الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. عندما قال الاعرابي لمحمد صلى الله عليه وسلم اعدل يا محمد يقول الا الا ولم يأمر بحبسه اربعة وعشرين ساعة بحجة انتهاكه لهيبة مجلس القضاء فما رأيكم في هذا الاستنباط الحمد لله رب العالمين. هذه المسألة متروكة للقاضي على ما يراه اجلب وادفع للمفسدة واثبت لاحترام مجلس القضاء. فالنبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم اجتهد في هذا الرجل الا يعاقبه بشيء من الامور التي توجب تأديبه. لانه اخبر بانه يخرج من هذا رجال يحقر احدنا صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الديك ما يمرق السهم من الرمية. ولذلك لما استأذن بعض الصحابة ان يضرب عنقه نهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ان يتعرض له. وذلك انه يوحى الى النبي قد اوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم في شأن هذا الشخص انه سيكون سببا وبلاء فتنة عظيمة تخرج من ضئ ضئه كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا امر يرجع الى وحي. وما كان يرجع الى وحي لا ينبغي ان يلزم به القضاة فيما بعد ذلك. فالقاضي في مجلس القضاء له ان يجتهد في من يقل ادبه في مجلس القضاء اذا رأى القاضي ان المصلحة الخالصة او الراجحة والادفع للمفسدة الخالصة او الراجحة ان يؤدبه او يعزره بالسجن او او بالتوبيخ اللفظي فللقاضي ممدوحة في ذلك. فالامر مرده الى اجتهاد الى اجتهاد القاضي. واما ترك النبي صلى الله عليه سلم لهذا الرجل فكان مبنيا على وحي اوحاه الله عز وجل ان هذا الرجل سوف يخرج من ضئضيه كذا وكذا وسيكون سببا او منبعا لفتنة عظيمة وكل النبي صلى الله عليه وسلم امر هذا الرجل الى الله. فكأن في هذا الاستنباط نوع نظر في ترك القاضي في مجلس القضاء يتصرف بما يراه مصلحة. فاذا اقل احد ادبه في مجلس القضاء وراء القاضي ان المصلحة ان يعزره فللقاضي تعذيره بما يراه زاجرا له وبما يراه رادعا لمثل هذه التجاوزات التي قد تكون في مجلس القضاء. وهذا قريب من مسألة اخرى وهي انه لما نزلت براءة عائشة الله تعالى عنها انما اقام النبي صلى الله عليه وسلم حد القذف على بعض الصحابة وترك كثيرا من لم يقم الحد عليهم فلم يقم الحد على الذي تولى كبره منهم وهو عبد الله ابن ابي ابن سلول وهو رأس المنافقين وهو اعظم من نشر هذا الخبر وكان يدور به في المجالس فرحا به. وغيرهم وغيره من المنافقين. لم يقم النبي صلى الله عليه وسلم الحد عليهم. لان ذنبهم اعظم عند الله عز وجل من ان يطهرهم الحد. واما من تكلم وخاض فيه من الصحابة ممن لا يعرف الا سلامة الباطن على النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته كمسطح ابن اثاثة وبعض الصحابة الذين ضربوا الحد فهؤلاء اراد النبي وسلم تعجيل حدهم في الدنيا حتى يكون طهرة لهم مما تخوضوا فيه بلا علم ولا برهان. فاذا تركه صلى الله عليه وسلم اقامة الحد على بعض المنافقين الذين خاضوا في عائشة انما كان مبنيا على الوحي لكن لو ان احدا الان قذف احدا فانه لا حق للقاضي ان يتنازل عن حق عن حق المقذوف حتى وان وصف القاذف بانه من المنافقين الذين تولوا كبرا هذا القذف فانه يجب اقامة الحد عليه. وبناء على ذلك ترك النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل وعدم تعزيره ونهي عمر عن قتله انما كان مبنيا على وحي من الله تبارك وتعالى لا يقاس عليه افعال القضاة فيما بعد. فيترك القاضي في مجلسه يحقق الامن والطمأنينة والاحترام تعظيم مجلس القضاء بما يراه مناسبا في حق من اقل ادبه او اهان القضاء او اهان القاضي او اهان مجلس تحاكم فيترك القاضي على ما يعزره على ما يراه مناسبا والله اعلم