اما الاصل الثاني فيما ذكرنا فهو العلم النافع الذي يجعل المرء متحققا بمفاهيم الكتاب والسنة معاني الادلة عن اهله المتحققين بفهم طريقة السلف واهل الحق القديم. الحق موجود الحق ليس يخلو منه زمان. فلابد من وجود الحق والامة لا يغيب عنها الحق في اي وقت من الاوقات. بل لا بد ان يكون ثم حق وان يكون ثم قائم لله بحجته في بيان هذا الحق. لان الله حفظ هذا الدين ولانه لا بد ان يبقى الحق كما قال الاصوليون الى قيام الساعة. وهذا هو معنى وجود الفرقة الناجية التي هي الطائفة المنصورة هي منصورة بالسيف والسنان عند وجود مقتضى الجهاد الشرعي ومن صورة دائما بالحجة والبيان لانها على الحق القديم. وقد قال بعض السلف الحق قديم ولكن الشأن فيمن يتكلم به. وهذا امر بين ظاهر في ان الحق ليس خفيا ولكن قد يشتبه على بعض الناس. فاذا اشتبه الامر خاصة في زمن الفتن كان من اسباب الثبات على الدين ان يؤخذ الحق من اهل العلم المتحققين فيه. ربما يكون الامر احيانا الكلام فيه خير. وربما يكون احيانا السكوت فيه خير. وربما يكون البيان محمودا وربما يكون السكوت محمودا. ولهذا قال عمر ابن عبد العزيز الخليفة رحمه الله تعالى قال عن السلف في وقت حالتهم من الصحابة وكبار التابعين يوفي حالتهم وشأنهم وخلالهم قال انهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا وقد ذكرها ابن قدامة في كتابه لمعة الاعتقاد وهي محرجة في الكتب المسندة