بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس التاسع والعشرون بعد المئة الثانية الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد بن عبدالله واله وصحبه ومن والاه وبعد قال الشيخ رحمه الله في معرفة دلالة الالفاظ الواردة في الكتاب والسنة وتفسيرها قال ومما ينبغي ان يعلم ان الالفاظ الموجودة في القرآن والحديث اذا عرف تفسيرها وما اريد بها من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك الى الاستدلال باقوال اهل اللغة ولا غيرهم. ولهذا قال الفقهاء الاسماء ثلاثة انواع نوع يعرف حده بالشرع كالصلاة والزكاة. ونوع يعرف حده باللغة كالشمس والقمر ونوع يعرف حده بالعرف كلفظ القبظ ولفظ المعروف في قوله وعاشروهن بالمعروف ونحو ذلك وروي عن ابن عباس انه قال تفسير القرآن على اربعة اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهله وتفسير يعرفه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله. من ادعى علمه فهو كاذب فاسم الصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك. قد بين الرسول صلى الله عليه وسلم ما يراد بها في كلام الله ورسوله وكذلك لفظ الخمر وغيرها ومن هناك يعرف معناها فلو اراد احد ان يفسرها بغير ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل منه. واما الكلام على اشتقاقها ووجه بدلالتها فذاك من جنس علم البيان وتعليل الاحكام وهو زيادة في العلم وبيان حكمة الفاظ القرآن لكن لكن معرفة المراد بها لا يتوقف على هذا. واسم الايمان والاسلام والنفاق والكفر هي اعظم من هذا كله النبي صلى الله عليه وسلم قد بين المراد بهذه الالفاظ بيانا واضحا لا يحتاج معه الى الاستدلال على ذلك بالاشتقاق وشواهد استعمال العربية ونحو ذلك. فلهذا يجب الرجوع في مسميات اتي هذه الاسماء الى بيان الله ورسوله فانه شاف كاف بل معاني هذه الاسماء معلومة من حيث الجملة للخاصة والعامة بل كل من تأمل ما تقوله الخوارج والمرجئة في معاني الايمان علم بالاضطرار انه مخالف للرسول. ويعلم وبالاضطرار ان طاعة الله ورسوله من تمام الايمان وانه لم يكن يجعل كل من اذنب ذنبا كافرا ويعلم انه لو قدر ان قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم نحن نؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك. ونقر بالسنتنا بالشهادتين. الا انا لا نطيعك في شيء مما امرت به عنه فلا نصلي ولا نصوم ولا نحج ولا نصدق في الحديث ولا نؤدي الامانة ولا نفي بالعهد ولا نصل الرحم ولا نفعل شيئا من الخير الذي امرت به ونشرب الخمر وننكح ذوات المحارم بالزنا الظاهر ونقتل من قدرنا عليه من اصحابك وامتك ونأخذ اموالهم بل نقتلك ونقاتلك مع اعدائك. هل كان يتوهم عاقل ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم انتم مؤمنون كامل الايمان وانتم من اهل شفاعة يوم القيامة ويرجى لكم ان لا يدخل احد منكم النار بل كل مسلم بالاضطرار يقول لهم انتم اكفر الناس بما جئت بما جئت به ونضرب رقابهم ان لم يتوبوا من ذلك. وكذلك كل مسلم يعلم ان شارب الخمر والزاني والقاذف والسارق لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يجعله مرتدين يجب قتلهم. بل القرآن والنقل المتواتر عنه بين ان هؤلاء لهم عقوبات غير عقوبة المرتد عن الاسلام كما ذكر الله في القرآن جلد القاذف والزاني وقطع عالشارع وهذا متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كانوا مرتدين لقتلهم فكلا القولين مما يعلم فساده بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم واهل البدع انما دخل عليهم الداخل لانهم اعرضوا عن عن هذا الطريق وصاروا يبنون دين الاسلام على مقدمات يظنون وصحتها اما في دلالة الالفاظ واما في المعاني المعقولة ولا يتأملون بيان الله ورسوله وكل مقدمات تخالف بيان الله ورسوله تكون ضلالة. ولهذا تكلم احمد في رسالته المعروفة في الرد على من يتمسك بما يظهر له من القرآن من غير استدلال ببيان الرسول والصحابة والتابعين. وكذلك ذكر في رسالته الى عبدالرحمن في الرد على المرجية وهذه طريقة سائر ائمة المسلمين. لا يعدلون عن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا وجدوا الى ذلك سبيلا لا لا يعدلون عن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا وجدوا ذلك سبيلا ومن بعد عن سبيلهم ووقع في البدع التي مضمونها انه يقول على الله ورسوله ما لا يعلم او غير الحق. وهذا مما حرمه الله ورسوله. وقال تعالى في الشيطان انما ايأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال تعالى الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق وهذا من تفسير القرآن بالرأي الذي جاء فيه الحديث من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار مثال ذلك ان المرجئة لما عدلوا عن معرفة كلام الله ورسوله اخذوا يتكلمون في مسمى الايمان والاسلام وغيرهما بطرق ابتدعوها. مثل ان يقولوا ان الايمان في اللغة هو التصديق والرسول انما خاطب الناس بلغة العرب ولم يغيرها فيكون مراده بالايمان التصديق. ثم قالوا التصديق انما يكون بالقلب واللسان او بالقلب الاعمال ليست من الايمان. ايقال لهم اسم الايمان في الشرع غير اسمه في اللغة. ويبين الشيخ ذلك فيما ننقله من كلامه في الحلقة الاتية ان شاء الله فالى تلك الحلقة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته