والى حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال من تزوج يعني متزوج كان له كأنه اكمل نصف دين وهذا الذي لم يتزوج ناقص دينه انه يعني فهمت عليكم الحديث المسؤول عنه هو قوله عليه الصلاة والسلام من تزوج فقد احرز نصف دينه فليتق الله النصف الثاني لا شك ان هذا الحديث لا يمكن فهمه الا على اساس استقرار حكم الزواج في ذهن السامع لهذا الحديث وفي ظني ان الاشكال الذي يقع في التسليم لحكم هذا الحديث هو انه قد قام في اذهان اكثر الناس ان الزواج سنة اي سنة ليست بفريضة والامر ليس كذلك الزواج لمن لم يتزوج او بمعنى ادق لمن لم يكن له زوجة فرض عليه يجب ان يسعى اليه سعيا حثيثا لثبوت الامر بذلك في الكتاب والسنة اما الكتاب فقوله تبارك وتعالى بالاية المشهورة فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع اما السنة وقوله صلى الله عليه واله وسلم بالحديث الصحيح الذي كنت ذكرته بمناسبة او مناسبات مضت في قصة الرهب الذين جاؤوا الى نساء النبي صلى الله عليه واله وسلم يسألونهن عن عبادة الرسول عليه السلام وعن تمتعه بنسائه فاستغربوا كيف ان النبي صلى الله عليه واله وسلم يأتي نساءه فخطب الرسول عليه السلام تلك الخطبة ولا داعي لذكرها مرة اخرى فانها معروفة ان شاء الله. والشاهد انه رد على كل منهم ما كان نذرها نذر نفسه عليه احدهم قال اما انا فلا اتزوج النساء فكان رد النبي صلى الله عليه واله وسلم اما انا فاتزوج النساء فمن رغب عن سنته فليس مني فالزواج فرض وليس بسنة للاية ولهذا الحديث ولقوله صلى الله عليه واله وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج ومن لم يستطع وعليه بالصوم فانه له وجاء يا معشر الشباب تزوجوا يقول الرسول عليه السلام ويبين السبب في ذلك فانه اغض للبصر واحصن للفرج ومما لا شك فيه ان هناك مقدمات للزنا اه بينها عليه الصلاة والسلام في بعض الاحاديث الصحيحة فهذا الحديث المذكور انفا يبين ان هذه المقدمات ينجو منها من تزوج لانه سمعتم انه قال فانه اغض للبصر واحسنوا للفرج اما تلك المقدمات فهو قوله عليه الصلاة والسلام كتب على ابن ادم حظه من الزنا كتب على ابن ادم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة وهذا الحديث فيه رد على بعض من قد يغتر بنفسه من الشباب حين يقول انا اغض البصر اغض البصر. يقول الرسول مكذبا كتب على ابن ادم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة المقدمات هذه لا محالة واقعة فيها اما الفاحشة الكبرى فقد وقد وقد كتب على ابن ادم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة فالعين تزني وزناها النظر والاذن تزني وزناها السمع واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي والفرج يصدق ذلك كله او يكذبه فاذا الزواج فرض لانه يحول بين الانسان وبين ان يقع بالكثير من المقدمات المحرمة المذكورة في سياق هذا الحديث كتب على ابن ادم حظه من الزنا وهو مدركه لا محالة فالعين تزني الى اخر الحديث. والفرج يصدق ذلك كله او يكذبه. ولذلك فيجب على المسلم المستطيع ان يتخذ الذريعة والمانعة له من ان يقع في الفاحشة الكبرى وذلك يكون بوسيلتين اثنتين الوسيلة الاولى الزواج لكن هذا مقيد بالاستطاعة لان الحج وهو اعظم من الزواج انما يفرض للمستطيع كما هو معلوم فالوسيلة الاولى ليحول المسلم بينه وبين الوقوع في المعصية انما هو الزواج فان لم يستطع قال عليه الصلاة والسلام فعليه بالصوم فانه له وجاء. وهنا لابد لي من وقفة وارجو ان تكون قصيرة وهي ان بعض الناس قديما وحديثا يفتون الشباب السائق الى الزواج ولكن لا يجد سبيلا اليه لسبب او اخر يفتونهم بل وبعضهم الف في ذلك او كتب في بعض المؤلفات ذلك يفتونهم بجواز العادة السرية الاستمناء وهذا آآ حرام على حرام كيف ذلك اولا خالفوا امر الرسول عليه السلام وثانيا خالفوا الاية الكريمة اما امره قوله عليه السلام فمن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء فالصوم هو الوسيلة بالنسبة للشاب الذي يخشى عليه ان يتغلب الطوقان الى الزواج ويرديه وعليه بالصيام بامر الرسول عليه الصلاة والسلام يعني ان امره صلى الله عليه واله وسلم هو الدواء وهو العلاج لكل شاب عنده رغبة في الزواج ولكن لا يستطيع كما ذكرنا فدواؤه الصوم لانه عليه الصلاة والسلام شبه هذا الصوم بالوجاء وهو خشي الحيوان الذي اذا خشي انقطعت شهوته عن انثاه فشبه النبي صلى الله عليه واله وسلم هذا الصيام بالوجاء فمعنى ذلك ان العلاج للسائق الى الزواج من الشباب ليس هو الاستناء وانما هو الصوم ذلك هو من الطب النبوي اما المخالفة للقرآن وقد قال تعالى بوصف عباده المؤمنين والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون ومن ابتغى وراء ذلك اي وراء الزواج والتسري طريقا لاخراج شهوته فاولئك هم العادون اي الباغون الظالمون فكيف يجوز لعالم مسلم ان يقدم علاجا للشباب الذي لا يستطيع الزواج يقدم لهم علاجا يخالف علاج الرسول عليه السلام يقول لهم يجوز الاستناء باليد ولا يأمرهم بصيام الذي امر به الرسول عليه الصلاة والسلام اليس هذا كالطبيب الذي يعلم ان الحبة السوداء مثلا شفاء من كل داء ويعلم طريقة استعمالها ويصف للمريض الخمر المحرم ويعرض عن هذا الوصف الذي جاء به عليه الصلاة والسلام لا شك ان هذه الفتاوى انما هي مع مخالفتها لهذا النهج النبوي الكريم فهي على وزان قول ذلك الماجن الشهير ابي نواس الذي كان يقول من حبه للخمر والاشكار بها وداوني كانت هي الداء لا يجوز هذا في دين الاسلام. لذلك اذا عرفنا هذه الحقيقة وعدنا الى قوله عليه الصلاة والسلام من تزوج فقد احرز نصف دينه فليتق الله في النصف الثاني وكأن النبي صلى الله عليه واله وسلم يشير بهذا الحديث الى قوله عليه الصلاة والسلام من يضمن لي ما بين فكيه وما بين فخذيه ضمنت له الجنة هذا اخر الجواب انظر خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة