السيرة - الدورة (2) المستوى (1)

غزوة تبوك (العسرة) - المحاضرة 22 - السيرة - المستوى الأول 2 - الشيخ حمزة بن ذاكر الزبيدي

حمزة بن ذاكر الزبيدي

يا راغبا في كل علم نافع ويتقدم. تقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسيرة العلياء عاطرة الشداد. طيب يفوح لاهل كل زمان بشرى لنا زادنا كاذبين - 00:00:00ضَ

بالعلم كالازهار في البستان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد حياكم الله ايها الاخوة والاخوات الكرام في برنامج اكاديمية زاد في دروس السيرة النبوية العطرة - 00:00:40ضَ

على نبينا افضل الصلاة واتم التسليم اليوم باذن الله تبارك وتعالى نتحدث عن غزوة عظيمة من الغزوات التي آآ خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اصحابه اه الا وهي غزوة تبوك - 00:01:02ضَ

وهذه الغزوة تسمى بغزوة العسرة لما كان فيها من عسر الامر اولا في عسر العدو الذي سيلقونه وهم الرومان ومن معهم من متنصرات العرب وقبائل لخم وجذام وكذلك عسر في تجهيزاتها وكذلك عسر في - 00:01:20ضَ

النفقة على هذا الجيش الكبير الذي خرج وكذلك عسر من جهة اه يعني الوقت الذي كانت فيه هذه الغزوة حيث كانت في وقت الصيف والقيظ وقد اينعت الثمار اه تجمعت هذه العوامل لتجعل من هذه الغزوة اختبارا من الله سبحانه وتعالى لاوليائه المؤمنين وصحابة رسوله الكريم - 00:01:42ضَ

الله عليه وسلم بعد ان فتح الله تعالى على المسلمين وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بعد ان فتح عليهم مكة والحجاز ودخلت كلها في الاسلام خشي العرب التابعون للرومان من المسلمين في بلاد الشام من قوة الاسلام. خشيوا من ذلك. فان آآ تلك المناطق - 00:02:09ضَ

كانت تتوزع بين انهم اولياء للفرس والوثنيين او اولياء الرومان والنصارى آآ في تلك الفترة. وكانوا يتقسمون وكل واحد منهم يعني يبذل ولاءه للجهة التي يعني تحميه وتناصره فلما علموا بفتح مكة واستتباب الاسلام - 00:02:31ضَ

آآ في هذه المناطق في الحجاز وآآ في المدينة وغيرها خافوا من هذه القوة فقرروا فقرروا آآ ان يغزو المسلمين. قررت الروم ان تغزو المسلمين وجهزوا لذلك جيشا كبيرا آآ عرمرمن وعسكر جنوب بلاد الشام - 00:02:57ضَ

ومع هؤلاء الرومان كان اه قبائل اه لخم وجذام وكذلك متنصرة العرب نصارى العرب طبعا لما بلغ الخبر هذا للمدينة وصلت الاخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من فطنة آآ القيادة النبوية - 00:03:17ضَ

وادراكها لما يدور حولها ولما يتربص به الاعداء بهذه الامة بهذا المجتمع المسلم اه وانهم يحيكون لهم ويدبرون لهم. وصلت الاخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجهز لذلك تجهيزا وتخوف المسلمون حقيقة حتى انهم كانوا يذوقون آآ في موضوع هل غزى الرومان؟ هل جاء الرومان؟ هل هل - 00:03:37ضَ

هل وصل الرومان اه فعاشوا حالة من الظغط الشديد الرهيب على نفوسهم خوفا على الاسلام وعلى اه هذا الدين وعلى رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم ففرح المنافقون بذلك فرحا شديدا. لان هذا يعني يحقق شيئا من امنياتهم بالقضاء على هذا الدين - 00:04:03ضَ

ويحقق شيئا من التخفيف مما في نفوسهم من الحنق والغيظ على المسلمين ومن انتصارات المسلمين. فرحوا بذلك كما قال الله ان تصبن حسنة يعني اي حسنة في امر دينكم او امر دنياكم او رخاء او تقدم او نصر او كذا - 00:04:29ضَ

هنا يصيب المنافقين الهم والغم ويشعرون ان هذه مصيبة حلت عليهم واذا حل بالمسلمين مصيبة او جراح او فقر او حاجة فرحوا بها وطاروا بها وسعدوا بها ايما سعادة هذا شأن المنافقين الذين حاربوا الاسلام وحاربوا رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم - 00:04:51ضَ

جهز النبي صلى الله عليه وسلم للقيا الروم جيشا اه يصد هذا الغزو وحث الاغنياء على المساهمة في تجهيز هذا الجيش ان هذا الجيش كان يحتاج الى تجهيزات عالية مال يحتاج الى تزويد يحتاج الى تموين - 00:05:19ضَ

حتى لان المسافة بعيدة من المدينة الى تبوك. وعلى آآ اطراف بلاد الشام. فهم بحاجة الى زاد وبحاجة الى مال وبحاجة الى اه يعني اه مركوبات من الابل والخيول حتى تستطيع ان تحمل هذا الجيش - 00:05:39ضَ

بادر المسلمون كعادتهم وشاركوا جميعهم رضي الله تعالى عنهم لانهم كانوا كالبنيان المرصوص وكان يوهمهم امر فبذلوا نفوسهم واموالهم وما اتاهم الله عز وجل في نصرة هذا الاسلام وسعيا لتجهيز هذا الجيش لمقابلة - 00:05:56ضَ

هذا العدو اه الضاري اه حث النبي صلى الله عليه وسلم الاغنياء على ان يجودوا باموالهم فتبرع عثمان رظي الله تعالى عنه في البداية بالف دينار ومئة ومئة بعير ومئة فرس - 00:06:18ضَ

ثم قال من يجهز جيش العسرة وله الجنة تجهز رضي الله عنه بمئة بالف دينار ومائة من مائة بعير ومجموعة افراس حتى بلغ ما تبرع به عثمان رظي الله تعالى عنه عشرة الاف دينار ذهب - 00:06:36ضَ

وهذا في الوقت يعني يمكن ما يقارب يمكن نقول ان عشرة ملايين عشرة ملايين تبرع بها لتجهيز جيش العسرة. وكذلك تسعمائة بعير من الابل وكذلك مئة فرس كل هذا مشاركة من عثمان رضي الله تعالى عنه في تجهيز هذا الجيش المبارك. حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم؟ ما ضر عثمان بعد - 00:06:57ضَ

ما فعل بعد هذا اليوم؟ وهو من العشرة المبشرين بالجنة رضي الله تعالى عنهم. كما تبرع ابو بكر الصديق بماله كله. خرج من ماله كله لله تبارك وتعالى وتبرع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بنصف ماله بشطر ماله. وجاء عاصم بن عدي - 00:07:23ضَ

بتسعين وصقا من تمر زاد للناس تسعين وصقا وهذا يعني كمية ظخمة من التمور حتى يتزود بها المسلمون في اه جهادهم لعدوهم ولم يبق احد من الناس الا تبرأ حتى ان بعض الناس تبرع بالمدين من الطعام - 00:07:41ضَ

ماذا تسوون الدين؟ لكن عند الله عظيمة. يا اخي تمرة تتبرع بها في سبيل الله لوجه الله تبارك وتعالى تريد الله والدار والاخرة فان الله يأخذها بيمين ويربيها سبحانه وتعالى كما يربي احدكم فلوه او كما قال صلى الله عليه وسلم - 00:08:01ضَ

وهنا المنافقون دائما يعني يتدخلوا هم الوحيدين الذين بخلوا باموالهم فلم يشاركوا في شرف تجهيز هذا العظيم وتجهيز آآ الرسول صلى الله عليه وسلم من معه من المؤمنين لقتال الروم بخلوا باموالهم بل انهم لم فقط يقتصروا على البخل باموالهم وان - 00:08:18ضَ

انما اخذوا يلمزون المؤمنين الذين ساهموا في هذا التجهيز لهذا الجيش. فاذا رأوا انسان تبرع بمال ضخم اه سواء كان آآ دنانير او كانت دراهم او كان تمرا او كانت خيول او كانت آآ ابل قالوا ان هذا مرائي - 00:08:38ضَ

هذا يريد ان يرائي الناس ويتفاخر. واذا جاء بشيء قليل قالوا ان الله غني عن صدقتك فهم لا هم الذين ساهموا وانفقوا ولا هم الذين كفوا السنتهم عن المسلمين ان يساهموا في تجهيز هذا الجيش العظيم الذي امر النبي صلى الله عليه وسلم بتجهيزه. فانزل الله تبارك وتعالى الذين يلمزون المطوعين - 00:08:58ضَ

من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم جزاء وفاقا. سخر الله منهم. وكان الرجل يأتي وليس معه شيء. يعني ما عنده شيء يريد ان يشارك يا رسول الله احملني جاء اليه مجموعة - 00:09:18ضَ

من المسلمين قالوا يا رسول الله احملنا ليس لنا ما يحملنا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس لديه شيء يحملهم عليه. قال الله تعالى ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم - 00:09:35ضَ

قلت لا اجد ما احملكم عليه تولوا واعينهم تفيض من الدمع. حزنا الا يجدوا ما ينفقون. هؤلاء المؤمنين الصادقين الذين عذرهم الله سبحانه وتعالى ورفع عنهم الحرج. تمت هذه التجهيزات ماذا حدث بعد ذلك؟ فاصل ثم نواصل باذن الله - 00:09:45ضَ

عز وجل اقرأ انها اول كلمة نزلت من القرآن الكريم على قلب النبي الامين. صلى الله عليه وسلم. ان الامم طريقة هي الامم القائدة. لان القراءة والمعرفة تطرد الجهل والتخلف والخرافة. وقد بلغ حب العلماء - 00:10:05ضَ

القراءة مبلغا عظيما. قيل لاحدهم عند موته ما تشتهي قال النظرة في حواشي الكتب وقد اظهرت بعض الدراسات ان حوالي سبعين بالمئة من معلومات الانسان يحصل عليها عن طريق القراءة. ويتعلم الباقي بالاستماع والتجربة وغير ذلك. ولكي تكون قراءتك واعية - 00:10:39ضَ

فابدأ بالمرحلة التأسيسية حيث تنتقي كتب اهل السنة التي تضمن بها سلامة العقيدة. واذا قابلتك مصطلحات غامضة فاسأل عنها العلماء ولدفع النفور من القراءة. ابدأ بالكتب السهلة قبل الصعبة. وبالمختصرات قبل المطولات. ولدفع الملل - 00:11:07ضَ

استرح وارح عينيك وتحرك بين الحين والاخر ويمكن اذا مللت من كتاب ان تقرأ في غيره ولدفع شرود الذهن عليك بالصبر والمجاهدة والبعد عن المؤثرات الخارجية واستخدم الترقيم والتلوين لتمييز العبارات المهمة. واكتب الحواشي والتعليقات - 00:11:30ضَ

ولخص الكتاب. واستفد بما تقرأ لتكون ممن قال الله فيهم اولئك الذين هداهم الله واولئك اولئك هم اولوا الالباب الحمدلله على فضله تم تجهيز هذا الجيش في ظروف صعبة بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم. كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا خرج الى غزوة ور بغيرها - 00:11:55ضَ

حتى لا يتفطن الى ذلك الاعداء الا في هذه الغزوة. فان النبي صلى الله عليه وسلم قد صارح الناس جميعا انه قد عزم على غزو الروم وبين لهم موضح لماذا؟ لان العدو شديد - 00:12:43ضَ

وكذلك المسافة بعيدة جدا للناس يتهيؤون ويرتبوا انفسهم وكذلك لان يكونوا على استعداد من امرهم لان الامر جد آآ كبير خرج الرسول صلى الله عليه وسلم وتحرك الجيش الاسلامي بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم الى تبوك في شهر رجب من العام التاسع بقيادة الرسول الكريم صلى الله - 00:12:57ضَ

عليه وسلم. كان عدد الجيش قرابة ثلاثين الف. قرابة ثلاثين الف. هؤلاء من صفوة الناس من صفوة الخلق خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحر الشديد والقيظ الشديد والتعب الشديد والمسافة البعيدة لمقابلة جيش عرمرم عظيم وقتال - 00:13:18ضَ

مع الرومان ومن اه كان معهم من متنصرة العرب وقبائل الشمال خرجوا في ظل هذه الظروف الصعبة وبعضهم ترك مزارعه كانت عنده مزارع وقد اينعت آآ الثمار. لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:38ضَ

على اهله علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ترك علي في المدينة ليخلف النبي صلى الله عليه وسلم في اهله ويدور شؤونهم فتكلم المنافقون كعادتهم ولمزوا علي ابن ابي طالب وكأنهم يعني غمصوا من حقه كأنهم يقولون لو كان فيك خير مثل ما يقولون لاخذك معه - 00:13:54ضَ

فغمسوا من حقه وما تركك الا لانه كذا وكذا وكذا وهذه كعادة المنافقين تفتيت الصف الاسلامي هو تفريق آآ بين المسلمين والتحريش فيما بينهم وبلبلة الصفوف هذه من الفنون التي يجيدونها ولكن في ظل المجتمع المسلم فان هذه - 00:14:14ضَ

قضايا من المنافقين لا تنطلي عليهم. فتأثر رضي الله عنه بمثل هذا الكلام وقالوا ما تركك الا غمص من حقك خرج علي بن ابي طالب طالب ليدرك النبي صلى الله عليه وسلم ويلحق به - 00:14:34ضَ

في خارج المدينة آآ ذكر له ما يعني وقع في نفسه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الا ترضى ان تكون مني بمنزلة بمنزلة بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي. يعني ما يكفيك مكانة وشرف انك تكون مثلي يعني علاقتك معي كعلاقة هارون - 00:14:49ضَ

موسى عليه السلام لما ترك نبي نبي الله موسى عليه السلام ترك اخاه هارون يخلف في بني اسرائيل فهذا تشريف وتكليف لعلي ابن ابي طالب بدور عظيم فرده مرة اخرى الى المدينة ليكون في اهله - 00:15:10ضَ

عسكر النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش الاسلامي في ثنية الوداع وعان المسلمون في هذا المسير معاناة آآ شديدة من عسر الماء والزاد بل انهم حتى ان مضطر لان ينحروا ابلهم ويستخرجوا كروشها وما فيها من الماء ثم يعصرونها ليشربوا من ذلك الماء - 00:15:29ضَ

سميت هذه الغزوة العظيمة غزوة العسرة لما كان فيها من العسر آآ من النماذج العجيبة في مثل هذه الغزوة انه بعض الناس سبحان الله تثاقل بهم المقام فتخلفوا اغدا اخرج بعد غد وهكذا الشيطان - 00:15:49ضَ

يسول للانسان حتى يؤخره ويخلفه عن الخير وكان ممن حصل له ذلك اه ابو خيثمة رضي الله تعالى عنه فانه بعد ان اه سار الرسول صلى الله عليه وسلم بالجيش - 00:16:06ضَ

خارج المدينة متجها الى تبوك. اياما وصار الجيش اياما. رجع ابو خيثمة الى اهله في يوم حار. فوجد امرأتين له في عريشين لهما في بستان. يعني هو دخل البستان حقه. وزوجتيه وكل وحدة لها بيتها العريش المصنوع من جريد النخل - 00:16:22ضَ

ذلك وقد رشت كل واحدة منهما عريشها وبردت الارض بالماء وبردت له الماء. وهيأت له الطعام يعني شيء مغري فلما آآ دخل رضي الله تعالى عنه لما دخل عليها وقام على باب العريش فنظر الى امرأتيه وما صنعتا فقال - 00:16:42ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس الحر القيم الريح الحر وابو خيثمة في ظل بارد وطعام مهيأ وامرأة حسناء في ما له مقيم والله ما هذا بالنصف يعني والله ما هذا من العدل والحق - 00:17:04ضَ

ثم قال والله لا ادخل عريشا احداكن حتى تجهزوا لي حتى الحق برسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا انقذه الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى انقذه ان يكون من المتخلفين عن ان يتخلفوا عن رسول الله ويرغبوا بانفسهم عن نفس - 00:17:25ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم استدركته رحمة الله والله يحمي من يشاء من عباده. يكاد ان يهم بالخطأ والمعصية مخالفة لله ولرسوله ثم تدركه رحمة الله تبارك وتعالى فتحول بينه وبين ذلك. والله لا ادخل حتى تجهزوني وجهزوا له ثم - 00:17:45ضَ

ما مضى ليلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ويتراءى ذلك الركب من بعيد فيقول النبي صلى الله عليه وسلم كن ابا خيثم كن ابا خيثم فكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فكان ابو خيثمة فلما لقيه اخبره وقص عليه الخبر فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:18:05ضَ

لما بدر منه من هذه الخيرية والحرص على الخير. وايضا ابو ذر لما يعني تعطلت به دابته وضعفت واخذ متاعه على ظهره ومضى ماشيا ليلحق حتى ادرك النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك وقال - 00:18:25ضَ

كن ابا ذر كن ابا ذر فكان ابو ذر. فقال رحم الله ابا ذر يمشي وحده ويعيش وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده. رضي الله الله تعالى عنهم وارضاهم. وما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء اصدق لهجة من ابي ذر. ثناءات عظيمة على هؤلاء الذين - 00:18:43ضَ

يغالبون العقبات والعوائق ليكونوا في صف الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يتخلف عن امر الله ولا عن امر رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يرضوا لانفسهم ان يكونوا مع القاعدين. ولا يرضوا لانفسهم ان يتخلفوا عن رسول الله. وانهم يقدمون انفسهم على نفس رسول الله - 00:19:03ضَ

صلى الله عليه واله وسلم اقام النبي صلى الله عليه وسلم عشرون يوما بتبوق ولما علموا علمت الروم بمقدمه صلى الله عليه وسلم والجيش الذي جاء به واقام في تبوك هذه المدة عشرين يوما ولم يلق - 00:19:23ضَ

تفرق جيش الرومان وبث الله في قلوبهم الرعب. الرعب جند من جند الله يقذفه الله في قلوب اليهود لما كانوا متحصنين في حصونهم وقذف في قلوبهم الرعب كانوا في حصونهم ما ظننتم ان يخرجوا. وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب - 00:19:43ضَ

وهؤلاء قذف الله في قلوبهم الرعب فتفرقوا ورأوا ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم من قوة وجيش جاءوا نصرة لله تبارك وتعالى ولرسوله. فلما مكثوا هذه الفترة ولم يلقوا آآ حربا ولم يلقوا آآ ما يعني يزعجهم او يؤذيهم من قتال عدوهم ورأوا - 00:20:10ضَ

ان الله قد اعزهم قفلوا راجعين قفلوا راجعين. وكانت هذه الغزوة اه اختبار شديد للنبي صلى الله عليه وسلم. ومن معه من المؤمنين. استمرت هذه الفترة في قضاء النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك خمسين يوما. خمسة عشر يوما ذهابا - 00:20:34ضَ

عشرين يوم اقامة خمسة عشر يوما في طريق العودة من تبوك الى المدينة. وعادوا مظفرين لم ينالوا كيدا وكفروا الله المؤمنين القتال وعلم الله ما في قلوبهم من الخير فاتم لهم الرحمة واتم لهم المغفرة واثنى الله تبارك وتعالى عليهم - 00:20:55ضَ

ايما ثناء ثم لما آآ النبي صلى الله عليه وسلم في طريق عودتهم او في طريق مقامهم ايضا في تبوك. يعني كان يتكلم بعض المنافقون ويقولون كلاما قالوا قال بعض المنافقين ما رأينا مثل قرائنا - 00:21:15ضَ

ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء يعني اتهموا الصحابة بثلاثة اتهامات. ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. اتهموهم ثلاثة اتهامات ارغب بطونا انهم اكلة فقط حقين اكل - 00:21:39ضَ

وفيهم من الجشع واكذب السنا السنا اتهموهم بالكذب واجبن عند اللقاء تهمون بالجبن والخوف وعدم ملاقاة اعدائهم وماذا فعلوا؟ التاريخ يشهد انهم كانوا من اشجع الناس واكرم الناس خوف الناس واصدق الناس رضي الله تعالى عنهم وارضاهم - 00:21:58ضَ

ما الذي حدث جراء هذا الموقف اه الذي خذل الله فيه المنافقين واظهر ما في قلوبهم بعد الفاصل نتعرف على ذلك انيق المنظر طيب المخبر. مجالسته انفع مجالسة. ومؤانسته امتع مؤانسة. انه الكتاب. من - 00:22:19ضَ

خلاله نجالس العلماء والصالحين. قيل لابن المبارك الا تجلس معنا؟ قال ما اجلس الا مع الصحابة والتابعين يعني قراءة سيرهم. وقد كان العلماء مشغوفين بالكتب شراء وقراءة. قال ابن الجوزي - 00:22:54ضَ

ما اشبع من مطالعة الكتب واذا رأيت كتابا لم اره فكأني وقعت على كنز. ولو قلت اني طالعت عشرين الف مجلد كان اكثر طالب العلم لا تخلو مكتبته من الكتب الاساسية في شتى العلوم - 00:23:15ضَ

ففي التفسير مثلا تفسير السعدي وتفسير ابن كثير وفي العقيدة كتاب التوحيد والطحاوية والواسطية مع بعض الشروح. وفي الحديث الكتب الستة مع اهم شروحها. وهكذا بقية العلوم. وقبل الشراء استشر اهل الخبرة. ليدلوك على اهم الكتب - 00:23:34ضَ

وافضل الطبعات لا سيما ما حققه العلماء الثقات كالالباني وبكر ابي زيد احرص على التنويع في شراء الكتب ولا تقتصر على فن واحد او فنين. واعتن بكتب النوازل الفقهية والعقدية. ولا تبخل باعارة الكتاب - 00:23:57ضَ

وحافظ عليه ان استعرته. ولا تستكثر ما تنفقه في شراء الكتب. وصدق من قال تلك النفائس لو تباع بوزنها ذهبا لكان البائع المغبونا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - 00:24:17ضَ

وعلى اله وصحبه ومن والاه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد في هذه الغزوة العظيمة غزوة تبوك كان هنالك اختبار وتمحيص وفضح اما بالنسبة للاختبار فكان ما اختبر الله به المؤمنين - 00:24:50ضَ

واختبر به رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم من حبهم لله وتقديمهم لامر الله تعالى وطاعتهم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم مهما بدت الظروف صعبة وقد رضي الله عن المؤمنين - 00:25:09ضَ

الذين اتبعوا في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم من شدة ما يعني كان الامر صعبا ومهولا. لكن الله هو الحافظ الله هو المثبت. الله سبحانه وتعالى هو الموفق - 00:25:24ضَ

توفق هؤلاء المؤمنين الصادقين للثبات وفقهم للصدق. ووفقهم لنصرة نبيهم صلى الله عليه وسلم. ووفقهم للاستجابة لامر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم وايضا كانت هذه الغزوة فاضحة واضحة لهؤلاء المنافقين الذين طالما تدسسوا - 00:25:40ضَ

يعني بالخدع والاحابيل والمكر والكيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ودائما ما كانوا يقسمون لرسول الله وهم كاذبون كاذبون كما ذكر الله تبارك وتعالى في كتابه وفضحهم ثلث القرآن بل يكاد ان يكون ثلث القرآن في في هؤلاء المنافقين وفي فضحهم - 00:26:04ضَ

والدعائم للاسلام وحبهم للاسلام ولكنهم في نفس الوقت يكيدون للاسلام ولرسول الاسلام صلى الله عليه وسلم ولاهل الاسلام ولبلدان الاسلام ففضحهم الله تبارك وتعالى في كتابه واظهر عوارهم. من ذلك الموقف الذي ذكرناه قبل - 00:26:25ضَ

الفاصل لما تحدثوا وقالوا ما رأينا اكذب من قرائنا هؤلاء ارغب بطونا واكذب السنن واجبن عند اللقاء فقال عوف بن مالك كذبت ولكنك والله منافق من المنافقين. كيف تصف الصحابة بهذه الاوصاف؟ كيف تتجرأ على خيرة الناس على اصحاب محمد - 00:26:44ضَ

صلى الله عليه وسلم تتكلم عليه. والله لا يتكلم على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الا مريظ قلب والا فيه نفاق والا كيف يتجرأ على خيرة البشرية الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم قدموا انفسهم ضحوا بانفسهم واهليهم واموالهم - 00:27:07ضَ

وديارهم وبذلوا الغالي والنفيس. ونصبوا نحورهم لاعداء الله دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما تأخروا عنه ولا قدموا انفسهم عليه في يوم من الايام. بل كانوا يقدمونه صلى الله عليه وسلم ويحبونه وناصروه واووه وجاهدوا معه - 00:27:25ضَ

وبذل الغالي والنفيس من آآ آآ محبة لرسول الله وطاعة لله ورسوله. ثم يأتي بعد ذلك من يتكلم في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اي ديانة في ذلك؟ اي دين لك - 00:27:48ضَ

اي دين اي عقيدة؟ اي اي ايمان؟ من اين لك؟ ان تتكلم في اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء صفوة الخلق محبتهم ايمان وبغظهم كفر ونفاق كما اخبر الله سبحانه وتعالى. والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا - 00:28:01ضَ

بنا انك رؤوف رحيم اذا المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان طيب من اي صنف سيكون الانسان اذا لم يكن واحد من هذه انا لست انا وانت لست لسنا من المهاجرين الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله ولسنا من الانصار الذين اووه ونصروه في حياته صلى الله عليه وسلم - 00:28:32ضَ

فلتكن الثالثة الذين جاءوا من بعدهم الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك وفي الرحيم. اما الصنف الرابع الرابع نعوذ بالله ان يكون الانسان من هؤلاء - 00:28:54ضَ

فقال كذبت ولكنك منافق. والله لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وكان النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته فجاء المنافقون كعادتهم يحلفون ويكذبون والله يا رسول الله ما اردنا ما - 00:29:10ضَ

كلما كنا نخوض ونلعب وكنا نقطع هذا الطريق بهذه الاحاديث نتسلى بها كان لا ينظر اليهم ويقول قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. لا تعتذروا قد كفرتم. وهو يردد عليهم قل ابالله. وهم يا رسول الله انما كنا نخوضها. يا رسول الله انما بتلعب بايات - 00:29:27ضَ

يلعب الحديث عن رسول الله والطعن في عرظ رسول الله وعرظ الصحابة رضي الله عنهم وبايات الله انما كنا نخوض ونلعب هذا جواب هذا عذر قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون؟ لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. وكان لا ينظر اليهم وكان هذا رده صلى الله عليه وسلم - 00:29:56ضَ

حتى يقول الصحابة والله ان كنا ننظر اليه متعلقا برحل الناقة ورجلاه تخطان نسعى نعله في الارض والرسول لا ينظر اليهم وهو الرحيم انه يعلم ان هؤلاء شرذمة من الناس لا يستحقون ان ينظر اليهم بعين الاحترام وللتقدير او الرحمة - 00:30:20ضَ

قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم وفي الطريق في طريق العودة يتذكر النبي صلى الله عليه وسلم اقواما تركهم في المدينة حبسهم العذر اما عذر في مرض واما عذر لانه لم يجد ما يحملهم عليه. قال صلى الله عليه وسلم لاصحابه ان بالمدينة لاقوام ما سرتم - 00:30:41ضَ

ولا قطعتم واديا ولا صعدتم اه ولا صعدتم اه مرتفعا او كما قال صلى الله عليه وسلم الا كانوا معكم تركوكم في الاجر. قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال وهم بالمدينة حبسهم العذر - 00:31:07ضَ

وهذا اثبات لحق ايمانهم واعترافا بفظائلهم. والا ليدخل لبعظهم المسلمين شيء من رؤية نفسي وتميزهم عن غيرهم ان هذه النية الصالحة النية الصادقة في قلب المؤمن اذا اجتمعت هذه النية الصادقة والعزم الصادق - 00:31:24ضَ

وان لم يعمل الانسان هذا العمل فان الله يكتبه له. ما سرتم مسيرا ولا صعدتم مرتفعا ولا هبطتم واديا الا شاركوكم في الاجر وهم بالمدينة. حبسهم العذر. كان عندهم عذر - 00:31:45ضَ

حبسهم عن ان يشاركوكم ولما لاح للنبي صلى الله عليه وسلم معالم المدينة من بعيد وهم في طريق العودة قال يا هذه طابة هذه طابة من اسماء المدينة النبوية. هذه طابة هذا احد معلم كبير وضخمة. هذا احد جبل يحبنا ونحبه - 00:32:01ضَ

واستقبلته الناس وخرج النساء والصبيان والولائد يقابل هذا الجيش العظيم المظفر بقيادة النبي الملهم القائد المظفر صلى الله عليه وسلم ما اجمل ذلك الوفد! وما اجمل ذلك الاستقبال! هنيئا لذلك الجيش الذي قدم منتصرا - 00:32:22ضَ

مظفرا وهو يسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمقدم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنيئا لاولئك الذين خرجوا لاستقباله فرحا بسلامة الوصول وانشدوا طلع البدر علينا من ثنيات الوداع - 00:32:42ضَ

وجب الشكر علينا ما دعا لله داع. الله. ايها المبعوث فينا الله اكبر هذه هذه الانشودة الحلوة التي يهتف بها وترددها الارجاء فرحا بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:32:58ضَ

سالما غانما مظفرا. ولما وصل الى المسجد كان كعادته صلى الله عليه وسلم يبتدأ بالمسجد فصلى ركعتين تحية المسجد ثم جلس الى الناس فجاء اليه المنافقون يعتذرون اليه. يا رسول الله اه شغلنا بكذا ومنهم من يقول كنت مريضا ومنهم من يقول انشغلت بمالي وكنت - 00:33:15ضَ

ومنهم من يقول لم يكن لدي علم ومنهم من يقول كلهم قبل عذره الا اولئك الثلاث الذين صدقوا مع الله وهم كعب ابن مالك وهلال ابن امية ومرارة ابن الربيع وكلهم من اهل بدر - 00:33:35ضَ

هلال بن ربيعة ومرارة بن الربيع من اهل بدر الذين شهد الله لكن لحكمة ارادها الله سبحانه وتعالى فقد تخلفوا وصدقوا قال اما هؤلاء فقد صدقوا ثم اذهبوا حتى ينزل الله فيكم امرا ثم بعد ذلك نزلت الايات بعد ان هجرهم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة خمسين يوم - 00:33:51ضَ

من لا يكلموهم ولا يشاركوهم في شيء حتى ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا وانزل الله توبتهم وقال ابشروا لتهنكم توبة الله عليكم فتاب الله على هؤلاء النفر الذين تخلفوا وقام الصحابة - 00:34:11ضَ

الى كعب بن مالك ومن معه ثم احتضنه وقال طلحة لكعب ابن مالك يا كعب لتهنك توبة الله عليك. فقال كعب والله لا انساها لطلحة. المواقف في مثل هذه الشدائد لا تنسى - 00:34:31ضَ

اسأل الله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجمعنا برسوله صلى الله عليه وسلم وبصحابته الكرام في جنات الخلد ان يرزقنا شفاعته وآآ ان يسقينا من آآ حوضه الشريف آآ شربة لا نظمأ بعدها ابدا. والحمدلله رب العالمين - 00:34:47ضَ

تلك العلوم دروسها ميسورة في صرح علم راسخ الاركان للعلم كالازهار في البستان - 00:35:07ضَ