فرقة ناجية عالمها ليست فقط كما يدعي جماعات اخرى في هذا الزمان ومن قبل هذا الزمان هذه الفرقة ليست على متوى فقط انها تنتمي الى العمل بالكتاب والسنة فان هذا الانتماء لا يستطيع احد من المسلمين ولو كانوا من الفرق الخارجة عن الفرقة الناجية لا تستطيع اي فرقة من تلك الفرق قديما او حديثا ان تتبرأ من الانتماء الى الكتاب والسنة لانها ان فعلت وقد رفعت عدم الخروج عن الاسلام ولذلك فكل الجماعات الاسلامية وكل الفرق الاسلامية هذه الفرق التي ذكرها الرسول عليه السلام او اشار اليها في الحديث السابق كلها تشترك على كلمة واحدة الا وهي الانتماء الى الكتاب والسنة اما الذين اشرنا اليهم في مطلع هذه الكلمة من السلفيين وغيرهم ممن ينحون منحاهم وقد يتسمون بغير هذا الاسم فهؤلاء يختلفون عن كل الطوائف الاسلامية الاخرى بانهم ينتمون الى شيء اخر هذا الشيء الاخر هو اللي هيصمت من الخروج عن الكتاب والسنة باسم التمسك والكتاب والسنة الا وهو التمسك بما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم من اتباعهم واتباع اتباعهم الا وهم القرون المشهود لهم بالخيرية في الحديث الصحيح بل الحديث المتواتر الذي قاله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا وهو خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فاتباع هؤلاء الجيل الاول جيل الصحابة الانور الاطهر ثم الذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالامام. هؤلاء لابد لكل من اراد ان يكون من الفرقة الناجية ما بد ان ينتمي الى العمل بما كان عليه هؤلاء الصحابة والتابعون وهم السلف الصالح الذين نحن نقتدي بهم وليس هذا الامر من وجوب الاقتداء بهؤلاء السلف الصالح بالامر المبتدع بل هو الامر الواجب الذي جاءت الاشارة اليه بل التصريح به بمثل قوله تبارك وتعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا والله تبارك وتعالى قد ذكر في هذه الاية تحذيرا شديدا عن مخالفة الرسول صلى الله عليه واله وسلم ومشاققته ثم عطف على ذلك فقال ويتبع غير سبيل المؤمنين ولا شك ان هذا المؤمنين الذين حذر الله تبارك وتعالى الناس من المسلمين ان يخالفوا سبيل المؤمنين لا شك ان هؤلاء انما هم الذين ذكروا بالاية السابقة من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان فقد رضي الله عنهم ورضوا عن ربهم ذلك هو المعيار الذي يفرق بين المسلم الذي ينتمي بلسانه الى الكتاب والسنة ثم قد يخالف الكتاب والسنة حينما لا يرجع الى العصمة من مخالفة الكتاب والسنة الا وهو التمسك بما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم فانتم الان امام نص من الاية ومن الحديث الصحيح ذكرت الاية سبيل المؤمنين وذكر النبي صلى الله عليه واله وسلم اصحابه كما ذكر سنة الخلفاء الراشدين في الحديث الاخر الصحيح الذي رواه جماعة من اصحاب السنة منهم ابو داوود والترمذي والامام احمد وغيرهم عن العرباض ابن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا اوصنا يا رسول الله قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان ولي عليكم عبد حبشي وانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وفي الحديث الاخر وكل ضلالة في النار فتجدون النبي صلى الله عليه واله وسلم في هذا الحديث ايضا عطف سنة الخلفاء الراشدين على سنته عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث يلتقي مع حديث الفرقة الناجية ويلتقي مع قوله تعالى في الاية الثانية الا وهي قوله تبارك وتعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى وان يتبع غير سبيل المؤمنين ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ولذلك فلا يجوز للمسلم باسم اتباع الكتاب والسنة ان يتبع اراء او اقوالا تخالف ما كان عليه سلفنا الصالح ذلك لان ما كانوا عليه هو تبياد للكتاب والسنة وانتم تعلمون جميعا ان السنة هي بنص القرآن الكريم تبيان للقرآن الكريم. كما قال الله تبارك وتعالى مخاطبا شخص النبي صلى الله عليه واله وسلم بقوله وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم فكما ان النبي صلى الله عليه واله وسلم تولى بيان القرآن خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة