التي دخلت على المسلمين بعضهم لشبهات يظنونها دلائل وبعضهم لاهواء يركضون خلفها التصوف الاسلامي كالاناشيد الاسلامية ليس لها اصل بالكتاب ولا في السنة وانما هناك حقائق ثابتة في الشريعة يستغلها بعض الناس تشديد امور ليست من الاسلام بسبيل حينما يناقش الصوفية المتعصبون لهذا الاسم يقولون التصوف الذي ندعو اليه هو ما جاء في السنة من الرغبة في زهده في الدنيا على الاخرة والتمسك بالاخلاق الاسلامية كما ذكرنا كلمة قصيرة في اول هذه الجلسة من الحظ على حسن الخلق. يقولون هذا هو التصوف. حينئذ لو وانحصرت الدعوة على هذا التفصيل التصيد فسوف لا يبقى هناك خلاف لو صحت الدعوة وحينئذ نطالب اهل التصوف بترك هذا الاسم لان له تاريخا وله معنى من يزيد على ما يدعونه من معنى ثابت في الشرع الا وهو حسن السلوك فان في التصوف امورا منكرة جدا اخطرها ما يدندن حوله كبيرهم المعروف بابن عربي الذي دفن في دمشق فانه رافع راية القول لوحدة الوجود المقصود بوحدة الوجود هو انه ليس هناك خالق ومخلوق. انما هي الطبيعة كما يقول العيون والداهريون الذين لا يؤمنون بان لهذا الكون خالقا تبارك تعالى عما يقول هؤلاء الظالمون كبيرا ابن عربي باتفاق كل من ينتمي الى التصوف ما وجدنا واحدا منهم يتبرأ منه فهو الذي يدندن دائما وابدا حول هذه الضلالة الكبرى الا وهي وحدة الوجود هو يقول مثلا في بعض كتبه وما الكذب والخنزير الا الى هنا وما الله الا راهب في كنيسة ويقول كل ما تراه بعينك فهو الله ويقول من يجري على نسقه وعلى مبدأه لما عبد المجوس النار ما عبدوا الا الواحد القهار هذا هو امام الصوفية ما نجد احدا من هؤلاء الصوفية الذين يتأولون التصوف لانه عبارة عن سلوك في حدود الشرع والتمسك بالاخلاق المحمدية ما نجد واحدا من هؤلاء يتبرأ من ابن عربي. ونحن التقينا مع كثير من هؤلاء المتصوفة وناقشناهم في عبارات ابن عربي الكافرة وقد ذكرت لكم انفا امثلة منها فما وجدنا منهم تجاوبا معنا على انكارها بل قال لي احدهم انا اذا قرأت كتاب الفتوحات المكية مثلا لابن عربي واشكلت علي عبارة هكذا يقول اضعها على الله مؤقتا وكلما مررت بمثلها من عبارات المشكلة ايضا وضعتها على الرفض. حتى يتوفر لدي عبارات اخيرة من عبارات ابن عربي يقول بعد ذلك اخلو في خلوة تعرفون خلوات الصوفية ان يجلس في غرفة لا نور فيها ويزيد نفسه ظلما بعد ظلمه فينصب ساقيه ويضع رأسه بين ركبتيه ويغمض عينيه ظلمات بعضها فوق بعض هكذا نص من من لا يعتبر من ظلالة الصوفية بل هو من كبار علماء الشافعية وهو الامام زالي في اول كتابي احياء علوم الدين يضع ادب المريد اذا اراد ان يتلقى الالهام من رب العالمين هكذا يجلس في غرفة مظلمة وينسف ساقيه ويضع رأسه بين ركبتيه ويغمض عينيه يتلقى ما ينزل عليه من الالهام لا يقولون من الوحي لانه صدم للشرع صريح. يسمون الوحي بالالهام من باب المغوطة فهذا الصوفي وقد مات في دمشق قريب ليس ببعيد قال لي فاذا تجمعت عندي بعض المشكلات عملت خلوة وانصرفت عن الناس واذكر الله واعبد الله يقول الله يفتح عليك ويفهم تلك العبارات على الوجه الصحيح فقلنا له هب ان هذه العبارات يمكن ان يستخرج بعض منها معاني صحيحة ولكن اين انتم مما ادبنا النبي صلى الله عليه واله وسلم بمثل قوله كما ذكرت لكم في بعض الجلسات السابقة لا تكلمن بكلام تعتذر به عند الناس يقول لذاك الصحابي الذي قال للنبي ما شاء الله وشئت يا رسول الله اجعلت لي لله ندا؟ قل ما شاء الله وحده اين قول هذا الصحابي؟ ما شاء الله وشئت من قال ابن عربي كل ما تراه بعينك فهو الله. هذا كفر صريح فلو فرضنا المستحيل ان لمثل هذه العبارات معاني صحيحة. لكن لا يجوز التلفظ بها لانها خلاف تأديب الرسول عليه السلام لامته باختصار ان في التصوف ضلالات كبيرة وكبيرة جدا اكبرها القول بوحدة وجود و الداعي اليها بن عربي ولا يزال في رأس القائمين ومن العارفين بالله عند مدعي التصوف عن ثقافات وخرافات توجد في قصصهم وفي آآ اسفارهم وفي رياضاتهم كما يقولون ولذلك فلو كان في التصوف شيء حسن مشروع فلا شك ان الاسلام قد سبق ذلك بمراحل كبيرة ولا يوجد شيء خارج الاسلام. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة