الغربيين وله رسالة في مصنفة عن المرأة رسالة لطيفة ينقل فيها عن الغربيين نقولات واسعة مما يدل ايضا على اطلاع في هذا الاطلاع رحمه الله تعالى واكرم نزله. وهكذا ينبغي للعالم ان يكون لا يقتصر على فكر معين ولا على بيئة معينة ولا على مشائخ معينين وهذا كله من ضمن ما يسمى بفقه الواقع. الذي عابه ايضا بعض المشايخ وطلبة علم وقالوا فقه الواقع الشيخ رحمه الله تعالى كان متميزا لفقه الواقع هذا. من هذه صورة من تميزه وصورة اخرى انه وكان رحمه الله تعالى ينقل اليه كل يوم ملف كامل من وكالة الانباء السعودية. عن اخبار العالم يوميا لابد ويقرأه ويطلع عليه ويعرف ما فيه. فما كان يفوته حدث اسلامي مهم ولا خاص الا ويطلع عليه اما تفصيلا او اجمالا رحمه الله تعالى وهذه سيرته مشهورة ومعروفة وكان ايضا رحمه الله او منهج جميل في معرفة فقه الواقع عندما كان في الجامعة الاسلامية. فيحكي لي الدكتور الشيخ عبدالله القادري رحمه حفظه الله تعالى ما زال حيا متع الله به المسلمين. يقول لي يقول كنت في الجامعة الاسلامية مسؤولا عن قسم التوجيه والارشاد والشيخ وضعه في هذا المنصب هذا المكان. قال وكنا نأتي بالمجموعات الطلبة. مجموعة الطلبة اليمنيين الطلبة الافريقيين غرب افريقيا مجموعة طلبة شرق افريقيا وهذا الكلام كان ايام عظمة الجامعة الاسلامية وآآ اشتداد بعودها وعظم نفعها ايام ما كان الشيخ رحمه الله تعالى نائبا لرئيسها ثم كان رئيسها اه ست سنوات من تسعة وثمانين هجري الى خمسة وتسعين يوم مات الشيخ محمد رحمه الله تعالى سنة تسعة وثمانين. ومجموعة كذا ومجموعة كذا يأتون بالطلاب. يتحدث الشيخ عبد الله القادر عن المجموعة اليمنية بطبيعة الحال هو رجل من اليمن وتحدث عن المجموعة اليمنية. كيف كان الشيخ يعمل مع اليمنيين؟ قال كان يأتي بالطلاب من اليمن يجمعهم من مناطقهم المختلفة. فيقوم كل طالب يتحدث عن منطقته. هذه المنطقة فيها غلو من الصوفية. هذه المنطقة فيها غلو فيها شيوعيون اليمن الجنوبي كيف كان مبتلى بالشيوعيين سنوات طويلات حتى خلصه الله تعالى منه اهلكهم الله تعالى ولله الحمد. هذه المنطقة فيها في مذهب كذا. هذه المنطقة فيقوم كل طالب يتحدث عن منطقته في اليمن. ثم يقوم الشيخ يطلب ومن هؤلاء الطلاب ان يطرحوا الحلول. يا شيخ في الحقيقة لو منهج جميل. يطلب من الطالب نفسه ان يطرح الحل. ما هو الحل في رأيك؟ فيقوم الطالب ويلقي فيما يراه انه هو الحل. يلقيه على سماحة الشيخ رحمه الله تعالى. الشيخ يشاركه في هذه القضية وينتهي الى الحل الذي يرضي الجميع. ثم الشيخ يتصرف بعد ذلك بما يراه مناسبا. يعني هذه طريقة رائعة بالنسبة هؤلاء المجموعة اليمنية ثم المجموعة الافريقية ثم افريقيا على تنوعها وعلى اختلاف اه اماكنها. ثم مجموعة اه الاوروبيين ثم مجموعة الاسيويين وهكذا يأتي الشيخ على علم واخبار العالم الاسلامي على احسن وجوه لانه يستمع اليه من افواه الطلبة الثقات المعاصرين العارفين بما يجري العالمين ويحصل بذلك على العلم ضروري المطلوب للعالم حتى يفهم ماذا يجري في دنيا الناس. هذه طريقة رائعة كان الشيخ يقوم بها في الجامعة الاسلامية. هذا عن انه كان ايام رئاسته للجامعة وكما قلت لكم هي المدة الذهبية للجامعة الاسلامية وايامه كان نائبا للرئيس من واحد وثمانين هجري الى تسعة وثمانين فان الجامعة ان شئت في سنة احدى وثمانين وانشأت لتكون معقلا للاسلام والمسلمين. في زمان كانت القومية القضية لها الكلمة السائدة في العالم الاسلامي او العالم العربي اعني والناصرية والبعثية وهذه المذاهب البائدة التي اهلكها الله الجامعة الاسلامية قامت ضمن مؤسسات اخرى مثل رابطة العالم الاسلامي ومنظمة المؤتمر الاسلامي والندوة العالمية للشاب الاسلامي لتقاوم هذا المد الزاحف الخطير الشوعي الماركسي البعثي العروبي القومي المنتن ايام نائبة اي كان نائبا للرئيس كان يأتي بالعلماء الكبار من العالم الاسلامي يجعلهم اعضاء في الرابطة ومجلس الجامعة والمجلس الاعلى المساجد ويجعلهم مدرسين من استطاع ان يكون مدرسا فليأتي يدرس في الجامعة. فكان هناك نفر من الدعاة الكبار والمثقفين الكبار وكان الشيخ لا يلتفت الى اقوال الناس فيهم يقولون هذا فيه كذا هذا من حزب كذا هذا من جماعة كذا. الشيخ لا يلتفت الا بمقدار ما يمكن ان يؤدي هذا الرجل من فائدة للجامعة. فكان الاستاذ الكبير ابو الاعلى المودودي رحمه الله تعالى عضوا مجلس الجامعة عضوا في الرابط المجلس التأسيسي للرابطة عضو في المجلس الاعلى للمساجد كذلك كان الشيخ ابو الحسن الندوي. كذلك كان يأتي بكبار الدعاة والمفكرين والمثقفين درسوا في الجامعة ابان نيابتي لرئاستها وابان ايضا رئاسته لها وكان مع ذلك كله رحمه الله تعالى يساند ويسدد وكان له مجالس معهم ويسمع منهم ويستفيد ويفيدهم رحمهم الله تعالى جميعا. وان انسى يا اخوة فلا انسى موقفه المهم في في تغيير المناهج في هذه البلاد المباركة التي اختارها الله تعالى لتكون مهبطا للوحي وفيها اقدس مدينتين على وجه الارض مكة والمدينة تتطلع اليها قلوب افئدة العالم الاسلامي كان المنهج في هذه البلاد في السبعينات الهجرية واوائل الثمانينات متأثرا بالمد القومي العروبي الذي هو في الحقيقة في شق بعيد عن الاسلام والمسلمين كان للشيخ اليد الطولى مع مشايخ اخرين مثال الشيخ مناع القطان رحمه الله تعالى مثال الشيخ محمد محمود والصواب رحمه الله تعالى اه ايضا الاستاذ سعيد حواء رحمه الله تعالى عدد من المشايخ والدعاة والمفكرين والمثقفين كانوا يجتمعون وفي المدينة وكانوا يكلمون الشيخ ويتباحث معهم في قضايا المناهج. وكان يرسل للاستاذ الكبير حقا حسن ال الشيخ او هو كان وزيرا للمعارف وكان مشهورا بحبه للعلم واخلاصه للاسلام والمسلمين نحسبه كذلك ذلك والله حسيبه ونزكي على الله احدا. كان الشيخ حسن رحمه الله تعالى عاملا ايضا عارفا بما ينبغي ان يقوم به من واجبه الاسلام والمسلمين فكان الشيخ يتكلم مع الشيخ حسن ال الشيخ ويرسل اليه الرسائل بضرورة تغيير المناهج وفعلا حقق الله على يديه تغييرا رائعا للمناهج في هذه البلاد المباركة المطهرة فصارت المناهج تتواءم وتتفق مع الدعوة الاسلامية التي مرفوع لوائها في هذه البلاد. فهذه نعمة جليلة جدا يعني كان للشيخ اليد الطولى في تحقيقها بخطابه المسؤولين وعنايته بهذا الخطاب. هذه نقطة ايضا في غاية الاهمية. آآ الشيخ رحمه الله تعالى كان له مواقف اخرى يعني كان يعيبها عليه بعض الناس مثل المواقف العلمية. الشيخ رحمه الله تعالى كان له شخصية علمية جيدة ثقافية جيدة فكرية جيدة لا بأس بها يحيط علما بما ذكرته لكم. لكن كان له موقف مثلا يعيبه عليه بعض الناس مثل قضية ثبوت ارض وعدم دورانها وقضايا اخرى علمية محضة ثقافية. ونقول نحن لم نعش في ذلك العصر. يعني كان مثلا الشيخ محمد الامين رحمه الله تعالى الشنقيطي ينكر انكارا باتا مسألة الصعود الى الاجرام السماوية والى كوكب القمر ويقول هذا ما يمكن مستحيل ويصر عليها كان رحمه الله تعالى موقف اخر يقول له يا شيخ محمد انت اعلم منا. يا شيخ محمد امين. يقول لو انت اعلم منا لكن هذه القضية انتهت. اصبحت مسلمة لابد ان يعني نؤمن بها وكان الشيخ بعد هذا الكلام يقول اما ان نحن فهمنا القرآن فهما خاطئا او ان هذه القضية منتفية من اصلها. كان يصر يعني الشيخ رحمه الله على هذا. مع ذلك كان الشيخ يوجه ويسدد في هذه القضية. عندما علم الحق فاتبعه. وكان الشيخ عبدالمجيد رحمه الله تعالى قد تكلم معه في هذه القضية وناقشه في قضية مسألة دوران الارض وكذا. لكن انتم ضعوا انفسكم مكان الشيخ في ذلك الوقت. في ذلك المكان حيث كان كثير من العلماء طلبة علم يقول بان هذا لا يمكن ان يكون وبعضهم قال ان هذا سحر وبعضهم قال ان هذا كذا فكان يعني الجو العام متأثرا بهذه الضجة الكبرى. صدمة صدمة كانت للناس في صعود هؤلاء الى القمر او اختراقهم الحجب الفضائية هذه. فالشيخ تأثر شيئا ما بهذا وكان يذهب الى الدليل يعني يقول ان الدليل وان الله تعالى يقول والشمس تجري من مستقر لها. واما الارض فهي ثابتة وهذا مذهبه الذي يراه ويدين الله تعالى به. فكلمه الشيخ عبدالمجيد وعدد من العلماء. لكن القضية هي ان الشيخ يعني منصف ويرجع الى الحق. واذا وجده ما ان تكون مثل هذه القضايا مدخلا للطعن على الشيخ. وما ينبغي ان تكون مثل هذه القضايا مدخلا للنيل من الشيخ وسمعته رحمه الله. فقد كان له اثر عظيم في العالم الاسلامي وكان الناس يحبونه ويقبلون عليه وكان له فوائد نافعة واعمال جليلة لا ينبغي ان تتأثر بمثل هذا الرأي الذي ذهب اليه الشيخ فكل منا يصيب ويخطئ وما منا من احد معصوم حاشا النبي صلى الله قال عليه وسلم كل منا يؤخذ من كلامه ويرد عليه حاشا المعصوم صلى الله عليه وسلم. وحسبنا ان هذا بالنسبة لمحاسن الشيخ قطرة في بحر كقطرة في بحر وهذا معلوم من حال الشيخ وسيرته. اما محبة الناس له واجتماعهم عليه كلمة واحدة واحدة تقريبا فهو شيء عجيب. الموافق والمخالف. القاصي والداني يحب الشيخ لما علم من تجرده وايثاره واخلاصه وآآ حبه للاسلام والمسلمين واهتمامه الكامل باحوالهم وشؤونهم اقبلوا عليه واحبوه حبا جما وكان الشيخ ايضا لاخلاقه العالية وصدره الواسع في تحمل المقابل اثر كثير في كبير في هذا وكم كان يأتيه تأتيه رسائل فيها اشتداد عليه بل فيها سب له وتسفيه. وكان الشيخ لا يزيد على ان يقول هداه الله تعالى ويدعو له يعني اكون مدخنا حليقا مسبلا وبعض المحيطين به يشتد على ذلك الرجل او يريد ان آآ يهم به صياحا واشتذادا فيأتي به الشيخ ويكلمه كلاما رفيقا فيما بينه وبينه فيتأثر المقابل اي ما تأثر وقد ذكروا في سيرته رحمه الله تعالى عددا من القصص التي تبين رجوع كثير من الناس عن مخالفات التي كانوا واقعين فيها بسبب ما كان عليه الشيخ من رفق ولين ورحمة مع المخالف. وآآ عدم احراج له. يعني هذه قضية ايضا لطيفة جدا واذكر في نهاية هذه الحلقة انه مكان في الجامعة الاسلامية رئيسا لها. احد الاخوة الوافدين آآ احتاج الى مبلغ. وميزانية الجامعة لا تسمح خاصة وفي بداياتها انه ما تسمح والوضع المالي ما كان يسمح. فطلبوا منه ان يقوم مذكرة للناس في المسجد. اهمية التبرع لمثل هذا الرجل وضعه صعب مع فلم يفعل فتعجبوا. كان الشيخ ذا ذاكرة واعية وحافظة عجيبة. ما يسمح للوقت بايراد امثلة لها. فسألوه ماذا قال انا اخشى ان يتأثر هو وابناء جماعته وابناء بلده؟ عندما اقوم واذكره في المسجد. لكني ساكتب للمسئولين بشأنه. هكذا كان في رقة مشاعره وحرصه على المقابل رحمه الله تعالى ورضي عنه اختم بقول مع ذلك الانشغالي كله كانه اكثر من زوجة وكانوا اكثر من اسرة فقد كان رحمه الله تعالى يعنى بهم ايما عناية ويلتفتوا الى شؤون زوجاته ويلتفت الى شؤون ابنائه وبناته بل احفاده بل احفاده ايضا يلتفت الى شؤونهم واحوالهم وينصحهم ويذهب اليهم في بيوتهم ويقبل دعواتهم ودعوات الاقارب والاباعد فهذه شخصية متوازنة آآ في الحقيقة كان للشيخ رحمه الله تعالى اثر لا ينكر في المجتمع الاسلامي وفي العالم الاسلامي ساب ما كان عليه من توازن في شخصيته وصفاته وعنايته الكبرى باحوال العالم الاسلامي فرحم الله الشيخ عبدالعزيز واين مثله اليوم في آآ اهتمامه بالاسلام والمسلمين وساعة علمه وسعة دائرة اطلاعه وثقافته وفكره رحمه الله تعالى واكرم نزله ونحن ندعو طلبة العلم الى التزود من هذه السيرة العطرة والرجوع لقراءة هذه السيرة مرة بعد مرة فقد كان متميزا اي ما تميز في جوانب عديدة نسأل الله تعالى له الرحمة الغفران وان يلحقنا به على احسن حال انه ولي ذلك والقادر عليه. هذا والله تعالى اعلم واحكم وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين. والى اللقاء ان شاء الله تعالى في سلسلة رابعة قادمة. والله ولي التوفيق السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته