بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاحباب في حلقة جديدة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم نستعرض فيها غزوات النبي نرى فيها هديه وطريقته في الحرب نفهم فيها الاستراتيجية العامة لغزوات النبي نتابع فيها رحلة صعود الاسلام من الضعف الى القوة وصلنا في الحلقة الماضية الى هذا الغدر الذي آآ غدرته قبيلة بكر او بنو بكر وهم حلفاء قريش غدرت بخزاعة الذين هم حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وان النبي صلى الله عليه وسلم تعهد بنصر خزاعة وقال نصرت يا عمرو بن سالم وسارعت قريش فارسلت ابا سفيان لتجديد الصلح والعهد والابقاء على الهدنة مع النبي صلى الله عليه وسلم. بل حتى اطالتها اذا امكن لما ذهب ابو سفيان الى النبي صلى الله عليه وسلم كلمه فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم وذهب الى ابي بكر ابو سفيان ذهب الى ابي بكر يتوسط له ان يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فابى ابو بكر فذهب ابو سفيان الى عمر الوزير الثاني فكان رد عمر عليه اشد من رد ابي بكر يعني سيدنا عمر قال له انا اتشفع عند رسول الله يا عدو الله والله لو لم اجد الا الذر لقاتلتكم به فذهب ابو سفيان الى علي بن ابي طالب فايضا ابى عليه وامتنع ففشلت مهمة ابي سفيان وبهذا انتهى عقد الحديبية وعادت الحرب بين الفريقين يبقى كده الحديبية التي كان فيها هدنة لمدة عشر سنوات لم لم تصمد الا عامين فقط وهذا يذكركم يا جماعة الخير بما ذكرناه من انه احب الباطل لا يطيق وجود حق الى جواره حتى مهما كانت بينهم من المعاهدات الان خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة في يوم عشرة رمضان على رأس جيش من عشرة الاف مقاتل وهذا اضخم جيش خرج للمسلمين حتى ذلك الوقت طبعا يبدو هذا العدد يبدو فيه ما تمتع به الاسلام من الانتشار والقبول بعد صلح الحديبية. وذكرنا كلمة آآ ابن هشام صاحب السيرة النبوية لما تكلمنا عن صلح الحديبية وانه كان فتحا مبينا وذكرنا كلمة الزهري وكلمة ابن حجر عودوا اليها في الحديث عن آآ اثار صلح الحديبية ترك النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة يعني في فترة غياب النبي صلى الله عليه وسلم عن المدينة ترك صحابي ابا رهم الغفاري وهذه ليست اول مرة يؤمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن المدينة رجلا من غفار يعني هو ليس من المكيين ولا من اهل المدينة. النبي صلى الله عليه وسلم فعلها قبل ذلك في بعض يحمي اموالهم واهلهم لكن انا لا يعني لا اجد فلم افعل ذلك ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر فقال صلى الله عليه وسلم اما انه صدق سيدنا عمر وعلى عادته قال يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق اوقات لكنها هنا مناسبة يعني اريد ان نفهم منها مدى تماسك المجتمع الاسلامي ومتى خفوت مدى خفوت النزعة القبلية في المجتمع الاسلامي. يعني هذا رجل من غفار يتولى على المدينة وفيها القرشيين وفيها القرشيين المكيين وفيها اهل المدينة اصحاب المدينة فيعني شيء عظيم ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بتماسك المجتمع المسلم وفي انتهاء النزعة القبلية رضي الله عن صحابة النبي اجمعين النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج كان حريصا شديد الحرص على كتمان الوجهة التي هو آآ يعني ذاهب اليها حتى انه كتم ذلك عن زوجاته. يعني سيدنا وابو بكر كما يروى ان سيدنا ابا بكر رضي الله عنه دخل يوما على عائشة فوجدها تغربل حنطة الحنطة قال لها ما هذا؟ قالت اه يعني هل امركم رسول الله بالتجهز؟ فقالت نعم قال والى اين؟ ده ابو بكر يسأل عائشة. قال والى اين؟ قالت ما سمى لنا شيئا غير انه قد امرنا بالجهاز وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قائلا اللهم خذ العيون والاخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها ولمزيد من الكتمان ارسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية بقيادة ابي قتادة الانصاري في اوائل رمضان الى منطقة تسمى بطن عضم هذه منطقة الى الشرق من المدينة فلذلك ربما يظن من يتابع الوضع انه النبي صلى الله عليه وسلم مهتم يعني بهذه الناحية او انه يماهد لغزوها الاغراض الاساسي من هذه التعمية هو تحقيق اكبر قدر من المفاجأة. وطبعا اذا تحقق اكبر قدر من المفاجأة فيتحقق النصر باسرع واقوى ومن يكون وباقل قدر من القتال ومن اراقة الدماء لكن احد الصحابة الكبار ذوي السابقة وقع في خطأ خطير هو سيدنا حاطب بن ابي بلتعة. سيدنا حاطب رضي الله عنه رجل شهد بدرا وشهد الحديبية يعني هو في الطبقة الارفع من الصحابة. الطبقة الكبيرة طبقة البدريين واصحاب بيعة الرضوان الطبقة العليا النبي صلى الله عليه وسلم استدعى علي بن ابي طالب واستدعى الزبير بن العوام واستدعى المقداد يعني كلفهم بمهمة خاصة قال لهم انطلقوا حتى تأتوا آآ مكان اسمه روضة خاخ روضة ففيها ظعينة ظعينة يعني امرأة مسافرة معها كتاب. كتاب يعني رسالة فخذوا منها يقول سيدنا علي فانطلقنا تسرع بنا الخيل حتى اتينا هذه المكانة روضة خاخ فاذا نحن بالظاعين مسافرة وجدناها قلنا لها اخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب وقال لها علي ما كذبنا ولا كذبنا. لتخرجن الكتاب او لنلقين الثياب. يعني هو سيدنا علي شف يعني بوضوح كده قال لها نحن لدينا معلومة مؤكدة يعني باللهجة المعاصرة. نحن لدينا معلومة مؤكدة لا شك فيها انك تحملي الكتاب ليس هناك مجال للخطأ. فاما ان تخرجي الكتاب واما ان نفتشك التفتيش الذاتي فاخرجت الكتاب من شعرها يعني كانت الكتاب اللي هو الرسالة اخرجته من شعرها كان قد وضعته في شعرها وربطته عليها قال علي فجئنا بالكتاب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو كتاب من حاطب ابن ابي بلتعة الى ناس الى ناس بمكة من المشركين يخبرهم بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاء النبي به فقال يا رسول الله فقال رسول الله يا حاطب ما هذا قال حاطما رسول الله لا تعجل علي اني كنت امرأ ملصقا في قريش الملصق يعني لم يكن من صميم قريش كان تابعا لها كان من قبائل الملحقة بها ملصقة بها. يعني لم اكن من قريش نفسها طبعا الذين يعيشون في بلاد قبلية او يعيشون في قرى تحفظ انسابها وتنقسم يفهمون هذا الكلام لكن هذا الكلام لا يفهمه اهل المدن كنت منصقا في قريش يعني من جماعة غريبة طارئة لكن موجودة معهم لطول الزمن. فلم اكن من نفس قريش لم اكن من انفسهم وكان عند هذا الحطب يقول يقول انه من معك من المهاجرين يعني لهم قرابات في مكة يحمون اهليهم واموالهم وانا احببت اذ فاتني ذلك من النسب ان اتخذ عندهم يدا يعني احببت ان يكون لدي جميل عليهم لكي اذا حصلت اه النهب او مشاكل في مكة او يعني اضطراب مع الجيش فيتذكرون اني خدمتهم هذه الخدمة فيحمون قرابتي الموجودين في مكة ده تقدير سيدنا حاتم بن ابي بلتعة يقول يا رسول الله لا تعجل علي ده السبب عندي اهلي في مكة اخاف عليهم في لحظة من اللحظات اردت ان اعطي لهم جميلا بحيث يحمون اهلي لانه بقية المهاجرين والانصار قد يجدون من طبعا هذا العمل لولا ما اطلع النبي ولولا ما ما يعرفه هو من نفس الرجل هذا عمل خيانة عظمى في ذلك الوقت فقال صلى الله عليه وسلم انه قد شهد بدرا وفي رواية شهد بدرا والحديبية وما يدريك لعل الله قد اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم طبعا هذا يدلك على المكانة الرفيعة التي يتميز بها اهل بدر واهل بيعة الرضوان وهذا هو الموقف الذي نزل فيه قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون اليهم بالمودة وانا اعلم بما اخفيتم وما اعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل طبعا هذا الموقف فيه معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم كما هو واضح يعني يعني جرى احتواء تسريب المعلومات واستطاع الجيش المسلم ذي العشرة الاف ان يتحرك بهذا العدد الكبير من المدينة الى مكة واهل مكة لا يشعرون بشيء ذكرنا انه النبي تحرك عشرة رمضان وظل الجيش صائما في هذه الفترة حتى بلغ منطقة اسمها الكديد او الكديد يعني ما اضبط الان آآ لفظها فافطر النبي صلى الله عليه وسلم وافطر الجيش وعسكر في منطقة مر الظهران عندئذ امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يوقد كل رجل من المسلمين نارا فانت الان اذا في الليل فكأنك ترى عشرة الاف شعلة عشرة الاف نار لو ان كل رجل مسلم اوقد نارا فسترى مشهدا هائلا طيب دعونا نقف هنا بهذا المشهد وتعالوا ننظر الى الجبهة الاخرى. الزاوية الاخرى سيدنا العباس ابن عبدالمطلب لذلك الوقت عزم على ان يذهب من مكة الى المدينة مسلما مهاجرا فلما خرج من مكة وجد نفسه امام جيش النبي صلى الله عليه وسلم منطقة تسمى يعني منطقة حوالي مية وتمانين او مية وتسعين كيلو متر فاسلم وبقي في الجيش طبعا العباس رأى حجم الجيش لما الجيش عسكر في مر الظهران فتخوف على قومه فتمنى لو انه يعني تمنى لو ان احدا استطاع ان يخبرهم ليسارعوا بالاستسلام لرسول الله وان يطلبوا منه الامان وآآ يعني لكي لا يفكروا في المقاومة لانه لو قوامه سيهلكون عشرة الاف فا خرج العباس يتجول حول الجيش على آآ يعني او يعني امام الجيش على بغلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتجول كان في انتظاره مفاجأة اخرى. ايه المفاجأة الاخرى طيب هذا مشهد تالت سمع العباس صوت ابي سفيان في الظلام احنا الان بالليل وابو سفيان لم تكن يعني لم تكن عنده اي فكرة او اي معلومة عن هذا الجيش القريب الذي تحرك لكن هو كان ابو سفيان يخرج متجولا مع بديل ابن ورقاء ففوجئ كلاهما بهذه النار التي تملأ الافق ابو سفيان قال مرتعا ما رأيتك اليوم قط نيرانا ولا عسكرا ايه ده اه فقال بديل لعلها نيران خزاعة قد اخذتها الحرب انها خزاعة الان صاحب الثأر فابو سفيان قال خزاعة والله اقل واذل من ان تكون هذه نيرانها وعسكرها هنا التقى صوت ابي سفيان مع صوت العباس فالعباس قال ابا حنظلة هل تعرف صوتي قال ابو سفيان ابو الفضل هذه كنية العباس فقال العباس نعم قال ابو سفيان نعم ما لك قال العباس هذا والله رسول الله في الناس وا صباح قريش. وصباح قريش يعني يا مهلكة قريش. يا ويل قريش يعني هذا جيش المسلمين يا ويل قريش فابو سفيان قال وما الحيلة اذا فداك ابي وامي فقال العباس والله لان ظفر بك الان ما الان في عداوة مشتعلة وما فيش عقد ولا عهد فالعباس قال والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك اركب ورائي على هذه البغلة. واحنا ذكرنا ان هي بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فركب ابو سفيان بغلة النبي خلف العباس ومضى به العباس سريعا الى النبي لكي يستسلم ويطلب الامان وطبعا الدنيا ليل والعباس يخترق معسكر المسلمين لانه طبعا لم ينتبه لا احد لانه كلما مر على قوم رأوا البغلاء بغلاء رسول الله وعليها العباس وما حدش يعني لم ينتبه احد الى هذا الراكب المختبئ خلف العباس الوحيد الذي انتبه له سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عمر اسرع مستبشرا يا سلام يقول والله عدو الله الحمد لله الذي امكن منك بغير عهد ولا عقد. ابوسه في ايه قال قائد المشركين فرصة عظيمة جدا وخلاص موجود يعني لا عهد ولا عقد وابو سفيان ولو قتلناه مكة تستسلم على طول فاسرع العباس وضرب البغلة لكي تسرع به عن عمر قبل ان يقتل ابا سفيان حتى سبقه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهناك ادركهما عمر وقال يا رسول الله هذا عدو الله ابو سفيان قد امكن الله منه في غير عهد ولا عقد فدعني اضرب عنقه فقال العباس قد اجرته يا رسول الله يعني في في اجارتي في حمايتي وعمر يتكلم فقال له العباس مهلا يا عمر فوالله لو كان رجلا من بني عدي ما قلت هذا. ولكنه من بني عبد مناف طبعا ابو سفيان ابو سفيان وصخر ابن حرب ابن امية ابن عبدمناف وهذا نسب النبي النبي محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف لكن سيدنا عمر بعيد سيدنا عمر من بني عدي فقال عمر مهلا يا عباس لا تقل هذا والله لاسلامك يوم اسلمت كان احب الي من اسلام الخطاب ابي. لو اسلم وذلك اني عرفت ان اسلامك احب احب احب الى رسول الله من اسلام الخطاب طبعا هذا يا جماعة الخير موقف عظيم عظيم عظيم وهو موقف يذكرنا بنعمة عظيمة من نعم الله علينا وعلى المسلمين. يعني هنا عمر يحب رسول الله حبا جعله يفرح لاسلام عمه عباس فرحة لا يفرحها عمر لو كان ابوه الخطاب قد اسلم لماذا؟ لانه يعلم ان اسلام العباس احب الى النبي من اسلام الخطاب يعني هذا حب عظيم وهذا اخلاص عظيم جدا ان يكون حبك لما يحب النبي اعظم من حبك الفطري لاهلك وابيك وارحامك طبعا هذا يفسر لك كيف كان المسلمون في ذلك الوقت على هذه القوة الايمانية في العبادة وفي الحرب وفي السياسة وفي كل شيء يعني كانت شهوات نفوسهم تكاد تختفي يعني نفوسهم كانت مخلصة لله. يعني حتى تخلصت نفوسهم من حظ نفوسهم واخلصوها لله وحده فهذا حقيقة يذكرنا بالنعمة العظيمة التي نحن فيها نعمة انه اباءنا وامهاتنا من المسلمين وانه نحن لا نضطر ان تنقسم قلوبنا بين حبنا لابائنا وبين حبنا لديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم. يعني لو كان اباؤنا من غير المسلمين ونعرف انهم في النار محنة شديدة والله محنة شديدة وعظيمة ان تتمزق النفوس بين الحب الفطري للاهل والوالد والوالدة وبين حب الدين والاخلاص للدين فالحمد لله الذي عافانا من هذا الابتلاء ونسأل الله تبارك وتعالى ان يثبت يعني يثبت الايمان في قلوبنا وان يثبت من كتبها عليهم هذه المحنة. المحنة يعني كاخواننا المسلمين في الغرب او في الشرق الذين لم يكن اباؤهم مسلمين وماتوا على كفرهم. طيب الان نعود الى خيمة النبي صلى الله عليه وسلم النبي حسم الموقف بين عمر والعباس وقال للعباس اذهب به الى رحلك واذا اصبحت فاتنا به. فبات ابو سفيان عند العباس ولما جاء في الصباح قال له النبي صلى الله عليه وسلم ويحك يا ابا سفيان الم يأن لك ان تعلم ان لا اله الا الله فقال ابو سفيان بابي وامي ما احلمك واكرمك واوصلك واعظم عفوك لقد وقع في نفسي ان لو كان اله غيره يعني غير الله لقد اغنى عني شيئا بعد. يعني ابو سفيان الان دخل في التوحيد اهتز لقد كاد يقع في نفسي ان لو كان مع الله الهة اخرى لقد اغنى عني شيئا بعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحكى يا ابا سفيان الم يأن لك ان تعلم اني رسول الله فقال ابو سفيان بابي وامي ما احلمك واكرمك واوصلك واعظم عفوك اما هذه فلا يزال في النفس منها شيء هذا يخبرك ايضا عن صدق العرب حقيقة يعني شوف هو في هذا الموقف الذي ينجيه فيه الكذب لو كان يكذب لنجى. يعني آآ لكنه قلم آآ فهنا قال له العباس ويلك اسلم اسلم واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قبل ان تضرب عنقك يعني العباس يريد ان يقول له الموقف هنا لا لا يحتمل يعني يعني عدو في معسكر عدوه وبغير عهد ولا عقد. فعلى الاقل ينجو بنفسه فكأن ابا سفيان حسبها كأنه دخل في نفسه الايمان فها هنا اسلم ابو سفيان اسلام ابو سفيان هنا هو في حقيقته استسلام لقريش يعني ابو سفيان زعيم قريش اسلامه هو استسلام قريش. لانه ابو سفيان قائد وقائد قريش سيدها كبيرها صاحب قرارها وهنا من سياسة العباس رضي الله عنه قال يا رسول الله ان ابا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا اجعل له شيئا يعني ايه اجعل له ميزة اعطه آآ اعطه مزية اعطه مكافأة اعطه آآ وضع خاص فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم من دخل دار ابي سفيان فهو امن ومن اغلق عليه بابه فهو امن يعني الان طبعا هذا حقيقته قرار فرض حظر التجول لكنه جعل دار ابي سفيان من الاماكن الامنة التي من لجأ اليها كانه ارضى ما لدى ابي سفيان من الفخر ولكي يتم الامر على وجهه الاتم. فالنبي صلى الله عليه وسلم امر العباس ان يبقي ابا سفيان عنده وان يقف به في مضيق الوادي بحيث يمر الجيش امامه نستطيع يعني هذا نوع من الحرب الاعلامية او من الحرب النفسية وذلك لكي يقع يترسخ ويقرأ في نفس ابي سفيان انه لا مجال للمقاومة فذلك يحمله على ان يخذل قريشا وان يثبطها وان ينهاها عن التعرض لجيش النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي فالعباس فعل ما امره النبي صلى الله عليه وسلم فابو سفيان شاهد مشهد الجيش وكلما مرت به كتيبة طبعا القبائل في الكتائب في الجيوش الاسلامية كانت على القبائل فكلما مرت به كتيبة يقول ابو سفيان من هذا؟ فيقول العباس هؤلاء بنو كذا فيقول ابو سفيان ما لي ولبني فلان يمر مثلا اخرون يقول ابو سفيان من هؤلاء؟ يقول العباس مزينة يقول ما لي ولمزينة وهكذا حتى مرت كتيبة رسول الله الخضراء الكتيبة الخضراء التي فيها المهاجرون والانصار صفوة الجيش وهؤلاء كانوا مدرعين يعني الاسلحة كانوا مدرعين يلبسون الدروع لا يبدو منهم الا الحدق العيون وقال ابو سفيان ومن هؤلاء؟ قال العباس هذا رسول الله في المهاجرين والانصار قال ابو سفيان ما لاحد بهؤلاء طاقة والله لقد اصبح ملك ابن ملك ابن اخيك اليوم عظيما فقال العباس ويحك يا ابا سفيان انها النبوة ليست الملك وهنا بعدما تم هذا اسرع ابو سفيان الى مكة يحذرهم من التعرض للنبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم يا معشر قريش هذا محمد قد اتاكم بما لا قبل لكم به طبعا هنا مكة صدمت صدمتان بل ثلاث صدمات. اولا صدمة الخبر بانه جيش المسلمين قد صار على ابواب مكة فجأة والصدمة الثانية ان قائدهم وزعيمهم وسيدهم يدعوهم الى الاستسلام والصدمة الثالثة انه هو نفسه اسلم يعني يعني هو نفسه اسلم وجاء يعرض عليهم الاستسلام وهو الذي حمل الشعار لو حمل الامر من دخل دار ابي سفيان فهو امن ومن دخل البيت الحرام فهو امن ومن دخل بيته واغلق عليه بابه فهو امن طبعا اول من اعترض وتفاجأ كانت زوجته هند بنت عتبة هذه نادت في قومها طبعا هي مصدومة ايضا قالت اقتلوه بئس طليعة القوم انت يعني هو آآ خرج يستطلع الامور فعاد مسلما عارضا للاستسلام تقول بئس طليعة القوم انت واقتلوه ابو سفيان قال لهم لا تغرنكم هذه لا تغرنكم هذه عن انفسكم قد جاءكم محمد بما لا قبل لكم به فهنا تفرق الناس الى دورهم والى المسجد الحرام وهنا ايضا يجب ان نتوقف طويلا حول القيادة واهميتها. يعني اي شخص اخر غير ابو سفيان ما كان سيكون له هذا الاثر في مكة ولا كان يستطيع ان يحملها على الاستسلام لكن لانه سيدهم وزعيمهم فكان انهزامه واستسلامه فارقا وحاسما لكن نفرا من قريش لم يسمعوا لابي سفيان وعزموا على المقاومة فماذا فعلوا هذا ما نراه ان شاء الله في الحلقة القادمة. نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته