الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قبل ان نبدأ في درسنا في شرح الزاد لشيخنا وشيخ مشايخنا الشيخ صالح بن فوزان الفوزان نفع الله به الانس والجان نقول ايها الاخوة هذه الليالي المباركة ليالي العشر فيها ليلة القدر. التي عظم الله عز وجل شأنها بقوله وما ادراك ما ليلة القدر. فلو سالنا انسان فقال لنا ما عظمة ليلة القدر؟ فنجد ان عظمة ليلة القدر من نواح ثلاث رئيسة الناحية الاولى ان الله سبحانه وتعالى رحم الانس والجان بانزال القرآن في في هذه الليلة كما نص على ذلك في قوله انا انزلناه في ليلة مباركة اي القرآن. الظمير راجع الى القرآن انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين. فهداية البشرية لا سيما في هذه القرون المتأخرة انما كانت بانزال القرآن. وهذه رحمة عظيمة. واذا ادرك الانسان ان رحمة الله عز وجل لا تنال الا بالقرآن واتباع القرآن واتباع ما جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فانه يدرك اهمية هذه الليلة فيشغلها بالقرآن. الناحية الثانية ان هذه الليلة التي هي ليلة القدر هي ليلة يكون فيها قدر الله عز وجل وتقديره المنزل الى ما يكون الى العام القادم في هذه الارض وما يكون في السماوات والارض كما قال عز وجل بعد ان بين الامر الشرعي بين الامر الكوني فقال فيها يفرق كل امر حكيم. امرا من عند ايه نعم انا كنا مرسلين عود على الاول. اذا ليلة القدر هي عظيمة لان في من جهة الشرع انزال القرآن. ومن جهة القدر انزال المقدر من العام الى العام. ومن هنا ندرك ايها الاخوة ان الله عز وجل اذا كان ينزل ما يقدره للعام القادم في الصحف التي تكون عند الملائكة بحيث يطلعهم الله بعد ان كان غيبا فهم ينفذون ما يأمرهم الله فيحيي فلانا ويميت ويفطر فلانا ويغني فلانا ويعافي فلانا ويبتلي فلانا ويصح ويصح فلانا ويمرض فلانا وهكذا فحينئذ ندرك اهمية ليلة القدر بان نكون فيها قائمين داعين راغبين منيبين اوابين توابين رجاعين الى الله سبحانه وتعالى. لعل الله سبحانه وتعالى ان يرحمنا وان يرأف فبنا وان يودنا جل في علاه وهو الغفور الودود. في قدر لنا ما هو خير لنا في دنيانا وفي اخرانا الجهة الثالثة وهي عظيمة ايضا جهة خيرية العبادة في هذه الليلة وهذه راجعة الى العباد وما ادراك ما ليلة القدر؟ جاء بيان عظمة هذه الليلة في قول الله ليلة القدر خير من الف شهري ليلة القدر خير من الف شهر. يعني هو زمان لو وضع في كفة والف شهر من الزمان وضع في كفة لكانت هذه الليلة مرجحة. لانها خير من الف شهر وليست مساوية لالف شهر هل الخيرية في الف شهر بذاتها؟ بعض المفسرين ذكروا هذا. وهذا فيه نظر. لان هذه الاية انما نزلت كما قال بعض المفسرين جوابا لقول من قال جوابا لقول من قال من الصحابة وقد قيل لهم ان عابدا من عباد بني اسرائيل عبد الله خمس مئة سنة لم يفتر ولم يترك العبادة خمس مئة سنة يساوي الف شهر تقريبا. فتعجب الصحابة وقالوا واينا يدرك هذا فكان من فضل الله ورحمته على عباده ان جعل العبادة في ليلة القدر خيرا من الف شهر. ولهذا يقول بعض المفسرين ليلة القدر العبادة فيها خير من الف شهر والمحذوف المقدر يفهم من سبب النزول. وليس من كيسنا ولا من جيبنا وانما هو من دلالة سياق الاية لماذا سيقت الاية؟ لماذا جيئت الاية؟ جوابا لمن قال ومن يدرك ان يعبد الله خمس مئة عام؟ فمن قام ليلة القدر فكأنما قام الف شهر وزيادة. ليلة القدر خير من الف شهر. ثم بين اسباب هذه الخيرية من جهة اخرى ايضا تنزل الملائكة والروح فيها. هذه الليلة العظيمة حتى قال بعض الصحابة كما نقل ابن رجب وغيره قال انه ان الملائكة لا تكاد تجد موضع لتنزل من كثرتها. طبعا هذا في بلاد العباد والزهاد وليس في بلاد الكفر والفسق والفجور كما يفهمه بعض الجهلة لا يقول حنا نشوف الناس شغالين في الخمارات طيب هذولا ما عندهم ملائكة. الملائكة انما تنزل عند العباد في ارض العبادة في ارض الطاعة لعباد الملائكة كما تنزل في ارض الفجور تنزل الملائكة فيها والروح تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم. من كل لامر سلام. فنسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم ممن يدركون ليلة القدر. وقد كان للصحابة والتابعين وتبع التابعين صولات وجولات في الحرص على هذه الليلة فالله الله اروا الله من انفسكم خيرا هي من بداية هذه الليلة بل كان ابو سعيد يجزم ان ليلة القدر هي ليلة احدى وعشرين. وغيره كان يجزم انها في الاوتار في السبع الاواخر. وكان ابي بن كعب يجزم انها في ليلة سبع وعشرين. وعلى كل حال فان الله غيبها لنجتهد في العبادة فيها. نسأل الله تبارك وتعالى ان يكتبنا واياكم من القائمين الراكعين الساجدين الداعين وان يكتب لنا ولكم ليلة القدر ونكتفي بهذا والا فليلة القدر شأنها عظيم مهما تكلمنا عنها لا ان نبين حقيقتها لان الله يقول وما ادراك ما ليلة القدر ونعود