قد يستغرب البعض حين اقول انه لا يستطيع احد ان ينفرد او ان يستقل بفهم القرآن ولو كان اعربا عربي وافهمهم والسنهم واكثرهم بيانا ومن يكون اعرب وافهم للغة العربية من اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم الذين انزل القرآن بلغتهم ومع ذلك فقد اشكلت عليهم بعض الايات لم يفهموها فتوجهوا الى النبي صلى الله عليه واله وسلم بسؤاله عنها من ذلك ما اخرجه الامام البخاري في صحيحه والامام احمد في مسنده عن عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لما تلا على اصحابه قوله تبارك وتعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن واولئك هم المهتدون شقت هذه الاية على اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم كما شق عليهم ايات اخرى لا لانهم لم يفهموها كهذه وانما لما كان فيها من حكم فيه شيء من الشدة لست الان في صدد ذلك وانما انا في صدد بيان ما اشكل عليهم من هذه الاية الكريمة الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قالوا يا رسول الله واينا لم يظلم واينا لم يظلم يعنون بذلك انهم فهموا الظلم في هذه الاية الكريمة انها تعني اي ظلم كان سواء كان ظلم ظلم العبد لنفسه او كان ظلم العبد لصاحبه او لاهله او نحو ذلك فبين لهم الرسول عليه السلام ان الامر ليس كما تبادر لاذهانهم وان الظلم هنا انما هو الظلم الاكبر وهو الاشراك بالله عز وجل وذكرهم بقول العبد الصالح لقمان اذ قال لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم فاذا كان اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم وهم العرب الاصحاح اشكل عليهم هذا اللفظ من هذه الاية الكريمة ولم يزل اشكال عنهم الا ببيان النبي صلى الله عليه واله وسلم هذا هو الذي اشار الله عز وجل بالاية السابقة وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. ولذلك خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة